Ads by Google X

رواية القلب الملعون الحلقة العاشرة

 


 القلـــب الملعـــون ✿
« رعـــب سحـــر رومانســـي خيـــال غمـــوض »
الحـــلقة العـــاشرة

في اليوم التالي حين استيقظت لم تجده بالمنزل, ظنته بالخارج, لكنه أيضًا لم يكن.. هزت كتفها بلا مبالاه, وبدأت عمل يومها المعتاد سيظهر بأي وقت..لكن مضى اليوم وأتى المساء, ولم يعد, فعلمت أنه قد رحل..

ظنت أنها ستشعر بالراحة مع رحيله, لكن برد موحش ضربها حين علمت أنها عادت بمفردها, انحنت زاويتي عينيها بألم, لا تحب ذلك الشعور, أن تعود وحيدة دون أحد..

تهدل كتفاها ببؤس, ترتمي على فراشها تجلس تتطلع حولها لكنها لن تبقى وحيدة مرةً أخرى, ستذهب غدًا للزعيم تطالبه بعودتها للقرية كما وعدها..

لكنها حين ذهبت في اليوم التالي لم تجده, لقد رحل مع بعض الرجال برحلة صيد,
ولا أحد يعرف متى سيعود.. عليها أن تنتظر بمنزلها حتى يعود, لن يسمح لها أهل القرية أن تعود إلا بقرار الزعيم..

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

منذ عاد لقصره وهي لا تفارق خياله؛ بل يتخيلها بين ذراعيه، شفتاه تجتاحان شفتيها المكتنزتين، يداه تتجولا على جسدها، شهية بجمالها البري، تلك الفتاة التي بجواره لم تروي عطشه، وتسد جوعه إليها..عيناها السوداوين الشبيهة بالقطط لامعة رغم جمالها؛ لكنها شرسة..

كم يتمنى لو تتخلل أصابعه شعرها الأسود الجميل, رغم أنه ليس طويلاً كمن حوله من شعور الفتيات؛ لكنه مغرٍ حيث ينسدل على كتفيها, وصدرها ويستريح هناك.. يود لو يدفن وجهه بين خصلاته مستنشقًا رائحة البرية منه..

ضحكة صغيرة خافتة خرجت منه حين تذكر قوله المغيظ لها؛حين تصنع الإستياء مخبرًا إياها أن رائحتها بشعة وعليها أن تستحم..ثم تحولت الضحكة إلى إبتسامة ناعمة, ولمعت عيناه بقوة يتذكر جنونها اللذيذ, وانقضاضها عليه تدفعه حتى سقطا بالبحيرة,تصرخ لاعنةً إياه.. قبلتها المحمومة التي أشعلت الجنون بداخله..

تبًا كل ذكرى لها تثير جنونه وتشعل جسده المشتاق، رمق تلك الغافية بجواره بضيق, ونهض متحركًا إلى الحمام, يلقي بنفسه بذلك الحوض الكبير الذي يحتل معظم المكان .. المياه باردة, لكنها لا تساعد في إطفاء نيران شوقه إليها..

أغمض عينيه, يغطس بجسده بالمياه لبعض الوقت, ثم خرج منها شاهقًا بقوة,يأخذ أنفاسًا متقطعة، وبعد ذلك ارخى جسده بالمياه جالسًا يرفع يده يبعد خصلاته المتهدلة المبللة عن جبينه زافرًا بقوة،عليه أن يجد حلاً لتلك المشعوذة يريدها, عليه أن يحضرها؛ وإلا سيجن من فرط تفكيره بها..

إبتساماتها وضحكاتها الناعمة, وهي تلعب مع الصغار؛ كأنها واحدة منهم يجعله يرغب في الركض إليها, وتقبيلها حتى يغشى عليها بين يديه..كلماته انسابت من بين شفتيه مع صورتها التي لا تفارق خياله :

♥ إمرأة تنتهي عندها الكلمات فما من كلمات تستطيع وصفها..

نارية يبدأ وينتهي عندها العشق ..

لا يليق بها إلا الغرور ..

يا من تتوهجين كالشمس, تتألقين كالنجمات في سماء ليلة غاب فيها القمر ..

كوردة متأنقة بين الورود تختالين برائحتكِ وجمال طلتكِ ..

نارية معكِ الكلمات تفقد معناها ..

أنتِ الجمال متجسد في إمرأة..

معكِ أريد أن أنام وأستيقظ على رائحة العشق..♥

زفر بقوة, يرجع رأسه للخلف, سينالها بأي طريقة.. لكن أولاً عليه أن يعيد ترتيب طاقمه ليعود وينتقم من تلك القرية التي كانت سببًا بمعاناته السابقة.. لم يخفى عليه ذهول رجاله حين عاد فقد ظنوا أنه قد مات, حتى أن أحدهم حكم نفسه زعيمًا لهم, يجلس على كرسيه الخاص..

حين دلف ووجده اهتز الرجل, لكنه لم يتزحزح من مجلسه, وهو يتحرك إليه بعينين مخيفتين,حتى وصل إليه وبدون إنذار استل أحد السيوف المتواجدة بجوار الكرسي ليهوي به يفصل رأسه عن جسده, يزيح الجسد بإهمال, يجلس على كرسيه بسطوة, ناظرًا لرجاله الذين ابتلعوا ريقهم بصعوبة, هاقد عاد الفولاذي ..لتنطلق صيحات التهليل وسط إبتسامته الساخرة..

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

رعب خالص انتاب القرى المجاورة حين علموا بما قام به الفولاذي العائد من الموت.. فقد أحرق القرية على بكرة أبيها, بعد أن قتل جميع رجالها وفتيانها, تاركًا رجاله يعيثون بها الفساد, يسرقون, ينهبون, يحمون, ويسبون النساء كما يريدون.. وحان الآن وقت ناريته, سيحضرها لقصره..

فوجئت ميريديث بباب منزلها يدق بقوة, ففتحته لتجد أمامها بعض الرجال يأمروها بأن تذهب معهم..ارتفع حاجبها بترقب, تتفحصهم, قائلة بهدوء :

" ماذا تريدون؟.."

انطلق أحدهم, يهتف آمرًا إياها بخشونة :

" هيا يا امرأة.. تعالي معنا.."

أخذت نفسًا عميقًا تزفره, قبل أن تقرد جسدها, حتى بات ظهرها كوتر مشدود,تتسائل بغموض :

" وإن لم أفعل؟.."

استل الرجل سيفه, مهددًا بغضب :

" ستأتين معنا بالقوة.."

مالت برأسها للجانب قليلاً, قبل أن ترفع يدها, تحرك إصبعها بخفة,فيرتفع الرجل عن الأرض يسقط بقوة بعيدًا عن المنزل بعدة أمتار, وسط ذهول باقي الرجال..وهي تقول بقوة :

" يبدو أنكم تريدون العبث معي.. لكنكم لم تعرفوا من أكون.."

اقترب منها أحدهم, يقول بهدوء لبق بعض الشيء :

" سيدتي.. السيد يريد أن يراكِ.. يطلب لقاءكِ.."

ثم مد يده إليها بورقة ما, رمقتها بريبة, قبل أن تمد يدها تمسك بها, تفتحها لتجد بها بعض الرسومات لأعشاب معينة, مستخدمة في تعويذة سحرية مميزة..لمعت عيناها ببريق الفضول, ثم قالت :

" حسنًا.."

دون أي تفكير حين وجدت التعويذة رحلت معهم, هذا شغفها, تعشق كل ماهو جديد, ما يعرفها على أسرار السحر, والأعشاب..ركبت القارب معهم تنظر للمياه العميقة حولها, حتى لمحت الشاطيء, وبعض الرجال يقفون هناك..وصل القارب, وساعدها أحدهم في الهبوط, يرشدها للطريق..

حين وصلت إلى تلك البوابة الضخمة, فغرت شفتيها بذهول ممن المكان ,لم ترى مثله أبدًا, لقد سرق أنفاسها, دلفت بخطى مسحورة, تنظر حولها بإنبهار.. لكن هالتها لوهلة تلك الأقفاص الحديدية وبداخلها أسود تزأر بقوة..إضطربت أنفاسها قليلاً, قبل أن تعود للتحرك للداخل, فتنبهر أكثر بروعة المكان..

لتجده أمامها جالسًا على كرسيه الضخم..رمشت بعينيها عدة مرات كي تصدق, أليس هذا هو الغريب؟!..


                        الحلقة الحادية عشر من هنا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-