رواية سلسلة قضايا الجميع مشتبه بهم القضية الاولي جثة في بيت سعاد بقلم اية السحماوي



القضية الاولي جثة في بيت سعاد الفصل الاول بقلم اية السحماوي

" و يا تـرى الجثـة بتعمل إيـه في البلكونة عندك يا سعاد، بتشم هـوا "


كنت واقـف قدام الست سعاد، ساكنـة في المعادي، شقتهـا فب الدور الخامس، وصل لينا بلاغ إن في جثـة لبنت تلاته و عشرين سنـة، ملفـوفة في سجادة و محطوطة في البلـكونة.. 


البلاغ وصل لينا من الجيـران، بيشتكـوا من ريحة وحشة.. و صلنا و حالياً واقف مع سعاد و زوجهـا.. و بنتها بسنت ستـاشر سنة. 


ردت سعاد و هي متوترة، و بتحاول تجفف عرق وشها:-


" والله يا حضـرة الظابط معرف مين دي حتى.. ولا أعرف بتعمل إيه في البلكـونة. "


وقفت، ثبت عنيـا على جثـة البنت المجهـولة، حتى مش معاها أي اثباتات هويـة.. الطبيبة الشرعية رحمة واقفة بتاخد عينات كل حاجه حوالين الجثـة.. و بعدين خرجت معاها الفريق الطبي و جثة البنت المجهولة.. عشان تبدأ تشريح الجثة و تعرف ماتت ازاي.. 


مع أن واضح خالص، شق الرقبـة أنها مدبـوحة.. 


قربت قعـدت على التـرابيـزة قدام سعاد و جوزها و بنتهم، ثبت عنيا على بنتها بسنت ، بتحاول تبعد عيـونها عني:-


" قوليلي يا بسنـت.. السجادة اللي البنت ملفوفة فيها، دي بتاعتـكم.. "


هزت راسهـا بأيـوا، ابتسـمت و رفعت عنيا على سعاد قربت وشي منها اكتر:-


" الجثة في البلـكونة و في السجادة بتاعتـكم.. يا ترى ليـة! 

جاية تلعب استغمايـة مع بسـنت! "


لفيت عنيـا على جوزهـا قاعد هادي بيفرك في إيـديه رفعت عنيا على عنيـه:-


" رأيك إيه في الكلام دا يا حج عبدالله؟ "


لكن هو مثبت عيـنه عليا بصمت، ردت سعاد مراته بحزن:-


" هو مش بيسمع ولا بيتكلم با حضرة الظابط.. والله احنا ناس على قد حالنا، عبدالله مش بيسمع ولا بيتكلم، و اجوزته لأن أنا كمان عندي إعاقـة في رجلـي.. عايشين لبسنت والله نربيـها و نعلمـها.. "


وقفت بهـدوء، لفيت في الشقـة لبست الجاونتي بتاعـي الأول، بدأت اشوف كل حاجه، لقيت مكتب عليه كتب و شوية اداوات مكتـب.. 


خرجت شاورت للعسكري عليهم.. ياخدهم على البوكس.. 


طلعت الشقة اللي فـوق شقة سعـاد.. 

لقيت الجيران كلها ملمومة بيتفرجوا على سعاد و جـوزها.. 


لقيت الشقة مقفولة، اتقدمت ست لابسة اسود و باين عليها السن وقفت قدامي وقالت:-


" الشقة دي مقفـولة من زمان أوي يا حضرة الظابط، منعرفش حتى مين صاحبـها.. "


لفيت ليـهم اسأل بخبث و انا حاطط إيدي الاتنين في جيبي:-


" حد يعرف سعاد دي هي و جوزها؟ في خلال اليومين دول حد سمع صوت غريب، بيدل ان في جريمة! "


لكن الكل ساكت، إلا من ست تانية واقفة متوترة، قربت منـها ميلت عليها بهـدوء:-


" عايزه تقولي إيـه؟ متخافيـش "


عيونها بتدور في كل مكان، بتفرك في إيـديها و الأخر ردت و قالت:-


" البنت دي اسمها شهد، و بتشتغل دليفري و اكتر من مرة توصل طلبيات هنا في العمارة دي.. و كانت و نعمة الأدب و الأخلاق.. لكن محدش شافها من يوم ما حصل خناقة كبيرة بينها و بين سعاد "


اتعـدلت و سألتها و أنا بكشر وشي بستفسار:-


" خناقة إيه دي؟ "


" كانت الساعه واحدة بليل، طلعت على صوت عالي لقيت شهد بتتخانق مع سعاد و تقولها و لما انتي مش هتحاسبي بتخليني اطلع في عز البرد ليه يا ام بسنت.. لازم تستلمي الاردر عشان منضرش في أكل عيشي، دا انا عايشة أنا و أمي و بصرف عليها.. لكن سعاد سيف و ألف سيف تقولها مش دافعة و زقتها على السلم و قفلت الباب في وشها.. والله البنت صعبت عليا، طلعت انا استلمت منها الأردر.. و من بعدها محدش شافها "


هزيت راسي بهـدوء، في ألغاز كتير في كلامها، و كل لغز مع إجابتـه.. ابتسمت ليها بهـدوء و نزلت تاني.. 


ركبت العربيـة و روحت في اتجاه المشـرحة.. 

سألت على الطبيبـة رحمـة.. و اتقدمت من غرفـة التشـريح، ليا الأذن إني أدخل طلما أنا محقق القضية.. 


سندت ضهـري على الدولاب الصغيـر و أنا بتكلم مع رحمة، أنا و رحمة اصدقاء و مش بحب حد يستلم تشريح أي جثة في قضيتي غير هي.. 


شاطرة، و ذكيـة جداً، بتخرج ادق التفاصيل اللي بيغفل عنها دكاترة كتيـر.. 


" شاكة في إيه يا رحمـة! "


رفعت عينها عليا ثواني، و بعدين لفت تمسك القلم تكتب في الدفتـر.. و هي بتقولي:-


" لحد الآن القاتل شخصين مش واحد.. لكن الحاجات دي انت تعرفها يا أحمد.. من رأي كل سكان العمارة يتحقق معاهم.. 

و بعدين مش في كاميرات؟ "


" عطلانه بقالها اسبوع.. "


رديت عليها و أنا بحاول افكر كويس.. 

شخصين؟ لكن كل حاجه هتوضح لما التقرير يبقى كامل.. 


وقفت بسـرعة بقرب من رحمـة لما لقيتها صرخت و بتقولي:-


" أحمـــد... بص بص بسـرعة.. إيه ده؟ "


لفيت من على سرير التشريح وقفت جنب رحمة

  و عنيا على شهد، و كانت صـدمة.. 

يعني إيـــه بجد! ازاي؟؟؟  


حـرف السيـن محفـور بالسكيـنة على كتف شهـد.. 

بصيـت لرحمة باستغراب، و قولتلها قبل ما اخرج:-


" التقرير يكون على مكتبي في اسرع وقت يا رحمة"


قفلت الباب ورايـا و ركبت العربيـة، وصلت قسم الشرطة و دخلت غرفة التحقيق.. إيه هدف القاتل إنه يحفر الحرف دا على كتف شهـد.. 


أصل مستحيل تكون سعاد هي القاتلة و تحفر حرفها على الجثـة، دا يكون غباء مصروف عليـه.. 


استـدعيت بسنت الأول.. العسكري دخلها و قفل الباب تاني وراه، بسنت فضلت واقفـة مكانهـا بتبص عليا برعب. 


أنا فاهم نظرتها كويس، دا خوف من الموقف و غير كده سنها صغير على اللي شافتـه.. سندت ضهري على الكرسي، رفعت المسدس على التربيزة، شاورت ليها تتقدم على الكرسي قدامي.. 


اتقـدمت بخطوات بطيـئه و خوف شديد و قعـدت قدامي، سألتها بكل هدوء اجس نبضها:-


" شهـد دي بتشتغل إيه يا بسنت"


بتبلع ريقهـا بقلق و ردت بصوت متقطع:-


" شـ شهـد كانت بتوصل طلبيات، أكل و كده.. "


" أخر مـرة شوفتيـها أمتى! "


بتدور بعيـونها في الغرفة بتحاول تفتكر، و الأخر رفعت عيونها عليا تاني و هي بتقول:-


" أول امبارح و هي طالعه عند عمي محسن الدور السابع بتوصل طلبيـة.. كنت أنا قاعده في البلكـونة بلعب الفون"


كشرت وشي و ميلت على الترابيزة اكتر ثبت عنيا في عنيها:-


" شوفتيهـا و هي بتنـزل تاني عشان تمشي؟ "


هزت راسها بلأ، شاورت ليها تخـرج، وقفت بسـرعة و كأنها كانت مسجونة في قفص اسد.. و طلعت جري على برا.. 


دخـل جوز سعاد، عبدالله.. و معاه مترجم بالأشارة عشان يفهمني.. 


اتقـدم بملامح عاديـة لأنه أصلاً مش سامع حاجه.. 

قعد الأتنيـن قدامـي، سألت أول سؤال:-


" اخر مره شوفت الضحية امتى؟ شهـد "


بدأ المترجم يشرح ليه بالأشارة، انا مركز على عنيـه و رقبته اللي بيبلع ريقـه بصعـوبة.. و ثبات جسمـة المزيف.. 


بعدت عنيا عنه و رفعتها للمترجم اللي بدأ يقولي رد الحج عبدالله:-


" بيقول من عشر أيام و هي جايبة ليهم طلبيـة، و مشفهاش تاني.. "


خرج الأتنيـن و دخلت سعـاد الظريفـة.. 

داخله بتعـرج، رجليها فعلاً فيها إعـاقة، اتقدمت من الكرسي و هي بترفع عيونها عليا بقلة حيلة، و حـزن، و قلق.. 


" ازاي جثـة تفضل في البلكونة بتاعت بيتك تلات أيام و انتِ متخديش بالك منـها.. أصل حاجه ميستوعبهاش العقل يا سعاد.. معقولة مخرجتيش تدخلي السجادة بتاعتـك ". 


ضربت كفين على بعض و هي بترتعش و بدات تعيط و قالت:-


" و الله العظيم يا حضرة الظابط أحنا روحنا عند أمي امبارح الصبح و رجعنا على الخبر زي زيكم، بيقولو ريحة وحشه في الشقة.. "


ثبت عنيا عليها بتركيز و شك، و لكن قبل ما اتكلم لقيت الباب خبط و كانت رحمـة، دخلت و قفلت الباب، و قعـدت جنبي بصمت و هي بتمد إيدها بالتقرير.. 


كده نعرف نتكلم فعلاً... رفعت عنيا على سعاد نظرة شرسة عنيفة، فتحت التقرير و مررت عنيا عليه ثواني سريعـة.. ابتسمت بهدوء و قفلته تاني. 


رجعت ضهري على الكرسي و سألتها:-


" مين محسن اللي في الدور السابع ده! بنتك بتقول انها شافت شهد طالعه عنـده و منزلتـش تاني.. "


" محسن! دا راجل عجـوز عنده سبعين سنـة و قاعد على كرسي متحرك.. و عايش لوحده، بناتـه بيجـوا عنده كل اسبوع يجهزو ليه كل حاجه.. و كان عارف شهد كل ما يحتاج أكل يرن عليها توصلـه.. و بعدين شهد كانت غالية على كل سكان العمارة بذات احنا والله، و موتها كان صدمة، أنا اول ما شوفت الجثة معرفتهاش من الدم.. لكن شهد كلنا كنا بنستولاها، مكنش حد يطلب غيرها عشان هي بتصرف على اخوها الكفيف بعد موت ابوها و امها.. "


لحظـة لحظـة! اخوها الكفيف؟ موت امها و أبوها.. 


" هو انتِ شديتي خناقة مع شهد دي قبل كده؟ "


لقيتها برقت بصدمة و شهقت:-


" أنا؟ دا ربنا يعلم كنت بحبها ازاي، زي بسنت بنتي بالظبط والله.. و لأني عارفه ظروفها، والله و يشهد عليا الله إني كنت بعد مرة كده اشتري لسها طقمين مع بسنت... "


شاورت ليها تخـرج و دخل العسكري و قولتله:-


" تروح تقبض على جارة سعاد.. الست حُسنيه.. نص ساعه تكون هنا.. "


خرج العسكري، و رحمة سرحانة..فتحت التقرير اعيد قرأته تاني و كان مكتوب فيـه كالأتي:-


" القتل العمد كان عن طريق الخنق، يوجد عشر اصابع على رقبة الفتاة، و ثم تليـه شق قوي بطرف زجاجة حادة، كانت تحتـوي على المـربى.. و يوجد حفر لحرف السين بالزجاجة ذاتها على كتف الفتاة.. و ضربتان قويتان في الحوض أدى لنزيف بسيط.. و يوجد آثر صابون داخل اظافـرها.. مدة الجرح هي أربعة عشر ساعـة فقط.. القاتل آشول.. ذبح الفتاة باليد اليسري، و حفر الحرف باليد ذاتـها.. لاضافة بصامات أخرى على معصم الضحية.. البصامات ليد فتاة.. 


                                    توقيع:- رحمــة سيـد "


 فوقت على صوت رحمة اللي قالت:-


" في حاجه غريبـة.. ازاي الجيران تشتكي من ريحة الجثة، و هي أصلاً معداش عليها أربعة و عشرين ساعة مقتولة.. لازم تعرف مين بلغ.. اللي بلغ هو القاتل يا احمد، لأن بيبعد عنه الشُبهات.. "


قفلت التقرير و رفعت عنيا عليها بضحكة مصدومة:-


" هو ازاي اندبحت بقزازة برطمان مربـى.. و ازاي في صابون على ضوافـرها.. هي كانت بتسرق مربى يعني ولا بتاخد شاور.. "


رحمة كمان ضحكت بقلة حيلـة، رفعت عنيا على صوت الباب و دخول الست حُسنيه... اللي شكلها مش هتبقى حُسنيه خالص.. اتقدمت تقعد و هي بتحاول ترسم ابتسامة و تبان واثقة في نفسـها.. 


" أهلاً ست حُسنيه.. القسم منور بيكِ والله.. قوليلي بقا يوم خناقة سعاد و شهـد.. كانت امتى كده.. يوم إيه يعني! "


لقيتها بترتعش و بدأت في العياط و قالت:-


" انا معرفش حاجه، دا بسنت اللي طلعت ليا بتعيط يومها و تقولي ماما بتتخانق مع شهد، بالله عليكي متزعليش شهد و خدي منها الطلبيـة دي.. و انا طلعت لقيت شهد طالعه من البوابة، ندهت عليها و اخدت منها الطلبيـة.. و مشوفتهاش من يومها.. الكلام ده من حوالي عشر ايام كده.. "


ابتسمت بهــدوء و خـبث، شاورت ليها تخرج.. 

شديت المـسدس و طلعت من القسم أنا و رحمـة و وصلنا لبيت سعاد.. دخلت البلكـونة.. 


كده المشتبه فيهم.. 


الحج عبدالله، توتره كان ناتج على قلق طبيعي. 

الست حُسنيه كانت بتكذب، لغة الجسد عندها مخبيه حاجه. 

الست سعاد قلق طبيعيمن تهمة كبيرة شكل دي. 

و بسـنت خوف و رعب من الموقف.. 


دخلت المكتب، لقيت سبورة مكتوب عليها، دي بتاعت بسنت. 

مسكت القلم و بدأت اخطط شوية خطوط و شاورت لرحمة بتركيز قوي.. 


" سعاد بتقول كانت عند والدتها من الصبح و رجعت لما كلمناها، و بسنت بتقول انها اول امبارح شافت شهد طالعه لبيت الحج محسن و منزلتش تاني.. و دا طبعاً راجل كحكوح ميقدرش على الشابه دي.. 

لكن ليـة الست حُسنيه تسمع كلام بسنـت و تدفع فلوس في اردر مش ليها !؟ "


رحة مسكت القلم التاني شدت خطين بأسم المخبر و التاني القاتل و قالت:-


" القاتل شخصين، راجل و ست.. لأن البصمات على الرقبة دي لراجل و بكد لازم نحقق مع كل سكان العمارة.. الحل التاني نعرف مين بلغ و مين نشر موضوع ريحة الجثة و ناخد بصماته مع بصمات اهل البيت دا بإضافة الست حُسنيه.. 

لأن اللي بلغ هنا غبي، لأن الجثة ريحتها مش بتطلع غير بعد خمس ايام من قتلها.. "


" استغل غياب سعاد و جوزها و بلغ عشان يثير الشكوك عليهم، و حط الجثـة في البلكـونة.. احنا لازم نربط الخيوط في بعضهـا.. اول خيط نعرف مين بلغ.. "


طلعنا من المكتب، لكن لفت نظري حاجه غريبة، قربت شوية دققت النـظر، طلعت الفون اخدت صورتين.. و خرجت ورا رحمـة.. 


اتواصـلت مع المركز اشوف البلاغ بأسم مين، و قالي أن مقدم البلاغ الست حُسنيه لأنها جارة الست سعاد!!! 


طلعت لبيتها فتح ليا جوزهـا، دخلت البيت أنا و رحمة لقيت جوزها قعد و أبنه الصغيـر في حدود تمـن سنيـن.. 


اتكلمنا شويـة و طلبت منه كوباية مايـة، لقيته وقف يصب ليا كوبايـة، رحمة رفعت عيونها ليا بسـرعة بشك كبيـر.. لأن جوز حُسنيـة كان آشـــــــول.. 


اخدت الكوباية بهـدوء و شربـت، و استـئذنا نخـرج.. 


وقفنا قـدام العربيـة و رحمة قالت بسرعة و هي بتقف قدامي:-


" جوزها آشول.. و لو اخدت بالك هتلاقي طبق فيه مربى جنب الطفـل.. و بحكم انها جارتهم.. ليه ميكونش انهم حطوا الجثة في بلكونـة سعاد عشان يبعدو التهمـة عنـهم.. "


ضحكت بهـدوء و أنا بحط إيدي في جيبي.. 

لفيت ليها و أنا ببتسم قبل ما ادخل العربية:-


" لو انتِ ظابط كنتي عرفتي أن في حاجات كتير من اللي حصلت غلط و الظابط مبينضحكش عليـه.. و النجوم دي ماخدتـهاش من فراغ.... ممكن تلاقي الكل مشتبه فيهم.. و القاتل مش منهم خالص.. 

و الدكتور دكتور، و الظابط ظابط يا رحمـة... اركبي يلا "


" قصـدك إيـه يا احمد!! "


ردت بستغراب و هي بتلف تركب، رديت عليها و أنا بلف بالعربيـة مشيت من قدام العمارة:-


" قصدي إن القضية دي ضد مجهول.. الله يـرحم شهد "


اندفعت بالكلام و هي مصدومة:-


" ضد إيـه؟ أحمد القضية سهله جداً، عايزه بس تفكر كويس و تحقق ورا كل حاجه. "


" القضيـة مش سهله.. القضية تافهه جداً "


رديت عليها و انا بقف في الأشارة، لفيت ليها و غمزتلها بهـدوء.. كشرت وشها بستغراب، مش فهماني.. 

و من امتى الظابط حد بيفهم دماغـــه!! 


عـدى سبع أيام على قفل القضيـة.. 

كل واحد رجع لحيـاته الطبيـعيه و عرفت سعاد و جوزها و بنته و الست حُسنيه، أن القضية ضد مجهول.. 


كل حاجه كانت ماشيـة طبيعي، كنت قاعد على المكتب بقرأ شوية قضايا هستلمها.. لكن بعد قضية شهــــد


وصل ليا رسـالة على الفون.. 

و قفت بسـرعة سبت الورق و خـرجت من المركز.. 

وصلت بعد دقايق قدام العمـارة، كانت السـاعة سته المغـرب.. 


العساكر طلعت ورايـا، و قبضت تاني على سعاد و جوزها و بنتهـم و ببساطة خالص قولتلهم ان القضية اتفتحت تاني.. 


و طلعت بيت الست حُسنيه، فتح ليا الطفل الصغير، ابتسمتله و العساكر دخلت قبضت على حُسنيه و جوزها.. و ابنهم الكبيــر.. 


البوكس اتحـرك في طريقـه، بعت تسجيل صوتي لرحمـة و أنا بركب العربيـة:-


" تعالـي على المركز.. عشان تعرفي إن الظابط غير الدكتور "


بعـد حوالي نص ساعـة اتحقق مع الكل للمرة التانيـة.. 

و لكن المرة دي، التوتر و الرعب كان اكبر من المرة الأولـى.. 


دخلت بسنت قعدت و بعدين ابن حُسنيـه.. 

و رحمة جنب مني، و مستغربة مين الشاب ده.. 


سندت ضهـري على الكُـرسي و أنا بلف المسدس على الترابيزه ، رفعـت عنيـا و أنا بغمز ليهم الأتنين:-


" العشق العشق.. و الحب الحب.. اسمع إن الحب ولع في الدورَّ.. لكن انتم قصتكـم و مَن الحب ما قتل.. 

قتلـتوها ليـة.. "


الاتنين بصوا لبعض، بسنت بتلف عنيها في الأوضـة، جسمها بيرتعش.. و الشاب سامي.. بيحاول يكون ثابت.. واد خرع صحيح.. 


وقفت ضربت على الترابيزه بعصبيـة و عنيا عليهم الأتنين:-


" مش حابيـن تقـولو.. انطقي يابت.. قتلـتوها ليـــه؟ 

دي غلبـانة، بتجري في نصاص الليالي عشان تكسب لقمة حلال تصرف على اخوها الكفيف.. هو دلوقتي هيفضل لميــن!! ليه الجحــود ده.. بتتمرمط عشان قرش حلال.. 

مش زيك يا بنت سعـاد، مقضاياها على سطح العمـارة.. 

ابوكي الغلبان يستاهل منك كده؟ امك اللي فاتحة مشروع حلويات رغم انها معاقـه عشان تصرف عليكِ يا زبالـة.. "


لفيـت عنيـا على سامي، اتعدلت وقفت جنبـه و ضميت وشه بكف إيدي بعنـف و أنا مثبت عنيا عليه بقرف:-


" ضحكـت عليها بكام كلمـة عشان تفضل تحت طوعك، بس شهد الغلبانة دي ذنبها إيه بقـرفكم انتم الأتنين.. 

قتلتها ليــة! "


لقيـته صرخ بهيـاج شديد و بيتحرك بعنف:-


" مقتلـتهاش.. بسنت هي اللي دبحتـها والله.. "


بعـدت شوية و أنا ببتسم بخبث و قعدت جنب رحمة، لما لقيت بسنت بتضربه في دراعـه و هي بتصرخ:-


" انت كـــداب، انت اللي خنقتـها بإيـدك.. و قولتلي ادبحيـها عشان محدش يشك في حاجه.. لما تندبح يقولو دي محاولة سرقـة.. "


" و حيــاة امك يا روح امــك.. مين اللي وزني عليها، مش فضلتي تعيطي و تقولي يالهوي دا ابويا يقتلني دي امي تدبحنـي، لازم نخلص من شهـد.. انتِ السبب في موتهـا يا بسنـت. "


رحمـة قاعده مصـدومة، أنا قاعد مستمتع بهجوم الاتنين على بعض.. 


" هششش.. مش عايز صوت.. أنا بقا هقولكم انكـم اغبياء موت.. "


وقفت نديت العسكري، كلبش الأتنين، و خرجنا كلنا راجعين لمكان القتـل.. و اللي هـو شقـة حُسنيـة.. 


بعد دقايق و صلـنا و دخلنا الشقـة اتجهنـا للحمام.. 


شاورت للعسكري اللي دخل رش الحمام كله مـادة اللّومينول بتتبع أثر الدم حتى لو اتغسل أو اتمسح، أو حـتى عـدى عليـه سنة و سنتيـن.. 

مجـرد ما يتـرش و يتفاعل مع الحديد اللي فـي الدم، بيـولع المكان بنـور أزرق..  


لقينا كل الحمام بقا لونه ازرق، و كل بقعة دم ظهـرت في ثـواني.. 


قربت سندت بإيدي على ضهر الكرسي و انا بشاور ليهم على الحمام و بدأت اشرح بكل هدوء:-


" الست حُسنيه كانت شاهده على الجريمـة، و طبعاً لازم تداري على ابنـها.. اتفقت مع بسنت تطلب من امها يروحوا زيارة لجدتـها.. و سابت نسخة من المفتاح مع حُسنيه.. 

الست حُسنيه لفت شهد في سجادة من عند سعاد، و طلعتها البلكـونة، و هّـربت ابنـها بعيد عشان لو حد سأل عليه تقول دا مسافر.. و اللي عرفني إن في سامي أصلاً، صورتك المتعلقـة.. 

و الصبح رنت حُسنيه تبلغ ان في ريحة وحشة، نست خالص ان في طب شرعي.. 

و الابلـة بسنت بتستخدم إيديها الشمال في كل حاجه، لما كنا عندهم في البيت، شوفت رسالة حب و غرام للاستاذ سامي.. 


اليوم اللي اتقتلت فيه شهـد، كانت طالعه للحج محسن اللي بالفعل قالي، انها وصلت ليا اردد اليوم ده و نزلت تاني.. 

لكن الاستاذ سامي و الابلة المحترمة بسنت كانوا قاعدين على السطح، و اللي شافتهم شهـد.. و بما انها على علاقة كويسة بأهل بسنت، قررت تعرفهـم لأنها خايفة على شهد من سامي.. 

لكن تقرر بسنت تتخلص من شهـد.. 


و ضربها سامي بالرجل مرتين في منطقة الحوض، عشان يعرف يتمكن منها و متجـريش.. و نزلـتم بكل جـبروت دخل الحمام و خنقـها، و استغل غياب أبوه و أخوه.. و أمه كانت في السوبر ماركت بتشتري جبنة و مربى.. و الكاميرات جابتها.. و لما دخلت شافت المنظر اتصدمت، و جريت الابلة بسنت اخدت قطعة قزاز من برطمان المربى اللي اتكسر على الارض، دبحـت شهـد اللي كانت بتتحرك بعنف و كل حاجه وقعت في الحمام حتى الصابون اللي ساب اثر في ضوافرها.. 


و طبعاً بعد ما اتفقتـم مع حُسنيـة.. قررتي تثبتي التهمة اكتر على امك، و حفرتي أول حرف من اسمها على كتف شهـد.. 

يعني القذارة وصلت بيكي تدخلي امك السجن، عشان تهربي مع حبيب القلب... و طبعاً عشان تضحكي على الشرطة قولتي لحُسنية تقول ان امها و شهد اتخـانقوا قبل كده.. 

لكن امك عشان على نياتها و ست طيبـة، قالت الحقيقة ان شهد ساكنة مع اخوها الكفيف.. عكس الست حُسنيه قالت دي ساكنة مع امهـا.. "


وقفـت قربت من الأتنين و انا نظرتي كلها قرف منهم:-


" عايز بس اقول كلمـة، القاتل مفيش أغبى منه، حتى لو الجميع مشتبه بهــم.. "


شاورت لرحمـة و خرجت أنا و هي.. 

و أحنا سامعين صريخ بسنـت، دي عيـلة، بس انضحك عليها..


وقفت انا ورحمة قدام العربية، عنيـنا عليـهم و هما بيـركبوا البوكس و بيتحركوا بعنـف، و بسنت بتصرخ انها معملتش حاجه.. 


لفيت لرحمـة بإبتسامة:-


" تيجي اعزمـك على قهوة؟ "


لقيتها ضحكت و هي بتغمزلي و بتلف تركب العربيـة:-


" دا فعلاً، الدكتور دكتور، و الظابط ظابط.. تسلم دماغك.. بس برضـه هقولك.. من غير الدكتور نص الأدلة الظابط ميعرفش يلاقيـها.." 


ضحكـت على ردهـا بقلة حيلة، و ركبت العربية.. 

و مشيت في طريقنا لاقرب كافيـة.. نشرب قهوة نروق و نفصل من الدم و القضايا.. 

الفصل الثاني من القضية الاولي من هنا



stories
stories
تعليقات