رواية شقة المعادي كامله جميع الفصول بقلم يوسف مصطفى
قصه_حقيقيه
شقة_المعادي
انا اسمي مؤمن ابو المجد ، مهندس مدني ، عندي اربعه وثلاثين سنه ، ودي مراتي ، مدام سحر مراد ، ودي بنتنا ساره عندها ست سنين .
قصتنا بدأت احداثها من حوالي ثلاث سنين ، بعد تخرجي اتجوزت سحر وسافرت في عقد عمل في دبي ، وهناك خلفت بنتي ساره ، وبعد حوالي ثلاث سنين ربنا كرمني وجاتلي فرصه شغل مهمه جدا في القاهره ، طبعا قبلتها خصوصا ان سحر كان نفسها ترجع تعيش في مصر بعد ما والدها اتوفي واخوها سافر بره مصر ووالدتها بقت عايشه لوحدها .
ورجعنا مصر واضطرينا اننا ننزل ضيوف عند والد سحر لحد ما اقدر الاقي شقه نشتريها ، وبعد شهر من التدوير ربنا كرمني بسمسار لقالي شقه لقطه ، شقه في عماره جديده بأسانسير موجوده في المعادي ، في الدور الرابع ، وكمان الشقه كانت متشطبه سوبر لوكس .
لان كان عايش فيها اسره قبلينا ، وعايزين يبيعوا الشقه ، وفعلا اخدت سحر ورحنا اتفرجنا عليها ، كانت شقه تحفه اربع اوض كبار وحمامين واحد عمومي وواحد داخلي في اوضه ، الشقه بحري ومش مجروحه ، وتمنها مناسب للمبلغ اللي معايا ، وحرفيا اول ما سحر شافتها عجبتها جدا وقالتلي انا حاسه انها هتبقي شقه العمر ، والشقه كانت علي بعد نص ساعه من شغلي .
ودي بالنسبالي ميزه مهمه جدا خصوصا مع زحمه القاهره ، وفعلا عجبتنا الشقه وقررنا ناخدها ، واتفقت مع السمسار انه يظبطلنا معاد مع صاحب الشقه عشان نمضي العقد ، وحددنا الميعاد بعدها بثلاث ايام ، كان راجل كبير في السن اسمه الحاج عواد ، كان راجل محترم جدا ، بس كان متجهم ومكشر ، وكان باين عليه انه مضايق وهو بيبعها ، ومضينا العقد الابتدائي ودفعت عربون واتفقت معاه ان المحامي بتاعي هيروح معاه يسجل الشقه في الشهر العقاري وندفع باقي تمن الشقه ونستلمها .
بس اللي لاحظته ان ورق الشقه اللي معاه بيقول ان الشقه ورث ، ساعتها مفهمتش هو الراجل ده ورث شقه زي دي ازاي ، حتي لما سألت السمسار قالي انه ميعرفش اصل الموضوع ، فمهتمتش بالتفصيله دي خصوصا ان ورق الشقه سليم ، وكمان ان صاحب الشقه مش ودود لدرجه اني اسأله ، وفعلا بعدها بأربع ايام كنا سجلنا الشقه ونقلت الملكيه من الحاج عواد ليا ، واديت للسمسار حقه وبقت الشقه بتاعتي خلاص .
واتفقت مع واحد مقاول عميل عندي في الشركه انه هيغيرلي دهان الاوض وكمان هيعيد علي السباكه والنجاره ، وبما ان الشقه كانت اصلا متشطبه فمكنش فيها شغل كتير ، كان كلها حاجات بسيطه ليها علاقه بالديكورات ، وبعد اسبوع استلمنا الشقه ونزلنا اشترينا عفش بباقي الفلوس اللي معانا ونقلنا للشقه وحياتنا الجديده المستقره ، قسمت الشقه اوضه نوم اللي فيها الحمام بتاعتي انا وسحر واوضه نوم لساره وصالون وسفره ، وطبعا الصاله حطينا فيها ركنه صغيره وتليفزيون عدي علينا شهر كامل في الشقه منغير اي احداث غريبه ، بس بدأت الاحداث معايا في يوم خميس ، والده سحر كانت تعبانه شويه .
وسحر قالتلي انها هتروح مع ساره تبات معاها يوم ، واتفقت معاها اني هبات في الشقه لوحدي ، وهروح يوم الجمعه اخدهم بالعربيه واروح ، ولو والده ساره فضلت تعبانه هنوديها للدكتور ، وفعلا سحر اخدت ساره وراحت لوالدتها وانا رجعت من الشغل اتغديت واعدت في الشقه ، ودي كانت اول مره ابات فيها لوحدي من ساعه ما اشتريناها .
انا كنت متعود اسهر يوم الخميس واتأخر في النوم اتفرج علي فيلم اجنبي ، وكان عشقي افلام الرعب ، وظبطت سهرتي وقعدت اتفرج علي فيلم كان اول مره يتعرض علي التليفزيون وكنت مستنيه بقالي كتير ، بيحكي عن بيت مسكون وناس بتروح تسكن فيه وبيتعاملوا مع اشباح البيت ، الفيلم كان هيتعرض الساعه اتناشر بعد نص الليل ، ظبطت السهره ، اللب والسوداني وحطيت البراد علي البوتجاز عشان اعمل شاي وفعلا عملته وبدأت اتفرج علي الفيلم ، عدي منه حوالي نص ساعه ، كان فيلم حلو جدا ، بس فجأه شميت ريحه شياط جايه من المطبخ .
استغربت جدا وخصوصا اني متأكد اني قفلت عين البوتجاز ، بس دخلت لقيت البراد علي النار ومفهوش ميه وبدأ يسيح ، شيلته بسرعه ورميته في الحوض ، وحمدت ربنا انه مولعش ، انا كنت متأكد اني شيلت البراد من علي النار ، بس شكيت في ذاكرتي ، قولت يمكن عشان بس متحمس عشان الفيلم ، المهم قفلت النار ورجعت اكمل الفيلم ، بس بعدها بربع ساعه شميت ريحه شياط تاني ، قمت من علي الكنبه جري ودخلت المطبخ ، ولما دخلت استغربت جدا من اللي شفته .
لقيت البراد علي البوتجاز والنار شغاله ، لا كده في حاجه غلط ، انا متأكد مليون في الميه اني طفيت النار وحطيت البراد في الحوض ، رجع تاني ازاي ، شيلت البراد تاني وحطيته في الحوض وقفلت البوتجاز وزياده في الامان قفلت محبس الغاز العمومي ، وخرجت اكمل الفيلم وانا حاسس بالقلق ، مهي بردو حاجه مش طبيعيه ، بس بعد اقل من خمس دقايق وفجأه لقيت النور قطع ، طبعا بصراحه اتخضيت ، حط نفسك مكاني .
قاعد بتفرج علي فيلم رعب ويحصل معايا موقف البراد وفجأه النور قطع ودي كانت اول مره النور يقطع فيها من ساعه ما اخدنا الشقه ، قمت من مكاني وولعت كشاف الموبايل ودخلت المطبخ عشان اولع شمع ، المطبخ كان موجود في اخر ممر طويل فيه اوضه نومي وفيه الحمام الكبير وفي اخره المطبخ ، وقفت ادور علي الشمع وانا منور بكشاف الموبايل .
دورت شويه لحد ما لقيته لاني مكنتش اعرف مكانه ، ولعت شمعه بالولاعه بتاعتي وطفيت كشاف الموبايل ولفيت عشان اخرج من المطبخ اعد في الصاله ، بس وانا خارج واول ما عديت من قدام باب الحمام ، حسيت بتيار هوا قوي خارج من الحمام ، ومن قوته طفي نار الشمعه ، وكمان لمحت في الضلمه او حسيت بحاجه بتخرج بسرعه من الحمام وبتدخل اوضه النوم .
طبعا انا اترعشت من الخوف والتليفون وقع من ايدي ، مديت ايدي بسرعه في جيبي وطلعت الولاعه ونورت الشمعه تاني ، ومن كتر احساسي ان في حد معايا في الشقه دخلت اوضه النوم وبصيت فيها ، وبعدين استغربت من نفسي جدا ، ايه اللي انا بعمله ده ، هو الفيلم هيأثر عليا ولا ايه ، قولت لنفسي بلاش جنان ياض يا مؤمن عيب انت راجل كبير ومهندس ، متسيبش الوهم يخطفك ، وعشان ميبقاش في اي جحه لنفسي ، قفلت باب الحمام وباب اوضه النوم ، وخرجت قعدت في الصاله وحطيت الشمعه قدامي ، وولعت سجاره .
وبدأت العب علي الموبايل ، اندمجت في اللعبه ، ومع نور الموبايل اللي ضارب في عيني ، ونور الشمعه لمحت حاجه غريبه جدا ، لمحت ضل ظهر علي الحيطه اللي قدامي ، طبعا قلبي وقع في رجلي حرفيا لما لمحته ، وخصوصا انه اختفي بسرعه .
كأن حاجه عدت من قدام الشمعه بسرعه ، انتبهت وبصيت حواليا وانا حاسس ان في حاجه مش مظبوطه ، بس قولت ده اكيد وهم بلاش اسلمله دماغي ، وكملت لعب علي الموبايل وانا مترقب ان حاجه تانيه تحصل ، وعدي حوالي خمس دقايق واندمجت في اللعبه تاني وفجاه سمعت صوت..
