قصة (درة) ح10
الحلقة العاشرة
تأليف/ سيد داود المطعني
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحلقة العاشرة
تأليف/ سيد داود المطعني
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حذيفة واقف ع الباب، بيرفع راسه، بيشوف والد درة، اللي واقف يبص عليه مستغرب
_ هو انت اللي جاي تخطب درة بنتي؟
(حذيفة متفاجيء)
_ حضرتك والد الدكتورة درة؟
_ تعالى .. تعالى تعالى ..
(حذيفة متلخبط، عقله مش قادر يستوعب)
_ هو حضرتك قريب دكتورة سوزان؟
_ أنا قريب دكتورة سوزان، ووالد دكتورة درة، تعالى تعالى تعالى..
(أبو درة كان ساخر بحدة مع حذيفة، وبشاور لي بإيده، كأنه بيقول له ادخل ع السلخانة)
_ هو انت اللي جاي تخطب درة بنتي؟
(حذيفة متفاجيء)
_ حضرتك والد الدكتورة درة؟
_ تعالى .. تعالى تعالى ..
(حذيفة متلخبط، عقله مش قادر يستوعب)
_ هو حضرتك قريب دكتورة سوزان؟
_ أنا قريب دكتورة سوزان، ووالد دكتورة درة، تعالى تعالى تعالى..
(أبو درة كان ساخر بحدة مع حذيفة، وبشاور لي بإيده، كأنه بيقول له ادخل ع السلخانة)
حذيفة بيدخل، خطوات بطيئة، خايف، متوتر .. بيشوف درة وبيكسر عينه، مش قادر يرفعها..
أم درة بتندهش لما تشوفه، و درة بتبتسم له، مش فاهمة حاجة .. وحذيفة واقف على بعد خطوات وظهره للباب.. وكان بيفرز عرق كتير من جسمه، ووشه بدأ يميل للون الأحمر، كأنه مدهون بالفراولة.
(الأب بيقفل الباب، وبيدخل قدامه، وبيشاور له بعنف)
_ اتفضل يا حذيفة يا بيه .. اتفضل.
(حذيفة بيتقدم وإيديه بتترعش، وبيبص ع الباب وراه .. نفسه الأرض تنشق وتبلعه)
بيحاول يقول مساء الخير لأم درة، وهو بيمد يده علشان يسلم .. بس الحروف مش بتساعده يتكلم
_ مس .. ميسا .. مساء الخير يا فندم
_ مساء الخير يا ابني .. اتفضل
_ اززيك يا درة؟
_ مالك يا حذيفة؟ انت بتترعش كده ليه؟ انت تعبان؟
( الأب بيبص عليه بعيون حادة)
_ لا يا دكتورة .. مش تعبان ولا حاجة .. بس هو اتفاجيء .. مكانش متوقع اننا أهلك.
_ أنا مش فاهمة حاجة يا بابا.
(الأب بيشاور لحذيفة يقعد)
_ دلوقتي تفهمي كل حاجة لما البيه يقعد..
_ حضرتك بتكلمه بالطريقة دي ليه يا بابا؟
_ اصبري يا دكتورة وانتي تعرفي كل حاجة، وأكيد أمك عارفة انا بعمل كده ليه؟
(درة بتبص لأمها .. الأم بتهرب بعينها منها، مش عايزة كل ده يحصل)
_ اتفضل اقعد يا حذيفة يا بيه..
(حذيفة بيقعد زي التلميذ الخايب)
_ انت نورتنا يا حذيفة يا بيه؟
_ تسلم حضرتك
_ هي الدكتورة سوزان مجاتش معاك ليه؟
(درة بتبص على أبوها، وبتتكلم بنرفذة)
_ بابا .. من فضلك .. أنا مش فاهمة حاجة.
_ ما اهو ده حذيفة بيه، جوز الدكتورة سوزان .. اللي كنا نحكي لك عنه امبارح.
(درة بتبص بنظرة غريبة، لسة مش قادرة تجمع)
_ مش فاهمة، يعني ايه هو حذيفة بيه جوز سوزان.
(الأم بتبص لها بأسى)
_ قلب أمك يا بنتي .. دايما حظك سيء
(درة بتصرخ)
_ فهمووووني .. أنا مش فاهمة.
(حذيفة بيبص عليها وبيستجمع قواه وبيحاول يكلمها)
_ درة .. أنا عايز أقولك حاجة
_ عايز تقول لها ايه يا حذيفة بيه .. هو انت عايز تضحك على بنتي قدامي؟ يا جبروتك ياخي .. ده انت وقح.
_ بعد اذن حضرتك يا عمي، لازم تعرف الحقيقة كاملة قبل ما تحكم.
(درة بتترعش، وشها بيتغير، وبتصرخ في وش حذيفة، وبتتكلم بصوت عالي وزعيق)
_ يعرف ايه؟ ها؟ يعرف ايه؟ حرام عليك .. حرام عليك .. انت مش ممكن تكون بني آدم .. مش ممكن تكون بني آدم
_ يا درة أنا ...
_ انت ايه؟ انت كداب .. مخادع .. ازاي تكون متجوز وتخدعني بالشكل ده، ازاي قدرت تمثل عليا المثالية دي كلها، وانت امبارح كنت احقر شخص في الوجود.. ها ... انت ازاي كده؟ ازاي؟
(انفجرت درة في البكاء، بنحيب مسموع، وأمها بتحاول تهديها)
_ يا درة افهميني.
_ امشي اطلع برة يا حذيفة .. اطلع برة ..
_ يا درة.. أنا مش زي ما انتي فاهمة..
(درة بتوقف صارخة في وشه)
_ انت حقير يا حذيفة .. حقيررر .. امشي اطلع برة.
(حذيفة وقف مرتبك، ومتأثر، وبيحاول يهديها)
_ يا درة انتي لازم تسمعيني.
(الأب بيوقف يشاور له ع الباب)
_ امشي اطلع برة يا ولد انت ... وانا ليا كلام مع مراتك..
_ مراتي؟؟
_ ايه نسيت مراتك؟ سوزان يا فاقد الذاكرة يا نصاب .. امشي اطلع برة
_ يا عمي أرجوك متدمرنيش .. أرجوك تسمعني، أنا مستحيل أتخلى عن درة.
_ متقولش عمي .. هو انا اعرفك علشان أكون عمك .. يلا امشي من هنا، وتطلع درة من دماغك خالص.
(أبو درة راح ناحية الباب، وفتحه، وبدأ يشاور بغضب على حذيفة)
_ هتطلع برة ولا أتصل بالشرطة؟
(درة منهارة، ومنفجرة في العياط، وبتجري على أوضتها)
_ يلا يا ولد انت، هتضيع لي البنت .. بررررررررررة.
(حذيفة هيبكي، وبيبص عليها وهي بتجري ناحية أوضتها)
بيهز دماغه ومتأثر جامد، وبيخرج .. والأب بيرزع الباب وراه
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
درة بتقفل على نفسها الباب، وبتعيط في أوضتها، وأبوها وأمها بيخبطوا عليها، ورافضة تفتح لهم.
_ ليه .. ليه .. ده انا كنت قلت خلاص الدنيا بتضحك لي .. قلت خلاص .. خلااااااص خلااااص.
(أم درة بتبص على جوزها وهي متضايقة من تصرفه)
_ مكانش له لزوم اللي انت عملته ده، ينفع كده هتموت لي البنت.
_ يا سلام! يعني كنا هنخبي عليها، ما اهي لازم تتصدم ..
_ يا درة .. افتحي يا بنتي .. افتحي متقطعيش قلبي
(درة منهارة، مش قادرة تقوم من مكانها)
_ اعمل حاجة .. اكسر الباب، أنا مش مطمنة ع البنت .. اتصررف.
(الأب بيخبط ع الباب بانفعال)
_ افتحي يا درة، وإلا هكسر الباب، افتحي يا درررة .. يا درررة.
(الأب بيدخل المطبخ، وبيجيب أدوات حادة، وبدأ ينوي على الباب)
(طك طك طك طك طك طك طك طك)
درة قامت من مكانها، وبدأت تتحامل على نفسها، وفتحت لهم الباب، ورجعت مكانها تاني)
_ بنتي حبيبتي .. يا كبدي يا بنتي ..
(الأب بيتضايق من شكلها ده، وبدأ يزعق لها)
_ ايه؟ في ايه؟ مموتة نفسك من العياط ليه؟ هو كان جوزك؟ كان خطيبك حتى؟ ايه اللي انتي عاملاه في نفسك ده..
(الأم بتحاول تهديه)
_ أبوس ايدك تسكت، ارحم البنت شوية.
_ هو مين اللي يرحم مين؟ ده واحد جاي يتقدم لها، واكتشفنا انه نصاب، وطردناه .. ايه اللي حصل.
(الأب مش فاهم حاجة، ومش عارف حاجة، والام بتحضن درة وبتطبطب عليها)
_ جيل ايه المنيل ده .. ما يغور في ستين داهية، هو يطول يتجوز دكتورة زيك
(درة مش مستحملة كلام ابوها، بتصرخ فيه)
_ خلاص يا بابا أرجوك .. خلاص خلاص .. أنا مش مستحملة.
(الأب بينفعل عليها، وبيبدأ يهزأها)
_ اتفووو عليكي .. بنت قليلة التربية .. انتي هتزعقي فيا أنا يا بنت انتي ..
(الأب ساب لها الأوضة وهو في قمة ثورته، وزعلان خالص، وبيرزع باب أوضتها وراه)
_ يووووووووه .. هو انا ناقصة يا بابا ... حرااااااااااااااااااااااام.
_ ليه .. ليه .. ده انا كنت قلت خلاص الدنيا بتضحك لي .. قلت خلاص .. خلااااااص خلااااص.
(أم درة بتبص على جوزها وهي متضايقة من تصرفه)
_ مكانش له لزوم اللي انت عملته ده، ينفع كده هتموت لي البنت.
_ يا سلام! يعني كنا هنخبي عليها، ما اهي لازم تتصدم ..
_ يا درة .. افتحي يا بنتي .. افتحي متقطعيش قلبي
(درة منهارة، مش قادرة تقوم من مكانها)
_ اعمل حاجة .. اكسر الباب، أنا مش مطمنة ع البنت .. اتصررف.
(الأب بيخبط ع الباب بانفعال)
_ افتحي يا درة، وإلا هكسر الباب، افتحي يا درررة .. يا درررة.
(الأب بيدخل المطبخ، وبيجيب أدوات حادة، وبدأ ينوي على الباب)
(طك طك طك طك طك طك طك طك)
درة قامت من مكانها، وبدأت تتحامل على نفسها، وفتحت لهم الباب، ورجعت مكانها تاني)
_ بنتي حبيبتي .. يا كبدي يا بنتي ..
(الأب بيتضايق من شكلها ده، وبدأ يزعق لها)
_ ايه؟ في ايه؟ مموتة نفسك من العياط ليه؟ هو كان جوزك؟ كان خطيبك حتى؟ ايه اللي انتي عاملاه في نفسك ده..
(الأم بتحاول تهديه)
_ أبوس ايدك تسكت، ارحم البنت شوية.
_ هو مين اللي يرحم مين؟ ده واحد جاي يتقدم لها، واكتشفنا انه نصاب، وطردناه .. ايه اللي حصل.
(الأب مش فاهم حاجة، ومش عارف حاجة، والام بتحضن درة وبتطبطب عليها)
_ جيل ايه المنيل ده .. ما يغور في ستين داهية، هو يطول يتجوز دكتورة زيك
(درة مش مستحملة كلام ابوها، بتصرخ فيه)
_ خلاص يا بابا أرجوك .. خلاص خلاص .. أنا مش مستحملة.
(الأب بينفعل عليها، وبيبدأ يهزأها)
_ اتفووو عليكي .. بنت قليلة التربية .. انتي هتزعقي فيا أنا يا بنت انتي ..
(الأب ساب لها الأوضة وهو في قمة ثورته، وزعلان خالص، وبيرزع باب أوضتها وراه)
_ يووووووووه .. هو انا ناقصة يا بابا ... حرااااااااااااااااااااااام.
حذيفة ماشي في الطريق، متضايق جدا، زي اللي وقع في ترعة بكل الهدوم اللي عليه، مش قادر يستوعب اللي حصل..
اتصل بالدكتورة سوزان، وهو منهار، مش عارف يعمل ايه؟
_ دكتورة سوزان
_ ايه يا حذيفة .. خير؟ في ايه؟
_ انتي خربتي بيتي يا دكتورة .. دمرتي حياتي ومستقبلي .. دمرتيني .. دمرتيني.
_ انت اتجننت يا حذيفة .. ايه الكلام السخيف اللي انت بتقوله ده؟
_ أنا خسرت نفسي بسببك يا دكتورة .. خسرت نفسي .. خسرت نفسي
(حذيفة بدأ يبكي في الفون .. وبدأت تسمع تشنجاته، ومش عارف يرد عليها)
_ تعالى لي الفيلا يا حذيفة .. علشان أعرف أفهمك كويس.
(سوزان بتقفل الفون في وشه)
اتصل بالدكتورة سوزان، وهو منهار، مش عارف يعمل ايه؟
_ دكتورة سوزان
_ ايه يا حذيفة .. خير؟ في ايه؟
_ انتي خربتي بيتي يا دكتورة .. دمرتي حياتي ومستقبلي .. دمرتيني .. دمرتيني.
_ انت اتجننت يا حذيفة .. ايه الكلام السخيف اللي انت بتقوله ده؟
_ أنا خسرت نفسي بسببك يا دكتورة .. خسرت نفسي .. خسرت نفسي
(حذيفة بدأ يبكي في الفون .. وبدأت تسمع تشنجاته، ومش عارف يرد عليها)
_ تعالى لي الفيلا يا حذيفة .. علشان أعرف أفهمك كويس.
(سوزان بتقفل الفون في وشه)
حذيفة بيرن على درة .. مرة واتنين وتلاتة وبتكنسل في وشه..
آخر رنة، فتحت عليه..
_ انت عايز ايه؟ ها؟ عايز ايه تاني .. مش عايزة أشوفك تاني .. مش عايزة أسمعك .. امشى غور في ستين داهية .. حل عني بئى .. حل عني..
(درة بتقفل الفون في وشه)
بدأ يدمع ومسك الفون وكتب لها رسالة طويلة يشرح لها فيها كل حاجة..
حذيفة وصل البيت، وكان منهار ومتغير خالص..
ريناد منتظراه في الصالة، علشان تعرف ايه اللي تم في مقابلة أهل الدكتورة درة..
كانت أمه أخدت العلاج ونامت، والأطفال بيلعبوا في أوضتهم..
_ مالك يا حذيفة ... حصل ايه؟
(حذيفة انفجر في البكاء لأول مرة قدام ريناد، وحضنها)
_ أنا ضعت يا ريناد .. أنا ضعت.
_ يا ساتر يارب .. حصل ايه؟
(حذيفة بدأ يسيطر على أعصابه، وريناد مصممة تعرف ايه اللي حصل، راح بص على أوضة أمه، لقاها نايمة)
_ مش هعرف اتكلم هنا .. البسي أي حاجة نروح أي مكان برة)
ريناد منتظراه في الصالة، علشان تعرف ايه اللي تم في مقابلة أهل الدكتورة درة..
كانت أمه أخدت العلاج ونامت، والأطفال بيلعبوا في أوضتهم..
_ مالك يا حذيفة ... حصل ايه؟
(حذيفة انفجر في البكاء لأول مرة قدام ريناد، وحضنها)
_ أنا ضعت يا ريناد .. أنا ضعت.
_ يا ساتر يارب .. حصل ايه؟
(حذيفة بدأ يسيطر على أعصابه، وريناد مصممة تعرف ايه اللي حصل، راح بص على أوضة أمه، لقاها نايمة)
_ مش هعرف اتكلم هنا .. البسي أي حاجة نروح أي مكان برة)
حذيفة وريناد قاعدين في نفس الكافيه اللي كان يقابل فيه درة.. وبدأ يحكي لها عن جوازته من سوزان..
_ يا نهار اسود .. بتعمل في نفسك كده ليه يا حذيفة .. ليه؟
_ سيبيني أفضفض يا ريناد .. متقاطعنيش
_ اسفة .. بس حرام والله .. حرام
_ مفيش حاجة اسمها حرام .. انا معملتش حاجة حرام .. ومتقاطعنيش تاني .. يا إما نغور نروح.
_ حاضر .. مش هقاطعك.
_ أنا اتجوزتها في ظروف صعبة .. كانت ماما عيانة أوي .. وانا كنت مخنوق من الشغل ومش مستحمل نفسي..
وفي يوم كده، اتصلت بالمدير وقالت له خلي المحاسب يجيب لي الحسابات البيت بنفسه، يوم بيوم، علشان المصنع كان جديد، وعايزة تشوف المعدل اللي ماشي بيه.
_ اها
_ رحت لها البيت، لقيتها خايفة، ومتوترة، وبتكنسل الاتصالات في وش قرايبها..
حاولت امتص غضبها بطريقتي، وبدأت أرمي لها كام كلمة كده يخلوها تهدى، والحوار بقى يقلب على جلسة نفسية..
بدأت تحس بالراحة لكلامي .. وفضفضت لي إن اخواتها عايزينها تموت علشان يورثوها..
اخواتها مستكترين عليها تعيش في العز ده كله وحدها، لا معاها أولاد، ولا حد تصرف عليه، وكان عندها هاجس إنهم ممكن يخططوا يقتلوها..
_ يا نهار اسود .. بتعمل في نفسك كده ليه يا حذيفة .. ليه؟
_ سيبيني أفضفض يا ريناد .. متقاطعنيش
_ اسفة .. بس حرام والله .. حرام
_ مفيش حاجة اسمها حرام .. انا معملتش حاجة حرام .. ومتقاطعنيش تاني .. يا إما نغور نروح.
_ حاضر .. مش هقاطعك.
_ أنا اتجوزتها في ظروف صعبة .. كانت ماما عيانة أوي .. وانا كنت مخنوق من الشغل ومش مستحمل نفسي..
وفي يوم كده، اتصلت بالمدير وقالت له خلي المحاسب يجيب لي الحسابات البيت بنفسه، يوم بيوم، علشان المصنع كان جديد، وعايزة تشوف المعدل اللي ماشي بيه.
_ اها
_ رحت لها البيت، لقيتها خايفة، ومتوترة، وبتكنسل الاتصالات في وش قرايبها..
حاولت امتص غضبها بطريقتي، وبدأت أرمي لها كام كلمة كده يخلوها تهدى، والحوار بقى يقلب على جلسة نفسية..
بدأت تحس بالراحة لكلامي .. وفضفضت لي إن اخواتها عايزينها تموت علشان يورثوها..
اخواتها مستكترين عليها تعيش في العز ده كله وحدها، لا معاها أولاد، ولا حد تصرف عليه، وكان عندها هاجس إنهم ممكن يخططوا يقتلوها..
يعني يحطولها سم في الأكل أو الشرب .. أو يزوروها مثلا وحد يتسرب لأوضتها ويخنقها..
كلها هواجس..
قلت لها يبقى انتي لازم توافقي على أول حد يتقدم لها، بحيث اخواتها يحسوا إنها لو ماتت، جوزها هيورثها..
ومن ناحية تانية، تحسسهم إن ليها ضهر .. ولو في نية سودة بيخططولها، يلغوها.
كانت فرحانة بالفكرة دي.. ومتمسكة بيها خالص..
وفي نفس الوقت خايفة تنفذها، يروح جوزها الجديد هو اللي يعمل كده..
_ ها وبعدين؟؟
_ وبعدين فوجئت انها بتطلب مني أتجوزها، واعيش معاها لو حبيت ..ولو مش حابب، أقعد زي ما أنا مع أمي..
مقابل انها تزود لي مرتبي .. وتأمن لي مستقبلي بشقة .. ومصاريفي الزيادة..ووظيفة مرموقة في المصانع بتاعتها بعد ما اكتسب خبرة..
وفعلا اشترت لي الشقة اللي في أكتوبر دي .. وكل مصاريف علاج ماما طول السنة ونص كانوا على حسابها..
وعلاقتي بيها لحد النهاردة رئيس ومرؤوس ..
امبارح أخدتني حفلة أخوها الكبير ... بعد ما العيلة كانت مقاطعاها طول الفترة اللي أعلنت فيها عن جوازنا..
وقالت لي ان الحاقدين هيكونوا موجودين .. ولازم أكون قوي معاهم، ومغرور عليهم، علشان يعرفوا انها مسنودةى على شخص قوي..
_ وبعدين؟؟
_ قابلت أبو درة وأمها في الحفلة .. وأخدوا عن فكرة زي الزفت ... والنهاردة سمعت منهم أسوأ كلام ... ودرة طردتني من البيت يا ريناد ..
خسرت كل حاجة يا ريناد .. خسرت كل حاجة..؟
(ريناد بدأت تتأثر، وعينها تدمع)
_ يا حبيبي يا حذيفة .. كل التضحيات دي علشان اللي حواليك .. وفي النهاية تخسر كل حاجة
_ انا بحب درة أوي يا ريناد .. بحبها .. ولو متجوزتهاش حياتي هتبقى متنغصة
(ريناد بتفكرر بعمق)
_ عندي اقتراح ..
_ اقتراح ايه؟؟
_ أنا هروح أقابل درة .. وأفهمها على كل الظروف دي..
(حذيفة مندهش .. كأنه بيسأل نفسه كانت فين الفكرة تايهة عن دماغه)
_ هتروحي لها فين؟
_ المستشفى أو البيت .. أو حتى في الفون..
_ ربنا يخليكي ليا يا ريناد .. ربنا يخليكي ليا.
ريناد بتروح المستشفى، بتسأل عن الدكتورة درة ... وبتعرف انها مريضة، ومراحتش المستشفى..
اتصلت بحذيفة.. وقال لها على عنوان البيت، وخلاها تروح لها البيت..
................
في بيت درة..
كانت قاعدة مع أمها .. اللي بتعاتبها عن موقفها مع أبوها
_ لازم تعتذري لبابا يا درة .. لأنك كنتي قليلة الذوق معاه امبارح
_ حاولت اعتذر له الصبح يا ماما .. راح شخط فيا ومشي.. بس انا منهارة يا ماما .. منهارة..
(الباب بيخبط .. بتقوم الأم تفتح الباب، بتلاقي ريناد)
_ صباح الخير يا طنط
_ صباح الخير يا بنتي .. أهلا وسهلا
_ الدكتورة درة موجودة؟
_ أيوة يا حبيبتي اتفضلي..
(الأم بتلتفت وراها تنادي على درة)
_ درة .. كلمي .. اتفضلي يا بنتي
(ريناد بتمشي مكسوفة .. بخطوات بطيئة)
درة بتشوفها، بتعرفها، بتعض نفسها من الغيظ
_ أنا داخلة أوضتي يا ماما..
_ مش هتشوفي ضيفتك يا بنتي.
_ دي ريناد .. اخت الحقير حذيفة..
(ريناد كيوت خالص متقدرش تستحمل كلمة زي ده، عينيها دمعت، وجسمها اترعش)
_ ربنا يسامحك يا دكتورة .. بس عيب أوي تسيبي حد بيسأل عنك وتدخلي
_ اه .. ما اهو انتي وأخوكي هتعرفوني ايه العيب..
_ ممكن أتكلم معاكي عشر دقايق بس، وبعدها تقرري اللي انتي عايزاه؟
_ لاء مش ممكن .. وياريت تتفضلي من غير مطرود
(درة بتدخل مندفعة ناحية أوضتها .. وبتسيب ريناد واقفة وهي في قمة الخجل من الموقف)