Ads by Google X

رواية القلب الملعون الحلقة السابعه

 


لقلـــب الملعـــون ✿
« رعـــب سحـــر رومانســـي خيـــال غمـــوض »
الحـــلقة الســـابعة

ذلك المستفز بالداخل يشعرها بالغضب, لقد أحضروه إلى منزلها منذ ثلاثة أيام, بعد أن وجده بعض الصيادين ملقى بالبحر يكاد يلفظ روحه..ظنوا أن لا أمل له بالنجاه؛ لكن واجبهم حتم عليهم أن يساعدوه ولم يجدوا غيرها ليكلفوها بالإعتناء به.. ميئوس منه سيموت لا محالة ليكون سببًا إضافيًا يجعلهم يزيدوا سخطهم عليها, يخبروها بمدى سوءها وأنها ملعونة..

لكنها قبلت على مضض حين أتى إليها زعيم قبيلتهم بنفسه يأمرها, مخبرًا إياها إن ساعدت الغريب سينظر بأمرها لتعود وتختلط بباقي القبيلة, ولا تكون منبوذة..

رفعت وجهها للأعلى تأخذ نفسًا عميقًا ثم تزفره, عقلها يدور ويدور بسبب ذلك الراقد بمنزلها, هزت رأسها بقوة ثم عادت للداخل لتباشر مداواته..

أما هو فقد أغمض عينيه الزائغتين مرة أخرى بتهالك, طنين مزعج بأذنيه يجعله يكاد يفقد الوعي.. يتذكر ما حدث معه ومع رجاله بتلك القرية البعيدة لم يكن يظن أن أهل القرية سيعرفون بقدومه, فنصبوا له فخا وقع فيه بغباء بعيدًا عن دهاءه المعتاد..

قاد مواجهة شرسة, لكن رجحت كفة أهل القرية بسبب بعض السحرة الذين كبلوا حركته لينهالوا بعدها عليه بالطعنات والضرب المبرح, ثم يلقوه بالماء..

كور قبضتيه بضعف وشعور بالغضب الشديد يتصاعد بداخله, يقسم أنه لن يرحمهم,
سيقتلع قلوبهم جميعًا حين تعود إليه قوته قريبًا..

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أسبوع كامل يراقبها وهي تتولى علاجه بعملية, يشعر أنها تتفانى بخدمته, رغم أنه لا يستطيع الحركة إلا أنه مستمتع بالأمر, يشعر بتحسن ملحوظ لكنه لم يخبرها, يتركها تعتني به مثيرًا غضبها الذي ينعشه بشدة..

إبتسامة متسلية تلونت على شفتيه, لمساتها تجعله سعيدًا بطريقة غريبة, يشعرها مألوفة لديه, تذكره بلمسات لشخص آخر كان له الدنيا وما فيها, شخص كان له الحماية, والدرع الواقي.. ذلك الشخص الذي يدين له بالكثير والكثير..

ينتظرها بفارغ الصبر أن تعود من الخارج, كعادتها تخرج صباحًا لتحضر بعض الأعشاب, ثم تعود بالظهيرة تضعهم ببعض المياه, وتخرج مرةً أخرى وتختفي حتى غروب الشمس.. ما يدهشه عودتها بشعر مبتل رغم ملابسها الجافة, يتساءل دومًا أين تذهب؟..

منذ أن عادت من الخارج وهي تعد الأعشاب التي تركتها بالمياه, تضعها على قطعة قماش خفيفة تعلقها بالقرب من القدر النحاسي الخاص بالطعام حتى تجف.. ثم تأخذها لتسحقها بقوة لتصبح ناعمة جدًا, مضيفة إليها منقوع مياهها السابق بحذر,
حتى تصبح دهان, لتداوي به ذلك الغريب..

اتجهت إليه بهدوء تجلس بجواره, تزيح عنه الغطاء ليظهر صدره العاري فتبدأ بدهانه برفق, لا تزال تشعر بأضلعه التي لم تشفى تمامًا.. شردت بنظراتها محدقة بصدره بلا وعي, ما يحيرها هو جسده.. الغريب باﻷمر أي شخص مكانه كان قد أصيب بكل هذه الجروح, وبقى بالمياه هذه الفترة كان جسده استسلم ومات..

أما هو رغم تلك الجروح والكسور قد استطاع النجاه؛ بل ويتعافى سريعًا.. ربما لدوائها بعض الفضل, لا تنكر؛ لكن ليس لهذه الدرجة.. تتساءل بصمت عن هويته.. من أنت, ماذا تكون؟!..

جسده يستفزها, تجد يدها مسيرة تمسك بالدهان, تضعه عليه, كأن هناك من يأمرها بسلطان أن تساعده, ليس لرغبة القبيلة لكن هناك شيء أقوى من ذلك.. وهو يراقبها بعينين عابثتين متسليتين ربما يستطيع تحريك يديه؛ لكن باقي جسده لا.. مرغمة بالبقاء معه بمنزلها..

تكره هذا المكان, تتمنى لو ترحل بعيدًا تريد التجول بكل مكان اكتشاف أسرار السحر, الأعشاب, تريد الرفاهية, الراحة, وليست تلك الحياة الجافة.. أجفلت على صوته مخرجًا إياها من شرودها, متسائلاً بتسلية :

" ماذا يوجد بالقدر؟.."

رمقته بنظرة خاطفة, ثم عادت لعملها توزع الدهان على صدره.. فأعاد حديثه مرة أخرى بإبتسامة مغوية :

" هيا اخبريني.. أم ستلتزمين الصمت طوال الليلة!.."

زفرت بقوة تشيح بوجهها عنه, قائلة بنزق :

" ليس من شأنك ما بالقدر.. اصمت قليلاً.."

اتسعت إبتسامته, وقال بعتاب :

" ماذا فعلت لكِ لأزعجكِ هكذا؟.. لا أظن أنني فعلت شيئًا!.."

رمقته بنظرة مشتعلة, تهتف بغضب :

" بلى.. وجودك هنا يزعجني.."

نهضت من جواره تشير بيدها لجسده, مضيفة بعصبية:

" إعتنائي بك يزعجني.. لا أريدك هنا.. هل هذا يكفي!.."

رفع حاجبه, يتساءل ببرود مستفز:

" وما الذي يدفعكِ لفعل هذا؟.. تستطيعين إلقائي خارجًا والنتصل من مهمة علاجي.."

جزت على أسنانها بقوة, تكاد تحطهم, لا تستطيع, لقد أوكل لها قائد قبيلتهم مهمة العناية بذلك الغريب, وهذه فرصة ذهبية, تستطيع من خلالها أن تتقرب منهم, تثبت أنها ليست لعنة كما يظنون؛ بل تتفانى في علاجه حتى يعترفوا بمهاراتها الطبية, ويتركوا فكرة نبذها ولو قليلاً.. زفرت بقوة, ترمقه بحنق, قائلة بصوت باهت :

" مجبرة على ذلك.."

التوت زاويتي شفتيه بإبتسامة مغيظة, وقال بتأفف مصطنع:

" إذًا هيا.. أنا جائع.. ويبدو ما بالقدر شهيًا فرائحته تصلني.."

قبضت على يديها بقوة تلتمس الصبر؛ وإلا ستقوم بقتله وتقطيعه, وطهوه بالقدر وتوزيعه على حيوانات الغابة الضارية.. ابتسمت من الفكرة لكنها لا تستطيع تنفيذها للأسف..
بخطوات ساخطة تحركت إتجاه القدر, وبذلك الطبق الفخاري وضعت بعض الحساء, ثم اتجهت ناحية الغريب.. وضعت الطبق أرضًا, واقتربت منه تنحني محاولة تعديل نومته, ليجلس قليلاً لتطعمه..

أثناء ما كانت هي لاهية بمحاولة تعديله, كان هو شاردًا بعينيه بمفاتنها القريبة منه,
حرارة جسدها تصله لتجعله يتعذب أكثر مع ألم جسده, تأوه بخفوت من تفكيره, فابتعدت عنه قليلاً تنظر إليه وهي مازالت منحنية, ووجهها مقارب لوجهه, حتى أن شعرها قد لامس وجهه.. متسائلة :

" هل أنت بخير!.."

تنهد بحرارة, وقال بنزق :

" أنت تؤلمينني.."

ربما كان تعبيره مبطن فهمته هي خطأ, وهو يقصد شيئًا آخر, فقالت بحنق :

" أنت ثقيل جدًا, ماذا أفعل؟.."

هز رأسه بيأس, وقال بإستسلام :

" حسنًا.. هل يمكنني أن أتناول طعامي الآن!.."

مطت شفتيها للجانب, ولم تعلق, وجلست بجواره تنحني تمسك بالطبق, ترفعه, لتبدأ بإطعامه, رغم أنه يستطيع تحريك يديه, وإستخدامهما؛ لكنه يتصنع الألم وعدم القدرة على ذلك, لتطعمه هي, ويشعر بقربها منه..

عيناه تنظران إليها بثبات, لا يحيد عنها أبدًا وكأن كل شيء فيها يأسره.. لمساتها رغم قوتها وحزمها؛ لكنها ناعمة تجعله مغيبًا وكأن هناك ما يسحره, سيجن قريبًا من فرط ما يشعر به..


                       الحلقة الثامنه من هنا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-