Ads by Google X

قصة ضحايا النسر الحلقة الثانيه


الحلقة الثانية
موت البواب عمل لخبطة في كل حاجة، ضغط الإعلام طبعا ده غير إنه الشاهد الوحيد في القضية. استدعيت الشخصيات اللي كانت على علاقة بمريم في أواخر أيامها علشان التحقيق
الأول وهو الأب ولإنه عارف طبيعة شغلنا كان متعاون جدا وإجاباته واضحة وصريحة
- إمتى آخر مرة شوفت الضحية؟
كامل: يوم الحادثة، قبل بلاغ البواب بحوالي خمس ساعات
- حصل بينكم مشادة كلامية فعلا زي ما قال حارس العقار؟
كامل: للأسف ٱه


- كان سببها إيه؟
كامل: من حوالي سنة أو أقل انفصلت بنتي عن خطيبها ظابط الشرطة ودا كان بسبب مأساتها هي ووالدتها في حياتهم معايا وإنها رفضت تكرر نفس المأساة، وبعد إلحاحي عليها للرجوع ليه لإني كنت شايفه شاب محترم وكويس قررت إنها هتسيب البيت وتسكن لوحدها، ولما البواب كلمني وقالي إن في زميل ليها بيزورها لوحدها باستمرار اتجننت.
قاطعته بسؤال "زميلها دا إبراهيم؟"
كامل: آه هو، قررت أرجعها تعيش معايا بالعافية، ثارت في وشي وطلعت كلام مدفون جواها بقاله عمر، قالت إن قسوتي سبب مرض والدتها وإهمالي فيها سبب موتها، وإن كل مشاكلها وعقدها في الحياة بسببي؛ معرفتش أقول لها إيه، حسيت إني عاجز عن الكلام، هي عندها حق. نزلت وروحت وكان في نيتي إني هصالحها وأحاول أحتويها وأكرث الباقي من حياتي ليها، لكن ملحقتش، ملحقتش..


انهار الأب في البكاء وانتهى التحقيق.
كملت تحقيقي مع واحد من أهم الشخصيات في القضية، إبراهيم متولي.
- طيب يا إبراهيم أنا آسف في اللي هقوله بس أنت هتنورنا شوية.
وشه اتقلب تماما، وبدأ يتلغبط في الكلام وخد وقت علشان يسأل "ليه؟"
- بصراحة يا إبراهيم كل الأدلة ضدك، البواب شهد إن القاتل كان لابس قناع زي اللي بيستخدم في معامل الكيمياء، ده غير إنك كنت دائم الزيارة ليها بدون أي سبب، ثم إن مفيش أي حاجة نقصت في الشقة، حتى الفلوس كانت تقريبًا زي ما هي، يعني القاتل ماكانش سارق، وكمان طريقة القتل بتبين إن القاتل جاي وناوي على كدا.
إبراهيم: أيوة بس برضو حضرتك مفيش دليل واضح وصريح ضدي.


فضلت أكتر من خمس دقايق باصص لإبراهيم بابتسامة، في الخمس دقايق دول كان فقد كل اللي في جسمه من مياه عن طريق العرق، وشه اتحول بالتدريج للون الأصفر "صح يا إبراهيم عندك حق"
إبراهيم: عندي حق في إيه يا فندم؟
-إن مفيش دليل واضح ضدك، أنت نسيت كلامك ولا إيه يا هيما، دلوقتي بقى قل لي، كنت بتزورها كتير ليه؟ دي بنت عازبة وأنت ولا خطيبها ولا جوزها ولا حتى قريبها علشان تزورها لوحدها وبشكل شبه مستمر، معلش يعني يا إبراهيم كونك زميلها من أيام الجامعة مايديكش الحق في دا، دي فريدة مكنتش بتزورها قدك يا راجل.
سكت شوية وهو بيحاول يجمع الكلام.
إبراهيم: حضرتك أنا ومريم كنا بنحب بعض يعني وكدا وكان في مشروع جواز دا غير معمل التحاليل اللي كنا هنفتحه سوا، ويعني الكافيهات كانت دوشة ومش مكان ملائم لكدا، فهي يعني كانت بتقترح إننا نتقابل في البيت وكدا، بس والله يافندم ماكانش في حاجة أكتر من كدا، صدقني يا فندم أنا كنت بحب مريم جدا.


طبعا كلامه فور دمي لكن حاولت أتماسك على قد ما أقدر، أنا عارف إنه بيكدب، أنا متأكد، الواد دا هو اللي قتل مريم وأنا كلي ثقة من اللي بقوله.
- مش ملاحظ يا إبراهيم إنك خدت وقت كبير جدًا علشان تقول الكلمتين دول، متوتر كده ليه بس، دا
- أنت لسه قايل مفيش دليل ضدك
إبراهيم: ما أنا قولت لحضرتك يا فندم أنا كنت بحبها جدا وحالتي مش مستقرة من بعد ما سمعت الخبر.
- طيب يا هيما، تقدر تروح، بس أكيد أنت ممنوع من السفر حتى داخل مصر
إبراهيم: مفهوم يا فندم.


الثالثة، فريدة محمد، الوحيدة اللي ليا علاقة شخصية بيها، لإني كنت عارفها وقت خطوبتي من مريم، طبعا كانت منهارة وماكنتش عارف آخد منها كلمة، فريدة زي ما تكون بتخبط في الكل، شوية تقول إبراهيم وشوية تقول لا ثريا وشوية تقول دا كريم، لإنه هددها بالقتل من فترة قصيرة لما اتجددت مشكلتها مع ثريا وقال لها بالنص "لو عرفت إنك اتعرضتي لثريا ولو بكلمة همحيكي من على وش الأرض"
وشوية تقول "أنا مكنش ينفع أوافقهم على الاقتراح اللي كانوا بيخططوا له دا... وخصوصا بعد ما إبراهيم ااا..."
فريدة حست إنها بدأت تقول كلام ماكانش ينفع تقوله، زي ما تكون افتكرت إني ظابط مش صاحبها، بدأت أقول لها كملي يا فريدة، قولي أي حاجة تساعدني، ساعديني أجيب حق مريم، بدأت تغيب عن الوعي، ضربت بإيدي على المكتب وطلبت الإسعاف، ثريا وكريم كانوا ماشين تمام في التحقيق وكلام مظبوط ومتطابق تمامًا لحد ما سألت السؤال اللي لخبطهم وخلاهم يخرفوا، كنت قاصد أحقق معاهم سوا- لحد قبل سؤالي، "أنت فعلاً يا كريم هددت مريم بالقتل؟"


هنا قررت أخرج ثريا وأستفرد بكريم، طبعا اتلجلج وفين وفين لما عرف يقول جملة مفيدة.
يا باشا دي كانت مشكلة صغيرة من أيام الجامعة والله يسامحها مريم فتحتها تاني وانا من حمقتي على خطيبتي يعني قلت الكلمتين دول
- كانت إيه المشكلة يا كيمو؟
كريم: مشكلة صغيرة يعني يا باشا، كان حوار بسيط كدا يعني، كان، كانت، آه آه، أنا معرفش، كنا في الجامعة ومرة واحدة لقينا صوتهم علي وخدوا فترة مابيكلموش بعض، وصالحناهم يوم التخرج ومن كام يوم كنا عند مريم في البيت بنتكلم عن معمل التحاليل اللي كنا هنفتحه سوا، وفجأة مريم قالت إنها مش هتشارك ثريا، وبما إن مريم كانت هي الممولة للمشروع بالفلوس ثريا اتضايقت من الكلمة وعيطت وأنا انفعلت وقولت " لو اتعرضتي لثريا ولو بكلمة همحيكي من على وش الأرض"


- طب يا كيمو حد يتدخل في مشاكل البنات دي يا راجل، ماكانش ينفع، أديك متهم في القضية أهو.
كريم: متهم؟ متهم إيه يا باشا مريم دي عشرة عمري أنا مستحيل أعمل كدا، دول كانوا كلمتين بس لحظة انفعال
-إهدا يا كريم، أنا مصدقك يا حبيبي، دلوقتي تقدر تتفضل وتدخل ثريا.
فضل قاعد مكانه وباصص لي وساكت.
-أستاذ كريم بقولك اتفضل التحقيق خلص.
خرج كريم ودخلت ثريا وعيدت نفس السؤال تاني "فعلا يا أستاذة ثريا خطيبك هدد مريم بالقتل بسببك؟"
ثريا من التوتر سألت سؤال مايتسألش "هو قالك إيه يا باشا؟"
ضحكت وكررت سؤالي تاني.



وهنا بدأت أستمتع بالكلام اللي اتغير
ثريا: أيام الجامعة كنت مستلفة من مريم فلوس وقررت فجأة تطلبها مني قبل الميعاد اللي اتفقنا إني هرجعه لها فيه، أنا مابقتش عارفة أتأسف لها ولا أتعصب عليها، خصوصا إن مريم طلبت الفلوس بطريقة مهينة جدا، ولما إتصالحنا بعدها بكام يوم..
 قاطعتها وسألت " بعد كام يوم؟.. بس على حسب قول كريم إنكم اتصالحتوا يوم التخرج؟"

ثريا: آه آه فعلا كان يوم التخرج، آسفة أنا مش على بعضي بس، اتصالحنا يوم حفلة التخرج ورجعت المشكلة تاني من فترة لما قررت مريم من تلقاء نفسها إني مش هشاركهم في المشروع، رغم إننا كلنا متساويين بس مريم كده من زمان بتحب تنصب نفسها رئيس على كل حاجة..
قاطعتها تاني "متساويين إزاي بس؟ دا خطيبك قال إنها كانت ممولة المشروع، يعني رئيسه فعلا"
ثريا: بالظبط، بالظبط يا فندم، بس برضو أنا وكريم كنا أوائل الدفعة وأهم ناس في المشروع. أكمل لحضرتك، هنا أنا إنهارت من البكاء، وحسيت إن تعبي أيام الدراسة راح على الأرض، وإن مجرد فلوس والد مريم ومنصبه خلت من مريم اللي اتخرجت بالعافية رئيسة مشروع أطرافه أوائل دفعة ٢٠١٦ كلية علوم جامعة القاهرة.


- تقدري تتفضلي يا ثريا.
ثريا: يا فندم هو أنا كدا موضع شك أو حاجة؟ أنا توتري مش بإيدي دي برضو مهما كان عشرة عمري.
- والله يا ثريا كان نفسي أقول لك إنك موضع شك كنت قبضت عليكي وخلصت، بس للأسف كلكم موضع شك.
خرجت ثريا وولعت سيجارتي، دماغي هتنفجر من التفكير، القضية أصعب بكتير مما تخيلت، قطع تفكيري محمد زميلي وهو بيقول "مدحت باشا، عندي خيط في القضية أعتقد إنه مهم جدا، بعد تشريح جثة عم غريب بواب عمارة مريم، لقوا في جسمه مادة مخدرة، مش موجودة في مصر، وأول مرة الطب الشرعي يتعرف عليها، المادة دي بكمية طبيعية بتؤدي وظائف مخدرات محظورة، بنسبة أكبر بتسبب هلاوس بصرية، بنسبة أكبر وأكبر بتسبب إغماء زي اللي حصل في حالة غريب!"

الحلقة الثالثه من هنا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-