رواية صفقة الظهور والاستعادة ( كاملة جميع الفصول ) بقلم هاجر نور الدين

 

رواية صفقة الظهور والاستعادة كامله جميع الفصول بقلم هاجر نور الدين 

_ يعني إنتِ شايفة نعمل صفقة ونوقع جوزك؟

ردت عليا وهي بتكمل فحيحها اللي كل مرة بيبهرني:

= بالظبط كدا، يعني مش عايزة أتجوزهُ ولكن خلاص إتكتب كتابنا وأنا عايزة أخلص منهُ قبل الفرح بآي طريقة!

سهيلة دي صاحبتي ولكن غريبة شوية،
مش صاحبتي بالمعنى الحرفي ولكن هي زميلة ليا.

رديت عليها بتساؤل وقولت بهدوء:

_ آه واللي هي إي بقى الطريقة دي؟

ردت عليا وقالت بلا مبالاة:

= معرفش بقى يا ملك أومال أنا جيالك ليه ما عشان تتصرفي إنتِ!

إتنهدت وأنا دماغي سارحة لبعيد وفي الحقيقة مش في الخطة على قد ما هي سارحة في صاحب الخطة.

*من فترة حلوة، معدية السنة، ذكرياتي راحت هناك*

__________________________

_ كريم، عامل إي؟

كنت مبتسمة وأنا واقفة قدامهُ وبكلمهُ مبسوطة جدًا كمان،
عشان حماسي يتقابل بـ لا مبالاة ويرد وهو باصص للموبايل لسة:

= الحمدلله بخير، انتِ عاملة إي يا ملك؟

إبتسامتي تلاشت بصراحة وحسيت إن في حاجة جوايا إتكسرت ولكن قولت بإبتسامة من جديد:

_ الحمدلله، مالك في حاجة حصلت معاك؟

بصلي وقال بتعقيدة حواجب معناها عدم الفهم وقال:

= لأ مفيش حاجة ليه بتقولي كدا؟

بصيت في الأرض من الإحراج والتوتر وقولت بنبرة متقطعة وضعيفة:

_ عادي يعني حساك متغير بقالك كام يوم معايا فـ قولت اسألك.

إتكلم بطريقة اللامبالاة حرفيًا وقال وهو بيرجع يمسك الموبايل تاني:

= لأ مفيش حاجة عادي.

خدت جنب ووقفت في سكات ومستنياه يتكلم،
كريم مكانش كدا معايا قبل كدا.

كنا قريبين جدًا من بعض خصوصًا إننا في جامعة ومحاضرات واحدة وكل مذاكرتنا مع بعض وقاعدتنا مع بعض.

وكنا دايمًا بنتكلم ونهزر وحرفيًا لينا عشم مع بعض كبير وعيش وملح لحد ما كل دا إتحول لحب من طرف واحد ودا إتأكدت منهُ من فترة بعد ما كنت مفكراه حاجة تانية.

في الوقت دا وإحنا واقفين جات سهيلة ووقفت معانا وهي مبتسمة وبتقول:

_ صباح الخير يا حلوين.

إبتسمت وقبل ما أرد عليها لاحظت لجنب عيني لهفة كريم بعد ما سمع صوتها وفورًا شال الموبايل حطهُ في جيبهُ وقال بإبتسامة واسعة جدًا:

= صباح النور ووحياة النور ما في حلوين غيرك.

بصيتلهُ وأنا متنحة وأنا شايفة الفرق بين من ثوانٍ وأول ما هي جات وقلبي إتكسر أكتر الحقيقة.

ودا لأني فهمت إن المشكلة مش عندهُ أو مثلًا متضايق،
لأ المشكلة كانت عندي أنا، والمشكلة في قلبي أنا مش في قلبهُ هو اللي قرر يختار دلوقتي.

مش محتاجة آخد وقت كمان ولا محتاجة تأكيد،
إحنا كبار بما فيه الكفاية عشان نقدر نميز اللمعة واللهفة بتاعت الحب والكلام والتعامل العادي والأقل من العادي كمان.

ودا اللي بيحصل معايا دلوقتي،
هو قرر يختار مين فعلًا تكمل معاه حياتهُ وقرر برضوا ياخد جنب من كل البنات عشان خاطرها وعشان أسلوبهُ معاها هي بس يكون مميز.

والموضوع دا اتأكدلي بعد أقل من شهر من الواقفة دي لما حصلت خطوبتهم.

عارفين الموضوع الأكبر والخيبة الأكبر في إي؟

إني كنت معرفة سهيلة إني بحب أو معجبة بـ كريم،
ولكن هي مهتمتش ولا عرفتني حتى قبلها تاخد رأيي أو تسألني من باب مراعاة المشاعر لو هي فارق معاها مشاعري.

ولكن هرجع وأقول هي مجرد زميلة،
عشان كدا معليهاش عتب، ولا هو كمان الحقيقة، 
العتب كل العتب على قلبي أنا.

_______________________________

ودلوقتي وبعد أكتر من سنة هي قاعدة قدامي وعايزاني في الخدمة دي.

وفي ملحوظة تانية مذكرتهاش، 
إحنا خلصنا دراسة من سنة ودا لأننا وقتها كنا خلاص بنمتحن للتخرج.

إتغيرت كتير جدًا الحقيقة شكلًا ومضمونًا،
الفكرة كمان إن وقتها ومن ساعة اليوم دا وهو مش بيكلمني ولا حتى بيسأل عليا وكأني كنت شخص أقل أقل من العادي والعابر في حياتهُ، وليه كأني… ما أنا فعلًا كنت كدا.

فوقت من سرحاني على إيديها وهي بتهزني وبتقول بتساؤل:

= إنتِ روحتي مني فين يابنتي عمالة أناديلك!

بصيتلها بإنتباه بعد ما كنت غطست في الذكريات فعلًا وقولت بتركيز:

_ آه معلش سرحت شوية، طيب ليه جيالي أنا بالذات أساعدك في حاجة زي دي؟

لعبت فيخصلة شعرها شوية وبعدين قالت بإبتسامة وغمزة:

= عشان إنتِ عارفاه كويس أوي وهتقدري توقعيه بحركات من اللي عارفاها وكمان عشان أسيبهولك لو عايزاه.

إبتسمت بسخرية وقولت:

_ يا شيخة!
لأ مباخدش بواقي غيري، وبعدين إنتِ وافقتي عليه ليه مادام بتحبيه؟

ردت عليا بعد تفكير ممل:

= يعني، وقتها كنت بحبهُ بس دلوقتي لأ.

إبتسمت بسخرية أكبر وقولت:

_ لأ وإنتِ الصادقة إنتِ وافقتي وقتها عشان تكيديني،
وعشان إنتِ شخصيتك في العادي مش سوية نفسيًا وقررتي تتقربي منهُ عشان تبقي عملتي حاجة أنا معنديش الجرأة أعملها وتقهريني برغم إني مكنتش بعملك حاجة وقتها، بس تقدري تقولي دلوقتي كبرت وعقلت وفهمت إنك مريضة.

بصتلي بصدمة وقالت:

= في إي يا ملك؟

رديت عليها بإبتسامة هادية وقولت:

_ معلش يعني حقك عليا بس أنا صريحة ودايركت مش بعرف أتلون زيك، أنا بقولك في وشك، المهم موضوع أو خدمة زي دي مش جاي معايا سِكة مفيش مصلحة ليا يعني!

سكتت دقيقة وبعدين قالت بتساؤل وملل:

= يعني إي المطلوب وتعملي دا يعني يا ملك؟

إبتسمت بشر لتخطيط في دماغي وقولت:

_ 30 ألف جنيه.

إتكلمت بصدمة ورفض وهي مبرقة:

= كام!
لأ طبعًا كتير أوي.

رجعت ضهري سندتهُ على الكرسي اللي كنت قاعدة عليه في الكافيه وقولت:

_ والله دا اللي عندي، مش عاجبك براحتك عادي إرفضي، بس مش هضحي بسمعتي في حاجة زي دي بين أهلك وأهلهُ على الفاضي.

إتكلمت بضيق وقالت:

= طيب ما أنتِ كنتِ عايزة تتجوزيه وبتحبيه يا ملك خديه ليكِ!

إتكلمت بجمود وقولت:

_ قولتلك كان زمان وخلص، مباخدش بواقي حد،
ها موافقة ولا أقوم وقتي دا غالي عليا بصراحة.

سكتت بضيق شوية وبعدين قالت بغضب:

= خلاص يا ملك ماشي موافقة،
هبعتلك 10 دلوقتي إنستا باي وبعد ما الموضوع يخلص هديكِ الباقي بس عشان مش معايا غيرهم دلوقتي.

إبتسمت بإنتصار وقولت:

_ تمام، وخلي تعاملنا بعد كدا واتساب بقى لأني زي ما قولتلك وقتي غالي عليا ومش كل شوية هنزلك.

إتكلمت وقالت وهي قايمة معايا عشان نمشي:

= ماشي ياست المهمة.

خلصنا ورجعت البيت وأنا قلبي بيتعصر الحقيقة،
كنت بكدب لما قولت مبقاش فارق معايا.

ولكن الإحساس الغالب أكتر هو الكُره والشماتة،
هو اللهم لا شماتة ولكن هي دي اللي فضلتها عليا وقاطعتني بسببها برغم العلامات الكتير اللي كانت ظاهرة عليه من الحب والتلميحات قبل ما هي تظهر.

دخلت إتطمنت على ماما اللي كانت نايمة وبعدين دخلت أوضتي رميت نفسي على السرير والذكريات عمالة تضرب راسي لحد ما نمت وأنا مدمعة.

تاني يوم لبس أشيك حاجة عندي ونزلت عشان أبدأ تنفيذ خطتي، روحت الكافيه اللي هو بيقعد فيه دايمًا يخلص شغل إضافي ليه.

كان قاعد ومندمج في الشغل على اللاب،
قعدت قدامهُ بكل كاريزمتي الجديدة وقولت بإبتسامة هادية وبسيطة جدًا:

_ ياااه، عدا كتير أوي يا كريم.

بصلي بإستغراب وهو عمال يشبه عليا وقال بتساؤل:

= معلش بس مين حضرتك؟

قلعت نضارة الشمس اللي كنت لبساها،
كان باصصلي وبيتفحصني لحد ما قال بتذكر وعدم تصديق:

= ملك؟
دا إنتِ؟

إبتسامتي وسعت شوية وقولت:

_ شوفت بقى، إي اللي مقعدك هنا كدا؟

رد عليا بإبتسامة واسعة جدًا وقال بتوهان واضح في كلامهُ اللي كل شوية يتلغبط فيه:

= إنتِ اللي جيتي هنا إزاي، وكنتِ فين من زمان، يعني حاولت كذا مرة أكلمك من فترة بس رقمك إتغير تقريبًا.

إبتسمت ولكن المرة دي بإنتصار مُبكر ودا لأني إتبشرت بنجاح خطتي قبل ما تبدأ، هو شكلهُ أصلًا جاهز للخطة.

تعليقات