Ads by Google X

رواية القلب الملعون الحلقة الثالثه

 


✿ القلـــب الملعـــون ✿
« رعـــب سحـــر رومانســـي خيـــال غمـــوض »
الحـــلقة الثـــالثة

حبيسة بهذا القصر بغرفته الرئيسية تسمع صوتًا مزمجرًا يتردد بأرجاء المكان يزيدها رعبًا، تحاول فتح الباب المغلق لكن هباءً, لا تستطيع حتى تحريك المقبض، التفتت برأسها حين سمعت صوت؛ لتتجمد مكانها بوجه شاحب، تفغر شفتيها حتى تدلى فكها, اتسعت عيناها تكادا تخرجان من محجريهما؛ حين رأت ذلك التمثال الحجري يتحول إلى هيئة بشرية يتمطى ممددًا ذراعيه ليزيل تيبس جسده، لكنها أجفلت منتفضة على ذلك الصوت المتكاسل بتسلية مرعبة :

" هاقد بدأنا.."

رعب خالص تمكن منها ذلك الصوت..هو الصوت الذي ينادي عليها بحلمها، تعرفه جيدا لكن متى نامت لتحلم به!.. لا لم تنم لقد كانت مع مجموعتها في رحلة لهذا المكان, ثم أغلق عليها الباب ورحل الجميع تاركينها خلفهم، هذا المكان يخيفها مرعب بحق، ركضت بهلع قلبها ينتفض كأرنب مذعور تنزوي بأحد الأركان, تمسك بهاتفها تضغط أزراره بأصابع خرقاء مرتعشة مع جسدها المختض, تضغط زر الاتصال ترفع الهاتف لأذنها تنتظر الرد, متمتمة برعب :

" هيا جدي.."

والصوت من حولها يردد بضجر :

" هيا يا فتاه اخرجي.. لا أحب لعبة الإختباء.."

جاءتها الإجابة, فهمست بتقطع تلهث :

" ج.. جدي.. النجدة.. أنا..."

اتسعت عينا الجد بإرتياع يستمع إلى حفيدته الخائفة فهتف بهلع :

" ستيلا.. ماذا هناك؟.. أين أنتِ!.."

"أنا.. أنا.. القصر......"

لكنها لم تكمل وشقت صرختها أرجاء المكان حين أمسك بها، قائلاً بضحكة جعلت الدماء تهرب من عروقها :

" لا أحد يستطيع الهرب من قبضة الفولاذي يا نسل النارية.."

ثم انقطع الخط ليتسمر الجد مع ما سمعه الفولاذي, والنارية القلب الملعون!..اتسعت عيناه أكثر مع شحوب وجهه الذي حاكى الأموات حين وقع نظره على تاريخ اليوم..
الحادي والثلاثون من ديسمبر.. تبًا لقد وقعت حفيدته بقبضته ومصيرها الهلاك..

كان عليه أن يعرف ما سيحدث؛ لقد مر مائة عام على تلك الحادثة الأخيرة؛ وأتى دور حفيدته الغالية ليكون مصيرها مشابها لأخت جدته.. لقد سمع من جدته الكثير, والكثير عن تلك القصة, ومصير فتيات العائلة فقد لعنهن الفولاذي قبل تحوله لصخر.. ياللعجب ملعون يلعن فتصيب لعنته أجيال!..

لم يصدق أبدًا تلك القصة, مجرد قصة كغيرها استمع لها ممن حوله.. رغم تلك التشديدات من عائلته, والطقوس الغريبة, ذلك الطوق المعلق على صدره لم ينزعه من قبل؛ إلا أنه لم يبالي بالأمر.. تبًا.. يالحظ حفيدته السيء؛ لكنه لن يقف مكتوف الأيدي يشاهدها تموت لأجل انتقام لم يكن لها ذنب به سوى أنها من تلك العائلة.. تبًا للفولاذي, وميريديث النارية؛ إن كانت هي من أفسدت الأمر فعليها تصحيحه والآن..

بخطوات رغم وهنها لكنه كان عازما على تحقيق هدفه..
هبط درجات متجره القديم المؤدية للقبو..
هناك وقف عند الباب يفتحه برهبة وقلق يعتريه؛ لكن لا قلق وخوف أكبر من خوفه على حفيدته..
ابتلع ريقه مع لمعة عينيه بتصميم يضيء المصباح المتواجد بمنتصف القبو,
يتحرك بتؤدة حتى وصل أمام تلك الأرفف الخشبية المتراص عليها الكثير
والكثير من الأواني الخزفية، الدمى الفخارية وبعضها الآخر خشبي،
وأخيرًا الصناديق الخشبية المطعمة برسومات ونقوشات غريبة..

جال ببصره يبحث عن غِيته؛ فوجده بآخر رف سفلي متوارٍ بعض الشيء عن الأنظار
متراكم فوقه الأتربة حتى ما عاد يميز مظهره شيء,
صندوق مزرٍ مهمل بلا قيمة..
جثى على ركبتيه الواهنتين يمد يده المرتعشة؛ كحال كل جسده,
يمسك بالصندوق مع تسارع دقات قلبه، يمسح عنه الأتربة قدر ما يستطيع..

نهض بحذر يحتضن الصندوق الصغير نسبيًا إلى صدره؛ كأنه طوق نجاته الوحيد..
يتجه لتلك الطاولة الخشبية يضع الصندوق عليه ثم وقف يتأمله بصمت..
صندوق القلب الملعون قلب "ميريديث" أجل لقد انتزعوا قلبها من جسدها بعد موتها؛
حتى لا تعود إليه بيد أعوان ليوناردو ليبطلوا اللعنة..
صندوق توارثته أجيال عائلته محافظين عليه، مع تقدم الزمن وتوالي الأجيال..

ربما استخف بقيمته الورثة، حتى هو لا ينكر حين سلموه إياه لم يعيره إنتباهًا
مجرد أسطورة سخيفة كحال باقي الأساطير ألقاه بإهمال بالقبو, ولم يلتفت إليه..

لكن الآن بات يعرف أهميته..
أغمض عينيه يأخذ نفسًا عميقًا، ثم زفره بقوة، يحتاج للتركيز كي يقوم بالتعويذة بشكل صحيح..

" القلب، كلمات التعويذة، الشموع الحمراء، بعض دماء الفولاذي، جسد ميريديث.."

فتح عينيه ينظر للصندوق مرة أخرى ثم مد يده يفتحه برهبة وحذر.. بداخل الصندوق قارورة دماء, ورقة مطوية و... ابتلع ريقه الجاف بصعوبة, يفغر شفتيه شاهقًا متسع العينين بإنبهار؛ القلب لازال ينبض بقوة مع هالة كشعلة محيطة به, ينبض كأنه يصرخ بفك أسره من محبسه..

قفص حديدي مفرغ مضاد للسحر محيط بالقلب مغلق بإحكام حوله, لا يفتح سوى بمفتاح،
مد يده الأخرى يتلمس ذلك الطوق المتدلي داخل ملابسه، ثم أمسك به يرفعه أمام عينيه،
مفتاح القفص،كل شيء جاهز فقط عليه الذهاب لقبر النارية؛ ليستخرج جسدها, وينهي الأمر.. تنهد بتثاقل متمتمًا بأسف :

" ربما ما سأفعله خاطئ؛ لكنها حفيدتي الوحيدة وعليَّ إنقاذها.."

أغلق الصندوق مرة أخرى, وتحرك إتجاه الباب يصعد الدرج ثم خرج من المتجر يغلقه خلفه راحلاً متجهًا لتلك المقبرة المحرمة..


                 الحلقة الرابعه من هنا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-