رواية القلب الملعون الحلقة الخامسه

 



 القلـــب الملعـــون ✿
« رعـــب سحـــر رومانســـي خيـــال غمـــوض »
الحـــلقة الخـــامسة

لم يستطع التفوه بكلمة لا يصدق ما يراه رغم ما قرأه عن تلك الأساطير؛ لكن أن يرى بنفسه عودة روحها لجسدها هذا ضرب من الخيال.. وقع نظرها عليه, فعقدت حاجبيها تتطلع إليه بحيرة، قائلة بتحفز حاد :

" من أنت؟.."

ابتلع ريقه بصعوبة يحاول الحديث فيخرج متعثرًا :

" أ.. أنا......"

هدرت آمرة بحدة تنهض من ذلك التابوت بغضب تقف على قدميها :

" أنت ماذا؟.. أين أنا، وماذا يحدث؟.."

نهض يقف أمامها ينظر إليها متفحصًا, ملامحها كما وُصفت بالضبط جميلة بشرتها البيضاء, وجهها المستدير مع شعرها الأسود متوسط الطول، جسدها المكتنز، إنها هي حقًا.. أخذ نفسا مرتعشًا يزفره سريعًا، قائلاً برهبة :

" أنا من أيقظتكِ.. أحتاج لمساعدتكِ فحفيدتي......."

لم تستمع لباقي حديثه تعقد حاجبيها بتفكير تحاول التذكر؛آخر ما حدث تلك التعويذة طعنها لنفسها بالخنجر، رفعت يدها تلقائيًا لصدرها تتلمس موضع قلبها لتشعر بدقاته، هامسة :

" ليو.."

ثم تحركت حدقتاها بإضطراب لقد كان مقيدًا, يرجوها ألا تقتل نفسها, طفلهما، حمْلها..
وضعت يدها على بطنها لكنها لم تجد آثار حمل، هبطت بنظراتها لبطنها لقد انتزعوا الطفل من أحشائها بسطت كفها بألم تتلمسه بحسرة معذبة :

" صغيري.. ليو.."

دمعت عيناها بقهر، وكل المشاهد تتجسد أمامها.. ليو الصارخ المتألم، تحوله لصخر، ثم هي حملوها لهذا المكان منزلها القديم..هنا.. هنا انتزعوا صغيرها من أحشائها هل سمعت صرخاته قبل أن ينهوا حياته، أرادت أن تصرخ؛ لكنها لم تستطع نزعوا قلبها ثم وضعوه بذلك القفص، ثم أغلقوا عليه بصندوق مظلم..

تشعر بقلبها الآن يخبرها كل ما حدث.. رغم فظاعة ما قام به ليوناردو؛ لكنهم كانوا أكثر بشاعة معها.. زمت شفتيها المرتعشتين, متمتمة بحرقة :

" آسفة يا صغيري.. آسفة حبيبي.."

فتحت عينيها تنظر لذلك الرجل بنظرات مشتعلة بغضب أسود؛ حين سمعته يقول :

" سيدتي أحتاج للمساعدة..

تحركت إتجاهه بخطوات ساخطة متوعدة فتراجع حتى التصق بالحائط وراءه، وهي تقول بحقد مرعب :

" لقد نلت من مساعدتي ما يكفي..سرقتم حياتي وحبي وقتلتم طفلي .. لِمَ أعدتني يا هذا؟.."

صاحبت حديثها بمد يدها تقبض على عنق الجد تعتصره تكاد تزهق روحه، وهو يحاول الحديث بإختناق :

" ح.. حفيدتي.. حفيدتي بخطر سيقتلها الفولاذي إنتقامًا منكِ.."

ازداد انعقاد حاجبيها تنظر إليه مستفهمة، ليستطرد يكاد يلفظ أنفاسه:

" لعنته.. لعنته لكل جيل من عائلتكِ.."

أطرقت ببصرها تتذكر وكلماته تطرق رأسها

" نسلكِ سيظل مرتبطًا بي .. كل فتاة من كل جيل ستكون لي؛ حتى تأتي من تحررني من أسركِ, وأصير حرًا وبعدها سأقتلها.. سأقتلها وأستعيدكِ لأذيقكِ العذاب.."

أفلتت عنقه, ليرفع يده يدلكه ساعلاً بقوة يأخذ أنفاسه بتقطع لاهثًا، ابتعدت عنه تواليه ظهرها مرددة :

" فتاه من كل جيل!.."

هز رأسه إيجابًا يقول بلهفة :

" أجل وحفيدتي المنشودة الآن.. لقد وقعت بقبضته, أرجوكِ ساعديني.."

انحنت زاويتي عينيها بألم واضح، ثم همست بوهن :

" لقد فعلها.."

"أجل لقد قتل ستة فتيات حتى الآن.."

التفتت إليه بذهول هامسة بإنشداه :

" هل مرت ستة قرون على الأمر؟!.."

هز رأسه مؤكدًا، لتغمض عينيها بعذاب، قائلة :

" خذني إليه.."

لم يكد يصدق ما سمعه ليهتف مع تحركه بخطوات سريعة، لا تتناسب مع عمره :

" هيا.. هيا قبل فوات الأوان.."

ابتسمت بسخرية، تقول بفتور :

" لم تمت حفيدتك بعد أشعر بها.."

تحركت خلفه تخرج من الغرفة تتطلع حولها ترى ذلك لمكان المقفر، فتسأل :

" أين نحن؟.."

"المقبرة المحرمة.."

ضحكت بداخلها بهزء مقبرة محرمة قبلا كانت منزلاً مشئومًا ملعونًا.. واﻵن مقبرة محرمة!.. يالهذه الدنيا..

اصطحبها أولا لمنزله، تراقب ما حولها بعينين ذابلتين حزنًا..غاب لبعض الوقت ثم عاد إليها بمنشفة, وملابس بدلاً من ملابسها المهترئة الدامية، مشيرًا للحمام، فدلفت تتطلع حولها لتجده قد أعد لها مغطس الماء فنزعت فستانها الممزق,ثم جلست بالمياه تغسل ما عليها من أتربة ودماء عالقة، عيناها جامدتان تنظران للفراغ، بعدها جففت نفسها, وارتدت ذلك الفستان ذو التصميم العجيب, والقماش الأغرب بالنسبة إليها.. فستان جينز قصير يصل لركبتيها، عاري الكتفين بفتحة صدر مغلقة بسحاب..


خرجت إليه فنظر إليها ليجد الفستان ضيقًا بالنسبة لإكتناز جسدها الواضح، تاركةً السحاب مفتوح, تحرك إتجاهها يمد يده مغلقًا السحاب بحرج,يقول بإبتسامة متوترة معتذرًا :

" حفيدتي نحيفة بعض الشيء، يمكنني البحث عن شيء أكثر راحة.."

أشارت بيدها بلا مبالاة، قائلة :

" لا يهم هيا بنا لنذهب.."

أعطاها كنزة لترتديها, قائلاً :

" الجو بارد بالخارج.."

رمقته بطرف عينها بسخرية، تقول بتهكم مرير:

" لا تقلق لا برد يوازي ما عشته سابقًا..هيا قبل أن تموت حفيدتك.. فالفولاذي ليس صبورًا.."

انطلقا لتجده قد وقف أمام عربة غريبة الشكل، فنظرت إليه مستفهمة، فقال :

" هذه سيارة وسيلة نقل.."

صاحب حديثه بفتح الباب مشيرًا إليها بالركوب، فدلفت للسيارة ليغلق الباب خلفها متجهًا لبابه يجلس خلف المقود يدير المحرك ينطلق سريعًا..لم تبالي حتى للنظر لما حولها تستند برأسها للزجاج تفكر فيما حدث، والجد يرمقها من وقت لآخر بطرف عينه يراقب ملامحها الشاردة بحزن، يدها المستقرة على بطنها وكأنها حامل, لكنه لم يفتح حديثًا..

بعد ساعتين من الصمت وصلا للقصر المهجور، ترجل من السيارة أولاً يلتف ليفتح لها الباب، هبطت تتحرك إتجاه القصر وهو خلفها، دلفت من البوابة لتصدمها ذكرياتها مع أول دخول لها لهذا القصر..لم تكن تعلم ماذا يخبئ لها المكان من مفاجآت.. تحفظ كل إنش به، لم يتغير كثيرًا ربما بعض التعديلات؛ لكنه مازال مهيبًا رغم كون الحديقة فقدت جمالها السابق..

وقفت بالبهو الرئيسي تنظر للكرسي الضخم, ثم تحركت بخطوات سريعة, تتجه إلى ذلك الصندوق الزجاجي, تحطمه بقوة, تمد يدها تأخذ أحد سيوف الفولاذي..قادتها قدماها إلى حيث الغرفة المشئومة غرفة نومهما من شهدت أجمل وأسعد أيامها،وأحلك وأبشع أيامها أيضًا.. دفعت الباب بهدوء ففُتح بسهولة، تسمع صوته المرعب بتسلية رغم ذلك يعزف بأوتار قلبها,وكأنه أعذب الألحان :

" هل جربتِ شعور إنتزاع القلب من الصدر؟.. قد تتألمين قليلاً.. أو كثيرًا أنا لا أهتم.. لنرى إلى أي مدى ستصل صرخاتكِ؟.."

مد يده إتجاه صدرها لكنها ظلت ممدودة متجمدة, حين سمع صوتها الناعم بحزن :

" أنا جربته.. ولم يكن جيدًا على الإطلاق كان مؤلمًا.."

التفت برأسه ناحية الباب لتتسع عيناه بذهول, هاتفًا بإنشداه :

" لا يمكن.."


                           الحلقة الخامسه من هنا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-