رواية القلب الملعون الفصل الحادي عشر
وقفت مكانها ولم تتحرك لتجده ينهض عن كرسيه بملابسه المنسقة الفاخرة.
يتقدم نحوها دون أن يحيد بعينيه عن عينيها، حتى وقف امامها بابتسامته الملتوية...
همست بذهول :" أنت."
هز رأسه ببطء مؤكدا دون أن يتحدث قبل أن يتفحصها بنظراته
من أعلى رأسها ببطء شديد. شعرها المموج المبلل بالماء بسبب أمواج البحر.
عيناها الواسعتين أنفها الجميل، وجنتاها كتفاحتين ناضجتين.
شفتاها المكتنزتين المقفورتين قليلا، عض على شفته السفلي بقوة.
يكبح رغبته الجامحة بالهجوم عليها لتقبيلها حتى يرتوي من جوعه إليها...
هبط بنظراته أكثر لعنقها، ثم صدرها بفتحة الفستان المعتاد ليظهر إليه ما يجعله يحترق شوفا...
فستانها الأرجواني بقصته المتداولة ملتف حول جسدها، يصل لكاحليها ...
رفعت حاجبها باستهجان تقول بسخرية" يبدو أن العرض بدأ يغريك أيها الغريب."
اتسعت ابتسامته الوقحة, يقول بتلاعب: " فقط أحاول كي لا أكون فظا."
جدت على أسنانها بغيظ, تميل بجسدها متخصرة.
تقول بوقاحة " يبدو أن قدراتك هي من لم تعد بخير."
تم تحركت من أمامه تتابع تفحصها للمكان...
هو يستمتع بإغاظتها, وكل ذلك ليرى الإشتغال بسواد عينيها ...
بل وحركات جسدها المتمايلة حين تتخص تميل للجانب قليلاً متبجحة ومتطاولة .....
يقسم أن لو أحد غيرها لكان قص لسانه، وجعله يبتلعه، لكن كل ما فيها يجعل مسحورا....
تلك الساحرة حين داوت جروحه القت عليه تعويذة ليبقى دوما تايغا لها ...
أخذت تتجول بالمكان تتطلع إلى كل ركن بإنبهار شديد، كأنها بعالم ساحر
يجذبها إليه وهو يراقبها باستمتاع، وإبتسامة ناعمة على تغره...
التفتت إليه متسائلة: هل كل هذا ملك لك ؟ . "
التوت زاويتي شفتيه أكثر. يهز رأسه إيجابا :" أجل...".
عادت تنظر حولها، تقول بإعجاب شديد رائع .. ترى من تكون ا...
ليوناردو الفولاني.
قال لقبه بنيرة مترقبة يحذر ناظرا إليها مشرقنا رد فعلها ...
التفتت إليه برأسها بقاه مغفر صدمة، هاتفة مذهولة:
" أنت الفولادي القرصان.. يا إلهي لقد سمعت عنك الكثير.."
ضحك ضحكة قصيرة, وقال متهكما بسخرية " حديث رائع بكل تأكيد..."
هرت كتفها بلامبالاة قائلة وكأن الأمر لا يعنيها بشيء.
" لا أهتم للحديث يعجبني ما تعيش فيه."
اقترب منها ببطء يتساءل محاولاً إخفاء نهفته " هل تريدين العيش هنا والبقاء معي ؟" ارتفع حاجبها تنظر إليه قليلاً بابتسامة مريبة متسائلة بغموض حذر " ما المقابل ؟...
ابقي معي.. كوني لي.. هذا فقط...
ضحكت بدلال تشير الفتيات بملابسهن البيضاء الجميلة, تتحركن حولها.
قائلة بنعومة " كعشيقة لك كهولاء النساء .."
تصنعت التفكير لبعض الوقت، لكنها لم تمهله الإجابة حركت حاجبيها للأعلى
قائلة برفض " لا .. لا أكون عشيقة.. ولا جارية أبدا."
وخرجت كلماته سريعة دون وعي:" زوجة .. أتزوجك.."
كانت صدمته من حديثه موازية صدمتها في اتساع العينين، والصمت المخيم عليهما...
ابتلع ريقه يتنحنح بارتباك، متسائلاً بخشونة : " ما رأيك .... موافقة...
كلمة بسيطة خرجت منها بهدوء دون تردد جعلته بيدو كالأبله.
وهو يحتضنها بقوة ضاحكا بسعادة كأنه لم يجدها من قبل.
تم الحتى إليها يقبلها بشغف يوسمها باسمه ...
تعترف أن ما حولها أبهرها فرصة للعيش ما حرمت منه.
بل تتكون سيدة الجميع، فالفولاذي معروف بسطوته وقوته...
بالتأكيد سيوفر لها ما تريده, ستغادر ذلك الكوخ المزري لتعيش بهذا القصر المنيف...
********* خيال ما تعيشه تتمتع برفاهية لم تكن تحلم بها، كل ما تتمناه تجده
شكلها الجديد بملابسها التي صمد صممت خصيصا لأجلها.
لم تكن كالفساتين التي اعتادت أن ترتديها.
فلیوناردو يعلم كرهها الفساتين المنفوشة المتكلفة ...
ليجعلهم يخيطوا لها فساتين بسيطة لتسدل بنعومة على جسدها تظهره بفتنة.
ربما لم يفعل ذلك لأجلها فقط بل لأجله كي يرى جسدها الذي يعشقه دوما...
يغيب بكثير من الوقت ربما لأيام أو أسابيع، ثم يعود محملاً بالكثير من الغنائم المتنوعة.
لكن ما يحضره لها خصيصا...
الوصفات السحرية كتب السحر والأعشاب اللازمة... لقد قام بصنع غرفة لتقوم بتجاربها ممتنة للغاية لما تعيشه ...
الليلة الماضية عاد حين كانت نائمة، ولم يوقظها. في صباح اليوم وجدته نائما بهدوء قلم توقطه بدورها ...
خرجت من القصر على غير عادتها لتجد بعض الأطفال يلعبون
وحين رأوها تراجعوا للخلف بخوف حاولت أن تهدأهم مشيرة بيدها.
تقول مطمئنة :" لا تخافوا أنا ....
لكن وجدت بعض الأمهات اجتمعن يمسكن بأطفالهن يخفوهن عنها.
لمعت عيناها بدموع حبيسة حتى هنا يخافون منها.
ابتلعت غصة مسننة استحكمت بحلقها تريد العودة.
لكنها أجفلت على صوته المهيب امراء" ماذا تفعلن ؟"
رات ارتجاف أجساد النساء والأطفال يرعب بين فهمست: " لیوناردو."
لكنه تقدم ليقف بجوارها دون أن ينظر إليها، قائلاً بقوة مخيفة:
" حين تريد اللعب مع الأطفال فهذا شرف لهم... أم تريدون أن تفقدوهم .. "
شهقات مرغوبة تدت من الأفواه مع ضمة كل أم لطفلها بهلع ...
لكنه لم يهتم يتقدم نحوهم يسحب طفلين منهم يدفعهم إتجاه ميريديت, قائلاً:" ابقوا معها . "
تم أشار الباقي الأطفال لينفذوا, فتحركوا إتجاهها بأجساد مرتجفة
تكاد تستمع إلى أسنانهم المصطكة ببعضها البعض...
تراجع ليوناردو للخلف ينظر إليهم بعينين مظلمتين بوعيد. لكن ميريديت اقتربت من الأمهات قائلة برقة: " أن أؤذيهم حقا.."
رغم الخوف الذي لم تستطع محود لكنها كانت بحاجة ماسة للعب.
الشعور بالفرح, جمعت الأطفال حول النافورة الذهبية أمام بوابة القصر فنظر الأطفال إليها بإنبهار, فلا أحد يستطيع الإقتراب من القصر إلا عن بعد خمسين مترا...
بدأ الأطفال يضحكون متناسين الخوف قليلاً.
فأمرت الحراس يإحضار بعض الحلوى لهم فتناولوها بنهم فرح ...
التفتت برأسها لكنها لم تجد ليوناردو، قبل أن تعود بنظرها الأطفال تشاركهم اللعب كطفلة صغيرة..
بالغرفة... حتى بدأت الشمس في المغيب قد لفت إلى القصر تبحث عنه، لتجده فائقا
صعدت على الفراش بهدوء تقترب منه فلمحت بعض الخدوش على وجهه....
لا تدري لم رق قلبها لأجله ... فأسرعت لغرفتها تحضر بعض
الدهان الخاص تضعه على خدوشه قسمعت همهمته المتململة, قبل أن يعود للنوم...
حين فتح عينيه طالعته عينيها تنظر إليه بابتسامة ناعمة
تتفحص ملامحه تستند بذراعيها على صدره..
ابتسامة ماكرة مغوية تلونت على شفتيه يقول بهمس ناعس متصل باستفزاز:
" قد اعتاد على هذا الإستيقاظ لكن وزنك تقيل .."
لم تعر حديثه المستفز بالا بل تحركت أكثر تشرف عليه مع اشتغال عينيها بمكر انثوي. هامسة بنعومة مهلكة : أحب رؤية وجهك أثناء نومك... تبدو شفافا لي.."
رفع حاجبه بتعجب، يتساءل بريبة " ماذا تعنين ....
هل تستطيعين الولوج إلى عقلي وقراءة أفكاري .."
ضحكت بدلال مستمتعة بتوجسه لكنها هزت رأسها نقياء
تقول بمرح" بالطبع لا فلست قارنة أفكار.. لكن رؤيتي لهؤلاء الأطفال لا أدري ماذا فعل بيا."
لقد كان لي أطفالاً فيما سبق... أو كاد يكون لي...
اتسعت عيناها بشدة وتجمد جسدها من وقع حديثه يخبرها أنه كان لديه أطفالاً ببساطة.
تشعر أن قلبها قد توقف ألم حارق يشغل جسدها، لكن این هم.....
ترجمت كلماتها بهمسة خرجت بصعوبة " اين هم؟.
قتلوا
كل كلمة يقولها تجعلها كالبلهاء فاقدة للعقل بل أن عملية الإستيعاب لديها قد أصبحت معدمة .. ابتلعت ريقها بصعوبة، وقد شعرت ببعض الإشفاق عليه رغم ألمها من حديثه......
المرأة حين تستمع لحديث زوجها عن أخريات بحياته. حتى وإن كان تعرف عليهن قبل معرفته إياها ...
نار مشتعلة تحرق القلب والروح... هو لها منذ أن تعرفت به.
ربما عليها ألا تحاسبه على ما مضى فهو ليس من شأنها.
لكنها لا تستطيع أن تمتع تلك الغيرة التي تنهش صدرها ...
قالت بصوت غريب عليها: " كيف قطوال
ارجع رأسه للخلف ينظر إلى السقيفة, قائلاً بجمود:" أنا قتلتهم...
شهقة مذهولة بذعر خرجت منها اتسعت عيناها حتى كادتا تبتلها وجهها. لكن تجمد جسدها لم يساعدها في الابتعاد عنه ...