رواية انتحار سبع بنات كامله جميع الفصول بقلم محمود الأمين
في الفتره الاخيره زادت معدلات الجريمة في مصر بشكل غير طبيعي، ما بقاش يعدي يوم غير لما بنلاقي خبر عن جريمه قتل، ومعظم الجرايم دي مع الاسف بتكون جرايم نفسية
...
الجزء الأول
كنت قاعد في مكتبي كالعادة، بمارس الروتين اليومي، كل يوم بنزل من بيتي الساعه 8 الصبح عشان اطلع على مديرية الامن واقعد في مكتبي وابتدي يومي في مراجعه القضايا والتحقيقات والتعامل مع المجرمين لحد ما وصلت لرتبه العقيد.. العقيد سالم عبد العزيز والنهاردة جالي امر نقل بسبب اني وقعت على قضية مع واحد واصل شوية والناس كانت عارفاني اني مستحيل اهزر في شغلي او اطاطى، وعشان كده كان لازم اتنقل روحت القاهره بس كنت متضايق طبعاً اني سبت مكاني، حاولت هناك اتاقلم على الوضع لكن لاحظت انه في موضوع شاغل دماغ الكل وراعب الناس على بناتها، ويومها كنت قاعد مع المقدم مصطفى في مكتبه وبنشرب القهوة واتكلم قال
_ قضيه متعقده يا باشا، 7 بنات انتحروا لحد دلوقتي.. ولما عملنا تحريات عنهم كانت المشاكل اللي عندهم بسيطه ما تخليش شخص ينتحر يعني، ولكن السبع حالات اللي انا بكلمك عنهم دول ماتوا في شهر وفي اماكن متفرقه من القاهره
= طيب وبعدين؟.. المحاضر اتقفلت يعني ولا في شبه جنائيه ولا ايه؟
_ كل حاجه جمعناها بتقول ان هما انتحروا، وما فيش اي دليل يثبت ان في شبهه جنائيه خالص، بس انا مش مقتنع بالكلام ده
= يا باشا الموضوع مش اقتناع وعدم اقتناع، وانت عارف لا فى نيابه ولا محكمه هتقبل الكلام ده
_ انا عارف يا سالم باشا، بس لازم نعرف ايه الرابط ما بين البنات دي، اكيد في حاجة
...
كنت مقتنع جداً بكلامه، اصل مش منطقي ان سبع بنات ينتحروا مرة واحدة في شهر والتحريات تثبت ان حياتهم ما فيهاش المشاكل اللي توصل للانتحار والموضوع يعدي كده عادي
رجعت تاني اراجع الورق بتاع القضيه، واتفقت مع المقدم مصطفى اننا هنشتغل في صمت لحد ما نوصل للحقيقة، ولما فتحنا الورق وبدأنا نراجع اول حاجه لاحظتها، ان السبع بنات دول حياتهم مستقره جداً مع اهلهم وعيشتهم مرتاحة على الاخر، لكن في منهم اللي فسخت خطوبتها وكانت بتحب الشخص اللي كان خطيبها، وفي اللي كانت عايشه بره ورجعت ومش قادره تتاقلم على العيشة اللي في مصر
وفي اللي بينها وبين اهلها مشاكل ولكن مشاكل عاديه جداً، ما توصلش حد خالص للانتحار
وعشان كده كان لازم اتكلم مع حد، من اهل البنات دول اكيد لاحظوا حاجه على بناتهم الفتره الاخيرة
وفعلا اخدت عنوان احد الاهالي، وكان معايا المقدم مصطفى واتحركنا على هناك
كانت شقة في عماره في منطقه المعادي، طلعنا وخبطنا على الباب وفتحت لنا واحده كانت لابسه اسود في اسود في الاربعينات من عمرها.. عرفتها بنفسي وبالمقدم مصطفى وطلبت منها اننا عايزين نستفسر عن موضوع انتحار بنتها، والست سمحتلنا بالدخول فعلاً، جوزها كان موجود واسمه الاستاذ حامد
وبدانا نعرض الشكوك عليهم وان بنتهم ممكن تكون اتقتلت ما انتحرتش
ورد فعلهم كمفاجئ عشان هما اكدوا نفس الكلام، بس برضه ما فيش دليل ولكن الام قالت حاجة كانت هي البدايه فعلاً، البدايه الجريمة كشفت كل الجرايم اللي وراها
لما اتكلمت وقالت
_ انا كنت بلاحظ حاجه على بنتي في الفتره الاخيرة، سلمى مش بتحب الخروج الكتير وكانت اغلب الوقت بتقضيه في البيت ولكن في الفترة الاخيرة كل ده اتغير، بقت تخرج كتير ولما سالتها عن سر التغيير المفاجئ، قالت ان هي بتروح لواحده صاحبتها بس انا ماصدقتهاش، وعرفت ان صاحبتها دي اسمها امنية وعرفت عنوانها من ورا سلمى، كان مبعوت في رساله على الواتساب
...
طبعا لو كنا عملنا التحريات التقليدية كنا هنفضح نفسنا وهنبين اننا فتحنا القضية بدون علم الرؤساء ودي في حد ذاتها ممكن تودينا في 60 داهية، عشان كده قررت اتحرك على العنوان اللي اخدته من والده سلمى واللي على حسب كلامها هي صاحبتها واسمها امنيه
ولما وصلنا هناك كانت عماره في 6 اكتوبر، شكلها فخم من بره وجديد، وقتها سالت حارس العماره عن اللي اسمعه أمنية، لكن الراجل قال ما فيش حد هنا اسمه امنية، بس جايز تكون واحده من البنات اللي بتروح للدكتور.. الدكتور مسعد
اول ما الراجل قال كده سالته مين الدكتور مسعد؟
فقال..
= الدكتور مسعد يا باشا، دكتور نفساني عايش في الدور الرابع، والشقتين اللي في الدور الرابع بتوعه شقه بينام فيها، وشقه بيستقبل فيها العيانين
_ وفي بنات كانت بتجيله صح؟
= يووووه كتير يا بيه، ما تعدش.. بس للامانه هو كان دكتور شاطر والبنات كانت بتكون فرحانه وهي جايه تتعالج عنده
_ بتكون فرحانة؟!.. هو موجود دلوقتي فوق؟
= ايوه موجود وبصراحه انا مستغرب، اصل هو متعود ينزل بدري مش عارف ليه ما نزلش النهارده يمكن تعبان
...
طلبت من البواب انه يطلعنا الدور الرابع ويبلغ الدكتور ان احنا عاوزين نقابله، وطلع البواب الدور الرابع معانا فعلاً.. والبواب راح على شقته وبدا يخبط لكن لاحظنا ان باب العياده مفتوح، والنور شغال جوه
قربنا ودخلنا الشقة بحرص كان في مكتب عليه كمبيوتر وورق واضح ان ده مكتب السكرتير، بس كان فاضي مافيش حد، قربنا من باب المكتب بحرص وخبطني على الباب مره واتنين وتلاتة لكن ما حدش فتح، طلعت منديل من جيبي وفتحت الباب براحة عشان اتفاجئ بالدكتور مسعد على الكرسي مدبوح ودمه متصفي، البواب اول ما شافه كان هيعلي صوته لكن طلبت منه يسكت وما يتكلمش خالص، طلبت من المقدم مصطفى يكلم رجاله الطب الشرعي والمعمل الجنائي والنيابة ويبلغهم بالجريمه اللي حصلت، وفي نفس الوقت انا كنت واقف قدام الجثة ما كانش في سلاح جريمة في المكان، والمكتب ما كانش فيه اي حاجه متبهدلة.. يعني التصور الاولي للجريمة انه ما حصلش اي مقاومه من المجني عليه، واضح ان الشخص اللي قتله كان متواجد معاه في المكتب بشكل طبيعي وعمل اللي عمله بشكل مفاجئ
بعد شوية وصل رجاله الطب الشرعي والمعمل الجنائي والنيابة وبدأ فحص مسرح الجريمة والجثة
قربت من دكتور الطب الشرعي واللي كان اسمه الدكتور توفيق وسألته
_ ها يا دكتور، في حاجه لفتت نظرك في الجثة؟
= حضرتك العقيد سالم مش كده؟
_ بالظبط يا دكتور
= والله يا سياده العقيد، انا ملاحظ ان القاتل ماعندهوش اي خبره او احترافيه في القتل، وده باين من شكل الجرح اللي في الرقبة ما تمش من مره واحدة على مرتين ومش كده وبس ده اللي بيوضح وجهه النظر دي هي الكدمه البسيطة اللي تحت عين الدكتور، واضح انه لما حس اللي وراه بيعمل فيه كده حاول يقاوم ولكن في اللحظة دي القاتل ضربه في وشه وكمل عمليه الدبح
...
كلام الدكتور توفيق لفت نظري، قاتل مش محترف اكيد كان في نيته القتل واضح انه يعرف الدكتور كويس وعشان كده استقبله في المكان، ومن الواضح ان الدكتور بيثق فيه جداً عشان كده فضل قاعد على الكرسي وسابه يعدي من وراه، في اللحظه دي القاتل كتم بوق الدكتور ودبحه
كنت سرحان في التصور بتاعي وفي نفس الوقت المقدم مصطفى كان اقتحم الشقة اللي كان بيسكن فيها المجني عليه.. ولقيته بينده عليا بسرعة طلعت من العياده ودخلت الشقه ورحت على الاوضه اللي فيها المقدم مصطفى ووقتها لقيت..
