رواية حبل الوريد الفصل الرابع عشر 14 بقلم ياسمين عادل

 


 رواية حبل الوريد الفصل الرابع عشر بقلم ياسمين عادل


أنفض عقد الإجتماع في قاعة الإجتماعات بشركة - النعماني ، عقب أن تم الإتفاق حول ضرورة الفوز بتلك المناقصة حتى يتم إنشاء إحدى أهم

روایه)

المشاريع للشركة ...

وقف ريان بجوار والده وهو التأكد بثقة:

هناخدها ، مهما كان التمن

مراد وقد التوى ثغره بعدم تصديق بقلم

صعب ، اللي داخلين قدامنا مش من منافسين منافسين

سهلين

طاهر وقد تنضض جبينه بإستنكار : أنت مع مين يامراد ، قولتلك الأرض دي مش هسيبها ، دي لقطة

روایه)

ريان وقد أحتدت نبرته : أنا قولت اللي عندي يامراد ، ولو هتحضر عشان تفضل تسمم بدننا بكلامك ده متجيش أحسن

مراد بإبتسامة عابثة : حتى لو عرفت إن جلال داخل قدامنا ، هتقف قدام حماك

يقلم

أهتز كيانه عقب هذا الخبر الذي أثار

ياسمين عادل

قلقه ، فقد تكون نقطة ضده

" في حين يسعى هو لإيجاد سبيل لكسبه !

رمشت عينيه عدة مرات ، بينما نطق والده بجدية:

رواية)

أسمع ياريان .. الأرض دي لينا ، لو فكرت تتراجع عنها عشان العيلة دي ، لا أنت ابني ولا عايز اعرفك تاني ريان وقد حدقت عينيه بعدم تصديق : بابا !

طاهر بلهجة غير قابلة للنقاش : أنا قولت

آخر ما عندي ، خلصت

تركه والده وانصرف ، بينما رمقه "مراد" بنظرات متشفية ، ها هو يفوز في إشعال فتيل القنبلة بين والده وأخيه رأي ريان هدا الحقد الذي يتراقص بحدقتي أخيه ، فتألم لهذا البلاء الذي أقره .

روایه)

أخا بغيضا لا يحبه ، ودوما يتمنى رؤيته ينهار ويفشل ، مجرد إنه ينتمي لأم أخرى .. كان هو في شروده أفاق ليجد إنه بمفرده في هذه القاعة الفسيحة قلم بل إنه وحيدًا أمام عائلته برمتها

أستعدت كارمن لهذا اليوم ، منذ أن شددت عليها والدها باستمرار وجودها وبدء وايه المراحل بكنفه ، حتى تحمل شركات KM على أكتافها عقب والدها ...

أرتدت ثوبًا كلاسيكيًا ، بنطالًا أبيض غلف ساقيها لظهرها بقوامها المتناسق ، وكنزة سوداء قصيرة وضيقة يعلوها سترة بيضاء أنيقة (بليزر) .. وتزين نحرها بقلادته الرقيقة التي أهداها إياها ، الملمت دل

شعرها وجمعته ليكون خلف ظهرها ...

وفي هذه اللحظة، يدخل والدها حاملا

ملف ورقي وهتف بـ:

جاهزة يا كارمن !

كارمن وهي تهز رأسها بإستيكانة ،

مستسلمة له : آه

جلال وهو يمد لها الملف بيده : دي

دراسة عن الأرض اللي عايزينها ، وأكيد لما قصي قعد معاكي أمبارح فهمك كل

حاجة

بقلم

كارمن وهي تلتقطه منه بدون روح : بدون ياسمين عادل

جلال : أنتِ كويسة يا كارمن !

كارمن وهي تطرق رأسها بتألم : عادي

تحركت لتعد حقيبتها الصغيرة ، وضعت بها المستند .. بينما وقف هو يراقب أفعالها بدقة ، هو يعلم بأن الأمر ليس سهلا .. ولكنه سيكون على رأس الموضوع حتى ينهدم ، هكذا قرر هو.

روایه)

بهذا الجمع الهائل .. بدأ الجميع بقلم يأخذون أماكنهم ، استعدادًا لبدء المناقصة

، كان ريان متأهبا منتظرا لحضور " جلال " وشريكة " قصي " ، ود وتمنى أن ينسحب جلال في لتوجيه الأخيرة فـ يوفر عليه عناء ومشقة هذه المواجهة السخيفة ..

(وايه)

لاح بمخيلته صورتها ، فـ أبتسم

بسخرية وهو يردد:

زي ما أكون حاسس من الأول ، إن في حاجة هتحصل

بقلم

طاهر وقد أنعقد حاجبيه : بتقول حاجة

تبدلت ملامحه وتقلصت تعابير وجهه ، ما هذا !

إنه يشتم رائحتها الآن ، هل من شوقه

الجارف لها ولوعته لرؤيتها أم إنها هنا (وايه)

حقا ؟

أضطرب وبدأت حركاته في التشنج ، حيث بحث عنها حوله ولكن لم يجدها ترك والده وأخيه وذهب يبحث عن أثر علقها الذي ملأ المكان ، وفي نفس الآن بقلم الذي خرج به ليبحث عنها ، كانت هي 


تلج للقاعة من الجهة الأخرى بصحبة

والدها وقصي أيضًا .. اتخذوا مواضعهم في الجلوس لحين بدء جلسة المناقصة ، بينما كان قصي يبحث عن "ريان" بعينيه .. رأى "طاهر، مراد" وخشی .. أن تفسد خطته ولا يحضر هو !

وایه)

ولكن ذهبت خشيته وتبدلت لراحة فورية عقب أن لمحة من باب القاعة تعمد عدم النظر بـ إتجاهه ، بينما كانت كارمن بعالم آخر ، لا تشعر بما يدور حولها


وضع قصي يده على كفها وهو يرد

تحبي تشربي حاجة !

كارمن بعدم الانتباه : هه ! لأوقع عينه عليها ، نعم .. هي تجلس أمامه الآن وعلى بعده منه ، ولكنه فشل عن إرضاء قلبه بالحديث معها تألم داخله بل تمزق أيضًا .. عندما أكتشف هذه الحرب التي يجرونها إليها ، هم يتعمدو حصرهم في مأزق .. ليكونا في جهتين مقاتلتين وليس جهة واحدة ، ظل معلقا بصره عليها وهي لا تشعر بقلم.

فقد كان بالها مشغول به أيضًا

أراد أن يلفت انتباهها لوجوده ، فتحرك ليجلس على الجهة الأخرى الموازية لها .. علها تلمح طيفه .

روایه)

وبالفعل ، تحركت عينيها لا إرادي لتقع عليه ! شهقت مصدومة وقد أنفرج ثغرها بعدم تصديق ، ثم التفتت نحو والده

تسأله:

حضرتك عارف إنه جاي ؟

جلال : اه عارف ، ده بيزنس

يا كارمن ، ومفيش مكان للعواطف هنا


كارمن وهي تنظر بإتجاهه وقد أنفضحت عينيها التي اشتاقت له......

بادلها بنظرات متحسرة ، غير مصدق هذا الوضع الذي تكاتف في صنعه عائلتيهما ..

روايه)

أخرج هاتفه ، لاحظها بعينيه لتفهم رغبتها .. فقامت بإخراج هاتفها أيضًا لتجده يراسلها على تطبيق المحادثات

الشهير ( واتساب: (

ليه جيتي !


هيحطوكي في خيار بيني وبينهم ریان ، امشي من هنا

روایه)

القاعة ياحببتي عشان خاطري

بابا ، مش هعرف امشي ( قالتها وهي أ تشير للجانب بعينيها ، ثم نظرت نحوه بتحسر )

أبوكي تعمد يحطك قدامي النهاردة بالذات ، عشان عارف إني مصمم على

الأرض دي

طب وحياتي عندك ، سيبها ليهم .. مش ​​مبقاش بأيدي ، لو كنت اعرف مكنتش جيت ولا حضرت النهاردة نظرات نحو بعضهما نظرات خاوية من الأمل .. رمقها هو معاتبا ، فرمتته بتحسر .. ، وجدته يصنع من جديد ، فأجفلت بصرها لتتابع ما يكتبه:

روایه)

سامحيني ، مكنتش أحب نتحط قصاد

بقلم

بعض بالشكل ده

ياسمين عادل

بتختار أهلك

مقدرش اختار حد عليكي ، انتي حياة بالنسبالي ومش موجودة في مقارنة مع حد ، بس انا اتحطيت في موقف مفيش فيه أي تصرف ، سامحيني ياحبتي أغلق هاتفه عقب أن فصل الإتصال بالإنترنت ، ثم وضعه بجيب سترته وراح ينظر إليها بإشتياق ، بينما رمقته هي بقلة حيلة ، فقد خرج الأمر عن السيطرة من كليهما.

بدأت المناقصة ، وبدأت معها تحد

ب جلال وقصي ، أمام طاهر وريان ... عقب أن أنسحب الجميع بعد إحتداد الظروف بينهما ...

كانت كارمن كالمشاهدة الصماء والبكماء ، تكاد لا تصدق ما تراه .. اليوم رأت وجها آخر غير وجه الحبيب العاشق الذي أعتادت عليه ، رأته كيف كان عنيدًا صلبًا أمام مصالحة ومصالح شركات والده .. وكيف وقف أمام والده بهذه الوقفة

بل كانت كلماته اللاذعة ضد ريان تسمم آذانها .. وكان الموقف خير داعم له ، وفي لحظات قليلة أنقلبت الدفة لتكون في صالحهم (ريان - طاهر) بين غمضة (وايه) عين مسطحة.

أندهش الجميع ، ولكن كان الحدث بينا للجميع .. بربح شركة النعماني بهذه الأرض .

زاد حنق جلال ، وشعر بوجود أمرا غير طبيعيًا بالأمر .. ربما كانت هذه مكيدة سقط هو ضحيتها وخسر الأرض على

أثرها .. رمقهم بنظرات ملتهبة ، ثم أنتقل

ببصره نحو ابنته وهتف:

شايفة ، شايفة اختار اهله عنك إزاي ؟

شوفتي إزاي وقف قدامنا !

روایه)

كارمن وقد زاغت عينيها ........

قصي : متضغطش عليها ياعمي ، هي

شافت كل حاجة

تكالب الأثنين عليها .. وكل منهم

بكلمته ، بينما كانت أنظار ريان لا تفارقها بقلم

، هو يشعر بما يلوثون به أذنيها

راجية ألا تسمع إليهم، ولكنها أجفلت بصرها وأغلقت أذنيها عن الحديث.

روايه)

هربت منه مجددًا، وحاولت ألا تتواصل معه يومين كاملين .. وعندما فشل كليا في الوصول إليها عقب هذا الحدث الذي أثر بها، أرسل إليها وسيطا علها تستجيب له .. فذهبت إليها يسرا لزيارتها وإبلاغها برغبة ريان القوية في

والحديث معها. ...

بصراحة صعب عليا أوي يا كارمن ، لو تشوفيه وهو بيقول هموت وأسمع صوتها مكنتيش تسيبيه كدا !

روایه)

كارمن وهي تكبح دمعة كادت تنسال على وجنتها : غصب عني ، مبقتش عارفة أعمل إيه ! بابا ، أغلى حد ليا في الدنيا .. وحبيبي اللي بقا زي النفس في حياتي

ومن غيره بتخنق

يسرا وهي تربت على كفها بحنو : طب

ردي عليه ، قابليه واتكلمي معاه 

متسيبهوش لوحده

كارمن وهي تغرز أظافرها بفروة رأسها :

أكيد هيحصل ياسرا

روایه)

تفاجئ الأثنين بدخول أبي المفاجئ وعلى وجهه التجهم والإستنكار .. كاد يتحدث بغلظة ولكنه لاحظ وجود ضيفة ، فضغط على شفتيه وهو يردد:

مكنتش أعرف إنك هنا يا يسرا

يسرا وهي تنهض إحتراما له : ولا يهمك

يا أونكل ، أنا كنت لسه همشي

لمحت يسرا هذا الملف الأبيض بيد جلال ، فـ أنعقد حاجبيها بعدم فهم وهي

تتابع

عن أذنكم

روایه)

كارمن وهي تصافحها ​​بحرارة : هكلمك

پایسرا

يسرا : ياريت ، باي

دخلت يسرا عن الحجرة وبدأت تتحرك لتغادر القصر ، ولكنها استمعت لكلمتين

من حديث جلال مما جعلها تبقى رغمًا

جلال وهو يرفع المستند في الهواء : أنا

كنت متأكدًا إن طاهر عمل حركة و * * *

من ورايا ، زي ما كان يعمل زمان

كارمن وهي تبتلع ريقها بتجس ناظرة

وايه)

لذلك المستند : مش فاهمة !

جلال : الأرض أتاخدت بالرشوة ، أنا كنت

حاسس إن في لعبة أتلعبت عليا واديني

دخلتها

أقترب جلال خطوة منها وهم

خارطة حصونها مع أول تذكير منه ، ف تهدل صدرها بيأس وهي تقول بلعوة :

وايه)

أوي يابابا ! أنت مش متخيل إزاي عايشة من غيره ؟

جلال وهو يذم على شفتيه بسخط : حتى بعد ما عرفتي وسمعتي اللي حكيته ليكي ! حتى بعد ما شوفتي تحديه ليا ؟

كارمن وهي تكتم شهقاتها بصعوبة : مش بأيدي ، أنا متأكدة إنه ميعرفش قلم

الحقيقة صدقني

ترك جلال هذا المستند على حافة الفراش وأقترب منها ليضمها إليه .. هي في حاجة ماسة له ولدفء أحضانه ، دفنت كارمن رأسها بين ضلوعه وهي تأن بتألم .. فمسح على ظهرها وهو يغمغم

روایه)

كنتي صغيرة لما أمك سابتك ليا ، كل يوم كنتي بتسألي فيه عنها كنت بكدب عليكي لحد ما بدأتي تفهمي الدنيا صح... أنا كمان كنت بحب أمك ، لكن عمري ما

بقلم

ياسمين عادل

جيت (

على حد عشان حبي

أبعد رأسها قليلاً عنه ثم طوق وجهها الغارق بالدموع وهو يهتف متسائلا بصوت خفيض

أنتي هتقدري تيجي عليا عشانه يا كارمن ؟

روایه)

كارمن وقد شُل عقلها عن التفكير : بابي أنا

جلال وهو ينزح دموعها بأبهامه :

مترديش بالقول ، ردي بالفعل يا كارمن ،

بالفعل يابنتى .. لو هتقدري تسيبيني وتقفي قدامي معاه ، أعمليها يا كار من

أصعب خيار ، بل أن الخيار لم يصبح حقها بعد حديث والدها الذي حلق صميمها .. أجفلت رأسها بتحسر ، بينما تحرك جلال ليلتقط هذا المستند ويغادر

روایه)

جلس على المصعد الذي تنتصف حجرة مكتبة .. لم يعد يريد التركيز بشئ ، لم يفرح بهذه الأرض الرابحه التي بقليبدأ بفسخ مشروعه عليها .. بل إنله بغضها

قبل أن يطأها ، أرتشف جرعة كبيرة من قهوته الغامقة ليجد السكرتيرة خاصته تدق الباب بقرعات خابتة ثم تلج لتنطق ب

روايه)

آنسة يسرا جت بره یا مستر ریان وقف مستقيمًا وهو يتابع بتلهف: خليها تدخل وشوفيها تشرب إيه ،

وهاتيلي فنجان قهوة مظبوط

بقلم

"

السكرتيرة وهي تشير نحو القدحالموجود بين أصابع بإستغراب

حضرتك بتشرب قهوتْك

ريان وقد أنتبه لوجود القدح في يده :

.... عايز واحد غيره ، إيه مشكلتك ؟

السكرتيرة وهي تتنحنح بحرج : ...

آسف ، حاضر

روایه)

أختفت من أمامه على الفور، لتظهر يسرا بعد لحظات .. فـ ترك القهوة

وتحرك إليها بحماسة وهو يردد:

عملتي إيه يا يسرا ، طمنيني


يسرا وهي تعض على شفتيها بضيق

أونكل جلال

ريان وهو يطبق على جفنيه بإختناق

شدید : عارف

يسرا وهي تحاول توصيل المعلومة بخفاء

إليه)

: لا متعرفش ، أونكل جلال بيضغط عليها

بطريقة متصورهاش ، و ....

ريان : إيه ! كملي يايسرا أنا مش

متحمل

يسرا : هو هيحاول يضغط عليها بشكل

تاني ، وبالأخص باباك هيديله الفرصة دي

ريان وقد تنضض جبينه بعدم فهم م إزاي

يعني ! ياريت توضحي أكثر يسرا وهي تفرك كفيها بتوتر : في حاجة والدك المنافس ، غير قانونية .. أونكل جلال مسكها عليه ومش هيعدي الموضوع بسهولة

روایه)

أستغرق الأمر بضع ثوان حتى يستطيع إستيعابه ، ثم رمش بعينيه غير مصدقا

وهو يقول:

-لأ مستحيل ، دي أكيد مكيدة عشان

يقعونا في بعض

يسرا : كل اللي أقدر أقولهولك خلي بالك ، الموضوع بيزيد الصعوبة

بقى في مرحلة أكثر حيرة .. الظروف كلها لا تسانده ، يواجه وحيدًا أمام رغبة والده وأسرته أيضًا .. وقف عاجزًا عن التفكير ، والخيارات غير موجودة أمامه.

أرتدت بنطالا أسود يعلوه كنزة ذات أرمين فضفاضين وضيقة على جانب الصدر من اللون النبيذي .. وزين عنقها تلك


القلادة الرقيقة التي أهداها إياها ، ألتقطت حقيبتها وتحركت ببطء على الدرج


حتى وقعت عينيها على والدها الذي كان يجلس على مقعده المتأرجح ويقرأ أحد الكتب السياسية .. رفع رأسه ليراها ، فنزع عنه نظارته الطبية ونهض ليتحرك

نحوها ونطق بـ:

رايحة فين ؟

كارمن وقد أجفلت بصرها بـ إستحياء

منه : أنا آ

سريع جلال وقد أمتعض وجهه


هتقابليه ؟

جلال : أنا هسيبك تروحي ، عارفة ليه ؟

كارمن : ليه ؟

روایه)

جلال : عشان دي أخر مرة هتشوفيه فيها كارمن وقد أنفتحت عينيها عن آخرها :

إيه ؟

جلال بنبرة قاسية : يا أما هتخرجي من باب القصر ده وتختاريه ومش هترجعي تاني ، وساعتها انتي مش بنتي ولا قلم اعرفك لحد ما أموت .. يا أما المترجعي

وانتي مقررة إنك هتنسيه والموضوع ده يتقفل بالضبة والمفتاح

روایه)

لم يمهلها الفرصة لتتكلم ، بل إنصرف من أمامها عقب أن الباب كالسهم في القوس .. ستحدد وجهتها ، وقفت وحدها بهذه الباحة الفسيحة ، تشعر بأن المكان قد ضاق إتساعه عليها وأطبق على صدرها .. جرت قدميها بصعوبة وخرجت عن القصر لتذهب إليه.

بينما كان هو الدليل منتظرا إياها

مرتين كل دقيقة .. ظننت أنها لن تأتي ، ولكن أن بعث الأمل بداخله عندما لمحة إضاءة سيارتها من بعيد فتحرك ليستقبلها ، ترجلت عن سيارتها ، وخطت ايه بسرعة نحوه .. لتسقط بين ذراعيه أخيرًا ، الآن تنفست براحة ، عقب أن تخللت رائحته أنفها همست بصوت التقطته أذنيه:

وحشتني

بقلم

ريان وهو يتنهد بحزن : حرام عليكي

ياشيخة ، بقالي يومين مبانمش الليل

كارمن وقد أنسالت دموعها بغزارة :

غصب عني

أبعد وجهها عنه ليتمزق داخله عند رؤية دموعها ، فنزحها بإبهامه وهو يردد

روایه)

أ لا متعيطيش ، أنتي عارفة قيمة دموعك عندي إيه ؟

كارمن وهي تطرق رأسها بيأس : مبقاش

فيه حاجة تفرح

أراد أن يآزرها ، حتى وإن كان بالكذب فمسح على رأسها بدفء وهو يقول: متقلقيش ياحببتي ، كله هيتحل

روایه)

كارمن وهي تهز رأسها بالسلب : مفيش حاجة هتحل ، بابي حطني في خيار بينك وبينه ، عارف يعني إيه !؟

ريان وقد تجهمت تعابير وجهه : اللي أعرفه إن الدنيا كلها بأبوكي وأبويا والناس الخاطئة في كفة وانتي في التانية ، أنا مش هتخلي عنك

كارمن وقد برزت شهقاتها الممزوجة

بالنشيج : مبقاش بـ إيدنا

ريان : يعني إيه ؟ هتمشي وتسيبيني

لوحدي !

روایه)

ثمة شرخ عميق في صدرها ، جعلها لوهلة عاجزة عن التنفس .. هذه النظرات البيئية في عينيه قتلتها ، فـ التفتت لتفر منه ، ولكنها ألتفت حولها وأمسك بذراعيها ليهزها بقوة وهو يصيح

إنتي بتهزري صح ! لو بتهزري يبقى هزارك سخيف جدا وأنا مش متحله كارمن وهي تصرخ بلا هوادة : قولي إيه الحل ! أنا مستحيل أقف قدام بابا مستحيل وايه) وملقيتيش غير إنك تسيبيني !

مفكرتيش إزاي هعيش بعدها ! إزاي هصحى الصبح وأنا عارف إنك مش ضمن يومي وصوتك مش هيعدي على وداني !

 كارمن وهي تحتضن وجهه بين راحتيها

: أنا بحبك

ريان وقد أغرورقت عيناه بالدموع : وانا بحبك أكثر من أي حاجة في حياتي ، متعمليش فينا كدا

رواية)

أطبقت جفنيها لينسدل هذا الخيط من بينهما ، بينما تابع هو بنبرة واهنة: لسه معيشناش سوا يا كارمن ، في أحلام كتير محققنهاش ، متتخليش عننا ...

أرجوكي

_جذبت رأسه لينحني عليها ، استندت

 جبهتيهما سويًا .. وفجأة باغتته بإنها

قبلته .. أول قبلة بريئة خالية من الشهوة والرغبة بينهما ، فقط أرادت أن تكون أقرب إليه ولو للحظات وجيزة .. أستشعر وكأنها تودعه بهذا التلاحم ، أبتعدت ولكن ايه) مع ملامسة الأنفاس ، أنحنى برأسه ليدفنها بين عنقها وكتفها .. فشددت ذراعيها عليه ليكون ملاصقا لها.

شعرت بإهتزاز هاتفها داخل حقيبتها ، ففتحت عينيها وجذبت حالها لتنسحب من بين أحضانه .. تفحصت هاتفها لتجدلم شقيقها يتصل عليها ، فقامت بإلغاء من

المكالمة ودست هاتفها من جديد .. رفعت

رأسها لتقول:

أنا لازم أمشي

ريان بصوت خالجة الحنين : خليكي

روایه)

شوية

كارمن وهي تحفظ نظراته التي ستفتقدها

: مينفعش

عانقته وألصقت شفتيها بطرف أذنه

و همست

- أنا أأسفة

أبتعدت وابتعدت للخلف .. ومازالت نظراتها تصاحبه ، حتى أستقلت سيارتها ، وهنا بدأ يفيق .. فـ اقترب من سيارتها وصاح فيها:

- أنتي جايا تودعيني !

: ..... كارمن

ريان وهو يضرب بقبضته على سطح

السيارة : ردي عليا

كارمن وهي تتمسك بعبرة كادت تنزلق

من عينيها : سلام ياريان

قادت سيارتها سريعًا لتهرب منه ، بينما صح هو بصوت وصل لأذنيها بسهولة:

روايه)

كارمن ، مش هسيبك يا كارمن

رن هاتفه ، فأخرجه بتشنج وضغط عليه وهو يقول بفظاظة:

أيوة يابابا ! خير ؟ ورق ؟ .. ورق

إيه مش فاهم ؟

طيب طيب ، أنا جاي

ظلت تبكي بمرارة شديدة ، وتشهق بصوت متألم .. من كان يُصدق أن قصتهم لن تكتمل ! لقد أنهدمت أحلامها الوردية ، وأصبحت سراب لا وجود لها .. وإن كان حبهم هو حبل الوريد ، فقد فرقهم دم حبل الوريد.

تعليقات