الفصل الثالث عشر
نظرت اليه وكأنني رأيت شيطانا وقولت انت ايه الي جابك هنا عرفت البيت ازاي
- ضحك بسخرية وقال: الله شكلك نيسيتي انا مين يا نور وبعدين مش سامح اللي يصعب عليه حاجة انا عارف كل حاجة عنك بس سايبك لقلبك قولت يمكن يرجعك...
اطلع برة ياسامح بدل ما اصوت والم الناس عليك.
- لا لالا انتي اكيد بتهزري بتعامليني كده ليه وانا الي جاي اطمن عليكي يامدام
- انت عاوز مني ايه؟؟ انا ما قولتش ولا كلمة عنك لعيلة سراج وسكت على عمايلك اعمل ما بدالك انا اساسا نسيت كل القذارة الي كانت قبل كده واللي انت كنت السبب فيها واناكمان جزء منها..
-بس شكلك المره دي راسمة على كبير حبيب القلب احمد عيلة ومركز والمانيا وحاجات كتير
- قولت بعصبية : وانت داخلك ايه احنا خلاص ماعدش بينا اي حاجه اطلع برة حياتي بقي.
- دخلي..دخلي ان انا حذرتك وقولتلك تبعدي عن العيلة كلها كلها..ما لكيش دعوة بحد لو بجد مش عاوزة مشاكل يا اما عارفاني(قالها بتهديد)
- صرخت في وجهه قائلة: انت ايه شيطان...كفاية الي عملتو فية
- انا شيطان؟؟؟ انا سيبتك في حالك يانور وعايزك تسيبني في حالي وتبعدي عن عيلة سراج نهائي حتي احمد لازم تبعدي عنه يا اما صورك وفيدوهاتك هتلاقيها عندو بيشوفها هو وكل العيلة
- قزلت بحدة: مش هتقدر عشان يوم ماهتعمل كده هتكون بتفضح نفسك مش بتفضحني لأني هقول كل حاجة
- ضحك بصوت عالي وقال: مين هيصدق واحدة زييك سمعتها زباله
- صورك وانت عند شوشو على طاولات القمار معاية صورك وتفاصيل حياتك ايام ما كنت متجوزاك بردو معاية واوراق تخرب بيتك لو بس عملت حاجة وما بعدتش عني تخيل يوصلوا لاختك ووالدك وتتشوه صورة وابنهم رجل الأعمال اللي قدر يعمل كيان في وقت قياسي قدامهم اما يعرفوا انه حرامي و سافل وكان عاوزة يقتلني زي ما قتل ابنه اللي كان في بطني...
- وضع يده على رقبتي يريد ان يقتلني اللى ان اتى احمد من ورائه انتشله وضربه اوقعه ارضاً نظر اليه بإرتباك وفر هارباً.....
..........................
بقيت على الارض لا اقوى على الحراك واتنفس بصعوبة فكنت قد بدأت الفظ انفاسي الأخيرة بين يديه......
- نور انتي كويسه ردي عليا نوووور
- قولت وانا احاول الوقوف: اه...اه...
- قال بعصبية: سامح كان بيعمل ايه هنا وازاي وصلك
- بدأت ارجف وجلست على اقرب مقعد وقلت وانا ابكي: مش راضي يسبني في حالي
- ليه ايه دخله بيكي ماله ومالك بيعمل كده ليه تنا لما ضربته ما كنتش عارف مين ده واتصدمت اما شوفته سامح بيعمل ايه عندك جاوبيني يا نور(قالها بصراخ)........
- قولت وانا اتنفس بصعوبه و بكاء: كان زميلي في الجامعه وجوزي....و....و........(لم
..........................
لم يتكلم معي ولا حرف طوال الطريق ذهاباً واياباً بعد ان اجرت الحاجة الفحوصات اللازمة للسفر واستلام الشهاده الصحيه..
ذهبنا الي شركه السياحه الخاصه برحلات العمره وقدمنا الاوراق اللازمه للسفر ودفع المبلغ المقابل
قابلنا المختص وقال إن مصاريف العمره زادت مبلغ عن المبلغ المحدد وقتها ظهر الحزن علي وجهي لاني لم استطع تبدبيره
قال احمد..- خلاص يا نور مش فارقة...
- قولت بإصرار: لا تفرق وان معاوزة حسنة من حد هستلف من مديرة الحضانة وتبقي يتخصموا من مرتبي
- قال بأسى: حسنة...!!!!!!!!!
- قولت بألم: احمد ارجوك انا بطلبها منك فكر كتير انا حياتي صعبة واصعب ما فيها ماضيها مش هتتحمل واللي حصل الصبح حاجة صغيرة من الي ممكن يحصل بعدين ارجوك ابعد مش هزعل انا مش هزعل بس اما اشوفك بتتعرض للمواقف الي زي دي قدامي انا بتمنى الارض تتشق وتبلعني.ابعد عني.للمرة الاخيرة هتتعب والله هتتعب انا ما استهالش..ما استهالش...
تركته واخذت الحاجة فايزة وعدت لوحدي ولم يلحق بي لأول مرة.....
..........................
.خلال هذين اليومين لم يتحدث معي.ولم يتصل بي ولا اي رسالة ولم يعود وقولت في نفسي انني انتظر هكذا يوم يشعر فيه انه اخطأ في الاختيار ويذهب ويندم انه احبني خاصة انني لم اتكلم معه من وقتها عن سامح ولا تفاصيل علاقتي معه...
وحان موعد سفر الحاجة فايزة عند الساعة السابعة صباحاً
قولت للحاجة فايزة..يلا بينا ماما فايزة..ناخد تاكسي ونروح عشان ميعاد الطياره
- ليه هو احمد مش جاي يوصلنا وأسلم عليه.
- لا الظاهر مش هايقدر يجي كده
- والله الواد ده ابن حلال كده وشهم ما فيش زيه في الزمن ده بيساعدنا ووقف معانا.
- الظاهر انه هينشغل كتير من هنا ورايح ومش هنشوفو يا بقة يا حاجة فايزة..وقبل ان اكمل جملتي وجدته امام سيارته يقف وينظر الينا وقال... ما اتأخرتش مش كده....
ابتسمت اليه ونظرت الي الحاجة فايزة وكأنها تقول لي(جيه اهو)
..........................
وصلنا الي المطار ودخلت الحاجه فايزه الصاله المخصصة مع مجموعه خاصه برحله العمره ومعهم المشرف الخاص بيهم دخل احمد بعد أن تمم علي كل شئ من اوارق وتسليم الشنط
وفوجأت بدخول السيده وفاء وراءه
- حضنتها وقولت: ايه المفاجأة الجميلة دي..
- ابتسمت قائلة : انا عرفت من مديرة الحضانة انك اجازة عشان الحاجة فايزه مسافره اصلي اتصلت هناك اطمن عليكي.فجيت اشوفك وباالمناسبة اتعرف على الحاجة الي اخدتك مننا وأسلم عليها قبل السفر
- ايه الكلام ده...انا ما حدش يخدني من اعز الناس على قلبي...
اقتربت من الحاجة فايزة وسلمت عليها ....
- قالت الحاجة: انا نور غالية علية اوي...والله زي بنتي الكل عارف انها بنت اخوي الي مسافر انا بحس انها اقرب من كده انها زي بنتي الي ما خلفتهاش...
- قالت وفاء: وانا بردو ايام ما كانت عندنا كنت بحس انها زي بنتي....اصلها كده بتعلق بيها اي حد من غير ما تحس
-ابتسمت وقولت : ربنا ما يحرمني منكم..ربنا بيعوض بناس مش من لحمك ودمك بس بيكونو ليكي اقرب من اي حد
في هذه الأثناء تكلم احمد وقال ايه ياجماعه هاتفضلوا واقفين كتير كده يالا الطياره
استغربت السيده وفاء من حديث احمد أنه هو من كان يتابع إجراءات السفر
قالت..احمد انت تعرف الحاجه كمان وانا لما شوفتك هنا افتكر انك بتخلص اوراق سفرك
حاولت تدارك الموقف فقولت احمد كتر خيره لما شافنا هنا مارضيش يخليني اسيب الحاجه فايزه لوحدها وطلب مني أنه يخلص الإجراءات شوفت يا احمد المفاجأه طنط وفاء عرفت من مدام هناء وجات عشان تسلم علي ماما فايزه وتطمن عليه.
- قالت الحاجة فايزة: تعبناك يابني بيانا زعلانه انت ما جتش امبارح ليه...
- امام هذا الوضع قالت السيدة وفاء عن اذنكم دلوقت وتوصلي بالسلامه وعمره مقبوله يا حاجة..
لحقت بالسيدة وفاء اودعها التي انصرفت منزعجة لأسباب اعرفها طبعاً....فهي لا تعلم بعلاقتي مع احمد...
قال احمد ما تقلقيش يانور
- مش قولتلك لازم تبعد
-- تمتم قائلاً يكلم نفسه: الظاهر ان الموضوع لازم ياخد شكل جدي شوي عشان الوضع كده صعب
- قلت له محاولة تفهم الموضوع: قصدك ايه؟؟
- ما فيش خليني اطمن على الحاجة فايزة ووضعها في الطياره وارجع....
..........................
سافرت الحاجه فايزه لأداء العمره وكنت اجلس وحيده في منزلها ورفضت تماما مقابله احمد طوال فتره السفر إلي حين موعد رجوع الحاجه فايزه من العمره ذهبت الي المطار لاستقبالها وجدت احمد هناك ينتظرها ايضا سلمت عليه دون أن أنطق حرف واحد
قال... وحشتيني يانور ايه مصممه تبعديني عنك.
قولت احمد مش وقته الكلام ده
وفي أثناء حديثنا سمعنا صوت المضيفه تعلن عن وصول الرحله من الأرض المقدسه وبعد مده قليله أتت الحاجه فايزه الينا قائله... حبيتي انتي اجمل بنت شفتها في حياتي يلا ما شلتكيش بطني ربنا يردلهالك في عافيتك ويجعلك في كل خطوة سلامة......
جميع ما افعله معها ومع امي شفاها الله يكفيني بأن يعطيني امل انني استطعت ان اقدم شيئاً اكفر به ولو بجزء بسيط عن ما فعلته في السابق ورغم ذلك يستمر شعوري انني مقصرة....
كان احمد دائماً يحاول ان يعوضني بحبه واهتمامه ويفسح لي المجال كي اثبت انني استطيع ان اغير الماضي بما سأكون عليه في المستقبل...
كان ينتظر مني كلمة واحدة ليرتاح وليعرف انني سأكون له..لكنني لم اقولها.شيىء في داخلي كان يمنعني من اعترف بما يعتريني امامه كي لا يأتي يوم واخسره وكنت اعلم ان هكذا يوم سيأتي حتماً.ولكنني اعيش يوم بيوم لا افكر بما سيكون الوضع في الوقت القادم كي لا احزن اكثر....
..........................
والدتي كنت اطمئن عليها من الهاتف ...احياناً تتركني حور اتحدث اليها واحياناً لا ترد علي وتقفل الخط في وجهي لأعود واصر وعندها تسمح لي بالتحدث الى والدتي لأطمئن عليها...
الى ان اتصلت مراراً ولم يرد علي احد اشتعلت النار في داخلي والخوف تسلل لي .هل حصل لها اي مكروه؟؟؟
انهيت عملي وذهبت اليها في منزلنا...لم اجد احداً.....
بل رأيت جارتنا ام محمود فقلت لها..
- هي ماما فين؟؟
- قالت لي: مالك يا ام عمر مش انتي مودياها المستشفى امبارح انتي تهتي ولا ايه
- قلت بثقة: انا نور مش حور.
- قالت وهي تطرق بيدها على صدرها: يا لهوي وانتي ايه اللي جابك هنا...يا بجاحتك وبتسألي عن امك كمان الي اتبرت منك ده بسببك وصلت للي هي فيه وليكي عين تيجي...ياختي عيب عليكي..امشي من هنا لاخلي اهل الحتة يطردوكي بمولد...
تركتها وابعدت وجهي عنها بأسى وانا لا اعلم اين تكون امي في اي مستشفى وبدأت ابحث واسأل الى ان وجدتها في مستشفى حكومي بسيط...ترقد في غرفة فيها اربعة أسرة...
لم تكن حور معها....كانت فرصة لكي اتحدث اليها..
- ماما..سلامتك حبيبتي..حصلك ايه..
- قالت وهي تفتح عينيها وتغمضها : نور انتي جيتي..
- سلامتك يا ماما.....مالك..
- قالت وهي مغمضمة العينين: تعبانة يا نور الظاهر كده ايامي معدوودة...
- بعد الشر ان شاءالله انا يا ماما ولا انتي(قلتها وانا ابكي)
- قالت بوهن: نور.انا مسامحاكي يا بنتي....قلبي مسامحك....وعارفة ان اللي شوفتيه من الدنيا كتير عشان تتوبي بس اوعي تندمي وتضعفي...مسامحاكي يا بنتي...
..........................
غادرت المستشفى على ان اعود في اليوم التالي اليها....صباحاً كما وعدتها ....
امضيت الليلة افكر فيما يجب ان افعله لأجعلها ترتاح ولكن فات الأوان لم يعد هناك امل كما قال الطبيب..فالشلل ينتشر في كل انحاء جسدها وتضعف يوماً بعد يوم....
عدت في اليوم التالي لم اجدها في السرير.وسألت عنها الى ان ....
الى ان....
قال لي الطبيب..
البقية في حياتك...
الفصل الرابع عشر من هنا