حكاية نور والتوام
الفصل الحادي عشر
وقف الدم في عروقي وقلت...
- قصد ايه
- قالت السيدة وفاء منهية الموضوع: نور حكتلنا كل حاجة عنها ومش محتاجين نعرف حاجة ربنا يكون معاكي يانور
- قال احمد: نور انتي تعرفي سامح وهو قصده ايه؟
- قال سامح معلقاً على الموضوع: لا انا كان قصدي نعرف هي مين عشان مش كل مرة تعمل القلق الي عملته...
- قال السيد سراج: خلاص يا سامح الموضوع خلص
- ليان بحزن: ليه كده يانور والله انا حبيتك زي اختي حتسيبني افضلي هنا هتروحي فين انتي ما لكيش حد..
- قلت بإصرار: لا لية طبعاً لية ربنا....
اقتربت من السيدة وفاءحضنتها بلطف وقلت انا مش هنسى معروفك ولا ثانيةوكنتي اكتر من ام....
واقتربت بعدها من السيد سراج سلمت عليه انا بجد مش عارفة اشكرك ازاي...
-قال بأسى: انا بكرر اسفي عن ابني مراد اللي يمكن لو كان هنا كان هيكرر اعتذراه عن الي حصل يوم الحادثة
-اتجهت نحو ليان وضممتها بشدة قائلة: هنتكلم مع بعض اكيد من تاني وهمست في اذنها قائلة بس اوعي تلبسي الفستان الاحمر مش حلو.
تركتها بإستغرابها ومررت بجانب احمد دون ان انظر حتى اليه وسامح كان يقف في الزاوية لا يجرؤ حتى على الكلام.....
قبل ان اخرج امسكتني السيدة وفاء من يدي قائلة: عاوزكي شوية يانور في المكتب.....(وادخلتني واقفلت الباب)
- قالت بحنان: انتي رايحة فين يانور وايه حكاية سامح اللي قلتي عليها امبارح لأحمد ربنا يخليكي قوليلي لو في حاجة...
- قلت بتوتر: لل ما فيش انا بس اعرفه من زمان ايام ماكنت عند راجل مهم وكان زي صاحبه او كده فحسيت شوية ان شغله مش تمام اوي وانتي قولتي عاوزين تدخلو شركة فعشان انتو طيبين وانا حبيتكم قلت كده...
- قالت بشك: بس كده يانور؟؟
- بس كده...(قلتها بحزم)...
- امبارح زعلك احمد في حاجة.؟؟
- ابداً هي بس حكاية انا عايزة اقعد لوحدي واعتمد على نفسي وابقى انسانة تانية مش عالة اسفة على الجملة بس انا هاحس اني تقيلة بردو والله معروفك مش هنساه طول عمري بس صدقيني انا هرتاح لو بدأت من الصفر عشان احس بجد اني اتغيرت
- على راحتك يا بنتي وفتحت احد الادراج واخرجت ظرفاً اعطتني اياه وقالت دي حاجة ليكي عشان تبدأي حياتك بشكل كويس وتعويض عن كل اللي حصلك..
- قلت بحزن: ليه كده يا طنط وفاء انتو زي عيلتي واستقبلتوني في بيتكو ده انا الي مهما عملت مش هعوض بحاجة ازاي بتعملي كده لا خليهم انا مش عاوزة حاجة...
- قالت وهي تعتذر: لا يا نور ما تفهمنيش غلط
- مش زعلانة والله مش زعلانة انا بحبك اوي خدي بالك من ليان احضنيها ديماً واتكلمي معاها كتير دي بنت تجنن..
- حبيبتي طيب هتشتغلي ايه وتقعدي فين؟؟
- مش عارفة هدور
- طيب اسمعي وكتبت على ورقة عنوان خدي العنوان ده روحي لصاحبته عندها الحضانة الي قلتلك عليها وانا هتكلم معاها في التليفون اسمها هناء يوسف وهاتشغلك انتي مش بتحبي الاطفال...
- ادمعت عيني وقلت: يمكن يكون تعويض عن حاجة اتحرمت منها طول عمري انا مش عارفة اودي جمايلك دي فين..
- قالت وهي تشد على يدي: ربنا يكون معاكي يا بنتي خليكي مع ربنا ما بيسبش حد واي حاجة اي حاجة تعوزيها عارفة العنوان والتليفون يبقى بس انك تطمنينا عليكي ماشي...
هززت برأسي وغادرت.....
لحق بي احمد قائلاً...نور استني
- استدرت قائلة: ايوة..
- عملتي كده ليه يا نور.ليه بتصديني فسريلي بس وانتي رايحة فين؟؟
- انا كنت ضيفة هنا وهارجع لحياتي.....
- حياتك ازاي؟؟ انتي ما لكيش مكان..
- ضحكت بيأس وقلت: احنا الي بنعمل المكان مش هو الي بيعملنا افتكرني بالخير مش اكتر
- يعني ما فيش امل؟؟
- ابتسمت وقلت: بردة احنا الي بنعمل الأمل مش هو الي بيعملنا....
غادرت المنزل الذي حضنني لأكثر من ثلاثة شهور وفي داخلي امل كبير ورغبة اكبر بأن لا اتزحزح عن ما قررته وعن ما اريده وهو التوبة وان اكون انسانة جديدة مهما رفضوني ونبذوني سأكون انا ولن اعود كما كنت.....
اخذت اول سيارة اجرة عائدة الى منزل الحتاجة فايزه فرحت عندما رأتني وقالت ممكن تعتبري يا بنتي البيت ده بيتك انا احلامي ما تخيبش وطالما شفتك في المنام بصورة جميلة دي اشارة من ربنا عشان ما تخلاش عنك ان شاءالله .......
- حضنتها بقوة وانا اقول: انا مش هاخيب ظنك فية ومعروفك ده مش هنساه ابداً انا نازلة ادور على شغل.
- انتي متعلمة يا بنتي؟؟
- اه....معاية ثانوية عامة واعرف كمبيوتر وانجليزي كويس من الجامعه قبل اسيب الدراسه فيها
- ربنا يوفقك حبيبتي
- قلت متسائلة: حجه فايزه هو انتي ما عندكيش زوج واولاد؟؟
- كان عندي زوج توفى من عشر سنين الله يرحمه وربنا ماكتبليش يكون عندي اولاد وعايشة هنا لوحدي اخوية الشيخ رفعت الله يبارك فيه ما بيسبنيش عاوزة حاجة وعندي اخت في السعودية كل فترة تبعتلي شوية فلوس يعني مستورة والحمد الله وانا هاعوز ايه يعني اناوحدانية وحاجاتي على قدي والبيت موجود ولو انه اوضتين بس كويسين..
- البيت بصحابه يا حجه ربنا يبارك فيكي ده انتي عندك حنية تتوزع للعالم كفاية انك قبلتي اقعد عندك من غير ما تعرفيني....
- الناس تتعرف من وجوهها وانتي سبحان الله في حاجة في وشك تحسس اللي قدامك انك حد كويس...
- قلت وانا ادمع: للدرجة دي مع اني عملت حاجات في حياتي عكس كده..
- المهم ربنا شايفك دلوقتي ازاي مش مهم كنتي ايه...
- حضنتها من جديد وانا اقول: ادعيلي يارب اتوفق في شغل كويس....
- يارب يا بنتي يارب....
..........................
عدت ايضاً هذه المرة الى منزل والدتي اقف وراء العامود اراهم ولا يروني.فقط لمحات كانت كفيلة بأن تبعث في داخلي الراحة واعوض بها عن الفراق الذي اعيشه كنت اقف كثيرا انتظر ظهور امي او حورمن وراء الستارة.وعندما المحهما اختفي من جديد وأحمل يأسي واغادر هذه المرة لمحت حورولكن تحمل في يدها طفل صغير في عمر الشهور....
هل لديها طفل؟؟
ربما لم اراه في المرة السابقة او كان في الداخل ابتسمت عندما سمعت صوت بكائه وهي تحاول تهدئته يبدو انها تحبه كثيراً عدت وحزنت عندما تذكرت جملتها( انا جوزي طلقني بسببك)
يبدو انني السبب في ان يعيش هذا الطفل من دون اب بفعلتي القديمة لم اتسبب في خراب حياتي بل ايضاً في خراب حياة زوجية لأختي وبمرض امي ولا اعلم ايضاً ما هي نتائج فعلتي ولكن يبدو انها لن تكون على ما يرام نظرت الى السماء اقول (يارب) ومشيت....
..........................
تعرفت على السيدة هناءصاحبة روضة الاطفال كان استقبالها جميل وكأنها تعرفني منذ زمن وقالت لي..
طالما مدام وفاء موصية عليكي اعتبري ان الحضانة كلها تحت امرك....
استلمت العمل وكنت مسؤولة عن الاطفال من عمر شهر حتى سنة اطعمهم والعب معهم واسلمهم الى اهاليهم عندما يعودون وكنت اقوم بعملي بصمت لااتحدث مع احد من المعلمات او المسؤولات علاقتي كانت فقط مع السيدة هناء ومع الاطفال.الجميع يناديني هناك بماما نور وكنت انهي عملي كل يوم عند الساعة الرابعة عصراً اعود الى منزل الحاجة فايزه التي اصبحت كأمي بعد أمي تعلقت كثيراً بها كنا نصلي انا وهي الفجر كل يوم ونقرأ القرأن معا ونحضر العشاء كل مساء ونجلس نتحدث ....
..........................
بعد عودتي في يوم من الحضانة وجدت امامي احمد...
ابتسم قائلاً: انا جاي اودعك ما فيش داعي تتشائمي اما تشوفيني وتقولي ده هايتعبني وهينكد علي ويقولي كاني وماني...
-ابتسمت انا الاخرى وقلت: يبقى تروح وترجع بالسلامة ....
- بس كده مختصر مفيد هو بجد ليه انتي ما ينفعش الكلام معاكي كده .
- سرحت ثم قولت: هو ايه الحكاية في حاجة لازم اقولها وما بقولهاش وبعدين مين قالك على شغلي هنا
- انا ما فيش داعي حد يقولي لو اني بقالي اسبوع بزن على وفاء عشان تقولي وتقول ما عرفش بس حبيبية خالها قالت...
- ليان...اخبارها ايه
-ما هي قالتلي عشان اجيبها معاية بس انا زوغت وجيت لوحدي سرح قليلاً ثم قال( اخبارك ايه يا نور)
- ابتسمت وانا اهز رأسي: كويسة الحمد الله...
- عايشه كويس..
- احسن بكتير من اي وقت الحمد الله ديماً..
-قال بإرتباك: انا عمري ما كنت مرتبك بالطريقة دي مش عارف انا في حاجة جواية بتشدني ليكي اوي وقبل ما اسافر لازم انهيها ..
- قلت متساءلة: ليه؟؟ليه انا؟؟
- هو ده اللي عاوز انهيه معاكي...مش هسافر وفي جواية حاجة ليكي يا تخلص واقول الي عندي يا تستمر وارجع...
- صعب..
- ما استهلش تتكلمي معاية شوية
- العفو مش قصدي ده يكفي انك اخو طنط وفاءعشان اقدرك واحترمك طول عمري...
- يبقى لو سمحتي تيجي معاية نقعد في مكان عام ونتكلم كلمتين لو تسمحي احسن من الشارع...
- هززت رأسي وقلت: حاضر..
..........................
جلست انا وهو في مكان عام.
لم اجرؤ على النظر في وجهه كثيراً لم اكن اريد ان اتعلق به ابداً فأنا اريد ان اعيش لوحدي لا ان اربط نفسي بأمل سيذهب منذ اللحظة الاولى التي يعرف فيها حقيقتي لماذا اتعب نفسي ؟؟؟؟
بدأ يحدثني عن نفسه وعن احلامه بأسرة سعيدة وانه لا يهمه من اكون وابنة من الذي يهمه فقط الفتاة التي امامه.....
- قطعت حديثه قائلة: احمد انت اتكلمت كتير..بس طلبك مش عندي صدقني...
- قال باصرار انا عاوز استقر يانور وسبق وقلتلك مش هاتجوز اجنبية...
- ضحكت وقلت: ما هو عشان انت عاوز واحدة تربيلك ولادك وتكون اسرة معاها يبقى مش انا..
- ليه يا نور؟؟؟عشان حياتي المنفتحة اوي برة منا في النهاية هكون اسرة ويبقى لية زوجة كل الي حصل قبل كده نزوات راحت في حالها وخلصت كانت علاقات مش اكتر انا اتكلمت معاكي بصراحة ما قلتش اني كنت راهب اتكلمت معاكي بصراحة عارف ان ده غلط بس هناك غير هنا وانا عاوز انقي بنت حلال واستقرمعاها هنا واسيب كل حاجة في المانيا واشتغل هنا...
- نظرت له بحزن وقولت: صعب..
- طرق بيده على الطاولة بقوة وقال: فهميني بس انا مقدر وضعك اهلك بعاد مسافرين وانتي عايشة لوحدك وانا اجمالا كل ده ما يهمنيش انا يهمني الي قدامي دلوقت
- قلت بأسى: الي قدامك دلوقت وما تقدرش تعملك عيلة وتجيبلك ولاد
- قال بشكل مفاجىء: ليه؟..
- قلت بحزن: انا ما بخلفش كويس كده
- سكت قليلاً ثم قاال: دلوقت ما فيش حاجة مستحيلة العلم اتطور ومش مشكلة وايه يعني ربنا قادر انا مش هتجوزك بس عشان الاولاد....
- قلت بصوت عالي ونبرة غاضبة: انا ما عنديش قدرة اجيب ولاد نهائي خلاص مش عايزة اتكلم مش عايزة افتكر انت ليه كل ما بتشوفني بتحاول ترجعني لورا
- قال معترضاً: لا اناا عاوز اخدك لقدام. الماضي ده واللي حصل ما يهمنيش...
- قلت بتعب: احمد ارجوك انت كل ما بتقرب مني اكتر كل ما انا بتعب اكتر عشان انت حلم مش عاوزة اعيشه ولا افكر فيه...
- ليه قوليلي ليه
- مش قادرة
- قال بإصرار: لا من حقي اعرف الانسانة الي حبيتها وعاوزها تكمل معاية مش عاوزاني ليه
- انا مش عاوزة هو بالغصب..(وقفت وصرخت فيه)
- قال محاولة تهدأتي: طيب طيب فكري انا مسافر بكرة الصبح ومش هطول المرة دي...
- قلت وانا أغادر المحان: طول عشان ما فيش امل ابعد عني ...ارجوك....
- قال وهو يضع يده على وجهه بحزن: مش قادر مش قادر لاني بحبك
- يبقى انت جنيت على نفسك وعلية عن اذنك...
..........................
تركته لوحده يفكر علي اصراري هذا لعله يسافر وينساني ولا يعود لعله يتعرف على اخرى بديلة عني لعله يفعل ما يحلو له ولكن المهم ان لا يعود...لا اريد ان اتعلق به..لا اريد ان احبه..لا اريد ان اعيش دور الفتاة العاشقة التي تتزوج في النهاية...انا ليس لدي بداية جميلة ليكون لي نهاية كهذه انا اخترت بداية صعبة وملوثة واستحق ان اعيش بلا نهايات سعيدة بهذه الطريقة..لن يقبل بي..ولن يتقبلني...وسيعيش عمره كله اذا ارتبط بفتاة مثلي يشك في...لن يرحمني المجتمع ولا الناس خاصة ان سامح لن يسكت عن هذا الموضوع وسيفضحني هو بيده كل شيىء عني..وانا لا املك سوى القليل من القصص عنه ويستطيع ان ينكرها جميعها....
انا مصدر ضعف في كل الامور...لا املك الا ان اعيش حياتي بشكلها الحالي اتصالح مع نفسي واتقرب من ربي...لا افكر لا في ارتباط ولا زواج ولا حب ولا غيره....كفاني ما حصل لي...لا اريد المذيد...
..........................
اشرقت شمس جديدة...استقبلتها فاتحة صدري ومرتاحة.لقد سافر احمد شعرت انه اخذ جزء من قلبي معه وروحي متشردة في هذا الكون...وجسدي هو الوحيد الذي املكه الأن واحافظ عليه...مشتتة الروح منكسره القلب وكاملة الجسد....
خليط يجتمع في انثى قررت ان لا تعطي لنفسها فرصة للحياة مرة اخرى سوى بحب الله وبما يرتضيه لذلك قررت ان لا تكرر تجربة اخرى ستؤذي الطرف الاخر عندما يعلم حقيقتها....
تركت الحاجة فايزه نائمة قبلتها وذهبت الى عملي لأجده امامي هذه المرة امام البيت...
قال من دون مقدمات انا امبارح جريت وراكي عشان اعرف انتي ساكنة فين....
- قلت بذهول: انت!!!
- ما سافرتش....اسافر وقلبي متعلق هنا ازاي؟؟؟(قالها ببراءة الاطفال)
- انت مش عاوز تبعد عني ليه(قالتها الدموع في عيني)
- عشان بحبك..بحبك يانور..وما يهمنيش اي حاجة انا امبارح فكرت بليل كتير وما يهمنيش ولاد ولا اي حاجة انا عاوز الانسانة دي معاية وبس تحت اي ظرف انتي انسانة كويسة ومهما كان اللي بيمنعك من الارتباط بية انا موافق عليه لأني متأكد ان ما فيش حد تاني في حياتك وانك مش متجوزة ولا مرتبطة يبقى ليه..
- اقتربت منه عندها بعصبية وقلت بحدة: انت مش عاوز تفهم ليه خلاص ابعد عني وسافر هاجر ما ترجعش مش عاوزة اشوفك كنت كل مرة بتلاحقني وبتتكلم معاية بتحطمني اكتر وبحس اني ضعيفة وبحس اني بكسر قلبك اكتر...
- قال بألم: انا مش عاوز كده انا راسملك حاجات كويسة اوي ...
- قلت بحدة اكبر: ما ترسمش انا مش صفحة بيضة عشان ترسم عليها انا صفحة قبلك كتير رسم عليها ناس كتير وبقيت ما حدش يبص فيها بقيت وسخة لدرجة تترمى وبس وتتداس على الارض ابعد عني ارجوك انا مش ناقصة عذاب كفاية الي حصلي كفاية تركته ومشيت اوقفني بكلمة هزتني كياني كله....
نور ما يهمنيش ماضيكي انا عرفته ومش هاممني..
الفصل الثاني عشر من هنا