رواية جريمة الدجال الفصل الثالث بقلم محمود الأمين
حسيت انى أتشليت مكاني.. ومكنتش عارف اتحرك، الدموع نزلت من عيني وبشكل تلقائي.. وقبل ما اعمل اي حاجه
الدنيا ضلمت من حواليا.. وسمعت همس جنب ودني بيقول
« دي عينه من اللي ممكن تحصل لو فضولك ساقك زي عماد، ابعد عن القضيه دي احسنلك»
...
وبعد ما سمعت الجمله دي، المكان رجع نور من تاني.. ولقيت مراتي نايمه على السرير.. لكنها كانت نايمه عادي.. مش ميته ولا في بقها شعر ولا اي حاجه
صحيتها عشان اتاكد وفعلا طلعت عايشة.. حمدت ربنا ان كل دى كانت اوهام.. قولتلها كملي نومك.. وطلعت بره في الصاله قعدت على كرسي وانا باخد نفسي بالعافيه.. في دماغي مليون سؤال
طول عمري شخص مش بيصدق في موضوع الجن والعفاريت، انا راجل معاون مباحث يعني اللي ليا ادله وورق وشهود وجاني ومجني عليه
اكتر من كده انا معرفش؟
لكن اللي بيحصل في القضيه دي يشيب، انا مش عارف انا المفروض اعمل ايه؟...ارجع واسمع باقي الحكايه من كمال.. ولا انسحب من القضيه دي؟
..
وبعد تفكير كتير نمت مكاني على الكرسي ومعرفش نمت قد ايه؟
لكن فتحت عينيا على صوت تليفوني بيرن.. كان اللي بيتصل ثابت واتكلم وقال
_ باشا ياريت تيجي بسرعه
= في اي ياثابت الساعه 7 الصبح لسه.. مصحيني بدري كده ليه؟
_ كمال يا باشا.. حاول يموت نفسه في الحجز
= انت بتقول ايه يا ثابت.. امتى حصل الكلام ده؟
_ لسه يا فندم حاصل من ساعه.. والاسعاف جت ونقلته على المستشفى
= طيب يا ثابت اقفل انا جاي
...
قفلت مع ثابت ونزلت بسرعه من الشقه.. ركبت عربيتي واتحركت على المستشفى.. ولما وصلت هناك عرفت ان كمال في غرفة عزل
وانه حاول يقطع شرايينه في الحجز لكن المساجين اللي معاه، هما اللي انقذوه واستنجدوا بالعساكر
طلبت من الدكتور اني عايز اشوف كمال.. قالي انه مفيش مشكله، لكن احاول اسيطر على نفسي ومتعصبش عليه، وفعلا دخلت لكمال
كان قاعد على السرير وساكت وايده مربوطه.. اخدت كرسي وقعدت قدامه وبدات الكلام معاه
_ ليه يا كمال؟... حاولت تموت نفسك ليه؟
= وهعيش ليه ولمين؟
_ عيش عشان نفسك.. وبعدين انت لسه مكملتش الحكايه، بس قبل ما تكمل انا عاوز اسالك سؤال مهم
= اتفضل اسأل
_ هو الدكتور عماد مات ازاي؟
= مين الدكتور عماد؟
_ الدكتور عماد ده كان دكتور التشريح.. اللي شرح جثه مراتك وجثه الدجال اللي اسمه عتمان، وبعدها حصلتله حاجات غريبه.. ولسه ميت امبارح وقت ما كنت بحقق معاك
= مش عارف، هو حضرتك بتسالني انا ليه؟.. تفتكر هيكون عندي اجابه لحاجه انا معرفش بيها غير دلوقت
_ طيب يا كمال.. كمل الحكايه انت وقفت لما لقيت العمل تحت المخده وجسمك اتكهرب ووقعت، ايه اللي حصل تاني بعدها
...
= لما فوقت كنت حاسس نفسي مش مظبوط، في حاجه غلط بتحصل وعشان كده طلعت تليفوني ورنيت على اخو مراتي داليا.. وطلبت منه يجيني في اسرع وقت
وفعلا بعد ساعه واحده كان عندي، حكيتله اللي حصل وطلبت منه يساعدني عشان نتصرف.. وقتها نزل من البيت وغاب ربع ساعه ورجع وهو معاه راجل في الاربعينات من هيئته كده شكله شيخ
دخل معايا الاوضه.. ووريته العمل، الراجل بمجرد مامسكه في يده اتنفض وفضل يستغفر ربنا كتير.. واتكلم وقال
« الشخص اللي عملك العمل ده.. بيكرهك وعايز يدمر حياتك، العمل ده بيستحضر عشيره من الجن كامله بتعيش في المكان اللي بيكون فيه العمل.. بس اطمن انا هاخد العمل ده معايا وهتصرف وبعون الله مش هتشوف حاجه تاني أبداً»
..
خرج الشيخ اليوم ده من عندي.. وانا قلبي ارتاح واطمن شويه وقولت خلاص كل حاجه انتهت.. كنت عايز اعرف مين اللي عامل اللي عمل؟
شكيت في جميله في الاول، بس قولت جميله أصلاً مدخلتش الشقه دي، وعشان كده كنت شاكك في ناس تاني
بس من يومها قررت هعدل ما بين جميله وداليا.. عشان حسيت اني جيت على جميلة الفتره اللي فاتت، وعشان كده كنت يوم عند دي ويوم عندي دي.. والدنيا كانت ماشيه تمام
لحد ما في يوم كنت راجع من الشغل تعبان.. واليوم ده كنت رايح عند داليا.. لما دخلت الشقه كل حاجه كانت مطفيه النور كان مش موجود، الدنيا ضلمه كحل.. طلعت موبايلي ونورت الكشاف وفضلت ماشي في الضلمه.. لحد ما دخلت اوضه النوم وقتها لقيت داليا.. قاعده في ركن في الاوضه وباصه للحيطه.. كنت خايف وانا بقرب منها وناديت عليها كذا مره بس مردتش عليا.. ساعتها ولعت نور الاوضه.. وبمجرد ما ولعته صرخت
ونامت على الارض وفضلت تتشنج بعنف، خرجت بره الاوضه وقفلت عليها الباب.. واتصلت باخوها من تاني
واول ما رد عليا طلبت منه يجي بسرعه على البيت.. وفعلا متاخرش عليا وجيه.. وحكيتله كل اللي حصل
فطلب مني اجي معاه بالعربيه عشان يجيب الشيخ المره دي من بيته وقالي ان المره اللي فاتت كان موجود قريب في الجامع، لكن المره دي الشيخ مش موجود في الجامع فلازم نروح بعربيه عشان نجيبه
وقتها فتحت التلفزيون على قناه قران وكانت شغاله سوره البقره
ونزلت انا واخوها لتحت.. اخدت عربيتي وروحنا عشان نجيب الشيخ، وصلنا قدام بيته وفضلنا نخبط بس محدش كان بيفتح
واحد من الجيران طلع وقال بتسألوا على مين؟
فرد اخو مراتي وقال بنسال على الشيخ ناجح
لكن رد الراجل على اخو مراتي كان صادم.. لما قال
« هو انتو معرفتوش ولا ايه ده البلد كلها عرفت، الشيخ ناجح لقيوه مشنوق جوه بيته من فتره.. محدش عارف بقى انتحر ولا حد قتله، يلا ربنا ينتقم منهم لو كان اتقتل»
..
كلام الراجل ده كان صدمه بالنسبالنا.. وعشان كده رجعنا على البيت من تاني.. بس مكنتش اعرف.. مكنتش اعرف ان لما اسيبها وانزل هرجع والاقيها بالمنظر ده
.....
وقف كمال هنا وفضل يبكي كان منهار تماماً.. طلبت منه يهدى ويحاول يكمل
لكن كمال اللي عينيه كانت مليانه بالدموع.. جفت في لحظه وعينيه رجعت تتقلب للون الاسود من تاني واتكلم وقال
« عيب البشر انه دايما الفضول غالب عليهم.. ميعرفوش ان الفضول ده هو اسوء حاجه في الدنيا.. بس افتكر اني حذرتك بس انت مش بتسمع الكلام»
..
وقتها تليفوني رن واللي كان بيتصل كان البواب بتاع العماره اللي انا ساكن فيها، واتكلم وقال
« الحق يا بيه شقتك بتتحرق»
قفلت التليفون وخرجت اجري من المستشفى.. ركبت عربيتي واتحركت بسرعه على شقتي.. كان في دماغي مليون سيناريو اسوء من بعض، كنت خايف ارجع الاقي مراتي ماتت.. لما وصلت قدام العماره كانت الدنيا هاديه مفيش اي حاجه.. بصيت على شقتي مكنش في اثار حريق ولا اي حاجه من بره.؟!
ندهت على البواب.. ولما جيه سألته
_ هو انت مش اتصلت بيا وقلتلي شقتك بتتحرق.. فين الحريقه دي؟
= انا يا بيه اتصلت بيك.. لا محصلش
_ نعم؟!.. انت هتشتغلني يا راجل انت ولا ايه.. انت رنيت عليا وقلتلي شقتك بتتحرق
= والله يا بيه ما حصل.. انا مرنتش عليك واصل
_ طيب انا هثبتلك انك كداب
...
وخرجت تليفوني عشان اوريه سجل المكالمات.. واتصدمت لما ملقيتش مكالمه من البواب.. منظري كان وحش قدامه وانا بقلب في تليفوني زي المجنون
وقتها سمعت الهمس في ودني من تاني
« لا لا متتعصبش انا لسه بلعب معاك.. بس لو مبعدتش عن القضيه دي، المره الجايه هتكون حاجه زي اللي هتسمعها دلوقتي حالا»
..
وقتها سمعت مراتي بتصرخ.. طلعت اجري على شقتي وطلع ورايا البواب ولما دخلت شقتي لقيت.
