الجزء التالت من #تزوجت_ملحد
تاني يوم صحيت و مالقتش احمد جمبي قولت يمكن طلع لياسين عند مامته ، وفعلا طلعت لقيته وعرفت من حماتي انه طلع من ساعة و كمل نومه جمبه ، روحتله الاوضه اللي نايم فيها و حسيت وشه شاحب اوي و متغير ، حطيت ايدي علي راسه لقيته ماسكها و بيقولي تعالي نامي في حضني
نمت في حضنه و ياسين جمبنا و ماسك ايده
و طلب مني ان حماتي ماتعرفش بمرضه عشان مايبقاش صعب عليها وجعه طول الفترة اللي فاتت ، وخصوصا هي كمان حست بالتغيرات عليه ، و كنا علطول بنطلب منه يروح يكشف عشان نطمن عليه
وكان بيروح فعلا و مرة مصطفي راح معاه ، و كان بيأكدلنا ان مافيش حاجة و مجرد ارهاق بسبب الشغل ، و طبعا اتفق مع الدكتور ان ماحدش مننا كلنا نعرف بمرضه
مع حياتنا اللي اتحولت مرة واحدة ماعرفتش ارد عليه غير بحاضر ، حرفيا كان كل تفكير مشلول مش عارفه اتصرف و لا اعمل حاجة ، كل اللي في ايدي افضل جمبه و مش عايزه اسيبه يروح مني
قولتله حاضر وهو طبع بوسة علي خدي و قالي
_ انتي احلي حاجة حصلتلي في حياتي ، و سكت شوية و كمل.....
— ولو اي حاجة حصلتلي مش عايزك توقفي حياتك عندي ، حياتك مش هتقف عليا ، في ابنك و اهلك و كل اللي بيحبوكي محتاجينك ف حياتهم تكوني مبسوطة و بتضحكي
و بص لياسين و اعد يبوس فيه وهو نايم في حضننا وكمل...
- عرفيه اما يكبر اني كنت بحبه اوي و ان هو الثمرة اللي حصدها في حياتي ، و عرفيه اني كنت بعافر عشان كان نفسي اشوفه لما يكبر و هو بيحقق احلامه و احلامي ، بس الاجل قرب
قوليله ابوك سايب راجل وراكي واثق فيه
و مش عايز حد يجي يزورني في مكاني الجديد ، انا هبقي حاسس بيكو في اي مكان انتو موجودين فيه
قولي لامي اني بدعي اسكن في الجنة اللي تحت رجليها ، ماتخلهاش تزعل مني و قوليلها ان الموت اعمار و العمر انتهي
طول مابيتكلم دموعي بتنزل مني من غير صوت ، حاسة ان الدنيا جاية عليا اوي ، خلاص انا اتكسرت و مش هقوي تاني ، خلاص كل حاجة حلوة في حياتي بتروح مني
حضنا بعض اكتر و هو بيمسح دموعي و بيبوسني في خدي
بعدها ماحسناش بحاجة ، و روحنا في النوم سوا ،بعد ساعة او ساعتين صحيت وهو كان لسه حاضني بس جسمه تلج ، بارد جدا ، جسمي كله قشعر و مش عايزة الف اشوفه
لاني كنت عارفة انه خلاص ، سابني لواحدي ، سابني و لسه مالحقتش اشبع منه ، ساب ابنه اللي لسه حته لحمة حمرا و هيكبر ومش هيكون ليه اب ولا هيكون فاكرة
اعدت اعيط و اصوت لحد ماحماتي اجت علي صويتي و عرفت ان ابنها مات حضنته و اعدت تعيط ، وانا قومت و حضنت ياسين و اعيط
ماكونتش حاسة باي حاجة ، خلاص جوزي و حبيبي و اخويا و سندي راح ، راح و سابني لواحدي ، راح و اخد قلبي معاه ، وكل اللي اتبقي مني مجروح ، خلاص مش هشوفة تاني ، خلاص راح مني و ابنه اتيتم ، انا خلاص اتكسرت
اول يوم غسلوه و كفنوه ، وخلاص هيمشي و اخر مرة اشوفه فيها ، جريت عليه و حضنته و انا بعيط و بقول
- أية : ليه يارب تاخده مني ، ليه يارب ، يشمعني انا ، انا مالحقتش اشبع منه ، ليه تاخده ، اكتر حاجة حلوة في حياتي اخدتها مني ، ليييه ، ليه تكسر قلبي ، لاااااا ، انا مش هسيبه يروح مني ، لاااا احمد لازم يرجعلي ، مش هسيب الموت يهزمني و ياخدة مني ، يشمعنه انا اللي الموت عرف طريقي ، طب خدني انا و رجعه ، لييييه انا لييييه
مش حاسة بنفسي منهارة مش قادرة استوعب ولا اصدق انه خلاص مش هشوفه تاني ، كل الموجودين كانو بيكلموني بس ماكونتش حاسه بيهم و لا سمعاهم ، كأن احمد اخدني معاه لعالم تاني غير اللي انا فيه
عدي تلت ايام العزي و ماكونتش بسكت كنت بقول نفس الكلام ، و الموجود اما فقد الامل سابوني اهدي لواحدي
اخدت فترة لحد مافقدت النطق ، او يمكن مافقدوش بس ماكونتش حابه اتكلم مع حد خالص ، كان بعدها ناس بتيجي تعزيني ، وشويه بابا و ماما و اهلي ، وشوية حماتي اللي كانت بردة هتتجنن عشان ابنها
- حماتي : انا عارفة انه صعب علينا كلنا ، بس انا عايزة يبقي ايمانك اقوي من كدة ، هو اكيد في حته احسن من الدنيا دي بكتير ، قومي يابنتي استغفري ربنا و اتوضي وصلي و ادعيله هو محتاج انك تدعيله ، و عيزاكي تبقي قوية عشان ابنك اللي لسه في اللفة و محتاجك معاه
بصتلها وروحت علي السرير و نمت ، و كأني في دنيا تانية و مش سامعاها ولا حابه اسمعها
بعدها لقيت محمود اخوه اجه صحاني و اعدت يكلمني و يهديني برده بس بطريقة مختلفة عن حماتي
- محمود : انا عارف انك زعلانة و قلبك مكسور عشان احمد و كلنا مكسورين ، بس نعمل ايه ، هو مش بياخد الا اكتر حد بنحبه ، و عارف كمان انك مش عايزة تصلي و لا قادرة و ماحدش بيغصب عليكي براحتك خالص ، هو اصلا في حالتك مش ضروري و عندك عذرك
انا عايزك تعتبريني اخوكي من النهاردة و اي حاجة محتاجاها اكتبيها او شاوريلي بس وانا هفهمك ، تعرفي اني اكتر حد في البيت ده بيفهمك و عارف احساسك ايه ، معلش لو كنت زودت عليكي انا هسيبك تنامي و تستريحي و بكرة هاجي نفضفض سوا عشان تستريحي
طول مامحمود بيتكلم ماكونتش عايزة اسمع حاجة ، بس اهو قال الكلمتين و سابني و مشي و تاني يوم فعلا اجالي برده الاوضه و اعد يتكلم معايا و انا اعد اسمعله يقول الكلمتين اللي عنده و يمشي و اخلص
- محمود : ها عاملة ايه النهاردة ، مش عارف انا بسألك علي حالك ليه مع اني متأكد انك لسه زعلانة جامد ، بس انا معاكي في زعلك و خصوصا يشمعني انتي اللي ياخد منك جوزك ، وحتي لو اخده ليه ماعطاش لينا فرصة علي الاقل نلحق نعالجه ، بس نقول ايه بقي ، بس انا حاسس ان مستنيكي حاجة حلوة تنسيكي اللي بيحصلك ده
قال الكلمتين و سابني و مشي ، بس كنت بسمعله النهاردة باهتمام عن امبارح ، كلامه بيحسسني انه فاهمني ، او يمكن انا حابه اسمع الكلام ده ، او ان حد واقف في صفي و نفس تفكيري ، للحظة حسيته زي احمد فاهمني و نفس تفكيري ، و بقيت بستني كل يوم يجي يتكلم معايا ، علي الاقل بحس اني هديت و هو بيتكلم علي الرغم اني لسه ماتكلمتش ، كل يوم بستناه و بتشوق لكلامه .....
يوم بقي يجي يعد معايا شويه ، وحبه حبه بقيت بستناه و بحس ان كلامه بيريحني و بيهديني ، بالرغم انه بيفكرني بجوزي الله يرحمه بس مش عارفة ليه كنت بحس بالنار اللي جوايا تهدي ،يمكن عشان بيفولي الكلام اللي انا حابه اسمعه و او عرف طريقة مختلفة يهديني بيها غير الباقي اللي بيجي يواسي و يمشي
_ محمود : انا عايزك تخرجي من اللي انتي فيه ده بقي ، خلاص الي راح راح و اللي مات مات ، و كلنا زعلنا و مع الوقت بننسي ، و هو قرر الموت بدري و هو لسه صغير ، مش عشان تعب شويه يقرر الموت كده و يسيبك ، الصراحة اللي معاه واحدة زيك مستحيل يموت و يسيبها ، ماتيجي اخدك انتي و ياسين نخرج سوا يمكن اما تخرجي و تغيري جو صوتك يرجعلك مادام مش عايزة تروحي لدكتور و لا دكتور يجي يشوفك ، و اهو يمكن يجيب نتيجة ، هفوت عليكي بكرة الساعة خامسة لو لقيتك لابسة هعرف انك موافقة....
اعدت فترة ساكتة مش عشان فقدت صوتي ، لأ عشان مش عايزة اتكلم و شايفة انه حياتي مالهاش لازمة و لا طعم من غير جوزي ، بسمع كل اللي حواليا و بفهم هما بيقولولي ايه ، بس كلام محمود المرة دي مافهمتوش ، حسيت انه بيلمح لحاجة مش فهماها ، كلامة كله الغاز ، شوقني اعرف معني كلامه ايه ، شككني في موت محمد ، الشك دخل قلبي
ماقدرتش استني لتاني يوم استنيته اما رجع عشان اسأله عن قصده ، و قررت خلاص اني اتكلم ..........
الجزء الرابع من هنا