![]() |
اسكريبت سديو كامل بقلم أسماء علي
_ هو القمر طلع بالنهار ولا إيه يا ست الكل؟
_ قمر إيه يا سديم؟
_ اللي قاعد مع بابي ده!
_ قصدك يوسف إبن خالتك فريدة؟
_ آه.. يوسـ..
سكت بعد ما إستوعبت الجملة،
وقلت لماما بصدمه:
_ ده يوسف؟
_ آه يا حبيبتي
_ وده جه إمتي ياماما؟
_ النهاردة يا سديم،وكمان خالتك وجوزها وقرروا يعيشوا في الشقه اللي فوقينا.
قاعدة تحدف عليا قنابل وهي مش دارية..
_ يا صلاة الزين،يا صلاة الزين..
وعلي كده خالتو فوق دلوقتي.
_ أيوة يا حبيبتي..ويلا تعالي سَلِمي علي يوسف عشان نطلع نسلم علي خالتك.
_ بعدين ياماما أنا عندي مشوار مهم.
قمت من مكاني بسرعة،وأخدت شنطتي ونزلت من البيت؛لأني كنت حاسه بخنقة..
کنا قبل المغرب بدقايق،الجو كان هادئ والطريق كان فاضي والشمس في وقت غروبها..
قررت أمشي عشان أقدر أستنشق أكبر قدر من الهواء النضيف، وأبسط مودي اللي إتخنق ده.. حطيت الهيد فون علي حجابي وشغلت قرآن بصوت شيخي المفضل..
القرآن بيصلح کل حاجه جوانا، برتاح جداً وأنا بسمع کلام ربنا، بعيش في عالم تاني وأنا بسمع قرآن.. عالم هادي، مريح، آمن، شعور بالسلام والإرتياح.. القرآن هو الدواء للروح والنفس والقلب..
فضلت أمشي ومش حاسه بحاجه حواليا، بس محتاجه أكون لوحدي، ومحتاجه أفصل عن العالم واللي فيه، محتاجه أخد بريك وأرتاح بقي...
بعد شوية..
وقفت وشلت السماعات ووزعت نظري علي المكان حواليا، الجو هادي والدنيا ضلمت..
بصيت في الموبايل..
الساعه تمانيه المغرب..
_ أووبس!
أنا إتأخرت سيكا.
وصلت قدام العمارة، ولسه هدخل..
وقفت وبصيت لفوق،
لحظة..
لقيت يوسف واقف في البلكونه، وبيبصلي..
نزلت نظري بسرعة ودخلت العمارة، وإخترت إني أطلع السلم أحسن..
فكرة لبرهه..
لسه زي ما هو..
نفس الإبتسامه..
نفس الغمازات..
نفس الملامح..
نفس الثقة..
متغيرش.
إتنهدت بصوت عالي، وقلت:
_ فوقي يا سديم.. فوقي وبلاش تفكير كتير، ماضي وإنتهي.
وصلت شقتنا، فتحت ودخلت..
_ يالي هنا.. يا ناس ياهووو.
مفيش حد في البيت..
دخلت أوضتي عشان أغير هدومي، لبست دريس بيبي بلو، وحجاب بنفس اللون..
_ أکيد فوق عند خالتو.
وصلت شقة خالتو، وواقفه بقالي عشر دقايق..
_ مش عارفه أنا واقفه بنيل إيه لحد دلوقتي؟ إخلصي يا سديم مش محتاجه فزلكه دلوقتي.
خطبت..
ورجعت خطوة لورا..
_ هتلاقيها فردة الشراب سديم؟!
ضحكت بصوت عالي وأنا سامعه خالتي بتقول كده..
فجأة..
الباب إتفتح، وطل منه..
_ فريدععععععع!
_ قلب فريدة.. وحشتيني يا فرده شراب.
حضتنها جامد، وأنا بعيط..
فريدة هي خالتو بإلاسم، لکن هي بالنسبالي أمي التانيه، صاحبتي الوفيه، سندي، وأماني، بيࢪ أسراري،و حبيبتي، وأم حبـ...
_ وحشتيني أوي يا فريدة.. مقولتليش لي وإنتِ جاية؟
_ تعالي بس إدخلي وبعدين نتكلم.
دخلت.. وکانت العيلة کلها متجمعه.
_ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
_ وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
_ سديم!
عامله إيه يحبيبتي؟
_ بخير يا جوز خالتي يا عسل، طمني إنتِ عامل إيه؟
_ الحمدلله في زحام من نعم الله.
_ســـديــم!
_ وئِــــــــــــام!
سلمت عليه، وبعدين شديني وحضني..
بصتله بصدمه، بصيلي وقال:
_ أنا أخوكِ يا هبلة.
_ مش مبرر هاا؟
_ كنتِ وحشاني والله.
_ وإنت كمان والله يا وئام.. هاا إستقرار ولا هجرة.
ضحك وقال:
_ لا إستقرار بلا هجرة إن شاء الله.
_ عال قوي.
وئـام أخويا في الرضاعه، بتعبره أخويا الكبير وبحبه جداً..
يوسف مش أخويا لأنه إبن فريدة ولكن وئام مش إبن فريدة، هو إبن مرات عمو ياسين الأولي، ولكن توفاها الله وهو في سن صغير..
ماما هي اللي کانت مرضعه وئام، ومامت وئام كانت صاحبة ماما، ومن هنا إتعرف عمو ياسين علي خالتو وإتجوزا وجابوا يــوسف..
_ سَديم.
إتصنمت مكاني لما سمعت صوته وهو بينادي عليا،
غمضت عيني، وأخدت نفسي وخرجته بهدوء،
لفيت وعلي وشي إبتسامه هادية، وقلت:
_ يوسف! إزيك؟
بصيلي بهدوء وفي عينه نظرة غريبة، حركت نظري لتحت بتوتر من نظرته..
_ بخير طول ما إنتِ بخير.
رفعت نظري ليه، وقلت:
_ يارب دايما تكون بخير.
_ يلا يا جماعه الآكل جاهز.
رمقت يوسف بنظرة كلها تحدي، ومشيت..
_ إلا قوليلي يا ديما عامله إيه حياتك من غيري؟
قالها وئام وهو بيأكل.
ضحكت بخفه، وقلت:
_ عايز الصراحه؟
_ لا.. عايز أختها.
_ حياتي فُل الفل من غيرك.
_ آه.. لقد كسرت قلبي هذة الفتاة متحجرة المشاعر.
_ حبيبي حبيبي.
_ مش كفاية كلام علي الآكل.
قالها يوسف بعصبيه وهو بيبصلي،
بصتله بهدوء وحركت نظري علي الطبق بتاعي ببرود.. وكملت آكل.
_ سديم ممكن تيجي دقيقة.. محتاج أتكلم معاكِ.
قالها يوسف الواقف قدامي وهو ماسك كوباية الشاي.
كنا قاعدين كلنا بعد ما خلصنا آكل، وطلع يوسف من العدم.. وقال جملته.
بصتله بإستغراب وبعدين بصيت لبابا بتوتر،
هز رأسه بهدوء بمعني " ماشي ".
قمت بتوتر، وطلعنا البلكونه.
_ نعم؟
قلتها بهدوء، وأنا ببصله،
بصيلي وعلي وشه إبتسامه هادية وحنونه.
_ عايز أقولك حاجه!
_ خير؟؟
قلتها وأنا بهز رأسي بإنفعال
وكملت وقلت:
_ لسه في كلام نسيت تقوله في أم الليلة وجاي تقوله النهاردة؟ ولا ده كلام جديد؟ ولا يكنش جاي تفكرني بالي قلته؟
_ سديم ممكن تهدي، وأنا هفهمك!
_ تفهمني إيه.. هاا؟ تفهمني إيه؟؟
قلتها بغضب وصوت عالي.
_ أفهمك اللِ عايز أقوله!
_ مش عايزة أفهم، كل اللِ عايزاه منك إنك تبعد عني.
قربت منه خطوة وقلت:
_ إيه اللِ فكرك بيا يا يوسف؟ إيه اللِ رجعك؟ جاي تاني هنا ليه؟ مكفكاش اللِ حصل؟ مكفكاش شوفتك ليا وأنا بحاول أستوعب صدمتك اللِ عطتهالي في أجمل يوم بنسبه لأي بنت؟ مصعبتش عليك أنا ودموعي؟ مهزتكاش حالتي، منظري، صوتي.. مهزتكاش؟؟؟
كنت بتكلم وأنا بعيط، بتكلم بغضب، وألم، وتعب.. بحاول أخرج ألم كبير جوايا بالكلام والصُراخ..
ألمي، وجَرحي من هينطفي غير كده.
بصتله كان باصصلي بحزن، ونظرة الألم اللِ باينه في عينه وهو بيبصلي.. لمحتها.
_ ما تتكلم يا يوسف؟؟ مصعبتش عليك؟؟ يا خي إنتِ معملتش حق للعِشرة اللِ كانت مابينا حتيٰ.
_ عارف إني مهما أقول وأبرر هفضل غلطان، وهفضل السبب في الحالة اللِ إنتِ فيه دي.. بس أقسم بالله اللِ عملته كله کان غصب عني، كنت مجبور أعمل كده.. آه عملته وحتي علي حساب أغلي واحده في حياتي، عملته علي البني أدمه اللِ قلبي ما بينبضش غير بإسمها، عملته وأنا عارف إنك هتكرهيني ومش هتكوني عايزة تشوفي وشي تاني، عارف إني غلطت، بس أقسم بالله عملت كده عشانك، وعشان أحميكي.
كان بيتكلم بعصبية ووجع، بيحرك إيده بإنفعال وعيونه إحمرت..
أما أنا بصتله بهدوء وکأني كنت مستنيه كلامه ده، كنت مستنيه يبرر، كنت مستنيه ينكر عملته ويعترف أنه غلط، يعترف إن سبب العذاب اللِ مريت بيه طول السنين دي کان بسببه..
وللعجب فرحة إنه حتي رغم اللِ عمله فکان عشاني، عشان يحميني.. أنا بثق في يوسف، بثق فيه بشكل كبير جداً، بس اللِ عمله معايا خلاني إفقد حواسي وکل صوابي، جرحني وأنا عز فرحتي..
_ بس مش بالطريقه دي يا يوسف!!
قلتها بحزن وألم وأنا ببصله بدموع.
قرب مني ومسك وشي بين إيده، وقال بحنان:
_ عارف والله يا عيون يوسف، وحقك عليا يا سديم قلبي.
_ أنا كرهت اليوم ده!!
إنت متخيل إن بنت تكره اليوم اللِ بتستناه بعد العوض؟؟
_ حقك عليا ياسديم، والله مهما أقول يا عيوني ما هيشفي جرحك أنا عارف.
نطرت إيه بغضب، وقلت:
_ عارف إيه؟ عارف إيه يا يوسف؟ هاا؟ قولي عارف إيه؟؟؟
عارف شعور واحده لما جوزها يطلقها بعد كتب كتباها بحوالي ساعه.. عارف شعورها عامل إزاي، عارف؟؟ عارف لما يقف قدامها بکل برود ويقلها اللِ بينا إنتهي، وکأن اللِ ما بينا كان ساعتين زمن او شهر مش عشرة عُمر وسنين.. عارف يا يوسف شعورها في اللحظه دي.. عارف.؟؟
_ عارف أقسم بالله عارف، أنا كنت بحس بنفس شعورك يا سديم، أنا بحس بيكِ وإنتِ عارفه كده.. أنا من ساعت ما سفرت وأنا كل يوم في المستشفي بسبب إني كنت بحس بيكِ، أنا مع کل حاجه كنت بعملها كنت بفتكرك وبحس بألم.. أنا مش اناني يا سديم ولا بحب نفسي، أنا كنت مجبور أعمل كده عشانك.
_ كُنت قولي، وكُنا لاقينا حل.
_ كانوا مراقبني، وأي تهور مني كان هيإذوكِ.
_ وإنتِ شايف إحنا وصلنا لإي يا يوسف؟؟ بقينا مطلقين.
قلت جملتي الأخيرة بسخرية،
قرب مني، وقال بهدوء:
_ لا.. إنتِ مازلتي سديم يوسف الألفي.
_ إزاي؟؟
_ أنا رديتك قبل ما أسافر.
بصتله بهدوء وعيني مليانه دموع، بصيت حواليا بتوهان، وقعدت علي اقرب كرسي عيني وقعت عليه،
حطيت وشي بين إيدي وأنا بحاول أستوعب الكلام، بحاول أفهم..
_ أنا تعبت، أقسم بالله أنا تعبت.
حسيت بحركته،
مسك إيدي وبعدها عن وشي، وقال:
_ سديم! انا متعشم فيكي خير.
_ سنين يا يوسف بعيد عني وعلي إسمك وأنا معرفش.
_ حاولت أقولك أكتر من مرة بس إنتِ محولتيش تسمعي.
_ ما بسبب عملتك المهببة.
ضحك بخفة، وقال:
_ وحشتيني يا سديم.
_ أنا مكنتش طيقاك يا يوسف، بس كنت وحشني أوي.. لما شوفتك مكنتش عارفاك وإتصدمت لما عرفت إنك رجعت، بس لما دققت فيكي عرفت إنك يوسف، يوسف جوزي حبيبي صاحب عُمري وصديقي طفولتي..
_ عارف إنك مش طيقاني، بس مستحيل تكوني كرهاني.
_ ما هي المصيبه هنا، إني مش عارفه أكرهك ولا عارفه أبطل أحبك.
_ وإنتِ كنتِ عايزة تبطلي تحبيني؟
_ حاولت عشان أرتاح من الألم اللِ في قلبي، بس إكتشفت أنه العكس.
_ إحنا الداء والدواء لبعض.
_ ليه إنتوا مستشفي؟
_ وئام؟؟؟
قلتها بصدمه وأنا شايفه وئام قاعد قدام البلكونه.
_ آه وئام يا ست سديم.
_ إنت بتعمل إيه هنا ياض؟؟
_ كنت بشاهد الفليم النكد اللِ كنتوا علملينه يا جو يا خويا.
_ وهل عجبك يا وئام باشا؟؟
_ نكِدتوا عليا يالي ربنا ينكد عليكم.
_ طب غور ياض من هنا.
_ وإنت مالك؟ أنا قاعد فوق رأس أهلك.
ضحكت بصوت عالي علي وئام.
_ يخلاثي علي الضحكه السُكر.
_ هشمطك قلم يا وئام، هرزعك في الباب اللِ جانبك ده.
_ لا وعلي إيه أنا قايم، جاتكوا البلا.
قام وئام ومشي،
وأنا بضحك عليه.
بصيلي يوسف، وقال:
_ لايق عليكِ الضحك، بيحليكِ.
_ بيحليني؟؟
_ فوق حلاوتك طبعاً.
_ إممم!
_ بحبك.
_ وأنا يا يوسف
_ يا عيون يوسف.
