اسكريبت دروب العذاب كامل بقلم وتين


اسكريبت دروب العذاب كامل بقلم وتين


"مالك يا محمد؟"

فتحتله الباب وابتسامتي من الودن للودن قبل ما أشوف ملامحه الباهته اللي خلتني اكشر 


قفل الباب ودخل ومردش عليا

دخلت وراها وانا قلبي واجعني عليه

قعد على الكنبه وهو حاطط ايده على وشه


"حصل اي بس فهمني؟"

مسح بإيده على وشه وبصلي


"شديت مع ماما.. "


" طب مالك متضايق ليه كده؟، ما العادي إنك بتشد معاها وبترجع تراضيها تاني وتتصافوا!"


"لا يا وتين دي مش زي اي مره، المره دي تقريبًا كده انا خسرت أمي"


مرضيش يشرح حاجه تاني او يفهمني

قام ياخد شاور وانا جهزتله هدومه وجهزت السرير عشان ينام


طلع بخطوات شبه معدمه ناحيتي

رمى نفسه على السرير وانا فتحتله ايدي فدخل في حضني

ضميته ليا اوي وانا قلبي واجعني عليه وفي نفس الوقت مش عارفه أواسيه


والدته من قبل زواجنا وهي كرهاني

حسيت بيه بيحضني جامد وبيدفن وشه تماماً في حضني وانا مش فاهمه حاجه 


"حابب تتكلم؟"


"وتين انا مش عايز اسيبك"


"اي جاب الكلام ده دلوقتي طيب؟"


سكت ومردش عليا وانا محبتش اغصب عليه لحد ما نام

صحيت تاني يوم لقيتنا في نفس وضعية إمبارح بإختلاف إنه صاحي وعمال يبصلي


"بتبصلي كده ليه؟"


للمره التانيه سكت ومردش عليا بل سابني وقام دخل الحمام وانا مش فاهمه في اي من إمبارح؟


قومت جهزت الفطار زي كل يوم ورصيته على الترابيزه لكني اتفاجأت بصوت الباب ولقيته نزل من غير ولا كلمه!


مر ٣ أيام على ده وهو مدخلش البيت

مبيردش على التليفون ومش عرفاله طريق


كلمت أخوه الكبير وانا مش عارفه اقوله اي

"السلام عليكم.. ازيك يا يوسف"


"بخير يا مرات اخويا، في حاجه ولا اي؟"


"اعذرني يا يوسف بس متعرفش محمد فين؟

بقاله كام يوم مش بيظهر وكل ما أرن عليه يكنسل وبعدين قفل تليفونه.."


سكت شويه عرفت إن في حاجه لكنه مخبي ورجع ود

"مش عارف والله حقيقي، ممكن مشغول؟"


سكتت وأيقنت إنه عارف حاجه ومش عايز يقول

" لا يا يوسف مش مشغول وانت عارف، ممكن تفهمني في اي عشان انا تعبت من كوني مغفلة في النص كده؟ "


" بصي انا هقولك بس متفهميش محمد غلط هو أكيد بعيد عشان الدنيا تهدى شويه.."


"في اي يا يوسف قلقتني"


"ماما خيرت محمد بينك وبينها..."


معرفش قفلت ازاي التليفون ولا حتى المكالمة انتهت بإي

كل اللي أعرفه إني حسيت بروحي حرفياً بتتسحب مني


والدته خيرته بيني وبينها وهو سايب البيت بقاله كام يوم معناه إنه اختار، لأن والدته عمرها ما هترجع عن قرارها ولا هتهدى بعد كام يوم


لما أيقنت إني الخسرانه في القصه قومت لميت هدومي وروحت على بيت أهلي، الله يرحمه عمي هو السبب في كل ده


هو اللي وصى نتجوز لسنه.. ولو مرتحناش لبعض ننفصل

فاضل اسبوع في السنه وتقريباً كده قصتنا خلصت


____


في الناحيه التانيه

فتح الباب ودخل بعد ما يوسف كلمه وقاله إن والدته محتجاه ضروري وميعرفش ليه


كانت قاعده في اوضته قدامها ورق وجمبهم كوباية شاي لسه سخنه وبعد ما سلم عليها

"خير يا أمي؟.." 


"خير إن شاء الله اقعد" 


قعد قدامها وهي خدت بق من الشاي قبل ما ترجع الكوبايه مكانها وتبصله

"امضِ هنا" 


عينه راحت للورق ولما شاف الكلمة واضحة إشهار طلاق اتسمر مكانه

"اي ده؟؟" 


"سلامتك يا حبيبي ده ورق طلاق!" 


"طلاق اي!

مين قال إني عايز اطلق؟" 


"مش هتفرق عايز ولا مش عايز

مراتك سابت البيت يعني اختارت مفاضلش غير تأكد ده وتوقع هنا" 


 رجع خطوتين، دماغه بتلف

"سابت البيت؟"

 همسها بصوت مش مصدق


"ايوا راحت لأهلها فخلص"


"انتِ بتعملي كده ليه؟"


" عشان مش دي اللي كنت عايزهالك من الأول

وانت كمان مكنتش عايزها معرفش اي اللي حصل"


" حبيتها!

اللي حصل إني حبيتها

انتِ ليه مش قادره تفهمي ده!! "


"ده اللي عندي ولو فكرت ترجعلها انا مقطعاك ليوم الدين" 


"ارجعلها اي بقا ماهي سابت البيت"

ضرب الترابيزه برجله فاتقلبت باللي عليها فقامت وقفت من الخضه


"انا مش عارف انتِ بتعملي معايا كده ليه!"


 "انا عايزها هي مش عايز غيرها افهموا بقا..!"

صرخ وهو بيكسر كل حاجه قدامه فازات كوبيات.. أي حاجه تقابله


اخوه الصغير دخل على الصوت وحاول يمنعه يكمل تكسير ووالدته واقفه مصرة على رأيها

"انا مش عارفه عايزها ليه؟ ما في غيرها كتير؟"


"وانا روحي فيها هي عايزها هي.."


"لو اتنططت يا ابن رفعت مهتنولهاش يا هي يا انا! "


" ليه بتستغلي حبي ليكِ في في إنك تأذيني؟"


"انا مش بأذيك، بالعكس بحميك من نفسك"


"وهي نفسي.. هي كل حاجه!

فكرك لما تحرميني منها هكون بخير؟

بالعكس.. هتشوفيني بموت قدامك كل لحظه وانا بعيد عنها

عايزك ساعتها تقوليلي عشان مصلحتي! "


ساعتها اخوه رن علي يوسف لأنه مش عارف يسيطر عليه 

" يوسف الحق محمد مبهدل الدنيا وعمال يكسر في اللي قدامه! "


" دقايق وأكون عندك حاول تهديه لحد ما أجي "

لف جامد بالعربيه ناحية بيتها بداخله كل اليقين إن محمد طالما وصل للمرحله دي وهو أهدى واحد فيهم فمحدش هيقدر يهديه غيرها


 اول ما وصلوا تحت البيت طلعوا بسرعه على صوت التكسير

كان واقف في النص ماسك فازه عايز يكسرها وايده كلها دم

بينهج جامد وشكله متبهدل


" محمد!.." 

ندهت عليه ف لف ناحيتها براحه وفضل يبصلها شويه بعدم تصديق

لحد آخر لحظه فاكرها من خياله من كتر ما دماغه تعباه


الفازه وقعت من ايده وهو بيقرب منها براحه لحد ما وقع قدامها على الأرض بينه وبينها خطوات مش عارف يقربها

جسمه خانه واعصابه سابت

"انتِ بجد..! "


قربت منه ونزلت لمستواه براحه وسط الازاز ده وهو مستناش هجم على حضنها كحد بيغرق وأخيرا اخد نفسه


حضنها بكل قوته ايده اللي فيها الدم مسكت ضهرها كأنه خايف تطلع أوهام ويفتح ميلاقيهاش!


يوسف اخد احمد ووالدته وطلعهم برا وقفل عليهم الباب

والدته كانت ساكته تماماً فبصلها

"طول الـ ٢٥ سنه اللي عيشناهم عمرنا ما شوفناه وصل للحاله دي، أتمنى بعد ما جت تصلح حاجه من اللي بوظتيها جواه تسيبيها تصلحه ومتكمليش عليه" 


بصلها بصه اخيره قبل ما يدخل اوضته ويقفل وراه

"بلاش يموت على ايدك بقهرته" 


___


في الاوضه كان على الأرض حاضنها برعب

ايده محوطاها بكل قوه رغم أعصابه السايبه!


مرعوب يفلتحها فتسيبه!

مرعوب يفتح عينه ويبعد عنها فيكتشف إنها وهم من دماغه


"محمد"


مردش عليها وكأنه مازال مش مستوعب وجودها بين ايديه!

حضنته جامد ودموعها بتنزل من الحاله اللي وصلها

"انا هنا، مش هسيبك والله"


تبت فيها جامد بيأكد لنفسه اللي قالته

حاولت تبعد لكنه مسك فيها أكتر

"ساعدني اعقم جروح ايدك طيب!" 


مردش عليها ودفن راسه في حضنها أكتر

عرفت انه ابدا مش مستعد انه يتحرك من مكانه ولا يسيبها على الأقل دلوقتي فاستسلمت وحضنته جامد وهي بتربت عليه براحه


وكل امالها تبث فيه شوية من الأمان اللي حس انه راح منه تماماً


______


صحيت من النوم في نص الليل كانوا لسه بقعدتهم

حاولت تتسحب من بين ايديه لكنه فاق مخضوض

"رايحه فين!" 


"هجيب علبة الإسعافات من الحمام وجايه" 


"متسيبينيش" 


"مش هسيبك والله هجيبها وجايه مش هطلع من الاوضه"


عند وفضل ماسكها بالجامد فاتنهدت وهي بتسحبه وراها جابت العلبه وقعدته على السرير وبدأت تطهر جروحه براحه


بعد ما خلصت ولفت ايده شالت العلبه على المكتب اللي جمب السرير ورجعتله، فرد ضهره على السرير وشحبها لحضنه تاني


همستله وهي بتربت على ضهره 

" انت كويس؟" 


"حالياً وانت في حضني بس" 


سكتوا شويه قبل ما يرجع يتكلم

"وتين انا فعلاً مش عايز اسيبك" 


"وانا مش هسيبك" 


ضمها اكتر ودفن راسه في حضنها ونام


قلقت تاني قبل صلاة الفجر بصتله كان لسه نايم

قامت بكل هدوء وغطته كويس ولبست وطلعت تعمله حاجه يفطر بيها قبل ما تصحيه للفجر


قفلت الباب وبتلف لقت والدته في وشها قاعده على الكنبه بتبصلها وساكته


مكانتش عارفه تعمل اي فمشيت تدخل على المطبخ من غير ما تكلمها لكنها ندهت عليها

"تعالى يا وتين" 


سحبت نفس عميق ولفت لها فشاورت لها على الكنبه اللي قدامها، غصبت على نفسها وراحت قعدت وهي مش مستحمله كلمه زياده


"مش هتقولي حاجه؟" 


"عايزاني اقولك اي؟" 


"لو طلبت منك تسيبيه هتقولي اي؟" 


سكتت شويه قبل ما ترد عليها بهدوء

"يمكن لو قولتيلي في اي وقت تاني كنت وافقت وبعدت مش عشانك لا.. عشانه هو وعشان مش عايزه اظلمه بعد ما قعد سنه كامله ومفيش مشاعر تجاهي لكن.." 


"لكن بعد اللي حصل إمبارح والحاله الل وصلها مقدرش ابعد حتى لو طلب مني ده"


" ولو قولتلك إني مش عايزاكِ تبعدي؟" 


رفعت راسها ليها وهي بتحاول تستوعب

" يعني اي؟"


" زي ما سمعتي

انا مش وحشه يا وتين انا عايزه راحته

ولحد إمبارح كنت فاكره إنه لو طلقك واتجوز بنت عمه اللي تتمناله الرضا هيكون احسن لكني شوفت بعيني انه مش عايز غيرك"


سكتت وسحبت نفس عميق قبل ما ترجع تبصلها

" طول عمره محمد شايلنا وشايل البيت واخواته على ضهره من ساعة وفاة والده الله يرحمه، وعمره ما اشتكى ولا اتعصب رغم إني جيت عليه كتير"


" عمري ما كنت اتخيل إنه يوصل لمرحله زي دي ابدا وهو اللي طول عمره كان هادي وبيسيطر على غضبنا ويحتوينا

دلوقتي بس انا بقيت متأكده إنك لو مشيتي هيضيع من غيرك، وانا معنديش استعداد اخسر ابني"


" ملحقتش ترد عليها قبل ما تلاقي باب الاوضه بيتفتح بالجامد ومحمد طالع باين عليه انه مخضوض

لف بعينه في الشقه لحد ما شافها فجري عليها حضنها جامد وهو بيعيط!"


" في اي بس اسم الله عليك"


" افتكرتني بحلم!

لما صحيت ملقيتكيش قلبي كان هيقف! "


كان بيعيط بقهر بعد ما افتكرت إنه هدي إمبارح

صوته كان طالع لدرجة إن اخواته صحيوا مخضوضين


لما لقيتهم كلهم بيبصوا بعدم استيعاب سحبته براحه للأوضه تاني وحضنته بالجامد وهي بتبوس راسه بحنيه وهو صوت عياطه مالي البيت


" كل ده عشاني؟


"انتِ فاكره إن في حد غيرك أعيط عشانه؟

أنا عمري ما خوفت من حد زي ما خوفت تبعدي!"


"مش هستحمل بعدك، ده أسبوع واحد بعدته كنت هتجنن!

مش متخيل اعيش عمر بحاله وانتِ مش معايا!

عمري ما طالبت بحاجه من الحياه ولا كنت عايز اطالب لحد ما شوفتك! مش طالب من ربنا حاجه غيرك"


"طب ليه متكلمتش؟ لسه سكتت كل ده؟

ليه بعدت ومقولتليش!"


" عشان مغفل

مكنتش لاقي طريقه اوزن بيها الأمور بينك وبين أمي فبعدت لحد ما الاقي حل بس والله روحي كانت بتتسحب مني وانا بعيد" 


" مش عارف اكل من غيرك ومش عارف اصحى من غير ما تكوني موجوده جمبي، وتين انا من غيرك أموت!

مش عايز ارجع للي كنت عليه على الأقل مش بعد ما لقيتك" 


" وانا مش هسيبك ومش هبعد

بس انت متخبيش عني حاجه

متسبنيش لدماغي يا محمد انا مش قدها! "


" حقك عليا يا نور عين محمد وحياة محمد" 


ابتسمت وانا شبه مش مستوعبه إن اللي اتمنيته من اول يوم زواج أخيراً بيتحقق قدام عيوني


أخيراً عندي حد يحبني أكتر مما بحبني

وأخيراً عندي حد أحبه أكتر ما بيحب نفسه..


"لو اجتزتُ كلَّ دروبِ العذاب،

لبقي فِراقُك أقساهُم وأشدَّهُم وطأةً.

فما لي على بُعدِك طاقة،

ولا لقلبي قوةٌ تحتمِلُه.."


لمتابعه روايات سكيرهوم زورو موقعنا علي التلجرام من هنا 



غير معرف
غير معرف
تعليقات