Ads by Google X

رواية قلوب منهكه الفصل التاسع


الفصل التاسع:.

هل تعلم معنى أن يتردد صوت شهقاتك بين الأجواء ألمًا !؟

هل تعي مفهوم الخذلان!؟

هل تدري حجم ألم الفَقّد!؟ ........

انتهت من سرد مأساتها، جرت خيبتها وألمها خلفها وصعدت غرفتها بقلبٍ يجاهد للوصول لوجهته، تلعن ضعفها وقلة حيلتها التي أودت بها لهذا الطريق، لعنة مهند للمرة التي لم يعد عقلها يعرف عددها، هو من استغل إرهاقها الواضح وجعلها تفيض بأمورٍ توسلت الأيام لإخفائها، بعد معاناة وصلت لوجهتها ألا وهي غرفتها، استلقت على سريرها بوهنٍ وخنوعٍ جليًا على سحنتها، بكت وصرخت وعضت على شفتيها بقوة أدمتها لا بل أفتكت بها، حاولت لكتم صراخها بالضغط على قبضتها ولم تعي للدماء التي تقطر من كفها أثر إنغراس أظافرها مع ضم قبضتها، حاربت لطرد تلك اللعنات من راسها بكل قوة تملكها ولكنه ليُرضي فضوله عاود فتح باب لعناتها من جديد .....
*****************

لم يصعد لغرفتها كما فعلت هي وإنما اكتفى بإشباع ظمأه من صورها المحفورة بقلبه والمحفوظة بهاتفه، ملس بأصابعه برقة تنافي غضبه وثورته الدفينة، أظلمت عيناه عندما تذكر حبات اللؤلؤ التي كانت تتقاذف من مقلتيها بغزارة ومرارة أشعرته أنه أرتكب جرمًا فادحًا بحقها، لم يرد سوى التقرب منها وضمها بحزنها ولكن بعد نظراتها اليوم علم أن طريقه عاد للصفر مرة أخرى، نظراتها كانت مشتتة بكثير من المشاعر من بينها الحزن، الضعف، الخوف، الخذلان، الرهبة، وأخيرًا الكره!!!

شعرة واحدة ضعيفة بين الحب والكره، بين النفاق وجبر الخواطر، بين الإمتنان والإحتقار والبغض، شعرة تفصلك عن ضم عضلات فكك وتحويله من بسمة عاشقه لرعشة غاضبة وحزينة، نقطة فاصلة لك كخطوة بين خط النهاية وقدميك، عندما تدرك قيمة تلك الشعرة وضعفها ستدرك اهمية الحِرص على من تحب، ستهيم عشقًا به وتتفهم وقع نظراتك عليه أهي كره أم حبًا خالص مُزين بصبابة وتتيم ....


عدة طرقات على مكتبها جعلتها ترفع نظرها لتسمح للطارق بالدلوف، عند علم هويته ابتسمت بحبٍ له، بادلها ابتسامتها بأخرى هادئة تناسبه وخاصة به وحده، مد يده لها بكارتٍ تبين من مظهره أنه دعوة لحفلٍ أو شيء مُشابه.....

إيهاب ولم تفارقه الابتسامه: أكيد هتشرفيني

رزان بتعجب: بمناسبة إيه الحفلة دي يا أستاذ إيهاب

إيهاب بحبور: تقدري تقولي خطوبتي

رزان بفرحه : بجد، هند!؟

إيهاب بنبرة عاشقه: هو في غيرها

رزان بمُكر: وقعت يا إيهاب، الحب دا للناس الفاضيه أنا ناقص نكد وسهر

كانت تقلد نبرته وطريقته كما أنها هو، غافيلن عن المُحترق بنار غيرته ينظر لهم من خلف النافذة الزجاجة لمكتبها

إيهاب بضحك : خلاص بقا دخلنا الحجر

رزان بمرح: دا أحلى حجر، هند دي بسكوته

إيهاب بشغف: وأحلى بسكوته وأطعم بسكوته

رزان وهي تدفعه للخارج: يلا يا عم برا مش ناقصه محن أنا سنجل يتيم بائس طريقك أخضر

خرج من مكتبها تحت ضحكاتها المرحة، كان يضحك بصخبٍ عليها فهذا الصغيرة الناضجة قادرة على إشعال جوًا من الصخب والحب بحضرتها، جف حلقه أثر إبتلاعه للعابه من نظرات الثور المُحترق أمامه، هو رجل ويعلم غيرة الرجال كل العلم، صحيحًا لا يعرف ما يكنه هذا الماجد لرزان ولكنه يرى الاهتمام الخالص منه تجاهها، خطى خطواته بطريقة غير ثابتة من خوفه، وصل لمكتبه بشق الأنفس وما كاد يغلق الباب حتى ظهرت قدمًا من الفراغ تعوق حركته...

ماجد بغضبٍ: مكتبها متدخلوش تاني

كان إيهاب كالجرو الصغير بين يديه، نظرًا لفرق الطول والحجم، أمسكه من تلابيب ملابسه بقوة كادت تخنقه

إيهاب بخوف ومرح: حاضر يا كبير بس والنبي أنا عريس ولسه مدخلتش دنيا

أخفى ماجد ضحكة كادت تنفلت منه على هذا الخائف بين يديه، تركه وتوجه للخارج ليجعله يسحب أنفاسه التي يجاهد لمنعها من الخروج خوفًا منه ولكن هل سيتركه ! هيهاات يا صغير

ماجد من خلفه بغضب وتملك: لسانك دا لو فكر ينطق اسمها أو يجرب يتكلم معاها هقطعه، بؤقك اللي عاجبك دا وبتضحك بيه معاها هكسرهولك عشان تضحك حلو يا عم الأمور، رزان خط أحمر بس بدمك فاهم

جُنَ!!... تلك الزان أفقدته عقله حتمًا، منذ سماع صوتها ضحكاتها التي هي من حقه وحده وهو كالثور الهائج، مجرد رؤيتها جالسة معه أشعلت فتيل عقله بالتصرف ولكن قدماه خانتاه وجلس ينتظره حتى يخرج له، كان يشعر بنيرانٍ تنهش بقلبه وتأكله، غضب عقله وثار قلبه وترجم لسانه وتصرفت يداه تلقائيًا، التهمت قدماه خطواته حتى مكتبها، تنفس بصعوبة بعد سيل المشاعر الغاضبة التي اجتاحته بفعل هذا الفاتنة، لم يطرق الباب وإنما دفعه دون ترثي أو هدوء، تلك الصغيرة أطاحت بعقله منذ وقع عيناه عليها، بعدما فعلت تجلس بكل أريحة بين أرواقها لا تعلم بما فعلته به، تقدم منها بين ثانية وأخرى كان أمام مكتبها، عيناه كانت تلتهمها وكأنها فاكهة مُحرمة ولا يدري متى يُسمح له بتذوقها...

ماجد من بين أسنانه: ممكن افهم مين اللي كان عندك هنا وصوت ضحكتك جايب لأخر الشركة معاه

نظرت له ببلاهه فهي حقًا لا تعرف لما وجهه لا يُبشر بالخير أبدًا، شعره غير مُرتب بالمرة، بذلته وكأنه وقع بصراعٍ مع ثورٍ غاضب، أنفاسه يصل صداها لما بعد الأفق وكأنه عداءٍ في سباقٍ عالمي، عيناه تنذر بمصيبة لا محال لها، صدقًا هي خائفة منه بل تلبس الرعب من كامل جسدها وحاولت إخراج صوتها الخائف : دا ...دا إيهاب زميلي

ماجد بغضبٍ وصوتٍ حاد: وكان بيعمل إيه هنا

رزان وهي على وشك فقدان الوعي من فرط خوفها: كان ...كان بيعزمنى على خطوبته

ماجد بحدة طفيفة : وبتضحكي معاه ليييه ؟

رزان وقد غلب عِنادها وظهرت مخالبها: وأنت مالك أنتَ

ماجد رافعًا أحد حاجبيه بتعجب من تبديل حالها: مالي؟!

رزان بتوجس منه: ايوا أنت مالك دا زميلي وشيء يخصني أنا أضحك معاه أو لا

ماجد بمُكر وهو يقترب بشدة منها: لأ دا أنا مالي ونص كمان

رزان بتوتر من قربه وتعلثم: أنتَ بتقرب كدا لي

ماجد باستنكار: هو أنا كدا قربت، اومال لو قربت بجد هتعملي إيه

رزان بدهشه واضعة يدها بخصرها و متناسية قربه وكل شيء: جرب تقرب كدا

ماجد مُقتربًا منها حتى كادت أنفاسه تلفح وجهها وهو متكأ على مكتبها: هتعملي إيه يا زان

دفعته من أمامها بكل ذرة قوة تملكتها وخط مبتعدة عنه ولكن هل سيتركها !؟

رزان محاولة الهروب من حصاره: انا .... أنا هقول لمهند علفكرا

صرخة مكتومة صدرت عنها أثر دفعته العنيفة لها للجدار الحاد من خلفها ويده المكممة لفمها !، لعنت تفكيرها الذي أوصلها بدلا من الهروب من حصاره لأعطاؤه حصارا أقوى عليها، أصبح يطل عليها بجسده الفارع ومنكبيه العريضين، ابتلعت لعابها على أجزاء خوفًا من القادم، قيد رسغيها بقبضتيه القويتين حتى شل حركتها تمامًا! لم ينتظر كثيرًا ليثأر لذئبة الهائج ببحور حجريها الكريمين، اقتنص شفتيها بقبلة عنيفة صب بها جُمَّ غضبه وسخطه من فعلتها، افترقت شفتيها من هول صدمتها من فعلته الشنيعة وكان هذا بمثابة إنذارٍ للأمان ليتعمق بقبلته ليستشعر بدغدغة طفيفة بكل ذرة من جسده، ضغط بجسده أكثر عليها ليأمن غدر لبؤته الشرسة، رأى مقاومتها جلية على ملامحها التي لم تخفي غضبها منه، تحولت قبلته من العنفوان والصهب للرقة والحنان، وضع قبلاتٍ متفرقة على شفتيها كإعتذارٍ عما بدر منه، بعد مدة من توقف جولة قبلاته لها أفرج عن عيناه التي عادت لصفوها من جديد، فك قيود يديها وما لبث أن تركها تلتقط أنفاسها الغائبة، ولكن هل ستمضي فعلته النكراء هكذا دون وضع القليل من المحاكاه والضجة لأفعالهم!

رزان بغضب وحدة: دا عشان فكرت بس تقرب مني وشيطانك سولك إني مش هسكت

لم يستوعب ما تنوي فعله الا عندما أحس بأصابعها تُطبع على وجنتيه بقوة تنافي ضعفها ورقتها، على ثغرة بسمة لأول مرة تراها على محياه ولكنها لم تعد الجرو الصغير الضعيف ولكن لما يقترب منها مجددًا وعيناه يتدرج لونها للأحمر القاتم الآن!! لما ابيضت أنامله الآن من قوة ضغطه على قبضته!!

تحرك مبتعدًا عنها واضعًا يده بجيب بنطاله الأسود، وجرت هي مسرعة خلف مكتبها، رغم هدؤه إلا أنا جاذبية طالته تكفي لوصف حضوره، خطي خطواتين لا أكثر أمام مكتبها وتركها تلفظ انفاسها الهاربة، وبلحظة انقض عليها من جديد وأصبح امامها بل والأدهى أنه هذه المرة ليس قرب الحائط وأنما خلف مكتبها الذي فرت تحتمي به من الفهد الغاضب محاصرًا لها بمرفقيه، عيناه تلتقط كل شاردة وواردة منها وترسلها بأقل من ثانية لقلبه الثائر لتنشط خلاياه ويطالب بقربها مجددا رغمًا عنه...

ماجد بنبرة جاهد لإخراجها طبيعية: لا مهند ولا أبو مهند ولا حد في العالم دا كله يقدر يقرب منك طول يا رزان، أنا وأنا وبس يا زان فاهمه

كانت نبرته عاشقه، مُتيمه، متملكه، مُحبه، همسه أصاب وترها الحساس ألا وهو الخجل، تمكن منها الخجل بدرجة جعلتها حبة توتٍ بري كما يُسميها هو، حاولت ردعه وإبعاده عنها ولكنه كمل شُلَ وفقد ما تبقى من عقله وكل ما يفعله هو النظر لها والنظر فقط بموجاتها الرزقاء التي وقع غريقًا بها .....

رزان بخجل وهي مُنكسة رأسها لأسفل: بليز ممكن تبعد يا ماجد

هل له عدم الأبتعاد أمام نبرتها المتوسلة والراجية ما كان منه إلا ان ابتعد عنها، كل خلية به رافقته للابتعاد وعدم الاقتراب منها وخصوصًا الآن، لا يريد إخافتها منه، تنهد بقوة وكأنه يُلقي عبأ عن عاتقه وخرج مُسرعًا أو بمعنى أوضح هاربًا !!...

بمجرد خروجه وضعت يديها على تلك العضلة المضطربة بأعلى يسارها، لو أخبرها احدًا أنها ستوضع بمثل هذا الموقف لنهرته وربما سبته، لا تعلم ما يصيبها بتواجده قربها، قلبها يخاف قربه ولكنه يأمنه، عقلها يلومها ولكنه يحثها على الخجل، كل شيء بها يريده وبذات الوقت يهرب منه، لم يمضي سوى عدة أيام ولا تعلم كيف تصف حالتها، ولكن بوسط كل تلك الأمور وجدانها يدفعها للابتسام والاطمئنان، ولكن دموعها أبت كل ذلك وأنهمرت بسلاسة على وجنتيها وصولًا لشفتيها، هي الآن مُذنبة قررت إعطاء عقلها هدنة ختى يتناسى ما مرت به ولكن هذا البغيض لم يسمح لها بل أجتاز جمؤع حصونها بغزوه عليها، ولكن كيف سولت له نفسه بكل هذا القرب بل وسرق قبلة منها، لابد من إيقاف هذا الثائر وردعه عنها ! ......
********************

استيقظ متأخرًا كعادته، وكعادته أيضًا إشباع جوعه منها بالنظر صباحًا لصورتها المجاورة لفراشه أو التي تحت وسادته وأيضًا التي تتوسط الجِدار الكبير المقابل لسريره، أخذ حمامًا دافئ بوقتٍ قياسي وخرج مرتديًا بنطالًا زيتي وكنزة سوداء مُلتصقة بجسده العضلي، ابتسم بسخرية وهو يطالع بنيته العضلية التي تبدلت كليًا عكس التي عهدها طوال سنوات عمره الثلاثة والثلاثون ، تقدم من مكتبة أخذت موضعها هي الأخرى بعرض الحائط وضغط على عدة كتبٍ بها وكأنما يطبع كلمة سرية، كشفت المكتبة أو الغرفة السرية ما تحويه من غرائب، الكثير والكثير من صورها بمختلف الأوضاع، تارة تبكي، تبتسم، تضحك بمرح، تارة عابسه، أخرى غاضبة، غرفة سرية تحوي كل ما يخصها فقط، صورها بجميع بمراحل عمرها الخمسة والعشرون، ملابس من كافة الأشكال والألوان وأحذية وحقائب أنثوية قد 


ابتاعها لها على مدار عامين كاملين، جلس أمام منضدة خشبية باللون الأزرق قد حضر بنفسه صُنعها لأنه يعلم بمدى عشقها لهذا اللون، فتح اللاب توب الخاص به ليعرض غرفتها الصغيرة من وجهة نظرة، كان يراقب جميع تحركاتها الهادئة وخطواتها ببسمة عاشقة ومتيمة، وقع نظرة على هذا الغريب الوافد لعالمها بلا ادنى هوادة منه ولا استئذان، هب من مضجعه بعنف وكادت عيناه تخرج من ثُباتها من شدة غضبه، راقب جلوسه لجوارها وحركته وقبلته لها وعند هذه النقطة طافت يداه لتتطاير جميع محتوايات المنضدة البائسة، تملكه الغضب وأصبح لا يرى من شدة غيرته، ألقى بكل شيء طالته أنامله، لم يكترث للجرح الغائر بيمناه ولكن كل ما يجول به الآن هو هذا الذي يقترب من مُعذبته ومُهلكته، بعد مدة من التكسير والغضب والعصبية الحادة وأيضًا الدماء، جلس يُشبع ظمأة وعشقه منها بصورها بكل مكانٍ حوله، عشقه مريض ومتسلط، تتيمه تملك، غيرته غضب وثورة، لن يسمح لأحدًا بأخذ فاتنته منه ولو كلفه هذا الباقي من عمره، وهذا الماجد يعلم كيف سيصرفه عنها حتى وإن اضطر لقتله والتمثيل بجثته، عقله لا يستوعب فكرة أنها لم تعد ترغبه ولا ترغب رؤيته كما أخبره الجميع، يعلم كل العلم انها تحبه أو هذا ما يصوره له عقله المريض.......

جاك بفحيحٍ كما الأفعى الماكرة : سأفعل كما في السابق يا صغيرتي، لن أسمح له بالاقتراب منكِ، لن يضيع عشقي هباءً كما الرياح زان

أكمل حديثه بابتسامه مخيفة شقت ملامحه: عامان دون أن ألمح طيفك أو أشتم عبقكِ، عامان وأنا كالغريق انتظر يديكِ لتنجدني، لن يسكن قلبكِ الصغير سوى قلبي زان، لن يطوف أمام ناظركِ سوى طيفي، أنتِ لي زااان، أنتِ لي فقط

عندما نيأس من عشقٍ مستحيل يُخيل لنا عقلنا الكثير من التصورات عن إمكانية حدوثه، يأخذنا بجولة له أثناء نومنا وأخرى بوقت شرودنا، نرسم حياة تخصنا بمخيلتنا ونضع القوانين الخاصة بها ونفرض الشروط اللازمة لها، ولكن كل ذلك أثر عشقنا المريض وأيضًا المستحيل !......


                            الفصل العاشر من هنا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-