رواية همسات مجهوله الفصل الثالث بقلم مريم الشهاوي
سارة!!!.... لو انتي سارة اللي معايا علتلفون فمين اللي انا قاعد معاها دي!"
بصت سارة لهيام وابتسمت انها اخيرا مش طالعة كدابة....
-تعالي بقى سلمي على نفسك اصلك وحشاها اوي.
اختفت ابتسامة سارة لما سمعت صريخ ضحك من علي وقال وهو بيضحك: "هتستعبطي هستعبط يا سارة انا بقولك اهو."
هيام بصت لسارة بأسف بينما سارة كانت مش مصدقة وكلمت علي بصوت مهزوز: "انت كنت بتهزر؟! يعني انت مش شايف واحدة شبهي جات الشركة؟؟"
كمل علي ضحك وقالها: "ايوة بهزر طبعا وبعدين ما انتِ مجيتيش النهاردة فعلا... وبعدين واحدة شبهك ايه! سارة حبيبتي لو فيه اتنين منك في الدنيا البلد تخرب."
قفلت سارة معاه وهي ساكتة ومش بتتكلم هيام حضنتها وعينيها دمعت عليها.
-بس ازاي وانا منزلتش من بيتنا امبارح... والله يا هيام ما نزلت.... اسألي جدو يا هيام... اسأليه اني الضهر كنت قاعدة بفطر معاه.... يا هيام انا مش مجنونة صدقيني....
فعيطت هيام اكتر وحضنتها كلها: "مصدقاكِ يا حبيبتي... مصدقاكِ."
تاني يوم نزلت هيام مع سارة وراحوا سوا الشغل وسارة مبتتكلمش مع حد نهائي وعلي فكر انها زعلت منه فراحلها يتكلم معاها بس مكانتش بترد
-يا سارة.... سارة بجد قفشتي ليه كده؟؟
سارة: "بعد اذنك يا علي سيبني دلوقتي انا مش في مود اني اتناقش مع حد..."
-طب احكيلي سمعتي الاصوات دي تاني؟؟
-لا
هيام شاورتله من بعيد انه ييجيلها فقام من قدامها وراح لهيام: "ايه اللي حصلها مش طبيعية؟؟"
حكت هيام كل اللي حصل لعلي: "علي سارة لازم تروح مصحة."
هز علي راسه برفض:"لا.... انا هتجوزها وهتبقى كويسة."
زعقت هيام: "يابني البنت لازم تتعالج."
فزعق علي هو كمان: "وانا بقول لا... سارة مش مريضة... هي كويسة... اللي هي فيه ده عادي بييجي وبيروح..."
-يا علي صدقني ما هينفع كده... لو مش ليك فليها يا اخي... انتي ليه رافض نوديها لمصحة؟؟!
-عشان انا مش هودي حبيبتي مصحة تتعالج فيها هي مش مجنونة.
-لا مجنونة.... مجنونة يا علي وانت عارف ده كويس ومش راضي تعترف بيه... احنا بنعمل كده لمصلحتها.
-لمصلحة مين؟
بصوا الاتنين لسارة اللي قاطعتهم فجأة وظهرت من وراهم قربت سارة من هيام وعينيها جواها شرر غير طبيعي: "مصلحة مييين؟؟؟... تقصدي مصلحتك انتِ يا هيام مش كده؟!... عشان علي يفضالك؟"
مسك علي دراع سارة: "سارة اهدي... انتِ اعصابك تعبانة الفترة دي... هيام خايفة عليكِ."
زعقت سارة: "متخافيش عليا... وملكيش دعوة بيا تاني انتي فاهمة... خطيبي وواثق في اللي بقوله انتِ مالك.... من زمان وانا شاكة ان عينك منه اساسا بس عاملة عبيطة..."
هيام عينيها وسعت ومكانتش مصدقة ان الكلام اللي بيتقال ده سارة صاحبته فعينيها دمعت وقالت بصوت مهزوز: "سارة... انتي بتقوليلي انا الكلام ده؟؟؟.... سارة انا هيام... هيام يا سارة... يعني اختك انتِ اتجننتي هبص لعلي ليه؟؟؟.. علي اخويا زيه زيك وبتفق معاه عشانك كل ده عشانك انا مش هستفيد حاجة لما تتعالجي بالعكس هتبسط عشان انتِ تهميني.
فصرخت سارة وانقضت عليها بس مسكها علي :" وانا بقولك ملكيش دخل في حياتي ابدا فاهمة ولا لا...
مشيت هيام من قدامها: "لا ده انتِ اتجننتي خالص فعلا."
فارت سارة اكتر وكانت هتقرب عشان تضربها بس علي مسكها كويس باحكام وهمسلها: "اهدي يا سارة... اهدي... احنا في الشركة مينفعش كده."
رجعت سارة مكتبها وحطت راسها بين ايديها وهي مش عارفة تفكر في حاجة علي اضطر يروح مكتبه عشان الريست خلص وقال هيوصل سارة للبيت وبالفعل بعد الشغل راح مكتبها عشان ياخدها لقاها روحت بدري راحلها بيتها بس مكانتش موجودة خبط كتير ومفيش رد...
كانت قاعدة قصاد القبر بتعيط زي العيال الصغيرة: "لما كنت بحلم بكابوس كنت بجري انام في حضنك عشان خايفة... انا عايشة كابوس مش عارفة اهرب منه يا ماما..."
فضلت تعيط لحد ما حست بحركة حواليها بصت قدامها واتفاجئت لما لقت... لقت شخص بيشبهها تماما واقف قصادها...
صرخت بخوف ورجعت لورا بس البنت وقفتها: "اهدي... اهدي... متخافيش."
وقفت سارة وبصتلها وعينيها مبرقة: "انتِ مين!!!"
ابتسمت البنت: "انا... انتِ."
حركت سارة راسها يمين وشمال: "مستحيل... مستحيل."
-ليه مستحيل... مانا واقفة قصادك اهو؟؟
-انتِ اللي روحتي بدالي الشركة مش كده؟؟؟
ابتسمت البنت وهزت راسها: "بالظبط."
-ازاي انتِ شبهي كده ازاي؟؟؟
ضحكت البنت اكتر:" ما قولتلك عشان انا انتِ. "
مرة واحدة سارة مسكتها من هدومها وبقت بتجرها معاها وماشية خارجة من المقابر: "تعالي معايا... لازم كله يشوفك... عشان يصدق اني مش مجنونة..... انتِ اللي منتحلة شخصيتي.... انتِ كمان السبب في الاصوات اللي بتجيلي انا متأكدة."
قاومت البنت شدها وفضلت توقفها عن انها تتحرك بيها وبقت بتضربها فسارة قاومت ضرباتها وفضلت تمشي بيها مصممة تخرج بيها من المقابر فضلت البنت تضربها وشدت الطرحة من على شعرها وبقت بتشد شعرها وتخربشها في رقبتها وتعض في ايديها وبرضو مفيش فايدة سارة مكملة مشي لحد ما فجأة صوت كلاكس عربية جامد وهي كانت بتعدي الطريق وبتجر البنت خبطتها العربية طلعت سارة على كبوت العربية ووقعت علأرض اغم عليها وصوت الناس اتلم حواليها وهي محسيتش بنفسها.
فاقت سارة وفتحت عينيها براحة والرؤية عندها بدأت توضح اكتر وشافت علي قدامها: "سارة... يا روحي انتِ كويسة... حاسة بايه؟؟؟ فيه حاجة وجعاكي... الدكاترة قالوا انها خبطة بسيطة بس انتِ حاسة بوجع في اي منطقة؟؟؟"
-انا كويسة... بس...
بدأت تستوعب انها اتخبطت بالعربية وهي بتطر البنت اللي شبهها فبصت لعلي فجأة: "علي... كان معايا بنت فينها؟؟"
انكمش جبين علي: "بنت مين؟؟"
-بنت يا علي بنت.... البنت اللي شبهي وبتيجي الشركة وبتنتحل شخصيتي... البنت دي جاتلي وانا في المقابر وكنت جايباها معايا عشان اوريهالكم... هي فين... اتخبطت معايا اكيد هنا... في انهي سرير... عايزاك تشوفها عشان تصدق اني صح... شوف كده الممرضين ودوها على فين يا علي.... هنا.. او هنا
مسك علي دراعاتها عشان يثبتها في السرير ويهديها: "سارة.... سارة بصيلي.... سااارة...."
سارة سكتت وبصتله فاتكلم بوجع: "مفيش حد كان معاكِ لما اتخبطتي..."
بصتله سارة بجمود: "انت كمان مش مصدقني صح... بس هتصدق لما تشوفها.. انا متأكدة انها جات معايا والله العظيم ما بكدب."
-يا قلبي انتِ مش بتكدبي بس بقولك انك اتخبطتي لوحدك... انا روحت المقابر لاني عارف انك بتكوني هناك لكن كنت وصلت متأخر ولقيت عربية الاسعاف وانتي مغمى عليكي مكانش معاكِ حد... كنتِ لوحدك"
فعيطت سارة: "والله كانت معايا... هي... هي خربشتني... هنا."
رفعت سارة دقنها لفوق وشاورت على رقبتها وكان فعلا فيه خرابيش:" اهو... شايف... والله ما بكدب... خربشتني هنا وضربتني عشان اسيبها... هي ممكن تكون هربت تاني... "
فضل علي باصصلها ومش عارف يتكلم هو مقدر انها تعبانة فسابها
-اهو جدو جيه...
اتعدلت سارة وحضنت جدها
-يا سارة قلقتيني عليكِ يا حبيبت قلبي...
عيطت سارة في حضن جدها: "جدو روحني البيت... انا مش عايزة اقعد هنا...انا مش بحب المستشفى.. مشيني يا جدو."
مسح الجد على راسها: "حاضر يا عيون جدو من جوا... متخافيش.. اهدي جدو معاكِ ومش هيسيبك."
بص علي لسارة ولقاها حاضنة نفسها بايديها الاتنين عينه وسعت ورجع خطوة لورا وخرج من الاوضة رفع سماعة التلفون على هيام
-هيام... انا موافق ان سارة تروح لمصحة...
