رواية حبل الوريد الفصل الثاني العشرون بقلم ياسمين عادل
_ أستغرق الأمر عدة ثوانِ وهو يستوعب ما يراه ..
ظن أن الأمر مجرد صداقة ، ولكن نظرات '' كريم '' لا توحي بذلك على الإطلاق ..
غلى رأسه بسخونة شديدة ، وتقدم نحوهم بخطوات متهادية .. ثم وقف على رأس شقيقته ، وشكّل ظلًا عليها جعلها تلتفت لترى ماهذا !
لتصطدم برؤيته .. بينما بقى كريم مصدومًا لا حراك له ، حتى قطع ريان هذا الصمت و :
- بتعملي إيه هنا ياتاج ؟ وقاعدة مع أخو كارمن ليه!؟
تاج وقد تلجلجت نبرتها : آآ .. أنا !
ريان بنبرة هادئة على نقيض البراكين المحمومة بداخله : أنتي إيه ؟
كريم وهو ينهض عن مكانه ويمد يده للمصافحة : أزيك ياريان ؟
_ تجاهل ريان كف كريم الممدود له عن عمد ، ثم نطق بلهجة حادة :
- قومي معايا
كريم : أتفضل أقعد ياريان ، وخلينا نتكلم بهدوء
ريان وهو يشير بكفه : مفيش كلام بينا ، واحمد ربنا إني هادي معاك لحد دلوقتي
_ جذب شقيقته بعنف من رسغها وهو يردد :
- قومي ياآنسة
كريم وهو يذم على شفتيه بحنق : متهيألي انك فاهم غلط
ريان ببرود مصطنع : هو إيه اللي فهمته غلط يامحترم! وياترى دي خطة جديدة منكم وهتنفذوها في أختي ولا إيه الحوار !
كريم وقد بدأ الإنفعال يسيطر عليه : خطة إيه ؟ إيه الكلام الفارغ اللي بتقوله ده !
تاج وهي تتلوى بتألم : آه ، ريان أيدي بتوجعني
_ لم يهتم بكل ذلك ، وسحبها بعنف خلفهُ .. بينما تحرك كريم سريعًا ليقف حائلًا دون مروره ، ثم هتف بجدية :
- أنا بحب تاج ، وبطلب إيدها منك دلوقتي
ريان وقد تحفزت حواسه وارتفع حاجبيه بذهول : بتحبها !
وياترى أختك المصون عارفة إنك عايز تتجوز أختي؟
كريم بثبات : أنا حر في قراراتي ، وكارمن عارفه كويس إني بحب تاج ومش هسيبها لمجرد رغباتكم !
ريان ومازالت الصدمات تتوالى على رأسه : عارفة ! يعني طلعت انا القرطاس اللي فيكم
_ ضغط بأصابعه على رسغ شقيقته بعنف شديد، فتأوهت بأنين مكتوم .. بينما تابع كريم بشجاعة :
- مكنش ينفع نظهر قدامكم في ظروف زي دي
ريان بسخرية : أها ! فـ قولت تاخد الطريق الأسهل ، مش كدا !
كريم : أنا معملتش حاجة غلط ، أنا حبيت .. زي ماانت حبيت
_ تعمد تذكيره .. ونبش ذكرياته من جديد ليتذكر ما كان ، فتغير لون وجهه '' ريان '' .. عندما أصابت كلمات كريم الهدف .. وقبل أن يرد تابع كريم :
- بس الفرق اللي بينا إنك مشيت وعاديت ، أنا مش هعمل ده
ريان بصوت منفعل : أنا مشيت !
_ صمت ثوان ، ثم عاود الحديث :
- أنا مش هناقشك ، والموضوع ده تنساه من بالك نهائي .. عيلتك مستحيل ترتبط بعيلتي بأي شكل ، خلاص خلصت
_ تجاوزه ليسير بها .. بينما هتف كريم بإصرار :
- هنتقابل تاني ونتكلم ياريان
_ لقد بات الموضوع أصعب مما تخيل ..
وسيكون ريان هو العائق أمامهما ، كما حدث مع شقيقتهُ بالتفصيل .. ولكنه لن ييأس أو يترك الأمر في منتصفهُ ، بل عليه القطع والحل على الفور .. وسيكون القطع عند شقيقتهُ والحلّ عند ريان .
.................................................................
_ ظل صامتًا طوال الطريق ، مما جعلها تتألم أكثر ..
حاولت مرارًا أن تخلق معهُ حديثًا ولكن دون فائدة ، أعتذرت منهُ ولكنه لم يرد .. حتى تذمرت وهي تقول بسئم :
- ريــان حرام عليك متعذبنيش ، رد عليا
_ حدجها بنظرة قاسية على أثر صوتها المرتفع ، ثم ألتفت ببصره للطريق لتزيد سرعة سيارته .. فأخفضت صوتها من جديد وهي تردد :
- أنا أسفة ، بس لازم تسمعني وتحس بيا
_ دقائق وكان يقف أمام بوابة القصر .. أشار لها لتترجل وهو يقول :
- أنزلي
_ ترجلت عن مقعدها ، لتتفاجئ إنه تحرك وغادر من جديد .. ظنت إنه سيدخل هو الآخر ولكنه لم يفعل ، أطرقت رأسها بضيق ثم ولجت للداخل وهي تسحب قدميها بصعوبة شديدة .
_ بمقر مجموعة شركات ( KM )
كانت كارمن تجلس على رأس هذه الطاولة المستطيلة مرتدية نظارتها الطبية التي صنعتها حديثًا لترتديها أثناء العمل .. تنظر لشاشة العرض الكبيرة التي تستعرض تفاصيل المشروع الجديد بأحد المدن السياحية الجديدة ، وعلى حيــــن غـــرة .. تفاجئ الجميع بـ أقتحام ريـان للقاعة ومن خلفهُ السكرتيرة وهي تهتف بإنزعاج :
- مستر ريان ميصحش كدا ! ، قولت لحضرتك في meeting مهم
ريان :.......
_ نهضت كارمن عن مقعدها بإنفعال .. أشارت للسكرتيرة لكي تخرج عن القاعة ، ثم رددت للمسؤل عن جهاز العرض :
- هنأجل الإجتماع لوقت تاني ، sorry ياجماعة
_ بدأ الجميع في النهوض ، وأُضيئت أنوار القاعة لتتبين ملامحه الصارمة لها.. رمقته بإستنكار ممزوج بالغيظ ، وانتظرت خروج أخر فرد من الحجرة ..ثم صاحت فيه :
- إنت إزاي تدخل بالشكل الهمجي ده !
ريان وهو يشير نحوها بحقد : إنتي كنتي عارفة اللي بين أخوكي وأختي !
كارمن وقد رمشت عينيها عدة مرات :... آ
ريان وهو يشير لحاله : ومحاولتيش تعرفيني !
كارمن وهي توليه ظهرها : أنا مش فاهمة انت بتكلم عن إيه !
_ سار نحوها بتشنج وجذب رسغها وهو يقبض عليه بعنف .. لكي تستدير له وهو يقول بصوت خشن :
- لأ ، فاهمة كويس وبتستعبطي !
إزاي سيبتيه يقرب منها وانتي عارفة إني مش هوافق ؟
كارمن وهي تجاهد لتنزع رسغها منه : على أساس إني أنا اللي موافقة أوي ! آآآه ، سيب دراعي
ريان وهو يشدد قبضته عليها ليزيد من آلمها : أنا بكرهك ياكارمن !
كارمن : .........
_ هل صحيح ما قالهُ ! هل بالفعل وصل لحد الكره لها !
نظرت لعينيه مصدومة لثوانٍ .. ثم أجبرت حالها لتنطق بنفس لهجته :
- مش أكتر مني
_ أنتبه لهذه النظارة الزجاجية التي ترتديها ، والتي أضفت عليها شكلًا مميزًا .. تاه بين دروب عينيها الخضراء مجددًا وهو مسلط النظر عليها ، بينما لم تجفل هي عينيها عنهُ .. هبط لشفتيها ، كانت متوردة بإغراء شديد ، جعلتهُ يرغب في تقبيلها قُبلة عاطفية عنيفة حتى يُدميها گعقاب لها .. لمست أنفاسهُ أنفها فأقشعرت وهي تتذكر كل ثانية مضت معهُ .. كادت تستلم ، فأغمضت عينيها بإرتخاء ..
أقترب ، ثم أقترب .. واقترب ، كاد يلحم شفتيه بشفتيها فيشفيها من علتها ..
ولكنها أفاقت فجأة ، صورة والدها .. وظل قبرهُ الذي تحلم به كل يوم .. سلاحهُ الذي صوب نحوه ، هزت رأسها بعنف وهي تدفعهُ ثم أبتعدت راكضة .. أختفت وراء العمود الذي ينتصف القاعة ونطقت بحشرجة وهي تتنفس بصعوبة :
- أخرج بره ، دلوقتي
ريان :........
_ الآن أدرك ما كاد يحدث قبل لحظات .. وبخ حالهُ ، وأظلمت ملامحهُ من جديد وهو يهتف :
- أبعدي كريم عن أختي ، بقولهالك بالحسنى !
_ لملم شتات نفسهُ وغرز أصابعهُ بفروة رأسه .. ليكتشف أن رائحتها ألتصقت بكفهُ .. كز على أسنانه وهو يلتفت لينصرف ، وأخيرًا صفق الباب بعنف لينتفض جسدها على أثر صوت الباب .. وهنا ، تركت جسدها يهوى على الأرضية ، ودفنت رأسها بين ذراعيها .. لتستحضر بكائها المدفون بين الضلوع .
................................................................
_ حبست حالها بحجرتها وأمتنعت عن الطعام والشراب حتى يأتي ريان ، فتفسر له أو تتناقش معه..
ولكنه تأخر كثيرًا عن عادته ، فقد تعدت الساعة منتصف الليل.. أستمعت لصوت سيارته وهي تعبر الرواق ولمحت الإضاءة وهي تتحرك بالخارج ، فنهضت سريعًا عن جلستها وانتقلت نحو النافذة لتنظر إليه ..
كان يسير بخطوات متهادية بطيئة وقد ظهر عليه الأرق والإنهاك ..
فتحركت سريعًا لتهبط الدرج وتذهب إليه ، قابلتهُ على أول سلالم الدرج .. وقفت أمامهُ گالطفل المُخطئ ، نكست رأسها بخزي وهي تقول بوداعة :
- أنا أسفة ياريان ، سامحني أرجوك
ريان :.....
تاج وقد ضاق صدرها بإختناق : ريان أرجوك متعاملنيش كدا ، سكوتك ده بيعذبني
_ مازال صامتًا .. فقط يرسل إليها بنظرات تجعلها تحني رأسها بخجل منه ، تنهدت بيأس وهي تردد بخفوت :
- أنا معملتش حاجة وحشة ، أنا استسلمت لرغبة قلبي بس
والله ياريان كريم بيحبني بجد
ريان :........
تاج وهي تتابع قولها : مكنش ينفع أقول حاجةوسط كل الظروف اللي اتحطيت فيها مع كارمن ! كنت هعمل إيه يعني ؟
_ أستمع الأثنين لصوت والدهم '' طاهر '' وهو يأتي من حجرة المعيشة الموجودة بالطابق الأرضي ..
فقرر ريان عدم الحديث معه أو أمامه فيما يخص شقيقته ، ولذلك قطع حاجز صمتهُ ليقول :
- أطلعي أوضتك وبعدين نتكلم
تاج : طب آ ....
ريان وقد نفذ صبره : قولتلك بعدين
_ أقترب طاهر منهم ، ثم قال :
- في إيه ياولاد ، مالكم ؟
ريان دون النظر نحوهُ : مفيش ، يلا ياتاج ونكلم الصبح
طاهر وهو يستوقف ولدهُ قائلًا : ريان ، عاوزك
_ عقد ريان ذراعيه سويًا بتبرم واضح ، ثم انتظر صعود شقيقته واختفائها ليهتف بحزم :
- خير !
طاهر بصوت جاد : هتفضل مقاطعني لحد أمتى يابني ؟
ريان بلهجة ساخرة : على أساس إنه فارق معاك أوي ؟
طاهر : بصلي وانا بكلمك
_ ألتفت ريان بجسدهُ نحوه ، ومازال التجهم يكسو وجهه .. ثم نطق بـ :
- اللي مخليني قاعد معاك لحد دلوقتي هي عمتي وتاج ، بس .. غير كدا كان زماني سيبت القصر ده من زمان
طاهر وقد ارتفع صوته : اللي بتعمل كدا عشانها سابتك زي الكلب و....
ريان وهو يشير بسبابتهُ محذرًا : أنا خسرت حياتي بسببك ، خسرت كارمن ! وهي خسرت أبوها .. ولسه هنفضل نخسر لحد ما نموت ، انا مش هنسى حقيقتك اللي اتكشفتلي بعد كل السنين دي .. ولو كنت وقفت جمبك فـ ده عشان انت اسمك أبويا ، ومقدرش أدي حد فرصة يتفرج علينا واحنا بنقطع في بعض
طاهر محاولًا إستعطافه : أنت أبني ياريان ، أنت اللي شايل أسم النعماني .. مينفعش تكون ضعيف
ريان وهو يهز رأسه بإنفعال : حاضر ، هدوس على كل حاجة وأعدي ، وكأن اللي فات ده حلم وصحيت منه .. عن أذنك
طاهر بلهجة حادة : أنا لسه بكلمك
ريان : وانا مش عايز اسمع ، عن أذنك
_ تركهُ وصعد حجرتهُ لينفرد بنفسه في هذا الظلام ..
ولكنه لم يكن بمفردهُ .. وإنما كانت الذكريات له خليلة .
.................................................................
_ يوم وأيام ، أسبوع وأسابيع ..
تحاشت كارمن مقابلتهُ أو المواجهة معه بأي شكل .. عقب أن تأكدت من ضعفها حياله ، ورغبتها الشديدة في الإستسلام له من جديد..
كانت ترسل شقيقها ليتابع الأعمال وسيرها ، وأحيانًا أخرى قُصي .. وگالعادة ، كانت تداوم على زيارة قبر والدها الراحل لتؤنسهُ بعض الوقت .. وفي هذه المرة ، لم تبكي گكل مرة مضت ، جلست على الأرضية جوار القبر وتحدثت إليه وكأنه حاضرًا .. و :
- يارب تكون مرتاح يابابا ، هسمع كلامك وهتجوز الإنسان اللي انت اختارتهُ .. أكيد انت عارف قُصي أكتر مني وإلا مكنتش صممت عليه ..
وبعدت عنه عشانك ، عشان متزعلش ..
_ تحسست الأرضية بأطراف أناملها .. حتى تلوثت أصابعها بذرات الأتربة ، ثم عاودت النظر للقبر وهي تردد :
- مش مرتاحة ومش مبسوطة ، أنت روحت وخدت معاك كل حاجة حلوة ! حتى ريان .. حبيبي ، خدتهُ معاك ..
وبقيت انت واقف في النص !
تفتكر لو انا كنت نسيت كل ده وكملت معاه كنت هقدر !
أقدر إزاي وانا الشك دخل جوايا نحيته ! أقدر إزاي وانا كل ما افكر فيه أفتكر إنه حاول يقتلك !
أزاي يابابي ؟ أنا تعبانة أوي !
_ مددت رأسها على القبر وهي تهمس بآنين :
- أوي أوي يابابي !
....................................................................
_ اليوم عقد قرانهم ..
رفضت الإحتفالات ورفضت أي شكل من أشكال البهجة ، فهي مازالت تُقيم حدادًا على روح والدها الراحل ..
حتى إنها رفضت إرتداء ثوب زفاف ، وأكتفت بفستان بسيط للغاية من القماش الحريري السماوي الممزوج بخيوط من الفضة ، وعلى الصدر ورود بيضاء تمتد لليمين بميل سُفلي .. وتركت كتفها عاري ..
تركت شعرها للخلف ، ورفضت وضع أي مساحيق تجميل .. سوى طلاء الشفاة الأحمر الناري فقط .. والذي أشعل وجهها نورًا وجمالًا ..
ألح عليها '' كريم '' كثيرًا لئلا تتراجع عن قرارها، ولكن ذهب مجهوده سدى دون فائدة.. فقد أصرت على إتمام هذه الزيجة ..
هل حدث معك وشعرت بأنك مغيب !؟ تتحرك وفق إرادة لا تعلم ماهيتها ؟ وتفتعل مالا تحبذهُ وكأنك مجبورًا على ذلك ؟
هكذا شعرت هي ..شعرت إنها ليست صاحبة القرار ، خالية من الروح والرغبة ..
هبطت الدرج وهي تتمنى أن تكون هذه درجات قبرها ..
كان يقف منتظرًا لها عند أول درجة والبسمة لا تفارق محياه ، بينما كان شقيقها ممسكًا بكفها .. همس لها :
- كارمن ، خليكي فاكرة إني مش موافق على القرف اللي بيحصل ده !
كارمن :........
كريم وقد أشتعلت رأسه بالغيظ : والله هاين عليا أمشي وأسيب الليلة كلها .. بس انتي اللي منعاني
_ وصلت أخيرًا أمامه ، فبسط ذراعهُ ليمسك بها .. وإذ به يشعر بالثلج يتدفق من بين أصابعها ، فتنغض جبينهُ وهو يهتف :
- أيدك تلج كدا ليه !
كريم وهو يغمغم بخفوت : ده انت اللي لوح تلج ياشيخ!
_ سحبها نحو الطاولة التي تنتصف باحة القصر .. حيث المأذون والشهود ومن حولهم الأصدقاء والأقارب ..
أجلسها بجوارهُ، والتصق هو بها أثناء الجلوس بجانبها ، يكاد لا يصدق نفسهُ .. دقائق وتكون هي حرمهُ ، كما تمناها طويلًا .. بينما لم تهتم هي حتى بأبسط التفاصيل ، لا تبتسم ، لا تتكلم.. وكأنها دُمية مُساقة ..
لمحت رفيقتها '' يسرا '' تلج من بوابة القصر وتبحث عنها بعينيها .. فوقفت سريعًا وهي تهتف :
- يــسرا !
_ رأتها يسرا ، فراحت تعبر الخطوات وتعدوها بسرعة حتى وصلت إليها .. عانقتها عناقًا طويلًا بعد غياب دام لوقت كثير ، فشددت كارمن على قبضتها لها وهي تقول :
- يسرا ، انا كنت محتجاكي جمبي أوي !
يسرا وهي تمسح على رأسها بحنو : مكنش ينفع أسيبك في يوم زي ده ، ليه كدا ياكارمن ، ليه تعملي في نفسك كدا ؟
كارمن وهي تقبض على عينيها بإختناق : عايزة أريح بابي في تربتهُ ، هو كان عايز كدا قبل ما يموت
يسرا : الحي أبقى من الميت ياكارمن
قُصي : كارمن ، يلا ياحببتي !
_ أبتعدت عنها كارمن وهي ترسم إبتسامة مزيفة و....
كارمن : أقعدي يا يــسرا
_ طأطأت يسرا رأسها بعدم رضا .. ثم جلست بجوار رفيقتها .. وبدأ المأذون في أجراءات إتمام الزواج
- بسم الله ، والصلاة والسلام على رسول الله .. سيد الخلق أجمعين محمد صلى الله عليه وسلم
_ نظر المأذون حوله وهو يتسائل :
- فين وكيل العروس ؟
_ تأفف كريم بضجر .. ووزع نظراته على شقيقته ورفيقتها ، ثم قال بإنزعاج واضح :
- موجود ياشيخنا
المأذون : بسم اللّه نبدأ
...................................................................
(( قُصـــــــــي ))
_ قالها ريان وهو يقبض بقبضتيه الغليظتين على تلابيب سائق والدهُ السابق .. ثم تابع بصوت مستزئر :
- أنا كنت حاسس إن هو
_ ضغط بكفيه على ياقة القميص حتى كاد يفقده روحه ، ثم همس :
- بتبيع اللي مشغلينك يابن الـ ****
السائق وقد سعل على أثر إختناقهُ : والله يا... آ بيه ، هددني يموتني و آ.... آه
ريان وهي يهزه بعنف : أنا كنت أقدر أحميك منه يا******
_ دفعه ريان دفعة قوية ليرتد الأخير للخلف ثم يسقط بعدها سقطة قوية.. وتابع :
- وديني ، لأكون مديله نفس القلم ، والعين بالعين والسن بالسن
_ بصق على الأرضية بإحتقار ، ثم قال :
- متستاهلش أضيع نفسي عشانك ياكلب
_ ألتفت ريان وغادر هذه الشُقة الصغيرة التي يسكنها السائق السابق .. وهبط على الدرج مسرعًا ، أستقل سيارتهُ ليتحرك بها بسرعة مخيفة وهو يحدث حالهُ :
- يارب ألحقهم قبل كتب الكتاب ! يارب .. كارمن متستاهلش تقع مع إنسان حقير زي ده ، ساعدني يارب
_ حاول الإتصال بها كثيرًا ، ولكنها لا ترد .. هاتف شقيقها والهاتف المنزلي ، كٌل دون جدوى ، فقد أنشغل الجميع ..
أسرع من قيادته وهو يردد :
- يارب عطل كتب الكتاب لحد ماأوصل ، يارب
( على الجانب الآخر )
- قول ورايا ، زوجتك موكلتي كارمن جلال الدغيدي
كريم بلهجة مقتضبة : زوجتك موكلتي .. كـ ـارمن جلال الدغيدي
- البكر الرشيد
- البكر الرشيد
- على سُنة اللّه
_ تلاحقت أنفاسه وتصارعت بداخله وهو يحاول الوصول إليها قبيل أن تتم هذه الزيجة ..
حتى إنه سجل مخالفات عدة في السجلات المرورية حتى يصل إليها بالنهاية .. يتخيل حدوث ما هو أسوأ ، عقب أن تأكد من هوية الشخص الذي حاول قتلهُ ..
وأخيرًا ، وصل أمام بوابة القصر ليواجه حُراسها الذين شكلو جسرًا قويًا أمامه لمنعهُ من العبور ، ولكنه صرخ فيهم بإنفعال و :
- بلغوا الهانم إني لازم أشوفها ، مسألة حياة أو موت .. بسرعة دخلوني عندها أو بلغوها إني هنا ، بــسرعـة ! .................
...............................................................
