حكاية نور والتوام
الفصل العاشر
الفصل العاشر
اغمضت عيوني وارتعشت شفتاي وانعقد لساني....لا اريد ان اسمع من جديد ما سمعته ....تركته ومشيت لوحدي...لحق بي قائلاً..نوراستني.مالك انا قلت حاجة مش حلوة؟؟؟
- قلت وانا احاول الافلات منه: انا ما ينفعش اتحب وبعدين انت كلها اسبوعين ومسافر خلاص...بتتكلم معاية بالطريقة دي ليه..تعليقة دي ولا ايه النظام؟؟؟انا مش بتاعت حب ....
-قال معترض: عارف...مش بتاعت حب...بتاعت جواز؟؟؟
- قلت بعصبية وانا ابتعد عنه اكثر: ولا بتاعت جواز....انسى الموضوع من اساسه ما تفكرش فيه حتى...
- قال وقد اوقفني بكلماته. انتي في حد في حياتك؟؟؟
- قلت اليه: انا عمري ما كان في حد في حياتي...وعمري ما هتجوز...ومش عايزة لا احب ولا اتحب...
-انتي بتقولي كده ليه طيب حتى من غير ما تديني فرصة....
-قلت بصراخ : انا الي مش عاوزة حد يديني فرصة...عشان انتو بتدوني فرصة من هنا بتاخدو معاها حتة مني من هنا...انا مش عاوزة حد في حياتي...
- قال بعصبية: اركبي العربية يانور اوصلك لو سمحتي وكفاية زعيق في الشارع
- قلت بإصرار: مش هاركب...انا سكتي غير سكتك ...
- ليه مش رايحة عند وفاء
- لا....خلاص.....بس نصيحة عاوزك توصلها لطنط وفاء وهي هاتفهمها.....قلها خدي بالك من سامح ...وهي هاتفهم....
- طيب انتي رايحة فين دلوقت..
- قلت وانا استقل سيارة اجرة: مش مهم...هابقى اكلم طنط وفاء في التليفون ....سلملي عليها قلها اني بحبها اوي....بس كفاية لحد كده....مش عاوزة احس اني عالة على حد...
.................................................. ........
تابعت طريقي في السيارة من دون ان انظر ورائي لارى ما حصل به....
لمحت نظرات سائق التاكسي غير مريحة...الى ان توقف وصعد معه شاب اخر ....جلس على المقعد الاماامي....
نظر الي من المرأة وقال...
- مين نور..؟؟؟
- قلت وانا احاول ان اتذكره: انت تعرفني؟؟
-ضحك بصوت عال وقال وهو يغمز لي: مش عارفاني....انا سمير من رجالة ماجد بيه الي مرة وصلتك بردو بالعربية اما كنتي نازلة من بيته...يوم الحفلة الكبيرة..
طرق قلبي بشدة وقد تذكرته فعلاً...
فقلت بتوتر: اهلا......
- قال ممازحاً: فين السهرة الليلادي؟؟عند مين؟؟
- قلت لسائق التاكسي: لو سمحت نزلني على جنب...(اعطيته مالاً)
- لالا ايه ده تدفعي فلوس وانا موجود؟؟ انتي يا قمر احنا الي ندفعلك مش انتي تدفعي...
- وضعت يدي على مقود الباب اريد النزول وجدت سمير يقول للسائق:ايه ليك مصلحة البنت حلوة ادفعلها الي معاك ونخلص ....(اقفل الباب من جانبه)
-صرخت قائلة: افتح الباب لاصرخ ووديك في داهية...
- ايه النظام اتغير ولا ايه؟؟ ولا احنا مش قد المقام وزي رجال اعمال ..اطمني انا معاية فلوس...
-قلت وانا اصرخ: اخرس وخليني انزل...
صفعني عندها على وجهي وانا اصرخ فيه وتركني انزل بعد ان شتمني....
الماضي اللعين يلاحقني وينشر لي صفحات سوداء امام الجميع......
حاولت كتم جنوني وبكائي....ولملمت جراحي والمي وتابعت سيراً على الاقدام.....تعرضت لأسوء شيىء من الممكن ان يخطر في بال اي احد....وهو الاذى النفسي بكل اشكاله...مهما حاولت سأبقى في عيونهم فتاة ليل يدفعون لها لقاء ليلة ....
هذا اللقاء ذادني تعاسة .....بأنني لن استطيع ان اتحول الى فتاة شريفة.....واذا تغيرت لن يتقبلني احد على ما سأكونه...سينظرون لي فقط على انني بنت غير شريفه ....
................................................
كنت قد اقتربت من منزلنا....فتابعت المسير مشياً على الاقدام....
حاولت الاقتراب قليلاً,,,رأيت نورغرفة اختي مازال مشتعلاً...لم اجرؤ على الدخول من جديد كي لا اتعرض لعملية طرد اخرى ....ونفسيتي بعد الذي حصل لي لم تعد تتحمل اكثر......
بقيت اقف وانا انظر الى جدران منزلنا وغرفه من الخارج...في حياتي لم اجده بهذا الجمال الذي اراه عليه الأن....اعشق رائحته حتى الطلاء المتعفن الذي يملؤه اشعر انني احب لونه ورائحته...الشقوق داخل الجدران والتي تنذر بسقوط قريب اتمنى ان تدفنني تحتها...
ولكن هذا البيت رغم فقره الا انه يمنع علي الدخول اليه وانا التي فتحت لها القصور في السابق احن الى كل شيئاً فيه...
لم استطع الوقوف اكثر ..اسندت رأسي على حائط بجانبي وبدأت البكاء....
لمحت بعدها حور تطل من النافذة وتنظر الى اسفل...اختبأت فوراً كي لا تراني وتركت المكان وذهبت
لم يكن لدي اي مكان الجأ اليه.... سامح يلاحقني ومصر على ان يذكرني بما كنت عليه ويريد ان يفضحني .....واهلي لا يردودنني...اين اذهب..؟؟؟؟؟
وجدت جامعاً مفتوحاً...وشيخ في الداخل يقرأ القرأن دخلت ووضعت على رأسي ثوب صلاة ترك على جنب.وجلست خلفه استمع الى قراءته العذبة وبكيت كثيراً وركعت وطلبت من الله الرحمة والمغفرة لاحظ الشيخ صوت بكائي فألتفت نحوي وقال..- مالك يا بنتي..انتي بتعيطي...
- مسحت دموعي واقتربت منه وجلست الى جانبه وقلت: اه اصلي اذنبت كتير...وبطلب من ربنا يسامحني...
- قال بعطف: طالما بتبكي يبقى انتي عاوزة توبة نصوحة وثابتة ان شاءالله
- هو ربنا بيغفر الذنوب كلها؟؟
- ربك ده هو التواب الرحيم والغفور ويغفر كل الذنوب الا الشرك فيه
- ونعم بالله انا بعدت عن ربنا اوي وارتكبت معصية يا سيدنا الشيخ معصية يهتز ليها جبال بس انا ندمانة وعاوزة اتوب ما حدش ناوي يسبني في حالي....
- لا حول ولا قوة الا بالله اسمعي يا بنتي التوبة دي من عزم الامور واصعبها لو فكرتي بالناس هتضعفي وهترجعي للي كنتي فيه تاني فكري بالي رحمته وسعت السموات والارض واللي فاتحلك ايديه وبيقولك تعالي انا جنبك انا معاكي مش هاسيبك؟؟
- ربنا عالم قد ايه انا ندمانة ومش عارفة اعمل ايه اصلح غلطتي...
- ارجعي لقلبك ونيتك الصافية يا بنتي وهي هاتدلك اي حد فينا مهما غلط جواه لازم يكون خير استغلي الخير ده وهو هيساعدك تتمسكي بتوبتك وتستمري فيها ادعي وقولي يارب يا غافر الذنوب يا علام الغيوب اغفر لي ذنبي وارحمني تحت الارض وفوق الارض ويوم العرض ان الله يحب التوابين والمتطهرين وربنا معاكي يا بنتي....
- ادمعت عيناي فقلت له: انا ممكن انام هنا يا سيدنا الشيخ الليلة دي بس وبعدين اروح الصبح اصل مش عارفة ومش لاقية مكان ابات فيه..
- لا حول ولا قوة الا بالله....انا عندي اخت اسمها فايزه ست وحدانية ساكنة قريب من هنا انا هعمل فيكي ثواب اوديكي تنامي عندها الليلة دي انا قلبي ارتحلك يا بنتي وباين عليكي بنت كويسة...
-ربنا يخليك يارب...
.................................................. ..................
اصطحبني الشيخ عند اخته فايزة وهي سيدة عجوز تعيش في منزل من غرفتين فقط استقبلتني بإبتسامة بعد ان طلب منها ان ابات عندها هذه الليلة...
ادخلتني الى غرفتها قائلة...
- نامي يا بنتي الليلة دي هنا والصباح رباح...
- كانت غرفة صغيرة اثاثها بسيط وسريرها على الارض ...لم اعترض شكرتها قائلة: انا متشكرة اوي مش هانسى المعروف ده..
- قالت متسائلة: هما اهلك فين يا بنتي.؟؟؟
- قلت وانا اتنهد: ماليش حد يا حجة غير ربنا...
- قالت بحزن: هو اكرم من اي حد.ونعم بالله...
تركتني واقفلت باب الغرفة وضعت رأسي على المخدة ورحت في نوم عميق وكأن تعب السنين كله في جسدي.
استيقظت على صوتها تريدني ان اتناول الفطور معها.
- تعالي يا بنتي كلي لقمة معاية..صباح الخير...
- صباح الخير يا حجة..انا اسفة الظاهر طولت في النوم..
- لا دي الساعة لسه 7 بس انا بصحى بدري..
-انا مش عايزة اغلبك معاية انا هغسل وشي واروح
- تروحي فين يا بنتي مش هاتروحي اي مكان قبل ما تحكيلي حكياتك وتقوليلي اسمك..
- قلت وانا اجلس الى جانبها: اسمي نور.
- طيب يا نور حكايتك ايه وايه الي خلاكي ما تلاقيش مكان تباتي فيه احكيلي انا زي امك..
حدثتها عن حياتي من دون ان اتطرأ لموضوعي الشخصي فقط عن والدتي واختي وانهما لا يردونني في المنزل لأنني تزوجت غصباً عنهم والذي تزوجته تركني وطردني وطلقني .....
الفت قصة كفيلة بأن تبرز وضعي ولكن لم تكن مقنعة بالنسبة للحاجة فايزه التي قالت..الدنيا يا بنتي ملايانة مصايب والحمد الله على كل حالل
- طيب يا حاجة انا لازم اروح عندي مشوار كده وهدور على شغل
- انتي مش راجعة هنا؟؟
- هدور على شغل مش عارفة هيحصل معاية ايه
- قالت بحنان: بصي يا بنتي الي عمل معروف لازم يكمله وانا ارتحتلك مش عارفة شفت امبارح بليل حلم جميل وشفتك فيه ده اشارة من ربنا عشان ما سبكيش وانا مش حسيبك دوري على شغل وارجعي ممكن تعتبريه بيتك لغاية ما تحسني وضعك..
- ضممتها قائلة: ادعيلي ياست الكل وعن اذنك...
.................................................. .....
عدت الى منزل السيدة وفاء اريد ان اودعها واشكرها على ما فعلته معي واعود وابحث عن عمل وبعدها الى بيت الحاجة فايزه التي بعث الله لها اشارة كي تستقبلني ...
وهل هذا دليل انه بدأ يرضى عني؟؟؟؟
مهما فعلت سأظل اركع وابكي امامك يا الله أن تبعد عني الشيطان الذي كان في داخلي وبفضلك سأنتصر على الماضي ولن يهزمني احد ما دمت معي....
دخلت وجدت الجميع في حالة استنفار....
وسامح يجلس معهم ما ان لمحوني حتى اسرعوا الي..
نور كنتي فين قالها السيد سراج
- نظرت الى سامح بحقد: في بلاد الله الواسعة..
- قالت ليان: انا ما تخيلتش الي حصل يزعلك لدرجة تسيبي البيت انا ما قصدتش والله ازعق في وشك
- وضعت يدي على وجهها قائلة: حصل خير حبيبتي...
- قال السيد سراج: كنتي فين يانور وكنتي نايمة فين وانتي ما عندكيش مكان غير هنا احنا من امبارح ما نمناش بندور عليكي حتى سامح من الصبح هنا بعد ما عرف انك مانمتيش الليلة هنا في البيت"...
- قلت موجهة الحديث الى السيدة وفاء متجاهلة ما قاله: طنط وفاء انا عاوزة اتكلم معاكي شوية قبل ما اروح
- قالت بأسى: على فين انتي ما لكيش مكان تاني...
دخل بعدها الى الصالة احمد قائلاُ...ما لقتهاش...(سكت عندما رأني وقال)...لا لاقتها..
- قالت السيدة وفاء بعصبية: مهو كله منك ازاي تسيبها امبارح اكيد انت السبب انت زعلتها..
- قلت مقاطعة: لا..ما حدش لو ذنب انتو اجمل عيلة شفتها واللي شوفته منكم ما شفتوش عند حد في حنيتكم ورعايتكم انا مش عاوزة اقلق حد تاني انا جاية اودعكم واشكركم وبس عشان تفتكروني بالخير...
- عندها قال سامح بلغة متهكمة: بس مش مفروض تقوليليهم للعيلة دي الي حضنتك انتي تبقي مين يانور!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!