رواية حياة قاسية كامله جميع الفصول بقلم مصطفى محسن
أنا اسمي هند، عندي 22 سنة.
معنديش إخوات، وعايشة مع أمي سناء وبابا وليد.
-
بابا كان موجود في البيت،
بس مش موجود في حياتنا.
-
كان مهتم بنفسه وبشغله وبس.
يرجع من الشغل، يقفل على نفسه الباب،
وما يحبش حد يكلمه.
لا بيسأل عني، ولا عن دراستي،
ولا حتى عن أمي.
-
أمي كانت بتحاول معاه كتير.
كانت دايمًا تقوله يهتم بيا،
ويقعد معايا شوية،
وتقوله إن البنت محتاجة أبوها.
-
كان يسمع كلامها،
ويعمل بنصيحتها شوية،
وبعدها يرجع زي ما كان.
-
كبرت وأنا شايفة أمي بتعمل كل حاجة لوحدها،
وهو موجود…
بس كأنه مش شايف.
-
مع الوقت، أمي تعبت.
بقت عصبية، تزعل بسرعة.
مش علشان هي وحشة،
لكن علشان كانت لوحدها.
-
في مرة سمعتها بتقوله:
“إنت مش شايف بنتك بتكبر؟
محتجاك تكون في حياتها.”
بابا قالها:
“هي بنتي، لواحدى.”
-
أمي اتعصبت وقالتله:
“إنت الواحد ما ينفعش يعيش معاك.”
-
من اليوم ده،
المشاكل بدأت تكبر أكتر وأكتر.
خناقات دايمًا،
وصوت عالي،
لدرجة إن أعصابي كانت متوترة جدًا،
وما كنتش بعرف أنام طبيعي.
-
وفي يوم،
أمي قالت إنها مش قادرة تكمّل مع بابا.
قالت إنها تعبت من الإهمال،
وإنها مستحمِلة سنين كتير،
وجِه الوقت اللي لازم ترتاح فيه.
-
ماما طلبت الطلاق.
والغريب إن بابا ما تمسّكش بيها،
ولا حتى سألني رأيي.
قال لها بكل بساطة:
“بس كده… إنتِ طالق.”
-
الكلمة دي
ما فرّقتش في حياة أمي بس،
فرّقت في حياتي أنا كمان.
-
بعد الطلاق بفترة،
أمي اتجوزت.
وقالتلي إنّي دلوقتي لازم أعيش مع بابا،
وأتقبّل حياتي اللي جاية.
-
حسّيت إن أمي مش متقبلاني،
وإنها بتدور على حياتها هي.
قلت يمكن ده الأحسن ليا…
إني أعيش مع بابا.
سابَتني ومشيت.
-
في الأول،
بابا حاول يعوضني عن اللي فات،
لكن مع الوقت
رجع تاني نفس الإهمال ويمكن اكتر.
-
ساعتها عرفت
إن أمي كان عندها حق.
كبرت وأنا معتمدة على نفسي.
ما بستناش اهتمام من اى حد،
ولا وحتى نصيحة.
-
لحد ما بابا قرر يتجوز تاني.
وقتها كنت فاكرة
إن اللي شوفته قبل كده هو الأسوأ…
ماكنتش أعرف ان اللي جاي أصعب.
