رواية احببت من أذى قلبي الفصل السادس


 (الفصل السادس)


تنهد هيثم و هو مغمض العينين ليردف بهدوء : الزمن !!؟
الزمن سيجعلها تنسى
الدكتورة : لماذا تركت تلك العلامة في صدرك !؟؟ علامة الحريق !؟؟ لماذا لم تقم بالتخلص منها كنا فعلت في وجهك !!!!
ليس لكي تذكرك بالماضي بل لتعلن لها أنك أنت هو أليس كذلك !؟؟؟
أومأ برأسه قائلا : أجل أنتي محقة كنت أريدها أن تعرف أنني أنا من أخذ منها حياتها أردت أن ابرهن لها أنني أنا الرجل المثالي لها ...
و لكن كل هذا كان قبل كلامها منذ قليل أنني منقذها كنت أريدها أن تعرف سبب فعلتي و لكن ليس بعد اليوم...
و من جهة أخرى تركته بسبب الماضي سيذكرني دائما أني انقذتها وهى احبت غيري أنها سخرت مني

الدكتورة : اذا كل فتاة سخرت من شاب و اغتصبها لكانت أغلب البنات ..
قاطعها بغضب قائلا : أنا أحبها و لو أحبتني لما أقدمت على فعل هذا
الآن هي أصبحت زوجتي
الدكتورة : هل سامحت والدتك !!!
أردف هيثم بتوتر : مادخلها !!!
الدكتورة : سؤال بسيط هل تمكنت من المضي قدما !؟؟ نسيت الماضي !!!
أغمض عينيه بألم قائلا : لا
الدكتورة : لن تتقدم في حياتك قبل أن تغفر لها كما ترى أنت مخطأ و تشعر بالضياع حتى والدتك شعرت بذلك
هيثم : ليس نفس الشيء
الدكتورة : هل لا تزال تتناول ادويتك !!!
أومأ برأسه قائلا : لا إنها تقلقني أشعر بالرغبة في النوم دائما و أشعر بالوحدة
تخلصت منها منذ شهور
هزت رأسها قائلة : لهذا اقدمت على ذلك
لايمكنك العيش بدون ادويتك يا هيثم
يجب أن تستمر في العلاج
يجب أن تستمر في الغفران
يجب أن تسمر في العفو
يجب أن تحب بقلبك لا بعقلك
أردف هيثم بتوتر قائلا : أعلم أنها لم تكن لتراني
لم تكن ستشعر بحبي لها
أعلم أني أقدمت على فعل شيء سيء
أشعر بالاشمئزاز من نفسي
أعلم أنها ستبكي أمامي و سأضعف أمام دموعها
ستنطفئ حياتي ستظلم إذا علمت
أعلم أني قذر حيوان و لكني مغرم
الآن لا أملك الفرصة للعودة إلى الوراء
سأحاول أن أجعلها سعيدة
حتى لو كنت مخطأ !؟ ولكني مغرم ؟؟؟
لن أُحزنها أبدا ساعاملها بشكل جيد
قاطعته الدكتورة مسرعة قائلة : هل أنت نادم أرجوك كن صريحا معي هل لو عدنا إلى الوراء هل كنت لتعتدي عليها !!!!
دمع عينيه لتنصدم الدكتورة من امتلأ عينيه بالدموع
هيثم : لا
حزنت الدكتورة بقوله لا
و لكنه سرعان ما أضاف : لا لم أكن لافعل
ابتسمت الدكتورة قائلة : لماذا !!!
هيثم : لأني دمرت حياتها لم أكن أعلم أني سأجعل حياتها جحيما
اعتقدت أنها ستنفصل عنه و انتهى الموضوع
اعتقدت أني سأدخل في حياتها أنني ساطلبها من والدها و سيوافق و هي أيضا ستوافق لأني الوحيد من سيوافق على الزواج منها
لم أكن أعلم أنه سيحدث هذا أنهم سيتخذون قرار موتها !؟؟
لو كنت أعلم لما فعلت ليس لأني غير قادر على حمايتها !!؟
بل لأني غير قادر على رؤية دموعها
لم أكن ساتصرف بهذه الطريقة
لم أكن سادخل لحياتها بهذه الطريقة بل اعتقدت أنها ستمضي في حياتها و نلتقي في ظروف آخرى و لكن محاولتها للانتحار غيرت كل مخططاتي

هل تعلمين !!!! لقد واجهتُ الناس في حفلة زفافي تكلمت كلام ثقيل
أنها غير مذنبة و أني مستعد للزواج بها
فكرت لاحقا أنه لايوجد رجل يمكنه فعل هذا
لا يمكن لأحد أن يتزوج من امرأة تعرضت للاعتداء
لايمكن لأحد أن يتحمل مسؤولية طفل ليس طفله
فكرت مليا في كلامي
تخيلت ماذا لو لم أكن أنا الأب!!!
لم أكن أنا من دمر حياتها !؟؟
هل كنت لاتزوجها !؟؟ هل كنت لاتقبلها ؟؟؟؟
نظرت الدكتورة إليه بنظرة حزن قائلة : لا أليس كذلك!!!
هز رأسه بحزن قائلا : أجل كنت سأفعل كنت ساتزوج بها
كنت سادعمها
كنت سأحميها
هل تصدقين !!! كنت ساحارب من أجلها
لعلني أردت أن امتلكها أولا و لكن لو حدث شيء لها قبل
كنت سأفعل نفس الشيء كنت ساتزوجها
عندما رأيتها كيف نظرت إلي بفخر شعرت أنني أحبها هي و لا يهمني شيء آخر
ابتسمت الدكتورة بحزن لتقول : و لكنها كانت اسوء ليلة في حياتها
هيثم : و الأسوأ في حياتي ...
الدكتورة : متأكدة أنها كانت تبكي في تلك الليلة و لكنك لم تتوقف!!!
أغمض عينيه قائلا : أحبها لهذا أخذت حبة مخدرات
لم أكن أهتم كل ما كان يهمني أن أكون معها
تعتقدين أني شخص سيء لأني أهدد الناس !؟؟
لست كذلك لم أولد و أنا شخص سيء بل الحياة غيرتني
أنا شخص ولد بين السجن و المخدرات و الدعارة
ماذا تتوقعين مني !؟؟
أن أنشر السلام و الحب في العالم !!!؟
لم أختر حياتي و أنا صغير و لكني قادر على اختيارها و أنا كبير
أعلم أن نهاية هذه القصة التعاسة و لكن معرفتي أني ساعيش سعيدا لبضع سنوات أو حتى شهور يجعلني أشعر أنني سعيد
نظر إلى النافذة ليرى المطر يتساقط
دمع عينه قائلا : كنت أنام تحت المطر يوميا فقط كي لا أسمع صوت أمي و هي تنام مع رجل غريب
كل ليلة رجل جديد
ماذا واجهت في الشارع !؟؟ الحب !؟؟ السلام !؟؟
لا
الشارع لا يمنحنا الحب و السلام بل يحثنا على سلك طريق آخر طريق الظلام
الدكتورة : و لكن ماذنبها !!؟ ليس من حقك أخذ حياتها
اكمل كلامه قائلا : طريق الظلام و لكن في الأخير لكل ظلمة نور أليس كذلك!!!!
في إحدى الليالي الممطرة كنت جالساً على الرصيف
فجأة اقتربت مني فتاة
كانت تقطن في العمارة التي تعمل فيها أمي كخادمة أو بالأحرى عملها الصباحي...
أخبرتني تلك الفتاة أن البرد قارس و المطر غزير لماذا أنا هنا !؟؟
علمت أنها لم تكن تعرفني لم تلمحني أني موجود في حياتها حتى و كأني نكرة!!
كانت برفقة والدها
و لكنها أعطتني معطفها للتدفئة قالت لي أن لا أرفض لأنها تملك منزل دافئ بعكسي اعتقدت أني مشرد و لا أملك عائلة
في الحقيقة كانت ملابسي رقيقة لم أملك معطفا
وقبلتني من خدي قائلة أني وسيم كانت أول مرة تتكلم معي و الأخيرة
أحببتها من تلك الليلة لعلني كنت صغيراً و لكنها كانت أول مرة أشعر أنني أهم أحد
لم يلاحظني أحد من قبل
لطالما كنت أنام على الأرصفة لم يقترب مني أحد
و كأني شخص قذر و كأني أملك مرض معدي
إنها الوحيدة من قبلتني و لم تقرف مني فقط في تلك الليلة
أحببتها كان حب طفولي و لكني احببتها ببراءة
أصبحت اراقبها دائما كيف تلعب كيف تتكلم
كنت أحاول اللعب معهم في الشارع و لكنهم كانوا يقرفون مني
اكتفيت بحبها من بعيد
هل تعلمين لا يزال معطفها معي هنا لا أزال أحتفظ به كنوع من العشق
كل شيء تغير في تلك الليلة عندما كانت سيلا على وشك الموت
رأيت الحريق و السكان يصرخون أين سيلا أين سيلا
لم أفكر لم أتردد لثانية واحدة
دخلت وانقذتها
فقدت ملامحي فقدت مستقبلي الشاب الوسيم أصبح مشوه
و لكني لم أهتم لأنه حدث من أجلها
اعتقدت أني سأحصل على قبلة أخرى
تنهد هيثم بضيق و الدموع تنهمر من عينيه مضيفاً : لم أحصل عليها لماذا !؟ لأنها لم تتمكن من تقبيل شاب مشوه
لقد قرفت مني أصبحتْ مثلها مثل أي إنسان كان يقرف مني من قبل
لامس وجهه مضيفاً : ليس معدي ليس سيء لاسيما لو كان من أجلها !!؟!
ابتسمت في وجهي غير متذكرة من أنا من الأساس أخبرتني كم أنها ممنونة لفعلتي
ذهبوا إلى منزلهم و كأنه لم يحدث شيء !؟؟؟
من سيدفع تكاليف العلاج !؟؟ أمي !؟؟
أو الرجال الذين تنام معهم !!! أو والدي الذي لا أعرفه حتى!!؟! من هو أبي !؟؟ هل رجل من الذين رأيتهم من قبل أو أنه رجل أعمال شهير !؟؟
أو أنه رجل من العمارة التي كانت تعمل فيها !؟؟؟
هل سيدفع لي تكاليف العلاج !!؟ هو أو
من بالضبط !!؟
لم ندفع سوى ليلة واحدة في المستشفى وخرجت إلى المنزل أو القبو سميه كما يحلو لكي
ضحك بشكل هستيري قائلا : لا تعلمين كم هو مؤلم
أقصد الحريق كان جسمي يتألم و لم أملك الدواء للتخفيف من الألم
كنت أضم معطفها و أنام
كنت أتألم كثيرا كنت اعض شفتاي كي لا أصرخ من شدة الألم
حتى أمي لم تهتم بي بل غضبت مني لماذا أنقذها !؟؟ من أنا ليفعل هذا !؟؟
أصبحت راقصة في الكازينوهات
كانت تذهب و تسهر الليالي بينما أنا أتألم في المنزل
لم أملك أحد منذ صغري لا أحد
ك

نت وحيدا أتوجع و أنا وحيد أبكي ولا أجد أحد لارتمي في حضنه
كنت وحيدا دائما وحيد

.......

لا اقول لا يمضي ... بل يمضي و لكنه يمضي بصعوبة
بعد سنوات من التأمل و العمل لدى صاحب كازينو وفرت بعض المال و تشجعت و ذهبت الى والدها

طلبت يدها للزواج
ضحك بسخرية مضيفاً : و كأني ارتكبت جريمة
و كأنهم لم يتذكروني كأني نكرة !!؟
أخبرني والدها أنها مخطوبة
رأيت شقيقها و هو يضحك و كأنه يقول من هذا ليتزوج من أختي !؟؟
بالفعل كان وجهي مشوه و لكن ليس بالكامل و لكن كما تعلمين رأيته من قبل كنت كالوحش أليس كذلك!؟؟
إنها الكلمة التي قالها خطيبها
الدكتورة : كيف !؟؟؟
كنت مارا من الجامعة أردت رؤيتها لعلها تتذكرني وتتذكر أني أنقذتها
وقفت و أخبرتها أني أحبها جرأة وشجاعة أليس كذلك!؟؟
لم تتمكن من النظر في وجهي
جاء خطيبها و أخبرني أن أذهب و أن لا أعود و الا سيتصل بالشرطة
بقيت سيلا واقفة لا تتكلم في الحقيقة اعتقدوا أنني متسول أو رجل مجنون
بينما كنت ذهابا ضحك قائلا : من هذا الوحش الذي يحبك ؟؟؟
الدكتورة : ليس خطأها
أومأ برأسه قائلا : و لكنها لم تحزن !!! لم تمنعه !؟؟
على العموم لم أفعل شيء سوى أنني وعدت نفسي أن أجعل الناس يركعون لي و أنا مشوه
أن تصبح ملكي و أنا مشوه
أن أصبح غني و أنا مشوه
و بالفعل حدث هذا
لم اعتدي عليها لأنها لم تتعرف علي أو لأنها لم تمنع أصدقائها من الضحك علي
أو لأنها لم تهتم لتشوهي الذي كان بسببها
لأن كل هذا ليس سببها
بل اعتديت عليها لأني أحبها لأني أعشقها لاني لا املك سبب آخر للحياة
لا أملك أحد يا دكتورة لا أحد
لا أعرف حتى هويتي ؟؟؟
الآن سيصبح لي طفل
سأصبح أب
أصبحت أملك سبب للعيش
المرأة التي أحببت معي و سيصبح لي طفل
لن أتخلى عنه لن أسمح له أن يعيش نفس ظروفي
سيلا سأعتني بها كما يُعتني بالورود
أحبها.....

دمعت الدكتورة عينيها و مسكت يده قائلة : لست إنسان سيء بالعكس قلبك أبيض يا هيثم لولا تصرفك لولا تسرعك لكانت وقعت في حبك
هيثم ببراءة : ستقع
الدكتورة : ستفعل أعلم و لكن
هيثم : لن تعلم
الدكتورة : أتمنى أن تكون سعيدا يا هيثم
هيثم : لن تخبري أحد
الدكتورة : إنه عملي السرية من اختصاص عملي
سأذهب الآن و موعدنا القادم بعد شهر
هيثم : حسنا شكرا لك ...

...........

بينما ذهبت الدكتورة كانت سيلا تطل من النافذة كان قد مر ساعتين على دخوله للغرفة من هذه المرأة التي خرجت في هذا الوقت المتأخر !؟؟؟
لا و هي امرأة جميلة جداً من هي يا ترى ؟؟؟؟
ماذا !؟؟ مادخلك يا سيلا ؟؟ هل صدقتي هذا الزواج
غبية لم يمر يوم على طلاقك و الآن تشعرين بالفضول حول حياته
كانت هذه الكلمات تواسي بها سيلا نفسها لا تشعر بالغيرة و لكنها فضولية منذ صغرها ....
استلقت سيلا و هي تفكر في زفافها و والدها و بلال و بالأخص دفاع هيثم
ابتسمت بدون أن تشعر على نفسها
شعرت و كأنه ليس إنسان عادي و كأنه ملاك
نامت وهي تفكر فيه
بينما نام هيثم من بعد تناول أدويته فقد قرر أن يتعالج
و أن لا يخطأ مرة أخرى

..........

في اليوم التالي كان هيثم جالس في غرفة المعيشة يتناول فطور الصباح
دخلت سيلا إليه و هي مرتدية فستان اخضر خفيف و طويل

جلست على الطاولة لتقول : صباح الخير
نظر إليها بحنان قائلا : صباح النور
جلست و هي مستحية
أبتسم بسعادة قائلا : هل نذهب للتسوق !؟؟
سيلا : و لكن البارحة اخترت العديد من الفساتين
هيثم : لا اقصد احتياجات الطفل
احنت رأسها قائلة : لا لا أريد
ضغط على يده قائلا : المهم سنذهب لاحقاً لا يزال هناك وقت لذلك
سأعثر على طبيبة لتتابعي عندها
اه اليوم لن أعود باكراً أو يمكن أن لا أعود
سيلا : إلى أين !؟؟
نظر إليها بعدم الفهم قائلا : عفوا !؟؟؟
توترت سيلا قائلة : أقصد هل ستسافر !!!
أبتسم بخبث قائلا : لا فقط لدي عمل مهم
أنتي لا تقلقي عزيزة موجودة و أمي ستقص عليك قصص الماضي لن تشعري بالوقت
سيلا : و لكنك وعدتني أننا سنهتم بموضوع .. أقصد ذلك الموضوع
هيثم : أنا أبحث لا تقلقي يجب أن أذهب يا سيلا رقم هاتفي مع عزيزة تتصلين بي اذا احتجت إلى شيء
سيلا : أريد هاتف
هيثم : حسنا لا تقلقي
سيلا : يجب أن أعود إلى الجامعة
الامتحانات النهائية على الأبواب
هيثم : حسنا سأرتب كل شيء لا تقلقي كل شيء سيكون كما تتمنين
سيلا : هل ستذهب إلى حبيبتك !؟؟
أنصدم هيثم من كلامها
لتسرع سيلا قائلة : أقصد البارحة رأيتها تخرج في وقت متأخر
أردف هيثم بسعادة : أجل
ابتسمت بتوتر قائلة : نحن اصدقاء لهذا أسألك آمل أن لا تغضب!؟؟
أردف بلهفة قائلا : لا بالطبع لا
تنهد بسعادة قائلا : كنت مستيقظة !؟؟
أردفت ببراءة قائلة : أجل
ابتسم بارهاق قائلا : لم نزعجك !؟؟
خجلت و أحنت رأسها قائلة : لا كنت استنشق الهواء لم أنتبه للوقت
على العموم شكراً لك على كل شيء
أبتسم هيثم بسعادة قائلا : العفو ....

ذهب هيثم إلى عمله وهو سعيد
بينما بقيت سيلا في المنزل برفقة والدته سهيلة كانت سهيلة تنظر إلى ألبوم صور هيثم و هو صغير
دخلت سيلا لتعطيها طعامها
وجدتها تبكي
اقتربت منها أكثر و جلست بقربها
أردفت سهيلة بحزن : كان برئ جدآ كان مفعم بالحيوية
سيلا : لا يزال كذلك
سهيلة أومأت برأسها قائلة : لا لقد سُرقت طفولته
سيلا : أخبرني هيثم أنك تعانين من مرض الزهايمر
سهيلة : أجل يقولون هذا
و لكني استيقظ في ليلة من الليالي أتذكر كل شيء
أتذكر كيف لي يد في ضياعه
لم أهتم به ولا يوم لهذا هو غير قادر على أن يُحٍب أو يُحَب
هذه هي المشكلة
سيلا : لا أعتقد أنه غير قادر على أن يحب البارحة كانت هناك امرأة
خرجت من المنزل في منتصف الليل
أعتقد أنها حبيبته
كانت سيلا تريد أن تعرف هل هي حبيبته أو امرأة عابرة !!!
سهيلة : إنه يحٍب و لكنه لا يعرف كيف
ليست تلك المرأة بل كان يحٍب فتاة منذ طفولته
كان يُحبها لحد كبير
ضاعت طفولته بسببي و بسببها هي أيضا
لن يقع في الحب مجددا
لن يتعلم ماذا يعني إهتمام المرأة به
لن يثق بأي إمرأة مجددا
سيؤذي من يُحب
دمعت عينيها مضيفة : لقد كان طيب القلب و لكني السبب
أنا السبب في كل ما هو عليه الآن
رغم كل ما فعلته لم يتخلى عني
لم يتخلى عني رغم كلام الناس
كان الإبن الصالح لي و لكني لم أتمكن من أن أكون الأم الصالحة
إعتني بي في الوقت الذي كان ينبغي أن اعتني به
سيلا : أخبرني أنه لا يعرف والده !!!
سهيلة : أخبرك !!! هيثم أخبرك !!!
أومأت برأسها قائلة : أجل ...
سهيلة : إنه يبحث عنه
سيلا ردت عليها بحزن : لماذا لم تخبريه!!!؟
سهيلة : لا يمكنني
سيلا : من حقه معرفة والده
سهيلة : هل سأخبره أن والده كان وزيرا سابقا !!!!
ماذا كان سيفعل !!!! كان سينتقم أليس كذلك!؟؟؟ لأنه تركني وحيدة و لم يوافق على الزواج بي
ذلك الرجل دمرني أخذ حياتي
تقرب مني تزوج مني و لكنه لم يعترف بابني
رماني في الشارع خوفاً من أن يفقد منصبه
سيلا : هيثم الآن قوي و بإمكانه مواجهته
سهيلة : هيثم ليس كما يبدوا لكي أنتي بما أنه أخبرك بموضوع والده
فهذا معناه لم يظهر لكي جانبه المظلم
هيثم إسود قلبه لم يعد يوجد مشاعر ولا حب ولا مغفرة في قلبه كل ما يعرفه هو كره الناس
لاسيما أصبح يعلم أنه لايمكنه أن يصبح أب
كان يريد أن يُكَون عائلة مع الفتاة التي كان مغرما و لكنه علم لاحقاً أنه لايمكنه أن ينجب و هي بدورها كانت ستتزوج
إبني فقد طفولته و مستقبله
و أي شيء سيفعله سأكون أنا المذنبة
مسكت سيلا يديها قائلة : لست أنت بل والده
سهيلة : أنظري إلى هذه الصورة
ابتسمت سيلا لرؤيته يضحك لتقول : ضحكته جميلة
سهيلة : لم أرى ضحكته هذه منذ سنوات طويلة
نظرت سيلا إليها لتقول : إبنك شخص طيب
لعله لا يظهر لكي و لكنه لطيف
لقد تزوج بي فقط ليساعدني على الانتقام
أنا حامل و هو يريد أن يكون أب إبني
أن يكون والد طفل ليس إبنه
لقد واجه الجميع من أجلي
تحدى أخي و زوجي السابق بل تحدى جميع الناس
إبنك رجل شهم رجل لايوجد مثله
لعل الماضي لا يزال يطارده و لكني متأكدة من أنه ليس إنسان سيء
أعدك أنني سأحاول تغيره ليس من حدي ولا من شأني و لكني سأكون صديقة له
سأحاول أن أعيد هذه الابتسامة على وجهه كما فعل معي
سهيلة : ما هي قصتك !؟؟
سيلا تنظر إليه بعدم الفهم قائلة : أخبرتك في تلك الليلة
تنظر إليها سيلا بعدم المبالاة قائلة : اه أنتي صديقته !؟ أجل أنتي جميلة
هل عاد من المدرسة !!!
دمعت سيلا عينيها و علمت أنها نسيت كل شيء مرة أخرى
لتبتسم بحزن قائلة : أجل إنه نائم
سهيلة : هل تناول أكله!؟؟ إنه يحب الأكل
استلقت على السرير مضيفة : أخبريه أن الجو بارد أن لا يخرج في الشارع و أني لن أحضر أحد اليوم
أخبريه أنني آسفة اطلبي منه أن يأتي لقد اشتقت إليه إنه لا يأتي أبدا
نامت بسرعة بينما بقيت سيلا تنظر إلى صوره بسعادة ....

............

في المساء عاد هيثم إلى المنزل ليجد سيلا جالسة في الشرفة
حمل بطانية و خرج إليها
قام بتغطيتها من الوراء مما جعلها تشهق خوفاً من قربه منها
أعتذر منها قائلا : أعتذر لم أقصد أن أقترب منك
ابتسمت سيلا بسعادة قائلة : لا ليس لأنك أقتربت فقط لاني كنت شاردة
هيثم : الجو بارد
سيلا : شكرا لك
هيثم : أنتي بخير !؟؟
سيلا : لقد عدت !؟؟ أخبرتني أنك ستتأخر!؟؟؟
هيثم : ساخرج مرة أخرى أحضرت لكي التلفون إنه في غرفتك
سيلا : شكرا لك و لكن أريد أن أتكلم معك في موضوع مهم
هيثم : أكيد تفضلي
سيلا : والدتك تشتاق إليك
احنى هيثم رأسه بحزن قائلا : وأنا أشتاق إليها و لكني غير قادر على مسامحتها
مسكت سيلا يديه مما جعله يرتجف و دقات قلبه تسارعت
سيلا : مهما كان ذنبها لا يحق لك أن تتجاهل وجودها أو تتجاهل أنها والدتك
نظر هيثم إليها بحزن و الدموع تملأ عينيه قائلا : أنا وحيد و لطالما كنت كذلك
نظر إلى بطنها ثم وضع يده على بطنها قائلا بنبرة هادئة يسودها الفارغ : فقط هذا الطفل سيجعلني أتغير
دمعت عينيها قائلة : حتى و هو ليس إبنك!؟؟
أومأ برأسه قائلا : لأنه مثلي أنا
والده شخص قذر كما هو الرجل الذي تركني و تخلى عني
سيلا : هل أنت بخير !؟؟؟
أبتسم بحزن قائلا : إنها أول مرة يسألني أحد عن حالتي !؟؟؟
توترت من قربه منها ، ابتعدت بضع خطوات عنه قائلة : ستتأخر ...
أومأ برأسه قائلا : أجل سأذهب تصبحين على خير
خرج مسرعاً من المنزل
على غرار سيلا التي بقيت تنظر إليه من الشرفة
شعرت و كأنها قريبة منه
و كأنها تحزن لحالته و كأنها بدأت تتقرب منه
إنه مخالف لاتفاقهما
غير أنها غير قادرة على التفكير في شيء آخر باستثناء الانتقام
ذهبت إلى غرفتها وجدت الهاتف موضوعاً على السرير و بقربه باقة من أزهار البابونج
ابتسمت و حملت الأزهار مسرعة و استنشقت رائحتهم بسعادة
تساءلت كيف له أن يعرف أنهم أزهارها المفضلة !؟؟ أو أنها محض صدفة!!!
وجدت ورقة فوق الهاتف
قرأتها ( آمل أن تكون أزهار البابونج ازهارك المفضلة لأنها بسيطة الجمال مثل جمالك و رائحتها كرائحتك بالضبط ليست قوية ولكن صعب التخلص منها )
ابتسمت لا إراديا و توترت في نفس الوقت
شعرت و كأن دقات قلبها تتسارع ؟؟؟؟
لماذا !؟؟؟
لا يمكنها أن تحبه
لايمكنها أن تحب رجلاً آخر
طوال حياتها و أحمد هو مالك قلبها
هل يعقل أن يأخذ هيثم مكانه !؟؟
إنه غريب !!؟؟
لا يتكلم كثيرا و لكنه ينتبه لكل شيء حتى لرائحتها !؟؟!
كانت هذه هي التفاصيل التي لطالما أرادت من أحمد أن ينتبه لها
أن ينتبه لرائحتها أن يرسل لها ورود لكنه لم يحدث هذا مع رجل أحبته بل يحدث الان مع زوجها الذي لا تحبه !؟ و لا يحبها
إنه مع امرأة أخرى في هذه الأثناء إنها امرأة جميلة ذات جسم مثالي
إنه يستحق امرأة افضل
و لكنه لا يريد الزواج لأنه لا يمكنه أن يكون أب ليس لأنه لا يحبها
لماذا إذا يشتري لها أزهار!!؟؟
لماذا يشم رائحتها !؟؟؟ ....


تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1