![]() |
اسكريبت جني كامل بقلم اسماء علي
_ طب واللِ جاي النهاردة ده؟؟
_ طفشيه.
_ وربنا أبوكِ يطفشني ويطفشك من البيت.
أنا جنيٰ عامر، عُمري 21 سنة، رابعه هندسه "هندسة معمار"، وحيدة أبويا وأمي، جيت ليهم بعد فترة كبيرة عشان كده تلاقي الدلع كله ليا..
دي آخر سنه ليا وهأتخرج، وبسم الله سنه فيها كمية عرسان، تقوليش متخزنين..وأنا ربنا يحفظني مطفشه عرسان مصر كلها، لدرجة أن أبويا قالي كمان عريس وهطفشك وراه " بيموت فيا أبويا الحاج ده "...
وبعد حوالي شهر من الراحه من الموال ده، جاية ماما بتقولي في عريس متقدم وأبوكِ حالف لتقعدي معاه، وإبقي طفشية بقي.. " آه منك يا حاج"..
أنا مش برفض العرسان لأني مش عايزة أتجوز ولا إني لسه بدري عليا ولا الهري ده، بس أنا ليا مواصفات خاصه للراجل اللِ هتجوزة، والمواصفات دي ملقتهاش في أي حد قعدت معاه حقيقي..
_ طب والحل يا ماما؟
_ إقعدي معاه ويمكن يكون فيه الخير.
_ نفس البوقين بتوع كل مرة.
_ تصدقي وتؤمني بالله.
_ لا إله إلاّ الله.
_ أني عايزة ضرب الشبشب عشان قاعده أخد وأدي معاكِ.
_ ولو مأخدتيش وإديتي مع بنتك هتأخدي وتدي مع مين يا مرات أبويا؟
_ هأخد وإدي مع الشارع كله إلا معاكِ، ويلا جهزي نفسك عشان العريس زمانه جاي.
_ يعني ده آخر كلام؟
_ آه.
_ طب ماشي.. ماشي!
عديٰ الوقت بسرعه، وأنا طبعا لبست وجهزت نفسي وقعدت مستنيه عريس الليلة..
جات ماما وقالتلي أن العريس واهله جُم، ومستنين بره..
طلعت معاها، وأنا في قمه توتري بالرغم أن مش اول مرة أتحط في الموقف ده..
دخلت وسلمت علي الكل معاد العريس اللِ معرفش شكله حتيٰ "والکل اللِ هو مامته وأخته لکن باباه وما شابه لا"..
قعدوا عشر دقايق وبعدين قاموا وسبيونا..
_ علفكرة حلو الشراب!
_ أفندم؟
_ الشراب!!
_ ماله؟
_ حلو!
_ يا جدع.
_ بكلمك بصراحه خُدي بالك.
_ أخدت بالي، أخدت بالي.
_ نتكلم جد شويه؟
_ إتفضل!
_ لا.. إتفضلي إنتِ لو حابه تسألي عن حاجه.
_ بتصلي.
_ الحمدلله.
_ بتشرب سجاير؟
_ لا.
_ حافظ قرآن؟
_ أيوة.
_ بتشتغل؟
_ آه.
_ عرفني عليك؟
_ بصي يا ستي، أنا أحمد ياسر دكتور أسنان، بتشغل في مستشفي خاصة، حالتي الماديه كويسة جداً، عُمري 27 سنه، عايش مع عائلتي ولو كان لينا نصيب في بعض إن شاء الله وإتجوزنا هنعيش لوحدنا في شقه ليا، وکل اللِ محتاجه زوجه صالحه عشان اكون بيت وعيلة حلوة وذريه صالحه.
_ جميل.
_ لازم أكون جميل يا بنتي مش الدكتور أحمد ياسر.
_ هنبدأها تواضع!
ضحك قال:
_ بداية القصيدة كُفر.
ضحكت، وقلت:
_ حصل.
_ ها هتسألي في حاجه تانيه؟
_ نتناقش.
_ في إيه؟
_ في عدة جوانب.
_ ليه؟
_ عشان اشوفك بتفكر إزاي.
_ اممم!
مش سهله إنتِ.
_ إطلاقاً.
_ طب إتفضلِ.
_ هل بعد ما نتجوز هتسمحلي أشتغل؟
بصيلي بهدوء، ورجع بضهره لورا، وقال:
_ معنديش مشكله إنك تشتغلي، بس انا مش حابب مراتي تشتغل، عارف أنه مش حوار فلوس بالنسبالك، ولا حوار فشخرة ولا أنه ازاي يكون معايا شهادة ومشتغلش.
_ أومال حوار إيه؟
_ حوار إنك عايزة تعملي لنفسك كيان، حابة تكون فخورة بنفسك وبإنجازاتك، وحابة تطوري من نفسك وتكوني حاجه حلوة ليكِ ول جوزك ولعيالك في المستقبل، إنتِ حابه تشتغلي عشان تكوني إمراة مستقله بذاتك ومعتمده علي نفسك، وكمان عشان تعلمي ولادك وتربيهم صح.. وكل ده بيدأ لما تكوني إنتِ متعلمه وشايلة في نفسك خبرة وتجارب كتيرة.
_ بضبط، أغلب الناس بل يکاد كل الناس بتفكر بطريقة قديمه وسطحية ومعندهمش أي خلفية عن التفكير السليم ده.
_ الناس الجاهلة تفكيرها بيبقي جاهل، مع إن في ناس مش متعلمه وتفكيرها مية ميه، ده لأنه هو شاف العالم ماشي إزاي، التعامل عامل إزاي، الدنيا إتغيرت والتفكير الباطل معدتش ليه مكان، بس برضو هتلاقي فئة معينه بتفكير معين وبعادات مستحيل تتغير.
_فعلا، بتشوف أغلب الاولاد بيعانوا بسبب تفكير أهلهم القديم والرجعي، وده للأسف بيأثر علي الأولاد وتفكيرهم لما يكبروا.
_ الإنسان بيتكون حسب البيئة المحاطه بيه.
_ الأهل لازم يأسسوا لِ أطفالهم بيئة سليمه، بيئة نضيفة، بيئة مليانه طاقة وحماس، وجو هادي خالي من التفكير الخاطيء.
_ هنبقي نأسس البيئة دي ل عيالنا إن شاء الله.
_ لِ عيالنا؟؟
_ آه.
_ هُما من إمتي بقوا عيالنا؟؟
_ من رُبعايه كده ولا حاجه.
إبتسمت بخفة، وقلت:
_ بس..
_ ما بسش، إحنا متفقين.
_ المصيبة إننا متفقين.
_ من أولها مصيبة.
_ لا ولسه.
_ ولسه إيه؟
_ المصايب جاية.
_ ربنا يطمنك يا شيخه.
_ تسلم يا سطا.
_ ياسطا؟؟؟
_ طب تسلم يا فنان.
_ فنان؟؟؟
_ خلاص تسلم يا دَكْتَرَه
_ دَكْتَرَه؟؟
_ أقولك إيه طااه؟
_ طاااه؟؟؟
_ لا إنت مش داخل معايا سكه، روح رَوٰح.
_ أروح فين؟؟
_ روح بيتكم.
_ ما انا في بينتا أهو!
_ سلامتك يا دَكْتَرَه، ده بيت أبويا.
_ يعني بيت حمايا.
_ يا جدع خضتني، فكرة إنكم إشتريتوا البيت من أبويا ولا حاجه.
ضحك جامد، وقال:
_ متفكريش تاني لو سمحتِ.
_ دايما بفكر في كده.
_ بتفكري إنك متفكريش؟
_ أيوة.
_ يا سلام علي الأفكار.
_ حلوة مش كده.
_ تِخبل.
ضحكنا بفرحه
ودخلت العيلة وقرينا الفاتحه..
