رواية ممنوع من الحب الفصل السابع
و هي غارقة في العشق الحرا،م، رن الهاتف، فزعت و هي تنظر إلى الإسم المنقوش و قالت بتوتر:
_ محمد.
أجاب بهدوء:.
_ اهدي يا حبيبتي و قولي أنك كنتي في الحمام.
و هذه الجملة بمثابة صفعة حتي تعود إلى صوابها، صرحت نادماً:
ـ بس أنا مش بكذب.
رفع كتفيه و قال بلا مبالاة:
_ كدبة بيضاء.
عقدت حاجبيها بتعجب و همست متسائلة:
_ الكدب مش ألوان ، اللي يكذب لأنه خايف و يعمل حاجة غلط
نظر لها بابتسامة و قال:
_ حبيبتي كلامك صح طبعا، بس تقولي ايه ليهم.
تحركت من أمامه و هي تردف بحزن و ندم:
_أكذب لاني عملت حاجة غلط.
و كأنها لا يريدها أن تعود إلى أرض الواقع، صاح بنبرة مرتفعة:
ـ سارة.
استدرت له ،حرك شفتيه مع ابتسامة:
_ بحبك.
ابتسمت رغم الحزن القابع في عيناها،دق قلبها رغم الالم المميت،هناك صوتاً يرن في أذنها أنها على حافة الهاوية ،لكنه بعيد مثل صوت ضائع وسط ظلام الليل.
مجرد أن اختفت من أمامه، غابت ابتسامته و حل مكانها الحزن، و تركت خلفها فراغًا لا يمكن ملؤه.
////////////
عندما ظهرت أمامها هرول مسرعاً إليها و سأل بخوف:
_ كنتي فين يا سارة؟
أخذت نفساً مطولاً و أفصحت :
_ آسفة يا محمد كنت في الحمام.
تنفست ملك براحة و قالت:
_ حصل خير يلا نطلب الغداء علشان نمشي.
تجمعوا على الطاولة ، تجلس معهم و عقلها و روحها في مكان آخر، تتذكر حديثهم ، تلؤم نفسها، كيف فعلت ذلك؟ الآن تبين لها حجم الذنب لكن بعد فوات الاوان.
//////////////
عاد المنزل بسعادة فقد وصل إلى هدفه، جعلها وقعت في الحب و اعترفت بذلك، القى جسده على الفراش و عيناه متسلطة على السقف و تنهد بحب ثم قال:
_ بحبك اوي يا سارة، أنتِ الحاجة الحلوة و النظيفة في حياتي، بحبك ،بحبك.
و أغمض عيونه و هو يتذكر اعترافها بالحب، كلماتها مثل الموسيقى الساحرة،تملأ القلب فرحًا ووسرورًا.
بينما هي الحزن يغمرها،تتالم من الداخل بصمت قاتل، هذا الاعتراف مثل السهام في القلب، الدموع متجمدة في العيون، و الصرخة مكتومة.
منذ عودتها من الخارج و هي دموعها تنهمر كالمطر، تعبر عن حزن لا يمكن وصفه.
تختبئ تحت الغطاء، و تبكي بلا صوت حتي لا يسمعها أحد ، و تحدث نفسها:
_ أنا ازاي أعمل كده؟ و أقول كده ، ليه ضعفت؟ كنت بحاول اجمد و أبعد عنه، كان لازم أهرب قبل ما افتح بوقي بكلمة ، أنا خسرت ،خسرت كل حاجة في لحظة ضعف، و يعلم ربنا أن من شهور و أنا اجاهد نفسي و مشاعري و شيطا،ني، بس النهاردة ضيعت نفسي.
اعلن مؤذن المسجد عن صلاة الفجر، و بدأ بالقران الكريم ، بسم الله الرحمن الرحيم
: {الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ ۖ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۖ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ} (النور: 2).
اعتدالت في جلستها و دموعها لا تتوقف بل تزيد، الآية الكريمة تذكير لها عن عقاب ما فعلت، و هي على يقين أنها في حكم الزا،نية، فهي زنت بجميع جوارها ، و رددت بخوف و رهبة من الله عز وجل:
_ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
كتب على ابن آدم حظه من الزنا، وهو مدرك ذلك لا محالة. فالعين تزني وزناها النظر، والأذن تزني وزناها السمع، والفرج يصدق ذلك أو يكذبه.
دقت على رأسها بحسرة و ندم و قالت:
_ يارب، يارب سامحني و اغفر لي ، أنا تعبانة اوي، مش عارفه عملت كده ازاي.
نهضت بصعوبة من على الفراش غادرت الغرفة لكي توضا و تعود لأجل الصلاة.
تقف على سجادة الصلاة ،و لم تستطيع إكمال الصلاة من دموعها الغزيرة، صلاتها ممتلئة بالبكاء و الدعوات.
تدق الباب، إزالة دموعها سريعاً و أجابت:
_ اتفضلي يا ماما.
ولجت و هي تقول:
_ صباح الخير يا حبيبتي.
حاولت أن يكون صوتها طبيعي و أجابت:
ـ صباح النور.
شعرت أنها ليست بخير، جلست بجوارها على سجادة الصلاة ،و سألت :
_ أنتِ كويسة يا سارة.
حركت رأسها بالايجاب دون حديث، و استدرت وجهها بعيد عنها، وضعت يدها على كتفها بحنان وسالت:
_ حاسة أنك متغيرة.
حاولت كبت دموعها ،لكن لا محال،انفجرت باكياً ،وضعت يدها تحت ذقنها و درت وجهها لها و هي تسأل بخوف:
_ مالك يا سارة؟
ألقت نفسها في حضنها، مثل طفلة تريد الاختباء ،دموعها قيثارة تعزف لحنًا حزيناً،شعرت بألم يمزق قلبها، جرحها ينزف بصمت.
ركض ولادها مسرعاً من غرفته، جلس أمامها و التقط يدها بحنان و يسأل :
_ في ايه؟
مازلت داخل احضان والدتها، و اخترعت كذبة جديدة، أو لم تكن كذبة فهذه الحقيقة، الواقع المر لها، صرخت بنبرة مرتفعة:
_ كابوس ، أنا في كابوس بشعة و نفسي اصحي منه مش عارفه.
شعروا بالراحة قليلة، ظناً أن سبب حالتها رؤية حلم مزعج و قال بهدوء:
_ اخس عليكي يا سارة ، وقعتي قلبي علشان شوفتي كابوس، استعيذي بالله و متخافيش.
تمر يدها على حجابها و تردف بدموع:
_ كفاية عياط يا حبيبتي ، الكابوس من الشيطان اهدي شوية قلبك هيقف.
أغلقت عيونها بقوة و تريد تصرخ ليس كابوساً ، بل واقع.
نهض من مكانه و قال:
_ لازم أتحرك علشان الحق الفجر.
خرجت من حضنها و أخبرته:
_ بابا ممكن تدعيلي ، أنا خايفة اوي ادعيلي ربنا يقف جنبي.
رغم حزنه لرؤيتها بهذه الحالة، و بالاخص أنها في هذا الوقت يكون وجهها مثل الشمس يشع منه النور، رسم ابتسامة بصعوبة و قال:
_ بدعليك من غير ما تقولي، و حاضر يا ست سارة ادعليلك.
و غادر أحمد ، و ضعت رأسها على قدم ولادتها.
أدت سارة صلاة الفجر جماعة مع أمينة ،و كانت صلاتهم ممتلئة بالدموع.
أخبرت مريم و نور أنها لم تذهب الى الجامعة اليوم، فلا تستطيع رؤيته..
//////////////
على جانب آخر ، منذ ساعة و هو يختار ثيابه بدقة، كأنه لم يذهب إلى الجامعة بل إلى زفافه، اختار البذلة الرسمية، و نثر عطره الخاص و المميز، و صفف شعره بعناية، و يتمني أن يطير حتي يذهب إلى الجامعة و يجتمع بها،رسم خطة في خياليه ، أن العلاقة بينهم تتحول الى عاشق و عاشقة.
خاب ظنه عند وصوله الجامعة وجد أنها ليست في القاعة، شعر بالخوف عليها.
أنهى المحاضر بصعوبة، و قرر فعل شيء مجنون كعادته، صاح:
_ مريم.
زفرت بضيق و قالت:
_ نعم.
مد يده و قال بأمر:
_ تلفيونك.
تشكلت على ملامحها التعجب و سألت:
_ ليه؟
و كأنها سألت سؤال غريب، رمقه نظرة غاضبة و هتف:
_ اعمل مكالمة علشان تلفيوني فاصل شحن.
أعطتها الهاتف و أشار لها مغادرة القاعة، و اقتحم خصوصية سارة بأخذ رقم الهاتف دون إذن منها، و حتي لا تشك مريم في الأمر ، دق على رقم ولادتها...
أخذ أغراضه و أعطها الهاتف دون شكرا.
///////////////////
تقف في المطبخ تحضر الافطار
رن هاتفها لكن لم تجيب لأنه رقم غير مسجل، و لم يكتفي، بل ارسل عبر الواتساب، رسالة محتواها:
_ سارة ازيك أنا أدهم ليه مجتيش الجامعة النهاردة أنتِ كويسة يا حبيبتي؟
دق قلبها بفزع عند رؤية الرسالة من الخارج، من حسن حظها المنزل خالي، سالت نفسها:
_ أعمل ايه دلوقتي ؟ ارد عليه و أقوله أني غلطت ولازم أبعد عنه، و بعدين جاب رقمي منين؟
عندما وجد أنها لم تفتح الرسالة و لم تجيب ، أرسل رسالة أخرى:
_ سارة أنا مجنون ردي عليا علشان اعرف أنك بخير ،و الا اجي بيتك.
مجرد قراءة الرسالة، تجمد الدم في عروقها ، و تسارعت نبضات قلبها، و ارسلت:
_أنت أتجننت تجي تعمل ايه؟
أرسل رسالة صوتية، لكن هي أرسلت له:
_ أسمع الفويس ازاي.
أرسل :
_ آسف، كنت بقولك بحبك و وحشتيني ، حرمتني منك النهاردة ليه؟
خفق قلبها سريعاً ، و تقضم أظافرها و هي تقرأ هذه الكلمات البسيطة لكن قادرة على هدم حصونها، ارسلت له:
_ أدهم العلاقة دي حرام ،أنت فاهم ده أكيد، اللي حصل امبارح ده غلط و ذنب كبير،احنا لازم نقطع أي علاقة بينا قبل ما تبتدئ.
دقائق و هو يقرأ الرسالة مرار و تكرار، ثم أرسل:
ـ كلامك ده بجد و لا هزار، هو لو بجد يبقي أنتِ امبارح خلتني عايش و النهاردة تمو،تني بسهولة كده.
نظرت إلى الرسالة بعصبية و ارسلت:
ـ أكيد بجد هو أنت ناسي أن أنا ايه و أنتِ ايه.
ضغط على الهاتف بقوة يكاد يحطم بين يده، هو بالنسبة له يرى أن الغرب متميز و لم يفرق بين العشاق ،بسب الاختلاف في الأديان ،و كتب:
_ يا حبيبتي الكلام ده ملوش لازمة في العصر الحالي.
و قبل أن يضغط زر الارسال، توقع أن هذه الرسالة لم تروق لها، لذا إزالة الرسالة و ارسل فويس ، ثم رسالة كتابية:
_ لو سمحتي افتحي الفويس.
حكت أنفها بعصبية ، و قالت:
_ هو غبي قولت بلاش فويس.
بعد ارسل رسالته، فتحت الفويس و نبرة صوته حزينة :
_ سارة علشان خاطري بلاش تعملي كده، أنا ممكن امو،ت، أنتِ أول حب في حياتي ، بلاش تكسر،ني بالبعد عنك.
شعرت بالحزن لأجله ،لكن ليس باليد حيله ، أرسلت رسالة أخيرة:
_ لو سمحت أبعد عني، كلامنا امبارح كان غلط.
و أغلقت الهاتف ، لكن ثواني وصلت رسالة حتي تخبرها أنها اخطات، و فرطت في نفسها و شرفها:
_ و أنتِ عرفتي ده النهاردة، كان فين امبارح كل كلامك ده و أنت تقولي بحبك يا أدهم.
ابتسمت بحزن و ارسلت:
_ عارف طول عمري أقول إن العلاقة بين الشاب و البنت الغلط الأكبر عليها، هي اللي تقدر تفتح أو تقفل الباب، هي اللي ترفع أو تنزل كرامتها، و ده حصل، كنت تقدر تتكلم معي كده، لكن أنا نزلت كرامتي في الأرض و على فكرة عندك حق أنا غلطانة و استهل المو،ت على غلطتي.
كتب سريعا:
_ اكيد مش قصدي كده حقك عليا.
أغلقت الهاتف، وضعتها على الطاولة بغضب و حزن من نفسها ليس منه، من وجهه نظرها هي الخاطئة..
سمعت صوت الباب، وقعت عيناها على المقلاة لتجد البطاطس صبغت بلون الاسود، سقطت دمعة من عيناها حسرة و ندم على حالها.
تدلف أمينة إلى المطبخ، تضع الطلبات و هي تلتقط أنفاسها من صعود الدرج، جلست على المقعد و سألت:
_ جهزتي الفطار؟
استدرت لها و عيونها ممتلئة بالدموع ، و نطقت بندم:
_ أنا آسفة يا ماما ، البطاطس اتحرقت و معملتش حاجة خالص.
اهتزت مشاعرها بخوف، ليس الأمر أنها لم تحضر الطعام، كلا هذا أعمق بكثير، تبدل حالها منذً رؤية الكابوس،نهضت من مقعدها، و توجهت اليها، لاحظت دموعها التي تحاول اخفاءها ، ضمتها إلى صدرها بقوة، و يدها تداعب خصلات شعرها، و رغم أنها لم تعرف ما الأمر ، لكن كلماتها كانت في صميم القلب، نطقت بحنان:
_ بعد الشر عليكي من كل شر و سوء، لو اقدر اخليكي في حضني العمر كله بعيد عن أي حاجة تزعلك، كنت عملت كده..
بحثت في قاموس الكلمات ،و لم تجد ما يقال في هذا المواقف،لذا ظلت صامتاً و الدموع تتحدث.
استرسلت حديثها بحنان:
_ كفاية دموع يا حبيبتي ، اغسلي وشك و أنا أحضر احسن فطار..
ابتعدت عنها و ملامحها تعترف ندماً.
بعد قليل
تجلس أمينة مع سارة و شهد يتناولون الطعام وسط مزح من شهد حتي تجعل سارة تبتسم..
///////////
عاد المنزل غاضباً ،يريد يحطم كل شيء ، و على يقين أنها مخطئة، بل و خانت حبه.
نزع الجاكت و القى أرضاً، و ذهب إلى البار ليلقي بنفسه في الهاوية أكثر، و يحدث نفسه:
_ ليه بتعملي فيا كده يا سارة، أنا بحبك و مقدرش أبعد عنك، و أنا كمان غبي، و قولت كلام غبي ليكي.
دق الباب ، نهض ليفتح الباب،تقف بهيئة مغرية فتاة ليل،كان يقضي معها وقت، بنبرة هادئة، رددت متسائلة:
_ كل دي غيبة يا أدهم، وحشتني.
أخذ نفساً مطولاً و سأل:
_ عايزة ايه يا سالي؟
قطعت المسافة بينهما و مدت يدها على صدره و هتفت:
_ أخس عليك من على الباب كده.
قال بصوت عالي:
_ بقولك ايه أنا مصداع ، امشي من هنا مش عايزة دوشة.
دفعته إلى الداخل، و أغلقت الباب ،و ألقت حقيبتها على الارض،و من ثم نزعت رداء طويلاً كان يخفى الثوب العار،ي، و تحدثت بدلال:
_ تعبان و أنا موجودة ، عيب في حقي.
تحدث بعصبية:
ـ غوري من هنا ، خلاص اعتزلت ، سكتك خضرة.
دق الباب مرة أخرى ، ذهب لفتح الباب، و كانت ولادتها ، تحدث بهدوء:
_ اتفضلي يا ماما.
ولجت إلى الداخل، و عيناها متسلطة على الفتاة الشبه عار،ية، و ثياب ملقاه على الأرض و الشي المعتاد زجاجات خم،ر فارغة، نظرت بحزن له و غادرت دون حديث..
التف لها و صاح بغضب:
_ اخرجي برة يلا..
غادرت الفتاة بخوف، أما عن لوسي والدة أدهم ذهبت الى نرجس شقيقتها حتي تخبرها عن حال إبنها، كانت كلمات نرجس قاسية بشدة و اتهمتها أنها المذ،نبة، و كان الحديث أمام مريم.
/////////
في غرفة سارة
نور تعطيها محاضرات اليوم، و سألت:
_ أنتِ كويسة دلوقتي؟
ابتسمت ابتسامة حزينة، بين ليلة وضحاها ظهرت معالم الحزن على وجهها، و رددت بهدوء:
_ الحمد لله.
دق باب الغرفة، و قال من الخارج:
_ سارة.
هبطت من على الفراش و غادرت الغرفة ، و قالت:
ـ نعم يا محمد
لف يده خلف رأسها و قربها منه، وطبع قبلة على جبينها و همس بحب:
_ عاملة ايه يا حبيبتي دلوقتي ؟
رتبت على ظهره و أجابت :
_ الحمد لله بخير يا حبيبي.
أبتعد عنها و قرص خدوها و هو يقول:
_ فوقي كده يا قمر مش كابوس اللي يخوفك، أنتِ قلبك طاهر و نظيف.
تشكلت بسمة رقيقة على شفتيها لكن عيناها تخفي دموع لا نهاية لها، نظر بشك و خوف و سأل:
_ حبيبتي مفيش حاجه صح
حركت رأسها بالايجاب و عادت إلى الغرفة، تسير خطوات ثقيل عليها، عندما ترى معاملة عائلتها معها، يتضح لها أنها لا تستحق كل ذلك، أكملت الدراسة مع نور، ثم انضمت لهم مريم بوجهه عابس، سالت نور:
_ مالك يا مريم؟
ألقت الكتاب بعصبية و قالت:
_ أنا زهقت من أدهم ده.
ارتعش جسدها و دق قلبها مجرد سماع الاسم،بينما سالت نور:
_ ليه؟
ربعت على الفراش و جلست أمامهم و تحدثت بنبرة هادئة:.
ـ خالتي رحت تزوره النهاردة لقت عنده بنت شكلها من بنات الليل.
هي تظن أن الحديث ليس عليه هو، بينما استرسلت حديثها:.
_ خالتي بتقول البنت كانت يعتبر من غير هدوم، و هدوم كتير على الأرض و خم،ر في كل حته.
فتحت نور عيناها بصدمة و سألت:
_ أدهم مين؟
_ أدهم أبن خالتي ، دكتور الجامعة.
شهقت نور بصوت عالي و هي تردف:
_ ازاي ده مش بيان عليه كده.
أما عنها ظنت أنه شخص آخر ، لكن تبين الآن أنه هو ، نفس الشخص الذي دق قلبها له، تجلس بجسدها ،لكن عقلها شارد في مكان آخر ، كيف أن تقع في غرام هذا الشخص؟كيف استطاعت تخطى أنه يتبع دين آخر ،و الآن اتضح هذا الامر، هو شخص زا،ني و شارب خم،ر، ما هذا الجحيم التي أوقعت نفسها فيه؟
فاقت على جملة مريم:
_ يا بنتي هو كل حياته كده اصلا، علشان كده محدش فينا طايق شكله، كلنا حاولنا معه من غير فايدة، قال لما سافر لندن عجبته الحرية فعمل زيهم، طيب أنتِ عارفة أن معه سلسلة مش بيقلعها خالص، بيقول تذكار من أول واحدة.
شعرت بالخجل لذا لم تكمل الجملة لكن وصلت المعلومة، سالت نور:
_ مش أنتم عندكم الحاجات دي حرام برضو.
أجابت بهدوء:
_ طبعا يا نور ، و مش بس كده ،جسمه كله عبارة عن تاتو.
شهقت صدمة مما تسمع، و قالت:
_ مش بيان عليه خالص.
زفرت بضيق و قالت:
_ هو بس فى الجامعة شكله محترم.
تشاركوا أطراف الحديث و هي تسأل نفسها ما سمعتها صحيح أما لا؟اعلن هاتفها عن وصول رسالة، و كانت منه و محتواها:.
_ سارة أنا بموت، علشان خاطري ردي عليا، أنا آسف لو كلامي زعلك، حرا،م تعملي كده و أنا بحبك..
تتألم من الصمت الذي يخنق روحها، مثل صمت القبور،و تحولت إلى زهرة ذابلة، سارت خطوات إلى الخارج، و ذهبت الحمام، و بين يدها الهاتف و يقتحم عقلها أن تسأله عن هذا الحديث، لعل يعترف انه كذب.
فتحت الواتس و أرسلت:
_ أدهم.
فتح الرسالة سريعاً و كتبت:
_ قلب أدهم، أخيرا قلبك رق.
استغرقت ثانية و هي تكتب بيد مرتعشة:
_ بتحبني؟
لم يستغرق ثانية و ارسل مسرعاً:
_ بعشقك مش بحبك.
علقت على هذه الرسالة بايموشن 😂
تعجب من ردة الفعل لكن ظن أنه خطأ ،و أخذت دقائق و هي تكتب ،و هو ينتظر على احر من الجمر ماذا تكتب ،ثم أرسلت رسالة طويلة:
_ بجد بتحبني، و أنتِ تقضي وقتك مع واحدة تانية، بتحبني و أنت حياتك كلها علاقات محرمة و خ,مر و سهرات و كمان مد،من تاتو،و مش بس كده، أنت محتفظة بذكرى غالية على قلبك من أول بنت في حياتك، و بعد كل ده بتحبني، للاسف أنت مش بتحب غير نفسك، و قبل ما أقول حاجة أنا مش بلومك ،انا بلوم نفسي لاني استهل الحر،ق و المو،ت.
و انتهت هذه الرسالة و كانت تكتب رسالة أخرى ، و دموعها تسيل بغزارة ،و تجد صعوبة في الكتابة، أما هو يقرأ بحزن عليها، و غضب من ولادته و مريم ،لانهن السبب في معرفة سارة بكل ذلك.
وصلت الرسالة الأخرى:
_كنت بسال نفسي و هو أنت ليه بتلف وراي في كل مكان، ليه حبتني أنا؟؟!و أنت عارف أن علاقتنا مفيش لها مستقبل،فضلت وراي لحد ما حبيتك،و بسببك بقيت زا،نية.
و تم الارسال، قرأ الرسالة سريعاً ، ليرسل بغضب:
_ايه الكلمة دي، هو أنا جيت جنبك.
رأت رسالته و رغم أنها كلمات لكن وصولها شعور أنه غاضب، أرسلت:
_ لا يا دكتور هو مش لازم لمس.
شعر بالانزعاج عند رؤية هذا الرسالة، و أرد يرد لها نفس الايموشن 😂
ابتسمت بحزن ، و كتبت :
_مش عايز تعرف أنت ليه اختارني.
أرسل هو:
_ مستني✍️..
و رغم أنها مجرد كلمات، أو حتي ايموشن ،اثبت طريقة الاستهزاء و السخرية في الحديث، ثواني و ارسلت:
_كل اللي زيك بيحب التحدي و ينجذب للممنوع ، بس أنتِ مش بتحبني لأنك لو فعلا بتحبني كنت بعدت عني، بس أنت قربت لحد ما تحقق غرضك،هو ده السبب يا دكتور، زي ما قولت في الأول مش بلومك ،انا السبب.
كان رده:
_ مريم اللي قالت لكي؟
- ده اللي يفرق معك، لو سمحت لو فعلا في قلبك مشاعري لي، أبعد على قد ما تقدر ، أنا بمو،ت من امبارح ، و مش عارفه أتنفس.
و أغلقت الهاتف و فعلت حظر.
والتفت إلى المرآة تنظر إلى وجهها الشاحب، تزيل دموعها بدون جدوي ،البكاء لم ينتهي.
أما هو يجوب المنزل ذهاباً و اياباً،و يعتصر يده بغضب ، أخرج رقم ولادته حتي يفرغ شحنة الغضب التي بداخله ، لكن قال:
_ لو كلمتها دلوقتي تسأل عرفت مين، و كده ممكن مريم تشك في سارة.
لكم الحائط بغضب و جز على أسنانه و قال:
_ ماشي يا مريم.
و رن الهاتف، فتح سريعاً ، كانت خالته،و هذا المطلوب وجد من يخرج غضبه، مجرد أن قالت نرجس:
_ ينفع اللي حصل ده يا أدهم، وصلت تجيب بنات في البيت.
رفع صوته بوقاحة قال:
_ و هي ماما جريت عليكي تشتكي مني، و طبعا ولادك عرفوا، و يلا هما كمان يعرفوا أصحابهم، و انشروا الخبر ، أنا مش فاهم ،أنتم مالك بي، أنا عايش في حالي، كل المطلوب منكم هو ادعوا لي كتير بالمو،ت، علشان ترتاحوا مني و أنا أرتاح.
الصدمة لجمت لسانها ،و ضغطت على زر الإغلاق بدون إجابة.
/////////////
يقف في الشرفة، و ينظر إلى النجوم المضئية في السماء، في وسط ليل مظلم، و القمر يزين السماء برونقه الخلاب ، الصمت يعم المكان،و الليل يغمر كل شيء بالهدوء والسكينة، على عكس قلبه الذي يشبه نيران مشتعلة و تحترق بصمت قاتل، تمعن النظر في القمر و همس:
_ حقك عليا يا قمر بس مهما كان جمالك، مش زي جمال حبيبتي سارة.
وضع يده على قلبه، أخرج تنهيدة طويلة و حرر دموعه، قال:
_ أنت شاهد صح، شوفت حصل ايه لما قولت اسمها، قلبي يدق بسرعة بحس روحي تروح مني، و تجي هي تقول أني مش بحبها.
و صمت فترة و كأن القمر تحدث معه، أشار بايده اعتراضاً و قال:
_ لا أنا عارف أني شخص زبا،لة، و كل كلام اهلي صح، بس أنا و أنت شاهدين أن كنت مستني الحب اللي يبدل حياتي، أنا عارف أني غلطتك لما جريت وراءها ، كنت زي المسحور ، أنا زعلان من نفسي اوي.
أخذ نفساً مطولاً و صرخ:
_ يارب أنا عارف أني بعيد عنك و ذنوبي كتير، و استهل العذب بس هي لا، يارب شيل حبي من قلبها، اصل لما حب واحد زي يدخل قلب ملاك زيها يلوثه، يارب كرهه فيا، يارب الكل يكرهني علشان أنا استهل اموت لوحدي.
و جلس على المقعد، وضع يده على وجهه و انفجر باكياً...
في نفس الوقت
تجلس على سجادة الصلاة تدعو الله أن يغفر لها، و ينزع حبه من قلبها، و يكون الله معها في هذه الحرب، و يكون النصر حليفها.
//////////////////
في الصباح
في الجامعة
تسير سارة مع نور يبحثون عن مريم التي اختفت منذ الوصول، ثم ظهرت تقف مع أدهم، يقفون في مكان بعيد، يقبض على ذراعها بغضب، و ينهال عليها بكلمات صعبة،و حدثها بتهديد أن تذكر اسمه او تتحدث عنه أمام أي شخص، و هي تبكي بألم.
حتي دوي صوت نور:
_ مريم.
التفتوا على الصوت،ركضت مريم على نور و هي تبكي و اخذتها و رحلت، و هو عيناه متسلطة عليها،و اكتفت بالصدمات في هذا الشخص، دمعة سقطت منها و استدرت حتي ترحل، قال:
_ سارة.
غمضت عيونها و قالت دون النظر له:
_ كفاية بقى، كفاية حر،ام عليك.
سار إليها حتي يكون قابليتها و تحدث بنبرة حزينة:
_ سارة أنا بحبك.
تنظر إلى الأسفل و همست:
_ واضح اوي.
_صدقني بحبك و أوعدك اتغير علشانك، و أعمل كل حاجة تخليكي مبسوطة، أنتِ اطلبي و أنا انفذ.
قالها بنبرة صادقة، و هي الآن بات في نفق مظلم و تبحث عن أي طاقة نور، كانت تحلم بزوج يعانها على طاعة الله، لكن الآن سوف تقبل بهذا الزواج الذي ارتكب كل المعاصي، بالنسبة لها المشكلة الأكبر هو الدين،بصوت هادئة ،رددت متسائلة:
_ تعمل اي حاجه علشاني يا أدهم.
دون تفكير أجاب:
ـ اي حاجه.
تعتصر يدها بتوتر و أفصحت له:
ـ أنا كمان بحبك و عايزة نكون مع بعض و اسامحك على كل حاجة ،بس بشرط تدخل الإسلام علشان نقدر نتجوز.
توسعت عيناه بدهشة و هو يسمع طلبها،لم يتوقع أن هذا الطلب، و مع أنه طلب مباح فهذه الأزمة،تنتظر سماع الإجابة بفارغ الصبر، و إذا وافق على ذلك، سوف تجعله يقرأ عن الإسلام أولا ، لكن المهم أن يقبل و إلا لم يجتمعوا أبدا.
كل هذا تم تصوير، من عيون تراقب بشر ،ابتسمت إلينا و هي تقول:
_ و عمالة فيها ست الشيخة و ده حرام و حلال، و اخيرا انتق,م منك يا سارة، بس الاول لازم اعيشك في رعب لما اهددك بنشر الفيديو ده، و كمان اطلع بمصلحة حلوة، و أخد شوية فلوس، و أنا و أنتِ و الزمن طويل يا سارة...