رواية حكاية نور والتوأم الفصل الرابع عشر


حكاية نور والتوام
الفصل الرابع عشر

اتصلت ب أحمد منهارة ولا اقوى بالرجوع الى البيت قلت له كلمة واحدة( انا في مستشفى الانعاش تعال ارجوك) بقيت جالسة على باب المستشفى على مقعد مجاور ابكي لوحدي.....

اتى الي وكأنه علم فوراً ما انا فيه...فقال..والدتك!!!!

- هززت برأسي وقلت: اه....ماتت يااحمد ماتت عشان انا السبب

- بتقولي كده ليه...الموت ما فيش حد سببه ده بأيد ربنا..

- ماتت من قهرها علية انا السبب

- قال بشكل حازم : اوعي تفكري كده كل واحد في الدنيا دي بياخد نصيبه ما تحمليش نفسك اكتر من اللازم ارجوكي يا نور

- قلت بصراخ: لأااااااااا وبدأت اخبط بيدي الاثنين على صدره بجنون وابكي واقول) انا السبب

.................................................. .................

لبست الأسود متجهة الى منزل امي للأخذ بعزائها رافقني احمد بدون صفة فهو لا قريبي ولا زوجي ولا خطيبي هو رجل من هذا الزمن احب فتاة بظروفي وهي لا تريد ان تقرر مصيرهما.....

دخلت الى عزاء النساء لوحدي كانت امي لا تزال جثة هامدة في منتصف الغرفة نظر لي الجميع عندما اتيت في استغراب وذهول وبدأ الكلام والهمس( مش دي نور اللي امها ماتت بسببها جابتلها العار وبسببها اختها اطلقت يا بجاحتها جية ليه)

وانا اسمع واسد اذني الى ان وصلت الى حيث ترقد حور لأجلس بجانبها وأخذ بعزاء والدتي لم تتحدث الي بولا كلمة ظننت انها ستطردني ولكنها لم تتحدث لي ابداً...

الجميع كان يسلم عليها وحدها ولا يقترب مني وكأنني فتاة اصابها مرض خبيث معدي لا يريد حتى ان ينظر اليه احد كي لا تصيبه لعنتها ....

بقيت على حالي صامتة وابكي واتجه بين الحين والأخر الى غرفة والدتي وامسك ملابسها اشمهم وابكي واجلس على سريرها اتحسسه....

انفض العزاء وذهب الجميع وبقيت انا وحور لوحدنا في البيت دخلت الى غرفة والددتي وهي تحمل ابنها عمر ذو الأشهر السبعة...

- قائلة بحزم: يلا العزا خلص مع السلامة

- قلت بأسى: انتي بتعامليني كده ليه كفاية بقة يا حور كفاية امي وماتت عاوزة تعاقبيني اكتر من كده بأيه انا خسرت كل حاجة مش ناقصة وجع منك...

- وضعت عمر على السرير وقالت: نعم!! انتي جاية تقوليلي انا الكلام ده.انتي مش شايفة حياتنا ادمرت ازاي بسببك...

- قلت وانا رافضة كلامها: لأ مش بسببي مش بسببي يا حور بسببك انتي....

- قالت بذهول: انا؟؟؟؟؟؟؟ انتي ازاي ليكي عين تقولي كده..يا بجاحتك يا شيخة

- قلت وانا اقترب منها واشير بيدي نحوها : اه انتي..احنا شكل واحد بس عمرنا ما كنا واحد في حاجة من احنا وصغيرين وانتي بس عاوزة تثبتي انك احسن مني عشان ماما تفضلك عني عندك عقدة اني شبهك مش انتي مش لازم تكوني زيي لازم تبقي الافضل كنتي ديما تفتني علية لماما في اي حاجة بعملها عشان انتي الافضل والنتيجة تضربني انا وانتي الملاك البريء عمرك ما كنتي جانبي في حاجة طول عمرك ضدي ومش راضيه الخير ليا في حاجة..

- قالت بصراخ: انا ولا انتي الي طول عمرك انانية..خلاص انا مش عاوزاكي هنا اخرجي بسرعة

- انتي بتطرديني من بيتي ده بيت ماما

- دلوقت افتركتي البيت ده مش عاوزك ولا ماما عاوزاكي ولا انا عاوزاكي..

- قلت بإصرار: ماما سامحتني قبل ما تموت سامحتني..

- هي سامحتك انا مش هاقدر اسامحك وعشان غلاوتها عندي ما رضتش اطردك قدام الناس النهاردة انتي فاهمة بس انا مش عاوزة اشوف وشك بعد كده ولية ربنا انا وعمر .....

- قلت وانا اغادر: وانا لية ربنا يا حور توبتي دي الي ما فيش حد عاوز يتقبلها ربنا في السماء بيقبلها بس البشر لا عارفه الفرق بيني وبينك ايه...انا لما غلطت اتحملت نتيجة الي عملتو بس انتي غلطي وعاملة نفسك ملاك عادل مش اتجوزتي عرفي قبل ما تتجوزيه علني واما طلعتي حامل اتجوزك كل ده وماما ما عندهاش علم...جاية تحطي الحق علية اني انا اللي مش كويسة...انتي عملتي زي ما انا عملت بس انتي من ورا الستارة بس انا قدام الناس واتحملت نتيجته انما انتي بتضحكي على نفسك انا رغم اني ما كنتش عايشة معاكي بس انا عرفت الي حصل يوم ما عادل كلمني في الشارع وافتركني انتي وقالي (نزلي الولد يا حور وانا اديلك الورقة العرفي وبلاها فضايح).........

- قالت وهي تتبلع ريقها: لأ...كدابة..اخرجي برة يا نور اهل الحتة كلهم عارفين انتي ايه وانا ايه.....

-تنفست بصعوبه وقولت: عادي انا اتعودت على كل انواع الشتايم وعلى كل انواع الضرب على كل انواع الألم ..على كل انواع العذاب.ومهما عملتي هانفضل شكل واحد في جسدين والسلسة الي في رقبتي دي مش عاوزاها (انتشلتها من رقبتي ورميتها على الارض) ما فيش حاجة بعد النهاردة تربطني بيكي انتي ليكي الناس كلها اللي حواليكي واللي مسانداكي واللي معاكي ...بس انا لية ربنا الي اكبر من كل دول....

وقبل أن أغادر قولت ..وانا سكنة في حي الوراقين شارع ١٠ بيت نمرة ٤ .لو افتكرتي في يوم ان ليكي اخت هتلاقيني في العنوان ده هناك عند حجة اسمها فايزة واللي لولاها انا كنت دلوقت بايتة في الشارع من يوم ما طردتيني المرة الي فاتت وانا واقفة بطلب السماح على باب البيت....

عن اذنك....يا اختي...(قولتها بحرقة والدموع في عيني)

.................................................. ...................

خرجت من منزلنا و شعرت للحظات انه سيسقط على رأسي وانا اتحدث مع اختي وجدت احمد في انتظاري وكان قد سمع كل ما حصل بيني وبينها.......

قال لي : يلا بينا....

- قلت له بثقة: يلا بينا...

شعرت بعدها براحة كبيرة رغم ما حصل بيني وبين اختي لكنني كنت كلما تذكرت ان والدتي قد سامحتني اشعر انني أملك الدنيا ومن فيها......ودائماً في كل صلاة ادعوا لحور بالهداية وان يرق قلبها علي في يوم....

.................................................. ............

بدأت الابتسامة من جديد ترتسم على وجهي اعيش لحظات جميلة مع احمد.وحبنا يكبر مع كل نسمة امل الوحها امامه بأنني اصبحت انسانة اخرى نفسياً ومعنوياً.....

لم تكن طنط وفاء تعلم بمدى تطور هذه العلاقة الى ان اتى الي احمد قائلاً..
نور وفاء عاوزة تشوفك...اصل مبارح اتكلمت معها جدياً في موضوعنا.....

لأول مرة منذ شهور اعود الى منزل ال سراج..استقبلتني ليان بالأحضان والسيد سراج ايضاً رحب بي كثيراً...

لم يكن احمد في المنزل فكانت فرصة لأتحدث مع طنط وفاء لوحدنا لم تكن على طبيعتها وكأنها تريد ان تسمعني جملاً غير سارة....

بعد السلام والكلام في امور الحياة الطبيعية تنهدت علمت فوراً ان وراء تنهديتها اشياء واشياء المزعج فيها اكثر من الحسن...

- قالت: نور انتي تعرفي غلاوتك عندي صح

- قلت ببراءة: اكيد

- وعارفة بردو ان احمد اخوية الوحيد وانا زي امه بعد ماما وبابا ما توفو...

- قلت بتأكيد: طبعاً هو انتي في زييك يا طنط وفاء..

- احمد يا نور عاش حياته كلها في المانيا درس هناك واشتغل وعمل حياة ليه وشغل وبقالة هنا في مصر 3 شهور مش راضي يرجع غير اما يخلص حاجة مهمة اوي عارفة اي هي الحاجة دي..

- قلت بثبات: انا...

- وفرتي علية كلام كتير يا نورانا اتصدمت اما شوفته في المطار .ما كنتش عارفة انه بيميل ليكي للدرجة دي...انا ما فتحتش معاه الموضوع بشكل كبير...كان تلميح وكان بيرفض يتكلم غاية امبارح..اتكلمنا وحسيت انو واخد الموضوع جد..

- قلت بتلعثم: جد ازاي؟؟

- قالت وهي تنظر في عيوني لترى ردة فعلي: يتجوزك....

- هززت رأسي وقولت وانا اتنهد: ايوة...انا حاولت كتير ابعدو...ما رضيش...و..

- قاطعتني قائلة: نور.وحياة اغلى حاجة عندك ارفضي انا بعزك وبحبك بس انا...انا...مش عارفة اقولك ايه....اخوية حساس وبينجر ورا مشاعره من غير تفكير...

- قولت لها بشكل حاسم: خلاص يا طنط وفاء ما تكمليش اللي عاوزة تقوليه وصل.اعتبري الموضوع انتهى انا حاولت كتير بس اتعلقت بيه وعقلي وقلبي فكرو انه يمكن في حاجة حلوة في حياتي تتحقق...بس طلعوا غلطانين عشان ما ينفعش منا من الاول عارفة انه ما ينفعش...

- قالت بحنان: نور انا مش عاوزة اجرحك افهميني...اعتبريني ام بتتكلم عن ابنها.فهمتيني....

- قلت وان استعد للذهاب: فهمتك يا طنط وفاء(اقتربت منها وضممتها قائلة)....انا كويسة ما تخافيش علية...

خرجت ولم تلحق بي....اصطدمت باحمد على اسوار الحديقة رأيته حزين هو الأخر....

- اللي قالتهولك قالتهولي قبلك....ما تزعليش يا نور

- قلت بوهن: انا اخر واحدة في الدنيا يتقالها ما تزعليش...عشان عادي بقي زي المية في حياتي.فاكر يوم ما حبتني انا قولتلك ايه...قولتلك جنيت على نفسك وعلية...

- قال بعصبية: ومين قلك هارد عليها..دي حياتي انا..انتي بتحبيني ولا لأ...

- قلت مبتعدة: خلاص يا احمد..ارجوك

- قال مصراً: مش هسيبك تروحي الا اما تقوليلي...بتحبيني ولا لأ..دلوقت...لو قولتي اه هتحدى الدنيا كلها عشانك....مش بس اختي..لو لأ هسيبك في حالك يا نور...

- نظرت الى عيونه بحده كاتمة دموعي وقلت: لأ,,,,لأ...لأ...

............................................

عدت الى حياتي الروتينية المكللة بالملل والألم وذكريات الماضي من دون احمد.فلقد علمت انه سافر ......

وانتهت رحلتي معه من دون اي صدمات اضافية....فلقد كان كافياً جداً ما حدث كسر قلبي نعم...تمزقت روحي نعم..ولكن كان ذلك يجب ان يحصل من الاساس....

انا لا استحق الحب...ولا ان اكون حبيبة..وزوجة وام...

كل هذه الامور قد حذفتهامن حياتي القادمة..اريد ان اعيش بسلام فقط..حتى لو كنت اموت حباً باحمد ولكن......!!!!

..............................................

كنت ابكي كل يوم وانا اقرأ رسائله التي كان يرسلها لي على الهاتف...انظر الى النجوم والقمر ليلاً لأرسم عليه صورته وابقى انظر اليها حتى اتعب....

يجتاحني شوقاً رهيب اليه...وحنين اكبر الى كلاماته وصوته....

اكتشفت ان تعاستي السابقة اذدادت تعاسة بعد غيابه وفراقه...

احياناً اسأل نفسي...لماذا فعلت به هكذا؟؟؟

لما كسرت قلبه؟؟الذي احبني ووقف الى جانبي في اسوء الظروف؟؟؟

لماذا حطمته واخذت منه كل شيىء ولم اعطه حتى كلمة.....

انانيتي عادت لتظهر من جديد.....

لكن ماذا افعل....اتمنى الموت لأرتاح من ان اعذب غيري مراراً....اتعذب واعذب من حولي دائماً...

كان رقم خارجي يتصل على هاتفي...اسمع من خلاله صوت بكاء فقط.....ونفس..ولا يتكلم احد....

احياناً اصمت واحياناً اقفل الهاتف وابكي لوحدي....

اخر مرة اتصل بي هذا الرقم الخارجي....لم اسمع اي صوت كأنه يريد فقط ان يسمع صوتي.....اغمضت عيوني وقولت ...

(بحبك يا احمد)...واقفلت الهاتف وبقيت مغمضة عيني وكأنني احلم...او ان ما تجرأت وقولته لم يكن بحقيقة......كي لا الوم نفسي...بقيت اقنع نفسي ان ما حدث وقولته ليس حقيقة....وهم..خيال..حلم...وانا لم انطق بشيىء...واقتنعت....

.................................................. ......

بعد ايام....انهيت عملي عائدة مشي الى البيت..وجدت طفلاً صغير...يحمل باقة من الورد الأحمر ويقدمها الي قائلاً..

- دي ليكي..(وغاب بسرعة)

فتشت فيها لم يكن فيها اي بطاقة تدل على صاحبها.......اكملت سيري وجدت الطريق مقفلة بالاطارات فأصبحت مجبرة على ان اسلك زاوية صغيرة لأصل الى الشارع الاخر....مررت بها فإذا بطفل اخر يرمي عل ما ارتيده بحبر احمر ...كان منظري في غاية السوء وانا لا استطيع ان اكمل بهذا الشكل..مرت بجانبي عندها سيدة قالت لي..

- ايه ده مالك..

- قلت لها حد جيه رذل كده ورمى حبر عليه....

- وحش اوي تمشي كده....اطلعي عندي فوق اديكي حاجة تلبسيها...

- قلت بإحراج: لأ...متشكرة...

- ازاي انا عندي بنت في سنك ممكن تلبسي من عندها حاجة ...

صعدت معها بعد اصرارها المبالغ فيه وكانت تجرني بيدي...شعرت انها طيبة وتريد مساعدتي..ادخلتني الى غرفة واعطتني فستاناً طويلاً ازرق جميل وقالت...

-بنتي قافلة الاوضه بتاعتها بس انا كنت جايبالها الفستان ده ممكن تلبسيه وتجيبيه بكرة انا عارفة انك بتشتغلي في الحضانة الي جنبنا...

طالما انها عرفتني.اطمأن قلبي.ولبست الفستان الذي كان رائعاً...

خرجت من الغرفة لم اجدها....وانا احمل في يدي باقة الورد والبس الفستان الازرق الجميل..نزلت ابحث عنها...حتى وصلت الى الشارع...

وجدت رجلاً يحمل في يده الة كمان ويعزف لي....لم اكن لأفهم اي شيىء تابعت طريقي وهو يلحق بي...حتى اجتمع معه عازفون اخرون...يعزفون ورائي....

الى ان وصلت الى زاوية اخرى وانا اهرول هرباً منهم....وقبل ان اصبح في الشارع وجدت الساحة ملئية بالزهور ومنصة مضاءة والفرقة نفسها صعدت اليها....ورجل يقف وظهره لي وللجميع من حولي الذي لا اعلم من اين أتوا ولكن كل منهم بدأ يصفق لي وانا اقترب من المنصة كالمسحورة لا اعرف ماذا يحدث...

بدأت الفرقة تعزف لحناً جميلاً.... ونزلت من اعلى المنصة الى اسفل لوحة كبيرة كتب عليها..

(عاوز اتجوزك يا نور) انتي موافقة؟؟؟

وقفت والدموع في عيني والجميع يصفق لارى بعدها الرجل الذي استدار لم يكن الا احمد.....

يمسك بيده المايكرفون ويغني مع الفرقة....

- نور اشلبيديش ....يعني بحبك بالألماني وبكل اللغات وهفضل على عهدي العمر كله من هنا لحد الممات وما فيش حاجة هتبعدني عنك لان من غيرك ما فيش حياة

ثم نزل ومعه علبة فتحها وانا اقف مذهولة والدموع تنجرف من عيوني لا اعرف لماذا.....وركع امامي وقال...

- تتجوزيني يا نور....

- ضحكت وقلت وانا انا اسمح دموعي: انت مجنون...

- يبقى مواقفة..هاتي ايدك..(البسني خاتم الزواج في يدي اليمنى )

واعطاني الخاتم الأخر البسته اياه والجميع يصفق لي وله..وانا ابكي. واستيقظت من الحلم........على صوت رنين الهاتف....


الفصل الخامس عشر من هنا
SHETOS
SHETOS
تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1