رواية اسرار الورد الفصل الخامس 5 بقلم بشري اياد


رواية اسرار الورد الفصل الخامس بقلم بشري اياد


في صباح جديد، التقى قيس وغيث صدفة في أحد الشوارع الهادئة في المدينة. كان الجو مشحونًا بينهما بعد آخر حديث دار في منزل الجد سليمان.


غيث: (ببرود) "سمعت إنك عم تحقق بموضوع العيلة، وشايف حالك البطل اللي رح ينقذ الكل."

قيس: (بحزم) "أنا ما بحاول أكون بطل، بس على الأقل عم حاول أفهم الحقيقة، مو مثل غيري اللي هربوا من المواجهة."

غيث: (يقترب بخطوات ثابتة) "انتبه لكلامك، قيس. ما عندك فكرة شو مرينا فيه لنوصل لهالمكان."

قيس: (بتحدٍ) "وإنت ما عندك فكرة شو رح أعمل لو اكتشفت إنك كنت جزء من اللي صار."


يستمر التوتر بينهما قبل أن ينصرف غيث تاركًا قيس في دوامة من التساؤلات.


---

في قاعة الموسيقى، كانت نرمين تعزف مقطوعة حزينة عندما دخل أسد بهدوء.


أسد: "كل مرة بشوفك هون، بحس كأنك عم تهربي من شي."

نرمين: (تتوقف عن العزف وتنظر إليه) "أحيانًا الموسيقى هي الشي الوحيد اللي بفهمه. هي الملاذ الوحيد."

أسد: "طيب، شو رأيك تواجهيني بدل الهروب؟ ليش ما بتحكي الحقيقة؟"

نرمين: (بتوتر) "أي حقيقة؟ إني بنت عيلة خايفة، وماضيها بيطاردها بكل خطوة؟"

أسد: (يقترب منها) "يمكن إذا واجهتيه، ما رح يضل بيطاردك."


---


في المستشفى، كان مجد منهمكًا بعمله عندما وصلته رسالة مجهولة تحمل صورة قديمة لوالده مع أشخاص لم يعرفهم من قبل. كانت الصورة مرفقة بجملة: "كل الأسرار تبدأ من هنا."


مجد: (يتحدث لنفسه) "شو يعني هالرسالة؟ ومن هدول الأشخاص؟"


قرر مجد أن يذهب إلى جوري ليخبرها بما حدث.


جوري: (تنظر للصورة بدهشة) "مستحيل... هدول الأشخاص كانوا جزء من حياة عيلتي."

مجد: "شو قصدك؟ كيف كانوا جزء من حياتكم؟"

جوري: (بتردد) "ما بعرف كل التفاصيل، بس أمي كانت تحكي عنهم قبل ما تموت. كانوا شركاء بصفقة كبيرة بس الأمور اتدهورت بينهم."


--


في مكتبها الصغير، كانت آية تعمل على فك رموز الأسماء المشفرة التي حصلت عليها من الأرشيف. فجأة، وجدت اسمًا مألوفًا.


آية: (بصوت مرتفع) "سليمان؟ اسم الجد موجود هون؟"


اتصلت على الفور بإياد.


آية: "إياد، في شي خطير لازم تعرفه. اسم سليمان موجود ضمن الشركاء الأساسيين بالخاتم الأسود."

إياد: "كان لازم أتوقع هالشي. بس ليش ما حدا حكى عن هالشي من قبل؟"

آية: "يمكن لأنهم كانوا خايفين، أو لأنه في شي أكبر مخفي."


--


لمياء، التي كانت دائمًا بعيدة عن الأحاديث العائلية، قررت مواجهة جدها بعد أن سمعت عن دوره في الماضي.


لمياء: (بتحدٍ) "جدّي، ليش كل هالأسرار؟ ليش كل مرة بنكتشف شي جديد عن ماضيك؟"

سليمان: (بتنهيدة) "لمياء، الماضي ما بينطوي بسهولة. في أشياء لو عرفتوها، حياتكم كلها رح تتدمر."

لمياء: "بس إحنا إلنا حق نعرف. ما بصير نخاف من الحقيقة طول الوقت."

سليمان: (بحزن) "أحيانًا الحقيقة هي اللي بتدمر أكتر من الكذب."


---


كان إياد في مكتبه يستعرض الملفات القديمة عندما لاحظ ورقة مدسوسة بين الأوراق. الورقة كانت عبارة عن رسالة من شخص مجهول تقول:


"إذا كنت تريد الحقيقة، عليك العودة إلى أول مكان بدأت فيه الحكاية."


بدأ إياد يشعر بأن هناك من يراقبه ويوجهه نحو خيوط جديدة. قرر التوجه فورًا إلى سليمان لمعرفة المزيد.


---


اجتمع الأصدقاء مجددًا في منزل العائلة لمناقشة التطورات الجديدة.


قيس: "الوضع ما عاد يحتمل. لازم نعرف الحقيقة كاملة."

غيث: (بغضب) "وأنت مين مفكر حالك لتكون القائد؟"

آية: (بتدخل سريع) "غيث، قيس عنده حق. كلنا عالقين بهالموضوع، ولازم نواجهه سوا."

نرمين: (بصوت منخفض) "يمكن إذا واجهنا الماضي، نقدر نحرر حالنا."


---


إياد وصل إلى منزل الجد سليمان مع الأوراق التي عثر عليها، وهو يشعر بثقل الحقيقة التي بدأت تتكشف.


إياد: (بتصميم) "جيت لعندك لأنو كل الدلائل بتشير إلك، وكل الطرق عم ترجع لهون."

سليمان: (بهدوء غير متوقع) "كنت متوقع تيجي هاليوم يا إياد. بس انتبه، الحقيقة مو دايمًا مثل ما بتتصورها."

إياد: "إذا كان كل شي عم يصير مرتبط بعيلتك، فليش ما حكيت عن الموضوع قبل؟"

سليمان: (ينظر إليه مباشرة) "لأنو في أسرار لو انكشفت، رح تدمر مش بس عيلتي، كل اللي حواليك. في أمور أكبر من قدرتك على الفهم يا إياد."


قبل أن يجيب إياد، دخلت لمياء الغرفة فجأة، وهي تحمل صندوقًا قديمًا.


لمياء: "هذا الصندوق كان مخبى بالعلية، مليان رسائل وصور ووثائق قديمة. لازم تشوفوه."


فتح إياد الصندوق وبدأ بمراجعة محتوياته. كانت الرسائل تشير إلى صفقات سرية وتحالفات قديمة بين عائلة الجد سليمان وعائلات أخرى في المدينة، بينها عائلة جوري وغيث.


---


في غرفتها، كانت جوري تجلس أمام مرآتها، تتأمل صورتها وهي تفكر في كل ما حدث. تذكرت حديث والدتها قبل وفاتها، والسر الذي حاولت دائمًا أن تحميه.


جوري (بحديث داخلي):

"إذا حكيت الحقيقة، كل شي رح ينهار. بس إذا كتمتها، رح يضلني عايشة بهاد الخوف."


قاطعت أفكارها مكالمة هاتفية من مجد.


مجد: "جوري، ما فيني أتحمل أشوفك بهالحالة. أنا هون إذا بدك تحكي."

جوري: (بتردد) "مجد... في أشياء إذا عرفتها عني، يمكن ما ترجع تشوفني نفس الشخص."

مجد: "شو ما كانت الحقيقة، أنا معك."


---


قرر قيس وآية التوجه إلى مكتبة المدينة العامة للبحث عن أرشيف الصحف القديمة التي قد تحتوي على إشارات للصفقات التي تحدثت عنها الوثائق.


آية: (تقلب الصفحات بسرعة) "في شي غريب. هون مكتوب عن حادثة حريق كبير صار بالشركة تبع عائلة غيث، بس ما انذكر السبب الحقيقي للحريق."

قيس: "يمكن الحريق كان لإخفاء دليل مهم. الحكي عم يصير أوضح، بس لسه في فجوات لازم نسدها."


بينما كانا يتحدثان، اقترب منهما موظف المكتبة.


الموظف: "إذا كنتوا عم تدوروا عن ملفات قديمة، في أرشيف مغلق بالطابق السفلي. ما كتير ناس بيعرفوا عنه."

آية: "كيف فينا نوصله؟"

الموظف: "لازم إذن خاص، بس رح حاول ساعدكم."


---


في منزل أسد، اجتمع الأصدقاء لمشاركة ما توصلوا إليه. كان النقاش مشحونًا بالأسرار الجديدة التي ظهرت.


قيس: "في وثائق بتأكد إنو عائلة جوري كانت شريكة بعائلة سليمان وغيث. بس في شي أعمق ورا هالتحالف."

نرمين: (بحذر) "إذا كانوا شركاء، ليش العلاقة بين العائلات هلا مليانة خلافات وتوتر؟"

غيث: (بتوتر واضح) "لأنو في خيانة صارت. في شخص كسر الاتفاق، وهذا الشي اللي عم ندفع تمنه هلا."

جوري: (بصوت منخفض) "الخيانة كانت من عيلتي..."


نظر الجميع إلى جوري بدهشة.


قيس: "شو قصدك؟"

جوري: "أمي كانت تحكي إنو أبوها خان الاتفاق مع عيلة سليمان وغيث، وهذا الشي اللي سبب الحريق والمشاكل."


---


إياد، الذي كان يعمل على تتبع اختفاء غامض مرتبط بالعائلات الثلاث، تلقى اتصالًا مجهولًا يطلب منه لقاء في مكان مهجور.


عند وصوله، وجد رجلًا مسنًا ينتظره.


الرجل: "كنت متوقع إنك توصل لهون. أنا الوحيد اللي بعرف الحقيقة الكاملة عن اللي صار."

إياد: "إذا كنت فعلاً بتعرف، ليش ما حكيت من قبل؟"

الرجل: "لأنو الكل كان مستفيد من الكذب. بس هلا الوقت صار مناسب لتعرف."


قدم الرجل لإياد صورة قديمة تجمع الجد سليمان وأشخاص آخرين، بينهم والد جوري ووالد غيث.


الرجل: "هدول كانوا الشركاء، بس واحد منهم باع البقية."


---


في الليل، كان الجميع يعيشون في دوامة من التساؤلات. جوري تجلس وحدها في غرفتها، تحدق بالصورة التي حصلت عليها من إياد، بينما قيس وآية يحاولان فك رموز الأرشيف. في مكان آخر، غيث يتلقى رسالة تهديد مجهولة تقول:


"إذا استمررت في البحث، ستكون أنت التالي."

الفصل السادس من هنا

 

stories
stories
تعليقات