![]() |
اسكريبت ابن عمي كامل بقلم سوار
— ابن عمك متقدملك ..
سمعت الجملة وتنحت من الصدمة ..
ابن عمي ..عمي مين ؟!
رديت على ماما بحذر :
= ابن عمي مين يا ماما ؟!
— مالك ابن عمك عبدالرحمن يا زينب هيكون عمك مين !!
= ومتقدملي ليه ؟! دا إحنا مفيش تجمع بنكون فيه سوا غير ونتخانق ، أوعى تكونوا موافقين والبنت لابن عمها وكدا ..
قولتها وأنا برجع لورا بشك ..
فبصتلي بنفاذ صبر وهي بتطلع برا ..
— هنتجمع يوم الجمعة زي العادة والمرادي مش عايزة خناق يا زينب ..
فضلت واقفة مكاني بتوهان ..
يعني ايه مالك اتقدملي !! ..
إحنا عمرنا ما اتفقنا ..
مفيش مرة اتناقشنا في حاجة واتفقنا فيها ..
قعدت على السرير وأنا بسرح في أخر مرة جمعنا حوار ..
كنا متجمعين كلنا وكالعادة بنفتح مواضيع وكل واحد بيقول رأيه ، واللي عنده موقف بيحكيه ..
— يعني أنت شايفة أنها تضرب ست كبيرة دا عادي ..
بصيت ناحية مالك بطرف عيني ومردتش عليه ..
كنا بنتكلم على موقف حصل لبنوتة قريبتنا وأنها ردت القلم لأم خطيبها ..
كملت كلامي مع عمي أويس :
= دلوقتي يا عمو الست دي ضربتها وهي لسه خطيبة ابنها ، أومال لما يتجوزوا هتعمل ايه ، كمان هي مش من حقها تضربها ، وطالما ضربتها يبقى تاخد حقها وتردلها الضربة..
خلصت كلامي وسمعت صوت مالك تاني ..
— بس مينفعش تضرب واحدة قد والدتها بالقلم ، ترجع لينا وإحنا نجيب حقها ..
غمضت عيوني وأنا باخد نفس عميق..
وجهت نظري ليه وأنا بسأله :
= وايه الغلط في أنها تردلها الضربة ؟!
— الكبير ليه احترامه حتى لو غلط ، وكمان علشان محدش يغلطها ، هيقولوا مهما كان ست كبيرة ، وكدا كدا كنا هنجيب حقها ..
= بس هي مغلطتش في حاجة والست دي ضربتها .
حرك رأسه بتفهم :
— عارف واحنا مكناش هنسكت ، وكنا هنشتكيهم كمان بس هي متوقعش نفسها في غلط ..
رديت بعناد وصوت أقرب للحدة :
= بس هي مغلطتش لما ردت الضربة ، حق القصاص مكفول لكل واحد ومش علشان الست كبيرة متقتصش منها ..
بصيت لأهلنا اللي قاعدين وبقية ولاد أعمامي وأنا بسألهم :
= فاكرين الصحابي اللي كان متقدم عن الصف في إحدى الغزوات ، والرسول ﷺ وخزه بعصا ويقال سواك أو سهم لا ريشة فيه ، ورجعه للصف تاني وهو بيقوله استوِ .
كملت وأنا شايفاهم مركزين معايا :
= وقتها الصحابي ( سواد بن غزية ) طالب الرسول ﷺ بالقصاص ، فأعطاه صلى الله عليه وسلم العصا وكشف عن بطنه الشريف ، علشان يقتص بنفس الأداة وفي نفس موضع الضربة وطبعاً كلنا عارفين اللي حصل بعد كدا ، الشاهد من الموضوع أن هنا مكانش مجرد رجل دا كان الرسول ﷺ ، عارفين يعني ايه ؟!
= مفيش حد كبير على الحق ومفيش حد كبير على القصاص ، والله أنت تقدر تصبر عليها وتقول ست كبيرة حقك بس متغلطتش اللي ياخد حقه ، كمان اللي أنتم باصين عليه هو العيب وكلام الناس ، وسايبين شرع ربنا .
خلصت كلامي وأنا بنقل نظراتي ما بينهم ..
حسيت إنهم اقتنعوا بكلامي بطريقة ما ..
كان مالك أول واحد يتكلم ، وهو بيبتسم بتفهم :
— كلامك صح ومحدش يقدر يقول غير كدا ، بس المشكلة أن مجتمعنا مش بيشوفها كدا ، هي بالفعل مغلطتش بس الناس مش هتسيبها في حالها وهتسمع كلام كتير ، وهيطلع بردو عليها كلام ..
= عارفة كل دا ، بس لو فضلنا نوطي للظلم علشان الناس هنخسر كتير ، وأولهم نفسنا ، كل واحد فينا عنده حياة واحدة وعمر واحد ، وربنا سبحانه وتعالى وضع لينا ضوابط لو طبقناها نعيش بعزة ، فأنا مش هعيش ذليلة ولا متداس عليا علشان أكون على كلام الناس متربية وبنت أصول ، الناس نفسهم اللي بينهشوا في أي حد مختلف عنهم ..
بصلي لثواني بهدوء ..
كنت حاسة أنه عايز يقول حاجة تانية..
وكالعادة عيلتنا لما بيشوفونا بدأنا نتناقش بيتفرجوا علينا ..
— أنت كدا عايزة تعيشي لوحدك ..
ابتسمت وأنا بسأله لأخر مرة :
= هتحاسب لوحدي ولا مع حد ؟!
— لوحدك ..
= يبقى اللي هيضرني في الحساب ده مع السلامة ، نفسي دي أنا هتحاسب عليها مش هيبقى غم دنيا وأخرة ..
خلصت كلامي وابتسمتلهم قبل ما أقوم وأنا بستأذنهم ..
حطيت رأسي على المخدة وأنا بفكر في كلام ماما ..
مالك كشخص مش وحش ، بس شخصياتنا مختلفة ..
مش هنكر أنه مبيجادلش في أوامر ربنا بس لسه تفكير العادات والتقاليد مسيطرين عليه ..
ومشكلتنا أننا في المناقشات ممكن صوتنا يعلى ..
أنا مرة اتنرفزت وكنت عايزة أناوله بالفازة اللي جنبي ..
كدا أقل قعدة صفا بينا هنشوه وشوش بعض ..
——————
— افردي وشك شوية ..
بصيت لماما وأنا ببتسم بتصنع ، فهزت رأسها بيأس مني ..
دخلت أنا وماما وبابا البيت عند جدو ..
سلمت على أعمامي عبدالرحمن و أويس وزوجاتهم ..
بعدين سلمت على بناتهم اللي بيبصولي بخبث ..
الله الوكيل العيال دي عايزة الضرب ..
قعدت جنبهم وهما عمالين يغمزولي ..
وأنا عاملة فيها مش شايفاهم ..
كنا مستنين جدو وتيتا وبقية الشباب ..
ميلت مريم عليا وهي بتهمس بحماس :
ـ هتوافقي ونلبس فساتين ولا ايه ؟! عايزة ألحق قبل ما بطني تكبر ..
قالتها وهي بتشاور على بطنها الصغيرة ..
ابتسمت بسماجة وأنا برد ببرود :
= بس يا ماما ..
ـ ما توافقي يا زينب متبقيش رخمة ..
= ادبس نفسي يعني علشان تنبسطي ..
كشرت بغيظ :
ـ علفكرة بقى مالك كويس وحنين بشهادة الكل ، مقفلة دماغك ليه ؟!
طبطبت على كتفها بالراحة :
= مريوم حبيبي أنا مقولتش أنه وحش بس على يدك إحنا بنختلف إزاي ؟!
اتنهدت بتعب وهي بتمد ايدها تاكل من الحلويات :
ـ بس أنتم هتبقوا كابل حلو سوا ، والله حساكم لايقين على بعض ، فكري أنت بس هو الواحدة هتعوز ايه غير واحد حنين ومحترم وأهله بيحبوها ..
سندت رأسي على كتفها وأنا بتنفس بعمق :
= ما دا للأسف العقدة في إني مش عارفة أرفض بقلب جامد ، هو ليه مكانش حرامي مثلاً فكنت أرفض وأنا مش حاسة إني بضيعه من ايدي ..
جات رقية أخت مالك قعدت جنبي من الناحية التانية :
_ طب ما تجربي تقعدي معاه وتشوفي ، وبعدين أنت مشوفتيهوش غير في المناقشات اللي بتحصل هنا ، يعني متعاملتيش معاه كتير ..
بصيت لها وأنا مضيقة عيني بشك :
= بت أنت بتقولي كدا علشان هو أخوكي ، اعترفي ..
خبطتني في كتفي بغيظ :
_ الواد قمر أصلا وأنت مش مدياله فرصة ..
حسيت بايد مريم بتطبطب على رأسي :
ـ بصي اقعدي معاه وصلي استخارة وشوفي ..
هزيت رأسي بهدوء قبل ما أقوم من مكاني لما شوفت جدو جه ..
سلمت عليه هو وتيتا وبعدين قعدت جنبه ..
لمحت مالك بطرف عيني مع باقي الشباب بس عملت نفسي مخدتش بالي ..
فضلنا قاعدين نتكلم في حاجات كتير وبعدين قمنا نحط الأكل..
جدو ندالي فسيبت البنات تكمل وطلعت أكلمه ..
قعدت جنبه فحاوطني وهو بيسألني :
ـ عرفتي أن مالك متقدملك يا زينب ؟!
حركت رأسي بهدوء :
= ايوا يا جدو ماما قالتلي من كام يوم ..
ـ طيب ورأيك ايه ؟!
خدت نفس عميق وأنا بقول كل اللي جوايا لجدو :
= مالك شخص كويس أوي يا جدو ، حنين وطيب ومسؤول ويعتمد عليه فعلاً ، كمان شكله مقبول وبشوش ، وطبعاً محافظ على صلاته وحافظ القرآن وغير كدا تعاملاته مع الناس كويسة ..بس ..
ـ بس ايه يا حبيبي ؟!
= بس بنختلف كتير يا جدو ، حضرتك بتشوف اللي بيحصل بينا هنا فهنعيش إزاي ، دماغي غير دماغه وتفكيرنا مش واحد ..
بصلي بتفكير وهو بيقول بحنية :
ـ طب وليه متبصيش للجانب الكويس ؟!
= حضرتك تقصد ايه ؟!
ـ أقصد إنك بتعرفي تتناقشي معاه ، بتاخدوا وتدوا في الكلام ، ومحدش فيكم بيصلب رأيه وعندكم مرونة ، هل عمرك شوفتي إن كان الحق معاكي وفضل مصمم على رأيه ؟!
رديت بإحراج :
= صراحة لأ..
ـ طيب هل بيوصلك وجهة نظره بطريقة مش كويسة أو مفيهاش احترام ؟!
= بردو لأ ، عمو عبدالرحمن مربي كويس فعلاً..
ابتسم بخفة :
ـ طيب هل لما بتطلعي غلطانة بيحرجك أو بيفضل يفكرك بغلطك ؟!..
= لأ بردو ..
بصلي بتساؤل فبدأت استوعب ..
مالك فعلاً محاور كويس أوي..
سلس في الحوار ومرن وبيتقبل رأي غيره ..
بيتبنى الرأي الصح حتى لو كان غير رأيه ..
كمان عمره ما حسسني بالإحراج ..
حتى لو كانت وجهة نظري غلط وهو اللي كسب النقاش..
مالك مش بس حنين هو كمان لين ومتفاهم ..
قمت دخلت للبنات وأنا عقلي مشغول ..
أكلنا وقمنا نشيل الأكل..
مكنتش مركزة مع حد ، دماغي حسيتها شبه الطواحين ..
طلعت للبلكونة علشان أصفي ذهني..
خدت نفس عميق وأنا ساندة بايدي على السور ..
بتأمل شكل شارعنا والناس اللي فيه ..
طب ليه لأ ؟! ..
بعيداً عن النقاشات و وجهات النظر ، أنا محتاجة فعلاً شخص لين ومتفاهم في التعامل ..
محتاجة محسش بالتعب في العلاقة ..
بس خايفة نكون مش متفقين في نقط مهمة ..
طيب ما نقعد ونتكلم ؟! ..
حاسة نفسي مكبرة الموضوع سيكا ..
نفخت بضيق وأنا ببص بشرود قبل ما أسمع صوت ورايا :
— مش مستاهلة كل التفكير دا يا زينب ..
حسيت بخضة خفيفة قبل ما ألف لصاحب الصوت ..
واللي كان مالك ..
ابتسم بهدوء قبل ما يقف جنبي على بعد مناسب ..
كنت هدخل جوا بس وقفني صوته :
— أنا استأذنت عمي عمار على فكرة ، اعتبريها رؤية ونتكلم ..
رجعت لمكاني تاني ..
كنت ببص بعيد بس حاسة بعيونه عليا :
— طب بصيلي مش يمكن معجبكيش ..
= مالك أنا عارفة شكلك عادي ..
— طيب بصيلي علشان مبعرفش أتكلم كدا ..
وقفت لثواني قبل ما أبصله ..
مش عارفة ليه الموضوع صعب كدا ..
عادي ابن عمك..
= اتفضل ..
قولتها وأنا بصاله بشكل مباشر..
كنت بضغط على ايدي ..
أول مرة يكون فيه تواصل بصري بينا ..
ابتسم وهو بيبدأ كلام :
— أنا اتقدمت لوالدك من كام يوم ، واتلمحلي إنك رافضة ..
قال أخر جملة بنوع من الهزار ..
حسيت بإحراج وأنا برد :
= مش لحاجة وحشة والله ..بس ..
قاطعني بهدوء :
— علشان تفكيرنا مختلف ..
هزيت رأسي بهدوء وأنا بكمل :
= وخايفة نكون مختلفين بردو في مبادئنا ..
— وليه من رأيك مبادئنا هتكون مختلفة ؟!
= علشان إحنا مختلفين والظروف اللي عدينا بيها مختلفة ، فشخصياتنا مختلفة..
سند بايده على السور ، وهو بيبتسم بصفا :
— ما دا طبيعي مع كل البشر يا زينب ..
بصيت له بعد فهم ، فكمل بالراحة :
— يعني أي حد هيكون مختلف عنك حتى لو عنده نفس تفكيرك في مناطق معينة ، إلا أنه هيختلف في غيرها ، المبادئ الأساسية لا غبار عليها وأظن أننا متفقين فيها ..
رفعت حواجبي باستيعاب ..
حاسة إني فهمت قصده ..
بالفعل إحنا عندنا نفس المبادئ تقريباً واللي أهمهم أننا ندور على الحق ونتبعه ..
بصيت له بتفكير ..
هو إحنا شكلنا هنوافق ولا ايه ؟!
— ايه نبدأ نسأل الأسئلة التقليدية ولا ؟!
حركت رأسي وأنا بتابعه بهدوء وهو بيتكلم ..
كنت مركزة وحاسة إني أول مرة أكلمه ..
خلصنا ودخلنا نكمل معاهم السهرة ..
فضلت لمدة أسبوعين بفكر وأصلي استخارة ..
كنت بعيد النقاشات بينا تاني في عقلي ..
وكلام جدو ومريم ..
أسبوعين من مقارنة المواقف وتحليلها ..
كنت حاسة إني عقلي هيهنج ..
بس لازم متسرعش دا حياة وعمر وأولاد مستقبلاً وكل دا هتحاسب عليه ..
فكرت كتير واستشرت كتير ..
وانتهت بأني وافقت وقرروا يكتبوا الكتاب علشان نتعرف أحسن ..
—————
كنا متجمعين بعد كتب الكتاب كلنا ..
بس المرادي مكنتش قاعدة قصاد مالك ..
كنت قاعدة جنبه وهو اللهم بارك عليه خد عليا أوي وبقى ينقي اللي عاجبه من طبقي وياكله ..
خبطته بطرف المعلقة على صوابعه من غير ما حد يشوفنا ..
بصلي باستغراب ، فشاورتله يبص في طبقه ..
بس ولا كأنه شافني وكمل أكل عادي ..
ميلت عليه وأنا بحاول محدش يلاحظ ..
خصوصاً أنهم واخدينا محتوى من كتب الكتاب..
همست بالراحة :
= مالك أنت خلصت أكلي علفكرة ..
رد وهو لسه بياكل :
— كلي من صحني ..
= طب ما تاكل أنت بتاعك وتسيب بتاعي ..
شاور على طبقي :
— حاطينلك كبدة أكتر وأنت كدا كدا مش بتاكليها ، بتاعي فيه كبدة أقل كلي منه ..
ركزت في الأطباق ولقيت فعلاً عنده حق ..
= تصدق عندك حق ، قربلي طبقك هنا ..
قرب الطبق ناحيتي وبدأت أكل ، وكل ما تقابلني حتة مش باكلها أحطهاله ..
حسيت بعيون حد علينا ..
فرفعت رأسي وياريتني ما رفعت ..
العيلة كلها كانت بصالنا وبتبتسم بخبث ..
اتكسفت ونزلت رأسي بسرعة ..
خبطت مالك برجلي بالراحة فانتبه ..
— خير يا جماعة شايفكم باصين ناحيتنا ..
ردت رقية بغمزة :
ـ مفيش يا أبيه بس أول مرة متكونوش هتكسروا الطرابيزة على دماغ بعض ..
ضحك وهما ضحكوا معاه ..
ضحكت بردو بس كنت مخبية علشان البرستيج ..
خلصنا وقمنا نشيل الأكل..
عملنا شاي وقهوة حسب طلب كل واحد ..
وعملتلي شاي بالنعناع وطلعت البلكونة ..
وقفت اتنفس بهدوء ..
وعيوني بتتأمل منظر السما ..
رفعت الكوباية أشرب منها فلمحت لمعة بسيطة ..
خاتم خطوبتنا ..
ذوق مالك ..بس جميل ..
حسيت بحد واقف ورايا ..
فابتسمت من غير كلام ..
مد ايده بكوبايته قدامي وهو بيهمس جنب ودني :
— مش حطالي نعناع ليه زيك ؟!
= مقولتش ليه ؟!
قولتها وأنا بجيب النعناع من جنبي وبحطه ..
— يعني لازم أقول مش المفروض تهتمي بيا ؟!
= اهتم بيك ؟!
قولتها بتعجب وأنا بلف ليه ..
— اه تهتمي بيا وتعامليني معاملة خاصة مش بتعامليها لحد ..
= وأنت بتعاملني معاملة مش بتعاملها لحد ؟!
سألته بمكر فجاوب بتأكيد :
— اه ..مع كل الناس بيكون فيه منطقة خاصة محدش بيقربلها مهما كان قريب ، أما أنت فأنا حطيتك في المنطقة الخاصة أصلا ..
حسيت بودني صفرت ..
عيوني بتبصله بتشويش ..
وقلبي ضرباته عليت ..
أنا اكتشفت اكتشاف مهم مالك صريح أوي.. أوي أوي يعني..
لفيت بهدوء ورجعت أشرب الشاي اللي تلج شبه ايدي ..
وقف جنبي بس المرادي كان أقرب ..أقرب بشكل يخض ..
— زينب ممكن تتكسفي وأنت بصالي ، قولتلك قبل كدا مش بعرف اتكلم كدا ..
عقدت حواجبي باستغراب :
= والله .. يعني أبصلك إزاي وأنا مكسوفة ؟!..
— عادي زي الناس وبعدين أنا مقولتش حاجة تكسف ..
= بجاااااااد !!
يعني أنت شايف إن كلامك عادي..
ميل ناحيتي بهمس دافي :
— اه ..
عيوني وسعت بصدمة وبصيت بعيد تاني ..
سمعت صوت ضحكته فارتبكت أكتر..
روح يا شيخ حسبي الله..
— زينب ايه رأيك نخرج بكرا ، إحنا مطلعناش سوا من كتب الكتاب ..
رجعت بصيت له بحماس :
= هنروح فين ؟!
— مش عارف لسه بس هنشوف ، عندك اقتراحات ؟!
وقفت أفكر وهو متابعني بعيونه ..
الأماكن الحلوة كتير ..
= أنت فاضلك هدوم مجبتهاش ؟!
سألته فجأة فرد باستغراب :
— اه ليه ؟!
ابتسامتي وسعت :
= وأنا لسه فاضلي الهدوم الخروج فايه رأيك نطلع نجيبهم سوا ، ونتعشى برا ..
فكر لثواني :
— ولو إني حاسس أننا هنتسحل بس ماشي اهو أخد رأيك في لبسي بالمرة ..
مديت ايدي بحماس :
= اتفقنا ؟!..
مسك ايدي بابتسامة :
— اتفقنا .
فضلنا واقفين سوا نتكلم ..
وبعدين دخلنا للباقي جوا ..
————
= يا الله..
قولتها بزهق وأنا قايمة من على السرير بعد ما باب أوضتي خبط ..
ماما لازم تصحيني من أحلاها نومة ..
اتاوبت بنوم وفتحت :
= يا ماما والله عاااا ه ..
قفلت الباب تاني بسرعة ..
ايه اللي وقف مالك على باب أوضتي ..
هو بيخبط عليا ليه ؟! ..
يا مصيبتي هو شاف شعري المنكوش والبيجاما اللي من تلت قرون ..
سمعت خبط تاني وصوته واصلي :
— زينب أخلصي علشان متأخرين ، أنا هقعد أفطر مع عمي تعالي بسرعة ، وشكلك عسول على فكرة فمتفكريش كتير ..
بصيت للباب المقفول بامتنان ..
الحمد لله إنك مقفول ..
دخلت أخد دش واتوضى ..
كنت حاسة بفراشات في بطني ..
يا حلاوة يا ولاد بقيت بطفح فراشات شبه الناس اللي هناك دي ..
خلصت ولبست إدناء بيج وخمار بني ..
لبست كوتش أبيض أرضي علشان اتحرك براحتي ، وشنطة باك بيج ..
طلعتلهم وأنا برمي السلام بإحراج ، قعدت جنبهم وبدأت أكل بصمت قبل ما بابا يقوم يغسل ايده ..
بصيت له وهو ماشي وأنا بهمس :
= شبعت أنت دلوقتي يا بابا .. ماشي.. ماشي ..
خلصت أكل ومالك مشكور متكلمش خالص ..
شيلت الأكل وطلعنا علشان نمشي بعد ما استأذن بابا تاني ..
ركبنا العربية وفضلت باصة من الشباك مش عارفة افتح كلام ..
كنت حاسة بيه بيبصلي كل شوية ..
لحد ما قرر يقطع الصمت الغريب ده ..
— زينب افتحي التليفون ..
لفيت ناحيته بتساؤل :
= تليفوني ؟!
— لا يا حبيبي تليفوني أنا ..
مسكته وفتحته ، بصيت ناحيته علشان يقول الخطوة اللي بعد كدا :
— ادخلي على تطبيق النوتس وشوفي كدا ايه اللي ناقص مش متعلم عليه ، واكتبي حاجتك بردو علشان مننساش حاجة ..
عملت زي ما قال ..
حددت اللي باقي وكتبت بتوعي معاهم ..
خلصت وفتحت المعرض :
= مالك أنا هلف في صورك شوية ..
— براحتك يا زينب بس هتلاقي فايل لصحابي وفايل للشغل فخلي بالك ..
حركت رأسي بهدوء ، وبدأت افتح الصور بحماس ..
كانت صوره من أيام ثانوي ..
ملامحه متغيرة شوية عن دلوقتي ، وشعره نازل على عيونه اللي كان باين عليها الإرهاق..
ضحكت بصوت عالي :
= مالك أنت كنت عامل زي اللي بيشربوا مخدرات ، تحت عنيك أسود ..
شاركني الضحك وهو بيقول :
— حصل دا كانت أيام فظيعة ، وماما تيجي تصحيني تلاقيني ببرطم بالمنهج تقعد تولول جنبي ، فضل تأثيرها عليا لحد ما اتخرجت من الكلية ، كنت بتوتر للعيال كل سنة .
= كانت أيام صعبة بس لطيفة ومليانة مغامرات ..
هز رأسه وهو بيوافقني الرأي ..
كملت تقليب في الصور وأنا بدقق فيهم ..
ابتسامته وعيونه ..
وقفته وضحكته ..
هو أنا قلبي بيدق ليه دلوقتي ؟!..
وعيوني بتطلع قلوب ليه ؟!
فتحت الكاميرا فجأة أنا مقررة نعمل فايل جديد ..
= مالك بص بسرعة ..
رفعت التليفون قدامنا بسرعة ، فابتسم ولقطت الصورة ..
وقفت لثواني أشوفها وهو بينقل نظراته بيني وبين الطريق ..
رفعت التليفون قدامه ، فابتسم بحب :
— حلوة أوي..
= اه جميلة خالص ، وعلى الرغم أننا خدناها بسرعة بس طلعت مظبوطة ..
— زينب أنا قصدي أنت الحلوة ..
= الله يكرم أصلك أنا....ايييه !!
بربشت بعيوني بصدمة ..
وهو كل شوية يبصلي ويبتسم ..
بصيت قدامي بدون كلام ..
وكل شوية أبص ناحيته بطرف عيني..
وصلنا ونزلنا قدام مول كبير ..
مسكت في ايده ودخلنا ..
بدأنا من القسم الرجالي ..
وحقيقي هدومهم حلوة ، وشيك أوي..
بدأنا ننقي ويدخل يقيس ، كنت بدور في الهدوم لما سمعت صوته :
— ها ايه رأيك ؟!!
لفيت ناحيته بسرعة..
كان بيعدل التيشيرت ، بصيتله بتقييم :
= حلو ولايق عليك أوي اللهم بارك ..
— بجد ! يعني ناخده ؟!
= اه جميل خالص ..
بص خد جرب دا كمان ..
أخده مني ودخل ..
ابتسمت بسعادة وأنا برجع أدور تاني ..
دقايق وكان طلع :
— زينب حاسس اللون مش ... أنت بتعملي ايه ؟!
كنت واقفة قدام بدلة سودا شكلها خطفني ..
كانت جميلة أوي وأسرت عيوني ..
— شكلها عجبك ؟!
لفيت رأسي ناحيته ، كان واقف ورايا بالظبط :
= شكلها حلو أوي ،وتفاصيلها جميلة..
أخدها من مكانها ومشي ناحية البروفا وهو بيقول ببساطة :
— هقيسها ولو حلوة تبقى إشارة ونعمل الفرح كمان شهر ..
بصيت لضهره بصدمة ..
فرح ايه ؟!..
أنا حاسة إني بتكروت ..
الراجل دا بيكروتني وبيستغل إني عبيطة والصدمة بتاخدني ..
فضلت مستنياه بس حسيت الوقت مبيعديش ..
كنت متوترة على متحمسة..
عندي فضول كبير أشوف شكله ..
طلع بعد شوية ..
وبمجرد ما عيوني وقعت عليه حسيت بالهوا انسحب من حواليا..
قرب ناحيتي وهو بيبتسملي بود..
وأنا مش مستوعبة حاجة ..
دي أول مرة أشوفه ببدلة ..
هو كاريزما كدا ليه ؟!
وليه لايقة عليه كدا ؟!
ميل ناحيتي وهو بيهمس بدفا :
— شكلي حلو ؟!
رديت بدون وعي :
= أوي..
ما انتبهتش أنا قولت ايه غير لما سمعت رده ..
— يبقى فرحنا الشهر الجاي يا حبيبي..
قال كلامه ومدانيش فرصة أرد ..
طبع بوسة صغيرة على رأسي ورجع ناحية البروفا تاني ..
وقف فجأة يبصلي قبل ما يقفل الباب ..
غمزلي بابتسامة وقفل..
بدل هدومه وخرج وأنا لسه في صدمتي ..
جه ناحيتي ومسك ايدي..
مشينا ناحية الجزء التاني وأنا لسه عقلي واقف هناك ..
كنت بدور في الهدوم ودماغي سرحانة ..
المشاعر والأحداث دي جديدة عليا ..
كنت حاسة بتوهان ..
حسيت بيه وقف جنبي :
— زينب أنت بخير ؟!
حركت رأسي بنفي فبان القلق في عيونه ..
حط الهدوم من ايدي وهو بيقول بخوف :
— في حاجة بتوجعك طيب ؟!
هزيت رأسي تاني ، قولت وأنا بحرك ايدي بعشوائية :
= مالك أنا مش فاهمة حاجة وأنت موترني ، أنا اه بقيت متقبلة علاقتنا بس حساها بتكبر بسرعة ، بسرعة أنا مش متعودة عليها ، وأنت بتتعامل عادي وكأننا متجوزين من بقالنا كتير ... أنت مش مشربينك حاجة قبل ما نيجي صح ؟!
ملامحه ارتخت وهو بيقول بصوت هادي :
— لأ يا حبيبي مش شارب حاجة ، تعالي نقعد في الكافيه هنا شوية وبعدين نكمل ..
حركت رأسي بموافقة ومشيت معاه ..
قعدنا في الكافيه وطلبلنا أكل ..
— عايزة تسألي عن ايه يا زينب ؟!
بصيت لايده اللي حاضنة ايدي بهدوء وأنا بقول :
= عايزة أعرف أنت بتعاملني كدا ليه ؟! صعب أن مشاعرك تجاهي تكبر بالسرعة دي ، كمان حساك متعايش معاها وكأنها شئ عادي ، يعني مش مستغرب أو مدهوش ولا حتى تايه ..
رفعت عيوني ناحيته فقابلت عيونه ..
عيونه اللي مش عارفة إزاي شايلة كل الحب والدفا ده ..
— بس أنا عديت بالحاجات دي قبل كدا يا زينب ..
= ايه ؟!!
قرب بجسمه على الطرابيزة شوية :
— أنا اتقدمتلك علشان بحبك يا زينب مش لمجرد إنك مناسبة .
فضلت باصة في عيونه بصدمة ..
حسيت روحي اتخضت وقلبي ارتعش ..
بصعوبة عرفت أطلع صوتي :
= يعني ايه ؟!
— يعني بحبك يا زينب..
قمت من مكاني بسرعة وأنا بسحب ايدي :
= أنا عايزة أروح .
قولتها واتحركت بسرعة ، فقام ناحيتي ، كان عايز يقول حاجة بس سكت ..
حرك رأسه بهدوء وحاسبنا ومشينا فعلاً..
طول الطريق كنت ساكتة ومخضوضة ..
متكلمناش ، كنت باصة قدامي وسرحانة ..
وبمجرد ما وصلنا نزلت بسرعة ..
دخلت البيت بسرعة وهو ورايا ..
كنا في المدخل وقدامي السلم وهو جاي ورايا ..
وقفت مكاني فجأة وبعدين لفيت ناحيته ..
كان باصصلي بهدوء ..
وأنا فيه حاجة مسيطرة على تفكيري ومن غير تفكير كتير نفذتها ..
بدون مقدمات رميت نفسي في حضنه وغمضت عيوني..
ثواني وكان استوعب ..
حاوطني جامد ..كنت سامعة تنهيدته بس مش عارفة اتكلم ، كفاية صدمات النهاردة ..
— أنت خضتيني يا زينب ..
رفعت رأسي ناحيته وأنا لسه في حضنه :
= بالله .. يعني مش أنت اللي عمال تخضني من الصبح !!..
— أنا فكرتك رافضة مشاعري ، أنت انسحبتي فجأة ، وبعدين الكل عارف إني بحبك وكان واضح عليا أوي.
رديت بضعف ظهر في عيوني :
= بس أنا مكنتش أعرف ، وأنت كنت بتتعامل بطريقة غريبة على قلبي ..
مسح على خدي بلطف :
— ما أنا ما صدقت بقى أطلع كبت السنين ، دا أنا عامل ليستة بالحاجات اللي هنعملها سوا والكلام اللي هقولهولك ، زينب أنا كنت بخطط وبحلم بحياتنا من مدة طويلة وكنت مستني الوقت المناسب ..
سندت رأسي في حضنه بتعب :
= أنا مش هكلمك تاني النهاردة علشان كدا كتير ، بعدين أبقى احكيلي ..
شدد على حضني وإحنا بنطلع ناحية الشقة :
— زي ما تحبي ..
ودعته بهدوء ودخلت لأوضتي ..
متكلمتش ، مفكرتش ، نمت وبس ..
——————
عدى أسبوعين على أخر مرة شوفنا بعض فيها ..
كنا بنتكلم كل يوم من غير ما نذكر أخر مرة ..
كنت لسه بحاول أفهم مشاعري واتعايش مع مشاعر مالك ..
كنت بعود نفسي إزاي تقدر مشاعره حتى لو مش قادرة أبادله في الوقت الحالي ..
كنا متجمعين كالعادة يوم الجمعة ..
كان في مشوار ولسه مجاش ..
فضلنا نتكلم وأنا عيوني متعلقة بالباب ..
بعد شوية سمعت صوته فعملت نفسي مشغولة معاهم في الكلام ..
دخل سلم على الموجودين وبعدين قعد جنبي ..
كنت متوترة وهو قاعد هادي بيتكلم معاهم ..
قمنا ناكل وطبعاً قعدت جنبه ..
حسيت بيه بيميل عليا :
— وحشتيني..
شرقت فجأة وفضلت أكح ..
قربوا مني المايه وهو بيطبطب عليا..
شربت ورجعت أكمل أكل ولسه حاسة بعيونه عليا ..
كمل أكل هو كمان ومتكلمش..
خلصنا كالعادة عملنا شاي ..
بس المرادي وقفت قدام البلكونة بتردد ..
لو طلعت هلاقيه جاي ولو مطلعتش هيزعل ..
اعمل ايه ؟!..
خدت قراري وطلعت ..
يعني هي موتة ولا أكتر..
فضلت واقفة لفترة وهو مجاش فاستريحت نوعاً ما ، وبدأت استمتع بالمنظر قدامي ..
ولأن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه ، حسيت بيه بيحضني من ضهري وبيسند برأسه على كتفي...
— أنا هزعلك يا زينب ..
بصيت بطرف عيني ناحيته فلاحظت عيونه اللي مغمضها ، اتكلمت بتوتر :
= عامل ايه يا مالك ؟!
فتح عيونه بالراحة وقرر يجاريني :
— الحمد لله يا زينب ، أنت بخير ؟!
هزيت رأسي بسرعة فابتسم برضا..
— ودا المهم يا حبيبي..
فضلت بصاله بمشاعر مش عارفة افسرها صح ..
قبل ما أسمع صوته بجملة صدمتني :
— هننزل امتى نشوف الفستان علشان الفرح ؟!
غمضت عيوني بارهاق...
كل شوية صدمة أكبر من التانية ..
طلعني من حضنه ولفني ليه :
— زينب أنا قولتلك أخر مرة أن فرحنا كمان شهر ومكنتش بهزر ، وكلمت عمي كمان ، فلو مش مستعدة ..
قال أخر جملة بحذر ، فرديت بحذر مماثل :
= هتأجله على ما اتعود ؟!
— لأ يا حبيبي هنطلك كل يوم قبل الأكل وبعد الأكل شبه الدوا علشان تتعودي قبل الفرح .
حاولت استعطفه :
= يا مالك ..
— والله هخليكي تتعودي عليا لدرجة تزهقي مني ...وافقي بقى .
بصيت له بقلة حيلة وأنا بهز رأسي..
حضني بفرحة فبادلته الحضن ..
وأنا بحاول مفكرش كتير ..
عدى الاسبوعين اللي فاضلين..
وكنا بنتكلم كل يوم فيديو كول ..
ولو فاضي بيجي عندنا ..
كان بيحكيلي امتى مشاعره اتحركت وامتى اتأكد منها ..
قالي أنه عرف بابا من أول مرة حس فيها أنه معجب بيا ..
وأن بابا كان عايز يمنعنا من التجمعات علشان كدا ، بس مالك اقسمله أنه مش هيتخطى حدوده معايا ..
كان بيجهز تحضيرات الفرح ..
واختار الفستان على ذوقه ، وزي ما قال فعلاً اتعودت عليه ..
لدرجة إني بقيت بكلمه وأنا باكل..
ودلوقتي إحنا الاتنين في العربية في طريقنا لبيتنا ..
بالبدلة اللي اختارتهاله والفستان اللي اختارهولي ..
شددت على ايده اللي ماسكة ايدي ، فميل عليا بلطف :
— نعم يا حبيبي..
كنت حاسة بضربات قلبي عالية ..
و وشي سخن ..
حمدت ربنا أن الكاب مغطي وشي .
قربت وهمست برقة :
= بحبك يا مالك .
تمت .
