رواية غوثي الفصل العاشر بقلم اسماء علي
_ إيه العك اللِ إنتِ عملاه ده يا مريم.
قالها مؤمن بضيق وهو ببوجه نظره ليا،
رفعت عيني له بملل، وقلت بزهق:
_ ده أنا طلع عين اللِ خلفوني فيهم.
_ في دول؟؟
قالها بسخريه كبيرة وهو بيشاور علي الورق اللِ علي المكتب.
_ أيوة في دول.
_ لا، إحنا نقعدك من الكلية بقي.
_ ياريت والله، أنا قولتلك من الأول إن الست ملهاش إلا بيت جوزها.
بصيلي بطرف عينه، وقال:
_ فعلا؟؟
_ أوي أوي.
قام من مكانه، ومسك الورق اللِ كنت برسم فيه، وحطه في الدرج، وجاب ورقم كبير وحطه قدامي قال:
_ خدي يا مريومه، وركزي يا حبيبي عندك فاينل بُكره.
_ يخربيت الفاينل علي يخربيت الكلية.
وشديت الورقه من إيد مؤمن، وقلت بحسرة:
_ منه لله اللِ طالب بتعليم المرأة.
سمعت صوت ضحكات مؤمن، حركت نظري عليه بشرار، وقلت:
_ بتضحك علي إيه يا مؤمن؟
إتقدم مؤمن وقعد علي كرسي جانبي، وقال بمرح:
_ موقف كده إفتكرته.
_ يراجل.
سند إيده علي المكتب، وقال بإبتسامه:
_ يا عيون الراجل.
_ قوم يا مؤمن من هنا، عندي فاينل بكرة، مش وقت نحنحه.
وعدلت الورقة قدامي، ومسكت القلم عشان أبدأ أرسم، وقلت وأنا علي وشك العياط:
_ منك لله يا مؤمن يا إبن ميرفت، كله منك.
ضحك مؤمن، وقال:
_ كل ده عشان عندك فاينل بكره.
_ لا، عشان الفاينلات مش بتخلص، وأم الكلية اللِ بتبرطم بالإنجليزي دي مش نزلالي من زور.
حاوطني من كتفي، وقال هو بيضمني له:
_ يا ست ما إنتِ بتبرطمي بالإنجليزي زيهم.
بصتله بطرف عيني بضيق، وقلت:
_ لإني مضطرة، هعمل إيه يعني أسقط.
_ لا، مريومه حبيبة مؤمن لازم تجيب إمتياز وتطلع الأوليٰ علي الدفعه.
ضحكت جامد، لدرجه إن عيوني دمعت من كلام مؤمن، وقلت بمراوغه:
_ مريم اللِ هيٰ أنا؟
_ هو في غيرك حبيبة مؤمن؟
ضيقت عيني بخبث من مرواغته في الكلام،
بيعرف يقلب الترابيزة ناحيته في النهاية.
_ لا.
_ يبقي أنا مش هقبل أقل من إمتياز.
حركت نظري علي الورقه، وقلت بلامبالاه:
_ ومالوا يا حبيبي، ومالوا.
وبدأت أرسم للفاينل بتاع بكره،
مؤمن قام وطلع من المكتب، لبست الهيد فون وشغلت قرآن وكملت رسم.
أنا قعدت طول النهار أرسم، وأجرب عشان أطلع أفضل حاجه، ومؤمن كان معايا مرحش الشركه، وكل شويه يعملي أيس كوفي وقهوة وساعات عصير.
ومع إن مكنتش خلصت قومني بالعافيه عشان أتعشيٰ، كان فاضلي حاجات بسيطه وأخلص.
_ كُلي الأول يا مريم وبعدين إبقي كملي الرسم مش هيطير.
_ حاضر.
وأكلت بسرعه عشان أقوم.
_ هو في حد بيجري وراكِ يا مريومه؟
رفعت عيني من الطبق، وقلت بإستغراب:
_ لا، ليه؟
_ بتأكلي بسرعه، براحه يا غزالتي.
_ أنا شبعت، الحمدلله.
رفع حاجبة بسخريه، وقال:
_ هنهزر؟
وحرك نظره علي الطبق بصرامه، وقال:
_ إقعدي كملي أكلك.
لسه هتكلم، قاطعني وقال:
_ مريم!
إتنهدت بيأس، ومسكت المعلقه تاني.
أكلت، وخلصت وقمت رجعت المكتب تاني.
ومؤمن قاعد علي الكنبة قصادي بيخلص شغل علي اللاب،
حطيت أخر لمسه علي الرسمه، وإتنهدت بتعب وأنا بمرر نظري علي الرسمه بإبتسامه،
رفعت عيني لمؤمن، اللِ كان مركز في الورق اللِ قدامه، إبتسمت بحنان، وقلت:
_ مؤمن؟
رفع نظره ليا بإنتباه، وقال:
_ نعم يا حبيبي!
_ أنا خلصت.
قام بسرعه، ووقف ورايا وهو بيبص علي الرسمه،
رفعت رأسي عشان أشوف ردت فعله، حرك نظره عليا بإبتسامه، حركت حواجبي وأنا ببتسم، وقلت:
_ ها؟
طبع بوسه علي جبهتي، وحاوط رقبتي وقال بهمس:
_ جميلة أوي أوي يا مريومه.
_ تفتكر هجيب إمتياز؟
شدد من إحتضاني، وقال:
_ متأكد من كده.
قُمت لميت الفوضي اللِ كانت حواليا،
شلت الألوان والأقلام والمياه والورق ومسحت المكتب من بقايا الألوان اللِ كانت عليه،
وقفلت اللاب اللِ كان شغال عليه مؤمن،
ولملمت الورق اللِ كان علي الترابيرة والكنبة،
ورتبت الأوضه وقفلت النور وطلعت عند مؤمن.
فتحت بابا الأوضه، ودخلت كان مؤمن قاعد علي السرير،
رمشت بنوم وأنا بحاول أقاوم التعب اللِ غلب عيوني.
وقربت من مؤمن، ونمت جانبه، وقلت له بنوم:
_ أنا سقعانه وعايزة أنام.
فرد مؤمن جسمه جانبي، بعد ما غطاني كويس وطفيٰ الأنوار،
قرب مني وحضني، وقال وهو بيسمح بإيده علي شعري:
_ نامي يا غزالتي، عشان قدامنا يوم طويل بكرة.
قربت منه وأنا بدفن نفسي في حضنه، وقلت:
_ مطمنة لإنك هتكون جانبي. خليكِ جانبي يا مؤمن، متسيبنيش.
همس بجانب ودني:
_ وأين الأمان في مكان ليست به غزالتي.
_____
_ مـــــــريــم!!
_ إيه مين مات؟؟
قالتها وأنا بقوم من النوم بخضة من الصوت،
ضحك مؤمن بصوت عالي، وقال:
_ لا ده أنا كنت بصحيكِ.
بصتلة من فوق لِ تحت بشرار، وأنا لسه بحاول أفوق من الخضه اللِ أخدتها.
غمضت عيني بغضب، وقلت:
_ إنتِ تعرفني عشان تهزر معايا؟
رفع كتفه بلامبالاه وقال بإبتسامه باردة:
_ مراتي.
مسحت وشي بغضب، ولعنت مؤمن وعيلته في سري،
كان هيوقف قلبي من الخضه، وقال إيه بصحيكِ،
يا خي منه لله الجواز، علي الكليه، علي اللِ غاصب أهلي علي المرار ده.
قمت من علي السرير بكسل، وإتقدمت ناحيه مؤمن، وقلت:
_ مش همررها بالساهل خد بالك، والدنيا دوارة وكما تُدين تُدان.
نزل بجمسه لمستوايا، وقال بتسلية كبيرة:
_ وكل اللِ يجي من غزالتي قلبي مُرحب بيه.
رفعت رأسي بيأس للسقف، وأنا بقول بحسرة:
_ وده أقفع مرارته إزاي يارب؟
ضحك مؤمن، وحط إيده علي كتفي، وقال:
_ متحاوليش.
_ بارد أوي أوي يعني يا مؤمن.
مسك خدي بلطف وقال بمرح:
_ عارف يا حبيبة عيون مؤمن.
_ هي الساعه كام؟
_ سابعه.
فتحت عيني بصدمه، وقلت:
_ إحلف!
ضحك، وقال:
_ واللهِ.
_ وواقف كده ليه.. وسع!
زقيته برفق من قدامي، ودخلت الحمام جري،
أخدت شاور، وخرجت غيرت هدومي ولبست حجابي ورتبت شنطتي.
وخرجت لِ مؤمن بدله سودة، وجزمه سودة،
ونزلت المطبخ أعمل فطار.
عَديٰ بعض الوقت..
جهزت الفطار، وحطيته علي السفرة،
وطلعت أنادي لِ مؤمن.
دخلت الأوضه،
عيني وقعت علي مؤمن وهو بيعدل الجرافته،
إبتسمت بُحب عليه، وقربت منه، وأنا بقول بمرح:
_ هي الحلاوة دي كلها جايه معايا؟
ضحك بصوت عالي، وهو بيبصلي من المرايه، وقال:
_ ما أنا رايح مع الجمال كله ومتكلمتش.
حركت إيدي بتلقائية كرد إني إتثبت، وقلت:
_ يا عم بقي.
لف لي، وقال بإبتسامه:
_ محتاجين نخفوكي عن عيون العالم.
_ ليه؟
_ عشان ما ينبهروش من جمال غزالتي.
_ يبقي نخفيك إنت كمان عن عيون الستات.
_ عامةً إنتِ بيهم كلهم.
_ وإنت عمهم يا سطا.
_ يسطا؟!! إمشي يا مريم من وشي.
ضحكت بصوت عالي علي ملامحه، ومسكت الشنطة بتاعتي، وأخدت المشروع بتاع الفاينل، وقلت:
_ الفطار جاهز، ويلا عشان منتأخرش.
إتقدم ناحيه الباب،
فتحته، خرجت أنا الأول ومؤمن ورايا.
كنا نازلين علي السلم، مؤمن محاوط كتفي بإيده، وماسك شنطتي بإيده التانيه.
كان باين علينا أسرة بسيطه وجميلة، الحُب ما بينا،
والسعادة مرسومه علي ملامحنا.
فطرنا، وخرجنا علطول.
_ المفروض هتقدمي مشروعك، ولا هتسلميه بس؟
_ هقدمه يا أخ مؤمن.
ضحك بخفه عليا، وقال:
_ مالك بتقوليها من غير نفس كده ليه؟
سندت ضهري علي الكرسي بكسل، وقلت:
_ معنديش مرارة للشرح والنقاش.
_ معلش أُعصُري علي مرارتك لمونه، وإستحملي.
_ ونفسيتي طب؟؟
قولتها بحزن مصطنع.
_ طب ومستقبلك طب؟
_ يا خويا، مستقبلنا معروف.
_ نص ثقتك وإنتِ بتتكلمي علي مستقبلك؟
غمزت له بتسلية، وقلت:
_ هو المستقبل كله محتاج.
ضحك بصوت عالي وهز بيهز رأسه، وقال:
_ مش هدخل معاكِ تاني في جدال.
_ هيٰ طيبه جلبي دي اللِ مندشله حالي.
قلتها بصوت سهر الصايغ في مسلسل" حكيم باشا"
ضحك مؤمن بصوت عالي، وقال من بين ضحكاته:
_ سكر يا بت يا مريم، سُكر.
_ قول حاجه منعرفهاش طيب.
بصيلي بطرف عينه، وقال:
_ ربي عيالك يا غاليه، ربي عيالك.
ضحكت علي ملامحه، وأنا بسند ضهري علي الكرسي براحه.
وصلنا الكلية، ودخلنا..
كانت مليانه، وكان فيه طُلاب كتير، وصوت ضجه كبيرة.
مؤمن طول ما هو ماشي، حاطط إيده علي كتفي عشان محدش يلمسني،
وصلت القاعه اللِ هسلم فيها المشروع،
كان فيه طُلاب كتير، وكانوا بينادوا بالأسامي،
قعدنا أنا ومؤمن علي الكرسي،
ومؤمن شادد رجله ناحيته عشان محدش يجي جنبي، بحيث إن قدام القاعه كان زحمة أوي.
قعدنا فترة لا بأس بها، وبعد ما جبت أخري، وضيق النفس اللِ جالي من كتر الكتمه..
_ مريم محمد الشيمي.
_ أنا!
قلتها بتلقائية وأنا بقوم من علي الكُرسي،
وقف مؤمن قصادي، ومسكني من كتفي، وعدل لي، هدومي، وهو بيقول:
_ خليكِ هادية، ومتركزيش علي الناس اللِ قدامك، بصي علي هدفك وبس، وإتخيلي إيه أسوء حاجه ممكن تحصل.
_ هشيل السنه.
قلتها بتلقائيه باردة.
ضحك مؤمن، وقال:
_ وكده كده مستقبلك معروف.
_ بضبط.
إبتسم بخفه، وباس رأسي، وقال بهدوء ونبرة مشجعه:
_ بالتوفيق يا غزالتي، أنا واثق فيكِ.
_ في قلبي يا مؤمني.
وإتحركت بسرعه لما نادوا عليا تاني.
دخلت وكنت متوترة جدا، بس لما أفتكرت كلام مؤمن،
خدت نفس عميق وخرجته بهدوء، وإبتسمت بثقه، وبدأت أشرح مشروعي ببراعه وثقه.
خلصت وخرجت،
كان مؤمن مستنيني علي الباب.
_ إمتياز؟!
ضحكت بصوت عالي، وقلت:
_ إمتياز مع مرتبه الشرف.
مسك إيدي، وقال:
_ ده المتوقع من مرات مؤمن الجارحي.
بصيتله بطرف عيني وأنا ماشيه، وهزيت رأسي وأنا ببص قدامي بيأس، وقلت بقلة حيله:
_ هو كده البني آدم، مبيتغيرش.
_ عشان كده حبي ليكِ مقلش، بل بالعكس بيزيد.
_____
بعد مرور عامين.
_ مَــــــــرين الكلب.
كنت بزعق بصوت عالي، لِ بت مؤمن،
وهي للصراحه شبه بالنسخه، لكن في التعامل في هي سرسجيه شبه مؤمن برضو،
أما أمها كيوت وقاموس حياتها كله خالي من المشاكل.
_ إيه يا مريم؟ بتزعقي ليه؟
_ مريم أما تبقي تلهفك يا ختي.
وقفت قدامي بس علي مسافه بعيدة، وقالت بلامبالاه:
_ أنا مش هرد عليكِ لإنك في مقام والدتي، ولما بابا مؤمن يجي هقوله علي اللِ حصل.
رفعت شفتي بسخريه، وقلت:
_ عندك التلفون أهو، روحي قوليله ولا مش حافظة الرقم. أجي أملهولك.
_ مش خايفه يعني؟
لفيت ضهري، وشوحت بإيدي ببرود وقلت:
_ ويوم ما هخاف هخافك منك إنتِ يا شبر ونص.
ولسه بتحرك سمعت صوت الباب بيفتح،
لفيت بهدوء، لقيت مؤمن داخل، وبيقول:
_ السلام عليكم.
_ وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
_ بابي.
_ حبيبه بابي.
حضنها مؤمن بحب،
ضحكت بسخريه لما إفتكرت إن أنا اللِ ببقي مكانها.
فقت لما سمعت مرين بتشتكيلي لِ مؤمن:
_ شُفت يا بابي مامي عملت فيا إيه؟
_ مامي؟! الله يرحم جدك كان بيشرب الشوربه بالخرطوم..
ضحك مؤمن بصوت عالي وهو بيقعد علي الكنبه،
وقعدت مرين جانبه، وأنا فضلت واقفه مكاني قصادهم.
_ إيه اللِ إنتِ بتقوليه ده يا مامي؟
_ اللِ سمعتيه يا عيون مامي.
_ شُفت يا مؤمن بتعاملني إزاي؟
_ مش قصدها يا مرين.
قالها مؤمن بهدوء،
_ طب إنت عارف إنها حدفتني بالشبشب النهاردة.
بصيلي مؤمن بصدمه،
حركت نظري عليه، وقلت:
_ خليها تقولك السبب.
إتوترت مرين، وقالت:
_ عـ.. شان
_ أيوة بقي تهتهي.
قلتها أنا بهدوء.
_ حصل خير يجماعه، وبعدين حبيبة بابا تعمل اللِ هيٰ عايزاه.
_ هو الدلع الماسخ ده اللِ جايبنا لورا.
وإتحركت ناحيه المطبخ بهدوء، وقلت:
_ إطلع غير هدومك يا مؤمن عبال ما أجهز الغدا.
دخلت المطبخ،
وغرفت الأكل، ورتبته علي السفرة،
وبعد عشر دقايق نزل مؤمن،
وقعدنا التلاته علي السفره.
_ ما بتكليش ليه يا غزالتي؟
رفعت نظري له بإبتسامه هادية، وقلت:
_ أنا أصلا أكلت وأنا بعمل الغدا، ف مش جعانه.
_ وأنا كمان شبعت.
قالتها مرين، بعد ما سابت الشوكه علي السفرة.
بصيت علي الطبق بتاعها، حركت نظري عليها، وقلت:
_ كملي أكلك.
_ يا مامي.
_ مرين!!
_ حاضر.
قالتها بزهق.
ضحكت عليها، وقلت:
_ مش عارفه ليه بحب أشوفك متعصبه!
_ حُب الأمومه بس من ناحيه مريم.
صقفت بإعجاب، وقلت:
_ فعلا عرفت إزاي؟
_ مش عيب تسألني سؤال زي ده، أنا عارفك أكتر من نفسك.
_ حبيبي يا عم.
_ احم احم..
قالتها مرين لإلفات النظر.
بصتلها وقلت:
_ مكسوف يا مرين يا حبيبتي.
_ لا.
ضحكنا بصوت عالي، وقال مؤمن بمرح:
_ نسخه طبق الأصل من أُمها.
وبصيلي بعشق، وقال:
_ أو من غزالتي.
_ بتحبها؟
قلتها بتسله وأنا ببصله بإبتسامه.
بصيلي بعشق وقال:
_ إسألي قلبي الذي بين يديك، سيخبرك إنه لم يَعي معني الحُب إلا بين عينيكِ.
انتهت احداث الرواية نتمني أن تكون نالت اعجابكم وبانتظار آراءكم في التعليقات شكرا لزيارتكم عالم روايات سكير هوم
شكرا لزيارتكم عالم روايات سكيرهوم
