رواية أحلام لو تري الفصل الثالث 3 بقلم ولاء عمر



 رواية أحلام لو تري الفصل الثالث بقلم ولاء عمر 

ــ أنت إزاي ؟ دا أنت كنت بتقولي إنك محظوظ إن أنا اللي من نصيبك، دا كلامك وردود أفعالك متوحيش بكدا!!


ــ هتشوفي معايا الويل.


ــ الموت اهون لي من العيشة مع واحد مريض زيك.


ــ لاء هتعيشي، هتعيشي وهتشوفي الويل، وأنا وأنتِ والعمر بيننا.


حسيت إن روحي بتتسحب مني، إني زي اللي بيموتوه بالبطيء لدرجة تخليه يتمنى الموت.

كنت بصرخ بعلو صوتي.


ضربني مرة تاني فقومت بعيط، فوقت على طبطبته عليا ومحاولته إنه يهديني، فتحت عيني وأنا بـ أبعد لقيتنا لسة في القطر.


ــ عمال أحاول أصحي فيكي وأنتِ عمالة تعيطي وأنتِ نايمة!


خدت نفسي بصعوبة، دموعي كانت لسة بتنزل وقولت بخوف:

ــ هو إحنا إزاي لسة موصلناش؟ وأنا نمت كتير؟


ــ لسة موصلناش علشان الطريق طويلة فطبيعي يعني نطول لكن أنتِ محستيش بيها لأنك كنتي نايمة أصلاً من أول ما ركبنا. المشكلة إنه كان نوم بعياط وخلاوس وعمال أصحي فيكي وأنتِ ولا هنا.


اتكلمت بخوف:

ــ هو أنت ناوي تعمل فيا إيه يا حسين؟


رددها باستفهام:

ـ أعمل فيكي؟.!


ــ آه ما هو مش معقول هتطلع كويس للآخر .


ــ وماله يعني ؟ يعني فيها إيه يعني؟


ــ ما هو أنا لحد دلوقتي مشوفتش إنك خدت رد فعل تجاه أي حاجة وهادي، وأنا خايفة.. عايزة أعرف ماذا بعد؟ يعني لو هتعمل حاجة ضرب، إهانة مرار طافح قول.


بص ليا من فوق لتحت ومردش.


مسكتش لأني مسحوبة من لساني آه:

ــ طيب رد عليا طيب مش عايزة أحس إني تايهة يا حسين ولا أحسن إني خايفة، طمني ، أو حتى عرفني حياتي معاك مصيرها إيه.


ــ أنا يا أحلام لا عندي خُلق ولا طاقة، وبعدين الحياة بتتعاش مرة واحدة ولما راجل أحب أريح دماغي فـ لا عندي طاقة للخناق والجدال ولا حتى إني ابني حياتي على كدا.


ــ أنت عندك كرباج؟


بص لوهلة باستغراب بعدين قال:

ــ آه بجلد بيه اللي بيعصبني.


انكمشت على نفسي وبعدت عنه وقولت :

ــ أصلاً كنت عارفة.


ــ كنتي عارفة إيه بس أنتِ بتقولي إيه ؟ في حد طبيعي هيكون عنده كرباج وبعدين دا سؤال أصلاً؟ يعني بالله هجيبه ليه ؟ هكون لسة مشتري عبد مثلاً من سوق عكاظ فقولت أما أربيه؟ ما تعقلي أنتِ وأسئلتك!


القطر وقف وهو قام وجاب الشنط ونزلها.


ــ مش يلا ولا الجو هنا عاجبك أنتِ ودماغك الغريبة؟


ــ متعرفش تقول كلمة عدلة؟


ــ مبعرفش أتكلم بعد أضرب بالكرباج العبيد بتوعي اللي سايبهم في الشقة.


إتأففت وقولت:

ــ مفكر إنك حققت الكوميديا يعني أنت بارد والله!


ــ شكراً يا بت خالي، يلا بس تعالي ورايا.


خدت الشنطة الصغيرة ومشيت بالفعل وراه لحد ما وقف في مكان قدام المحطة.


وقف تاكسي ووصف له المكان.


البلد دي حلوة، حلوة قوى، إحساس إن أنا بتنفس هواء مختلف دا حلو، تحس إنك إتولدت من جديد، إنك سيبت أكتر مكان كان سبب في أذاك دا حلو.... بس هل الحلو ممكن يكمل؟


طلعنا الشقة اللي طلعت في مكان أصلاً راقي وكويس وحتى الشقة طلعت الحلوة، الحمد لله ألف مرة إن دا كان مجرد كابوس.


ــ أنت... حسين أنت ذوقك حلو، بس أنت إزاي مجهز الشقة من كل حاجة كدا ومحدش يعرف خالص؟


ــ هو شكراً وكل حاجة بس أنا مبحبش حد منهم يعرف حاجة.


ــ دا ليه؟


ــ ننام ونشوف اللي ورانا وبعدين بقى ممكن أبقى أقولك ليه.


قعدت على الركنة وأنا ساكتة، مش عايزة أعيش في دوامة زي اللي كنت فيها تاني.


طلع بعد ما غير وقال:

ــ أنتِ لا إتحركتي ولا عملتي أي حاجة ؟


ــ المفروض أعمل إيه ؟


ــ شوفي بقى علشان أنا نازل.


ــ أنت هتسيبني هنا وحدي؟ 


ــ معتقدش يعني إنك مثلاً خايفة من عفريت؛ أصل اللي قلبها قواها تمشي في الليل وحدها مهتخافش من إنها تقعد وحدها.


عادي يعني حتى لو كلامه زعلني يعني هو كلامه كدا كدب؟


ــ فعلاً معاك حق، أنا بس كنت بسأل، إنما عاوز تنزل أنا فعلاً مليش دعوة.


سبيته ودخلت، اتحررت من اللبس الخروج وبعد دوش مية ساقعة لبست بيجامة وسرحت شعري وضفرته وفضلت قاعدة على السرير، الحمد أنها دنيا وستُقضى.


الحمد لله إن الإنسان مأجور على حزنه والله وعلى كل غصة بيبلعها وتدخل جواه تفتت قلبه.


لما وصلنا كنا الصبح، هو دخل البيت بعد المغرب، كنت طلعت كل اللبس ورصيته في الدولاب، وبس مفكرتش أعمل حاجة تاني.


ــ أنتِ لسة معملتيش حاجة نأكلها؟


ــ هو في حاجة أنت جايبها وأنا معملتهاش؟


ــ إيه دا صح، أنا فعلاً راح عن بالي، طيب ممكن تلبسي وتنزلي معايا نجيب خزين الشهر لأن هنا مفيش حاجة أصلاً.


هزيت رأسي ودخلت لبست ومفيش كام دقيقة وكنت طلعت له.


روحنا ماركت كبير عرفت منه إن اسمه هايبر ماركت، مكنتش أعرف آه لأني معرفش الحياة برة إيه.


طلع في عالم تاني وناس عايشة وعندهم حياة من غير قيود زي عاداتنا وتقاليدنا.


كنت ساكتة، بختار الحاجات المهمة وبحطها في عربية التسوق قدامنا وبعد ما خلصت راح هو يحاسب.


بس هو معاه حق، اللي خرجت وكانت هتهرب... أوف لو الواحد دماغه تهدأ وترحمه..


طلعنا وإحنا شايلين الاكياس لحد ما دخلت المطبخ .


سند الشنط على الرخامة وبعدها وقف وهو ساند عليها وقال:

ــ أنتِ زعلتي مني صح؟


بدأت أطلع اللي في الأكياس وأفكر هعمل إيه، رديت عليه بكل هدوء:

ــ عادي يعني يا حسين وهو أنت قولت إيه غلط يعني علشان أكدب! ما أنت صح فعلاً وأنا اللي أستاهل، عادي يعني ياما خدت اللي أكتر هاجي أزعل من دي؟! 


كل حاجة تقيلة، والكلام تقيل، مرور الوقت ببطء تقيل على قلبي.


ــ يعني أنتِ فعلاً زعلتي ؟


ــ عادي يا حسين مجراش حاجة تأكل إيه؟


نزلت وشي وأنا بحاول أداري دموعي.


بدأت أجهز لما قال أي حاجة خفيفة، مسكت السكينة وبدأت اقشر في البطاطس، بس كنت بعيط فبدون قصد مني جرحت إيدي.


صرخت فهو دخل على صرختي، خدني بسرعة وفتح حنفية المطبخ وحط إيدي اللي اتجرحت تحتها.


بعدها طلع وجاب صندوق إسعافات أولية وبدأ يضمد في الجرح.


ــ أنتِ إزاي مخدتيش بالك؟ شايفة عورتي نفسك إزاي ؟


ــ دا مجرد جرح صغير يعني مش مستاهل إنك تزعق، وبعدين أنا اللي متعورة مش أنت مالك بتزعق كدا ليه؟


ــ يعني مش شايفة الجرح؟ إفرض إلتهب؟


ــ عادي يعني مجرد جرح هيأخد وقته حتى لو وجعني وبعدها يروق حتى لو ساب أثر.


ــ طيب إقعدي وأنا هكمل.


ــ مشكورين يا سي حسين، عادي متعودة حتى بموت أخلص اللي بعمله فلو سمحت ممكن تطلع وأنا هكمل عادي؟


وقف يسخن العيش وأنا كملت تقطيع البطاطس وقليتها وجهزت الجبن.


طلعنا وقعد يأكل وأنا كنت قايمة.


ــ أعتقد يعني إن من أول ما اتحركنا من البلد وأنتِ مكلتيش أي حاجة لدلوقتي صح؟


ــ عادي مش جاي لي نفس كل أنت.


ــ إقعدي يا أحلام وكلي وبلاش عِند.


ــ شكراً مش عاوزة، أنا أخري أكل مرة واحدة بس في اليوم.


ــ يبقى طبيعي تبقي رفيعة كدا، دا أنتِ على كدا عندك طاقة ولا صحة تعملي مصلحة في شغل البيت؟


ــ أيوا عندي, عن إذنك، أنا داخلة أنام.


ــ أنتِ زعلانة مني ومن اللي قولته أول ما وصلنا صح؟

الفصل الرابع من هنا


stories
stories
تعليقات