رواية أجنبي الفصل الثالث والثلاثون
بالمشفى، استمع لكلامها بعين الإنكار، ولم يتخدع بتبريرها كي تنجي الأخير من ضراوته وينتزح عن معاقبته، فاتار ضربه لها واضحة على معالم وجهها نظرت ديما لوالدها مقطنة أنه لم يصدقها، وتخوفت من تهوره وتأزم الوضع أكثر ويصل للطلاق، بالطبع لن تحيد حدوث ذلك حتى إن واجهت الأفظع مع زوجها الكاره لها. نهض السيد فاروق متخذا موقفا جاذا للتعامل مع ذاك الوقح وجهت ديما نظراتها نحو اختها كي تفعل شيئا لردع والدها، وكذلك حثت والدتها الجالسة بجانبها أن تتدخل، والتي رغم نفورها مما فعله سيف تجاوبت مع نداء
ابنتها وخاطبت زوجها على مضض
ملناش دعوة يا فاروق طالما بنتك راضية بحياتها
استنكر السيد ما تفوهت به وهتف
عاوزاني أسكت على المهزلة دي استنى لما بنتك تجيلك ميتة بعد كده من عمايله
انتفض قلب السيدة وقالت وهي تنظر لابنتها :
بعد الشر ما فيش حاجة هتوصل الموضوع لكده
لم يكن الأمر جديد على ديما لتجزم أن يفعل سيف ذلك، فسبق وحاول قتلها، بينما سخر
السيد وهو يشير على ابنته
أومال اللي حصلها ده كان مين السبب فيه!
اجتهدت شرين لاختلاق تبرير يثنى والدها عما سيفعله ولم تجد بالأخرى لم تستطع أن تدافع عن الآخر فقد تمادى كثيرا ويستحق أن يتل جزاء أفعاله الشائنة، وحين اندفع السيد
فاروق للمغادرة انتقض قلب ديما وتجهم وجهها ولسانه بردد:
أنا هربيه بطريقتي، ويا الدفع يا الحبس
رينت السيدة راقية على كتفها في محاولة لطمأنتها، فانفجرت شرين غاضبة فكاد صمتها يقتلها :
اتحملني اللي عمله فيك دا إزاي دا كان شوية ويقتلك مش خايفة على نفسك. شردت ديما في وضعها، فقد افتقرت الأشياء جمة في كسب ود زوجها، وتحيرت لما تغيرت معاملته لها عن السابق فقد كان لطيفا، ومع ذلك لم تبغض الحياة معه، قالت في أسي:
أنا مشتكيتش لحد و يا ريت محدش يتدخل في حياتي
أظهرت والدتها انزعاجها من حماقة ابنتها حين زجرتها :
انت إزاي كده، ما فيش كرامة عندك، واحد مش عاوزك ليه تفضلي معاه.
علقت ديما مستهزئة :
طيب ليه جوزتهولي من الأول.
ذكرتها والدتها بمصابها حين هتفت
علشان اللي حصلك من الحادثة، نسيتي سببتلك أيه، ومين بعد كده كان هيقبل بيك!
تدخلت شرين التخاطب والدتها في جدة
يا ماما والمهر اللى كتبه كل ده مش هيخليه بسيبها غير لما تتنازل
تتنازل مش عاوزين منه حاجة، خلاص مهمته خلصت
تهکمت دیما وقالت:
وبابا هيوافق، إذا كان كتبه علشان ميسبنيش
صححت والدتها كلامها مترددة
للأسف باباك عمل كده علشان يكسر عينه علشان نفسه، ويضغط على عمك بالفلوس صدمت ديما ولم تستطع الرد ولأن شرين على علم ودراية أيضا سكنت، فاستأنفت السيدة مستاءة:
فاروق بهمه شغله أكثر من أي حاجة نسيتي لما غصبك على حمزة
لم تتفاجاً ديما كثيرا من تفكير والدها، ورأته يضب أيضا في مصلحتها، وعليها مواجهة الصعاب لتحمل قساوة الأخير معها، والتفكير جيدا لإفساد مخططاته في التخلص منها.
حيث تعرف من أين البداية. ثم انتبهت لوالدتها تحذرها :
حياتك مش رخيصة اننازلي واللي يحصل يحصل، حتى لو أبوك رفض .........!!
دعاه لمكتبه ليتحدث معه بأريحية، واستخدامه كأداة لتنفيذ مبتغاه، فهو وسيلته المتاحة في الوقت الحالي، استجاب حسين وذهب فوزا، فما وصل إليه أنه بات نائيا لأبيه المريض وفكرة أن صاحب الأسهم الأعلى يقف في صفه تطمئن باله بدت نظرات أمجد نحوه يغلفها الود المزيف وهو يجلس أمامه، وكذلك رسم حسين اللطف تجاهه فهو يحتاج إليه، غير واع لنية أمجد في استغلاله حتى الآن.
أعرب أمجد عن مؤازرته حين قال:
كل اللي عاوزوه منك تفضل على رأيك، وتطلب منه الفلوس وتصر على كده
زاد فضول حسين ليسأله مترقبا
وليه عاوزني أعمل كده، المقروض دا ابن عمك.
جهز أمجد الرد لذلك السؤال وقال في حنكة:
الموضوع كله بيزنس وليه علاقة بالشركة، يهمني أكون أنا الأفضل وعندي الصلاحيات كلها
كان الرد مقنعا لـ حسين وأشيع فضوله، فهتف في قلق:
إقرض وافق ودفع، أطلق يعني
ايتسم أمجد وتفهم عدم رغبته في الانفصال قائلا:
باين بتحبها ومش عاوز تطلق !
از درد حسین ريقه متونزا، قال:
دى بنت خالي وواحد زي سيف مش حابب ترتبط بيه
تماشى امجد مع رغبته في عدم البوح بشيء آخر خاص ويخجله، هتف مغترا:
لازم تضغط عليه
زي ما انت شايف، أنا دلوقتي مكان بابا، يعني متخافش من أي حد هنا، مهما هددك سيف.
وجده حسين الملجأ ليواجه سيف من خلاله، وعليه شعور الانتقام وهو يطلب مترددا:
بس فيه حاجة عاوز أعملها و يا ريت مترفضش
رحب أمجد ليمرر الأمر:
قول عاوز أيه!
قست نظرات حسين وهو يعلن ما ضمره من كراهية تجاه سيف
هو بعث ناس تضربني، وأنا عاوز أخد حقي منه، بس بإيدي
تقوس فم أمجد ببسمة متسلية وانشرح داخليا، فكم أحب أن يفعل ذلك ينفسه بعدما أهانه
وقلل منه لكن ليس الآن، لذا هتف دون معارضة :
هخليك تاخد حقك ..............!!
كانها كانت تخاطب نفسها، حتى اعتراضها ألقى به عرض الحائط، وتشددها في عدم الذهاب
معه بات هياء، وها هي الآن ترافقه في السفر حتى وصلا لمكان غير معلوم لها متجاهلا
ترترتها طوال الرحلة.
ترجل نوح من السيارة تحت نظرات شهد الحانقة، تغابي عن ذلك وأمرها:
هيا انزلی
على مضض ترجلت هي الأخرى لتقف بجانبه بوجه كالح، فنظر لها متأفقا فمن المفترض أنها
علمت بهويته الحقيقة ولا داع الاشمئزازها منه، فسألها:
ما يك، لما تنظرين إلى هكذا ؟!
كلما يرتدي نوح نيابه المزيفة تزداد غيظا كونه تلاعب بالجميع، فهتفت وقد تفاقم استياءها :
مش عارفة إزاي فلت من المطار إنت مزور وكل حاجة عنك كدب
هيا
أمرها أن تأتي خلفه ولم يكترث لكلامها، فاشتدت ضراوة شهد نحوه وودت لو أخبرت
الجميع بخداعه، وأثناء تحركها خلفه تفاجأت بشخص يشبهه إلى حد ما في هيئنه، ناهيك من جسده الضخم فصرخت عاليا. انتبه نوح لها وعاد إليها مبهونا ليتفهم سبب زعرها، تنفس
بهدوء وهو يهدئ من روعها:
لا تخافي، إنه أدريان، أحد رجالي
التصقت قليلا به مشدوهة وهي تحملق في ذاك الرجل، فهتف نوح موضحا:
هو من أخذت هويته، لا تقلقي
ثم خاطبه نوح في جد:
!?What do you want Adrian-
ماذا تريد أدريان ؟!
همس له أدريان ببعض الكلمات الهامة، فاستمع له نوح جيدا ثم أمره:
!Come on you go-
هيا أذهب أنت!
تعقیت شهد رحيله وهي محدقة به، فرغم أن الشبه بينهما ليس تماما، لكنه أشعرها بالمفاجأة
في وجود نسخة أخرى استغل نوح حالتها وضمها إليه وهو يرسم الحنو، فانتفضت شهد من
لمساته المباحة وجعلته يبتعد عنها وهي تزجره:
أبعد كده، إنت هتعملهم عليا زي عادتك
بعض كلامها لا يفهمه، لكنه امتعض من كثرة نفورها منه، فخاطبها مزعوجا
هيا اتبعيني
تتبعته يقم ملتو وأعين متيقظة، ولم يخل سيرها من تفحص ما حولها، وانبهارها الذي أخفته من فخامة المكان، وحين خطت للداخل اختطف بصرها جل ما ترى، فابتسم نوح من
هيئتها وخاطبها:
هل أعجبك منزلي ؟!
هنا أظهرت إعجابها وهي تقول:
هو شغل الجواسيس بيجيب فلوس كتير كده
لم يتحمل نزقها ورد على كلامها ينظرة اشمئزاز، أمرها في حدة:
- أغربي عن وجهي الآن...
بعد مرور ساعة حين اغتسلت وبذلت ثيابها، هبطت شهد درجات السلم متجهة حيث أخبرتها الخادمة بمكانه، أثناء سيرها في الحديقة لفت انتباهها كثرة الحرس هنا وهناك، ويبدو عليهم التدريب الجيد ذهبت تحوه لتقف خلفه وهو يتحدث عبر الهاتف بلغة غريبة ببراعة وحتى الآن لم تفهم سبب اهتمامه بها وحضورها معه، فهي ضعيفة لمواجهة كل هذه القوة من حولها، فماذا ستقدم له ؟!. أنهى نوح مكالمته والتفت لها، ولم تتفهم شهد نظراته الثابته
عليها، فسألته مهتمة :
عاوزة أعرف أنا هنا ليه ؟!
مرر بصره على قسمات وجهها وهو يجيب
لأنك زوجتي، ولن أذهب لمكان بدونك
غیرت سؤالها بنفس حيرتها
اتجوزتني ليه ؟!
لأنك جميلة، وأنا أريدك
قطبت حبيتها وهي تسأله مستنكرة:
كل ده علشان عجباك انت كداب
ود نوح لو أخبرها بمحبته لها، وتعلقه الفترة الماضية بها، فكم عشق حياتهما معا وتبادل
الحب سويا، فأخفى كل ذلك وهو برد
هذا ما عندي !
ازدادت حيرة شهد في نواياه، ومنها استخدامها لشيء خفي، وآخر راودها تفكيرها أنه يريد قضاء وقت لطيف معها، ومن ثم تركها، ولذلك وضعت حدود للتعامل معه، وعدم انجذابها لهيئته، أو إعلان إعجابها به كي لا تؤلم قلبها حين يستغني عنها، فعادت تخبره متشددة: لو مفكر هتغصبني على حاجة مش بمزاجي مستحيل أعملها.
من طلعته أخبرها أنه لن يجبرها على شيء، بل دعاها لترافقه حتى المائدة الجانبية لتناول الطعام، فذهبت معه وتفاجات بالكثير من اللحم المشوي، تذكرت محبته له حين كان يامرها الظهيه، وقبل أن تجلس سألته
- عاوزة أعرف ليه بتاكل لحمة كثير.........!!
بقصر السيد سليمان، اجتمع بأسرته من أولاده وحفيده الوحيد إلياس، وجلس يستمع للأحاديث بينهم، ولم يعجبه حديث ابنه الأكبر رضوان وقت نهر ابن ابنته بشدة حين رفض
أن يقف معه ضد نوح، وتفهم سبب ذلك فخاطبه متضايقا:
كل ده علشان واحدة مش عاوزاك، رفضتك أكثر من مرة
هذا إلياس من انفعاله فهو خاله، قال:
أنا معنديش مشكلة مع نوح، وطول عمرنا أصحاب، وهو بيحبني، ورغم إن ليلة رفضتني
بس هو موافق عليا
وجه السيد سليمان حديثه لـ إلياس منكرا:
نوح عاوز كل حاجة ليه لواحده، ودا مينفعش إحنا كلنا أهل وعيلة واحدة
رد إلياس على جده معللا:
نوح عنده دوافعه لكده، والمكان ده عاوز واحد بس، ونوح قال هي للأقوى، واللي يقدر
ياخده يتفضل
استنكر السيد في عدم رضى
یعنی تحارب بعض، دا اللي يقصده
أجاب إلياس مترددا:
الحرب بدأت من زمان بعد اللي حصل مع نوح
لم يتحمل رضوان وقاحة إلياس ودفاعه المستميت عنه، فنهض محدقا به في غضب
فنهضت صابرينا لنقف أمام أخيها حائلة بينهما، خاطبت أخيها محذرة:
عاوز ايه يا رضوان ابني ملكش علاقة بيه وهو خر
نهض الجميع في حالة تحفز باستثناء السيد سليمان، فتدخل المعتصم الابن الثاني للسيد
و خاطب رضوان متانيا
رضوان المواضيع مش هتمشي كده اقعد واهدي
انفعل رضوان وهو يرفض ما يحدث
احنا جايين نتفق وواضح مش هيحصل.
تم تابع كلامه لـ إلياس مستهزنا :
وقوفك معاه تمنه أخته اللي وعدك بيها، اللي كانت مع حمزة والكل عارف اللي بينهم
رمقه إلباس في غضب، بينما استاء السيد أيضًا من تطاول ابنه فهتف موبحا إياه
رضوان ليلة مننا وبنتنا مينفعش تتكلم عنها كده
نظر رضوان الأبيه مزعوجا، هتف:
ما هي دي الحقيقة، أنا بحاول أفوقه.
صاح الياس وقد فاض به
ليلة اللي بتتكلم عنها موافقة تتجوزني، وبنفسها قالت حمزة اللي بيجري وراها وعمرها ما حيته
احترامه للجميع، وكذلك معتصم الذي قال ثائزا :
نطق الياس ذلك وتركهم مغادرا فقد تحمل بما يكفى من إهانة، فاغتاظ رضوان من عدم
اللي بيعمله إلباس مش صح ما تكلمي ابنك يا صابرينا
بهشت تعابير صابرينا تم جلست بجانب أبيها وقالت:
أنا مقدرش أزعل ابني، إنتوا عارفين ماليش غيره
جاء رضوان ليتحدث فمنعه السيد سليمان حين أمره مع الجميع
مش عاوز حد هنا، كل واحد يروح يشوف وراه أيه
لم يلبت رضوان محله حتى توجه للخارج والمعتصم من خلفه، بينما ظلت صابرينا بجانب
والدها، والذي بدوره هاتف غوست وأخبره في حسم
Ghost, I want you to send to Noah that I want him immediately-
غوست، أريد أن ترسل إلى نوح أنني أريده فوزا
بالخارج، وقف المعتصم أمام سيارة أخيه رضوان، الذي خاطبه متجهما:
أبوك مش عاجبني لازم تتحد يا معتصم ونقف لـ نوح
قبل معتصم بكلامه وقال:
لوحدنا مش هنقدر لازم حد معانا، وحد يكون بيكره نوح
متقولش حمزة !
نطقها رضوان ساخرا فهتف معتصم جاذا
الفريدو كان كلمني وعرض عليا شغل سوا، وإنت عارفه هو مين هنا
ركز رضوان جيدا فيما يقوله، ومجرد الفكرة في ذلك تزعج والده، وبما أنه سلبي التعامل
ويرفض تدخل الفريدو عليه التعامل بصورة سرية وإيقاف نوح عن تماديه المزعج
منذ عادت وهي تقضي أغلب الأوقات بغرفتها، ولذلك طرق الباب عليها كي يتحدث معها.
على المقعد أمامها، ودون مقدمات سألها مهتما:
ولج حسين الغرفة ليجدها تجلس على مقعدها في حالة هادئة للغاية، ثم اقترب منها ليجلس
ماما حد عملك حاجة لما كنت مخطوفة ؟!
أخفت السيدة زبيدة اضطرابها من سؤاله الضباغت وقالت:
قولت دي كانت غلطة مش مقصودة
ما وصل حسين كان عكس ذلك، وفهم ربما تم إجبار والدته على الصمت، فسألها متحفزا:
ماما ادريان ليه علاقة بخطفك ؟!
دهشت السيدة من ذلك واحتجت
لا طبقا، هو ليه يعمل كده
حديث والدته الجاد جعله يتأكد أن لا صلة للآخر بما مرت به، وأن الرجل قريب السيدة المقتولة مخادع لكن لم يدرك حسين سبب طلبه منه في البحث خلف ذاك الأجنبي، ولحل تلك المسألة عليه مقابلة شهد والتحدث مع خاله، في رحيل أدريان المفاجئ عن هنا أقلقه
وجعل الشك يتملك منه.
تخوفت السيدة زبيدة من دخول ابنها في عراك مع من اختطفوها، فهي صامته من أجل
سلامة ابنيها فقط و ارتاحت حين تخلصت مما معها، رغم أنها لم تصون الوعد، فليكفي
راحة أسرتها، فمن هي حتى تواجه أحد، فغيرت الموضوع وقالت:
مردتش عليا، هترجع منى ولا لا؟!
لمحت في عينيه التردد فشجعته حين هتفت في دراية:
المختلفة عنها
ما فعلته ورد أوجم قلبه، وتحير في طريقة حبها له، ووجد السبيل لراحة باله في عودته لـ
منى، وذلك الأمر نفذ الحكم به، فقال:
هرجع لـ منى يا ماما
اتسعت فرحة السيدة ومدحته عليها :
عين العقل إنتوا بتحبوا بعض وبلاش طالما إنت وورد لسه على البر تدخل في جوازة مش
هتجيب غير وجع القلب
خبا حسين على والدته حقيقة زواجه الفعلي بـ ورد كي لا يزعجها، وعليه من الآن تدبير
أموره في استقبال زوجته بعدما دمرت مسكنهما السابق .........!!
انتبهت لها وهي جالسة بالحديقة تنهى اتصالها، وما فهمته أن المتحدث إليها أحزنها بخير ما فتعابير وجهها مختمة تقدمت لميس منها تريد المعرفة والاطمئنان عليها، جلست بجانبها
وهي تمسح على وجهها الحزين قائلة:
كنت بتكلمي مين، فيه حاجة حصلت زعلتك ؟!
نظرت لها ورد يضع لحظات صامتة قبل أن تنفجر وتدخل في نوبة بكاء هيستيرية
فاحتضنتها لميس وهي تمسد على ظهرها جاهلة لسبب ذلك حتى قالت ورد في أسى
حسین هيرجع لطليقته سامحها بعد ما كسرته و داست علی کرامته
ابتعدت قليلا عن والدتها لتكمل وقد طغى الألم عليها:
معنى كده إنه بيحبها، مهما عملت رجعلها، وأنا عمره ما حبني، كلامه معايا كدب
مسحت لميس دموع ابنتها مختنقة من محبتها لذاك الشاب، هو وسيم ولا تنكر وحسن
الطلعة، لكن هناك غيره الكثير، لذا خاطبتها غير راضية
ودا مش معناه إنك تستغنى عنه إنت كمان
أوضحت نظرات ورد لها عدم القدرة لفعل ذلك، فانزعجت لميس من ضعف ابنتها ومن
سيطرة الآخر عليها، فطلبت ورد منها في رجاء:
مش عاوزاه يرجعلها، ساعديني يا ماما !
صدمت لميس من طلبها، وبدت رافضة حين ردت
أنا أصلا مش عاوزاك تكوني معاه علشان اعترض على جوازه، ما يتجوز ويروح بعيد عننا، يهمني إنه يطلقك وبس.
وجدت ورد أن والدتها لن تساعدها في التأن فهي لا تعلم ما بها، فقد استغل الأخير مشاعرها السد خانة زوجته الخائنة بعد فراقهما، ورأت أن تفعل ذلك بعيدا عنها مستعينة بشخص
قريب منها مسحت لميس وجه ابنتها لتفيق من حالة وجعها وهي تقول :
سيف هيساعدنا نخلص منه، هو طالب منه فلوس كتير وأنا هقف معاه علشان يطلقك حين ظلت ورد مع نفسها أدركت أن سيف هو سبب انقلاب حسين عليها، فهتفت معترضة: مش عاوزة أسمع اسم سيف دا تاني هو السبب في اللي حصل معايا، تقدري تقولي حسين
عرف منين إنى طلبت منه يبعث رجالة يضربوه
أرادت لميس تحسين صورة سيف في عين ابنتها فألقت التهمة على نفسها وهي تقول دون تردد
أنا اللي قولت لـ حسين لما علمت، سيف مالوش علاقة
حدقت ورد بوالدتها متفاجئة من رغبتها في هدم حياتها، وقبل أن تلومها ورد أسرعت لميس
تخاطبها موضحة :
كنت عاوزة أعرفك إنه مش بيحبك ومش هيسامحك، وقدامك أهو رجع لمراته وسامحها شفع لوالدتها خطوة حسين المتهورة في استرجاع زوجته، وعادت تتجدد دموعها المنهمرة حزنا على وضعها، فهي تحمل طفلا، فما مصيره في ظل تلك الأحداث المتلاحقة من حولها والتي جميعها ضدها، ملأت الحيرة فكرها حد أنها فكرت في إخبار والدتها؛ لكن هناك ما دفعها لإنجاب ذاك الطفل، وربما تستغله في عودة حسين إليها، فهل سيفعلها حين
تفاجات به يدخل مكتبها دون استئذان بعدما رفضت مقابلته نهضت ليلة من مكانها لتويخه لكنه سبقها حين هتف مزعوجا
!?What do you mean you're doing it with me, Laila-
ما معنى ما تفعلينه معي ليلة ؟!
توجهت ناحيته في اللحظة التي يتقدم بها نحوها حتى وقفت أمامه، خاطبته متشددة Everything Hamza does is wrong, and your presence here will bother-Noah
كل ما تفعله حمزة خطأ، ووجودك هنا سوف يزعج نوح
تملك من السيطرة على تهوره نحوها قائلا:
My presence here is my right, Laila, I am also a shareholder in this-
company
وجودي هنا مشروع ليلة، أنا أيضا مساهم في هذه الشركة
سألته مستنكرة كلامه
And of course Noah doesn't know-
وبالطبع نوح لا يعلم
أوما مؤكدا لها فسألته مستاءة:
.!?And what do you mean by that-
وماذا تقصد بذلك ؟؟.
!You know-
أنت تعرفين
ثم تجرأ وأمسك بمعصمها بقوة فتمور قلبها من تماديه نحوها، أردف محذرا
Your marriage to Elias will not happen, how can you do that and forget-what was between us, that event will tell everyone a scandal you will not bear
أخبر الجميع بفضيحة لن تتحمليها
زواجك من إلياس لن يحدث، كيف لك أن تفعلي ذلك وتنسين ما كان بيننا، إن حدث سوف
جاهدت لتبعد يده حين دفعته ليتركها، هتفت متشنجة :
My brother's enemy is my enemy Hamza, and you and I have no life-
between us
عدو أخي هو عدوي حمزة، وأنا وأنت لا حياة بيننا
كبح غضبه من استمرار رفضها الجديد له وقال:
You seem to be ninety to the scandal Laila-
يبدو أنك تسعين للفضيحة ليلة
كونها تعلم مدى عشقه لها، أو العشق بينهما رفضت تصديق تهديده وقالت:
You won't do that, Hamza-
لن تفعل ذلك حمزة
ابتسم حائفا وهو يؤكد
.I'll do it when you're with someone else, so try it-
سأفعلها حين تكونين مع غيري، فلتجربي إذن
قتلتها نظراته المباحة نحوها، وإعرابه عن رغبته في التقرب منها، فتراجعت قليلا للخلف وقالت:
Hamza get out of my office, Noah that he knows will be angry, and-
Andrew here of course will tell him
حمزة أخرج من مكتبي، نوح إن علم سوف يغضب، وأندرو هنا بالطبع سيخبره
تحكم في مشاعره تجاهها وخاطبها مصرا
.Let us meet secretly and discuss the matter-
فلنتقابل سرا ونتحدث في الأمر.
ابتلعت ريقها وقلقت من الموافقة، وكذلك الرفض فتهديده لها يمكنه فعله، قالت حذرة Let me think a little-
دعني أفكر قليلا
أغاظته بترددها فهنف مهتاجا
سوف تأتي ليلة، ورغما عنك
You will come, Laila, and despite you-
تم تركها وغادر فتنفست بهدوء حين رحل دون ضجة، لكن هيهات من ذلك فقد راقب أندرو دخوله مكتبها حتى خروجها، ولم يتوانى في مهاتفة نوح وإخباره حين خاطبه متتبعا رحيل الأخير:
Just came out Noah, your Idea is good to keep Mrs. Laila here-
خرج للتو نوح، فكرتك جيدة ببقاء السيدة ليلة هنا
فعل نوح ذلك على مضض ببقاء أخته، كي يجعل حمزة بعيدا عنه ويشغل فكره، حتى إن أتى إليه ستعلم اخته يمحبته الزائفة لها. تساءل نوح ممتعضا:
17And what did she do with him-
وماذا فعلت معه ؟!
أجاب موضحا:
Don't worry, things are fine, his body is angry, it seems she dealt well-
with him and didn't betray your trust
لا تقلق فالأمور على ما يرام، فهيئته غاضبة، يبدو أنها تعاملت جيدا معه ولم تخون ثقتك
اغتبط نوح من طاعة أخته، لكن ارتاب في ضعفها حين يلح حمزة أكثر، فأمره حارما:
!..Keep an eye on her Andrew-
تراقبها جيدا أندرو..!
هبطت شهد في هدوء السلم حين لمحته يتحدث مع أحدهم، ثم تحركت من خلفه مقترية
منه قليلا لتتجسس عليه حين استمعت له يتحدث مع ذاك أندرو المخادع الآخر، ولم تعي
جيدا على ماذا يخططون، ثم انتبهت له يهاتف اخر بلغة أيضا جديدة لا تفقه منها كلمة
واحدة، فخاطبت نفسها مندهشة:
دا بيتكلم كام لغة ده!
استشعر نوح وجودها وكذلك رائحتها المميزة فابتسم لينهى مكالمته ويلتفت لها، توترت
شهد وزيفت بسمة مذعية سيرها نحوه حتى وقفت أمامه، ولتهرب من أسئلته حول مراقبتها له قالت:
لغاتك كثرت قوي، أنا كمان بعرف لغات
تناسى بإرادته تصرفاتها وسألها منتبها :
وماذا تعرفين ؟!
زمت ثغرها قليلا لتخبره مغترة:
صيني
رسم الاندهاش ببراعة وهو يعلق:
واو، هذه اللغة الوحيدة التي لا أجيدها.
لمعت عيناها يوميض ماكر خفي وقد أحبت ذلك، فتوسل نوح في زيف
عليك أن تعلمينني هذه اللغة شهد
انشرح وجهها وأشرق أكثر حين خاطبته في حيث:
好吧,你这个特工间谍-
حاضر با جاسوس یا عمیل
استمع لها نوح بعلامات وجه ثابتة وهو يسألها عن المعنى:
ماذا قولتي شهد ؟!
ابتسمت في شخف وهي تخدعه:
بقولك على الرحب والسعة
قابل ردها ببسمة شكر وهو يقول :
أيتها اللعينة Oh, maldito
قطبت حبيتها وهي تسأله مهتمة :
قولت أيه وأيه اللغة دى ؟!
ظل على وتيرته الرزينة وهو يخبرها بمكر أشد:
أشكرك كثيرا باللغة الإسبانية
تبدل وجهها للراحة مرحبة بذلك، فسوف تتعامل معه قادما باللغة الصينية، فهتف نوح وهو
ينظر الساعة يده:
لدي موعد هام بعد قليل، سوف أعود إليك وتعلمينتي، اتفقنا.
لم تمانع ببسمتها المتسعة:
طبقا أكيدا
أراك لاحقا See you later
حين تحرك ليتركها ردت مظلمة عينيها:
في داهية .选择笨重的-
التفت لها ثانية ومن طلعته ظنت أنه فهم كلامها، لكن أسرع نوح لتزييف الجهل ورسم
الثبات، فقالت شهد موضحة في توتر:
تيجي بالسلامة بالصيني
لم يبدي ردا ثم أكمل طريقة غير متحمل حماقتها ولسانه يردد بتوعد:
!!........It's not your time now, but your punishment will be later-
ليس وقتك الآن، لكن عقابك سيكون آخر.........!!
عاد من اختفائه في حالة بائسة متأففة، فاستقبله والدها ليس ترحيبا، بل حين خطت قدماه
للفيلا صفعه بقوة تأدينا على غبائه وتطاوله الوخيم على ابنة عمه. لم يتكلم سيف وضمر
غيظه بداخله متحملا إهانة والده:
بقى انت راجل بتتشظر على واحدة ست، ومين، بنت عمك ومراتك
تجشم سيف وهو يدافع عن موقفه
أجبرتوني عليها، يبقى مش مشكلتي أغصب نفسي على حاجة مش عاوزها.
مجيرة، بعكس فؤاد الذي تدخل وتحدث هادنا
وقفت شهيرة على مقربة تتابع بقلب ملتاع ما يحدث مع ابنها، ولعنف زوجها وضيقه صمتت
خلينا نفهمه غلطه يا بابا
نظر له سيف معترضا
أنا مغلطش في حاجة، ومن حقي أختار شريكة حياتي.
رد عليه طاهر ساخرا
وبنت لميس هي اللي اختارتها، اللي عاوز تخرب بيوتنا علشان تتجوزها
قست طلعة سيف وهو يوضح موقفه
مكنتش هذي لحد حاجة، عبيط أنا علشان أعمل كده وفلوسي تروح لواحد مشغلوش سواق
عندي، أنا متصرف معاه بطريقتي
هتف طاهر محتقنا:
لا فيك الخير وناصح، وهتقدر تعمل كده مع عمك
خاطبه أيضا فؤاد مزعوجا
لو فاكر لميس هتقف معاك وتساعدك في حاجة تبقى بتحلم، أنا مستحيل أخليها تتنازل عن
جنيه واحد بخصوص مواضيعك الهيئة دي
اختنقت شهيرة من سوء معاملة ابنها الأصغر من أبيه وأخيه، وفكرت أن تساعده هي.
فرويته حزين هكذا تؤلم قلبها فرفض طاهر أن ينصاع لرغبة ابنه الخائبة حين هتف:
مش هسمحلك تسيب بنت عمك علشان تسيبها تدفع اللي حلتك وتخرب بيتي بالمرة
ودا اللي عملك مش بعيد يكون عايزه
نطق فؤاد ذلك في دراية، فناه سيف بينهما وانقلبت الأمور عليه، لكن لن يرضح وسوف
المطلوب مني أيه ؟!
يفعل ما بوسعه لردع الجميع دون أي خسائر، ثم تساءل مغتما:
أملى عليه طاهر أوامره في حزم
تبعد عن بنت لميس، وتعامل بنت عمك زي الخلق
استمع سيف لوالده وأعلن طاعته له حتى لم يجادله في شيء، ثم انتبه لوالدته تتدخل
وتخاطب زوجها
خلاص هيسمع الكلام سيبه يقى
تم أسعدته بكلامها :
ثم جديته من ذراعه وهي تمسح على شعره وصدره في حنو حتى يتحرك معها بعيدا عنهما.
أنا معاك يا حبيبي، واللي إنت عاوزوه
ابتسم ممتنا للطقها معه فتابعت فيما معناه:
ولو على ديما أنا بنفسي هخليها تطلب الطلاق
قبل سيف يد والدته في محبة، فهو بالطبع لن يأخذ منها شيء، قال:
متشكر يا ماما لو عاوز حاجة هطلب منك.
تعرفه شهيرة جيدا لا يحب اللجوء لأحد، ولذلك اعتزمت مساعدته بطريقة أخرى بالتأكيد
ستفعم قلبه بالفرح ...........!!
في مكان ما مكشوف، وقف نوح مستندا على سيارته ومن خلفه بعض رجاله، وأمامه السيد سليمان أيضا مع بعض رجاله، والذي أنكر أن يكون هذا اللقاء جافا هكذا، خاليا حتى من
الترحيب. منطق السيد سليمان منوددا
انت زعلان مني قوي كده يا نوح
ضيق نوح نظراته وأخذ يخطو نحوه
هل ما فعلته معي لا يستحق الضيق
برر السيد أفعاله شبه مزعوج
إنت اللي بدأت مش من حقك تاخد حاجة زي دي لوحدك دا ورت جدودنا، حاجة ملكنا
كلنا.
طفا على نوح الحرد من مناقشته في تلك المسألة، هتف منكزا:
لن أسمح لأحد أن يشاركني في شيء خسرت من أجله الكثير، كان آخرها عملي وسمعتي
لم يكن السيد بحاجة للتذكر، وليكن إنه قد قاسى الكثير، لا يعطيه الحق لأخذ ارت العائلة
بمفرده، وإن كان ليس والد والده لا يمنعه ذلك من التقليل منه، فهتف محتجا:
مش هينفع لو حد هياخد حاجة تبقى للكبير
ابتسم نوح حين قصد نفسه بذلك، قال:
لن تكون سوى للاقوى ..... جدي
صمت السيد للحظات يطالعه بنظرات غير مفهومة، حتى هتف جاذا
نوح إنت الوحيد اللي كنت أتمنى تكون حفيدي و اين حد أنا خلفته، أوقات كنت بحسد
أخويا يعقوب إنه عنده حفيد زيك
أخذ نوح كلامه كدليل لأحقيته في ذلك حين قال:
أفهم من ذلك أننى الأفضل ومن أستحق
وجد السيد أنهما في مفترق طرق، وما كان يزعجه إصراره وتعسفه، فاضطرم عدم رضاه
تجاهه، قال:
أنت جريء وبتعمل كل حاجة تعجبك وبتغامر ودا كويس فيك، لكن عند المكان ده ومش هسمحلك تاخده
تراجع نوح الخطوات التي اقتربها منه وتبذلت قسماته للشدة، فقد بدا عليه تحفزه
ومواجهته حين قال بنبرة لا تقبل النقاش:
إذن فلتفعلها، فالمكان لي، وسوف أخذه، شئت أم أبيت
سبب حجته هو بالتأكيد استحوذ على الأوراق وفعل الكثير، تنهد السيد بقوة وقال:
آخر ما تصوره السيد أن يعاديه في يوم، ولم يحبذ أن يحدث مكروه لأحد من عائلته، وتفهم
لم يتأثر نوح بحديثه وقال واثقا:
كلنا مش موافقين يا نوح، وحتى لو سكت أناء الباقي مش هيسكت
- أنا أنتظر ما سيفعله الجميع، لقد نفذ الأمر، ولم أعد أبالي بأحد...!!
من مسافة شبه بعيدة عنهما، وقف الفريدو يطالعهما باستخدام عدساته المكبرة، ويتأمل في اهتمام مؤشرات وجههما، ثم ابتسم حين بدا الجدال بينهما على أشده، وما أدركه عناد نوحالشديد، تنهد في راحة حين غادر نوح أولا ومن بعده السيد سليمان. أخفض عدساته وهو يوجه بصره إلى هنری صدیقه خاطبه منبسط الأسارير:
What I want to happen, everyone is now against Noah, and that makes-
.our task easier
ما أريده يحدث الجميع الآن ضد نوح، وهذا يسهل مهمتنا.
تردد هنري في مجاراته وإكمال ذاك العداء قائلا:
He didn't forget what you did to Noah, maybe he'll arrange something-for you
ما فعلته مع نوح لم يتناساه، ربما يدبر لك أمرا
تحدث الفريدو غير مبال :
You don't know what I'm thinking Henry, I was one step ahead of him,-
but the fucker won, but no problem, his family now asks for my help
لا تعرف ما أفكر به هنري، لقد كنت أسبقه بخطوة، لكن اللعين قد فاز، لكن لا مشكلة، عائلته
الآن تطلب مساعدتي
وقف هنري أمامه قائلا في مغزى
This family if you know who killed their aunt in Egypt will never forgive-
you Alfredo
- هذه العائلة إن علمت بمن قتل عمنهم بمصر لن يسامحوك أبدا ألفريدو
اشتدت نظرات الفريدو عليه وهو يقول شبه مهددا اياه
!No one but you knows, will you tell them-
لا أحد غيرك يعلم، هل ستقول لهم!
ابتلع هنري ريقه من تلميحه الغادر نحوه، فهو أمامه لا شيء، وسلطته تفوق الحد، قال بنبرة خوف
!!............ No one can betray you Alfredo-
لا أحد يستطيع خيانتك الفريدو ...................!!
