(الفصل السابع)
بقيت سيلا متسائلة
لماذا إذا يشتري لها أزهار!!؟؟
لماذا يشم رائحتها !؟؟؟ ....
مالذي يحدث معهما!؟؟
لم تتمكن من الإجابة على هذه الأسئلة وحده هيثم من يمكنه...
.......
من جهة أخرى ذهب هيثم إلى الكازينو
جلس على طاولة مقابلة للمسرح
كانت امرأة ترقص و تتمايل بخصرها أمامه
كل من كان موجودا كان منبهر بجمالها ورشاقتها
باستثناء هيثم الذي كان و كأنه غير موجود
لم يكن ينظر إليها لم يكن يشغل تفكيره سوى حالة سيلا !؟؟؟
جمال جالس بقربه قرب كرسيه منه أكثر قائلا : هل يعقل أن تهتم بأمري!؟؟
جمال : لماذا !؟؟
هيثم : و كأنها غارت لأني ذاهب ، تعتقد أن الدكتورة حبيبتي
جمال : ممكن
هيثم : هل أبقى هنا !؟ أو لا !؟؟ أريدها أن تشعر بالغيرة
جمال : يمكن
رمش عينيها بقلق قائلا : تكلم لماذا ترد ببرودة!؟؟
جمال : لأني أعرف النهاية
هيثم : بما أنك تعلم لماذا لم تمنعني!؟؟ بل أنت من جهز لكل شيء
جمال : أصبحت أنا المخطئ !؟؟
هيثم : بل أنا و لكن لم يمنعني أحد
جمال : و من يتجرأ لمنعك !؟؟
هيثم : مثلا أنت !؟؟
جمال : وقع الذي وقع الآن دعنا ننسى
هيثم : هذا الذي أفعله أنسى و أفكر في غيرتها !؟؟
لا سأعود لعلها تنتظرني !؟؟
يجب أن أعود
جمال : كما تريد
هيثم : غبي على الأقل انصحني
جمال : أشرب ادويتك
هيثم : انصحني بشيء جديد
جمال : دعنا نعود
هيثم : أو لا سنبقى سأنام في مكتبي هنا
جمال : حسنا
هيثم : أوف لماذا وظفتك !؟؟
جمال : لأنك لم تجد شخص يتحملك غيري أنا !!؟
هيثم بخبث : مع الأسف .....
هل اتصل عمي !!؟؟
جمال : يريد لقائك غدا لقد سمع بموضوع الزواج لا يعرف انها نفسها سيلا تلك
هيثم : سأشرح له الوضع
جمال : لا تخبره بالتفاصيل لأنه لن يسامحك
هيثم : أشعر بالنعاس سأنام في مكتبي و أنت أستمتع هنا مع النساء
جمال : لا أحبهم
هيثم أردف بسخرية : يوجد الرجال أيضا
جمال : لو لم أكن خائفا أن تبقى لوحدك لما بقيت هنا لدقيقة واحدة
هيثم : أجل أجل و حتى الراتب الشهري ليس قليلاً لا تجده في أي مكان !!!
ضحك و صعد إلى مكتبه بينما كان جمال قلق من نفسية هيثم في حالة عدم تقبل سيلا للحقيقة....
في اليوم التالي
عاد هيثم إلى المنزل بحيث وجد سيلا في المطبخ
كانت تجهز الحليب
أقترب منها ببطء أغمض عينيه و استنشق رائحتها بصوت منخفض
كانت دقات قلبه تتسارع تمنى لو يمكنه ضمها إلى صدره أو حتى لمس يديها
استدارت و هي حاملة كأس الحليب الساخن
و لكنها اصطدمت به و وقع الحليب الساخن عليه
انصدمت سيلا و صرخت قائلة : آسفة آسفة لم أقصد
لم أسمع صوتك
كان هيثم يتألم من الحليب الساخن و لكن خوفها و لهفتها عليه جعله يحدق بها بسعادة
لامست قميصه قائلة : اخلع قميصك إنه ساخن
أبتسم بخجل قائلا : سيلا !!؟؟
نظرت إليه باستغراب قائلة : ألا تشعر بالحرارة !؟؟؟
تنهد مما جعل أنفاسه الساخنة تضرب وجهها
أغمضت عينيها
أردف هيثم بسخرية قائلا : بالطبع أشعر بها بسبب قربك مني
ابتعدت مسرعة قائلة : أعتذر و لكن الحليب ...
وضع يده على شفتيه قائلا : أنا أتحمل أي شيء يأتي منكي
نظرت إليه بتساؤل و صدمة قائلة : ماذا ؟؟؟
هيثم : أقصد أي شيء من والدة إبني !؟؟
عقدت حاجبيها بعدم الراحة قائلة : لم أفهم !؟؟
هيثم : أمزح معك
ليس ساخنا إنه ولا شيء بالنسبة لي
واجهت ما هو أصعب من هذا لا تقلقي علي
رتبت شعرها و ملابسها لتقول : تأخرت على الجامعة
هيثم : سأغير ملابسي واعود
سيلا : و لكن هناك بعض المشاكل في الجامعة لاني كنت قد توقفت عن الدراسة لسنوات بسبب مشاكل مالية
و حين تمكنت من العودة إلى الجامعة تحدد موعد الزواج
فلم أكمل تجهيز الامتحانات
هيثم : ساهتم بكل شيء لا تفكري في هذه الأمور انتظري ساغير ملابسي و أعود...
بينما ذهب هيثم لتغير ملابسه نظفت سيلا المطبخ و هي مبتسمة
بعد مدة عاد هيثم و هو يرتدي ملابس سوداء
ابتسمت سيلا بسعادة بمجرد رؤيته
نظر إليها هيثم بتوتر ثم قال : لماذا تضحكين ؛!!!
أغمضت عينيها لتردف : لا شيء
أقترب منها أكثر ليقول : ماذا !؟؟؟
توترت ثم قالت : لاحظت أنك ترتدي فقط اللون الأسود
هيثم : أحبه كما انتي أنتي تحبين الوردي
نظرت إليه باستغراب قائلة : كيف علمت !؟؟؟
هيثم أردف بتوتر : لاحظت في يوم الزفاف أنك اخترتي الملابس الوردية أكثر
أومأت برأسها قائلة : أجل و لكن لو ترتدي ألوان.. ثم سكتت....
أبتسم ابتسامة خفيفة قائلا : تأخر الوقت هيا بنا
سيلا : لماذا تحمل هذه الحقيبة !؟ هل أنت ذاهب إلى مكان !؟؟
هيثم : أجل و لكن لليلة واحدة فقط
عقدت حاجبيها ثم أخذت حقيبتها و ذهبا إلى الجامعة
التقى كل من هيثم و سيلا بالمدير الذي كان رافضا عودت سيلا إلى الجامعة خاصة بعد الذي وقع لها
حزنت سيلا لقرار المدير و خرجت من غرفته مسرعة
بينما كان هيثم هادئا و لم يغضب ولم يصرخ
اكتفى بوضع قدم على قدم و أخذ سيجارة من جيبه
نظر إلى المدير ليقول : هل تملك ولاعة !!؟
المدير : التدخين ممنوع هنا
أخذ ولاعة من جيبه و أشعل السيجارة ثم وضعها بين شفتيه أغمض عينيه و أخذ نفسا منها
أردف بتمتع : من حسن الحظ أن الولاعة لا تفارقني
هل تعلم إنها اللحظة التي أشعر بالراحة فيها
المدير : تفضل بالخروج
أخرج هيثم نفسا ثم قال : الآن سنعود إلى موضوعنا سيلا ستعود إلى الدراسة بقي لها هذا العام و تتخرج أنت لن ترفض و لن تتدخل في حياتها الخاصة لا أحد له الحق في منعها عن الدراسة
الآن يجب أن نتكلم في أشياء مهمة مثلا منصبك هنا !؟؟ هل أنت سعيد بوجودك هنا !؟؟؟
نظر إليه المدير باستغراب قائلا : أنت تهددني !!؟
ضحك بسخرية قائلا : بالطبع لا العفو منك يا سيدي فقط أحذرك لا أكثر
سيلا زوجتي و لا أغفر لأي شخص يحزنها
المدير : من أنت لتهددني !؟؟
وقف هيثم بشموخ و ضرب يده على الطاولة بعنف شديد قائلا : هيثم الفهد
اذا كان هذا الاسم غريباً عليك أسأل عني
كان هيثم على وشك الخروج استدار بتكبر قائلا : اه و أمل أن تقبل لأنها تستحق ذلك و ليس لأني زوجها و أن تعتذر منها و أخبرها أنك لن تحكم عليها مجددا و أنك متأسف ....
هل هذا مفهوم !؟؟ ضحك بشكل هستيري قائلا : مفهوم مفهوم واضح مفهوم
أنصدم المدير من كلامه و شخصيته و كأنه مهووس بها و ليس زوجها فقط
خرج هيثم و بحث عنها في كل أرجاء الجامعة إذ بها جالسة على الأرض تحت شجرة
جلس بقربها قائلا : لماذا أنتي هنا !؟؟؟
سيلا : أنتظرك لنذهب
نظر إليها بعدم الفهم قائلا : لماذا نذهب!؟؟ اليوم يوجد حصة
سيلا : ألم تسمع المدير !؟
هيثم : لم يكن يعرف الظروف لا تقلقي شرحت له المسألة و هو حزن لأن ظروفك كانت سيئة و بالعكس هو من طلب مني أن أبحث عنك لأنه يريد الاعتذار منك
نظرت إليه بصدمة قائلة : المدير !؟؟ مديرنا يعتذر!؟؟
وقف هيثم و مد يده إليه ليقول : انهضي و اذهبي إلى مكتبه و بعدها ابدئي بتحضير الامتحانات
كي تأتي إلى الشركة و تعملي معي
ابتسمت سيلا بسعادة قائلة : أعمل معك !؟؟
هيثم : في الأول أريد شاهدة فأنا لا اوضف عمال بدون شهادات
نظرت إليه باستغراب و تسائل و لم تتمكن من الرد عليه
لامس يديها بحنان حدق بعينيها بحدة قائلاً : سأذهب الآن و نلتقي غدا لا تقلقي سأرسل سائق خاص ليأخذك إلى المنزل اتفقنا !؟؟؟
أومأت برأسها قائلة : شكراً لك
قبل يديها بدفئ تنهد بضيق قائلا : لا تحزني إذا لاحظتي نظراتهم اليك لا تهتمي لأنهم لا يعرفونك لا يعرفون ما الذي مررت به
اذا ضايقك أحد هنا من الشباب اتصلي بي في أي وقت سأعود من اجلك
تسارعت دقات قلبها و هي ممسكة بيديه متسائلة لماذا يعاملها بشكل جيد !؟؟ لماذا يهتم بمشاعرها
هو ذاهب الآن لينام في منزل حبيبته و لكنه يهتم بأمرها !؟؟؟
ابتعدت عنه و هي ترتجف قائلة : يجب أن أذهب
ركضت مسرعة إلى الداخل بينما بقي هيثم ينظر إليها بسعادة
وضع يده على قلبه ليردف بهدوء : اه يا قلبي متى ستعترف لها بحبك !؟؟
أبتسم و ذهب إلى عمله الذي كان في منطقة بعيدة عن المنزل
بينما دخلت سيلا إلى غرفة المدير الذي كان عابس وجهه
اعتذرت منه سيلا لخروجها بتلك الطريقة و لكنه قاطعها ليقول : بل أنا من يجب الاعتذار منك أعتذر و لكن لم أكن مطلعا على ظروفك لا يهمنا ما حدث لكي
يمكنك أن تكملي سنتك الأخيرة و لا أحد سيمنعك
السكرتيرة ستشرح لك كل شيء و ستدلك على الصف بالتوفيق
ابتسمت سيلا بسعادة و شكرته و ذهبت إلى الصف
بمجرد دخولها بدأ الطلاب في التهامس
هناك من كانوا ينظرون إليها بسخرية
و هناك من كان ينظر إليها كفتاة ساقطة
و الشباب ينظرون إليها و كأنها دمية يمكنهم استغلالها في أي وقت
بينما كانت سيلا قوية لم تحني رأسها رغم أن دمعتها كانت قريبة من النزول و لكنها كانت رافعة رأسها غير خائفة من كلامهم تذكرت كلام هيثم و تقدمت إلى مقعدها .....
بينما وصل هيثم إلى منزل المدير ( عمه ليس عمه الحقيقي فقط ينادي عليه بهذا الإسم احتراما له)
المدير : هيثم ماهذا الجمال !؟؟
عانقه هيثم قائلا : شكراً لك
المدير : شكراً لك !!؟
هيثم : يا عمي
سمير ( المدير ) : كيف حالك !!؟ لم ترد على اتصالاتي...
لماذا قررت إجراء عملية تجميل !؟؟ كنت رافضا لذلك !!؟
هيثم : قصة طويلة و لكن أردت أن أشكرك على دعمك لم تبخل علي بأي شيء منذ ذلك اليوم
سمير : هل سنعيد نفس الكلام دائما !!!! أنت تستحق الاهتمام لم أفعل شيء
في الحقيقة في بعض الأحيان أشعر و كأني خلقت منك رجل بارد لو لم أساعدك و أصبحت يدي اليمنى و أصبحت تعمل في مجال المخدرات و الكازينوهات لتمكنت من الارتباط و بناء حياتك
ضحك هيثم بسخرية قائلا : بل بسببك تمكنت من الزواج من الفتاة التي أحببت
سمير : أجل تزوجت و لكن لم أكن أعلم أنها هي من كنت تحب !؟؟؟ هل هي نفسها تلك الفتاة التي كانت السبب في تشوهك !؟ كيف تمكنت من الارتباط بها ماذا فعلت !؟
هيثم بتوتر : لا ليست هي التي كنت أحب أقصد تزوجت بها و الآن أنا أحبها
سأشرح لك لاحقاً الآن هناك طلبية كبيرة لأوروبا يجب أن يكون كل شيء جاهز
بالإضافة إلى أن هناك كازينو يحدث فيه أشياء سيئة اتفقنا أن لا يكون هناك علاقات داخله و لكن تأكدت أنه يضم بعض الأشخاص الذين يتحرشون بالراقصات
سمير : وسنقوم بتصفيتهم
أخبرني كيف حال والدتك !!! هل أصبحت أحسن !؟؟
هيثم : لا أعلم لا أريد التكلم عنها
سمير : لقد ضحيت بمستقبلك كي تتوقف هي عن الغناء و الرقص
أصبحت تعمل في الكازينو تتاجر بالمخدرات فقط لكي لا تسلك والدتك طريق الظلام و الآن لا تريد التكلم عنها!؟؟ مالذي يحدث !؟؟ ألا يمكنك أن تمضي في حياتك؟؟؟
هيثم : يجب أن نعمل غدا الطلبية
سمير : هل زوجتك تعرف حقيقة عملك !؟ لم اشاهد المقابلة لا أعرفها و لكني متأكد من أنه حدث شيء بينكما أنت كنت راقص للزواج
هيثم : عمي أرجوك لا أريد التكلم عن هذا الموضوع هي لا تعرف من أكون
عندما ترى المقابلة ستعرف سبب زواجي منها غير أني أتيت إلى هنا من أجل العمل ....
سمير : حسنا يا بني ....
بعد أن أكملوا عملهم شعر هيثم أن سيلا بحاجة إليه لاسيما و أنها عادت إلى الجامعة و هي لوحدها
يجب أن يحميها لا أن يبقى بعيدا عنها
قرر العودة قبل حلول المساء ....
..........
مضى الوقت و عندما كانت سيلا على وشك الخروج من الجامعة مسكها أحد الشباب و أقترب منها بقذارة
لامس وجنتيها ليردف : يا جميلة كم سعرك لليلة واحدة !؟؟؟
دمعت سيلا عينيها قائلة : أبتعد عني
الشاب : و لكني أجمل من أحمد هيا يا جميلة لطالما كنت اشتهي قربك مني
جمالك و جمال جسمك حبيبك محظوظ بكي
الشاب 2 : اه اتركني المس جسدها قليلا
كانت تبعدهم و لكنهم كانوا أقوى منها
كاد الشاب أن يضع يده على جسدها اذ به يتوقف
نظرت سيلا اذ به هيثم أمسك به من عنقه و دفعه على الأرض
و مسك الآخر من ياقته نظر إليه ببرودة و غضب : ماذا قلت !؟؟؟ من تريد !؟؟ لم أفهم !؟؟
توتر الشاب و أرتجف جسده قائلا : لم أقل شيء
توسع بؤبؤ عينه و كانت للنار تشع من عينيه ليردف بنبرة حادة : لا أحد يتجرأ على لمسها هل هذا مفهوم !؟؟
لكمه على وجهه اذ به يسقط أرضا بدون حركة
راح إلى الشاب الآخر جلس فوقه و بدأ بضربه على وجهه بقوة
كان يضرب و لا يهتم بالعواقب و كأنه شخص غير قابل للمحاسبة و كأنه لن يتعاقب
كان الحراس وراءه و لكنه كان قادرا على معالجة المشكل بمفرده
بينما سيلا كانت مصدومة من لهفته و من قوته من غضبه من جرأته من رجولته
كانت تبكي بحرقة لتفكيرهم بها لم يصدقوا كلامها بأنه تم الاعتداء عليها بل صدقوا أحمد و أنها خائنة ،
لم تطلب منه التوقف عن ضربهم بل كانت جامدة غير قادرة على إخراج نفس أو كلمة
بينما كان هيثم كالاسد الهائج حين يلمح فريسته
لم يكن يضربهم فقط لأنهم تحرشوا بها بل لأنه هو السبب فيما يحدث لها و السبب في حزنها
مسكه جمال و منعه من الإستمرار و الا لكان الشاب التقط أنفاسه الأخيرة بين يديه
وقف هيثم بصعوبة و عينيه حمراء من كثرة الغضب
كانت يديه مليئة بالدماء و الجروح
نظر إليها إذ بها تبكي
أقترب منها لامس وجنتيها بحنان قائلا : لا تبكي
نظرت إليه بضعف شديد أغمضت عينيها و عانقته بلهفة و قوة
أنصدم هيثم و أغمض عينيه براحة
داعب شعرها الطويل بيديه المليئتان بالدماء قائلا : انتهى .... انتهى
سيلا : خذني إلى المنزل ....