رواية يتيم وابي حي الجزء الثاني

قصة يتيم وأبي حي
رواية يتيم وابي حي
الحلقة الثانية يتيم وابي حي
وقعت و فقدت الوعي امي نزلت و حملوني الجيران في السياره التي خبطتني و ذهبنا مسرعين الي المستشفي كان فيه جرح في جبهتي و بعض الكدمات في كتفي...
تم خياطه جبهتي بخمسه غرز و حاول صاحب السيارة ان يشتري الدواء رفضت امي و ذهبنا الي المنزل..
كانت المشكلة كيف سوف اذهب يوم الجمعه لابي؟!!
هل سيكون اول لقاء و انا مصاب
طبعاً انا كاطفل لا اهتم بهذه الامور..
كانت امي في غاية القلقل..
امي اتصلت بعمي عباس
....
امي... اذيك يا عباس
عباس... الحمد لله بخير
امي.. هو ممكن ناجل ان شادي يروح لخليفه يوم الجمعة
عباس.. بلاش دلع يا هدي لو خايفه على شادي الواد في عيني
امي... مش كده يا عباس اصل شادي اتعور انهارده
عباس.. الف سلامة عليه خير
امي... بسيطة بس في جرح في قورته و متخيط
عباس.. و ايه يعني ما هو عيل يعني خليفة مش عارف ان الاطفال ممكن يحصل لهم اي حاجه
امي... انا خايفه بس يقولوا مهمله مع الولد
عباس. مين ده اللي يقول مهمله
اللي ربت و كبرت مهمله و اللي تجاهل و مرباش ولا كبر ولا علم ايه؟
ايه يا هدي... ده لو حد قال كده اقسم بالله اكله بسناني
امي.. تسلم يا غالي
عباس... علي ميعادنا يا هدي ما تفكريش كتير
امي... خلاص ماشي ربنا يعمل اللي فيه الخير..
.....
كانت امي طول الوقت تلح عليا بالاتزان و اني اكون مؤدب و شاطر
كان كل مايشغلني وقتها ان اري ابويا...
كنت احلم بشكله و قوته و استقابله لي....
و انه سوف يكون قوي يقدر علي ضرب اي حد يغضبني..
....
قبل يوم الجمعه كانت امي اشترت لي ملابس جديدة حتى اظهر في افضل صوره امام ولدي
...
و فعلاً بعد صلاة الجمعه لبست و اتشيكت و طبعاً كان الجرح مربوط...
جه عم عباس...
لاول مرة اري امي بهذه الحاله لم افهم وقتها نظره الانكسار التي كانت في عينها نظرة عندما اتذكرها الان اشعر بالم و رغبه كبيرة اني اقبل قدمها...
عباس... جاهز يا بطل.. الف سلامة عليك بسيط
امي.. عباس امانه عليك قبل المغرب شادي يكون عندي
عباس.. هدي.... شادي في عيني
امي.. اول مرة يبعد عني
عباس.. هو رايح امريكا.. دي نص ساعة يا هدي
امي... و الله كانه رايح اخر بلد في الدنيا
عباس... و الله ما تقلقي... ( ينظر لي) بس ايه الشياكه دي
امي... بجد و النبي شكله حلو
عباس... ( ضاحك) واد يا شادي اوعي تكون ناوي تشقط البت ولاء
انا... يلا بقي يا عمو
امي... مستعجل قوي عايز تسيبني
عباس... عيل صغير مش فاهم ( و يمسك يدي و ننصرف)
كنت انظر لامي من شباك السيارة...
كانت تراقبني بنظرات و كانها تريد ان تتبعني حتي اصل...
عينها كانت فيها دموع متحجره لا تريد ان تتنهمر....
كنت طول الطريق... احلم بابي و كان عم عباس طول الطريق صامت لا يتكلم بعكس عادته كان يحب ان يتكلم معي في الكوره هو اهلاوي و انا زملكاوي كان دائما يحب ان يداعبني و يستفذني و يضحك من اسلوبي الطفولي في التشجيع...
و صلنا عند بيت عم عباس و خالتي... كاعدتها دائما رحبت بي و سألت عن امي و اخواتي و قدمت لي الطعام...
كانت تعاملني معامله جميلة كنت اعشقها...
كنت فخور جدا و انا العب مع اولاد خالتي كنت اقول لهم انا جاي عشان اشوف بابا...
و كاني اريد ان اقول لهم انا عندي بابا ذيكوا
مر وقت لم ياتي ابي
اقتربت صلاة العصر...
خالتي.. ماتتصل بيه كده يا عباس..
عباس.. انا هصلي العصر و اعدي عليه.
خالتي.. هو ماله
عباس... انتي عارفه باله طويل
طبعاً كان واضح ان فيه تحفظ في الكلام لاني موجود..
عم عباس.. تيجي تصلي معايا يا شادي
انا... ماشي
خالتي... لو ماكنش في الجامع هات شادي هنا الاول
عباس... طبعاً عارف
... ....
ذهبت مع عمي عباس الي المسجد.
كنا في بلد ارياف كل اهل القرية تعرف بعض..
طول الطريق كانت الناس تسلم علي عم عباس و تسأل من هذا الطفل
كان عم عباس ده شادي ابن خليفة...
كان رد فعل الناس يوضح شئ لم اكن افهمه...
عندما تاتي سيرة خليفة...
لم تكن رده الفعل التي كنت اتمنها
كانت نظراتهم لي شفقه مع عطف لكن لم يعرف احد اني ابن خليفه الا كان يقول لي خلي بالك من امك.... امك ست طيبه
او سلم علي امك قولها عم فلان بيسلم عليكي...
كنت فخور بامي... و كنت اتمني ان اكون فخور بابي
وصلنا المسجد و كان المسجد اسمه ( ابو غنام) مزدحم كاعدته مساجد الارياف
كنت اصلي بجوار عمي عباس...
بعد الصلاة اشار لي عم عباس علي شخص يقف بعيد...
عباس... اللي هناك ده ابوك
رجل طويل غير مهندم شعره غير مصفف يرتدي جلباب متسخ عليه اشياء بيضاء مثل الدقيق...
كنت اريد ان اقول لعم عباس هذا ليس ابي... انت تضحك علي
بعد انتهاء الصلاة...
هم ابي من الخروج من المسجد
عم عباس... تعالي نمشي وراه نشوفه جاي عندنا البيت ولا هيروح
انا... ماشي... كنت اسير خلفه و انا اشعر بشئ من عدم الاستمرار اريد ان اذهب الي امي...
عم عباس... تصدق انه جاي عندنا البيت... كويس يبقى فاكر الميعاد
....
عم عباس.. خليفه.
خليفه... ( ينظر خلفه) اهلاً يا عباس كنت جايلك والله
عباس... مش معادنا بعد الظهر
خليفة... و الله انشغلت في طحن القمح و شونته
عباس... انت اللي طحنته و شونته بنفسك
خليفة... اه.. الحكاية كلها نص طن
عباس... مكنت جبت اي حد هو انت فقير
خليفة... انفار ايه؟
عباس.. ( ينظر لخليفه من فوق لتحت) و مش عارف تغيير الجلابيه دي
خليفة... ما انا قولت بقي لما اروح..
عباس... تروح ايه؟
كل هذا الحوار لم يشعر ابي بان خليفة يسير معه طفل صغير ولا اهتم حتي يسئله من هذا الطفل
عباس.. مش تسلم علي الاستاذ
خليفة... ( ينظر) مين ده
عباس... شادي ابنك
خليفة.. و ايه اللي معوره كده ( و يمد يده و يسلم علي و يقبلني) اذيك يا شادي مين اللي عورك
انا... و قعت و انا بلعب
عباس... عيل..
خليفه... و انت في سنه كام
انا... في الحضانه..
خليفه.... اخواتك عاملين ايه
انا... كويسين...
عباس... اتفضلوا وصلنا البيت
....
دخلنا منزل عم عباس
جلست بعيد عن ابي دون ان اشعر..
و كاني احساس طفل برئ رفضه اشار لي عم عباس.. ايه شادي روح اعقد جنب ابوك..
قمت جلست بجواره... لم يهتم ابدا...
دخلت خالتي روحيه...
اذيك يا خليفة عاش من شافك
خليفة... الله يسلمك..
خالتي.. ( تنظر له) هو انت بتشتغل حتى يوم الجمعة
خليفة.. اكل العيش اعمل ايه؟
خالتي.. ريح نفسك شوية الايام بتجري قعد مع العيال
خليفة... ما انا بخلص شغل و بعقد معاهم و هو انا بعمل ده لمين
خالتي... اه انت قصدك ولاد عفاف و انا قصدي الاتنين قعد الايام بتجري
خليفة.. هو انا قولت حاجه بس امهم اللي بتبعدهم عني
خالتي... و انت قولت عايز اشوفهم و حد قالك لا
خليفه... يجوا و انا اشوفهم
خالتي.. و المصاريف و الاكل و الشرب و المدارس و العلاج..
خليفه... ما انا بدفع نفقتها
خالتي... ( تضحك) 30 جنيه
دي جزمه شادي دي ب 30 جنيه
عم عباس... خلاص مش وقته يا روحيه
كان واضح من كلام ابي انه يري اننا لا نستحق اكثر من ال 30 جنيه و انه المفروض لا يتحمل نفقه اطفال سوي اطفاله من زوجته عفاف هم من يستحقون الرعاية... لكن نحن يكفي ال 30 جنيه و اي مصروفات اخري يجب ان تتحملها امي..
هذه هي اقصي امكانياته لم يقدر علي اكثر من ذلك
.....
انا لم اكن اهتم بكل هذا الحوار..
كنت اريد ان اري اخواتي..
انا.. هو انا عندي اخوات
خليفة... اه احمد و سهام( عندما نطق اسمهم عيناه لمعت و اخرج بسرعه من جيبه صوره لهما)
انا... عايز اشوفهم
خليفة... ( يرتبك) حاضر
عباس... خلاص يا خليفة خده يسلم علي اخواته و انا نص ساعه اجي اخده عشان عايز اروحه قبل المغرب
روحيه... روح معاه يا عباس ان شاء الله تعقد علي المصطبه اللي قدام البيت
خليفة... هو انا هخطفه
روحيه... ده امانه يا خليفة
عباس هوصلكو بالعربيه شادي يشوف اخواته و اخده و انسافر
خليفة... لازم تدخل
عم عباس.. ركب بس و نبقي نشوف
و كان المنزل بجوار قريب جداً من منزل خالتي كانت منطقة اسمها ( الشيخ دياب)
لم يلح خليفة علي دخول عم عباس المنزل
سبقني خليفة الي المنزل و كنت امشي خلفه..
خليفه.. شادي جه
عفاف... جبته ليه
خليفة.. ( يهمس) الواد ورايا
عفاف... ( راتني) ايه ده هو ايه اللي معوره كده..
عباس.. وقع و هو بيلعب
عفاف... وقع!!!! تلاقي انه ضربته
ست مهمله
انا... لا وقعت...
عفاف... تسلم علي و تقبلني بصوره تمثليه تتغدي
انا... لا شكراً كلت عند خالتي
عفاف... روحيه صاحبه واجب
عباس.. فين العيال
عفاف... ليه
عباس... شادي عايز يشوفهم
عفاف تصعد الدور الثاني و تنده علي اطلع يا شادي..
اصعد.. اجد طفلين اصغر مني في الثانية و الثلاثه مثلاً احبهم جدا و العب معاهم كنت سعيد بهم جدا جدا
لدرجة ان عفاف بعد ان كانت حاده بدأت ترق معي....
عفاف... احمد و سهام حلوين
انا... اه حلوين قوي
عفاف... حبتهم
انا... اه جدا
كانت نظرات عفاف فيها فرحه لم اتوقعها...
انا... عندي لعب كتير هبقي اجبها لهم...
عفاف... ماشي..
اسمع صوت عم عباس يلا يا شادي
اقبل احمد و سهام و انزل اسمع صوت بكاء سهام.. تريدني ان استمر...
نزلت و لم اهتم بالسلام علي ابي نهائي..
لكن هو جاء الي بعد ما ركبت السياره و عطاني حوالي 10 كيلو ارز و سلم على و عطاني 10 جنيه
كان كريم للغاية...
كان المغرب قد اذن...
ذهبت مع عم عباس الي المسجد و معانا ابي...
كان في المسجد جثمان لرجال توفي...
خرجنا من المسجد خلف الجثمان لتشيع الجنازه و كانت لرجال محبوب و عادته المدن الريفية لابد من تشيع البلد كلها للمتوفي لا يتخلف احد
مشينا الي المقابر جميعاً و كنت اول مره اذهب الي مقابر في حياتي
كان الجو وقتها شتاء و كان وقتها الكهرباء كانت ضعيفة و مش موجوده في كامل المدينة
كانت بعض الشوارع ضلمه جدا الا من اضائه خفيفه في عمود نور او لمبه علي منزل..
كانت المقابر في اخر شارع يوجد فيه مدرسة ثانوية و سنترال اخر الشارع لا يوجد نور نهائي كانت المقابر حالكه الظلام
الا من بعض الرجال يحملون كلوب ( اضائه بالسولار) كنت اسير و انا في غاية الرعب شكل المقابر موحش للغاية..
العشاء اذنت و نحن لم ننهي كامل مراسم الدفن لان عدد المشيعين كثير جدا و كان لابد ان يسلموا جميعهم علي اهل المتوفي...
صلينا العشاء في مسجد بجوار المقابر...
كانت الساعة اقتربت من العاشرة و كان ذلك الوقت مثل الواحده الان مثلاً كانت وقت متاخر للغاية
فجأة تنقطع الكهرباء في علي كافه المدينة... كنت وقتها مرعوب جدا و اسمع صراخ كثيف في كل ازجاء المدينة للسيدات
اصوات و كانها الرعد...
سئل عم عباس في ايه...
عرفت ان فيه رجل شاذ في هذه المدينة اسمه ( عبد الحليم نبقه) قد قتل الان...

الحلقه الثالثه من هنا
SHETOS
SHETOS
تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1