اسكريبت التقينا ( كامل) بقلم حفص احمد



 اسكريبت التقينا كامل بقلم حفص احمد




دخـلت الـبيت وأنـا شـايـفة الـكل أغـلب العـيلة موجـودة، الجـو صـامت ومـريب، نظـرات كـتيرة علـيا لـما دخـلت، 

منـهم نظـرة اتـهام،

 ومـنهم نظـرة شـفقة،

 البـرودة والخـوف ضـربوا جسمي ونـظـرات الخـوف والاسـتغـراب احتـلتني، 

وقفـت مكـاني مـش عـارفة فـيه اي


بابا اتكـلم بـنظرة ثابـتة وحـادة، 

وفي نفـس الوقت بــلهجة اتـهام


_ " ماقولـتيش لـيه إنـك مـريـضة وعـندِك سـرطان " 


الكلمة وقـعت عليا زي الساعـقة،

 حسيت بـرعشة في جسـمي، 

ضربـات قـلبي زادت، 

الكلام مـش قـادر يـخرج مـني، 

ولا عـقلي قـادر يجـمع جـملة صحيحة حتى


_ " انطـقي قـولي ماقـولتيش ليه" 


جملة قالها بابا بـعصبية شديدة وهو بيرمي ورق تحالـيل قـدامي على الأرض، 

جسمي اتـهز بـخوف من صـوته العـالي وعصـبيته، 

نظـري ثبـت عـلى الأرض عـلى التحـاليل، 

حسـيت نـفسي بيصـعَب عـليا، 


_ " ردي عـليا" 


بابا زعق واتعـصب أكـتر، 

بـلعت ريقي وأنـا بحـاول اجمع أي جـملة أو كلمـة، 


مـاما حـاولـت تهدِّيه


_ " استنا يـ أحمد بالراحة نفهم منها" 


كمِّـلِت بـ ضـيق وعتـاب وهـي بتقـرب مني 


_ " ليه خبيتي علينا يـا يُــسْر " 


رديت بـ صوت مـرتعـش وأنـا لـسة نظـري للأرض 


_ " ماكنتش حـبة حـد يـعرف " 


بابا قـال بـ عـصبية


_" مـاهو دا اللي أنـتِ شـاطرة فـيه، كـل حـاجة تخـبي تخـبي وخـلاص " 


رديت بـوجع وانـدفاع ودمـوعي نـزلت


_ " عشـان مـش عايـزة أشـوف نـظرة الشـفقة في عـين حـد، مـش عايـزة أحس إن حـد بيعـطف عـليا، أنا مـش محـتاجة اهـتمام حـد ولا شـفقة مـن حـد أنـتم بتلمونـي عشـان ما بتكـلمش بـس ما بتسألـوش حـتى سبب تـعبي ولا أنتـم قريبـين مني وأهـلي بالاسم بس"


قـولت كـلامي ولـفيت عـشان أخرج، 

كـان يـزيد خطيبي واقـف ورايـا، 

نظرتـه ملـيانة عـتاب، 

بـصتله بـحزن و وجـع و بـعدت نظـري وخـرجت من الـباب

أعصابي كانت تعبانة ومش متـحملة كـلمة من حـد،

 وهما كـالعادة زودوها عليا زي كل مرة وبابا كـالعادة اتعصب ومافيش أي تفاهم ولا حـتى اهتـم لأي حـد موجـود وزعقلـي ڪـعادته يـعني،

 ولا حتى حد مـنهم حاول يفهمني، 

ماكـنتش عـاوزة نـظرة الشـفقة اللي شـوفتها فـي عـينيهم، 

مـش عـاوزة شـفقة ولا عـطف مـن حـد 


كـنت قاعـدة عـلى سلم بـيتنا منكـمشة في نـفسي ودافـنة رأسـي وبـعيط بـ صـمت،

الشـمس غـربت والجـو بـدأ يِلَـيِّل و نـسمة الـهوا الـباردة بتـزيد، 


_ "لـيه مـا قـولـتليش" 


بصيت جنبي كان يَــزيد خطـيبي، 

مسـحت دمـوعي بـكم ايدي زي الأطـفال، 


اتـكلمت بـصوت مبـحوح من العييـط


_ " مـا كـنتش عـاوزة حـد يـعرف ومـا كـنتش عـارفة اعمـل اي"


اتنـهد وقـال


_" عشان كدا تصرفاتِـك من فـترة غريـبة وبتبـعدي"


اكتـفيت بـنظـرة حـزن والسـكوت


_ " تـقبَلِي بـكرة يـكون كـتب الكتـاب وآخر الأسـبوع ننقـل العـفش ونعمـل الفـرح "


رفـعت رأسـي و بصيـت لـه بـصدمة وهو كمل


_ " عـارف إنـه قـرار سـريع وفجـاة ولـو مش حـبة حـقك مـافيش مـشكلة بـس أنـا حابـب أكـون جـنبك براحـتنا من غير ضوابـط وأدعمـك ولـو حـبة يـكون كـتب كـتاب بس وتفـضلي في بـيت أهلِـك عـادي اللي يـريحِك ولـو على أهلِـك هقنعهـم والشـقة جـاهزة هنظبـط باقي الدنيـا"


الصراحة استغربت الموضوع ماكنتش مقتنعة بس لأن كنت عايزة ابعد عن يزيد مش حبة أظلمه معايا بس هو متسمك بيا وعاوز يكون معايا بس بحس بالذنب تجاهه أنه يتجوز واحدة مريضة بالسرطان والمرض بقا في تطوره ويا عالم هعيش والا لا دا غير إن المرض هيأثر على موضوع الأطفال بعدين، 

كنت محتارة ومش عارفة أتصرف بس كنت حساه فهمني، 

قولت هفكر وأبلغه بكرة، 

فضلت طول الليل محتارة ومش عارفة أعمل اي صليت استخارة ودعيت كتير و قولت الصلاة الإبراهيمية كتير وارتاحت، بلغته موافقِتي وسيبتها لله بالرغم من إحساسي بالذنب تجاهه بس حسيت إن هجرحه أكتر لو بعدت


~~~~~~~~~~~~~~~


_ " بَـارَك اللَّـه لَـڪُمَـا وبَـارَك عَـلَيڪُمـا وجَمَـع بَينَڪمـا فِي خَــير"


من هنا بـدأت الرحـلة، 

رحلـتي مع يـزيد، 

ورحلـتي مع المـرض


من بعد جوازنا المرض زاد بس يزيد كان دايما جنبي،

 بيدعمني،

 يزيد كان بيبين حبه وتمسكه بيا بأفعـال مش بـس كـلام، 

في كل مرة كنت بروح جلسة كيماوي كان ييجي معايا ولا مرة سابني لوحدي،

 في كل مرة كنا بنروح للدكتورة والنتيجة تكون أسوأ كان بيدعمني أكتر، 

كنت بحس بألمه ووجعه عليا بس كان مخبي عشان ما يضعفنيش،

الفترة اللي المفروض تكون أجمل فترة في حياتنا كانت أصعب فترة، 

ملامحي بهتت وشعري بدأ ينزل وجسمي بيضعف، 

بس يزيد عمره ما حسسني بأي نقص،

كنت بحس نظرته ليا كأني أجمل واحدة عينيه شافتها،

 ما بيسمحش لحد يأذيني بمجرد كلمة أو نظرة،

 نظراته وابتسامته كانت بتحسسني بالأمان وتدعمني،

كان بيثبتلي دعمه وحبه بأفعاله قبل كلامه، 

في كل مرة كنت ببعده عني كان يضمني ليه 


_ " أنـتِ لو بـعدتِ عـني أنا مش هرتاح أنا بـرتاح بـوجودِك"


_ " يـزيد يعني يـسر لو يـسر مش مـوجودة يـعني يـزيد مش موجـود"


_ " أنـا ما أقدرش أبـعد عـنِّك أنا مـعاكِ لآخـر نفس لـيا يـا يـسر"


_ " عمـرك ما تڪـوني حمل عـليا أنتِ اللي بتخففي عـني أحمـالي"


_ " أنا اختـرتِك ومسڪـت ايـدِك ومستـحيل أسيبها"


_ " أنـا مـا صـدقـت لقـيتِك مـستحـيل أسيبِـك تـاني"


ڪـانت رحـلة صـعبة، 

صـعبة ومؤلـمة، 

كـلها شـوك و وجـع،

بـس وجـود يـزيد كان بيـشيل كـل الصـعوبات والشـوك، 

كـان سـند و رفـيق و صديـق، 

عـمره مـا جرحـني بـكلمة أو تـصرف أو عايـرني، 

كـان معـايا ومـاسك ايـدي في كل خـطوة


~~~~~~~~~~~~~


_ " مبروك حامل في توأم" 


كنا بنشوف جنس المولود عند الدكتورة، 

بعد 4 سنين حرمان من الإنجاب غير 3 سنين المرض واللي بـفضل ربـنا ثم وجـود يـزيد معايا عـديت المـرض بـعد صـعوبة كـبيرة ونـسبة شـفائي ضعـيفة جـدا


كـان ماسك ايدي واحنا بنشوف السونار ونسمع ضربات قلب الأطفال، 

كان شعور جميل ولطيف أوي، 

عينينا كـانت بتلمع بالفرحة ، 

دموعي مغرقة وشي، 

بس المرة دي، 

دموع عوض وجبر، 


_ " تتمنا يـكونوا ولاد والا بنات"


ڪـنت ماشـية جـنبه على الشـط

ڪـان مـاسك ايـدي، 

ايـده اللي عمـرها مـا سـابت ايـدي، 

ورأسـي على كتـفه، 

ڪـتفه اللي عمره مـا فشل في مسـادنتي فـي يوم


ابتسـم وقـال


_ " كـله هيكـون جميـل لأنـه من ربنا"


كـمل وهو بيبـص لـعيوني


_ " ثـم لأنـهم هيڪـونوا مـنك"


لسـانـي عـجز عـن الڪـلام من كـمية السـعادة اللي جوايـا لـوجوده


حضـنته بـقوة وأنـا بعـيط  

مـطمنة لـوجوده جـنبي، 

وجـوده اللي مـطمني في كـل لـحظة فـي حيـاتي، 

وحـقيقي بحمـد ربـنا في ڪـل لـحظة وڪـل ثـانيـة لـوجـوده في حيـاتي.. 


"الطـبيعي إن الـدنيا دار ابتـلاء ومن لـطف ربـنا ورحـمته بـعباده إن يـرزقنـا رفـيق في الطـريق يـكون مـعانـا ويـهون عـلينا الصـعاب وأنـا ربـنا أنعـم عليـا بـ«يـزيـد» يـڪون رفـيق رحـلتي|.‏" 


~~~~~~~~~~~~~


أتمنى أن يجمعَنا سفرٌ طويلٌ أخبرُك فيه كيف كانت الرحلةُ صعبةً قبل أن نلتقيَ وتخبرني أنَّ كلَّ صعبٍ يهونُ ما دام التقينا..ـــــــ🏡.|𐙚.


لمتابعه روايات سكيرهوم زورو موقعنا علي التلجرام من هنا

غير معرف
غير معرف
تعليقات