رواية لما قابلتك الفصل الثامن بقلم نوري
كل اللي في البيت عرفوا باللي حصل وأننا مطلوبين في القسم، بابا ثار ورفض اني اروح خصوصاً لما عرف انها حاولت تنتحر ودخلت المستشفى وخاف من عواقب اني اروح اشهد ضدها
• انا قولت لا يعني لا، بنتي مش هتروح في حتة ولا ليها دعوة بالحكاية دي
* يا عمي انا مقدر خوفك عليها، وانا نفسي مكنتش عايز ادخلها في الحوار دة، لكن الظابط طالب أقوالها وعايز يسمع منها ومني
• هو انت جاي تقنعني بأية يا سيف، دة بدل ما تخاف عليها ومتعرضهاش لحاجة زي كدة، هي دي الأمانة اللي امنتك عليها
* اقسملك بربي اني ما كنت ناوي اقولها اصلا على اي حاجة ولا عن زيارة عزيز ليا في الورشة، لكن الموضوع كبير وروان دي انا مضمنهاش، حتى وهي في المستشفى اتوقع تعمل اي حاجة تأذي بيها ليلى أو اي حد حواليها بتحبه عشان تكسر قلبها
• يادي روان وسنينها و وجع القلب اللي جالنا منها، مش كفاية إنها كانت هتتسبب في موتك
* انا مش مهم، المهم ليلى، وانا مقدر خوفك عليها
• وخوفي عليك انت كمان مش هي بس، انت ابني اللي مخلفتوش يا سيف، انا قلقان عليكم انتوا الاتنين، الموضوع كله مش مريح قلبي
مسكت ايده وطبطبت عليها برفق
* متقلقش، مفيش حاجة تانية هتحصل، واوعدك إن ليلى مش هتتأذي، هفديها بروحي
• اوعدني تخلي بالك على نفسك كمان، لأن غلاوتك عندي متقلش عن غلاوتها، ولأن هي من غيرك هتضعف ومش هقدر تكمل
* اوعدك يا عمي
حقه يخاف ويترعب عليها كمان، اللي حصل مكنش متوقع أبداً، ليه كمية الشر دي ممكن تكون في بني آدم، عمر ما حد فينا داسلها على طرف رغم معارضتنا لتصرفاتها، لكن رغم كل دة، بحمد ربنا إن اللي حصل كان معايا مش مع ليلى، وأنها مقدرتش تمسها بسوء، لأنها طبعاً كانت عايزة تتخلص مني الأول لأنها عارفة اني لا يمكن اسكتلها لو فكرت بس تقرب من ليلى
استأذنت من عمي وطلعت على شقتنا، دخلت اوضتي وقعدت على السرير وانا بمسك راسي بتعب، دماغي وجعاني من كتر التفكير والأحداث اللي مرت عليا في اليوم، فردت جسمي وحطيت راسي على المخدة وانا بغمض عيني، يمكن السيناريوهات المرعبة اللي في دماغي تروح وانام، لكن بعد شوية اتفتح الباب ودخلت أمي
: سيف، انت نمت يا حبيبي
* لا يا ماما اتفضلي
فتحت النور وقربت تقعد جمبي، سندت على شباك السرير وقعدت قصادها، عيونها كانت مليانة دموع، اتخضيت عليها وقربت مسكت ايديها
* مالك يا حبيبتي
شدتني لحضنها وفضلت تعيط، ماسكة فيا بأيديها الاتنين وكأني كل ما تملك في الحياه، مش كأني .. هي فعلاً ملهاش غيري، لفيت ايديا حواليها وضميت راسها لصدري وانا بطبطب عليها
* ليه الدموع دي بس
: خوفت عليك اوي، كنت هتضيع مني
* الحمد لله ربنا ستر، وانا بقيت كويس اهو، متعيطيش بقا
: انا مليش غيرك يا سيف، انت ابني الوحيد اللي طلعت بيه من الدنيا، حتة من ابوك اللي كان حبيبي وكل حاجة في الدنيا دي، لما وقعت قدامي وانت سايح في دمك اتجننت، رجلي مشالتنيش بعدها واغمى عليا، اول ما فوقت نزلت اجري على السلم زي المجنونة بدور عليك في الشارع، دمك كام مغرق قدام ورشتك وجواها كمان، قلبي اتقبض وفضلت اصرخ لحد ما عمك ابراهيم جيه ولما عرف باللي حصل خدنا كلنا وجينا المستشفى، الساعة اللي قعدتها في العمليات عدت عليا كأنها سنة، كنت عايزة اشوفك واطمن عليك بأي طريقة، لحد ما الدكتور خرج وطمنا وشوفتك قدامي، ساعتها حسيت اني رجعت للحياة من تاني
شديت من ضمتي عليها وانا بحاول أهديها، مكنتش قادرة تبطل عياط وماسكة فيا بكل قوتها
: فوق دة كله يطلع إنه كان متخطط وانك كنت مقصود، طب ليه، عملتلها اية عشان تعمل فيك كدة، دة انت الكل بيشهد بأخلاقك وأدبك وعمرك ما اتعرضت لحد، يبقى ليه كل الكره دة ناحيتك
* عشان هي مش سوية، عايزة تأذي اي حد حواليها مبسوط وعنده اللي مش قادرة تملكه، رغم إنها لو رضت باللي مكتوبلها هتلاقي أنها مش ناقصها حاجة
: دي طلعت حية بجد، ربنا يصرفها عنكم ويكفيكم شرها
* يارب يا أمي، ادعيلنا كتير
: بدعيلكم دايماً يا حبيبي
كنت قاعدة في اوضتي من بعد ما قابلت سيف، مخرجتش منها أبداً ولازمة السرير ودموعي على خدي، مش قادرة اصدق أنه كان ممكن يموت بسببي، ليه تعمل كدة؟ اية اللي حصل يخليها تفكر بالبشاعة دي، انا ازاي كنت مخدوعة فيها بالشكل دة، بس انا اللي غلطانة، انا اللي مسمعتش كلامهم من الأول وبعدت عنها، انا السبب في اذيته، مكنتش ببطل عياط من ساعة ما سمعت اللي حصله النهاردة وإن الأمور في يوم وليلة اتطورت بالشكل دة
: ليلى، هتفضلي قاعدة تعيطي طول الوقت كدة
_ سيبيني يا شهد ارجوكي، انا عايزة ابقى لوحدي
: لا مش هسيبك انتي كدة هتتعبي أكتر
_ أنا تعبانة فعلاً، مش قادرة أتنفس من كتر اللي الوجع اللي جوايا
: طب خدي، انا عملتلك ليمون يهدي اعصابك، اشربيه واتكلمي معايا بدل ما تدفني نفسك في أفكارك
_ اتكلم وأقولك إيه؟ إنه كان ممكن يموت بسببي؟ إن في حد كان شايف إني سبب كفاية عشان يخلص عليه؟
: انتي مش السبب، محدش في الدنيا له الحق يعمل كده، والذنب ذنبها هي
_ لأ، دة ذنبي انا، لو كنت قطعت علاقتي بيها من الأول زي ما كلكم قولتولي، لو كنت فهمت من بدري، مكنش كل دة حصل
: يا حبيبتي انتي ملكيش اي ذنب، هي اللي إنسانة مريضة ومش سوية، كلها على وحقد من ناحيتك
_ ليه؟ هو انا فيا اية زيادة عن كل البنات ولا حتى بملك اية
: بتملكي قلب مفيش اطيب ولا أحن منه بيخلي كل اللي يشوفك يحبك، قلب بيحب من غير ما يحسب، وبيدي من غير ما يستنى يرجعله حاجة، ده اللي يخلي اللي فيهم مرض يكرهوكي
حطيت ايدي على راسي بتعب
_ انا دماغي وجعتني جداً
: عشان كدة بقولك اهدي وبطلي عياط، لازم ترتاحي وتبطلي توتر عشان مشوار بكرا اللي رايحاه دة
_ ربنا يستر ومنتفاجأش بحاجة تانية
: إن شاء الله لا، انتي بس متتوتريش وسيف هيكون معاكي، لو ينفع اجي مكنتش أتردد بس بابا مش هيوافق
_ لا ملوش لزوم، انا اصلا مرعوبة من دخلة المكان دة، بس سيف طمني
: سيدي يا سيدي، اما الواد سيف دة طلع راجل بجد، واقف في ضهرك زي الجبل
_ هو انا بحبه من فراغ
: حقك والله، المهم، ارتاحي انتي دلوقتي، وانا هخرج اساعد ماما في العشاء وارجعلك
_ ماشي حبيبتي
خرجت وفضلت مكاني، مسكت الموبايل اقلب فيه عشان اشغل دماغي بأي حاجة، لكن تليفوني رن بأسمه ف رديت عليه
* صاحية؟
_ ايوا، طمني عليك
* الحمد لله
سكت شوية وكأنه مش عارف يقول اية
_ مالك؟ انت كويس
* مش عارف
_ قولي حاسس بأية
* مخنوق، هو انا ينفع اشوفك؟
_ دلوقتي؟
* ايوا، لو تقدري تطلعي البلكونة اطلعي
_ طب ثواني
لبست الاسدال ولفيت الطرحة وطلعت البلكونة واحنا لسة مع بعض على التليفون، بصيت لفوق لقيته واقف مستنيني
* وحشتيني
_ سيف .. اتلم
* هو انا عملت حاجة
_ ايوا، مينفعش تقولي كدة واحنا لسة متجوزناش
* عندك حق، انا اسف
_ ولا يهمك، قولي مالك بقا
* انتي اللي مال صوتك
_ لا مفيش
* معيطة مش كدة
سكت ومردتش
* انا مقدر انك زعلانة عليها، بس..
بصتله بصدمة من اللي بيقوله
_ انت اكيد بتهزر يا سيف، هي بعد اللي عملته دة انا هزعل عليها؟
* طب مالك
_ حاسة بالذنب من ناحيتك
صوتي اتخنق وعيوني لمعت بالدموع
* من ناحيتي انا؟ ليه بس
_ عشان انا السبب في اللي حصلك، لو كنت سمعت كلامك مكنش دة حصل، انت اتأذيت بسببي لأنها كانت عايزة توجعني بأي طريقة
* اية الكلام الفارغ دة
_ دة مش كلام فارغ دي الحقيقة
* مفيش الكلام دة، انتي ملكيش ذنب، مكنتيش عارفة اللي هيحصل ومكملة يعني، وبعدين فداكي
_ فدايا اية بس يا سيف، انت دمك كان سايح على أيدي وكنت هموت من الخوف عليك
* صحيح تعالي هنا، هو انتي ازاي تبقي شايفة الدنيا مقلوبة وكل واحد في ايده سكينة وتنزلي تجري وسط الناس كدة، افرضي كان جرالك حاجة
_ مكنتش شايفة غيرك قدامي، انا كنت خايفة عليك انت وبس
* ولو، مهما يحصل اوعي تعملي كدة تاني، كان ممكن يجرالك حاجة وساعتها بجد مكنتش هسامحك ولا اسامح نفسي
_ لا ما انت إن شاء الله مش هيحصلك حاجة تاني وتوجع قلبي عليك
* إن شاء الله، ونعيش حياتنا احنا الاتنين بخير، واتجوزك بقا
ضحكت على كلمته الأخيرة في سري وحبيت اراوغه
_ سيف، انا حاسة أننا اتسرعنا في موضوع جوازنا
* نعم يختي
_ وطي صوتك بابا يسمع
* بابا يسمع؟ دة انا هسمع الحارة كلها بينا
_ انت مش متحضر على فكرة
* لا خلي بالك دة انا شوارعي، ميغركيش النسخة اللي بتشوفيني بيها دي
_ يا سيف مهو احنا فعلا اتسرعنا، انا معرفكش
* مش مهم
_ ازاي يعني
* يعني عايزاني اعمل اية
_ نأجل خطوبتنا سنتين تلاتة كدة لحد ما نعرف بعض كويس، إذا اتفقنا تمام، متفقناش..
* هكسر دماغك
_ يا سيف بقا
*بقولك اية، انسي الهبل اللي بتقوليه دة، خطوبتنا هتتعمل بعد افتتاح المركز، ولا اقولك، انا هقول لعمي نخليها كتب كتاب على طول، وتبقي تتعرفي عليا براحتك
_ اية اللي بتقوله دة
* بديكي فرصة تتعرفي عليا براحتك
_ لا ما انا عارفاك
* يا شيخة دلوقتي عارفاني
_ بهزر يا سيف مبتهزرش
* اة منكم يا بنات حواء
قلب الترابيزة عليا ابن حياه، مطلعش سهل، بس اعمل اية بحبه، فضلنا نتكلم طول الليل، كان بيحاول يطمني وميسبنيش لدماغي، وانا مكنتش ببطل انكشه واضايقه، بحس إن دي لغة حبي
جيه تاني يوم، كنت صاحية من بدري لكن قاعدة في الأوضة مخرجتش، لما قرب الميعاد قومت وجهزت وانا بدعي ربنا يسترها وميحصلش حاجة تاني، طلعت برا لقيتهم كلهم قاعدين في الصالة، استغربت إن بابا موجود ومرحش شغله
_ بابا انت هنا، مروحتش شغلك ليه يا حبيبي
• هاجي معاكي
_ تيجي معايا فين بس ليه تتعب نفسك
• اتعب نفسي اية انا مش هسيبك، رجلي على رجلك لحد ما نرجع البيت دة سوا
_ حاضر، اللي تشوفه
بعد شوية جيه سيف ونزلنا احنا التلاتة، طول الطريق كان بابا ماسك أيدي وبيطمني، وسيف عيونه عليا في المرايا وبيبتسملي، وصلنا قدام القسم، نزل سيف وفتحلي الباب اللي جمبي، كنت مترددة انزل وعايزة ارجع، لكن مفيش فايدة من الهروب، لازم أواجه، أواجه خوفي، واواجه الحقيقة، حقيقتها المرة اللي كنت معمية عنها بسبب غبائي، نزلت من العربية ودخلت معاهم لجوا، سيف راح على عسكري واقف قدام اوضة وقاله يبلغ الظابط إننا برا، كنت ببص على كل حاجة حواليا، العساكر اللي في كل مكان، والزنزانات اللي مليانة ناس، منهم اللي شكله خطر، ومنهم اللي شكله ميدلش على أنه عامل اي حاجة، رجع العسكري وبلغنا بالدخول، دخلنا واستقبلنا الظابط اللي جوا
: اهلا بيكم، اتفضلوا اقعدوا
قعدت انا وبابا جمب بعض وسيف قعد قدامنا
: اذيك يا انسة ليلى
_ الحمد لله
: انا بعتذر طبعاً اني خليتك تيجي لحد هنا، بس انا محتاج اسمع منك انتي بالذات كام حاجة
_ اتفضل
: ليلى .. ممكن تقوليلي علاقتك بروان كانت عاملة ازاي
_ كنا صحاب
: صحاب من امتى؟
_ من ايام ثانوي، كانت معايا في المدرسة
: مممم، يعني علاقتكم كانت قوية
_ ايوا
: طب هل كان بيحصل بينكم اي خلافات
_ كانت خلافات بسيطة بتخلص في ساعتها زي اي أصحاب
: زي اية الخلافات دي
_ يعني .. كانت أحياناً بتبقى عايزة تروح مكان وتاخدني معاها من غير ما اعرف اهلي ف كنت برفض وبنختلف
: مكان زي اية
بصيت لبابا وسيف بتردد
: مكان زي اية
_ زي ديسكو
الاتنين بصولي والدهشة باينة على ملامحهم
: كنتوا بتختلفوا في اي تاني، تصرفاتها عمتا وطريقة لبسها وخروجاتها
: بس علاقتكم استمرت عادي لدرجة أنك اخدتيها المصنع تشتغل معاكي
_ ايوا
: وأية سبب إنكم تقطعوا مع بعض
_ اني اكتشفت انها مش سوية من ناحيتي
: واكتشفتي دة ازاي
حكيتله يومها اللي حصل والاسورة اللي كسرتهالي بعدها، بابا كان بيسمع وهو مندهش أنه ميعرفش كل دة، وسيف كان بيطمني ويشجعني بعينيه اني اكمل
: تعرفي واحد اسمه مؤمن
_ ايوا، كانت حكتلي عنه
: شوفتيه قبل كدة
_ لا، ولا مرة
: تمام يا ليلى، احنا كدة خلصنا
* هو مين مؤمن دة يا باشا
: دة واحد كانت تعرفه روان، الواد اللي مسكناه في الخناقة اعترف عليه، ولما جيبناه هنا قال إن روان طلبت منه يعمل فيك كدة لانك مش سايبها في حالها وبتضايقها في الرايحة والجاية
* مفهوم
: تقدروا تتفضلوا دلوقتي، ولو في اي جديد هبلغكم
_ هو .. هو انا ممكن اروح أشوفها
* نعم؟
• تشوفي مين يا بنتي
_ روان
* مستحيل طبعاً
_ ارجوكم انا محتاجة اشوفها، المرة دي بس
* ليلى انتي بتقولي اية
_ عشان خاطري يا سيف، المرة دي بس
بعد محاولات كتير معاه هو وبابا وافقوا بالعافية، روحنا المستشفى اللي هي فيها و وصلنا لاوضتها، لقينا مامتها وباباها قاعدين قدام الأوضة، ملامحهم هلكانة لكن كانت جامدة، اول ما شافونا حطوا وشهم في الأرض، بابا قرب من والدها وسلم عليه و واسيه، عيونه دمعت وفضل يتأسفله كتير على اللي حصل منها وقاله أنه اتبرى منها، لكن بابا فضل يواسيه ويقوله إنه مش ذنبه اي حاجة حصلت، سيف اخدني وقال للعسكري اللي على الباب بأني عايزة اشوفها، طلع أنه كان متبلغ بالزيارة دي وسمحلي بخمس دقايق بس، سيف كان عايز يدخل معايا لكن طلبت منه اكون لوحدي وطمنته، دخلت جوا وقفلت الباب ورايا كانت نايمة على السرير ومتعلق ليها محاليل وجهاز تنفس صناعي، قربت من سريرها وقعدت جمبها، كانت صاحية وبصة للسقف، دموعها بتنزل من جمب عينيها بشويش، فضلت قاعدة جمبها مش عارفة انطق، مش عارفة اقول اية، اعاتبها؟ ولا اواسيها على اللي عملته في نفسها، المفاجأة أنها ابتسمت، ابتسمت وبصتلي بجمب عينها، مدت ايديها اللي كانت بترتجف وشالت ماسك الاكسچين من على وشها
: كنت متأكدة انك هتيجي
فضلت بصة ليها ومش بتكلم
: قولت اكيد مش هتفوتي لحظة زي دي وهتيجي تشمتي فيا
_ انا عمري ما شمت في اي حاجة حصلتلك
: ياااه، يا طيبة يا أصيلة
_ ليه عملتي كدة، هو ذنبه اية
: ذنبه أنه حبك، اشمعنا انتي يعني، ما أنا طول الوقت قدام عيونه في الحارة، ليه انتي الوحيدة اللي تسرقي قلبه
_ انا..
: انتي طول عمرك بتاخدي مني الحاجة اللي بحبها
_ انا؟
: ايوا انتي، خدتي حب الناس كلها ليكي لوحدك، اهلك، وبنات الحارة، وزمايلنا في المدرسة، حتى ابويا وامي .. وسيف، سيف اللي عيونه مكنتش بتشوف غيرك، وانا اللي حبيته من كل قلبي، مشافنيش
_ وهو في حد بيحب يأذي اللي بيحبه بالشكل دة، انتي كنت هتموتيه
: ولو رجع بيا الزمن هعمل كدة الف مرة، المهم إنه ميكونش ليكي، واوجع قلبك عليه، اشمعنا انا بتوجع طول عمري
كنت ببصلها وانا مصدومة، دي شيطانة، انا ازاي مكنتش واعية ليها، ازاي اتعميت عنها بالشكل دة
: متستغربيش اوي كدة، انا عمري ما حبيتك يا ليلى، انا بس كنت معاكي لأن انتي الوحيدة اللي مكنتيش شايفة حقيقتي ومكملة معايا .. وانا مكنتش عايزة ابقى لوحدي
: طبعاً مش قادرة تتكلمي من صدمتك فيا
_ انا فعلاً مصدومة فيكي، لكن شفقانة عليكي اكتر
بصتلي بطرف عينها لكن المرة دي بغضب
: مش محتاجة شفقة منك
_ من غير ما تحتاجي، شوفي نفسك وصلتي لفين من ورا اللي عملتيه، من ورا الحفرة اللي حفرتيها ليا ولسيف، اديكي محبوسة على ذمة قضية اعترفتي فيها بكل حاجة ومأنكرتيش وكأنك فقدتي الأمل في حياتك لدرجة أنك قررتي تنتحري، كسبتي اية من كل دة، ولا حاجة غير انك على حافة الموت
: انا فعلاً على حافة الموت، بس انا مش ندمانة على اللي عملته، للأسف .. شكلي مش هيبقى ليا عمر عشان اطلع اكمل اللي كنت ناوية اعمله فيكي
قالت جملتها وفضلت تكح، لكن مش كحة عادية، كانت بتكح وبترجع دم وجسمها بيتنفض والأجهزة اللي حواليها بتطلع صوت غريب، قومت من جنبها وانا مخضوضة، كنت لسة هجري على برا انده دكتور لكن اتفتح الباب وكلهم دخلوا، الدكاترة خرجونا برا وبابا وسيف اخدوني ومشينا، لكن قبل ما انزل السلم سمعت مامتها بتصرخ بأسمها، ساعتها عرفت انها قابلت وجه كريم، دموعي نزلت غصب عني وحطيت أيدي على وداني عشان مسمعش صريخها
عدت الأيام واتعافيت جزئياً من اللي حصل يومها، القضية اتقفلت على موت روان ومؤمن اتحبس خمس سنين بتهمة التحريض على قتل سيف، والدنيا بقت أهدى من بعد اللي حصل الحمد لله والكل ارتاح إن كل دة انتهى، لكن أنا من جوايا كنت زعلانة على روان لكن مبينتش ليهم، ظلمت نفسها وصعبت عليا اوي، لكن دة جزاء اللي بيأذي غيره، سيف فتح المركز بتاعه وكلنا كنا معاه في اليوم دة، كان فرحان جداً بأنه أخيراً حقق اللي كان بيحلم بيه من زمان وهيبتدي صفحة جديدة في حياته .. بيا طبعاً
و النهاردة .. يوم خطوبتنا أخيراً، طلبت منه نعملها في البيت وتكون مقتصرة على العيلتين وصحابه وبنات الجيران وبس وهو وافق، وفعلاً عملناها في البيت وشهد وسلمى زينوا البيت وعملولي كل حاجة بحب وفرحة، لبست فستان بسيط وعملت ميكاب خفيف يبرز ملامحي وبس، وكنت زي القمر حرفياً
° سيف برا يا سُكر
غمزتلي ف ضحكت وخرجت معاها هي وماما وشهد، طلعت لقيته قاعد في الكوشة الصغيرة وفي ايده بوكيه ورد، أول ما شافني قام وقف وضحكلي، قربت منه ف مدلي البوكيه وكان لسة بيضحك
: ما تنطق يا لوح
برقلها بعينيه ف خافت وراحت وقفت بعيد، ضحكت عليها وقعدت جمبه
* اية الجمال دة كله
_ سيف .. اتلم
* يا بنتي هو كل شوية اتلم هو انا عملت حاجة
_ ايوا متغازلنيش دلوقتي
* اومال امتى
_ لما نتجوز
* ما قولتلك نكتب الكتاب انتي مرضتيش
_ لا طبعاً خلينا نعرف بعض الأول
* هعمل نفسي مسمعتش حاجة واعصب نفسي، تعالي يا أمي بالشبكة اللي يباركلك
جت حياه وقفت جمبه وهي مبسوطة واديته الدبلة يلبسهالي، مد ايده ليا ف سحبتها بسرعة
_ بتعمل اية
* هلبسك الدبلة
_ لا حياه اللي تلبسهالي
* اللهم طولك يا روح، تعالي يا أمي لبسيها
قعدت جمبي ولبستني الشبكة كلها وهو لبس دبلته ورجع قعد جمبي، الكل كان فرحان والاغاني اشتغلت وقعدوا يرقصوا، كان كل شوية يبصلي ويرجع يبص ليهم
_ في اية
* بصراحة؟
_ ايوا
* انا بحبك
ابتسمت وانا مش مصدقة نفسي، أخيراً قالها بعد ما نشف ريقي
_ سيف
* هتلم حاضر
_ لا
* اومال
_ انا كمان بحبك اوي
* يا وعدي
قام من مكانه فجأة
_ رايح فين
* هجيب المأذون
_ متهزرش
* من امتى بهزر يا سُكر
ضحكت وانا ببصله في عينيه
_ سيف
* يا عيون سيف
انتهت احداث الرواية نتمني أن تكون نالت اعجابكم وبانتظار آراءكم في التعليقات شكرا لزيارتكم عالم روايات سكير هوم
شكرا لزيارتكم عالم روايات سكيرهوم
