قصة ويتشكرافت الجزء الرابع للكاتب سيد داوود

قصة ويتشكرافت الحلقه الرابعه
قصة ويتشكرافت
الجزء الرابع ويتشكرافت
أسامة ع الأرض، عيونه بيضاء، ولمار بتصرخ.
_ أسامة .. يا أسامة .. أسااااااااااااااااااااااااااااااااااامة
(لمار جريت بسرعة على التليفون، واتصلت بالإسعاف، وبعدها اتصلت بأختها وأبوها يلحقوها، لأن أسامة ملوش حد، وهي متعرفش رقم أخته عزة، وبعد كده بدأت تدور عن رقم عمرو صاحبه على التليفون بتاعته، واتصلت بيه يلحق صاحبه)
الإسعاف وصلت قبل أي حد، وأخدوا أسامة وخرجت لمار معاهم، وهي بتليفونه  وتليفونها.
الدكاترة في المستشفى محتارة في أمره، كل التخصصات بتقول إنه سليم، مفيهوش أي مشاكل.
كل أجهزة الجسم بطبيعتها، مفيش مشاكل لا في أجهزة عصبية ولا هضمية ولا تنفسية.
(عمرو بيصرخ في الدكاترة)
_ يعني ايه كويس ومفيهوش حاجة، يعني ايه؟ ده شبه ميت، انتوا مش عارفين تشخصوا الحالة، بتشتغلوا دكاترة ليه؟
_ من غير تطاول يا أستاذ لو سمحت، أخوك اتعمل له كل التحاليل والأشعة، ومفيش دكتور متخصص في المستشفى إلا وكشف عليه، وكله بيثبت إنه مفيهوش حاجة.
_ يعني ايه الكلام ده، أومال تفسيركم ايه اللي هو فيه.
_ ملوش تفسير، احنا بنحاول نفوقه بكل السبل.
_ ياريت تشوفوه كويس، ممكن تكون جلطة في المخ ولا القلب، ولا أي حاجة يا دكاترة، اضربوله حقن سيولة، أكيد فيه تجلط وانتوا مش واخدين بالكم.
_ هو احنا هنجرب فيه ولا ايه؟
(لمار منهارة من العياط، وأختها بتحاول تهديها، وهي مسنودة على حيطة، وقاعدة على أرض المستشفى، وشافت عمرو ماشي ورا الدكاترة وبيزعق، بصت على عمرو، وبدأت تمسح دموعها وتنادي عليه,
_ أستاذ عمرو
_ أرجوك تتصل بخالك الدكتور مختار، ييجي يشوفه، يمكن يكون عنده تفسير للحالة.
( عمرو بدأ يستجمع قوته، ويعصر دماغك، ويخبط راسه بإيده)
_ يااااااااااه .. ده أنا نسيت خالي مختار خالص.
(اتصل عمرو بخاله، وقال له لازم يحضر فورا)
طبيب شاب واقف جنب عمرو، شكله يعرفه وبيعمل معاه الواجب ومش عايز يسيبه.
_ مين خالك مختار ده يا عمرو؟
_ ده خالي اللي كان مسافر برة.
_ برة فين؟ مش ده اللي كان في السنغال؟
_ أيوة هو، وبعد السنغال راح أوروبا
_ كان يعمل ايه هناك؟
_ بعد ما أخد الدكتوراه بتاعت في علم النفس، راح يعمل دراسة على تأثير السحر على الحالة النفسية للمسحور بعد الشفاء، وهناك عرف إن السحر الأسود له آثار تدميرية لشخص المسحور ممكن توصل بيه للموت، وبدأ يعمل دراسة عن الويتشكرافت.
_ ايه الويتشكرافت ده؟
_ ده لون من ألوان السحر اللي كان بيعملوه في أوروبا من 500 سنة تقريبا.
_ خاله ده دماغه فاضية على فكرة يا عمرو.
_ اللي دماغه فاضية ده لازم تشوفه لما يوصل، وانا على يقين إنه هينقذ أسامة.
(الدكتور يشير لعمرو بيد مستنكرة)
_ يا عم روح، بلا تخاريف.
_ بقولك معاه دكتوراه في علم النفس تقول لي تخاريف، ده راجل كل شغله قايم ع الدراسات والأبحاث، مش دجال م النصابين اللي خربوا البلد.
******** #سيد_داود_المطعني **********

وصل الدكتور مختار للمستشفى، ماسك في يده شنطة، لابس البدلة كاملة زي عادته، مش بيخرج من غيرها، والشنطة في منتهى الشياكة، ونضارة شمس سودة عدساتها بيضاوي.
عمرو جري ناحيته، وسلم عليه، وأخد منه الشنطة..
مدير المستشفى جاي عليه من بعيد وهو بيزعق.
_ يعني ايه حد غريب عن المستشفى منعرفش هو مين ولا بيشتغل ايه، وعايز يكشف على حالة عندنا، ده استهتار، ده تسيب، دي جريمة، مستحيل يحصل طبعا.
المدير وصل عند مختار وعمرو، ولمار اللي جات بسرعة ناحية الدكتور مختار، وقلبها مرتاح لما شافته رايح ناحية الغرفة اللي فيها أسامة.
_ مين حضرتك وداخل المستشفى تعمل ايه؟
_ أنا الدكتور مختار السيد، صاحب ومدير مركز المختار للصحة النفسية، وجاي أشوف الحالة المستعصية اللي حضراتكم قلتوا انها مش بتعاني من أي مرض عضوي.
_ وداخل المستشفى تكشف على حالة بدون إذن أي حد من طاقم المستشفى، هو انت داخل قهوة بلدي.
_ أنا بالفعل أخطأت بعدم الاستئذان، بس انشغالي على أسامة هو اللي لبخطني، وبعتذر لحضرتك ولكل طاقم المستشفى، وأتمنى تخلوني أكشف ع الحالة.
_ ممنوع طبعا.
(لمار سمعت كلمة ممنوع، وهجمت بشراسة ع المدير، مش حاسة نفسها بتعمل ايه، وبدأت تصرخ في وشه)
_ هو ايه اللي ممنوع؟ ها؟ ايه اللي ممنوع؟ جوزي يموت يعني؟ جوزي يموت؟ مفيش ممنوع .. مفيش ممنوع .. لازم يروح لجوزي .. لازم يروح لجوزي.
(عمرو بيحاول يهديها)
_ اهدي يا مدام يا لمار مش كده .. خالي هيدخل لأسامة، متخافيش، اهدي بس اهدي.
(مختار بيبص على المدير)
_ الموضوع مش مستحمل تعقيدات روتينية يا دكتور بعد إذنك، الحالة اللي عندك دي علاجها في شنطتي، وأتمنى حضرتك تحضرنا من باب الإنسانية لا أكثر ولا أقل، وياريت ترحم توسلات مراته .. أسامة ده عريس جديد ملوش يومين.
(المدير بص على شنطة مختار، وبص له، وبص على عمرو ولمار، وبدأ يمتص شفايفه بعدم الرضا، ويشاور له يمشي وراه)
_ اتفضل ورايا، لما نشوف آخرك ايه.
(الكل ماشي ورا مختار، ناحية الغرفة اللي فيها أسامة)
وصلوا الغرفة، ومختار بيفتح عين أسامة، وبيبص وراه على لمار..
_ هو حصل ايه يا مدام؟
_ كان طبيعي جدا، وفجأة مسك بطنه، وفضل يرجع، وعينه اتقلبت، ووقع على الأرض، ومكنش عارف يتنفس.
_ حصلت له تشنجات عصبية؟
_ هو كان بيحاول يتنفس وفي حاجة بتمنعه، بس مش فاهمة يعني ايه تشنجات.
(مختار ضم شفايفه وبيبص على عمرو)
_ امممممممممم .. اللي كنت خايف منه حصل يا عمرو.
_ هو ايه يا دكتور.
_ استخدموا معاه خطوة تانية من خطوات الطريق للويتشكرافت.
_ يعني ايه؟
_ يعني بدأوا يعملوله خطوة أصعب، وإن استمر السافل اللي بيحاربه على الطريقة دي، ممكن أسامة يموت..
(لمار بدأت تتهاوى، هتوقع من طولها .. عمرو فتح لها دراعه وبدأ يسندها)
_ امسكي نفسك يا مدام لمار، كل حاجة ليها حل ان شاء الله، خليها قوية.
(مختار فتح الشنطة، وطلع منها علبة فيها مشروب سائل، وعلبة فيها ورقات نبات ناشفة، وعلبة مسك صغيرة، وكيس بلاستيك فيها مجموعة أوراق نباتات جافة).
مختار بيطلع عود من أعواد النبات الناشف، وبيفركها بإيده وبيقربها من أنف أسامة، وبيبدأ يفركها بحيث ريحتها تدخل في أنفه..
مدير المستشفى اعترض وصرخ في وشه.
_ انت ايه اللي بتعمله ده؟
_ بخليه يشم "الحلتيت" لازم يستنشق منه، علشان يفوق.
_ حلتيت ايه وبلتيت ايه؟ انت كده بتدمر أجهزة التنفس عنده.
_ متخافش يا دكتور، دي عشبة طبيعية مش هتضره، ثم أنا بعمل حاجة عامل عليها دراسات ست سنين في أول بلد عملت الويتشكرافت، وفي البلد اللي لسة بتستخدمه لحد النهاردة.
_ أنا معرفش ويتشكرافت ولا غيره.
_ أرجوك يا دكتور متعطلنيش.
(مختار بيشيل الحلتيت، ويطلع زهرة تانية، وبيبص حواليه)
_ عايز حاجة يا خالي.
_ عايز حد يجيب لي إزازة مية.
(عمرو بيسند لمار اللي مش قادرة توقف، وان سابها هتوقع في الأرض.
(مدير المستشفى بص حواليه، مفيش حد، مشى بسرعة جاب إزازة مية، وقدمها مختار، اللي أخدها بكل خجل)
_ أنا آسف يا دكتور، وشاكر تعاونك.
_ أنا هنفذ كل أوامرك وربنا يستر، والشاب يقوم يوقف على رجله.
(مختار بيطحن زهرة بصباعه، وبيضيف عليها مية، وبيحطها على طرف لسان أسامة)
_ ايه دي كمان؟
_ دي قطفة من شجر الشذاب، بتساعد في الحالات اللي زي كده، واللي جنبها دي، وهنخليه يشم فيها شوية دلوقتي، دي زهرة البابونج، أكيد بتستخدموها في الطب العضوي عندكم، علشان التشنجات.
_ اه طبعا، زهرة البابونج داخلة في تصنيع أدوية كتير.
_ ده مسك عادي جدا، هندهن بيه أطرافه.
_ وايه السائل اللي في العلبة ده؟
_ مش هتصدق حضرتك؟
_ ليه؟ هو ايه ده؟
_ ده عرقسوس، هيشرب منه شوية.
_ عرقسوس؟ ... عرقسوس اللي هو العرقسوس؟ 
_ اه.
(مختار بدأ يحط طرف ازازة العرقسوس على لسان أسامة، ويشربه منه)
(مختار بيدعك وش أسامة، ويصحيه، ويضغط له ضغط خفيف على عصب مناخيره)
_ أسامة .. أسامة .. يلا قوم يا أسامة.
( أسامة بدأ يفتح عينه، لأول مرة من أول ما أغمى عليه الصبح، بدأ يبص حواليه)
لمار ابتسمت، كانت فرحانة أوي.
_ أسامة! الحمد لله الحمد لله. شكرا يا دكتور ربنا يخليك.
(عمرو بيسندها تروح له، أسامة بص عليها، شاف إنها مسنودة على دراع وكتف عمرو صاحبه)
أسامة بيبص حواليه، لقى المستشفى والمدير والدكتور مختار.
_ انا فين؟
_ انت في المستشفى يا بطل.
(مدير المستشفى بدأ يكلم أسامة)
_ انت تقريبا رجعت من الموت .. ولو اني مش فاهم ايه اللي بيحصل ده، بس الدكتور مختار أنقذك فعلا، وأكيد هيكون لي قعدة طويلة مع حضرتك يا دكتور مختار، أفهم ايه اللي حاصل واللي بيحصل، واللي انت عملته ده.
_ وانا تحت أمر حضرتك يا دكتور طبعا.
(مشى مدير المستشفى على أشغاله، ولمار بترمي نفسها على أسامة، وهي بتعيط)
_ حمد لله ع السلامة يا أسامة، أنا كنت مقهورة عليك.
(عمرو مبتسم له)
_ حمد لله ع السلامة يا صاحبي، ده انت كنت مهاجر.
(أسامة بيبص على عمرو بغضب شديد، وبيبص على لمار، وبيدفعها بيده بعيد منه)
_ امشي بعيد عني.
(لمار اتضخت، وبتبص على أسامة)
_ ايه يا أسامة؟ هو انت مش عارفني؟ أنا لمار مراتك.
_ مراتي! وكنتي فاكرة اني مت انتي والأستاذ؟ واقفة مسنودة على كتفه، بين دراعيه، انتي لا مراتي ولا أعرفك.
(لمار هووووووء  .. هتتشل من رد فعل أسامة، والدكتور مختار بيحاول يفهمه اللي كان حاصل)
_ أسامة يا ابني متبقاش من الرجالة الشكاكة.
_ بعد إذن حضرتك يا دكتور، أنا فتحت عيني على مشهد ميرضيش حد.
(عمرو مستغرب، أسامه مستحيل يشك فيه)
_ جرى ايه يا أسامة؟ هو انت لسة تحت تأثير الويتشكرافت ولا ايه؟
_ بس يا عمرو بلا ويتشكرافت بلا كلام فارغ، انت لا صاحبي ولا اعرفك .. وانتي يا لمار طالق، وياريت توريني عرض اكتافك .. امشي من هنا يلا.
(لمار اتصدمت .. مش مصدقة اللي بتسمعه)
_ أسامة .. انت مستوعب اللي بتقوله ده؟ مستحيل تكون بحالتك .. الحقني يا دكتور .. أرجوك تشوفه تاني .. أسامة لسة مسحور يادكتور.
(مختار بيبص لها بكل أسى)
_ للأسف يا بنتي .. السحر لسة ساري .. بس اللي انا عملتهوله دلوقتي مجرد اسعافات أولية، وأكيد هو دلوقتي مش تحت تأثير السحر.
( مختار بيتكلم بطريقة أوروبية، بمنتهى اللامبالاة، مش بطريقة واحد مصري بيحاول يقاوم علشان يمنع حالة الطلاق دي انها تتم قدامه)
عمرو هيتجنن .. بيصرخ في أسامة.
_ انت يا بني آدم انت .. لازم تفوق لنفسه .. اللي بتعمله ده غلط.
_ يلا يا حقير .. امشي اطلع برة يا سافل .. وخدي الكلبة دي معاك.
_ يا أسامة أنا ماسك أعصابي ومستحمل كلامك علشان انت فاهم غلط .. مراتك كانت....
_ امشي اطلع برة يا كلب..
(قام أسامة بيجري ناحية عمرو، بيخنقه من رقبته، وبيدفعه ل برة . بيطرده بقوة من غرفة المستشفى)
مختار واقف بيهز راسه ..
ولما بتصرخ فيه من بعيد، بتزعق له .. 
_ أنا خلاص فاض بيا .. معدتش استحمل .. أنا مش هكمل معاك .. سواء بتطلقني وانت سليم، ولا انت تحت تأثير الزفت ده .. انا كرهتك .. كرهتك .. كرهتك.
(لمار خرجت تبكي .. وأسامة وقف مكانه بيدمع في صمت، وبيرمي جسمه ع السرير)
الجزء الخامس والاخير من هنا 
اقرأ ايضا قصتي مع السفله من هنا
SHETOS
SHETOS
تعليقات