رواية الرسم على القلب الفصل الرابع 4 بقلم زينب محروس

 

رواية الرسم على القلب الفصل الرابع بقلم زينب محروس

_بصراحة كدا بابا عايز يتجوز والدتك.

_ نعم! دا اللي هو ازاي؟

هب كريم من مكانه، فقالت نيچار بهدوء:

_ أقعد بس و افهم يا كابتن.

رد عليها كريم بتهكم:

_ أفهم ايه؟ ما الكلام موضح نفسه!

وقفت نيچار قصاده:

_ طب وفين المشكلة؟

رد عليها كريم بسخرية:

_ يعني بدل ما اتجوزك، ابوكي هو اللي يتجوز أمي؟؟

سألته بانتباه:

_ أنت قولت ايه؟؟

بلع ريقه و قال بتراجع:

_ أقصد يعني بدل ما أنا اتجوز اروح أجوز أمي!

_ ليه هو عيب؟

_لاء مش عيب.

_ طب حرام؟

_ برود مش حرام.

_ طب فين المشكلة يا كابتن؟ معترض ليه؟ والدتك ماشاء الله عليها صغيرة أصلًا. و من حقها تتجوز تاني.

اتنهد كريم و قعد مكانه:

_ ممكن المشكلة تكون أنانية مني، بس أنا فعلاً مش هقدر أتحمل مسؤولية البنات لوحدي و كمان عمر اللي لسه بيتعلم المشي! الموضوع هيبقى صعب عليا.

قعدت جنبه و حاولت تقنعه بالموضوع:

_ بس دي مش مشكلة، لأن بابا أصلا عايزهم يعيشوا معانا في البيت و على فكرة بابا و الله حنين و بيحب الأطفال جدًا و مش هيقصر في حقهم، بس أرجوك توافق.

سكت شوية و هو بيفكر في الموضوع، و بعدين قال باستسلام:

_ هتكلم مع ماما الأول، و لو هي رحبت بالموضوع انا أكيد مش هعترض.

★★★★★★

حضر خالد لمركز التصليح الجديد عشان ياخد رأيه في بعض الأمور، لكنه منساش يسأله عن موضوعه مع نيچار، فعرف إن كريم تراجع عن الفكرة بسبب طلب جواز مامته اللي اترفض عشان والدته كان عندها نفس وجهة نظر كريم و متقدرش تتخلي عن مسؤوليتها تجاه أحفادها و في نفس الوقت متقدرش توكل مسؤوليتهم لشخص تاني لمجرد إنه عايز يتجوزها، بالإضافة لأنها لو اتجوزت كانت هتسيب كريم لوحده و تكرر غلط ابنها الكبير اللي طلق مراته و كل شخص فيهم اتجوز و اتخلوا عن أطفالهم.

اتكلم خالد بلوم:

_ بالعكس يا كريم دي كانت فرصة حلوة عشان تتقرب من نيچار و ساعتها كان والدها ميقدرش يرفضك عشان خاطر والدتك، لكن كدا ممكن يعاند.

اتحرك كريم يساعد واحد من اللي شغالين معاه في تركيب كوتش عربية، و هو بيقول برفض:

_ و أنا عمري أصلا ماكنت هستغل الوضع و لا كنت هفكر في خطوة جد تجاه نيچار، أنا عايزها تتقبلني و أبوها يرحب بيا عشاني مش عشان خاطر حد حتي لو كانت والدتي.

سأله خالد بحيرة:

_ايوه يعني هتعمل ايه في حياتك؟

سلم الأدوات اللي في ايده للشاب، و قال بجدية:

_ ههتم بولاد أخويا، دول أهم حاجة دلوقت.

_ طب و والدتك؟؟

كان دا سؤال نيچار، اللي قربت و قعدت على الكنبة الجلد اللي قاعد عليها خالد مع احتفاظها بمسافة بينهم، فقال كريم بترقب:

_ اوعى تكوني جاية عشان نفس الموضوع؟؟

حركت دماغها بتأكيد مع ابتسامة بسيطة:

_ ايوه.

قرر خالد ينسحب بعد ما قال بمرح:

_ عمومًا يا شباب أنا مستني أي خطوبة، قرروا كدا مع نفسكم و كلموني.

ردت نيچار بحماس:

_ إن شاء الله هنعزم حضرتك على فرح بابا و طنط.

رد عليها كريم بسخرية و هو بيشاور على الشحم اللي على قميصه:

_ الشحم دا أكتر حاجة أنا مش بحبها في شغلي و في الحياة عمومًا، ف لو شاء القدر و حبيته أوعدك إني هوافق على الجوازة.

_ فكر تاني يا كابتن، لأن بابا مصمم على الموضوع و بصراحة أنا كمان حابة وجودكم في حياتنا.

حرك كتافه بقلة حيلة:

_ تقدروا تكون في حياتنا و تكون علاقتنا حلوة، لكن جواز لاء.

سكتت شوية و هي بتفكر هتعمل ايه، و أخيرًا اخدت شنطتها و مشيت.

و تاني يوم أخدت أدوات الرسم بتاعتها و راحت مركز الصيانة عند كريم و حطت لوحة على الاستاند، فسألها كريم باستغراب:

_ انتي ضاقت بيكي الدنيا، جاية ترسمي في المركز هنا؟؟

ابتسمت نيچار بغموض:

_ جيت أخد إلهامي من هنا، عندك مشكلة في وجودي هنا؟؟

بص كريم على الشباب حواليه و قال بغيرة خفيفة:

_ و الله لو مش محروجة تفضلي هنا بين الشباب دول، تقدري تقعدي.

و بالفعل نيچار قعدت ترسم، و هي بتنقل نظرها بين كريم اللي شغال في تصليح عربية و بين اللوحة بتاعتها، لكنه كان منزعج شوية بسبب وجود شباب غيره في المكان و عشان كدا غاب خمس دقايق عن نظرها لانه جمع الشباب و طلب منهم يرجعوا بيتهم و هو هيكمل الشغل لوحده.

لما رجع عندها كانت خلصت رسم فطلبت منه يقول رأيه في رسمتها، و كانت المفاجأة بالنسبة له إنها رسمته و هو بيشتغل في تصليح الجزء الأمامي من العربية، نقل نظره بينها و بين اللوحة فسألته بابتسامة واثقة:

_ ايه رأيك؟؟

رد عليها كريم بانبهار:

_ تحفة! ماشاء الله عليكي.

قربت منه نيچار و سألته بترقب:

_ عجبتك يعني؟

رد عليها كريم تلقائيًا:

_ عجبتني فوق ما تتخيلي.

_ حيث كدا بقى أجيب بابا و نيجي نقرأ الفاتحة امتي؟

حركت حواجبها بعد كلمتها الأخيرة و كأنها علامة الاستفهام، فضحك كريم بصوته الرجولي، قبل ما يقول بتخمين:

_ هي دي رشوة؟ طب كنتي ارفعي الليڤل شوية.

_ مش قولتلي إنك ممكن توافق على الجوازة في حالة إنك تحب الشحم؟؟ اهو انا رسمتك بالشحم و عملت أجمل لوحة في حياتي الفنية، يبقى دلوقت لازم توفي بوعدك.

ابتسم كريم بإعجاب، لأنه متوقعش نهائي إنها تستخدم الشحم في الرسم!!! في الحقيقة بقى هو حب الرسمة و صاحبة الرسمة، و داب في غرام الشحم مش بس حبه، دا كفاية إن لوحة الشحم دي اول هدية منها!!

و كدا خلاص المستحيل اتحقق بالنسبة له و كان مضطر يوافق على الجوازة، و عشان كدا أصرت نيچار إنها تروح معاه البيت عشان يقنوعوا والدته، فطلب منها تستناه، لكنه كان بيرتل القرآن و هو شغال و مش واخد باله إنها من شدة إنصاتها لصوته نامت!

حاول يصحيها لكنها كانت بترفض تصحى و كأنها طفلة و مش عايزة تروح مدرستها و في نفس الوقت اتحرج يشيلها، فمكنش قدامه غير إنه يستناها لحد ما تصحى لوحدها و بصراحة دا مأخدش وقت لأنه عشان يعلق اللوحة بتاعتها استخدم جهاز أصدر صوت مزعج و عشان كدا فاقت.

_ بتعمل ايه؟

كانت بتسأله بتكشيرة، فرد عليها بتوضيح:

_ بعلق رسمتك.

خرج صوتها بنبرة مشاكسة:

_ إن شاء الله لما نعلق برواز لكتب كتاب بابا تبقى أنت تاخد هديتك.

_ و الله؟

_ و الله.

_ ومالو يا فنانة، حقك تشوفي نفسك علينا، خلينا نشوف أخرتها.

_ شربات إن شاء الله.

و بالفعل بموافقة كريم قدر إنه يقنع والدته، و خصوصًا إن حالته المادية دلوقت بقت كويسة و يقدر يأجر شقة في نفس العمارة اللي ساكنة فيها نيچار.

★★★★★★★

و هو منهمك في شغله، سمع صوت خالد اللي بينده عليه من لما دخل المركز، خرج من تحت العربية و سأله بقلق:

_ نبرة صوتك تخض، خير؟؟

_ مصيبة يا كريم، مصيبة.

رد عليه كريم بنفاذ صبر:

_ ما تخلص يا خالد في ايه؟

_ شريف.

_ عمل ايه تاني اللي هيجلطنا ده؟؟

_ هو هيجلطك فعلاً لأنها هياخد منك حبيبتك…..الروش عامل مفاجأة قدام المدرسة و هيعترف بحبه و هيطلب منها الجواز النهاردة.

تعليقات