Ads by Google X

رواية القلب الملعون الحلقة الثانيه

 


✿ القلـــب الملعـــون ✿
« رعـــب سحـــر رومانســـي خيـــال غمـــوض »
الحـــلقة الثـــانية

في اليوم المحدد للرحلة الميدانية لم تنم جيدًا لقد داهمها الكابوس الليلة الماضية, وكان أشد قوةً مما سبق, لقد شعرت بذلك الصوت يكاد يخترقها إختراقًا؛ جعلها تنتفض رعبًا؛ لولا أنها كانت ملزمة بالذهاب ما ذهبت للرحلة..تلك الكلمات الغريبة الذي رددها الصوت لم تكن سوى نداء يجذبها, لكن الجديد في حلمها هذه المرة جملة قالها بصوت عميق..

" لقد حان الوقت لتأتي.. استسلمي.."

وقفت مع رفاقها تتطلع إلى ذلك القصر العريق, خوف غريب دب بأوصالها جعلها تود العودة؛ لكن وجدت قدميها تتحركان دون شعور منها لتدلف..تلفتت حولها مبهورة, تستمع إلى المحاضر يخبرهم عن قصته..حديقته المهملة بعض النباتات المزهرة التي تنبت من تلقاء نفسها بجوار الأشجار العريقة المتساقطة أوراقها بهذا الوقت من العام, تكاد تصبح أغصانها عارية إلا من بعض الوريقات الصفراء الذابلة..

تحركت مع المجموعة حتى وقفت أمام أقفاص حديدية ضخمة بأبواب متقنة الصنع بأقفالها المتآكلة..مدت يدها تتلمس تلك الأبواب, والمحاضر يقول بصوتٍ عالٍ كي يسمعه الجميع:

" تلك الأقفاص كانت لبعض الأسود.. كان يربيها الفولاذي, غذاؤها كان لحم البشر.."

شهقات مستنكرة خرجت من بعضهم مهمهمين بقسوة الأمر, بينما هي تستمع بعينين متسعتين إنبهارًا تكاد ترى تلك الأسود أمامها..

ليتساءل أحدهم :

" لِمَ لقب بالفولاذي؟.."

أجابه المحاضر بعملية بحتة :

" قيل أن ملابسه كانت فولاذية ثقيلة يحتاج لحملها رجلين, كما أن قلبه لم يكن يعرف الرحمة, يقتل دون شعور, لذلك أطلق عليه ذلك الإسم.."

"أين ذهب, أو كيف انتهى؟.."

انطلق السؤال من أحدهم بفضول قد بدأ ينتابهم أكثر .. ليجيبهم :

" البعض يقول أن هناك ساحرة ألقت عليه لعنة فحولته لحجر موجود بغرفة بالقصر لم يستطع أحد فتحها.."

ضحكة ساخرة ندت من أحدهم, يقول بتهكم مستنكر:

" إن كان لم يره أحد كيف نعرف أنها قصة حقيقة, ربما هو قصر كغيره من القصور..
كل هذا ترهات, لا يوجد سحر يحول أحدهم لحجر.. نحن نضيع وقتنا.."

رمقه المحاضر بنظرة محذرة, فهذا المشاكس دومًا يسخر مما يدرسون, لا يدري لِمَ دخل هذا القسم من الأساس؟..سيطر على أعصابه, يزفر بحنق, قبل أن يقول بصبر:

" أهل البلده الذين عايشوا تلك الأحداث هم من قصوا تلك القصة.."

ليهمهم ذلك المشاكس مرة أخرى بسخرية :

" مجرد أساطير لأصحاب العقول الحالمة.."

هز المحاضر رأسه يأسًا, ثم أمرهم بإتباعه للداخل, فتحرك الجميع, هذه المرة فغر الجميع أفواههم من جمال المنظر.. القصر رغم قدمه الذي تعدى السبعة قرون, لا يزال رائعا بتصاميمه, رسوماته ذات الألوان المبهرة دون أن تتأثر بعوامل الزمن, الشمس تغمر المكان من كل إتجاه لتضيء كل ركن من أركانه, ثم تتركز على ذلك الكرسي المتوسط القاعة..

تحركت ستيلا منجذبة لذلك الكرسي حتى وصلت أمامه تنظر إليه بإعجاب شديد..
كرسي ضخم مهيب مغطى بجلد باللون الأبيض العاجي, بظهر عريض يعلوه عقرب ذهبي ملتفٍ حول نفسه ذيله بحالة الهجوم,وعلى كل جانب للكرسي رأس أفعى ضخمة بفم مفتوح مظهرًا أنيابها الحادة .. يرتفع عن الأرض بأربعة درجات رخامية..

بجوار الكرسي صندوق كبير من الزجاج الشفاف بداخله سيفين ضخمين, درع حديدي مستدير به بعض الإنبعاجات تدل على أنه قد استخدم في نزالات شرسة, ثم خوذة للرأس حديدية..

أجفلت على أصوات رفاقها تلتفت إليهم, تتحرك معهم يتجولون بأرجاء القصر,
حتى وصلوا إلى غرفة مغلقة, حاول أحدهم فتحها فلم يستطع .. ليخبرهم المحاضر أن تلك الغرفة هي الغرفة الرئيسية للقصر, لم يستطع أحد فتحها من قبل, تلك التي يقال أن الفولاذي المتحجر متواجد بها..

حاول بعض الشباب فتح الباب مرة أخرى؛ لكن كل محاولاتهم باءت بالفشل,
فانطلقوا لمشاهدة باقي الغرف بالقصر.. بعدها سمح لهم المحاضر بجولة حرة..
انقسمت المجموعة لثنائيات يتجولون, يتحدثون, يتناولون بعض الطعام..

أما "ستيلا" فلن تدع أي فرصة لمشاهدة أكبر قدر من المعالم, أمسكت بكاميرا خاصة بها تلتقط الكثير, والكثير من الصور.. تتحرك بكل مكان, قبل أن تعود إلى الممر الخاص بالغرفة الرئيسية للقصر, فالباب كان مميزا جدًا برسوماته المنقوشة .. فهو مثل الكرسي بالقاعة الكبيرة.. وقفت تنظر إليه تلتقط الصور, تقترب, تبتعد حتى تأخذ العديد من الصور, تلك الأفاعي البارزة على الباب الحديدي..

لم تظن أن ترى بابا لغرفة بضلفتين من الحديد أبيض اللون يكاد يوازي لون المقعد الجلدي, بمنتصفه نفس العقرب يقسمه الباب حين يفتح نصفين متوازيين..هذا ما عرفته حين وجدت الباب يُفتح أمامها دون إنذار..اتسعت عيناها بفاه مفغر بذهول, ألم يقل المحاضر أن الباب لم يُفتح من قبل!..لكن ما جعلها تجفل منتفضة تتلفت حولها تبحث عن أحدهم ذلك الصوت..

" تعالي إليَّ .. المسيني .."

دون إرادة وجدت قدميها تتحركان للداخل, لتتسع عيناها أكثر, ويتدلى فكها حتى قارب البلاهة..تشعر كأنها بعالم الأساطير فالغرفة كانت خيالية بحق..تحركت أكثر للداخل تتطلع حولها النوافذ مرتفعة تجعل الغرفة مغمورة بالشمس فتضيء المكان بطريقة تجعله يلمع بتألق..

ذلك الفراش الضخم كان بمفرده تحفة أثرية لا يمكن مقاومتها.. بأعمدته الحديدية, مفارشه البيضاء المغطاة بالأتربة..ما بال هذا المكان ممتلئ بهذا اللون!.. يبدو أن مالك هذا القصر كان عاشقا للون الأبيض..

تحركت مرة أخرى لذلك التمثال الضخم الواقف بشموخ بمنتصف الغرفة..لا يمكن لنحات أن يكون بهذه البراعة لينحت تمثالا كهذا, إنه حقًا يكاد يكون بشرًا..رغم أنه من الحجارة إلا أنها استطاعت أن تميز ملابسه الحربية..أيعقل أن يكون هذا هو الفولاذي؟.. وقفت أمامه فلم تصل حتى لكتفه.. ضخم للغاية..مسحورة مع تلك الكلمات التي تتردد الآن بقوة..

" المسيني.. حرريني.."

رفعت يدها تتلمس صدره العريض بإنبهار.. يدها تتحرك صعودًا إلى عنقه, ثم وجهه, يدها تتلمس وجنته الحجرية.. رفعت بصرها تنظر إلى وجهه مأسورة, ظلت لقد طويل تنظر إلى عينيه.. عيناه سوداوان كأنهما حجران كريمان, تكاد تقسم أنهما يلمعان الآن ببريق غريب..

عقدت حاجبيها تضيق عيناها بتركيز حين هبطت نظراتها مع يدها إلى شفتيه تتلمسهما, هل ابتسم الآن؟.. أم هذه الإبتسامة كانت على ثغره من قبل!..لكنها أجفلت حين سمعت صوت باب الغرفة يغلق بقوة, كأنه أطبق عليها..فتركت التمثال لتسرع للباب تحاول فتحه لكنها لم تستطع..حاولت وحاولت, ثم نادت بأعلى صوتها كي يسمعها أحدهم إلا أنها لم تجد من يسمعها..

ركضت إتجاه نافذة بالغرفة منخفضة بعض الشيء تنظر منها,لتتسع عيناها بإرتياع وهي ترى رفاقها قد بدؤا بالإستعداد للرحيل, صرخت بقوة تنادي عليهم لكنهم لم يلتفتوا إليها,
تزيد كل ثانية وهي تجدهم يستقلوا الحافلة منطلقين بها.. كل صرخاتها كانت تضيع مع صوت الرياح العالي رغم وجود الشمس بالسماء..ركضت مرة أخرى إلى الباب تحاول فتحه بإستماتة لكن دون جدوى..

حين يأست جثت على ركبتيها تشهق باكية بقوة, تسند جبهتها للباب, تشعر بالبرد ينخر عظامها..لا تدري كم من الوقت مر عليها إلا حين وجدت الغرفة بدأ الضوء فيها يخفت تدريجيًا, الشمس تحولت إلى غيوم رمادية كئيبة ترسل بالنفس الرعب..

لا تعرف ماذا يحدث معها؟...حبيسة بهذا القصر بغرفته الرئيسية تسمع صوتًا مزمجرًا يتردد بأرجاء المكان يزيدها رعبًا،تحاول فتح الباب المغلق لكن هباءً, لا تستطيع حتى تحريك المقبض، التفتت برأسها حين سمعت صوتا؛ لتتجمد مكانها بوجه شاحب،

تفغر شفتيها حتى تدلى فكها, اتسعت عيناها تكادا تخرجان من محجريهما؛ حين رأت ذلك التمثال الحجري يتحول إلى هيئة بشرية يتمطى ممددًا ذراعيه ليزيل تيبس جسده، لكنها أجفلت منتفضة على ذلك الصوت المتكاسل بتسلية مرعبة :

" ها قد بدأنا.."


                  الحلقة الثالثه من هنا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-