حكاية نور والتوام
الفصل الثاني عشر
للحظات لم استوعب الجملة ماضيكي مش هاممني؟؟؟
والاهم انتي يانور!!
توقف نبض قلبي وعروقي تجمدت وبدأت اتنفس بسرعة والتفت نحوه وهو على بعد خطوات مني وقلت له الماضي!!!!!!!!!!!
- قال بثقة: ايوة يانور الماضي اقولك ايه اكتر من كده عشان تصدقي اني عاوزك انتي ورغم كل الي عرفته عن ماضيكي ده ما يهمنيش عشان اللي واقفة قدامي انا متأكد انها اطهر واشرف بنت في الدنيا ....
- وضعت يدي على فمي وقولت : مين قالك طنط وفاء؟؟؟انا مأمناها على سري و...
- قاطعني قائلاً: لأ مش وفاء ما تظلميش حد..
- مين؟؟؟
- اهلك...
- قلت بذهول اكبر: مين اهلي انت ايه الي بتقوله انا مش فاهمة لو سمحت....
- ينفع كده نتكلم هنا معقول؟؟؟
تنبهت الى الوضع الغير مناسب في المكان الذي نتكلم فيه امام المارة فمشيت من دون ان اقول له ولا كلمة فروحي لم تكن ملكي وعقلي مشتت ....
وصلت الى مقعد عام في احد الحدائق رميت جسدي عليه ونظري في الأرض اخجل من النظر في عينيه بعد ان عرف ما عرفه عني ومتضايقة بشكل كبير انه استطاع الوصول الى اهلي وتحدث معهم عني وهو يقف امامي لا يتحرك واضعاً يديه في جيبه ويغطي فمه بشال وضعه على عنقه.....
- ساد الصمت بيننا للحظات فقلت: وصلت لأهلي ازاي؟؟؟
عن طريق التليفون.في حد اتصل علي تليفون اختي وفاء بيسأل عليكي وما سألتها عن اسمها قالتلي حوروقالت انك مرة اتصلتي بيهم من هنا..
- رفعت رأسي من جديد عندما سمعت بعبارة اسمها حور لقد حن قلبها واتصلت تسأل عني فرح قلبي وقولت بأمل حور اتصلت هي نفسها؟؟
اه هي قالت كده اسمها حور وهي اتصلت وانا رديت عليها وسألت عن نور واتكلمت معاها شوية واخدت عنوانهم ورحت عشان اعرف الموضوع ايه وقابلتهم ولما شوفت اختك اتصدمت افتكرتها انتي قولت ازاي جيتي وكده فقالتلي فوراً انها اختك التوأم سبحان الله الشبه الي ما يتميزش خالص.....
صمت قليلاً ثم قال موضحاً:وقولتلهم وضعك من لما مراد عمل الحادثة وجيتي عند وفاء لغاية ما روحتي واشتغلتي وقعدتي لوحدك ...
- قلت بأسى: وهي اتصلت ليه؟؟؟
- قال بحزن: والدتك تعبانة اوي وعاوزة تشوفك...
- ادمعت عيني واتنفض قلبي وقولت: وعرفت ايه؟؟؟؟
عرفت كل حاجه حور قالت كل الحكايه يانور
- حور طردتني....(قلتها بقسوة)
- هي عاوزاكي تجي تشوفي والدتك وبس....
- ما عدش ينفع خلاص....
- عاد الصمت من جديد ثم علق قائلاً: نور ما قولتيش ليه وما حكتيش ليه ..(قالها بحدة)
- عندها رفعت رأسي اليه ونظرت بحدة أكبر والدموع ملأت وجهي: اقولك ايه اقول اني غلطت واتعذبت كتير ودفعت تمن الغلطة دي اقولك اني افتكرت الفلوس هي كل حاجة وعشانها فرطت في كل حاجة..في نفسي وفي اني اجيب حتى ولاد حتى في روحي بقيت اسيرة ماضي ما قدرش حتى احلم..كل ما بحلم الي عملته قبلها يجي في بالي يتحول الحلم لكابوس وارجع ابكي وارجع ايأس وارجع اضايق واكره نفسي..انا كل ما بص لجسمي بكره نفسي حكايتي فيلم قديم محروق خلص خلاص ما ينفعش يتقال عشان مالهوش تابع ولا اجزاء ونهايته الضياع
-تنهد قائلاً بثبات: قومي يا نور تعالي معاية
- قلت وانا امسح دموعي: على فين
- مشوار صغير عاوزك معاية فيه...
- لأ اعرف على فين وبعدين اقرر اروح ولا ما اروحش..
- ضحك قائلاً: عندية اوي رغم كل الضعف الي بتحكي بس انا حاسس انك قوية اوي اوي قوتك من ضعفك...
- انا اضعف حد في الوجود و...
- قال مقاطعاً: انتي اقوى مني ومن اي بنت في الدنيا عارفة ليه عشان قادرة تتصالحي مع نفسك وتعيشي معاها ما عملتيش حاجة من ورا الباب واما تبتي اعترفتي بيها وقدام الكل وما همكيش الا ربنا وده اما يبقى عند حد ما يروحش العمر كله عشان كده انا متمسك بيكي والحياة رغم كرهك ليها بس انتي مكملة في طريق صح وده اللي بيزود تعلقي بيكي
- قلت بتساؤل : ليه انا؟؟؟؟؟
- انا اول مرة شوفتك قولت البنت دي وراها حكاية ده اللي خلاني افكر فيكي اكتر استفزني وضعك عشان ادور فيه... بعدين قولت يمكن عشان بعيدة عن اهلها بس في عينيكي حزن رهيب ما يقدرش الي يتعمق فيه ما يحبوش وانا حبيتك وفي الحب ما نسألش لا ليه ولا ازاي حاجة ربنا بيحطها جوانا في روحنا وعقلنا من غير استئذان ومن غير ما نفكر فيها.وانا عمري ما اتشديت لحد رغم كل البنات الي عرفتهم عمري ما اتشديت لحد كده كانت علاقة وتخلص بس انا رغم انك كل مرة بتهربي مني كل مرة امل اكبر جواية بيتحط اني عاوز اكتر كل ما بتهربي كل ما بتعلق اكتر
- قلت وانا اهز رأسي رافضة ما قاله: شكلك مجنون وغاوي تعب
- لم يعلق على الموضوع بل قال: تعالي معاية من فضلك....
- شغلي لازم اكون الساعة 8 هناك ما قدرش اتأخر ومدام هناي ممكن تزعل
- خدي التليفون اتصلي بيها وقوليلها هتتأخري المهم يلا...يلا....
..........................
اصطحبني معه الى منزل والدتي وعندما وصلنا الى المبنى قبل ان اصعد قال..
- اطلعي يانور انا وعدتهم اني اجيبك وبكده اكون نفذت الوعد اطلعي شوفي والدتك وانا هستناكي هنا
- قلت وانا اغمض عيوني: خايفة...
- قال بثقة: لأ..الخوف ده كلمة مش انتي الي تقوليها بعد كل الي حصلك وبعد الاصرار الي جواكي انك تتغيري مش انتي الي تقولي كده اطلعي يلا امك عاوزة تشوفك...
نظرت له بخوف وتوتر وأشار لي بعينيه أن أطلع وبدأت اعد درجات السلم التي بدأت تنتهي شيئاً فشيىء الى ان وصلت الى منزلنا وقفت للحظات قبل أن اطرق الباب وانا غير جاهزه لهذا لقاء من جديد تشجعت الى ان طرقته بضعف وخوف معا وفتحت حور الباب وهي تحمل في يدها طفلاً صغيراً...
لم تكلمني ولم تسلم علي بل قالت ببرود امك جوة في السرير ادخليلها....
لم اتحدث معها ...فمن الواضح انها لا تريدني فقط امي هي التي تريدني
دخلت بشكل مضطرب الى غرفة امي كل شيىء كما هو لم يتغير الا شيىء واحد وهو وجود والدتي على السرير لا تستطيع الحركه وهي التي كانت لا تجلس ابداً تروح وتجيى وصوتها يملأ المنزل....
اقتربت منها كانت نائمة كم اشتقت الى رائحتها والى ان المسها تركت اصابعي تلمس بشعرها الى ان نزلت الى خديها ملأت دموعي يديها وانا راكعة بجانبها وفتحت عيونها لتراني كنت اظن انها ستعتقد انني حور للوهلة الاولى ولكنها عرفتني ما أن رأتني حتى قالت...
و قالت بتثاقل و تأتأة: ن ور. ..نور!!!!!
- ابتسمت لها وقولت: انتي الوحيدة الي في الدنيا الي تقدر تميزنا عن بعض.والشامة الصغيرة الى على كتفي دي...
- شدة على يدي وقالت: انا عرفت يا بنتي انك اتغيرتي وده الي خلاني قلبي يوجعني كتير عليكي عشان الي حصل انا متأكدة...
- قلت وانا احضنها: خلاص يا ماما انتي تعبانة ما تتكلميش كتير خلاص انا عاوزة اسمع منك كلمة واحدة بس مسامحاني لو حتى طلبتي مني النجوم...
- قالت بتثاقل:انا عاوزة حاجة واحدة عشان اسامحك انتي غلطتي يا بنتي كتير وانا يمكن دلوقت معاكي بعد شويه عند ربنا...
- ما تقوليش كده ربنا يطول في عمرك يا ماما..
- عاوزاكي تتوبي توبة نصوحة وما ترجعيش فيها تاني مهما حصل وانا عارفة انك لو عملتي كده انا مسامحاكي طالما ربنا هيسامحك..لو ربنا مش هيسامحك وما كفرتيش عن ذنوبك انا مش هسامحك يا نور.....
- لأ يا ماما...انا غلطت وتوبت وربنا عالم وهعمل المستحيل عشان ربنا وانتي ترضو عني صدقيني...
- واختك؟؟
- حور مش راضية تسامحني
- اللي حصل معاها صعب يا بنتي جوزها طلقها وهج وتنازل عن العيل عشان بيقول انو مش ابنه تخيلي مع انه مكتوب بأسمه وشك فيها .حياتها اتدمرت.كل اللي هنا بيعرفو انها حور مش نور عشان الكل عرف ان بنتي نور بنت مش كويسة عشان كده صعب يا بنتي ترجعي تعيشي معانا انتي وحور في بيت واحد صعب مش هتتقبل الموضوع ده بعد اللي حصل ولا اهل الجنه هايسكتوا
- عارفة...ما تقوليش يا ماما انا ما يهمنيش اي حاجة غيرك انتي لو نمت في الشارع بس انتي راضية مسامحاني والله اقطع من لحمي واحطه قدامك لو انتي بس تسامحيني...
- قالت بتعب: نور انا بسبب اللي عملتيه هو اللي وصلني لكده.....
- قلت وانا ابكي: ماما انا مش عارفة ممكن اعمل ايه اكفر بيه عن ذنوبي والله مش عارفة...أأمري بس
- تتوبي وتكملي في طريق ترضي ربناا انا دعيتلك كتير
- وضعت رأسي على صدرها وقلت: عاوزة اشم ريحتك وحشتيني كل حاجة هنا وحشتني ابص في عينيكي واتكلم معاكي لو اعيش خدامه تحت رجليكي سنين مش هزهق...
أتت حور في هذه الأثناء وقالت... لو سمحتي ماما لازم ترتاح كفاية كده
- نظرت اليها وقولت:.حور
- قالت بشكل صارم: انتي جية هنا عشان ماما وبس مش عشان انا اتكلم معاكي ولولا ان ماما هي الي طلبت انا عمري ما كنت سمحتلك تدخلي البيت ده...
- قالت امي بعصبيه:حور خلاص كفاية يا بنتي انتو مهما حصل اخوات...
- لأ مش اختي.بنتك اه بس مش اختي.وانا مش عاوزة اشوفها هنا مرة تانية...
وقفت وودعت امي وقبل ان اخرج مررت بجانب حور وهي تحمل طفلها قبلته والدموع في عيني وقلت لها... مهما عملتي معاكي حق بس انا تغيرت غلطت بس اتغيرت وربنا عارف وهتفضلي اختي توأمي وروحي واذا كنا بنتفارق دلوقت بس في يوم بطن واحدة جمعتنا وشكل واحد في جسدين..
- قالت بصوت منخفض وحاد كي لا تسمعها امي وطفلها بدأ يبكي: لأ ..مش واحد يا نور انا مش انتي انا اشرف من الشرف ذنبه ايه عمر يعيش من غير اب عشان عندو خالة زيك شبه امه وبس
غادرت بسرعة واقفلت الباب خلفي بقوه شعرت ان المنزل اهتز كله من صوته وكأنه سيقع شعرت بالخوف كلماتها نزلت علي سمعي كالعاصفه واعادتني الى الماضي صادفت جارتنا التي قالت...
حور اخبارك امك ايه...
- قلت بحزن: كويسة وابعدت وجهي عنها .....
- قالت وانا اغادر: مالك يا حور وسايبه عمر فين اوعي تسيبيه لوحده عند امك حور مابترديش ليه
تركتها تدخل بيتنا وانا نزلت الى ان وصلت الى احمد الذي كان ينتظرني على مقربة من بيتنا .....
- قال لي وهو يرى الحزن على وجهي: ايه ده انا كنت فاكر المقابلة هتكون احسن من كده
- لأ المقابله كانت كويسة مع ماما بس..انما اختي ...!!!!
- معلش يانور.اللي حصل زي ما فهمت منها كان صعب مسيرها تنسى زي ما كتير حاجات الانسان بينساها وتروح في حالها واللي بيفضل هي الحاجات اللي عاوزين نعملها ونحققها بعدين..
قبل ان اغادر رأيت جارتنا ام محمود نفسها تنزل من جديد التي ما ان رأتني حتى نظرت الي من فوق الي تحت وقالت وهي تمشي بقربي...اللي اختشوا ماتوا...
يبدو انها عرفت من اكون بعد ان رأت اختي حور في المنزل....
سمعت ما قالته انا واحمد..تركته وعدت لوحدي وهو يلحق بي....
- قال وهو يمسك بيدي : نور على فين
- رايحة الشغل انا تأخرت اوي...
- هشوفك بليل؟؟؟
- مش عارفة سيبني دلوقت انا متلخبطة ومش عارفة اخد حتى قرار انا عاوزة اعمل ايه ارجوك
- ماشي يا نور بس مش هسيبك حطيها في دماغك....مش هسيبك يانور..
..........................
عدت الى حياتي هذه المرة بتفاؤل اكبر رغم كل ما سمعته من حور ومن جارتنا ومن ما يأتي الى مخيلتي كل مرة من اثار الماضي الا ان صورة امي وهي تبتسم لي كانت كافية لتعطيني طاقةً كبيرة جداً ليس كمثلها شيىء....
بعد ان قبضت اول راتب لي اشتريت هاتفاً وعباءة جديدة للحاجة فايزة وحاجات كثيرة للبيت....
- حاجة فايزه: ايه ده كله يانور
- معلش يا ماما فايزه اصل انا غلبتك معاية كتير خليني احس انه بيتي واجيب الي عاوزاه...
- ده بيتك يا حبيبتي لو حتى ما جبتيش حاجة....
- لا من هنا ورايح مش هخليكي تعوزي اي حاجة انا بس عاوزة استأذنك في حاجة
- اتفضلي يابنتي..
- ام حسن سألتني اذا كان ممكن ادي درس لولادها وولاد اخوها بليل شوية عربي وانجليزي هنا
- طبعاً يا حبيبتي وانتي بتسأليني ليه وانا همانع ليه
- حضنتها بحب قائلة: ربنا يخليكي لية يارب..اهو بكده اقدر اجمعلك تمن رحله العمره اللي ما نفسك فيها
- لأ يانور .دي فلوسك انتي يا بنتي....
- عارفة يا ماما فايزه..انا كل شهر كل الفلوس بقسمها نصين نصها يبروح كده لمكان معين...والنص التاني لكل طلباتنا في البيت واخلي معاية مصروف صغير اجره المواصلات والعيال اللي هاتيجي بعد الضهر الفلوس دي للعمره
وانا مش هارضي دي فلوسك يا بنتي
- خلاص يا حاجة..المهم ربنا يكرمنا وما يتعبونيش العيال دول
في نهاية كل شهر...كنت ارسل قسم من مصروفي الى والدتي واضعه في ظرف وارسله مع احدالاشخاص تحت اسم (اخوكي سعيد).....خالي كان يسكن في احد المحافظات البعيدة ومره كان يرسل لأمي ومرة لا يرسل.....حتى انقطعت اخباره في الفترة الاخيرة..فإذا ارسلت المال بإسمه لن تستغرب والدتي .ولكن اخاف اذا عرفت أنهم مني لا تتقبل الموضوع لا هي ولا حور.
والنصف الاخر اشتري به ما يلزمنا انا والحاجة فايزه من اكل وغيره ولا اترك اي شيىء لنفسي سوى أجرة المواصلات .وكل ما انتجه من الدروس الخصوصية كان لعمره ماما فايزه .........
يوماً بعد يوم يكبر املي بأن كل شيىء في حياتي سيتحسن بوجد الله ووجود الحاجة فايزة معي وايضاً وجود احمد
الا ان طرق باب المنزل في يوم كنت انتظر فيه قدوم احم
لنأخذ الحاجة فايزه الى المستشفى لأجراء الفحوصات قبل السفر للعمره لأجد امامي...
سامح,,,,,,,,,,
الفصل الثالث عشر من هنا