![]() |
رواية حتي خانتني عيني وضاع عمري الفصل الاول بقلم وفاء الدرع
في حيّ شعبي بسيط… بيوت متقاربة، وقلوب متحابة، وريحة خبز الأمّهات تلف الشوارع في الصبح… كانت «عزّة» تكبر يوم بعد يوم وسط أربع إخوة، هي أكبرهم، وكانت أمّهم دايمًا تقول:
"عزّة دي ضهري وسندي بعد ربنا."
أنهت عزّة دبلوم التجارة، وكانت من نوع البنات اللي بتدخل قلبك من أول تعامل. خُلُق… وأدب… وابتسامة رقيقة تشهد أنها اتربّت على الحلال.
أبوها عامل بسيط في شركة حكومية، أمها تشتغل على ماكينة خياطة بالليل والنهار عشان تساعد، وكانت العيلة عايشة حياة «على قد الإيد»… لا غنى ولا فقر، بس بركة.
وفي تانية ثانوي… اتقدم لها شاب تحلم بيه أي بنت. وسيم… محترم… كلامه قليل لكن أفعاله بتتكلم عنه.
إسلام… مدرس شاطر، محبوب من الكل، وشقته ملك، وأهله متوفين فكان شايف في الزواج «بيت وأمان».
اتكتب الكتاب… وبعد ما خلصت عزّة تعليمها، زُفّت لإسلام.
كانت ليلة تحكي عنها ألف حكاية…
وكانت عزّة شايفة الدنيا كلها بين إيديه.
كانت كل جمعة تروح لبيت أهلها، وتفضل الأم تسألها:
– «عامل معاكي إيه يا حبيبتي؟»
فتبتسم عزّة بخجل وتقول:
– «ده راجل بمعنى الكلمة… كله حنية وكرم… ربنا ما يحرمنيش منه.»
الأم تمسّح على راسها وتدعي:
– «ربنا يديم المحبة بينكم ويبعد عنكم العين والشر.»
وبعد تسع شهور فقط… رزقهم الله بأول طفل.
كان "وشّ السعد" عليهم.
اتضاعفت فلوس الدروس… والرزق بيزيد من كل اتجاه.
بعدها بثلاث سنين جابت بنت زي القمر… وربّنا أكرمهم براحة وستر.
لكن…
عزّة كان عندها عادة معرفتش تغيّرها…
تحب تشتري كل حاجة تعجبها.
وعمرها ما فكرت في بكرة ولا حساب…
وإسلام رغم طيبته… بدأ يحس إن الفلوس بتطير من غير سبب.
وفي يوم… رجع من شغله تعبان وقال لها بنبرة هادية لكنها حازمة:
– «عزّة… طلباتك بقت كتير. لازم نفكر في مستقبل العيال… ماينفعش نصرف كده.»
الكلمة دي وجعت عزّة.
رفعت صوتها وقالت بنبرة جرح:
– «إيه؟! اتغيّرت يا إسلام؟ الفلوس خلتك بخيل؟!»
سكت إسلام…
مش لأنه غلطان… لكن لأنه حبّها وخاف تكبر المشكلة.
كانت بداية شرخ صغير…
شرخ ماحدّش توقع إنه يكبر…
ولا إنه هيبقى سبب النهاية.
🔥 السؤال المشوّق للمتابعين:
برأيكم…
هل الخلاف دا كان مجرد مشكلة عابرة؟
ولا كان بداية لشيء أكبر… ممكن يغيّر حياة "عزّة" كلها؟
