(الفصل الثاني عشر)
بعد مدة من تلك القبلة المليئة بالحب و الشغف
توقف هيثم لوهلة متفحصا وجهها الوردي
لامس وجنتيها بحنان قائلا : أصبحت وجنتيك وردية اللون
أحنت رأسها بخجل قائلة : أعلم
أغمض عينيه واضعاً شفتيه على جبينها و دقات قلبه أبت أن تخف
توترت سيلا لم تكن تعلم أنه لن يلمسها أنه يريدها أن تتعلق به أكثر قبل أن تكون ملك له
ابتعدت عنه و يديها ترتجفان قائلة : إنها أول قبلة لي
ثم دمعت عينيها مضيفة : ليست الأولى لأن....
مسك يدها قائلا : لا تهتمي
سيلا : هو من أخذ ذلك الحق
قرب يديها من شفتيه قائلا : ساجعلك تنسين ذلك اليوم اتفقنا !!!؟
أعتبريني أنا الأول
ابتسمت ورمت نفسها في حضنه قائلة : سأفعل
أضاف بينه و بين نفسه قائلا : لأني أنا هو الأول لا داعي للقلق......
.............
بعد يومين دخل هيثم إلى المطبخ في منتصف الليل إذ بسيلا فاتحة الثلاجة
أقترب منها قائلا : يا فأرتي الجميلة ماذا تفعلين !؟؟؟
انصدمت من وجوده ابتعدت قليلا قائلة : اخفتني
هيثم : هل أنتي جائعة !!!
أومأت برأسها قائلة : أجل كثيرا
لامس شفائها بحنان قائلا : ماذا تريدين !؟؟
سيلا : مممممم أريد معكرونة تكون فيها فلفل
أشتهي أن آكل الأكل الحار
مسكها من يدها و وسحب الكرسي قائلا : اجلسي وانا ساجهز لك كل ما تريدين
رفعت حاجبيها باستغراب قائلة : واو تجيد الطبخ !؟؟
حدق بعينيها بدفى قائلاً : من اجلك أصبح طيار
ابتسمت بلطف و أحنت رأسها
بينما هيثم أخذ قدر و بدأ بتجهيز الأكل بينما بقيت سيلا تحدق فيه بسعادة
بعد أن جهز الطعام
جلس بقربها و بدأ في إطعامها
كانت سيلا جد سعيدة من كلامه ونظراته و اسلوب معاملته معها
فجأة لامس شفتيها قائلا : هناك صوص على شفايفك
كادت أن تمسحه و لكنه أقترب منها مسرعاً ملتهما شفتيها
ضغطت على كتفيه قائلة : هيثم !!؟!
جذبها إليه قائلا : كم أرغب في أن تكوني ملك لي !؟؟
تسارعت دقات قلبها وضعت يدها على قلبه ثم أردفت بنبرة ترتجف قائلة : أنا حامل يا هيثم لايمكننا فعل شيء لاسيما ليس إبنك
أعدك بعد الولادة سأحاول !؟؟ لا تكرهني أرجوك
وضع يده على شفائها ثم أردف بغضب : لا تعيدي هذا الكلام مجددا مفهوم ؟؟؟؟
أنتي أول حب في حياتي كيف لي أن آمل أو أكرهك ؟؟؟؟
سانتظرك مادمت على قيد الحياة سانتظرك ...
دفنت رأسها في عنقه قائلة : إنك ملاك ملاكي الحارس ...
..............
بعد أشهر قليلة .....
كان الوضع جيد بينهما
كانت سيلا مرتاحة نفسيا برفقته أصبحت تأتي يومين في الأسبوع إلى الشركة لتعتاد على الوضع غير أن الحمل كان يتعبها
لم ترغب في معرفة جنس الجنين لم تهتم لذلك الموضوع حتى
بعكس هيثم الذي كان متحمس جدآ فبعد شهرين سيأتي إبنه ؟؟؟
سيصبح أب هذا غير معقول !؟ قرر أن يجهز غرفة له و لكنه أراد معرفة جنسه الأول !؟؟؟
في يوم من الأيام في شركة الفهد كان هيثم يعمل على المشروع الذي يجمعه مع أحمد ....
من جهة أخرى فاروق قرر الذهاب الى شركة هيثم و لقائه و للتكلم حول موضوع سيلا
بينما كان هيثم مشغولا في عمله إذ بالسكرتيرة تخبره أن فاروق العامري يرغب في رؤيته
رفض هيثم و أخبرها أنه مشغول
عادت مرة أخرى و أخبرته أنه مصر و أنه والد زوجته
رد عليها بأنه يعلم من يكون و مهما كان الشخص الموجود فلن يستقبله باستثناء زوجته
كان فاروق مصرا للقائه
قرر الدخول بالرغم عنهم
دخل و السكرتيرة حاولت منعه و لكنه كان قد دخل إلى المكتب
نظر هيثم إليه بغضب قائلا : حسنا يمكنك الانصراف
فاروق : لماذا رفضت رؤيتي !؟؟؟
هيثم : لم أرفض بل مشغول و لا تملك موعد أليس كذلك!؟؟؟
فاروق : موعد !؟؟؟ غريب أنا والد زوجتك
هيثم : اختصر الموضوع
فاروق : أتساءل عن موضوع مهم وهو لماذا سيلا لا تملك خبر أنك كنت تعرفها قبل سنوات طويلة بل و أنك انقذتها من الحريق !؟؟؟
هز هيثم كتفيه قائلا : ببساطة لا أرى أنها يجب أن تعلم
فاروق : هناك شيء أنت تخفيه عنا
هيثم : ممكن !؟؟؟
فاروق : لماذا تحبها ؛؟؟؟ لماذا الآن أنت تحميها !؟؟؟
هيثم : سؤالك الأول هو جواب على سؤالك الثاني أي أنا أحبها لهذا احميها
و لا أعتقد أنك تملك الحق في معرفة السبب
أنا لم أخبرها بالحقيقة لأني أريدها أن تحبني الآن و لا أن تشفق علي أو أن تندم لعدم حبها لي
الماضي نسيته و اتمنى أن تنساه لأنني لا أنوي اخبارها بالحقيقة
و اه موضوع آخر هو أنني ساعدتك في الحصول على ذلك المنزل الذي أنت فيه الآن
تكلمت مع صاحب المنزل و جعلته يخفض لك سعر الايجار
فعلت هذا من أجل زوجتي
في حين يجب أن تمنع ابنك من أذيتها الآن تحاسب الرجل الذي يعشقها !؟؟؟
نظر فاروق إليه بحيرة ثم قال : أنا خائف من موضوع إخفاءك عنها الحقيقة الشك يأكلني
ضغط هيثم على يده قائلا : إنها مشكلتك يا عمي
فاروق : لم يتبقى الكثير على وقت الولادة أريدها أن تبقى معنا هل يمكن ؟؟؟
هز رأسه بالرفض قائلا : لا لن تبتعد عني سيلا ستبقى معي و لن تنام ليلة واحدة بعيدة عني
فاروق : و هل يمكنني البقاء معها ؟؟؟
هز كتفيه قائلا : أجل يمكنك مع زوجتك أيضا
شكره و خرج من المكتب بينما الشك لا يزال في داخله ماذا لو كان الشيء الذي يفكر فيه صحيح ؟؟! ماذا لو كان هو من اعتدى عليها !؟؟؟
وضع يده على رأسه ليقول : لالالا لا يجب أن يكون هو
سيلا سعيدة و لأول مرة تنسى الذي وقع لها
لا يجب أن تكون أنت يا هيثم الفهد ...
في المساء عاد هيثم إلى القصر إذ بسيلا في المطبخ
أقترب منها هامسا في أذنيها بنبرة مغرية : عشقي!؟؟
أغمضت عينيها بسعادة قائلة : أتيت !؟؟
أردف بمرح : لا أنا على الطريق
ضحكت بسخرية قائلة : إذا أحضر معك كيلوغرام من الجبن
ضحك بأعلى صوته قائلا : كيلوغرام !؟؟ ماذا ستفعلين به !؟؟؟
سيلا : أشتهي
لامس وجنتيها براحة يده اليسرى بينما يده اليمنى كان يداعب عنقها قائلا : سأحضر لكي كل شيء ترغبين به
ابتسمت بلطف قائلة : شكرا لك
أقترب منها أكثر و لامس شفتيها قائلا : أريد قبلة
هزت راسها بالرفض
بينما كان يقترب منها شيئا فشيئا كانت هي بدورها تبتعد عنه بخطوات بسيطة
أبتسم قائلا : أحضرت لك شيء آخر أنتي تحبينه بل أفضل من الجبن
حدقت ببلاهة قائلة : ماذا !؟؟!
فجأة دخل والدها برفقة والدتها
انصدمت سيلا من وجودهما و همت مسرعة إليهما
عانقتهما بقوة قائلة : أبي !؟؟
ضحكت سعاد قائلة : و أمي نسيتها ؟؟؟
ضحكت سيلا و رمت نفسها في حضنها قائلة : اشتقت لكي يا أمي.....
بعد مدة من أزالت الشوق أخبرها والدها أنه أراد من والدتها الاهتمام بها خاصة في الأشهر الأخيرة من الحمل
بينما كان هيثم قلق من هذه الزيارة المفاجأة !؟؟
ماذا يريد منهم !؟؟
هل يريد أن يتأكد أنه بالفعل هو من اعتدا على أبنته أو أنه فقط اشتاق لها !!؟؟
بينما كانوا على مائدة الطعام يتناولون العشاء سمعوا صراخ من أمام الباب
أسرع هيثم لمعرفة القادم إذ به بلال
نظر إلى فاروق بغضب قائلا : إبنك لا يريد أن يبقى عاقلاً !!!
سأجعله يدفع الثمن
مسكته سيلا من يده قائلة : أرجوك لا تفعل
هيثم : سأجعله يذهب ليس أكثر
نزل إلى الأسفل بينما بقي فاروق و سيلا يطلان عليه من النافذة
كان هيثم يتشاجر مع بلال
هيثم: اسمعني أنا لست صديقك و لا شقيقك لتأتي إلى هنا في الوقت الذي تريده هل هذا مفهوم !؟؟
بلال : أبي هنا و أنا أريده أن يخرج من هذا المنزل
نظر إليه باستغراب قائلا : لماذا تكره سيلا !؟؟ لا أعتقد أنه بسبب الذي وقع لها
لا بل هناك سبب آخر
هيا أخبرني و كأنك تريد قتلها لأتفه الأسباب !؟
أشاح بنظراته عنه قائلا : أنت لا تعلم شيء لهذا لا تتدخل
هيثم : والدك يريد البقاء هنا مع سيلا لقد اشتاق إليها
و أنت ستخرج من هذا الباب و لا تعود مرة أخرى
لا تدعني أرى وجهك مرة أخرى
إذا كان ولا بد أن نلتقي اتصل بي و خذ موعد
اه لا لا تتصل بي بل بجمال
و سأعمل على وضع موعد لك اتفقنا !؟؟؟
بلال : سنرى ماذا سيحدث لاحقاً
نظر هيثم إليه بغرور قائلا : سنرى هيا أنصرف
بينما ذهب بلال اتصل هيثم بأمل
ردت عليه بصوت منخفض قائلة : ماذا تريد !؟؟
هيثم : أريدك
آمل : أرجوك لا يمكنني
هيثم : سنلتقي في بيت الجبل هل هذا مفهوم !؟؟
أقفل الخط و دخل إلى الداخل
و أخبرهم أنه أراد رؤية فاروق و لكنه منعه من الدخول
حضنته سيلا بسعادة قائلة : شكراً بك لانك لم تفعل له شيء
سعاد : شكراً على هذه المائدة
هيثم : ابنتك هي من قامت بتحضير كل شيء
مسك يدها و قبلها قائلا : إنها تجيد فعل كل شيء
سعاد : أجل إنها كذلك
أبتسم فاروق قائلا : يجب أن ننام و نترككم لوحدكم أليس كذلك يا سعاد
سعاد : أجل
سيلا : لم أجهز لهم أي غرفة
هيثم همس بالقرب من أذنيها : دعيهم في غرفتك و منه لا يعلمون بطبيعة علاقتنا
توترت و لكنها لم ترغب في أحزان والديها
دلتهم على غرفتها و أخذت بعض من اغراضها خلسة عنهما
بينما ذهب هيثم إلى غرفته و غير ملابسه قبل مجيئها
بعدها بمدة دخلت إلى الغرفة
لمحته جالس على الأريكة
اقتربت منه قائلة : شكراً لك
أردف بغضب : كل دقيقة شكرا شكراً لقد تعبت دعينا لا نشكر بعضنا البعض نحن حبيبين أليس كذلك !؟؟
أومأت برأسها بخجل قائلة : أجل
تقدم نحوها و رفع رأسها بيديه الإثنين قائلا : أعشق خجلك هذا
أشاحت بعينيها عنه قائلة : سأغير ملابسي واعود ...
ضحك بخبث قائلا : سننام على نفس السرير لا داعي للهروب
تسارعت دقات قلبها و أسرعت إلى الحمام
غيرت ملابسها و بقين هناك لمدة طويلة لعلها تجده نائما
خرجت و هي تمشي بخجل اذ به مستلقي على السرير
ضحكت بلطف في اعتقادها أنه نائم استلقت على السرير و أدارت ظهرها إلى الجهة الأخرى
بينما أغمضت عينيها اذ به يلامس بطنها وهو حاضنها من الخلف
شهقت للمساته قائلة : توقف يا هيثم أخبرتك أنه لن يحدث شيء بيننا و أنا حاملة بهذا الجنين
دفن رأسه في عنقها قائلا : و أنا لن أفعل لا تقلقي
و لكن أريد أن أعرف شيء واحد فقط
همست بمرح قائلة : ماذا !؟؟؟
ابتلع ريقه بصعوبة ثم قال : لو كان هذا الطفل مني أنا هل كنتي ستتقبلينه !؟؟؟؟