(الفصل الثامن عشر)
نظر إلى الغرفة وضع يده على عنقه قائلا : أنا أختنق يا أمي سعاد أنا أختنق ذهب إبني و الآن زوجتي !!!؟
لماذا هذا العذاب !؟؟ لماذا أنا ؟؟؟؟ .......
هل مكتوب على التعاسة ؟؟؟
سيلا تعتقد أني لا أحبها!؟؟ اهتمامي بابنها أصبح عدم إهتمام !!؟؟
أن أمنح حب و إهتمام لابني يجعلني أفقد زوجتي!؟؟؟
المضحك هو أني فقدت كليهما معاً
اقتربت سعاد منه لامست وجهه قائلة : سيلا لم تتركك لأنك تحب نور بل كانت بحاجة لحنانك أكثر
اعترف لقد أهملناها
تعلقنا بنور و أهملنا سيلا
رغم أنها كانت بحاجة إلينا و خاصة إليك أنت
دمع عينه قائلا : و أنا كنت بحاجة إليها إلى زوجة
أعترف أنني سبب من أسباب تعاستها و لكن نور!!؟ لا ذنب له
إنه طفل رضيع لا ذنب له مظلوم
كانت لتكون أسعد لو تقربت منه لو كانت أقرب منه
سعاد : كانت كذاك كانت تمضي الوقت معه رغم كل شيء لقد حاولت كانت على وشك تقبله تقبل وجوده أنا أعرفها أعرف أبنتي جيداً إنها مدللة و لكنها حنونة
كادت أن تنسى تلك الحادثة و لكن نور كان يذكرها دائما
وقف هيثم بغضب قائلا : سأعثر عليها و على ابني
لن أدعمهما يدفعان ثمن أخطائي
خرج من المنزل و ذهب في رحلة البحث عن زوجته و إبنه....
.. ....
بعد مرور أسبوعين
كان هيثم كالمجنون لا يأكل لا يشرب لا يعمل لا يخرج لا يتكلم مع أحد
خاصم الحياة خاصم الحياة....
كان يشك أن بلال و سفيان من خطفوا ابنه رغم ذهابه إلى منزلهم لم يعثر على دليل رغم هذا ترك رجاله يتحرون على أعمالهم....
بينما كانت سيلا لا تزال في الفندق لم يتمكن هيثم من العثور عليها لأنها لم تعطي بيناتها الحقيقية للفندق
أخبرتهم أنها عارضة أزياء و أنها فقدت بطاقتها الشخصية
كانت سيلا تبحث عن عمل في شركة الوزير السابق
قدمت طلب بالالتحاق
لم تغير إسمها ولا شخصيتها فهي تعلم أنهم سيعرفونها
من الأفضل أن لا تكذب و أن لا تخفي حقيقتها ليتأكدوا من صدق نواياها
و لكنها فضلت تغير ستايلها لتجعل ابنه الأكبر يقع في غرامها
قامت بقص شعرها وصبغه باللون البنفسجي الغامق
غيرت من طريقة لبسها و وضعها للمكياج أصبحت تضع مكياج غامق ليوضح حدة ملامحه
اتجهت إلى شركة الوزير
دخلت إلى مكتب الاستقبال انتظرت لبعض الوقت ثم حولت إلى مكتب المدير
دخلت إلى مكتبه
طلب منها الجلوس على الكرسي
جلست وضعت قدم على قدم ثم أردفت ببراءة : حضرتك ستجري معي المقابلة !!!؟
مراد ( صاحب الشركة ) : أجل لماذا أنتي مصدومة ؛!!
سيلا : لست مصدومة بل مندهشة على العموم رأيت إعلان عن توظيف سكرتيرة و أنا مهتمة بذلك
ستقول فتاة متخرجة من الجامعة ستعمل سكرتيرة كيف يعقل؟؟؟
سأقول لم أتمكن من العثور على عمل بسبب زوجي السابق
لقد تركته و هو الآن يبحث عني غيرت المدينة لعلني أبني حياة جديدة من دونه بعيدة عن الجحيم
مراد : بالفعل !؟؟
أومأت برأسها قائلة : أجل أريد العمل هنا و المضي في حياتي
هل يمكنني فعل هذا !!!!
مراد : أجل أنا موافق يمكنك البدء في العمل اليوم
صافحته سيلا و ضحكت
دخلت إلى الحمام
نظرت إلى المرآة قائلة : الآن سأتقرب منكم جميعا و بعدها سآخذ إبني و أذهب من هنا سأسعدك يا هيثم
سأعيد لك إبنك أعدك بهذا ......
لقد أخطأت بحقه أخطأت بتجاهلي لابني
أصبحت أختنق من دونه و لكني اقتربت كثيراً
سآتي يا صغيري سآتي إليك......
بينما اتصل مراد بوالده ...
مراد : أجل سيلا البارودي إنها هنا لا لا أعتقد أنها تعرف شيء
بل هي هاربة من هيثم
غيرت نفسها و تريد الابتعاد عنه
كلام أحمد صحيح علاقتهما متوترة
أبي أريدها أن تبقى قريبة مني لعلها أتت للانتقام !؟؟ حسنا سأحرص على بقائها بقربي.....
مضت الأيام و سيلا لم تبدي أي ردة فعل لم تبين كم أنها
مشتاقة لابنها و لزوجها بل كانت مركزة على هدف واحد وهو الإيقاع بمراد
كانت قد بحثت عنهم و علمت أن زوجته توفيت و هي تنجب إبنه
بل الاثنين توفيا مع بعض في نفس اليوم
لهذا قاموا بأخذ إبن هيثم كي يقوم بتربيته
قررت اغوائه و التقرب منه أكثر
في يوم من الايام
كان مراد في مكتبه يعمل
دخلت إلى مكتبه و هي ترتدي تنورة قصيرة مثلت أنها أوقعت الاوراق من يدها
انحنت لأخذها كانت مثيرة جدآ لدرجة لم يتمكن من رؤية شيء آخر سوى جسدها و ملابسها الضيقة
ابتلع ريقه بصعوبة مقتربا منها جلس على قدميه ماسكا يديها قائلا : سيلا
رفعت رأسها لتنظر إليه بحدة قائلة : عفوا !؟؟ لا تمسك يدي
تأسف منها و كانت على وشك الخروج و لكنه مسكها قائلا : اعتذر أعلم الذي حدث لك سابقا
لن أتحرش بك و لكنك جميلة و أنا معجب بك
ابتسمت بخبث قائلة : ولكني غير مهتمة
مراد : على الأقل امنحيني فرصة
سيلا بعد تفكير عميق أردفت : حسنا ...
فرح مراد بذلك كان يكره هيثم كرها شديدا لماذا يا ترى!؟؟؟؟
بعد أيام وصل خبر إلى هيثم أن سيلا تعمل في شركة الشرقاوي
جهز نفسه و ذهب إلى تلك المدينة
بينما كان مراد قد وقع في حب سيلا
بدأت هي بدورها كسب ثقته
قررت أن تخبره بكل شيء
صارحته أنها كانت مغرمة بهيثم و لكن الطفل وتر علاقتهما...
سيلا : في الحقيقة لا اعرف شكل إبني أبدا لم أراه في حياتي
كان يذكرني بتلك الليلة
قررت عدم النظر إلى وجهه برغم وجودي في نفس المنزل لمدة سنة إلا أنني لم أرى وجهه
كنت وحيدة في قصر كبير
مراد : هل تشعرين بأنك مشتاقة لابنك !؟؟
أومأت برأسها قائلة : لا أبدا أنظر أنا أحب الأطفال كثيرا و لكن ذلك الطفل لا أريده
في الحقيقة سعيدة أنه ذهب من حياتي
مراد : و لكنه إبنك
سيلا : إنه نتيجة إعتداء لا أملك أي مشاعر اتجاهه
نظر إليها بحزن قائلا : لعل تلك الليلة ترغمك على رؤيته أنه المذنب و لكن لو رأيته كنتي لتحبيه
هزت راسها قائلة : ممكن و لكن أرجوك يا حبيبي دعنا لا تتكلم عنه أريد النسيان
مراد : هل تريدين التعرف على عائلتي!!! أريد أن أعرفك على والدي
ابتسمت بسعادة و أخيرا ستدخل إلى القصر!؟؟ و أخيرا سترى نور !؟؟
وافقت على الذهاب و لكنها لم تكن تعلم أن هيثم لا يزال على وعده و أنه سيعثر عليها مهما ابتعدت عنه
في المساء ذهب سيلا و مراد إلى القصر
قصر الشرقاوي ....
دخلت إلى القصر و هي متوترة فهي لا تعلم كيف سيتصرف نور إذا رآها هل سيتعرف عليها !؟؟ حاولت أن لا تتأثر برؤيته
بمجرد دخولها كان يلعب في الحديقة
تسارعت دقات قلبها
إنه نور كان جالسا على الأرض يلعب بالعابه
ضغطت على يدها لتردف بينها وبين نفسها : توقفي لا تتأثري يجب أن تكسبي ثقتهم
لا يجب أن يأتي هيثم إلى هنا
اذا علم بمكانك سيعرف من هو والده سيعرف و سيقتله
سافقد زوجي و أنا لا أتمكن من العيش من دونه ....
مراد : إنه إبني يوسف
ابتسمت واقتربت من نور لامست وجهه
نظر إليها مبتسماً
عانقها بقوى بينما سيلا عانقته و أغمضت عينيها لتردف بهدوء : صغيري إشتقت لك ....
كان والد مراد ينظر إليها من النافذة لاحظت وجوده ابتسمت و ابتعدت عن نور قائلة : إنه جميل ماشاء الله عليه
وقفت ثم استدارت إلى مراد قائلة : أنت متزوج !؟؟ كيف يعقل !؟؟ لم تخبرني عن زوجتك هل لعبت بي؟؟؟؟
مراد : توفيت زوجتي
سيلا : اه اسفة ...
مراد : هل تريدين البقاء هنا أو ندخل!؟
سيلا : دعنا ندخل
أبتسم مراد و تاكد من عدم اهتمام سيلا بالطفل .. لو كانت بالفعل تعرفه لطلبت البقاء معه ..
بينما كانت سيلا قد قررت أن لا تترك أي شيء يفسد خطتها ...
التقت بوالد هيثم اي والد مراد و هيثم و تصرفت بشكل عادي لم تلفت الأنظار
الأب كان يلعب لعبة قذرة لم يكن ينوي إبقاء الطفل طوال الوقت عنده بل كان يريد قدوم هيثم إليه مهما كان فهو إبنه
أراد أن يلتقي بابنه أن يتعرف عليه
لأنه يعلم أن وجود نور حفيده الوحيد في هذا المنزل يجعله يأتي و لكن مراد غير من مخططاته
خاصة بعد وقوعه في حب سيلا ...
من سيختار !؟؟ الإبن الذي رباه أو الإبن الذي يريد أن يتعرف عليه !؟؟ ابن المرأة التي أحب !!!!
والد حفيده الوحيد؟؟!!
مضت الأيام و كانت سيلا تأتي بشكل يومي إلى قصر الشرقاوي بناء على طلب مراد
في يوم من الأيام في الشركة
كانت سيلا على وشك الدخول الى الحمام
اذ بها تصطدم بجسد رجل !!!! إنه هيثم !!؟؟
انصدمت من وجوده كيف عثر عليها ؟؟؟ كيف وجدها و هي قد ابتعدت عنه إلى مدينة أبعد !؟؟؟
مسكها من يدها و دخلا إلى وقع الحمام وأغلق الباب
نظر إليها بنظرة شوق و حنين كان متلهفا لحضنها و تقبيلها و هي أيضا كانت ترغب في حضنه
كان هناك خليط بين الحب و الشوق و الغضب
و لكن هيثم لايمكنه البقاء بعيدا عنها
أن تكون قريبة منه لهذه الدرجة و هو غير قادر على حضنها شيء مستحيل !؟؟؟
قربها من جسده وضع جبينه على جبينها كان يتنفس بصعوبة حدق بعينيها بحدة قائلاً : إشتقت لكِ
دمعت عينيها و اكتفت بقربه منها لم تتمكن من قول أي شيء
أقترب من شفتيها قائلا : لماذا تركتني !!؟؟ لماذا يا حبيبتي !!؟ لقد دمرتي حياتي
لامست وجهه و كانت على وشك أن تبتعد عنه و لكن شوقه كان أقوى من غضبه منها
أقترب من شفتيها قائلا : اشتقت لك اللعنة على الحُب الموجود في قلبي
قبلها بقوة كانت تحاول التحرر من قبضته و لكنه كان أقوى منها
مسك يديها الاثنين بيد واحد و اليد الأخرى كان ممسكاً بوجهها
كانت بين يديه كالقطة الصغيرة قطة في قبضة أسد مستحيل أن تتحرر
كان يقبلها بقوة و عنف و حنان
أبى أن يتوقف
كان يعلم أنها لم تتجاوب معه و لكنه لم يتوقف إلا ليلتقط أنفاسه
حدق بعينيها بحدة و أنفاسها تضرب وجهها
تسارعت دقات قلبها بللت شفائها قائلة : لا تفعل هذا مجددا مفهوم !!!
أومأ برأسه قائلا : مفهوم ثم قبلها مرة أخرى
لم تتمكن من مسك نفسها و رغبتها في تقبيله
سحبت يدها من يده مسكت وجهه و تجاوبت معه
كانت مشتاقة له لحضنه و قبلاته
كان يقبل بشكل جيد كانت مولعة بتقبيلاته
توقفت بعد تذكرها وجوب الإبتعاد عنه
ابتعدت عنه تنفست بصعوبة بعد هذه القبلة الطويلة
نظر إلى ملابسها
ضرب يده على الباب قائلا : اصبحتي ترتدين كالعاهرات !!؟؟
ماهذا اللبس!!!
نظرت إلى المرآة رتبت شعرها و مكياجها متجاهلة وجوده
كان هيثم كالثور الهائج
يردد كلامه و هي غير مبالية
مسكها من ذراعها بقسوة مضيفاً : أيتها الغبية ماذا تفعلين !!!
أردفت بغرور : لا تمسك يدي و أخرج من هنا أنا أعمل هنا لكسب المال
لا تجعلني أفقد عملي يا هيثم اه بالمناسبة هل عثرت على نور إبنك !؟ لا !؟؟
بما أنك وجدتني كان ط العثور عليه
و لكنك لم تفعل أليس كذلك!؟؟
هيا يا حبيبي لدي عمل
خرجت من الحمام و هي ترتجف من خوفها منه
كان ينظر إليها بذهول مالذي يحدث؟؟؟ كيف تتصرف معه بهذا الشكل !؟؟؟
خرج مسرعا وراءها اذ به ينصدم بوجود رجل ممسكاً بيدها
كان مراد يقبل يدها بقوة ثم قال : حبيبتي هل نذهب الى المنزل !؟؟؟
أومأت برأسها كانت هذه الحركة كفيلة لجعل هيثم يحن جنونه
أوشك على الاقتراب منها و لكن جمال مسكه بقوة هامسا في أذنيه : عثرنا على نور
أنصدم هيثم قائلا : أين هو !!!
بينما مراد أخبر سيلا أن والده رافض هذه العلاقة
و لكنه يريدها أن تربي يوسف أن تكون زوجته و لكن الحد سيرفض على الأقل أن تكون قريبة من يوسف
طلب منها الاعتناء به كمربية
فرحت كثيرا لقد كانت تتمنى أن يطلب منها الاعتناء به و لكنها رفضت لكي لا يشك ...
مراد : علاقتنا في الشركة أصبحت تزعج الموظفين من الأفضل الابتعاد عن الشركة و هناك أيضا يوسف يحبك
و يرغب في الإقتراب منك
وافقت سيلا لم تكن تعلم أن مراد ليس سيئا بل أرادها أن تتعرف عليه أكثر أرادها أن تحبه
أراد أن يواجه والده ....
بينما كانت سيلا على وشك الوصول إلى القصر وردتها رسالة من هيثم ...