رواية زهور بنت سلسبيل الفصل الثاني والتسعون
يقف يضمها لصدره يربت على كتفها بحنان دموعه تغرق وجهه ألما على بكائها، يحدثها مواسيا لها يبتعد عنها منتفضا يخطوا خارج الغرفة مع سماعة لجلبة بالخارج صراخ والدته مستنجدة به يقف لا يقوى على أن ينبس بكلمة فقط يستمع لما يقال والشجار بين شقيقته زينب وبين آمال زوجة أخيه وزاد الطين بله بتدخل زينه شقيقته بالشجار ليستمع لما تتفوه به شقيقته.
زينب: بتبكى ليه حقك تفرحى وتوزعي شربات، أخيرا خلصنا منها، دأنا من فرحتى والسعادة بموتها هاين عليا ازغرط، وأعمل فرح وأرقص فيه للصبح، تعرفوا ده أسعد خبر سمعته من سنين نهال ما**تت ياااه على جمال الخبر نهال ما**تت وخلصنا منها، قد ايه حلمت باليوم ده وإنى أمو**تها بايديا بس الحمدلله جات من عند ربنا وخلصنا منها عشان منواسخش إيدينا بدمها القذر.
امال ببكاء: زينب حسبي على كلامك دى مهما كان اختي مسمحلكيش تكلمي كلمة واحدة عليها، هى خلاص ماتت وبين إيدين ربها.
زينا متداخلة: ولو ما سكتتش هتعملى ايه يا آمال، أحب اعرفك مش هنسكت لان فرحتنا بموتها متتوصفش، ولو زعلانه أوى على إختك ق*تلته القت*لة اللي قت*لت أبوها وأخوها وعاصم وحرمت بناتي من أبوهم غير اللى عملته فينا و المرمطه اللي فيها ولادك ولادك يا ست هانم يازعلانه على موت اللي بهدلتهم وحرضت على سجنهم وشتت عيلتنا فالباب أهو يفوت جمل
روحي لوحدك ادفنيها وخدى عزاها لكن قبل من كده شوفي مكان تدفينها فيه لاننا مش هنسمحلك توسخي مدفن العائلة بدفنها ما بنا.
، وبدون أن يشعر رفع يده وهوى بها بلطمة قوية على وجه زينه يشهق الجميع فزعا، ورهبة من حالته وصوته الجهوري، يزلزل كيان كل الموجودين بالمنزل.
زيدان: زينه انتى ازاى تقولى الكلام ده، نسيتى نفسك ولا ايه من أمته عائلة الغمراوي بينهشوا في بعض كده ده اللي اتربيتي عليه، ده بدل ما تاخدي آمال وآيات بحضنك انتى وزينب وتواسوهم وتأكدى ليهم انهم شئ ونهال شئ، وعاصم اللي حضرتك زعلانه على موته اوى كده وعاملة حجة بناتك، عاصم ياهانم هو اللي حرض بنتك تحرق القصر وانتي وهم جواه ووقف برا القصر يشوفه وهو بيتحرق لا رمش له جفن ولا حاول ينقذ وحده في بناته.
اسمعوني كلكم كبار وصغيرين الباب ده مفيش واحده فيكم تهوب ناحيته لحد ما أنهى تجهيز القصر الجديد اللي هنعيش فيه كلنا مع بعض، وانتى يا آمال والكلام ليكم كلكم لما رجالة الغمراوية يخلصوا ابقى روحى تستلمى جثة نهال، وعلى العموم بابا بالرغم من اللي هو فيه عمل كل حاجه وبعت محامى يخلص كل الإجراءات وأول ما ينتهي التحقيق والنيابة تأمر باستلام الجثة هنروح كلنا نستلمها و ندفها.
يقف يلتقط أنفاسه المتلاحقة بصعوبة وتعرق جسده الظاهر على ملابسه
تقترب منه والدته تحدثه بحنان بالغ مشفقة على انتفاضته وشحوب وجهه يشير بيده على باب المنزل ويأمر الجميع بدخول غرفهم، ليجلس بعد أن أثرت عليه والدته تجلس بجواره تحاول تهدئته.
الأم: إهدى يا زيدان إهدى يا بني.
زيدان *يلا اتفضلوا على اوضكم جوه واعملوا حسابكم الكلام لسه ما انتهاش، واللي حصل ده لو اتكرر بشكل من الأشكال أقسم بالله ما هيهمنى مين كان يكون اللي عملها، ماها رحمه ولا اديله فرصة للاعتذار وقبل ما ينطق كلمة مش هيكون ليه مكان بنا حى وميت مفهوم.
الأم: إهدى يا زيدان يا بني وخد نفسك بهدوء وأعزر اخواتك زينب وزينه اللي شافوه من نهال مش قليل.
زيدان يلتفت لوالدته شزرا : ماما انتى اللى
بتقولى الكلام ده، وكمان آمال وآيات ذنبهم إيه، هم كمان عانوا من نهال وتصرفاتها، وكمان من أمته الغمراويه بينهشوا فى بعض كده لما هما بيعملوا كده الغرب يعملوا فينا ايه.
الأم: كل كلمه قلتها عندك حق فيها لكن الحمدلله ان كل وحده فيهم خرجت اللي جواها ونفست عن غضبها بكام كلمة إخواتك عانوا كتير وحبسوا وجعهم جواهم، حتى آمال فلعل اللي حصل ده يهديهم ويريح نفسيتهم وخلى في معلومك ساعات الكتم والتحمل بيوقع صحبه واديك شفت أخوك حالته عامله ازاي متفتكرش اني مش موجوعه على موت نهال بالعكس أنا مقهورة وقلبي حزين عليها، فضلت سنين تخطط وترسم مؤامرات وعملت أبشع الجرائم وفى الأخر تم**وت بالشكل ده.
زيدان يسحب نفس عميق : استغفر الله العظيم ياماما زينب وزينه زودوها كل وحده فيهم بتخرج وجعها بالوقت والطريقة الغلط، آمال وآيات زيهم زي زينه وزينب اتوجعوا من نهال و تأذوا منها بس دى اختهم مهما كان لو هما هنوا عليها هى مهنتش، فمن جيش إحنا وقت شدتهم وخصوصا آمال موجوعه وحزينه ومكسورة ولادها وجوزها مش جنبها يخففوا عنها وفوق كل ده ميصحش اللي حصل ده يكون قدام البنات، بدل ما يعلموهم يقفوا جنب بعض في المواقف الصعبة يكونوا إيد واحدة يعملوا كده قدمهم فين
المحبة اللي طول عمرنا بنحاول نربيهم عليها فين القيم التي غرسنها فيهم كل ده طلع هباء.
يتنهد بحزن ينظر لوالدته ويكمل حديثة: عارفة يا ماما كل اللي حصلنا كوم وال حصل ده كوم تاني، متستغربيش من كلامي لأن اللي فات كنا نهتم بشغلنا معتمدين على تماسك العائلة بالقيم، بنخرج ونسافر ونغيب وإحنا متأكدين ان البيت في آمان مهما بعدنا وغبنا هنرجع نلقى كل حاجة بحطة ايدينا
، لكن باللي حصل ده ثبت قد ايه اعتقدنا طلع غلط وإن تضحية كل واحد فينا بداية من با با لأصغر عيل فينا ضاعت على الفاضي.
يهب واقفا يخطوا تجاه باب المنزل وهو يحدث والدته بحزن: ماما آسف مضطر أسيبك دلوقتي لوحدكم واروح أنهى شوية شغل وأشوف العمال اللي بينظفوا القصر الجديد عشان من بكره كلنا إن شاء الله هننقل فيه كلنا.
خرج زيدان متوجها للقصر ظل طوال اليوم حتى صباح اليوم التالي لم يغمض له جفن يشرف على كل شئ انتقى بنفسه كل أثاث القصر فجعله نسخة من القصر القديم نفس الأثاث والتحف والانتيكات قريبة من القديمة بحيث من يراها لا يستطيع التفريق بينهما، إنتهي من كل شئ مع ساعات الصباح الباكر لي يتنهد براحه وهو يجلس على اقرب كرسي بحمدالله على الانتهاء من عمله المكلف به من والده يحدث نفسه.
_ الحمدلله كده السهل عدي واللي جاى ربنا يعينا عليه، ونربيهم من أول وجديد.
بعد قليل هب واقفا يخطوا تجاه الخارج متوجها لمنزل خالته ليأتى بالعائلة مثلما اتفق مع والده.
ــــــــــــــــ
يجلس بحزن بقلبه يكاد يفتك به ممسك بهويته الشخصية، ينظر بعين امه بكسرة وآلم تتفهم عليه تغمض عينها بقهر تتدحرج دمعتها دون أن تسيطر عليها يدور بينهم حديث الأعين يسألها ماذا يفعل؟ وتجيبه بترجي مسامحتها، بعد فترة من حديث الأعين بينهما تنهد بحزن ليدخل تلك الهوية بجوز لانه ويخرج آخرى يضعها أمام المأذون الذي دون محتوياتها وبعد قليل جلس شقيق وصفة الأكبر ومد يده له وبداء الشيخ في عقد القران ويردد سيد خلفه وأتى دور وائل الذي يشعر بخروج الكلمات بحرقة من جوفه ينطق الصيغة مرتين مرة بإسم بدير سرا وأخرى باسم وائل يعلو صوته حتى انتهى عقد القران وانهالت مباركات الجميع له ليلتفت للمأذون وطلب منه عقد قران والدته من السيد عبدالرؤوف العقبي
وسط ذهول الجميع وخجل روحية التي تجلس تكاد تنصهر من الخجل حتى أتى دور عقد الصيغة واقرت بان وائل ابنها هو وكيلها، تختفي ابتسامتها وتشعر بوقوف قلبها مع كلمة وائل أمام الجميع.
وائل فقد كل ذرات تحمله فور نطق والدته بأنه وكيلها لينتفض من مكانه واقفا يشير لها بالجلوس مكانه وعقد قرانها بنفسها.
وائل: لا لا يا مه تعالي اعقدى مكاني هنا وابقي وكيلة نفسك ، ليشعر بنظرات الجميع له، ليخفف حدته اتفضلي يا ست الكل حسب الشرع انتي وكيلة نفسك، احضرنا ياشيخ عبدالجليل وقولي انا صح ولا غلط.
الشيخ: صح يا عمدة لكن لو هى وكلت خلاص يصح عقد القران.
وائل : اكيد عارف لكن انا وجهه نظرى انها تكون وكيلة نفسها وده حقها.
روحية: بتفهم تحاول منع اللغط ترسم ابتسامه على وجهها، انا فهما ك يابني وعارفه ومقدرة برك ربنا مايحرمنيش منك يا نور عيني، انا وكيلة نفسي يا شيخ عبدالجليل.
بعد وقت انتهى عقد قران روحية وعبدالرؤوف وجلس الجميع بعد تلقي التبريكات جلسة روحية بجوار وصفة وبعد وقت تحدث وائل.
وائل: إن شآء الله الفرح زى ما اتفقت يوم الجمعة ومن بكرة الصبح هعدى على وصفة وننزل تختار شبكتها وفستان الفرح وكل اللي نقصها ومن هنا ليوم الجمعه هيكون الدوار جهز على ابهى صورة.
ام وصفه: بس يا عمدة احنا لسه جدمنا وقت كبير نجهز وصفة احل الفرح شهر زمان كمان.
وائل: قلتلك يا مرات خال وصفة قدرها غالي قوى وكل اللي تؤمر فيه هيكون عندها في التو واللحظه وكمان جهاز ايه الدوار فيه كل حاجه مش ناقصه غير وصفة تنورة.
وصفة تنظر للارض بحرج تتمسك بيد روحية التي ربتت عليها تضمها بسعادة.
عبدالرؤوف يقترب من وائل يطلب من الحديث على انفراد
أستأذن وائل من الجميع بتأخر الوقت وأنهم سيذهبون لمنزلهم وسيمر في الصباح لاصطحاب وصفة كما اتفق سابقا.
فور وصولهم البيت تحدث عبدالرؤوف ومد يده يخرج دفتر شيكاته من جيب جلبابه الأبيض و دون شئ وقدمه لـ وائل.
ليحدثه وائل بعدم فهم ما هذا.
وائل ينظر لما دونه عبدالرؤوف بذهول : ايه ده .
رؤوف: مهر والدتك انا كان بدي اجدمه جدام الجمع الطيب وقت الملكه لكن انت ما قدمت لـ زوجتك، ففضلت ما اسبب حرج ليك.
وائل: ههه ماهو فعلا لو الرقم ده اتعرف في القعدة انا مش بس كنت ها تحرج لا انا هيبقى منظرى وحش قوى واقل شئ يتقال اننا طمعانين فيك.
عبدالرؤوف: كيف هك ده ولا يسوى انا لو اقدر اقدم للوالدة روحي ما تأخرت وهاد قليل عليها.
وائل ينظر لروحية التي تكاد تطير من السعادة والخجل من كلمات عبدالرؤوف يمد يده بالشيك ويحدثهم ويرحل وقبل خروجه يوقفه عبدالرؤوف.
وائل مقبلا رأس والدته يحدثها بهمس: آسف يمه مقدرتش انا كنت بتقطع من جوايا وانا بكتب كتابي خفت اغلط بنطق اسمي وانا بكتب كتابك.
ليعلو صوته بمرح اتفضلي يا ست الكل مهرك اهو بس اوعاكي تعرفي حد احنا مش ناقصين كلام وحديد، وحريم البلد كلها تطلب مهور بالدولار بعد كده.
روحية تمد يدها تمسك الشيك تطويه دون قراءة ما به وتقدمه مرة اخرى لعبد الرؤوف: مهرى انك تحافظ عليا وتشلني جوه عنيك والاهم مايجيش عليك يوم تندم، تاني حاجه انا مطلبتكش بمهر انا نظرة الحب اللي في عنيك ليا مش عاوزها تقل هو ده مهرى.
عبدالرؤوف يقترب منها يمسك يدها يقبلها مرات متتاليه بحب متناسيا وائل: الله يقدرني على اسعادك واوعدك حبي ليكي هيزيد مو هيقل.
وائل لم يعد يتحمل شعر بغيرة على والدته ليستأذن رحلا من المنزل ليوقفه عبدالرؤوف سريعا.
وائل: بالاذن انا خدوا راحتكم انا هبات الليلة في المصنع.
عبدالرؤوف: وائل بعد اذنك ياريت لو تلقالي بيت قريب من هاد البيت اشتريه.
وائل وروحية باستغراب يتساءلون لما.
عبدالرؤوف: ويش الاستغراب اكيد اي حرمة تخرج من دار أهلها لدار راجلها مو العكس وانا بدى اشتري بيت خاص لي انا وزوجتي اكون فيه برحتي معها من غير ما أشعر أني غريب وشئ أخر كام يوم وتجي زوجتك على الدار كييف هتكون على راحتها وانا بالدار.
وائل : كل مادا ما تكبر بعيني واتاكد من طيب اصلك وان نظرة زهور فيك صح، حاضر من عنيا في بيت آخر البلد مش بيت دي فيلا كبيرة بتاعت عضو مجلس الشعب بناها قريب هعرض عليه لو وافق هخلص فيها على طول.
عبدالرؤوف: حط الرجم كيف ما بدك ما يكون عندك شر اللي هتقول عليه هدفعه، وبدك لو وافق اكتب العقد باسم والدتك هذا بدل المهر اللي ردته.
وائل: تمام بعد اذنكم.
ليسرع وائل بالخروج مغلق الباب خلفه تنظر روحية في اثرة بحزن ليقترب عبدالرؤوف لها يحدثها بحب.
عبدالرؤوف: انا ما مصدق انك بقيتي حرمتي وفيني اطلع بوجهك بدون ما استحي واندر لهي العيون وانا مابهرب منهم كيف سابق لما اخطف النظر واخاف من الذنب.
روحية بخجل: انا مش قد كلامك ده .
عبدالرؤوف: واللا ماقلت شئ من اللي جوات جلبي انا حالي مستغرب متى حبيتك وميتي ذبت في هواكِ انا من وقت ما رأتك خلف وائل ببيت زهور وان جلبي ما ضل مكانه.
قلبي مو بس ذاب عقلي ماضل مكانه حتي النوم جفاني كل ما انام اراك بمنامي وصوتك طرب بيدق على اوتار قلبي يابعد قلبي.
روحية: رؤوف انت بتجيب الكلام ده منين انا حاسه هيغمى عليا من الفرحة.
رؤوف: لا انا اللي بعد ما نطقتي اسمى بهاد الدالال والرقة ما عاد عقلي مكانه طاح كيف ما جلبي طاح بعد ما كنت مقرر ما اجرب منك اللي ببيتنا لحالنا سامحني والله ما بقى عندي صبر.
ليحملها سريعا ويذهب لغرفته يضعها علي الفراش ويجلس بجوارها ينهال عليها بمعسول كلامه لتنهار كل حصونها تعترف له بحبها.
روحية: انا معرفش حبيتك امتى و ازاي مع اني كنت عايشه لابني وبس لكن نظراتك ليا من وراء الشباك وكل ما ارفع عيني القيك واقف وراه احس بقلبى بيدق غير نظرة الغيرة اللي شفتها في عنيك لما وائل يكون قريب مني شغلت فكرى ولقيتني بفكر فيك وبتابعك بنظراتي ولما تغيب في اوضتك ومتخرجش ببق ملهوفه عليك وعاوزه اطمن عليك وببعتلك الغفير يشوف لو عاوز حاجه بتبقى واقفه قريب من الباب عشان اسمع صوتك.
عبدالرؤوف كور وجهها بيده نظر لها مطولا تبادلا نظرات الأعين بينهما يسألها هل مستعدة لتجيبه بنظره خجله نعم، ليقترب منها ويبدأ معها اول ايام زواجهما بليلة شغوفة شعر فيها كل منهما بانه اول مرة يسبق لهما الزواج، لينعما بدفء قلبيهما معا، بعد وقت غلبهم النعاس بعد ليلة مملوءة بالأحداث.
ــــــــــــــ اللهم استرنا فوق الارض وتحت الأرض ويوم العرض عليك
وائل صعد سيارته متوجها لمصنع الأعلاف الخاص بشفيق لم يذق طعم النوم مشتت بين قلبه وعقله يجوب المكان يكاد يهشم كل ما تطوله يده، يشعر بأن قلبه سيتمزق وعقله سيطير من مكانه وبين حديث القلب والعقل.
_ ظلمت نفسك بجوازك من وصفه كتبت عليا مشبعش من الحب.
_ لا ارتحت وهديت الحب اللي بتقول عليه مش ليك مش هينوبك منه غير الفكر والتعب هتكون مشتت هتعيش وحيد.
_ بس هتعيش ازاي مع واحده وانت متعلق بتانيه.
العقل: حب ايه اللي متعلق بيه بطل الوهم ده، ده لا حب ولا شي ده وهم الحب اللي مش بين اتنين يبقى وهم لازم يكون في تفاهم وتوافق بين الحبيبين شوف حالك انت فين وبتفكر في أي وهي فين وايه اللي شغلها، لكن اللي انت عايش فيه وهم، كفاية بقى كفاية ابعد الوهم ده عنك زي امك قالتلك انت في وادي وهي في وادي، ارضي بنصيبك وصفة بتحبك وهي اللي هتقدر تسعدك .
لينتفض وائل يطيح كل ما أمامه على سطح المكتب أرضا: آه هترتاح امته يا وائل مش قادر تحسم امرك بين عقلك وقلبك وفوق كل ده وصفة وصفة فين من كل ده وقبل وصفه انت نفسك فين هتفضل كده مشتت مش راسي على بر، هتفضل ماشي بالاسمين هتختار تعيش بمين وهتكمل حياتك ازاي بالاختيار ده لو اختارت وائل هتقدر تستحمل تعيش باسم واحد تانى غير ابوك ولو اختارت بدير هتعيش ازاي والكل شايفك ابن حرام، طيب لو خلفت ولادك هيبقوا وضعهم ايه ولو اختارت وائل نفس الشي .
انا تعبت هفضل كده لحد امتى متحمل ذنوب مش بتاعتي اتحمل غلطات غيرى انا عاوز ارتاح عايز اعيش عمرى اللى فاضل براحة وسعادة كفاية بقي الظلم ده كفاية أنا بنادم
عاوز احب واتحب اعيش حياتي زي الناس واخلف ويكون عندي عايلة انا تعبت من حياتي دى.
يهدئ قليلا: ايوة هو ده اعيش حياتي كفاية تعب وتفكير انا
هعيش لنفسي استمتع بالباقي من عمرى ووصفة بتحبني وتتمنى لي الرضا أرضاه وهي مش وحشه وزيها زي اي ست ممكن كنت اتجوزها.
قلبه: هتعيش معها من غير حب هتقدر تمارس حياتك كده زي الحيوانات غريزة وبس من غير مشاعر.
وائل: مشاعر مشاعر هم كل الناس اتجوزت عن حب وكفايه انها بتحبني اكيد هيفرق برده وانا كمان هحاول اتعامل معها بما يرضي الله.
عقلة: عين العقل كده بس متنساش نفسك وتنسي اهم شئ هتكمل معاها باي اسم وائل ولا بدير.
وائل: مش عارف مش عارف.
عقله: مقدمكش غير حل واحد انك تعرفها وتسبها تختار لو فعلا بتحبك هتفضل معاك لو رفضت يبق مبتحبكش وفي الحالتين هتكون رضيت ضميرك ومن خوفك لو عرفت في يوم من الايام احكيلها وخيرها تكمل ولا لا.
ظل في تلك الدوامة يحدث قلبه وعقله حتى الفجر، يسرع للصلاة بالمسجد يغسل كل أفكاره واحزانه بالصلاة والدعاء بعد انتهاء الصلاة جلس يدعي ربه بالهدايه للطريق الصحيح
ثم غادر المسجد وصعد سيارته يسير بالطريق حتى شعر بالتعب يوقفها على حافة الطريق ويضع رأسه على مقود السيارة يريحها من تلك الأفكار التي تعصف بها ليغط في نوم عميق، ليرى في نومه شاب قريب الشبه به يقترب منه يملس على شعره بحنان يبتسم له ويحدثه.
خلاص يا بني جه الوقت والعوض خيرها ومش هتندم.
ينتفض من نومه فزعا يشعر بيد أحدهم تربت على كتفه يتلفت يمين ويسار يذكر الله ويستغفره يهدئ من روعه
يدير سيارته ويعود للبيت سريعا يصعد لغرفته يلقى بجسده على الفراش يفكر فيما رأي في نومه ليشعر براحة وهدوء نفسه لترتخي جفونه ويذهب في النوم، يفيق على صوت رنين هاتفه ينهض معتدلا يمسح عن وجهه ويرد على الاتصال لتتسع ابتسامته مع سماع صوت المتحدث لا يعلم هل ذلك
الإتصال شارة نهاية اوجاعه أم بداية حياة سعيدة يجيب على المتصل ويغلق الهاتف سريعا وينهض من على الفراش وبعد وقت قليل انهي روتينه اليومي و أبدل ملابسه وفتح صندوق بخزانة الملابس واخذ ما به من مال وخرج من غرفته تجاه غرفة والدته يدق على بابها عدة طرقات لم يتلقى رد يعاود مرة أخرى لا يجد رد ليفتح الباب محمحما ينادى على والدته ليضحك وهو يرى الفراش مرتب ووالدته ليس بالغرفة ليهز رأسه ضاحكا على حالة يسير لخارج الغرفة ونظر مطولا لغرفة عبدالرؤوف، ويبتسم ابتسامة باهتة ويخرج من المنزل صاعدا سيارته متجها لمنزل وصفة بعد وقت من السلامات والحديث مع شقيق وصفة .
سيد: متاخدنيش يا عمدة على الإتصال بيك بس كان لازمن اتكلم معاك ضروري.
وائل: ولا يهمك يا سيد حتى ربنا بعتك ليا، لولى اتصالك كانت راحت عليا نومه، وعلى العموم قول اللى شاغل بالك.
سيد: عارف أ ن ماليش الحق في الكلام ده وإن وصفة هى اللى مفروض تتكلم لكن متاخدنيش يعنى ، انا من قلقي قلت مفيهاش حاجة لما اتكلم معاك من غير حرج ولا قلق.
وائل: انا عارف سؤالك من وقت اتصالك ولما قولت وصفة لبسه مستنياك من بدري وإن فى موضوع مهم هنتكلم فيه، قول اللي شغلك يا سيد من غير تزويق ولا لف ودوران .
سيد: من الاخر كده انت وصفه هتعيشوا فين بعد الجواز.
وائل: أكيد فى الدوار.
سيد: طيب و و.
وائل بعصبيه: متخلص يا سيد وهات اللي فى جوفك.
سيد: من الاخر يا عمدة، انا مقدرش اوافق على قعاد أختى في الدوار خصوصا بوجود الجدع اللي عمتى إتجوزت، هتبقى على راحتها في دارها ازاي بوجود رجل غريب، وإنت مشاغلك كتير وبتسافر لمصر أكتر ما بتقعد في الدار، متاخدنيش ومتزعلش من كلامي بس أنا راجل بغير على عرضي ومش قادر اتحمل فكرة وجود اختي في بيت مع حد غريب لا نعرفه ولا نعرف اصله من فصله.
وائل: يعنى لو أبويا عايش وليا اخوات مش كانت عاشت معهم.
سيد: لو كده عمرى ما كنت قلقت، حماها وسليفها لكن ده لا يقربلك ولا من دمك ولا ينفع يكون من محرمها.
وائل مبتسما: كبرت اوى فى نظرى ياسيد مع اني عاتب عليك في كلمتين لو انت غيران على اختك فدى مراتي شرفي وعرضي وكمان يا سيد لا مؤاخذة يعني بنت الأصول لو حطوها في مكان لا مؤخذة من غير هدوم مع ميت راجل هتقدر تحافظ على نفسها، ومش عاوزك تقلقش يا سيد قبل الفرح، إمي ورجلها هيروحوا بيتهم ، لان الراجل سبقك وفكر في.
نفس كلامك .
سيد: متاخدش على خاطرك مني يا عمدة أنا مقصدش حاجه عفشة بس كل اللي اقصده انه غريب مش هتكون بحريتها وعلى العموم انت ريحت بالي وربنا يقدم اللي فيه الخير، ومتاخذنيش مرة تانية.
وائل: مفيش حاجه يا سيد وليك حق تقلق على اختك، بس ياريت تستعجلها عشان نلحق يومنا بدرى قدمنا يوم طويل..
ا
استأذن سيد لمناداة وصفه ولحظات وحضرت وبعد السلام خرج وائل مصطحبا لوصفه متوجهين للمدينة، يقود سيارته عينه على الطريق لم ينبس بكلمة رأسه ستنفجر من كم الأفكار بها، ليوقف السيارة على مشارف المدينة ويلتفت تجاه وصفه التي تنظر له من حين لأخر بحزن تأخذها أفكارها متخيله سبب تجهم وجهه وعدم الحديث طوال الطريق معها، لتشعر بريبة وخوف من توقف السيارة.
وائل محمحما مرات لا يجد كلمة يبدأ بها حديثه لـ يتنهد حسم أمره ويضع يده في جيب جلبابه ويخرج هويته ويمد يده لوصفه لتلتقطها منه تسأله ما هذا يعطيها أخري لتبتسم بخفه وهي تقراها.
وصفة: هو ده اللي قلقك وطول الطريق وانت منطقتش بكلمة ووقفت في نصه.
وائل بحزن: انت عارفة دول ايه، اقريهم في الاول.
وصفة: من غير ما أقرهم انا عارفة دول ايه وعارفه كمان ان اسمك الحقيقي بدير مش وائل وكمان عارفه من زمان مش من دلوقتي يجي من خمستاشر سنة كنت لسه عيلة فى اعدادى.
وائل: فهمتي ايه وازاي وفي الأول عرفتي من مين ومين غيرك يعرف الكلام ده.
وصفة : اهدي وأنا هفهمك زمان ايام الدوار القديم كنت جايبه حاجه لعمتي روحية طلبها من ابويا الله يرحمه وانا طالعة ليها أوضتها سمعت العمدة شفيق وهو بيقولها انه كتبك بإسمه بس عشان الورث والأراضي والفلوس وانه استحالة هيسيب حقه والورث لحد مياخد كل مليم منها وانها تحمد ربنا انها لسه على زمته اللي سببها الفلوس والورث بعد فضحتها وعملتها مع بكر، وخيرها يا تتنازل على الأملاك اللي ابوه وامها ورطوه بكتابتهم كل شئ مابنهم وممنوع على واحد فيهم يصرف من غير موفقة التاني ويسيبك في حالك ويطلعك من حكاية الخدامة اللي لقوها ميته في اوضة الفرن، يأما هيسجنك ومش بس كده هيقول انك مش ابنه وبالتحليل هيثبتوا كده ويبق خسرت كل حاجه والفلوس ، ولما قلت له انها ها تشهد انه هو اللي عملها قلها مش هياخدوا بشهادتها، عمتى عشان تنقذك يومها قلت له هتتنازل ليه عن مصنع العلف والأرض القبلية كلها، وده آخر كلام عندها لانها مش واثقة فيه لو تنازلت عن كل حاجه ها يوفي بوعده ولا لا وقتها طلع من الاوضه وعفاريت الدنيا في وشه وعمتي خرجت أول ما سمعته بيشخط فيا ويسألني وقفه من أمتى، قلتله اني لسه طالعه حالا بعدين لما لقاني بعيط من الخوف سابني ومشي وعمتي خدتني الاوضة وسالتني على اللي سمعته ولما حلفتني بالله وبأبويا حكتلها كل حاجه وهي فهمتني حاجات كتيره وانها اتجوزت بكر وكانوا بيحبوا بعض وان اسمك بدير وعمها العمده صمم وطلقهم وجوزها لشفيق ابنه عشان الورث وكتبك باسم شفيق عشان الورث بردة لانها هى وسميحة اختها ليهم أكتر منه وطمعه خالاه عمل كده،وحلفتني على المصحف ماقول الكلام ده لاي حد وانا مقلتهوش غير ليك عشان تطمن ومتقلقش وكمان ساعة كتب الكتاب شفتك حيران هتكتب باي بطاقة وقتها عنيا كانت عليك ووقت ماجه الدور على سيد يقول صيغة الجواز انا كنت بردد وراه بس بدل وائل بدير.
وائل بذهول يبتلع ريقه لا يعلم ما عليه فعله أيسعد بما تقول أم يحزن على حاله فهى تزين حديثها بزواج والدته وابيه وتعطي الصفة الشرعية لنسبه يحدثها بقلب ملتاع من الهموم: يااه يا وصفة معقوله اللي بتقوليه ده، طول السنين دى عارفه اللى انا معرفتوش الا من فتره صغيره وكمان حبتني السنين دى كلها من غير حتى ما تقولي ولا تلمحي لي بكلمة تصدقي بالله دا أنا مش قادر اصدق ولا استوعب لحد دلوقتي حاسس اني في حلم.
وصفة: ايه اللي مش قادر تصدقة.
وائل: اني صاحي مش نايم وانك بتقولي الكلام ده.
وصفة: ربنا على قد صبرك على الابتلاء على قد ما بيعوضك وانا صبرت على حبك وتعلقي فيك، كنت بزور عمتى وافضل قاعده معها واساعدها في ترتيب اوضتك وكتير سبت مناديل قماش منقوش عليها حروف اسمك على الناحيتين بأول حروف جوه قلب كنت برتب حاجاتك وبدعى ربنا انك تحس بيا في يوم من الأيام اتوجعت وقلبي كان بيتقطع مليون حته يوم ما اتجوزت زميلتك في الكلية، من القهر تعبت كنت هموت يومها من السخونيه بقيت بخطر ابويا عرف اني بحبك يومها اخدني في حضنه وقالي انك مش مكتوبلي وفضل جنبي فترة ساعدني اني اتجاوز الصدمة واقنعته اني شلتك من بالي بس كنت بكذب عليه وعلى نفسي وانا كل يوم حبك بيزيد مش بيقل كل يوم اتعلق فيك اكثر من اللي قبله ولما سبت البلد وهربت من عمايل شفيق وفضلت سنين معرفش حاجه عنك، كنت بدعى ربنا ترجع واشوفك ولو مرة من بعيد بس اطمن عليك.
تعتدل بجلستها تزيح دمعه خانتها تبتسم له بحب: عارف في يوم كنت بطنطا وبالصدفة كنت معديه من شارع جانبي قريب من شغلي شفتك خارج من جامع دقنك كانت كبيرة مدارية نص وشك بس عرفتك محستش بنفسي غير وانا بمشي وراك لحد ما دخلت مكتبة صغيرة ووقفت مع ست لابسه نقاب اتكلمت شويه وبعدين الست مشيت انت فضلت قاعد يومها انا كنت هتجنن واعرف مين الست دى خفت تكون مراتك روحت البيت وانا مش عارفه افرح ان ربنا استجاب لدعائى وشفتك ولا أحزن على حظى وان الست دى تكون مراتك، فضلت كام يوم هتجنن قلت لازم اقطع الشك باليقين ورحت المكتبة بحجة تصوير ورق لسه هتكلم لقيت صوت حد اعرفه بيتكلم من تحت ببص لقيت نفس الست اللي كانت واقفة معاك ووقتها بقيت محتارة الصوت ده انا عارفه بس مش متأكدة مين صاحبة الصوت لحد ماعرفتني بنفسها وعرفت انها عمتي روحية، كنت طايرة من الفرح لسببين الأول اتاكدت انها امك مش مراتك وتاني حاجه عشان شفت عمتي واتطمنت عليها وكنت كل يوم اروح اطمن عليها لكن ماصدفش مرة وقبلتك وكنت بخاف اسأل عليك كنت بكتفي بكلام عمتى عنك لما سيرتك تيجى بالكلام.
وفضلت كده لحد رجوعكم البلد ودى كانت فرحة تانية خالص
كنت كل يوم اروح للخص واقعد مكانك واروي الورد اللي زرعته عشانك واروح قبل المسي.
وائل بسعادة: انا حاسس انى بحلم مش قادر اصدق ان اكبر مخاوفي دوبتيها بكلامك وكأنها مكنتش، سبحان الله فعلا عسي ان تكرهوا شيئا وهو خيرا لكم وعسى أن تحبوا شئ وهو شر لكم.
وصفة بتردد: هو في حاجه هقولهالك ، ومش عاوزه تقاطعني الا لما اخلص كلامي.
وائل: طيب ممكن نأجل الكلام بعد شوية هنروح أي مكان ناكل فيه لقمتين أنا واقع من الجوع، وبعدين انا حاسس ان الموضوع اللى هتكلمِ فيه محتاج قاعدة على رواق والكلام في العربية مش هينفع.
انطلق وائل بسيارته واتجه لداخل المدينة وقليلا توقف أمام أحد المطاعم ودلف بصحبة وصفة وجلسا بمكان بعيد عن رواد المطعم وطلب طعام لهما وأثناء تناوله الطعام، ارجع ظهره للخلف يسترق النظر تجاه وصفة الجالسة أمامه وعينها تتفرس وجهه فور تلقي الأعين تبسم وائل مع خجلها والنظر لأسفل يوجه لها الحديث.
_ ها يا وصفة قولي اللي عندك أنا سامعك.
وصفة بقلق وتردد: هو يعني حاجه كده يعنى.
وائل معتدلا: في ايه قولي اللي عندك من غير ما تقلقيني.
وصفة: بصراحة خايفة تفهمني غلط وكمان مش هقدر اسكت.
وائل: أنا مكره ماعليا اسلوب التشويق والتذويق بالكلام، فياريت تكلمي يابنت الناس من غير تهته كتير.
وصفة برجفه بسيطة من حديثه تبتلع ما بجوفها: انا مش عاوزة شبكة ولا مهر كل اللي عاوزاه دبله تكون فلوسه منك انت من تعبك وعرقك .
وائل ترك ما بيده ابتلع مع بحوفه سريعا مما أدى إلى سعالة بشدة لتناول كأس من الماء يتناولها مع تساقط قطرات من فمه يجففها بطرف جلبابه بعد ان هدأ من سعالة.
وصفة بخوف من نظراته: بص والله العظيم انا ما قصدى حاجه وحشه انا ميهمنيش الفلوس والدهب انا فرحتي اني احس ان شبكتي من فلوسك انت عاوزه جوزنا يكون بعيد عن اى حاجه فيها شوبه او شك، ومن الأخر أي قرش لشفيق الظالم مش عاوزه، شفيق قت**ل بنات وهتك عرض كتير منهم، غير غشه في مصنع الأعلاف والملابن فأكيد كل قرش ليه في جزء حرام، ولو تديني الأمان وتحلف انك مش هتزعل.
وائل بحيرة: يتنفس بغيظ قلتلك قولي اللي عندك سريع سريع، قبل ماتكملي انا كل قرش بصرف بيه على نفسى وعلى إمي ده من مالي ومن تعبي حتى الفلوس اللي هجبلك بيها شبكتك دى فلوسى انا جزء منها محوشة من شغلى قبل ما ارجع البلد وجزء من مرتبي كعمدة، أنا مقربتش لمليم من فلوس شفيق ولو عليا انا مكنتش قربت لاي مكان يخصه.
وصفة: بسعادة يبقى احنا فيها اتخلص من فلوس شفيق واملاكه و اتبرع بيها لأهالي البنات والحريم اللي خربت بيتهم من غير ما تظهر في الصورة وبكدة تكون بعدت عن الحرمانية.
وائل: انا فكرت كتير قبل كده اني اعملها بس ارجع خوف من زعل أمي وكمان كلام الناس وقفني، لما يسألوا ليه ببيع أرض أجدادي والكل عارف ان عايلتنا يموتوا من الجوع ومعوش أرض.
وصفة: ببتسامة بص بقى الناس مش هتبطل كلام، المهم انت موافق على المبدأ وإن شاء الله الباقي سهل.
وائل: أنا مش هخبي عليكي الموضوع متوقف على امي، لو وافقت يبقا كده اتحلت رفضت أنا هتنازل ليها عن كل شئ وهى حرة تتصرف فيه وأنا بعد الفرح بكام شهر هجهز بيت وننقل فيه بعيد عن الدوار هخليه للعمودية ومشاكلها.
وصفة بسعادة: إن شآء الله ده احسن خبر سمعته.
وائل: يشير للنادل طلبا للحساب ويخبر وصفه بالذهاب.
يلا بينا نلحق قدمنا حاجات كتيره نشتريها.
وصفة: بقولك ايه ما توفر المصاريف للبيت الجديد وزي ما قلت لك دبلتك في صباعى عندى أحسن من دهب الدنيا كله.
وائل بشعور مضطرب ينظر لها بإبتسامة: إمشي يا وصفة شبكتك اللي هتختاريها وفستان فرحك وكل اللى نقصك هنشتريه من غير مناهدة وكلام كتير ومتقلقيش ان شاء الله ربنا يقدرني وانفذ كل اللي اتفقنا عليه.
بعد يوم قضوه في شراء مستلزمات الزفاف عادوا للبلدة وفي الطريق تضم وصفة فستان زفافها بسعادة غامرة عينها مغروره بدموع تشكر ربها على تحقيق رجائها ودعائها بتزويجها بمن هواها قلبها، ووائل ينظر للطريق أمامه شارد في حديث وصفة يحدث نفسه عن عوض الله له أي امرأة غيرها كانت طمعت في ثروة شفيق الطائلة والعيش في رغد.
ـــــــــــــــــــــــــ
غادير تعقص يديها لصدرها تنفخ أوداجها تنظر إلى زهور بين الحين والأخر بغيظ شديد تنفلت ضحكة عفوية من زهور لتفك غادير يدها وتشير لزهور بأصابعها.
غادير: مش هنسالك الموقف ده أبدا يا زهروان، عملتلك ايه عشان تعملي فيا كده.
الجد: في ايه يا بنات مالكم كده.
غادير تلتف للجد: الهانم كانت عارفة اني ماشيه وراها وحبت تنتقم مشتني في طريق طويل كل طين وحيوانات مرعب بمعنى الكلمة فوق الثلاث ساعات.
زهور بضحكه: هو مش انتقام بمعنى انتقام ده كان تأديب ليكي عشان تتعلمي بعد كده متلعبيش معايا، عملة ناصحة وماشية وراية طيب تعالي جنبي كلمنى امكن محتاج لكي اعيط في حضنك محتاجه لايدك تطبطب عليا وتواسيني،
بدل ما انتي ماشية ورايا كده عاملة زى المخبر كل دقيقه يتكعبل وهو ماشي يكشف نفسه وانتي كل شويه تليفون غير القطار والكمسري وتذكرة القطار.
غادير: كمان شيفاني من القطار.
زهور تومي برأسها: أيوه بس أقولك على قد ما كنت متغاظه منك على قد ما فرحت بيكى انك حيتي ورايا ومسبتنيش وعلى فكرة بقى دى اول مرة ليا أمشي الطريق
ده على رجلى وكنت مرعوبه زيك بس في حاجتين نسوني الخوف اولهم انك ماشية ورايا زى كده بودى جارد هتحمينى اي حاجه تحصل ممكن تنبهوني والتاني انا فعلا كنت موجوعه اوى فوق ما تتخيلي كنت محتاجه أبكي أصرخ من غير ما حد يسمعني صحيح تعبت من المشي، بس في نفس الوقت خففت من وجعى.
الجد بحزن: سامحيني يا بنتي وأوعدك هعوضك عن كل اللي شفتيه وعشتيه.
زهور ببتسامه باهته: إن شاء الله.
التفت تنظر للطريق من النافذة تنظر لتباعد القطار عن البلد تشعر بأثقال على كتفها تشرد بذكرياتها وماضيها حتى شعرت بيد تضع على كتفها واحد يحدثها تلتفت له تجد غادير تخبرها بوصول القطار وترجل الجميع منه عداهم تهب واقفة تومئ برأسها وتخطوا أمام غادير وخلف الجد الذي خطى امامها حتى خرجوا من المحطة أشار الجد لسيارة أجرة وأخبره باسم المستشفى القاطن بها زايد بعد وقت لم ينبس ثلاثتهم بكلمة كل غارق في أفكاره، زهور تحدث نفسها لما عليها أن تفعل هذا وماذا ستجنيه من لعب ذلك الدور وتقمصها شخصية والدتها ولمن لعمها الذي كان سببا مباشرا في فراق والديها لتهدي في آخر الأمر أنها تفعل ذلك لمعرفة حقيقة غائبة عنها وهي ما علاقته والدتها بزايد وكيف كان شكلها ويعشقها كل ذلك وهل هي الأخرة بدلته عشقه ام لا، الجد غارق كيفية تعويض زهور عن حياتها، وابنه زايد هل ستنجح زهور فيما
اتفقوا عليه، وغادير تنظر لزهور بشفقه على حالها يترجل ثلاثتهم من السيارة بعد حديث السائق لهم بالوصول، يتوجهوا لغرفة طبيب زايد بعد حديث عن حالتها ادخلوا زهور لغرفة العناية بعد تجهيزها وتعقيمها يقف الجد خارج الغرفه ينظر لها وغادير جواره يشير لها بالسير تجاهه وهي تتحدث، وغادير تنظر لها بشفقه فيما قادمة عليه كفيل بتدميرها نفسيا.
غادير اغمضت عينيها سحبت نفس عميق تهدأ حالها قليلا أخرجته بهدؤ خطت تجاه زايد تنادى بصوت حاولت اخراجه متزن باسم زايد حتى اقتربت منه وجلست على حافة الفراش تحاول أن تمد يدها تربت على يده حتى استجمعت قواها ووضعت يدها على كتفها تحركه ببطء تنادي عليه باسمه مرات متتالية حتى انتفضت يدها تبعدها مع حركته تنظر له تجده كما هو مغمض العينين ولازال على وضعه لم يتحرك لتعاود ما فعلته المرة السابقة لا تجد ردة فعل تقترب من اذنه تهمس له لترفع حالها سريعا وهى ترى تدحرج دموعها من طرف عينه مرورا على اذنه لتقف سريعا لتجلس مع سماعها صوت بكاء ضعيف وسط حديث هامس له غير مفهوم ، تلتف تجاه النافذة تشير للجد بإفاقته يدلف الجد خلف الطبب غير عابئ بحديث الممرضه له بعدم الدخول ليقترب من زهور يضمها بقوة شاكرا لها على مافعلته، تبتعد زهور عنه تومئ برأسها مع ابتسامه باهته وتخرج من الغرفه نهائيا تبعد ما ترتديه من ملابس خاصة بالعناية وتسرع بالجلوس على اقرب مقعد تلتقط انفاسها بصعوبه، لتخرج لها الممرضه تنادي عليها وتطلب منها سريعا القدوم.
زايد بحده رغم التقاط أنفاسه بصعوبه يطلب ان يتحدث معها رغم حديث الطبيب له بالهدوء حفاظا على صحته وحديث والده له بأن يهدأ حتى لا ينتكس مرة أخرى، ليصر على حديثه مع زهور ومعاتبا لأبيه.
زايد: ليه يا بابا ليه عملت كده كنت سيبني أموت لكن مش تعذبها وتعزبني، دخلوها لي لازم اكلمها.
الطيب بعملية: زايد بيه لو سمحت اهدأ مينفعش تتكلم انت لسه في مرحلة الخطر ياريت متتحركش كتير ومكنش قدمنا حل تاني غير ده عشان ترجع تفوق لو اتاخرنا يوم واحد كنت حضرتك دخلت في غيبوبة طويلة مش هنعرف نخرجك منها.
زايد: ياريتكم سبتوني زى ما انا وموجعتوعش قلبي بالشكل ده، هاتولي زهروان حالا.
أشار الطبيب للممرضة بمناداتها لتخرج الممرضة تنادي عليها، تدلف زهور بصعوبة وتجلس على الفراش ويخرج الطبيب وعبدالرحيم بعد طلب زايد تركهم بمفردهم، يحاول زايد أن يرفع جسده لم يقوى ليحدث زهور ان تقترب منه، حاول رفع يده مرارا يمسك بيدها تبعدها عنه رافضة أن يلمسها لتسأله مباشرتا.
زهور: هو سؤال قبل أي شئ لو جاوبتني عليه بصدق اوعدك هقعد واسمع كلامك للنهاية ومش بس كده هنفذ كل طلباتك.
زايد بصوت واهن ضعيف يسمع بصعوبة مع علو أنفاسه مع اني عارف السؤال بس اتفضلى اسالى.
تقترب منه: العلاقة بينكم وصلت لايه تخليك تفضل السنين دى كلها عايش على ذكرها وليه فوقت بمجرد ما حسيت اني انا هى بمجرد ما مسكت ايدك، قولي ايه اللي ما بينكم.
زايد رفع يده بصعوبة وبغته بكل قوة استجمعها جذبها اليه يقربها من اذنه: عارفة لولي اني حاسس بالنار اللي جواكي والتخبط اللي انتي فيه مكنش كفاني موتك، سلسبيل كانت اشرف وانضف انسان على وش الدنيا، ماتت ومتكلمتش معايا غير بوصيتها عليكي، ولو فكره انى فوقت من الغيبوبة على صوتك فاحب اقولك انا كنت فايق بس بهرب من وجعي على فراقها اللي كل يوم بينهش في قلبي، حبها اللي يكبر مع الزمن ومش بيموت ولا بيقل هربت بالغيبوبة عشان احلم بيها
تمنيت الموت عشان أروح عندها وادفن جنبها.
زهور: طالما مكنش بينكم حاجه حبتها ازاي وليه لحد دلوقتي بتحبها بالرغم من دفنك ليها بإيديك، أنا هتجنن من التفكير اول مرة قبلتني ناديت عليا باسمها، اول مرة قبلتني عند المحطه وتعبت كنت بتهزى بإسمها حتى لما دخلت الغيبوبة كنت بتنادى بإسمها فوق كل ده قريت مذكرات ابويا عرفت انك السبب في طلقهم كل ده مش سبب اشك بوجود حاجة ما بينكم .
زايد يشعر بخناجر تنزل على قلبه تطعنه بهدوء بالغ سرعة أنفاسه يكاد يسمعها من خارج الغرفة يتشبث بطرف الفراش بيده يحاول رفع نفسه ينظر لها ويحدثها بغلظة: تعالي ساعديني ارفع نفسي عايز أقعد.
وقفت زهور من جلستها تنحنى ترتب الوسادة خلفه وتساعده على النهوض تلتقي اعينهم لتبتعد زهور عنه بعينها تنهد زايد وقبل أن تبتعد عنه رفع يده متأوها يمسك بيدها.
زايد: انا هحكيلك كل شئ حصل من عشرين سنة اللحظه دى مش عشان ابرئ نفسي لا عشانك انتي ترتاحي من جواكي و التوهة الي انتي فيها وكمان متكونيش مجبرة على حاجه مش مقتنعه بيها ووقوفك جنبي عائلتك ميكونش تنفيذ وصية زياد وبس لكن تكون من جواكي واقسم بالله ما هخبي ولا أكذب فى كلمة بس اوعديني بعد ما أنهى كلامى تفكرى كويس و معندكيش رفاهية الإختيار انك تبعدى لكن تفكري في حياتك ما بنا هتكون ازاي زي زياد معانا وفى نفس الوقت بعيد ولا ليك رأي تاني وبرده معندكيش رفاهية البعد لان لا انا ولا جدك هنسمح بكدة فاهمه وقبل ما تردى اسمعى حكايتى.يقص عليها زايد قصته من وقت ولادته ليقف قليلا عن الكلام يتنهد بشوق ويقص لها عن لحظة مقابلته لسلسبيل.
_ اليوم ده هو اللي انا عايش بيه تعرفي انا لحظه عنيا ما جت في عنيها مش هقولك تهت ولا شفت أجمل عيون لا انا اللي شدني هو صوتها قبل ما اشوف عنيها عارفة شعور لما الجو يكون برد جداً وفجأة تنزل عليكي ماية متلجه جسمك كله بيتنفض هو ده نفس شعورى وقتها ليكمل قص باقي احداث قصته وكيف قام بمراقبتها لأكثر من شهر، ويوم فاض عشقة قرر الأعتراف لها وطلب يدها، علم بزواجها من آخر ولم يكن يعلم أنه شقيقه .
_ كنت بموت حرفيا حاسيت وقتها بحقد على الزوج ده بطريقة لا توصف اتحولت بعدها من انسان مسالم بينفذ وبس مكينه شغل بارد في عواطفى كل شئ أوامر للكل كنت ببعد عن كل الناس بما فيهم زوجتي وأولادي بختلي بنفسي وافتكر عيونها وصوتها عشت على امل القيها واتجوزها وفي يوم شفتها في مول وقفه كنت هجنن من الفرحة جريت وسط الناس زي المجنون، وقبل ما اقرب منها بكام خطوة انصدمت وأنا بشوف زياد بيحط يده عليها ويأخذها فى حضنه يومها الدنيا اسودت في عنيا مكنتش قادر اتحرك من مكاني رجعت البيت تايه نار بقلبي اليوم ده تعبت وفضلت نايم وسخونة مش بتنزل كنت بخطرف بكلام مش واضح بس بعد يومين فوقت والصدمة ان نهال بنت عمي قدرت تجمع جزء من كلامي ورقبت زياد وعرفت انه متجوز وهي اللي عرفت بابا بطريق غير مباشر واقسم اني لما وفقت ادخل
في الموضوع ده عشان احمي سلسبيل وزياد من غدر نهال وطمعها وحقدها، مهتمتش بنفسي حتى كل اللي فكرت فيه هو حمايتها ومش هنكر اتجدد الأمل جوايا وقلت بعد ما يطلقها زياد اقنعها بحبي واتجوزها وفعلا الأمل ده خلاني اخطط انها تشوف زياد بيتجوز غيرها عشان يكون دافع باقناعها لكن فعلا العبد في التفكير والرب في التدبير كل حاجه اتقلبت زياد مقدرش يتحمل ومات وهي اختفت مخلتش مكان مدورتش فيه لحد يوم ما رجعت ليقص عليها كل شئ حتى وفاة سلسبيل وقيامه بشراء مدفن بجوار مدفن العائلة وجهزة بناء على طلبها الأخير بدفن بجوار زياد، رغم غيرته الا انه نفذ كل ما طلبته.
_ وبالرغم من السنين دي حبها في قلبي مش بينتهي بيزيد صورتها مش بتروح من عيوني ولساني مش بينادى غير بإسمها حتى بنتي سمتها سيسيليا عشان افضل انادي باسمها.
يصمت يسحب نفس عميق ويكمل * ممكن يكون جنان اللي انا فيه بس مش قادر ابطل احبها وعارف ان حتى في اخرتي مش هتكون من نصيبي وبردة مش قادر اخرجها من قلبي او انساها، عرفتي حكايتي انا وسلسبيل لسه جواكي شك إن كان ما بينا حاجة، انا خلصت كلامى ودلوقتي نادى جدك من برة.
زهور بعالم أخر شاردة لم تتحرك من مكانها ليرفع زايد عينه ينظر تجاه النافذة الواقف خلفها والده يشير له بالقدوم يدلف مسرعا يحدثه زايد فور دخوله.
بابا زهروان هتروح معانا البيت وياريت تخلي الدكتور يكتب على خروج لاني هرجع معاكم البيت.
الاب: لا يا بني انت لسه تعبان قلبك ضعيف لازم تفضل هنا فترة لحد ما تخف.
زايد: أخف معتقدش ان في يوم قلبي هيخف، هنا وفي البيت واحد، انا هخرج دوايا بوجودي ما بنكم وسيسيليا وحشاني عاوز اخدها في حضني اشبع منها.
اصر زايد على الخروج بعد مجادلة مع الطبيب الذي حضر يمتثل لرغبة زايد كل هذا وزهور مشتتة فقط عينها مصلتة على النافذة تنظر للسماء دون ان تعلق بنعم اولا امسك يدها الجد بعد ان طلب الطبيب منهما الخروج حتى يعدوا زايد للخروج ظلت على تلك الحالة حتى صعدوا للسيارة واثناء الطريق تحدثت.
زهور: أنا عاوزة اروح البيت ال عاش فيه ابويا وأمى.
الجد: مش وقته يا بنتي احنا طريقنا غير طريقه وكمان عمك
تعبان لازم يستريح اوعدك كام يوم وهجيبك بنفسي.
زايد: مد يده يمسك بيدها، رفعت عينها توزع نظراتها بين يده وبين عينيه