رواية سيد الكبرياء الفصل الرابع 4 بقلم ميفو السلطان


 رواية سيد الكبرياء الفصل الرابع 

جلس صهيب على مقعده يغلي من الغضب رفع سماعة الهاتف يستدعي حارسه. دخل الحارس سريعا وقال بجديه....
صهيب باشا.
هتف صهيب بنبرة حادة....
اسمع يا مراد... عارف الواد عماد اللي في الجيم؟

قطب الحارس جبينه وقال مرددا....
آه يا باشا مالو؟

قال صهيب بعينين متقدتين بالغضب....
بص بقه تجبلي قراره ماشي.. وقرار خطيبته من يوم ما طلعوا من بطن أمهم... صفاتهم حالتهم دواخلهم... إياك تنسى تفصيله.

أجاب الرجل بهدوء .....
أمرك يا باشا.

هتف صهيب مشددا ......
عايزهم لو ماكنش النهارده يبقى بكرة فاهم؟

هز الرجل رأسه وخرج تاركا صهيب يجلس وحده مشتعلا بغضب لا يطفأ.

دخل عليه العم فكري احتضنه وقال بنبره قلقه ... مالك يا حبيبي قالولي إنك جاي شايط... حد حصله حاجة؟

تنهد صهيب بغضب مكبوت وقال ... 
لا يا عم فكري... أشكال زبالة تجيب العصبي.

تدخل الرجل بهدوء....
مين زعلك وأنا أروح أموتهولك أنا ليا إلا حبيبي يبقى رايق.

رد صهيب بحرقه في صوته...
قول تموتهالي مش تموتهولي.

ضحك فكري ساخرا....
إيه ده الحكاية فيها إن... مين اللي صهيب الشامي بيفكر فيها دي قولي.
صهيب بقرف مكتوم....
أنا بفكر… مين دي… دي جربوعة .

ضحك فكري ساخرا  يثير غضبه أكثر...
قول بس… ماهي دايما بتبتدي كده.

نظر صهيب إليه بعينين مشتعلتين صاح صوته بغضب....
انت هتعمل زي ادهم الحيوان ولا إيه؟

ابتسم الرجل بمرح وهو يستفزه....
وإلا…جه اليوم اللي يطيح فيك حد بدل ما انت طايح كده… بس تعالي قولي يا واد…  حلوه؟

هتف صهيب مستاء ....
انت بتقول ايه مين اللي حلوه؟

فجأة ارتجت الأجواء بصوت ادهم القادم من بعيد.....
حلوه  وطريه وكلها حنيه يا عم فكري.

نظر صهيب إليه مشتعلا كالبركان....
إيه اللي جابك يا حيوان؟

ضحك ادهم مبتسما كأنه..... جاي أطفح.. عندكو أكل ولا إيه؟

تحدث فكري بلهفه .... حلوه يا ادهم…

رد ادهم بمرح....
أنا ماشفتهاش كويس بس شكلها لونه وطريه حاجة تلهب الروح.

فصرخ صهيب غاضبا لم يتحمل كلامه ....
ماتحترم نفسك ايه قلة أدبك دي.

رفع فكري حاجبيه ونظر إلى ادهم يتساءل عن غضبه ....
واد يا ادهم… الغضنفر مالو؟

ضحك ادهم غامزا صوته بين بالتهكم والمرح....
ماعرفش… شكل السلوك لمست والفيوز شعللت.

هتف صهيب بغضب .....
انتو بتوشوشو على ايه؟

ضحك ادهم وقال وهو يهز راسه.....
كان نفسي تشوفها يا عم فكري وهيا ناطه علي ضهره بتعض وتخربش في وشه منظر يهلك من الضحك البت فرس طايح .واندفع يحكي له والعم فاغرا فمه غير مصدق .

لمعت عيون فكري بمتعه خفيه وسعاده وابتسم ابتسامه جانبيه...حلو ده....همس لروحه ..لا ماتتسابش دي .

رفع عينه لصهيب وقال بخبث .. ودي هتسيبها تعدي كده لا لازم تجيبها وتعرفها يا صهيب. والا اقولك بلاش بدل ماتهزأك يابني اقصر الشر .

هب صهيب بحرقه وبغضب مكبوت. ..مين اللي يقصر الشر انا هعرفها .

تنهد فكري يتصنع الحزن ..يابني سيبها في حالها بدل ماتبهدلك ويتقال ان واحده علمت عليك وتنفضح وسط الخلق .

اشتعل صهيب وعروقه برزت......
مين دي دانا هعلم علي وشها بس افكر الأول هعمل فيها ايه .وقف بوعيد ....تصبر بس بنت بارك ديله .

تنهد فكري وهز راسه ببطء وقال بنبره محذره ...انت بتدور عالتعب اقفل عالخبر شكل البت دي مابتسكتش ومش هيهمها لا فلوسك ولا شكلك ...دا قالت عليك جربوع ومش راجل ومالكش قيمه وزباله وواطي وماتستعناش تبصلك وفاضي من جوا وهايف وتتحرق انت وفلوسك .سكت قليلا ثم اكمل .... وايه يا واد يا ادهم ...اه و...زرع شيطاني مايعرفش يتعامل لا مع ست ولا راجل.دانت تعاملك ميه ميه ..وال ايه  بياخد منشطات تخلف.ويلقحوك وماحدش هيترحم علي صنفك لا والله كلنا هنترحم منها لله لا و بيدورو عليك بالجلابيه البيضه بتفول علي ابني ينهبل ...لا كفايه يابني لتقول بزياده ونتفضح شكلها مالهاش رادع ..

صرخ صهيب بحرقه حقيقيه وهياج اكبر .......
لا ورحمه ابويا ماهسيبها . انا مايتقليش كده واسكت .اه مالهاش رادع بس هعرفها .

ضحك ادهم وعيناه تلمعان بخبث همس لفكري ...
نفسي اشوفها البت تجنن .

صرخ صهيب دفعه بحرقه ... 
انت واقف هنا ليه انت مالك بيها تشوف وتنيل علي عين اهلك .

ضحك ادهم وقال بهيام غامزا لفكري ..
البت دي لو خاليه من الواد الواقع بتاعها كنت رحت خطبتها .

اشتعل صهيب وهاج ورفسه بقدمه .. 
تاخد ايه خدك ربنا انا مش طايق روحي وانت عايز ايه .

هتف فكري بعفويه ينظر اليه متاملا  محاولا التهدئة ...
مالك يا ابني يعني ايه المشكله البنت القويه مكسب .

صرخ صهيب صوته يملؤه حدة.....
انا في ايه وانتو فيو ايه .

همس فكري بهدوء متحفظ ...
ايه معلقه مع حد .

هتف ادهم مبتسما بسخريه .......
عيل سيس يا عم فكري مايستهلهاش دانا دخلت اتجمدت. منظر ياخد العقل الغضنفر بتاعنا واقف والبت وحش رحت حضنتها وياختااااي دخت ..حاضن حاجه كده تدوخ ..

اندفع صهيب ورزعه بوكس فصرخ ادهم ...صرخ صهيب به.....عشان تدوخ كويس .

هتف فكري متعجبا ....
مالك يابني ايه المشكله بخت تسيبه وياخدها ادهم تعالي يا ادهم احكيلي ماجايز نوقعهالك يا واد واروح اخطبهالك .

بحزم ومرح......
حقه يا عم فكري والحضن يبقي واقع وليله ..

هب صهيب ودفعه بعنف ليقع عالارض .....
ربنا ياخدك ...واستدار اما اغور من هنا بدل حرقه الدم .

هتف ادهم ببراءه ... ايه مش هتاكل .

صرخ بهياج......
مش طافح .اطفح انت وتركهم ودخل مكتبه.

اقترب فكري صوته متسائلا ... واد يا ادهم  الواد ماله البت معلقه معاه ايه حلوه ناخدهاله .

ضحك ادهم بحيرة  ...ناخدهاله ازاي دي مخطوبه حتي لو خاليه دا عايز يقتلها .

ضحك فكري عينه تلمع بخبرة .....انا عارف ابني ماتنفعلوش الا فرسه زي دي مش عايزين واحده تقول حاضر وطيب يقعد يذل فيها هيزهدها انا حافظه..انا نغزته عشان مايسيبهاش انا عارف مش هيسيبها .

هتف ادهم متنهدا ....
ربنا يهديه ويبعتله اللي تعقله .

دخل صهيب الحجره يدور بجنون  كالمسعور خطواته تضرب الأرض...
انا ماهسيبش حقي علي رأي عم فكري صح اه والناس هتعرف وهنفضح انها علمت عليا اه ماهسيبهاش دي ماتتسابش ..

جلس يغلي من داخله النار تعتمل في صدره أفكاره تتصادم 
قطب جبينه وهتف بتعجب .....ناس مين يا زفت هو حد شافنا ماتسيبها تغور في نصيبه أنساها .. 

ظل جالسا الا انه صرخ بحرقه وهو ينهض وقف يدور من جديد.. الغرفة تضيق به الغليان يثير جنونه.....

لا ماتغورش لا اسيبها والبيه يفرح ويتجوز لا دانا هطلع روحها اه ماتتسابش انا مش هسيبها بس افكر في نصيبه تاخدها .

جلس ومسك احد الاقلا يخطط بعشوائيه مغلوله...اعمل فيها ايه.. احبسها البسها قضيه... اموتها اه واروح اخبطها بالعربيه .. لا هتسجن... اخطفها واذلها واموتها جعانه الجربوعه ... اجبها افطسها في البسين تفرفر قدام عنيا ...

كسر القلم بغل وقام  يدور هاءجا .....اعمل ايه فكر فكر .ثم توقف فجأة
عينيه لمعت بخبث مظلم همس وهو يبتسم ابتسامة قذرة....اكيد ليها حاجه همسكها عليها ..الجرابيع دول ليهم حاجات زباله زيهم ماشي . اهدي اهدي . .

مر النهار بطيئا ثقيلا وجاء الليل بغيمه وصهيب ما زال يغلي
جلس في مكتبه يدخن بشراهة نفس وراء نفس  يحاول إطفاء حريق داخله......

هتف بغيظ........
الحلوف اتاخر اللي بعته يجيب قرارها اتاخر ليه ... 

دخل عليه الحارس اخيرا  أخيرا وقف أمامه فرفع صهيب رأسه
وعينيه تقدح شررا قال بحدة .....
إيه...  عملت ايه ..جبت قرارا الليله .

هتف الحارس ......
جبت يا باشا .

رد صهيب بحدة صوته مشدود ......
اشجيني عايز كل حاجة من ساعة ما نزلت من بطن أمها.
.

ابتلع الحارس ريقه وقال بحذر.....
شوف يا باشا أنا جبت كل حاجة عنهم ماسيبتش .

تحرك صهيب ببطء جلس وأسند ظهره ثم وضع ساقا فوق الأخرى
نظرة باردة.....
انجز يلا..

تنحنح الرجل وفتح احد الملفات وبدأ......
فلك الجيار مدرسة إنجليزي أربع وعشرين سنة.

توقف لحظة ثم أكمل......
جميلة بنت يتيمة أبوها وأمها ماتوا وهي عندها تمنتاشر سنة.

ارتسم ظل خفيف في عين صهيب لكنه لم يتكلم تابع الحارس.....
قاعدة في بيت عمها مخطوبة لابن عمها. مرات عمها ما بتحبهاش
مسيطرة على البيت والبنت عايشة تحت عينها تحت مزاجها.خطيبها طموحه عالي نفسه يكبر بأي طريقه .ومش عايش عيشته.

قطب صهيب جبينه قطبة قصيرة حادة مال صهيب للأمام
عينيه ضيقت......
بمعنى؟

قال الرجل بسرعة.......
بيشتري حاجات تبين إنه غني يقعد مع ناس أعلى من مستواه.كده يعني .

ابتسم صهيب ابتسامة جانبية خفيفة..بينما الحارس يتابع ..

أمنية حياته يفتح جيم .عيل بتاع فلوس واد خفيف عايز يوصل
وعينه دايما لفوق.

ضحكة قصيرة خرجت من صدر صهيب  تمتم ببرود...
يعني عينه لفوق وبيمد إيده لأي حاجة تشبطه لفوق.

وسكت يهز راسه ببطي. الخيوط بدأت تتجمع في راسه
خيط… وراء خيط

قطب صهيب مليا وسأل بصوت واطي فيه حدة.....
وهي؟

رد الرجل بثبات.....
لا يا باشا بعيدة عن الفلوس مالهاش فيها خالص .بنت قوية
جدعة كرامتها فوق أي اعتبار .ما بتسمحش لحد يقرب منها
غير خطيبها.

ابتسم صهيب بسخرية قصيرة ابتسامة لم تصل لعينيه....
آه… عرفت.

ثم اندفع صوته فجأة......
ليها سكة يعني..مسكة...مالكه.

هز الرجل راسه نفيا....
لا يا بيه مالهاش في الشمال ولا تعرفه ولا ليها سكة فلوس
ولا حد يمسكها ولا حد يقدر يسيطر عليها.

شد صهيب على فكه يكز بغيظ صوته طلع أخشن.....
يعني عايز تفهمني إن مالهاش نقطة ضعف؟ مالهاش خالص...

تنهد الرجل كأنه بيشرح حاجة نادرة....
دي حاجة نضيفة مش بتاعة كده عارف حتى الواد نفسه
بيتفاخر إنها خطيبته .

اهتز قلب صهيب اهتزازة خفية غصب عنه تمتم يحك ذقنه ......
مش قوي كده…

رد الرجل بصدق .....
بنت جميلة وشخصية ومحترمة مش بتاعة فلوس ولا شغل عك ولا لف..زي مالكتاب بيقول  فخر بكل المقاييس.

سكت لحظة ثم أضاف.....
نقطة ضعفها الوحيدة خطيبها ما بتستحملش عليه حاجة.

مرت الغيرة في صدر صهيب نار مكتومة لسعت قلبه بصمت 
وغضب قال بقرف يحاول يخفي حدته .....
إيه القرف ده دا شكل البرص.

هتف الرجل بهدوء......
بتحبه يا بيه وأمنية حياتها تتجوز وتسيب بيت عمها مرات عمها حداية كبيره .ممررة عيشتها ما بتحبهاش وعايزة الواد لبنت أخوها .

شد صهيب ظهره ولمعت عينيه بحذر .......
يعني مش عايزاها لعماد .

هز الرجل رأسه..... ولا بتطيقها يا بيه. الجيران كل شوية يسمعوا خناق بس الحق يتقال البنت محترمة حماتها هي اللي حربوقة.

سكت صهيب لحظة كأنه بيقيس الكلام ثم سأل .....
طب علاقتها إيه بخطيبها .

تنحنح الرجل وقال ....يعني هي يا بيه بت جدعة بتشتغل وحالتها ميسورة قوي وبتساعده .هو مش قد المسؤولية هي اللي شايلة الليله وواقفه جنبه بتعمله كل حاجة .كل اللي نفسها فيه تطلع من البيت وتبقى مراته غير كده ما بتبصش .

ضحك صهيب ضحكة قصيرة جافة وقال بسخرية متعمدة.......
يعني مش أمنية حياتها يبقى عندها حاجة ولا شوية فلوس إنت بتهزر… ما فيش بنت كده.
قالها باستهانة لكن جواه كان في اعتراف تقيل بيضغط على صدره
اعتراف إنها مش كده ولا بتتشد بالفلوش ولا تتباع.

هتف الرجل بجديه .......
والله يا بيه ما بتبصش لحاجة حد .بت شايفة نفسها بس ولا حد أحسن منها عقل وزينة… وقمر جمالها مالوش وصف يعني من الاخر خلقه وخلق .

لوح صهيب بيده بتافف....
خلاص خلاص… خلصت.

قال الرجل.......
دا كل اللي عندي.

انفجر صهيب بحدة.......
ما جبتش حاجة تفيدني يا زفت إنت.

تنهد الرجل في صمت فأخرج صهيب المال ورماه على المنضدة
التقطه الرجل وهم بالانصراف ثم توقف فجأة كأنه تذكر شيئا مهما
على فكرة… نسيت أقولك...
استلمت الشقة اللي هيتجوزوا فيها وحددوا معاد آخر الشهر
لو يهمك.

هبّ صهيب واقفا كأن تلقي صفعه......
بتقول إيه هتتجوز آخر الشهر. ما قولتليش ليه يا زفت إنت؟

قال الرجل باعتذار باهت....
معلش يا بيه… خلاص كلها أسبوعين ويخشوا وحالتها طايرة على الآخر.

سكت صهيب لكن في صدره كانت عاصفة تتهيأ للاشتعال ....

لوح صهيب بيده في ضيق إشارة صامتة أن يمشي ثم سقط على المقعد وبدأ كلام الرجل يدور في رأسه بلا رحمة..........
أسبوعين… حالتها طايرة… هتتجوز ...هتتجوز مين؟اللي شايفاه ملك الكون وأنا الجربوع أنا وأهلي .هتتجوز الحيوان ده… الشحات
وأنا البيه وماتبصليش.

كان الدم يغلي في عروقه فصرخ فجأة بعنف ........
فيه إيه يعني تتجوز ولا تولع بجاز زعلان ليه انها قالت كده مالهاش قيمه تغور.
جلس ياكل نفسه ......
آه تتجوز البيه اللي بتدافع عنه ناقص تشيله تحميه دا واد عيل  مالوش ريحة اللازمه  شرابه خرج .دا  كلت وشي قدامها
وهو واقف ولا نطق زي المتخلفين .ايه القرف ده بتحب فيه إيه حبها برص.

ظل يدور في المكان نار تاكل صدره.....
عماد يتجوز الفرسة دي ويفرح.وأنا قاعد باكل في نفسي.

زفر بحنق وهمس .....
منك لله يا حيوان… إنت والزبالة اللي معاك.

توقف فجأة....
لا… هي مش زبالة هي قمر واقفة تجنن وبتدافع عنه كأنه روحها
وهو ما يستاهلش يمسح جزمتي .أكيد معاقة تتجوز العيل ده وماتبصش لصهيب الشامي.دا أنا أفرد عليه ألف مرة يوم ما اتجوزها.

كان ينهش نفسه  ثم هب فجأة .....
إنت بتفكر في إيه إنت مالك اتجوزت مين دي إيه القرف ده.

شد سترته بعصبية أما أقوم أروح الزفت ولو لقيت الواد ده قدامي أضربهولها اخليه يروحلها متشلفط يمكن تنقهر عليه .ويمكن تيجي تعض فيا ساعتها…ساعتها أبقى أهبدها بحاجة وأخلص عليها.ثم قام
ومشى متجها للجيم.

كانت فلك قد منعت عماد من الذهاب وحذرته ألّا يتهاون في حقه لكنه كان يواجه حدتها بابتسامة  وتبريرٍ واحد لا يتغير الا وهو .... أكل العيش وعدم خسارة الوظيفة. ومع الوقت هدأت ونست غضبها  وعادت للحياة كأن شيئا لم يكن. 

دخل عماد عليها وهو يكاد يطير من الفرح وقال.... فلوكة قلبي عندي أحلى خبر ليكي.

تنهدت  وسألته.... إيه يا دودو قول.

هتف بحماس....
الشقة خلاص استلمتها كمان يومين وهنودي العفش.

قفزت من مكانها سعيدة وقالت....
بجد يا عماد خلاص هيسلمونا.

فاقترب واحتضنها وقال......
أخيرا يا حبيبتي هنتلم في بيت.

ابتسمت بسعادة وابتعدت قليلًا ورفعت عينيها للسماء هامسة..... الحمد لله يا رب. ننزل بقى نجيب العفش إيه رأيك...

فقال وهو يفكر في القادم.... طيب نحاول على آخر الشهر نحدد الفرح.

ابتسمت برضا.... تمام كده أنا حاجتي جاهزة أساسا يادوب شوية رفايع وبس ماشي يا حبيبي.

فضحك وقال.... طب فضيلي نفسك بقى عشان ورانا أيام وأيام.

اقترب منها وقبل خدها فابتسمت بخفة.... هاخد إجازة وأفضالك يا بطتي.... تنهد وهو ينظر لها بعشق صريح.... والنبي عسل يا كرملتي مش عارف إيه اللي كان قلبك  فجأة.

تنهدت محاولة الهروب من تلك  الذكرى وقالت.... 
إنت بتفكرني ليه… الله.

هتف ..خلاص خلاص حقك عليا خلينا رايقين يا رب عدي الايام وتبقي في حضني هموت عليك يا قمر.
اشاحت بوجهها وقد احمرت خجلا.

فهتف وهو يضحك بنبرة عاشقة مشاكسة..... 
يا لهوي حبيبي مكسوف… لا بقولك إيه إنت تسيبيني ساعتها وأنا اهيص بقه أوريكي التقشف سنين وهطلعها عليكي وربنا. 

فضحكت بخفة قلب وقالت و عيناها تلمع ....
أنا كلي ليك يا روحي. 

اقترب منها أكثر وصوته هبط بحنان صادق.... بجد يا فلك بتحبيني؟ مبسوطة بيا رغم إني ساعات أبقى أهبل وأزعلك؟

ابتسمت ابتسامة وقالت بهدوء عميق.... أنا ماعرفش حد غيرك يا عماد. اتربيت على وجودك.

ابتسم هو قلبه اتسع للدنيا كلها وقال....
ربنا يخليكي ليا يا حبيبتي… أروح بقى أجهز أتفق على الحاجات وأحضر الورق عشان المأذون وكتب الكتاب والحفلة وكده نحجز.

فقاطعته سريعا بنبرة حاسمة دافية.... حفلة إيه ما إحنا اتفقنا مفيش ونوفر. مش عايزة يا عماد. لازم نخش حياتنا من غير ديون ولا حمل تقيل.

اقترب منها أكثر وهمس مبتسما.... يعني مش عايزة فرح زي البنات وهيصة؟

ابتسمت بهدوء  وقالت....
أنا عايزة أقفل باب شقتي عليا وبس… مش عايزة حاجة تانية.

ابتسم وقبل يدها وتركها فظلت واقفة تفكر متى ستبتعد عن بيت عمها. وامتلأ قلبها فرحا وهي تهمس....
أخيرا يا رب أسيب البيت ده ويبقى ليا مملكتي لوحدي. يا رب تمها على خير واعملي الخير واهديك يا عماد. كانت سعيدة.

لكن فرحتها انكسرت على صوت شجار زوجة عمها مع عماد بسبب التسرع في الزواج فتنهدت بألم.....
أعمل إيه مش عارفة عملتلها إيه عشان تكرهني كده. يا رب اهديها وهون علي واخرج من هنا ويبقى ليا بيتي وحياتي. 

**********
في الجيم دخل صهيب وما إن رآه عماد حتى ارتبك لم يلتقه منذ تلك الحادثة فاندفع بخوف قائلا.....
صهيب بيه أنا آسف والله على اللي حصل غصب ومش هيتكرر وبعتذر. كنت هاجي لحضرتك أعتذر عشان تسامحني. 

رد صهيب بتعال بارد..... أسامحك.... إنت شايف اللي حصل فيه مسامحة.

قال عماد بتوتر.....
يا مستر صهيب والله خطيبتي طيبة بس شخصيتها صعبة شوية ومابتستحملش حد يقرب منها. بس والله دي كتكوت وحتة سكر.

اشتعل صهيب.....
مين اللي كتكوت.. دي حداية بتعض في خلق الله.

أسرع عماد يبرر.....
والله دي أول مرة أشوفها كده عمرها ما حصلت هي مش كده خالص دي بسكوته طول عمرها. وأنا كنت واقف مذهول وبعتذر اهوه شوف يرضيك إيه. أنا مش عايز أذيه. 

قال صهيب بحدة....
إيه هتجيبها تعتذر....

ارتبك عماد.....
هاه… تعتذر مين... لا أنا اهوه بعتذر.

رفع صهيب حاجبه بسخرية....
إيه مش هتقدر عليها صح... ولا جاي من وراها؟

تلعثم عماد.... هاه… لا يعني… يعني.....

فصرخ صهيب بغضب مقاطعا.....
الهانم محذراك تيجي تعتذر صح.. شايفة روحها عليا مش كده .

هتف عماد بمهادنة وهو يحاول تهدئة الموقف....
سيبها يا بيه هي ساعات بتقلب كده وأنا ما بقدرش عليها وقتها. أنا اهوه بعتذر.

نظر إليه صهيب بعينين قاسيتين وقال ببرود جارح.....
يعني إنت يا ابني داخل تتجوز واحدة ما تقدرش عليها؟ اللي زي دي عايزة جبروت يكبتها. مش واحد مش مالي عينها.

انفعل عماد سريعا..... مين قال لحضرتك إني مش مالي عينها إحنا بنحب بعض.

ابتسم صهيب بسخرية لاذعة.... ما هو لو كنت مالي عينها ما كانتش اتجاوزتك ووقفت تناطح وأنت واقف. إنت حتى ما عرفتش تسكتها عشان عارف إنها مش هتسكت. اللي زي دي هتعملك شرابه خرج ومش هتسمع كلامك لأنها شايفة نفسها أقوى منك وكلمتها طالعة من دماغها. 

رد عماد بإصرار.... لا طبعا دي بتسمع كلامي دي ملاك وعمرها ما زعلتني وبتحبني. 

سأله صهيب فجأة.... طيب لو اتخانقتوا مين بيراضي التاني؟

ارتبك عماد وقال متحاشيا الكلام .... حضرتك خرجت بره الموضوع أنا بقولك آسف ومش هتتكرر. 

ضيق صهيب عينيه.... هي تعرف إنك اعتذرت؟

اندفع عماد بخوف.....
لا طبعا… قصدي… قصدي. .....

ضحك صهيب ضحكة قصيرة قاسية....
يعني مخبي عليها خوف مش كده. ومش بعيد تكون وعدتها ورضيتها انك مش هتعتذر  شفت اللي قولته اهوه  .يابني الراجل ما يخافش.

قال عماد بنبرة دفاع....
أنا ما بخافش بس ما بحبهاش تزعل. هي حد جميل ونعمة لأي حد يدخل حياته. مضحية وبتحب من قلبها وبتعمل كل حاجة. 

رد صهيب باستخفاف.....
هتعمل إيه يعني أي واحدة تعمل كده الراجل هو اللي يجيب ويودي ويتكفل. 

ابتسم عماد بثقة.....
لا دي حد تاني طيبة قوي ومش عايشة لنفسها دايما بتدور إزاي تسعدني. حتى وهي زعلانة بتسامح بسرعة. كل اللي في إيدها ليا ومش بتتأخر عني بحاجة. 

عقد صهيب حاجبيه وقال بشك....
يعني إيه كل اللي في إيدها بتصرف عليك في ست تعمل كده دول مصاعير  فلوس.

قال عماد بهدوء صادق بنبره لمست قلب صهيب من صدقها .....

مش فلك ...فلك دي نعمه  دي بتدفع معايا القسط وبتديني معظم مرتبها من غير ما أطلب بقولك فلك بتحبني.

ضحك صهيب ساخرا..... وإنت مبسوط إنها بتصرف عليك. إنت عيل غريب. 

رد عماد بثبات.....
هتبقى مراتي وما فيش بينا فرق.

قاطعه صهيب بحدة ذكوريه متملكه .... لا فيه فرق. فرق إنك راجل وهي ست. إنت اللي تدي مش تاخد. بس واضح إنك حاطط علاقتكم في خانة المصلحة وبقولك دي مش هتسعدك. 

قال عماد بحرارة.....
دي جنتي يا مستر صهيب قربها بيسعدني دي مش أي ست. 

ضحك صهيب بتهكم.....
ما تقول كده بقى البت مشهيصاك وبيت واحد قالبها مردغة.

. رد عماد ساخرا......
مين دي ده أنا آخري أمسك إيدها. دي منشفاني عليا يلا اهو كلها أسبوعين وتبقى في حضني ربنا يهديها. وانت يا مستر صهيب بعتذرلك تاني.

كان صهيب ساهما نار صامتة تغلي في صدره وهو يستعيد صورتها ويعيد كلام عماد ...
ايه فيه واحده كده دول مخطوبين الواد ده نتاش في بيت واحد ومالمسهاش ومالها محاوطه عليه كده وعاملاه سي السيد دا شكل السحليه .
كان يغلي فسمع عماد....مستر صهيب.

فصرخ صهيب باندفاع ....ايه فيه ايه.

هتف عماد بخوف.... مافيش حضرتك سرحت .

فاشتعل داخله لم يفهم سببه تماما غيرة تشبه الحسد والإعجاب .

صهيب فجأة بدون مقدمات.....
عايز تبقي ايه يا عماد نفسك في ايه...

أجاب عماد مهادنا..... كل واحد نفسه في حاجات وربنا يكتب.

قال صهيب مصمما .....
ايه هيا بقه.....

أجابه عماد......
نفسي افتح جيم كبير وأقب على وش الدنيا بأي طريقه.

ابتسم صهيب ببطء......
أممم… بأي طريقه؟

اندفع عماد.....
والله بأي طريقه المهم أن أوصل اللي بحلم بيه.

ضحك صهيب بخبث.....
امم والله حاجة جميله… عايز تكبر بأي طريقه… طب والهانم عايزه برضه تكبر بأي طريقه؟

رد عماد.....
مين لا دي عايزاني أكافح لما أكبر وأعجز وأحقق أحلامي.

تعجب صهيب....
يعني ما بتطلبش طلبات وتقعد تقولك دي جابت ودي أحسن مني وهات وجيب؟

هتف عماد.....
مين... فلك... دي رفضت نعمل فرح أصلا.

قطب صهيب حاجبيه بتعجب....
ايه رفضت انت بتنتش تلاقيك ما معاكش...

ابتسم عماد بخفة....
والله معايا… اعمل فرح هي كل اللي عايزه نقفل علينا بابنا… المشكلة في فلك أنها ما بتشوفش حد أعلى منها ملكة في نفسها عمرها ما بصت لحد… بقولك حبيبي غير أنا اللي نفسي في كتير ونفسي أعمل كتير.

سهم صهيب قليلا يهمس بخبث....
هتعمل يا عماد… هتعمل… بس كله بوقته… عموما أنا قبلت اعتذارك ومش هأذيك… يلا من هنا وتدربني وتبقي من رجالتي .

ابتسم عماد وانصرف سعيدا ووقف صهيب وحده يفكر بخبث ..... والله وهتيجي تحت درسي يا بنت بارم ديله اما اشوف ساعتها هتعملي ايه .ان ما كنت اخليكي تبكي بدل الدموع دم وتنزلي علي رجلي تبوسيها مابقاش انا صهيب .

عاد الي بيته ودخل مكتبه يفكر في كلام عماد رجع ضهره على الكرسي ضم صوابعه لبعض .....
واحد زي ده لو شاف باب أعلى هينط فيه من غير ما يبص وراه.
البت مالهاش مالكه بس هو ليه ...

  ثم ابتسم ابتسامة خفيفة باردة مستفزة....
ده واحد شايفها سلم بس الغريب إنها راضية..بتحب ايه دا زباله ...مش مصدق مش هتعمل فرح ومابتطلبش فيه ست كد.

فتح الملف  متأملا صورتها  إعجابه يلمع بعيونه يشعر بخفقان قلبه  ابتسم ولمح رقم تليفونها ..مد يده واتصل بالنمره يشعر بالمتعه و قلبه يدق ... مس صورتها يداعب وجهها يتاملها  حين رن هاتفه وسمع صوتها الحاني .
تقول بهدوء....الو مين...

ابتسم صهيب وقلبه يخفق خفقات غريبه قال بنبره ساخره  ...
ايه ده مش مصدق نفسي  مانت بتعرفي تبقي ست اهوه أمال عاملة حنش ليه وبتعضي في خلق الله؟

قطبت جبينها وقالت بحده....
فيه ايه يا استاذ انت طالب مين؟

ضحك صهيب.....
طالب فلك هانم الجيار بنت بارم ديله.

ردت بحدة اكبر .....
انت مين يا حيوان بقله ادبك دي؟

ضحك هو...
وابور ناطط من التليفون… أنا سيدك يا جربوعه ولا نسيتني؟

تذكرت صوته فاشتعلت واندفعت بحده .....
نهار ابوك وامك وعيلتك سوده انت فاجر قوي لك عين تكلمني .

ضحك هو .....
وماكلمكش ليه لتكوني فاكره نفسك حاجه .

تمالكت نفسها وقالت ببرود ....
تمام نعم يا جناب الدوق خير… عايز ايه في سنتك السوده علي دماغ أهلك؟

تصاعد غضب وقال ...عايز كتير من سيادتك.

قالت بقرف.... نعم افندم ايه اللي جد عليا وجبت تليفوني ازاي.

ضحك باستخفاف وتعالي ....لا انا اجيب اي حاجه بكيفي.

ردت بقرف .... انت واحد مريض عايز وتعالج.

ضحك هو فردت بحده ...انت ايه جبله بتحب تتهزا .

قال باستفزاز ووعيد ... ..لا بس حبيت اعرفك انك هتشوفي ايام سوده .

قالت بغضب .... شالله انت تتنقع في السواد غور بقه واغلقت الخط.

 ليقف مشتعلا من الغضب .. طيب ماشي .. تقلي كمان بلاويكي .

بعث لها رساله ..لو مانزلتيش تقابليني هبعتلك مصيبه تشيلك وتشل خطيبك ...نتكلم احسنلك .

نظرت إلى الرسالة فاشتعل الغضب في صدرها ظلت تفكر لوهله ثم ابتسمت بخبث ...تمتمت بحدة....
بقى بتهددني تمام قوي كده قابل بقه .

كتبت له ردا مقتضبا وحددت عنوان أحد الأماكن ثم أغلقت الهاتف بلا تردد. وقامت مسرعه تتجه للمكان .

عند صهيب ...ما إن قرأ الرسالة حتى اتسعت عيناه بدهشة نهض فجأة علي وجهه ابتسامه  لم يكن يتوقع أن توافق. صعد إلى غرفته وبدأ يبدل ملابسه بعناية غير معتادة. يقف أمام المرآة يتأمل صورته بإعجاب لا يعرف لماذا يصر على أن يبدو مبهرا .انتقي كل قطعه بعنايه .. أنهى استعداداته واخذ اغلي عطر عنده واكثر منه علي كلابسه ونزل مسرعا متجها إلى المكان .

أوقف سيارته وظل ينتظر.

رن هاتفه فجاء صوتها.... إنت واقف فين ابعتلي اللوكيشن .... فأخبرها بالمكان.

مر الوقت ببطء يجلس ينقر علي مقود السياره بعصبيه يتلهف للقائها بفارغ الصبر ....وفجأة اقترب عدد من الصبية من السيارة... قطب جبينه فهم كثر ويتجمعون من حوله نظر اليهم بغرابه وتلفت حوله لا يفهم شيئا .. وفي لحظة خاطفة انهالت عليه اعداد مهوله من البيض و في لمح البصر  تلطخت السيارة وملابسه بالكامل وما ان انتهو علي الفور تراجع الصغار هاربين. 

تجمد مكانه يده ترتعش والزلال ينساب على شعره ووجهه يشعر وكأنه سقط في الجحيم. احس انه شل او ذبح اسنانه تصطك بعنف يقبض علي مقود السياره بقبضه فولازيه...عاد من صدمته وانفجر قلبه بحرقه .ضرب المقود عده ضربات متتاليه ويصرخ عاليا الي ان بح صوته ...ثم جلس ينهج بشده باعين جاحظه ..

فجاه سمع رنه  رسالة جديدة التقط الهاتف مسرعا ..وجد  صورة له بتلك الهيئة البائسة وتحتها ضحكتها المستفزة.

اندفع خارج السيارة في هياج يدور حولها كالمجنون يريد أن يقتلها من الغضب. اتصل بها فورا فجاءه صوتها ضاحكا....إيه اتربيت ولا لسه.
صرخ بحرقه....أنا هقتلك..هاه انت هتتقتلي ..لا مش هقتلك هشرحك وانسل منك نساير ..هقعد اضرب فيكي لحد ماتخلصي في ايدي ..كان يهذي بجنون .

ضحكت أكثر...طب كويس تعالي يلا مستنياك..تصدق صعبت عليا تقريبا الفيوز من الغيظ لمست ..متغاظه يا حلوفه والنبي شكلك عسل وانت واقف بتاكل روحك كده ..

صرخ  بعنف....
إنت قد اللي عملتيه.

ردت بسخرية مستفزه ضاحكه ... أيوه قدها ها ليك شوق في حاجة؟ واقفة أتفرج عليك عملت منك مسخة منظرك إيه بيض على الآخر.

تلفت حوله بجنون...إنت فين... فين... والله أموتك...

ضحكت ببرود....
أنا ما بقابلش حلاليف…  يلا عايز حاجة يا حلوف؟

صرخ بغيظ....
أيوه عايز وهخليك تيجي تعتذري زي الجربوع اللي هتتجوزيه ماجه واعتذر وباس جزمتي.

هاجت هيا فجاه ....هو مين اللي اعتذر يا زبالة؟

قال بشماتة... ..السحليه اللي هيقعد جنبك في الكوشه يا مرات البرص .سي السيد البرص بتاعك جه واتذلل ليا.

صرخت بانفعال.....إنت كداب عماد ما يعملش كده.

ضحك متشفيا ...إيه ما مشيش على أوامر جناب الدوقة. ابقى علقيه في الفلكة ولا مديه… لازم يتعاقب ما هو شرابه خرج.

صرخت.....
إنت مريض آه والله مريض..

قال بسخرية....
مريض آه مريض وهو ايه … هتتجوزي واد سيس شرابه خرج وبتصرفي عليه ناقصك ايه تتجوزي حيوان زي ده.

ردت بعنف....إنت مال أهلك أتجوز ولا أنهبب إيه النصايب دي..

صرخ....أكيد واقعة… هو قال ما لمسكيش يبقى كداب أمال هتموتي وتتجوزي من غير فرح ولا طلبات في بنت ما بتطلبش...

صرخت بهياج...هو مين يا زبالة اللي فيه حاجة ربنا ياخدك إنت ما بتفهمش في حاجات الناس الطبيعية عشان إنت حلوف وجواك حلوف وهتفضل حلوف… 

صرخ.... انا حلوف واللي هتتجوزيه ايه دا مش راجل اللي لا بيصرف ولا يكلف ولا يشيل ويهنن .وبيخاف منك راكبه ومدلدله ..دانت لو بتاعتي كنت عرفتك يعني ايه راجل .

قالت بغضب ..بتاعتك ..دانا اموت اقسم بالله دانا كنت سميتك في الصباحيه ..لا صباحيه ايه سميتك في الكوشه .

رد عليها بغيظ ...انت تسميني ..وانا هسكتلك ..دانا كنت صبحتك بعلقه ومسيتك بعلقه وخليتك تقطمي خالص .

صرخت بهياج ..مين اللي تنضرب ضربه تشيلك .

قال بغضب ..انت لما اتجوزك هضربك واخلص عليكي كل يوم .

صرخت هيا..... انت عايز ايه في سنتك السوده جنازه تشيلك  .
...غور بقى ريحة البيض واصلة لعندي ما إنت والبيض واحد… راجل أهبل وهايف .....واغلقت الخط .

وقف صهيب يغلي قبض على الهاتف بعنف ثم صرخ فجأة ما لبث المارة أن نظروا إليه بدهشة... فهتف بعنف.....
إيييه، بتبصوا على إيه؟
انصرف الجميع يظنون أنه مجنون بينما عاد هو غاضبا إلى البيت .

 دخل ليجد فكري وأدهم جالسين فارتبك واتجه إلى الأعلى بصمت.
نهض فكري ومسكه قائلا.....
فيه إيه اللي متشلفطك كده .

رد بحده  مرتبكا ......
مافيش مافيش…

قطب فكري جبينه وقال....انت كنت فين وجاي منين؟

صرخ بحرقه.....
كنت في نصيبه تشيلني ربنا ياخدني.

اقترب أدهم لمس ملابسه  قائلا ......
إيه يا ابني مالك فيه إيه..دانت غارقان بيض .. دانت متشلفط مين هزاك كده؟

صرخ صهيب بحرقه نبرته بحت من عنفه  .....
أنا هعرفها… يمين الله هعرفها.

بهتف فكري ثم قال....
إيه ده ..مين ...ليكون البت اللي قالت عليك حلوف وذكر الخنزير..بجد  عملت فيك كده.

نظر إلى أدهم لينفجرا معا في الضحك.

شعر صهيب أن قلبه سينفلق من الغضب فصرخ بهياج ...
إنتو إيييه بس بقه  انا ناقص ... وتركهم وصعد إلى الأعلى غاضبا جنونه فاق كل الحدود .

وقف أدهم وفكري فهتف فكري بسعادة....
لا دا فيه حاجات وحجات…
*******
كانت فلك جالسة سعيدة بما فعلت فقد ذهبت إلى المكان وتعاونت مع بعض الصبيان واعطتهم مالا ليفعلو فيه ذلك ووقفت تتامله متشفيه ..ثم  عادت إلى بيتها جلست ساهمه ....ثم ضحكت ...منظره مسخه ...
قطبت جبينها تفكر برهبه ......ايه ممكن يعمل حاجه .

تنهدت ...سيبيها علي الله قل لن يصيبنا الا ماكتب الله لنا ..مش مهم يعمل المهم ماسيبش حد يقل ادبه .

هزت راسها مستعجبه ...بت يا فلك انت اوفر قوي ليه كده برضه .مالو مهيجك كده مافيش بنت بتعمل كده وانت اصلا مش كده ..حاجه غريبه قوي دي اول مره تحصلك ..لا وكمان مش خايفه منه وهو اد ضلفه الباب حلوف كبير ..كان ممكن يهبدك بحاجه يجيب اجلك انت ازاي مش خايفه .
 
ضحكت بخفه ... ..انت مجنونه اقسم بالله لسعتي فيه بنت اصلا تنط علي ضهر واحد كده لا وتكملي شتيمه لما قهرتي اهله ..يلا اهي جنونه اوفر وطلعت ماعرفش طلعت منين هو ابن حلال ويستاهل ..لا وعماد هيموت ..

ضحكت ثم تنهدت ..اكيد فيه حكمه اني اتقلب كده عمرها ماحصلت .

وبينما هيا جالسه تبحث في تليفونها وجدت إعلانا لشركة كبرى.
فهبت مسرعة أخيرا لقيت  إعلانا عايزين متدربين من غير شهادة… يا رب أقبل.

اندفعت مسرعه ترتدي ملابسها على عجل وهمت بالنزول لتقابل زوجة عمها.

قالت الأخيرة بغضب ....
إيه يا هانم علي فين؟

هتفت فلك بسعادة....
شركة كبيرة طالبة مصممين ونازلة أقدم.

صرخت الزوجة....
ووظيفة التدريس هتعملي إيه.

هتفت فلك بلا مبالاه ...
أقدم إجازة ولو ربنا كرمني هستقيل.

لتصيح زوجةعمها..... 
يا مصيبتي.. دي أخرتها تستقيلي من الحكومة وابني يلبس مصاريف ويعبي مواصلات.

تنهدت فلك...مرات عمي دي حاجة خاصة من فضلك ماتتدخليش. واستدارت وخرجت .

لتقف الزوجة تغلي بالغضب.

خرج عمها مستغربا.....فصرخت زوجته ....
شايف… بنت أخوك طايحة إزاي جوازة الهم .

تنهد الرجل مهادنا .....يا هدي براحه مالك بس…

صرخت الزوجة.....
ما تقولقش مالك ما تقولش… أنا مش عايزة الجواز دي...دي بت  فقر وهتنحس الواد أنا أجوزه بنت أخويا.

تنهد الرجل....
يا حبيبتي ما هو بيحبو بعض مالها بس بنت طيبة.

صرخت  الزوجة.....
محمود ما تعصبنيش وتقرفني عالصبح مين اللي طيبة دي طايحة ولا هاممها حد.

تنهد الرجل وصمت فصرخت.....
إنت ساكت ليه إنت جاي تحرقلي دمي.

هتف بخوف.....أعمل إيه يعني ما أنت بتزعقي.

صرخت بنفاذ صبر ....
انزل يا محمود انزل أنا مش طايقة روحي … يلا شوف رايح فين ما تقرفنيش.

تنهد الرجل ونزل بصمت تجنبا لغضب زوجته وعدم افتعال المشاكل.

مرت الأيام وهي تغلي من فكرة الجواز....جلست تنعي حظ ابنها .....
أعمل إيه الواد قافش في البت وهي ركبت ومدللة… ماهو ابني أهبل وطيب زي أبوه. هتتجوز واحدة تسمع كلامها وتحرقل دمي. بنت سهير… لا أنا مش هتحمل…افشكل الجوازه ازاي ... اعمل إيه يا رب ابعتلها مصيبة تاخد اجلها.
فجأة سمعت خبطا على الباب فتقدمت لتفتح و…

.......

تعليقات