![]() |
رواية يامسافر وحدك وفايتني الفصل الثاني عشرمن بقلم هند سعد
ـ ٨ شهور يا بخيل! ماكنتش أعرف إن القٓسية من طبعك يا حبيبي..
ـ أنا جمبك يا زينب، إنتي مش محتاجة تشوفيني، أنا في قلبك، جواكي، قاعد ماليش شريك يقاسمني فيكي..
ـ ولادنا فاكريني اتجننت يا علاء..
ـ خايفين عليكي يا زينب من الوحدة، عاوزينك تنزلي من البيت اللي سجنتي روحك فيه، الدنيا واسعة قصادك يا زوزو إنتي لسه صغيرة، امممم، أنا أسف يا حبيبتي معرفتش أوفى بوعدي وأفضل معاكي على طول..
ـ بس أنا ماكنتش عاوزة اتهنى بالدنيا من غيرك، إنت اللي عملت لي الدنيا دي، لونتها لي، ورتني حلاوتها ولذتها، دلوقتي بقت دنيا رمادية راحت منها الروح!
قومت أقف في البلكونة الخالية من وجوده، سندت بإيدي على الدرابزين، حسيت بصوابعه بتلمس صوابعي، غمضت عيني، ورميت نفسي في حضن الذكريات اللي بقت ملاذي..
ـ يا كرم ربنا يا زينب، حامل، اللهم لك الحمد، بصي يا زينب لا تقومي ولا تعملي أي حاجة يا حبيبتي، أنا هعمل كل حاجة..
قومت من على سريري، لبست روب روز فوق هدومي، وقربت منه..
ـ قومتي ليه يا زينب، ارتاحي..
ـ حيلك حيلك يا باشمهندس، ما كل الستات بتحمل..
ـ متناهدنيش يا زينب، اسمعي كلامي، أنا طلبت من ربنا أتجوزك ربنا رزقني من وسع، عيل يا زينب ده كتير عليا يا رب، أنا فرحان يا زينب، إنتي شطورة خالص..
حطيت إيدي على كتفه..
ـ مبسوط يا باشمهندس؟
ـ أوي أوي يا زينب..
ـ الدكتور قال إن ابنك شقي..
ـ أنا الدنيا مش سايعاني يا زينب، الحمد لله يا رب.
ـ عاوز كام عيل يا باشمهندس؟
ـ نفسي في عيال كتير، زي ما إنتي عارفة أنا وحيد أبويا وأمي، عاوزك تملي لي البيت عيال، وبصي هنفتح الأوضة المقفولة دي ونجيب سرير لولي العهد..
فتحت عيني، ملست على بطني اللي شالت أربع بنات وراجل، فضل ربنا وعوضه الكبير..
بيقولوا كل إنسان ليه ٢٤ قيراط حظه في الدنيا، أنا أخدتهم وراضية بس كان أخدني معاه، سابني لوحدي ليه، أنا أضعف من إني أواجه الدنيا من غيره..
صوت تليفون بيرن في الصالة، بخطوات بطيئة كإني بجر رجلي..
ـ ألو..
ـ إزيك يا زينب، عاملة إيه يا حبيبتي؟
ـ الحمد لله يا سناء، خير يا بنت أبويا..
ـ محروجة منك يا زينب ودبريني يا أختي..
ـ خير يا سناء في إيه خضتيني..
ـ إنتي عارفة يا حبيبتي إن جوازة أحمد ابني كانت متحددة من قبل ما المرحوم علاء يتوفى، وأنا ياختي، مش عارفة أقولك إيه، بس روحنا نأجل الفرح مدير القاعة قال الفلوس هتروح عليكم، ترضي لي يا اختي الخسارة..
ـ الفرح فرحنا والميت ميتنا، افرحي يا سناء وألف مبروك، ربنا يجعل الفرح من نصيبه..
ـ حقك عليا يا أختي..
ـ إنتي حبيبتي يا سناء، وأحمد ده ابني، ربنا يهنيهم..
ـ بس هتيجي؟
ـ لأ..
ـ هتسبيني لوحدي يا زينب، ما إنتي عارفة إخواتك مقاطعينا، هقف وسط الناس لوحدي يا زينب، كفاياكي حزن، بقالك ٨ شهور على الحال ده، علاء لو عايش ماكنش رضي باللي بتعمليه في نفسك ده..
صوت جمب مني بيقولي روحي..
ـ الله المستعان يا سناء، ربنا يسهل..
قفلت معاها وأنا بتمنى ألاقي علاء أحكي لي إن أحمد كبر وهيتجوز خلاص، بس علاء فين؟
جه يوم الفرح..
لبست ومحمد ابني جه أخدني..
البنات راحوا قبلي..
وقفت جمب سناء، لحد ما شوفت وش مألوف بس العمر والشيب غزاه..
لقيته بيقرب مني وحاطت إيده على قلبه!
ـ متغيرتيش يا زينب مع إن كل حاجة اتغيرت..
ـ حمد لله على السلامة يا حسن..
ـ عرفتك من مسك، لما شوفتها قلبي دق حسيت الزمن رجع ٢٥ سنة! قلت لهم دي زينب شاورو لي عليكي، شبهك الخالق الناطق..
كنت بتكلم من غير مشاعر، أنا خلصت مشاعري في حب علاء جوزي اللي اشتراني بكنوز الدنيا..
ـ الباقية في حياتك يا زينب، كل الناس بتشهد للمرحوم جوزك بالاحترام والسيرة الطيبة..
ـ علاء دي نايبي الحلو اللي أخدته الدنيا مني..
حسيته اتضايق..
ـ كنت باجي إسكندرية وكل مرة بسأل عليكي وبطمن إنك مبسوطة..
ـ الحمد لله يا حسن، استأذنك يا حسن، عشان ما يصحش وقفتنا..
قلتها ودورت ضهري، غريبة كنت بحسبه في يوم من الأيام حب العمر، كنت غلطانة وعيلة..
ـ اتجوزيني يا زينب، كفاية العمر اللي راح..
اتجمدت مكاني..
ـ سمعاني يا زينب؟ حالا نتجوز ويتلم شملنا..
بصيت له..
ـ كان حبنا عذري وطفولي، لكن لما حبيت جوزي مسح أي حب جوايا لأي حد، مبقاش ينفع، أنا عاوزة أعيش اللي باقي لي على حس وذكريات علاء، ما ينفعش يا علاء..
قلتها ومشيت من غير ما ابص ورايا تاني..
بصيت لقيت علاء حبيبي طيفه واقف مبتسم لي وبيضحك..
نادوني ولادي نتصور مع العريس وجمعتنا صورة عائلية للمرة الاخيرة
