(الفصل السابع عشر)
جاء جمال راكضا يخبرهم أن نور مفقود
هنا كانت الصدمة !؟؟؟
هيثم لم يكن يعلم اذا كان الكلام الذي سمعه في هذه اللحظة هو حقيقة أو أوهام !؟؟؟؟
أردف بنبرة ساخرة : ماذا من هو المفقود !!؟؟
احنى جمال رأسه بينما أقترب هيثم منه مسكه من ياقته بقوة قائلا : أين إبني !!؟؟ أين هو ؟؟!
جمال : لا نعلم أرسلت كل الرجال لقد اخذه المهرجين غير موجودين هناك من خطفه غير واضح و لكني اشك بهم كنت أتكلم عبر الهاتف لدقيقة وفجأة لم أعثر عليه آسف أعدك سأعثر عليه و سأقتلهم جميعاً ....
صرخ هيثم بأعلى صوته اااااااااااااا من يتجرأ على أخذ إبني؟؟؟!!! لا يعقل !؟؟؟
خرج مسرعا من الغرفة كالمجنون باحثاً عنه في كل أرجاء المنزل
كان يبحث عنه و دموعه أبت أن تخف
لم يتمكن من تصديق فكرة فقدان إبنه
كان يعلم أنه سيحدث شيء كهذا لهذا كان لا يفارقه ولا لحظة
كان ينام في حضنه خوفا من أخذه منه
الآن ذهب بسبب من !!! بسبب دلال سيلا و مشاكلها الغير منتهية
بينما كان هيثم يتصل برجاله بحثا عنه
كانت سيلا جالسة على الأرض كانت الدموع تنهمر من عينيها
لامست دموعها لتردف بهدوء : لماذا تبكين !؟؟ كنتي تتمنين التخلص منه أليس كذلك!؟؟؟
الآن قد ذهب لم يعد موجود يجب أن تكوني سعيدة حياتك ستتحسن أليس كذلك!!!!!!.
فجأة دخل هيثم إلى غرفتها كالثور الهائج
مسكها من ذراعها و قدمها نحوه
أردف بغضب : اللعنة عليكِ يا سيلا هل أنتي سعيدة الآن !!؟!؛
هل أنتي سعيدة ابننا ذهب بل إبني أنا ذهب
كل شيء حدث بسببكِ أنتي
كنتي تتمنين موته
لقد مرض و لا يزال مريضا و الآن خطف كل هذا بسببكِ أنتي
كنتي تلعنين اليوم الذي ولد فيه
ها قد ذهب في نفس اليوم هل أنتي سعيدة الآن
من الواضح لن أراه مجددا بفضلك
لم تجدي اليوم الذي تتذكرين ماضيك!؟؟!
بمجرد تركي له أخذوه
هل يعقل أن أسامحك على هذا !
ابعدته بقوة بيدها اليمنى و أشارت إليه بإصبعها قائلة : توقف عندك إنه إبني أنا أيضا
تعتقد أني سعيدة !؟؟؟ هل تعلم كنت أذهب إليه يوميا عندما تتركه لوحده كنت أرغب في معرفته و لكن لم أتمكن
أنت لا تفهم هذا الشعور
شعور أن إبنك هو نتيجة إعتداء
أن إبنك ولد في يوم وفاة والدك
لايمكنك أن تعرف ذلك الشعور بين الحب و الخوف و الكره و الاشمئزاز
أنا لم أكره إبني بل كنت أكره كل شيء في نفسي
أنا اكره نفسي
لأني أم سيئة
كل أم في العالم تملك فطرة الأمومة أليس كذلك!؟
و لكن أنا لم أشعر بها لا لم أشعر و كأنه ليس إبني
لا أعلم اذا كان بسبب الأدوية و لكني حاولت
حاولت حبه حاولت حمله
الأن قلبي يحترق عليه
لا أعلم ما اذا كانت فطرة الأمومة الخاصة بي قد استيقظت من داخلي
أو أن فكرة فقدانك لابنك يحزني لا أعلم و لكني حزينة لا تحاسبني
أنا هنا من أجلك أخبرتك من قبل بأني هنا من أجلك
قبل أن نحب بعضنا البعض أخبرتك أنني سأذهب من هنا سأذهب و اترك إبنك الذي أنت من طلبه مني
أنت السبب يا هيثم
لو لم أنجبه لما سرق لما كان مريضا
كم مضى عن ليلة اغتصابي!؟؟ تقريبا سنتين يا هيثم
لم تعثر عن الفاعل رغم أنك وعدتني بأنك ستنتقم
من أحمد و من من اغتصبني و لكنك لم تهتم سوى بالطفل
أعلم أنك أحببته أعلم أنك تضله علي تعتبره إبن لك و لكنك لم تعد تهتم بي أبدا
و كأنك أخذت الشيء الذي كنت تسعى إليه
أخذت حبي و إبني
و رميتني جانبا
حتى أصبحت أنا اتقرب منك أردتك كزوج
نسيت كل ما حدث لي و أردتك أنت
هل تعلم كم أنه صعب على فتاة تعرضت للاعتداء أن تمنح جسدها لرجل آخر!؟؟ و لكني فعلت يا هيثم فعلت لأني أردت أن أكون زوجتك
أن لا تتخلى عني
لم يعد هناك أحد في حياتي
أبي مات و أخي يريد قتلي عمي أيضا
أمي تهتم بنور
لا عمل لا دراسة لا شيء
وحيدة في هذه الغرفة
وحيدة في قصر كبير
تمنيتك أنت فقط و لكنك تمنيت طفل لا أكثر
اعتقدت أنني عثرت على رجل احلامي و لكنك لم تهتم بفتاة أحلامك
لم تحقق لي احلامي
لم تهتم بمستقبلي
بقائي هنا جاهلة من اعتدى علي هل تسمى حياة؛!؟؟؟
تكلم لماذا أنت ساكت !؟؟
أين هو مغتصبي ؟؟؟ كنت متأكد من أنك ستعثر عليه الآن أين هو !؟؟
صرخ هيثم بأعلى صوته قائلا : اعتبريه أنا يا سيلا اعتبريني أنا من أخذ مستقبلك هل سترتاحين !!!!
انصدمت لكلامه اذرفت دموع من عينيها قائلة : لهذه الدرجة تريد مني الذهاب !!!!
مسكها من ذراعها بقوة قائلا : لن تبتعدي عني في حياتك
نظرت إليه بجمود قائلة : إذا كنت ساعتبرك أنت من دمرني لا تتوقع مني البقاء هنا أليس كذلك!؟؟!
أردف بعدم المبالاة و عدم معرفته بأن الكلام الذي سيخرج من فمه سيندم عليه لاحقا : افعلي ما يحلو لكِ لن أهتم لتصرفاتك الآن لدي مهمة و هي العثور على إبني هل هذا واضح !؟؟
مسحت دموعها الدافئة براحة يدها ثم قالت : أتمنى أن تعثر عليه
لم تكمل كلامها حتى أدلف إلى الخارج
صعد إلى سيارته و انطلق
سقطت على الأرض باكية على ضياع أبنها و زوجها في نفس الوقت
إنه تاريخ أسود
وفاة والدها و الأن فقدانها لابنها و زوجها
لم تعد تتمكن من البقاء في هذا المنزل
لا أحد يهتم بها
لا أحد بالمرة
أخذت حقيبة صغيرة و وضعت فيها بعض من ملابسها و أدويتها
دخلت سعاد إلى الغرفة تبكي على ضياع نور انصدمت من رؤيتها لسيلا و هي ترتب ملابسها
أردفت بصدمة : أنتي راحلة !؟؟ كيف يعقل أن تكوني غير مهتمة لضياع إبنك !؟؟
كيف يعقل !؟؟
صرخت على وجه والدتها قائلة : أصبحتي جدة لحفيدك و أم لزوج ابنتك و لكنك نسيتي ماذا يعني أن تكوني أم لابنتك
لقد تخليتم عني جميعكم أعلم أنني مخطئة و لكني أحببته أحببت نور و لو قليلا
حاولت حاولت كثيرا حاولت بقوة بكل ما أملك من قوة
لعلني تأثرت بهذا اليوم و لكنه أبي وتذكرته
هل كفرت ؟؟؟!!
كنت أذهب في الليل لرؤية نور
كنت اقبله أشم رائحته
كنت ألعب معه اضحك معه
أجل لم أرضعه لأني لا أملك الحليب
بسبب الأدوية لم أتمكن من ارضاعه و لكني أحببته بدأت بالتعود عليه
على صوته في القصر على ضحكته مع هيثم
على قول كلمة بابا له
تعودت عليها و لست سعيدة لضياعه بل حزينة
الآن لا يمكنني البقاء في منزل الجميع ينظرون إلي على أني المخطئة
أنتي و هيثم و الجميع
لا يمكنني البقاء سأفعل ما هو جيد لنفسي
لن أفكر في أحد من بعد اليوم
مات أبي بسببي هل تريدين مني المضي في حياتي و كأنه لم يمت !؟؟
بلال لم يحضر جنازة والده بسببي هل هذا يجعلني سعيدة!؟؟ رغم كل أفعال بلال إلى أنه أخي
و أحبه أعلم أن عمي من يسيطر عليه
بقيت جامدة مكانها ثم تذكرت عمها
أردفت بصدمة : لالا لا يعقل ....
سعاد : ماذا !؟؟
مسحت سيلا دموعها و أخذت الحقيبة ثم قالت : إذا عاد هيثم و سأل عني .... أضافت بسخرية : اذا تذكر وجودي هنا أخبريه أنها ذهبت للبحث عن من اغتصبها أنها ستبني حياتها بنفسها أنها لا تحتاج لرجل لفعل هذا مفهوم !!!؟
خرجت من القصر مسرعة بينما حاولت سعاد الاتصال بهيثم و لكنه لم يرد عليها....
.........
كانت سيلا تريد العثور على نور و تذكرت بلال و عمها ماذا لو كان هو من خطفه !!؟؟
اتصلت برغد و أخبرتها أنها على وشك الوصول إلى المنزل و أنها تريد منها فتح الباب ...
بمجرد وصولها فتحت رغد لها الباب و اختبأت في غرفتها
حكت لها سيلا الذي حدث و أنها تشك في والدها
انصدمت رغد و لكنها تعلم جيدا أن والدها لا يحب سيلا و يسعى للانتقام
رغد : في الحقيقة اليوم كان هناك رجلين هنا تكلما مع أبي و بلال و بعدها خرجوا مسرعين
سيلا : يجب أن نعرف لقد أخذوا نور
رغد : سأتكلم مع بلال إنه في المنزل و أنتي ادخلي إلى غرفة المكتب هناك كل شيء يخصهم
عانقتها سيلا و وافقت
بينما دخلت سيلا إلى غرفة المكتب
كان بلال على وشك الدخول
مسكته رغد من يده و دخلت إلى غرفتها
أنصدم من فعلتها قائلا : ماذا تفعلين يا غبية ؛؛!
أردفت بتوتر : أريد التكلم معك في موضوع مهم
أردف بعدم المبالاة : لا يهمني لن تكملي دراستك و بن تخرجي من هذا المنزل
ابتسمت بسعادة قائلة : هل تغار علي!؟؟؟
رفع حاجبيه بسخرية قائلا : ماذا !؟؟ مالذي تقولينه ؟؟؟؟
لامست وجهه قائلة : أعلم أنك خائف من أبي
توتر للمساتها قائلا : ماذا !؟؟ و فجأة سمع صوت في غرفة المكتب
أدار وجهه و لكن رغد مسكته مرة أخرى قربته من جسمها
أكثر قائلة : أحبك يا بلال أحبك
أنصدم وبقي جامد مكانه لا يتحرك
من جهة أخرى كانت سيلا قد عثرت على هاتف بلال في المكتب وجدت أرقام و رسائل
قامت بتصويرها من هاتفها و عثرت على ملف فيه معلومات عن هيثم
فجأة وجدت إسم غريب و لكن مهنته كانت غير غريبة بالنسبة لها
كان وزير سابق !؟؟؟
تذكرت أن والدة هيثم أخبرتها أن والده كان وزيرا سابقآ
ما علاقة بلال بوالد هيثم !؟؟؟
هل يعقل أن أبنها أخذه جده !؟؟؟
إنه شيء غير معقول !!!؟ أخذت العنوان وخرجت من غرفة المكتب وأشارت لرغد أنها خارجة ....
بمجرد خروجها اصطدمت بوالدة رغد
انصدمت وخافت من أخبارها لبلال بوجودها و لكن الأخرى بدورها أشاحت بعينيها و كأنها تخبرها أنها تعلم بكل شيء و لن تخبر أحد بمجيئها ...
ابتسمت سيلا و خرجت من المنزل
بينما كان بلال مصدوم من كلامها شعر و كأنه يريد تقبيلها
كانت قريبة منه و دقات قلبها مسموعة
مسكها من ذراعها موشك على تقبيلها إلا أنها ابتعدت عنه قائلة : هل صدقت !؟؟؟ هل أنت مجنون!؟ أن أحبك أنت !؟؟ كنت امزح معك
غضب بلال و دفعها على الحائط و قبلها بعنف
دخلت والدتها إلى الغرفة بينما كانت رغد تجاوبت معه لطالما كانت مغرمة به و لكنه لم يهتم بها كامرأة الآن هو يقبلها كم أنه جميل و لكنها بمجرد رؤيتها لوالدتها أبعدته و صفعته بقوة قائلة : إنك أخي بمثابة أخي يا حيوان مالذي تفعله ؟؟؟؟؟
صرخت والدتها على بلال بينما حاول شرح المسألة لم تهتم له
قررت إخبار زوجها بالأمر
فرحت رغد لأنها تعلم أن والدها سيقوم بتزويجها منه
بينما كان بلال يشرح المسألة ورده إتصال
خرج مسرعاً من الغرفة و دخل إلى غرفة المكتب لأخذ الهاتف
أسرعت رغد لسماع محادثاته
بلال : أجل وصل إلى منزل الوزير!؟؟ جيد الآن سنرى هيثم مالذي هو قادر على فعله .... شكراً يا أحمد على مساعدتك لنا ....
ارسلت رغد رسالة لسيلا و أخبرتها بالذي سمعته
بينما اتجهت سيلا إلى فندق و بقيت هناك لتفكر في الذي يجب عليها فعله ؟ كيف ستتمكن من الدخول إلى منزل الوزير !؟؟؟؟
...........
من جهة أخرى كان هيثم كالمجنون
ذهب إلى مركز الشرطة و فتح تحقيق حول خطف إبنه و لكنه كان يعلم أن الشرطة لن تفعل شيء
لم يفكر في أشخاص غربيين
بلال سفيان أحمد هم من يمكنهم فعل هذا
من يريدون حرق دمه و تدمير حياته ....
في البداية اتجه إلى منزل أحمد
صرخ هيثم بأعلى صوته قائلا : أحمد أنزل إلى هنا
بعد مدة نزل أحمد و أمل
نظر هيثم إليه بغضب قائلا : أين إبني!؟؟
أحمد : إبنك !؟؟ أو إبن من اعتدا على سيلا !؟؟؟
جذبه إليه و وضعه على الأرض راح يضرب كل جزء من جسمه بقوة
مرددا : أين إبني تكلم ....
أحمد أردف بصعوبة : لا أعلم ليس هنا
طلب هيثم من رجاله تفتيش المنزل
بعد مدة خرجوا و اخبروه أنه غير موجود
لم يتوقف هيثم على ضربه إلى أن طلبت امل منه التوقف
تنهد هيثم و همس لها : ستتصلين بي و. تخبريني بكل ما حدث و الا.....
أومأت برأسها قائلة : أخرج من هنا ثم نظرت إليه بمعنى ستفعل.....
من جهة أخرى عاد هيثم إلى القصر استلقى في غرفة نور
بحث عن لعبته المفضلة و لكنه لم يعثر عليها أخذ دبدوبه و عانقه
نظر إلى سريره بجمود
كانت الدموع تنهمر من عينيه كان ضعيف اذا جاء أحد و دخل إليه يستغرب من ضعفه هيثم الفهد أصبح مكسور
لأول مرة يشعر بفراغ
إنه يتألم مخنوق وحيد يائس..
دخلت سعاد إلى غرفته اذ به ينظر إلى سرير نور بشرود
تساءلت ماذا لو أخبرته بذهاب سيلا !؟؟ ماذا سيحدث !؟؟ و لكنه يجب أن يعرف لا ليس الآن إنه غاضب و لا يعي مالذي هو قادر على فعله قررت الإنتظار قليلاً ....
بينما بقي هيثم يتذكر ذكرياته مع نور فجأة تذكر كلام سيلا
أغمض عينيه بألم كل كلامها كان يجول في عقله
إنها محقة لم يعد يهتم بها أبدا
إنها المظلومة و لكنه جعلها الظالمة !
يجب أن يعتذر منها معها كان فهو سبب كل شيء هي تعاني منه الآن.....
قرر أن يذهب إلى غرفتها و طلب المغفرة منها...
بمجرد دخوله وجد أغلب ملابسها على الأرض و الخزانة مفتوحة
الحقائب موضوعة على الأرض
صرخ هيثم بأعلى صوته : أمي سعـــــــــــــاد .....
جاءت مسرعة ...
أردف بغضب : أين سيلا !؟؟ أين زوجتي ؛!!
ارتجفت بخوف أردفت : ذهبت شعرت نفسها وحيدة و كانت تعلم أنك ستحاسبها على ضياع نور
ذهبت و قررت بناء حياتها بمفردها
ذهبت و تركتنا جميعا متأملة أن نعثر على نور
حياتها ستكون بعيدة عن حياتنا إنه قرارها يا هيثم
سقط على الأرض بذهول
نظر إلى الغرفة وضع يده على عنقه قائلا : أنا أختنق يا أمي سعاد أنا أختنق ذهب إبني و الآن زوجتي !!!؟
لماذا هذا العذاب !؟؟ لماذا أنا ؟؟؟؟ .......