قصة لعنة مكتوبه الجزء الثاني


#الجزء_التاني

لغاية ما جي اليوم اللي غيّر حياتي للأبد .... الموضوع مبقاش مجرد اشتياق لِ طفل أو مجرد صورة لشكل إجتماعي محتاجة تكمل... الموضوع بقا .... لعنة بتطاردني ... غلطة وتمنها هيبقی حياتي .... مع إن الغلطة دي محدش يعرفها غيري أنا ...أنا بس.....

كنت فِ المستشفی وشُفته ....شُفت عمر...هو ومراته وبنته.... آخر مرة شُفته فيها كانت من سنين كان هو ومراته بس.... ساعتها حسيت بنغزة فِ قلبي .... بس شكلهم ساعتها خلاها تخف وتختفي.... إنما دلوقتِ معاهم بنتهم .... نسخة طبق الأصل منه .... وحالتهم شكلها اتحسنت ....والفرحة باينة عليهم... كل ده كان كفيل إنه يقتلني .... يدمرني .... حسيت بسكينة اتغرزت فِ قلبي... مش مجرد نغزة والسلام.... واللي قهرني أكتر لما سلم عليَّ .... كان بيكلمني بِ ود حقيقي... ود لمجرد جارة كانت ساكنة فِ الشقة اللي جنبه فِ يوم من الأيام ....  أول ما شافني قال:

.... يااااه ... دكتورة لمياء إيه الصدفة الحلوة دي ... عاملة إيه ؟؟؟؟؟

مش عارفة ليه قلبي دقّ...حسيت إني رجعت مراهقة من تاني ... اكتشفت إني لسّا بحبه.... وحشتني نبرة صوته... ضحكته .... بس للأسف فوقت علی صوته وهو بيعرفني على مراته اللي لِلحظة نسيت وجودها تماماً...

.... دي إسراء مراتي .... ودي يا ستي دكتورة لمياء جارتي و عِشرة عمري...

مدت ايدها تسلم عليَّ....... وقالت بِ إبتسامة :

... أهلا ً وسهلاً بيكِ ...

رديت عليها وأنا مركزة فِ ملامحها البريئة ووشها الطفولي:

.... أهلا ً بيكِ ...

بعد كدا وجِّهت كلامي لِ عمر... حاولت اتجاهلها علی قد ما أقدر .... كنت عايزة أستخدم سلاحي كَ انثی .... كنت عايزة أشعل الغيرة جواها .... بصيت لِ عمر وقُلت له بضحك مصطنع :

..... أتغيرت كتير يا عمر ... تخنت أوي كدا ليه ... فين عمر الجان بتاع زمان .... شكلك مش جاي علی الجواز.....

وقبل ما هو يرد كانت ردت هي عليَّ وقالت:

..... والله يا دكتورة معروف إن الراجل لما يتخن بعد الجواز يبقی مرتاح مع مراته مش العكس.... ده اللي اتربينا عليه وعارفينه من صغرنا .... بس شكلك كدا مهنة الطب نسيتك حاجات كتير عن الحياة الزوجية .... أصل عمر كان حاكيلي نبذة عنك أول لمّا عرفته ... قالي قد إيه أنت ِ بتقدري مهنتك وبتبديها عن أي حاجة تانية ......

حسيت بِ برودة فِ جسمي كله.... ده طلع حاكيلها عني.... وأنا اللي كُنت فاكرة إنه عمره ما هيقدر يحكي لمخلوق عن مشاعره معايا.... اتوترت قدامهم جداً... وهي حست بِ كدا وظهر الإنتصار علی ملامحها ..وعمر كمان حس بيَّ وحاول ينقذ الموقف وقال:

.... نسيت صح أعرفك علی ليلی بنتي.... سلمي علی طنط يا ليلو ....

غصب عني دمّعت لمّا سمعت اسمها.... افتكرت كلامه زمان لمّا كان بيقول لي دايماً... أنا نفسي فِ بنت شبهك و هسّميها ليلی……

فُقت علی إيد البنت الممدودة ... وطيت لِ عندها ... سلمت عليها .... شُفت فيها خيبتي وقهرتي .... شُفت فيها حياتي اللي أنا ضيعتها.... اشمعنی عمر يخلف وأنا لا .... اشمعنی هو حقق اللي كان بيحلم بيه  وجاب ليلی.....  وأنا ماقدرتش أحقق خططي وأحلامي ..... بس لا ده مش ذنبي أنا .... سعد هو العائق اللي فِ حياتي .... لو ماكنش موجود فِ حياتي كان زماني حققت كل اللي بتمناه .......

كان طبيعي بعد ما سلمت عليهم اسألهم على سبب وجودهم ف المستشفى .... بس عمر فاجئني بسبب وجودهم لمّا قال :

.... للأسف ليلى مولودة بِ مشكلة فِ القلب ... الحمدلله على كل حال ... عشان كدا لازم نتابع حالتها كل فترة ....

حسيت بِ إحساس غريب أوي .... حسيت بِ فرحة مش عارفة إزاي حسيت كدا...  إزاي أفرح فِ مرض طفلة بريئة ملهاش ذنب فِ أي حاجة.... معقول الغيرة والحقد سيطروا عليَّ للدرجة دي معقول بقيت عامية القلب والإحساس ... ولا دي طبيعة البشر عموما بيصبروا نفسهم بِ ابتلاءات غيرهم. .... يعني أنا مخلفتش وهو بنته مريضة .... كدا المعادلة مظبوطة وكل واحد ليه وجعه

من بعد اليوم ده وأنا بفكر فِ عمر بطريقة مستمرة مقدرتش اشيله من دماغي نهائي ..... فكرّت أتصل بيه بس خُفت يكون غيّر رقمه ... جربت واتصلت .... لاقيت جرس... استنيت كتير .. كُنت هقفل فِ آخر ثانية ... بس فِ الآخر رد عليَّ. ... فرحت أوي لمّا سمعت نبرة صوته .... اكتشفت إني عمري ما نسيته......

.... الو.... 

..... إزيك يا عمر

..... مين معايا ؟؟؟

حسيت إن الدنيا اسودت فِ وشي ... معقول يكون نسيني بالسهولة دي .... معقول مش قادر يميز نبرة صوتي ... وكمان مسح رقمي من عنده .... قُلت له:

..... يااااه يا عمر نسيت صوتي خلاص.... إزاي قدرت بالسهولة دي ؟؟؟؟؟؟

حسيت بتوتره من نبرة صوته لمّا رد عليَّ وقال:

.... أنتِ مين.....  معقول تكوني اللي فِ بالي .... أنتِ لمياء؟؟؟؟؟؟

...... كويس إنك افتكرتني ولو حتى متأخر .... كان نفسي أسمع صوتك أوي ....

..... تسمعي صوتي.... مش غريبة شوية يا دكتورة!!

..... إيه  الغريب فِ كدا .... أنت متأكد إني ماحبتش غيرك

رد عليَّ بحزم وقال:

..... لو سمحت يا لمياء الكلام ده مايصحش خالص... أنتِ ست متزوجة وأنا كمان متجوز وبحب مرآتي جداً

كلامه كان صاعق بالنسبة لي..... قُلت له والدموع فِ عينيا:

.... أنا ماحبتش غيرك والمفروض أنت كمان كدا .. مش ده كان كلامك زمان ... إزاي قدرت تحب من بعدي. ... الحب الحقيقي بنقابله مرة واحدة بس .... مش ده كان كلامك .....

ضحك ضحكة مستفزة وقال:
..... فعلا ده كلامي ... وأنا لسّا عند رأيي.....

قلبي دقّ جامد ...حسيت إني روحي ردت ليَّ من تاني.... قُلت له:

..... يعني أنت لسّا بتحبني يا عمر....

سكت فترة من الزمن هما تقريبا كام ثانية بس عدوا عليَّ كأنهم سنين .... بعد كدا قال:

.... للأسف لا يا دكتورة أنا مش بحبك .... لأنك ببساطة مش الحب الحقيقي اللي فِ حياتي .... حبي الحقيقي هي إسراء مراتي وأم بنتي .......

..... لا أنت بتقول كدا عشان لسّا زعلان مني.... بتكابر عشان كرامتك.... بتردهالي ...صح يا عمر... أكيد صح ... أنا محتاجة لك يا عمر .. خليك معايا الفترة دي ... ماتسيبش مراتك بس خليك جنبى برضه ....

.... بيتهيألي جوزك أولى مني بِ الكلام ده .... أنا آسف مابعرفش اخون. ... سلام

قفلت معاه وأنا مش مستوعبة كلامه ... معقول ده عمر اللي كان بيعشقني من 7 سنين .... دلوقتِ  علاقتي بيه بقت تحت مسمى الخيانة .... أتأكدت إني خسرت كل حاجة حواليا.... وأصعب حاجة خسرتها هي نفسي.... حسيت بِ كُره جامد ناحية عمر... كان نفسي انتقم منه بِ أي شكل .... بس ماكُنتش عارفة إزاي لغاية ما فِ يوم جات لي الفرصة لغاية عندي ..... كأن القدر بيساعدني عشان انتقم لِ كرامتي اللي اتهانت....

فِ يوم وأنا فِ المستشفى كعادتي لمحت عمر ومراته وبنته قاعدين فِ الاستقبال ..... والبنت كان باين عليها التعب الشديد.... فضلت متابعاهم من بعيد وعرفت إن البنت اتحجزت فِ المستشفى لإن حالتها صعبة .... وعرفت كمان إن عمر كان رافض موضوع حجزها ده نهائي ....

اليوم ده المستشفى كلها كانت مقلوبة على حالتين منهم حالة بنت عمر ... ممرضات ودكاترة كتير داخلين وخارجين من اوضتها.....

وفِ لحظة اتكونت فكرة شيطانية فِ عقلي...... وللأسف نفذتها على طول من غير تفكير .... كُنت فاكرة أنها هتشفي غليلي منه .... هتريح قلبي شوية ماكُنتش اعرف إنها بداية نار جهنم بالنسبة لي ....

دخلت أوضة الممرضة اللي كانت بتجهز الأدوية لِ ليلى بنت عمر.... طلبت منها تجيب لي دوا معين من صيدلية المستشفى.... وأول لمّا اتحركت مسكت الملف بتاع ليلى  أتأكدت من اسمها وبدلت  حقنة معينة بحقنة تانية مدمرة لِ حالتها..... وطبعا كنت حريصة إن شكل الحقنة الخارجي يبقى مشابه للحقنة الأصلية ......ومشيت بسرعة من غير ما حد يلمحني. .... وبعد ساعة بالظبط حسيت بحركات غريبة فِ المستشفى وبالذات فِ الاوضة اللي فيها ليلى.....

 الحركات زادت زيادة عن اللزوم ....مش بس كدا ده القلق والحزن كان باين ع كل الوشوش... روحت عند اوضتها بس وقفت برا ..... سألت ممرضة طالعة من عندها :

..... هو ف إيه؟ ؟؟؟؟

..... ف بنت ماتت .... تقريبا أخدت دوا غلط

رسمت على وشي الدهشة وُقلت لها:
.... معقول .... ازاي يحصل كدا ... اسمها ايه البنت دي ؟؟؟؟

.... ليلى

طلعت جري من المستشفى .... وصلت البيت وأنا مرعوبة لَ يكون حد شافني.....عمري ما تخيلت إني أوصل لِ مرحلة القتل .....مش عارفة إزاي وصلت لِ كدا .....

 سعد جوزي  كان نايم بصيت عليه بحسرة وقهر .... ياريتني ماكنت اتجوزته هو السبب فِ اللي أنا فيه ده .... هو المُذنب الحقيقي .... مش أنا. .... قررت ادفن السر فِ ذكرياتي .....  وبالفعل ماحدش عرف حاجة نهائي  .... وإدارة المستشفى هي اللي لبست الجريمة .... بس عادي هيطلعوا منها .... اصل دي مستشفى حكومي. .......

عدى على الموضوع سنة كاملة .... اتنقلت من المستشفى .. ماقدرتش أكمل فيها..... معرفش حاجة عن عمر نهائي ومش عايزة أعرف. ... خلال السنة دي كُنت بحاول اتناسى اللي حصل .... بس شبح الليلة دي كان بيطاردني يومياً .... وكل ما ضميري يفوق ويعلن ثورته عليَّ. ... كنت بهديه وببنجه دايماً لغاية ما فِ يوم حصل اللي عمر ما عقل طبيعي يصدقه.... مجرد رسالة غيّرت لي مسار حياتي تماماً ... رسالة محتواها حياتي ...........

             الجزء الثالث من هنا
SHETOS
SHETOS
تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1