(الفصل السادس والعشرون)
كان هيثم يشعر بصعوبة في التنفس خاصة بعد كلام والدته
دخل إلى المكتب و النار تشع من عينيه قائلا : جابر الشرقاوي من أنت لتخطف أمي ؟؟ أنت تريد الموت مبكرا أليس كذلك؟؟؟
كيف لك أن تأخذ أمي بدون علمي ؟؟ ما الذي تريده منها؟؟
جابر : لعلك سمعت أن ليلى هي شقيقتك إنها أبنة سهيلة
هيثم أردف بعدم المبالاة : أجل و كما سبق و أجابتك أمي لا دخل لنا لم نكن نعرفها من قبل و لم لن نتهم لأمرها
جابر : هل ستدفع ثمن أخطائي؟؟؟ لا دخل لها في ما حدث
ناهيك عن أنني مذنب و لكن ابتعادي عن سهيلة كان لصالحها
صرخ هيثم بأعلى صوته و الغضب قد تملكه مرددا : لصالحها !؟؟ أن تنام مع رجال من أجل علاج أبنها كان لصالحها
أن تضحي بمستقبلها و شرفها أن ينادي عليها بإسم العاهرة كان لصالحها!؟؟
قل كان لصالحك لكي لا تشوه أسمك كوزير
كنت نسيب الوزير السابق و جعلك وزير مكانه
كيف كنت ستضيع تبك المكانة المرموقة أليس كذلك!؟؟؟
الآن بعد ما فقدت السيطرة على الوضع
بعد أن خسرت كل شيء
تريد أن تستغل طيبة قلبها ؟؟!
جابر : أريد من أبنتي أن تعيش حتى لو كان هذا يعني منحك كل املاكي
ضحك هيثم بسخرية قائلا : و من قال إني بحاجة إليهم !؟؟
ألا تعلم أن إبنك غني بشكل فاخر !!!
و لكن هل تعلم !؟ أجل أريد حقي من الإرث حق امي و حقي
أريدك أن تمنحها الشيء الذي أخذته منها أن تصرح بأنك زوجها
أن تعترف بأنني إبنك ليس لأني أنا من أريد بل هو كان حلم أمي
لا أرغب في اسم عائلتك فقط أريد أن تعلن للناس أنك زوجها أنك الأب الذي تخلى عنا
اذا فعلت هذا و منحتني الحق الذي استحقه أعدك ساساعد إبنتك و لكن الليلة الليلة ستفعل كل هذا
سافتح التلفزيون و سأنتظر المقابلة أخبرهم كيف تخليت عنا
وأنا أمنحك كلمتي سأساعدها سأنقذ حياتها اتفقنا ؟؟؟
جابر : سأمنحك حقك كابني و لكن لا داعي للمقابلة لا أريد تشويه سمعتي
هز هيثم كتفيه قائلا : إنه قرارك سيدي .....
ذهب هيثم تراكا جابر متسائلا عن قراره !؟؟؟
ماذا سيفعل !؟؟ سيخسر حب مراد اذا فعل شيء كهذا لعله ليس من صلبه و لكنه إبنه الذي قام بتربيته لايمكنه فعل شيء كهذا..... و لكن من جهة أخرى ليلى !!!
إنها بحاجة إليه مالذي يجب فعله !؟؟؟
مرت الساعات و كان هيثم مقابلا للتلفزيون ينتظر ذلك التصريح الذي سيعيد اعتبار والدته ...
بينما كانت سيلا ممسكة بيديه تنظر إلى توتره و كأنه ينتظر الإعلان مهم سيغير مجرى حياته
كان بدوره ممسكا بيد والدته فجاة أخبره جمال أن اللقاء سيكون في القناة الحكومية
غير القناة إذ به جابر الشرقاوي
أبتسم هيثم بتكبر وقف مسرعا رفع صوت التلفزيون ثم قال : لقد حان موعد رد اعتباركِ يا أمي...
كان جابر يتكلم بتوتر و كأنه مرغم على هذا الإعتراف غير أنه لم يقم بالاعتراف المطلوب فجاء اعترافه على الشكل التالي
أنا جابر الشرقاوي وزير سابق اكترفت بعض الأخطاء مثلي مثل أي رجل شرقي
أحببت زوجتي و لكني أحببت إمرأة أخرى أكثر
تزوجتها زواج عرفي أنجبت منها طفل إسمه هيثم
لم أتمكن من منحه إسم العائلة خوفاً من سمعتي
لن أنكر حبي لها و أنني كنت سببا في فساد سمعتها
كنت شخص أناني و لكن كل ما فعلته كان لمصلحتهم
لعل كلامي هذا متأخر و لكني نادم
أعترف أمام الجميع أن سهيلة الفهد كانت زوجتي أمام الله و بعقد شرعي
أن هيثم إبني أنا و من حقه أن يرث مثله مثل مراد و ليلى
أعترف أن هيثم لا يريد أن يأخذ إسم عائلتي و لكن أمام الجميع اضع شرط له ليأخذ حقه و هو أن يصبح على اسمي هيثم الشرقاوي إنه حقي كأب له
هنا ينتهي اللقاء و قبل أن أختم سأوجه كلامي لسهيلة
أحببتك ِ كثيرا و تمنيت لو كنتي أول امرأة التقيت بها
أحببت طيبة قلبك و حنانك
أحببت برائتك و نبرة صوتك
كنت آتي إلى النادي واستمع إلى غنائك
حاولت أن أكمل حياتي من دونك أجل تمكنت و لكن حياتي كانت حزينة
أنتي و هيثم كنتم الملجأ الذي أختبأ فيه لأخفف من توتري و حزني كنتما سبب سعادتي
لن أندم و لا يوم لانكما كنتما جزء من حياتي
و أتمنى أن تغفروا لي افعالي
خاصة أنت يا هيثم تغيرت و ارتكبت أخطأ عديدة و غير قابلة للغفران في حق من أحببت و اتوقع أن دمي الذي يجري في عروقك كان سبب ذلك
مهما أنكرت ستبقى إبني و تملك نفس طباعي
انتهت المقابلة...
دمعت سهيلة عينيها لكلامه بينما كانت سيلا تطبطب على ظهرها ممسكة بيديها أردفت و الدموع تملأ عينيها : هل رأيتي !؟؟ إنه مغرم بك لعل الحياة كانت غير عادلة و لكنه أحبكِ
فرحت سهيلة لكلامه بينما بقي هيثم جامد مكانه لم يبدي اي ردة فعل
كيف يعقل أن يكون هذا الكلام الذي انتظره لسنوات طويلة بل انتظره طيلة حياته سمعه الآن و لم يذرف دموعه ؟؟
تقدمت سهيلة نحوه لامست ظهره بحنان قائلة : أنت بخير يا صغيري !؟؟
أومأ برأسه مستديرا إليها ممسكا بيديها الاثنين حدق بعينيها بدفى و سعادة قائلا : و هل أنتي سعيدة ؟؟ و أخيرا رد اعتبارك أمام كل الناس لن يتكلم عنك أحد بسوء لن يقلل أحد احترامك
فعلت هذا من أجلك يا أمي لا أريد شيء منه لا أملاك و لا إسم عائلة اسمك يكفيني
سهيلة : و أنا سعيدة لأنك فكرت بي و براحتي رغم كل ما حدث لي ، حنانك علي و عطفك يجعلني سعيدة
شكراً لأنك لم تتخلى عني وجودي هما برفقة عائلتك يقويني
رؤية نور يمر من أمامي و يقبلني و يعتبرني جدته
يجعلني أشعر و كأنني أسعد إنسانة على وجه الارض
هيثم : ستكون حياتك أفضل أعدك بهذا سأحقق لك جميع احلامك
ألم تحلمي أن تفتحي مدرسة للأيتام !؟؟؟ سنفتح واحدة قريباً جداً و أنتي ستكونين المسؤولة عنهم
فرحت سهيلة لكلامه و تحقيقه لجميع أحلامها
عانقته بقوة بينما كانت سيلا سعيدة لكلامه إلا أنها كانت تشعر بجانب حزين يطغى على وجهه
لم ترغب في قطع حديثهما و لكن بمجرد دخوله إلى الغرفة
همت مسرعة إليه
كان يتكلم عبر الهاتف قائلا : أجل سنلتقي أجل موافق و لكن اولا أريد رؤية الوصية ... موافق أجل غدا سنلتقي بكل سرور ....
أقفل الخط و تنفس بصعوبة بينهما عانقته سيلا من الخلف شدة على يديها مما جعله يغمض عينيه لامس يديها قائلا : حبيبتي؟؟؟
أردفت بنبرة هادئة : هيثم ؟؟ هل أنت بخير !؟ لم تبدي أي ردة فعل ؟؟ ليس هذا ما توقعته منك
لم يرد عليها فهو لا يجهل سبب عدم وجود أي مشاعر اتجاهه
استدار إليها قائلا : لا أعلم لا أنكر أنني فرحت لأنه أعترف بأنه تزوج من أمي و أنه يرغب في منحي اسمه و لكن لا شيء كنا كنت أتوقعه
لا أشعر بالسعادة و كان مشاعري أخمدت
أشعر و كأن قلبي حجر لا يتأثر بحزن أحد سواكم أنتي و أمي و إبني
لماذا أصبحت قاسي و عديم الرحمة !؟؟؟ و كأنهم سلبوني حناني و كل مشاعري
أخبرني أن لي أخت من أمي و لم أفرح
أخبرني إنها مريضة و بحاجة الي و لم أهتم
أخبرني أنه يريد المسامحة و لكن لم أهتم
و لكن معكم أصبح مختلف
دمعة واحدة من عينيك تقتلني
وقعة من نور تألم قلبي
لماذا أصبحتُ عديم الرحمة يا سيلا !؟؟؟
لامست وجنتيه جعلته يجلس على السرير ، و جلست على الأرض ممسكة بيديه الإثنين قائلة : لست عديم الرحمة لست كذلك ، الظروف جعلتك تقسى على بعض الناس لا تعتبر نفسك انسان عديم الرحمة أو قاسي لا ابدا
أتوسل إليك لا تحزن نفسك لأي أحد كان اتفقنا ؟؟؟ لم تكن حياتك سهلة و لا أحد له الحق في محاسبتك
عندما ارى وجهك أشعر بالراحة أنت تمدني بالقوة و الصبر بالأمل والتفاؤل
لولا وجودك لما قدرت على الاستمرار
مهما كان الشيء الذي سمعته منذ قليل لن يغير معدنك
يجب أن تفرح لأن و أخيرا أعترف بأنه والدك ، رغم قولك أنك لن تهتم إلا أنني متأكدة من أنك تهتم
أليس كذلك!؟؟؟ لطالما تمنيت أن يكون لك أب ؟؟؟
أن تحظى بعائلة برفقة والدتك ووالدك أن تشعر ماذا يعني عائلة !؟؟
أعلم هذا ، و لا يجب كبت مشاعرك بل أظهرها للعالم و خاصة لوالدتك ...
لا تخجل يا حبيبي لا يوجد شيء يستدعي للخجل بل يوجد ما يستدعي للفرح و السعادة حتى عدم تقبلك له لا يعني بالضرورة عدم سعادتك بل أفرح أن والدتك لن يتكلم عنها أحد من بعد اليوم
و الأهم أنها ستكون مرتاحة لأنه كان هم و غم زاح من على صدرها
لامست خده ناظرة إلى عينيه بدفى و حنان مضيفة : أنا فخورة بك فخورة بزوجي
أنصدم لكلامها و فرح في نفس الوقت لامس وجنتيها جلس على الأرض بالقرب منها ، أبتسم بسعادة قائلا : كلامك يمدني بالسعادة و القوة نظراتك لي تمدني بمشاعر غريبة شكراً لحنانك
وضع رأسه على صدرها مضيفاً : أنتي أغلى ما أملك ، لولا وجودك لما كنت هنا صدقيني أنتي الأهم في حياتي ....
بعد الحوار العاطفي الذي دار بينهما ذهب إلى غرفة والدته وجدها تشاهد صوره و هو صغير ...
جلس بالقرب منها قائلا : أمي ....
سهيلة : أجل كنت حاملاً أنظر إلى هذه الصورة الحمل واضح علي
أنها أبنتي و شقيقتك
أومأ برأسه قائلا : لايهم يا أمي حتى لو لم تكن كذلك كنت لاساعدها
سهيلة : هل ستفعل !؟؟
هيثم : أجل سأفعل
سهيلة : هل اعترف بنا لأنك طلبت منه ذلك ؟؟ ألم يفعل ذلك لأنه شعر بتأنيب الضمير !؟؟
حزن هيثم لحالتها رغم كرهه لجابر إلا أنه لن يتمكن من أخبارها بالحقيقة ماذا سيقول لها !؟؟ أجل من أجل علاج ابنته أعترف بزواجه منها و به كطفل !؟؟
فضل تركها في سعادتها ليقول بنبرة لا تخلو من الداعبة : أجل لعله تذكر حبه لكِ
ابتسمت بلطف قائلة : أجل أحبني و لكنه أحب عمله و منصبه أكثر
قبل هيثم يديها قائلا : غدا ستأتي ممرضة مختصة ستبقى هنا معنا ستنحسينين عدك بهذا
أنتي لا تعانين من الزهايمر فقط حزنك جعلك تمرضين بعد أشهر قليلة سنصبح عائلة واحدة كبيرة و قوية و لايمكن لأحد أن يدمرنا
لامست وجنتيه بحزن قائلة : ماذا قصد بقوله كل ما فعلته كان لأنك إبنه ؟؟؟
توتر هيثم قائلا : لا أعلم لعله يتكلم عن معاملتي لكِ
سهيلة : ألم تقم بشيء سيء !؟؟
هيثم : ليس بعد .....
وضعت رأسها في حضنه إلا أن نامت
تسلسل للخارج ببطء شديد لكي لا يوقظها
بينما دخل إلى غرفته عثر على نور نائما في حضن سيلا
استلقى على السرير قائلا : أيها الأمير الصغير مالذي جاء بك إلى غرفتي !؟؟
ضحك أمير بمجرد دخول هيثم و أسرع إلى حضنه
عقدت سيلا حاجبيها قائلة : كلب حقير بمجرد رؤيته لك يبتعد عني
هيثم : إيه إنه إبن والدته يعشق والده
ضحك ببراءة قائلة : بالفعل أعشقك أنا مغرمة بك بجنون
تنهد بسعادة و قبلها بينما نور كان في حضنه لم يكن عائقا لتلك القبلة
كانت قبلة مليئة بالشغف حتى أنه توقف لالتقاط أنفسه و الابتعاد عنها حتى لا بتهور أكثر
و لكن سيلا قربته منها مرة أخرى و قبلته بحرارة و هي تلامس ذقته
لم تكن تعلم أن أبنها سينهي هذه القبلة بصفعة على وجهها
انصدمت سيلا لتقول ؛ ماذا صفعتني !؟؟
هيثم : إنه محق لا يجب عليك تقبيلي في وجود إبننا
سيلا : أنت من بدأ
هيثم : لا يمكن أن يحاسب الرجل على قبلاته لزوجته فهو يكون بالرغم عنه
سيلا : لا والله !؟ و المرأة !؟؟
هيثم : المرأة تفكر بعقلها قبل قلبها في هذه المرحلة عكس الرجل
ضحكت بسخرية قائلة : أجل و كأنني لا اعرفك
تجاهلها و بقي يلعب برفقة نور إلا أن نام نور و وضعه في الجانب الآخر من السرير بينما أقترب هو منها كانت سيلا تمثل النوم
قبلها من كتفها و لكنها لم تبدي أي ردة فعل
راح يلامس عنقها الرفيع و من ثم شفائها الورديتن
حتى فتحت عينيها قائلة : إبنك نائم هنا
رفع حاجبيه و هو يقبل يديها و ذراعيها إلى أن وصل إلى كتفها ليردف باثارة : لا يعرف شيء لا تقلقي ....
أغمضت عينيها و ضمته إلى حضنها و قبلا بعضهما البعض بحرارة و ناما برفقة بعضهما البعض .....
في اليوم التالي وردت رسالة لهيثم مفادها أنه يجدر به لقاء جابر الشرقاوي
و كان هيثم من الأساس راغباً في ملاقاته لمحاسبته على كلامه و أنه لن يرث إلا بعد أن يوافق على الانتساب له ....
ذهب إلى منزله لم يكن هناك أحد سوى جابر و أحد رجاله
دخل إلى غرفة جابر
وجده جالساً على الأريكة و بقربه بعض من الأوراق
أقترب نحوه نظر إليه بحقد و كره لايمكن وصفه بالكلمات
أردف بعدم المبالاة : ماذا تريد!؟؟
جابر : رأيت المقابلة !!!
هيثم : أجل و لم أهتم و لم يكن اتفاقنا انك تعلم أنني لا أريدك و اتفقنا كان الاعتراف بي و بأمي فقط و من بعدها سأبرع لابنتك لا أن آخذ أسمك
جابر : أريدك أن تحمل أسمي
هيثم : لن يحدث
جابر : أريد أن تكون إبني أتوسل اليك
نظر إليه بحزن و يأس أردف بنبرة يسودها الحزن : لن يحدث تأخرت كثيرا في طلب هذا مني هل تدري !؟؟؟
لطالما تخيلت شكلك أن تكون ذو أعين ملونة
و شعر أشقر اعتقدت أنني ساتمكن من معرفتك خاصة عندما أكبر
يقولون إن الإبن في أغلب الحالات يشبه والده لهذا أخذت وقتا في تخيل شكلك
أردت معرفة من هو والدي رغم كرهي لك إلا أن معرفتك كانت أكثر أمنية رغبت في تحقيقها
عندما كنت طفلاً صغيراً لم أنوي للانتقام أكبر حلم كنت أتمنى تحقيقه هو وجودك معنا
اعتقدت أن وجودك سيمدنا بالقوة والسعادة
من جهة ستكف أمي عن العمل و بيع نفسها و من جهة سيكون لي أب يحميني
أنت تعلم ما قد حل بي أليس كذلك!؟؟
تعذبت منذ صغري لا أنكر أنني كرهت أمي لعدم معرفتي بالحقائق
و لكني لم أكن أملك أحد لا أم ولا أب
كأنني يتيم و ما أصعب أن يشعر الإبن بالنقص
ما اصعب ان يكون وحيدا
هل تعلم !؟؟ حين كانت العائلات تتجمع حول مائدة الطعام منهم من كان الأب يلقي النكت والطرائف على أولاده بينما كانت الأم تمسح الطعام من على فم أطفالها ،
و منهم من كان الأب لا يهتم لوجود أولاده و منهم من كانوا يفتقدون لموت والدهم أو موت والدتهم و لكنهم عوضوا بحنان أحد منهم
سواء الجد أو الجدة ، العم أو الخال العمة أو الخالة
منهم من كانوا يعانون من مشاكل زوجية رغم كل هذا الأطفال لا يشعرون بالوحدة ببساطة لأن والدهم موجود حتى لو كان سيء و أمهم تنام بقربهم حتى لو كانت غير سعيدة
لم احظى بأي من هذه العائلات كل ما حظيت به هو أم تبيع نفسها
أم في نظري لم تكن تهتم لأمر ابنها
يا ريتني علمت أنك ميت كان أفضل بكثير من فكرة تخليك عنا
يا ريتك أتيت و أخبرتني أن والدتي ليست سيئة أنك أنت من جعلتها تبيع نفسها
لكنت حظيت بأم على الأقل ...
الآن تريد مني الحصول على أسمك ؟؟؟ ماذا سأستفيد منه ؟؟؟ في حين كان الناس ينادون علي باللقيط و الغير شرعي لم أنهزم لضعفي
ماذا سيحدث الآن في حين أنني أقوى بكثير لن اهتم لكلام الناس ونظراتهم
لهذا ردي على طلبك هو لا .....
دمع جابر عينيه و سعر بألم في قلبه أمسك بقلبه بصعوبة و تنفس بألم قائلا : أسف على كل ما صدر مني أقسم لك أنني نادم أقسم لم أنني لم اتوقع حدوث كل هذه الأمور
لطالما أحببت إمرأة واحدة و هي سهيلة لم تغب عن خيالي أبدا
كنت احبها بجنون أقسم لك يا بني
صرخ هيثم بأعلى صوته قائلا : لا تقل بني لا تقل
تنفي جابر بصعوبة قائلا : ستعالج أختك ؟؟؟
هيثم : لا ادري
جابر: وعدتني
هيثم : في بعض الأحيان لا أفي بوعودي
جابر : ستدعني أتصرف بغير طريقة
أردف هيثم بغضب : ماذا تقصد!؟؟ بعد كل ما أخبرتك له لا تزال تفكر فقط في إبنتك ؟؟؟ ستهددني بزوجتي أليس كذلك!؟؟ لست أب و لا تريد أن تعترف بي و لكن فكرة موتك تجعلك خائف من لقاء الله ، ترغب في تسوية وضعية عائلتك !؟؟
أغمض عينيه بألم تنهد بضيق قائلا : حسنا سأنقذ إبنتك و لكن أكتب لي حصتي في الإرث
جابر : لقد وقعت على الوصية هاهي سترث أنت و إخوتك بالعدل و لكنك لن تخلف بوعدك وقع على قبولك لاسمي ...
أخذ هيثم القلم و قام بالتوقيع و من ثم فرح جابر ثم قال : الآن أصبحت إبني
ضحك هيثم بسخرية قائلا : هل تدري لماذا وقعت و لماذا سآخذ أموالك !؟؟
نظر جابر إليه بتساؤل ....
هيثم : ساقوم بفتح دار للأيتام مثلي أنا و بعدها ساقوم بتمزيق هذه الوثيقة لن يبقى أثر لك في حياتي
غضب جابر و حاول الوقوف و لكن هيثم أخذ الوثائق و أبتعد عنه قائلا : و فيما يخص إبنتك سأفكر في ذلك....
أردف جابر بقلق : سأخبر سيلا بكل شيء سأخبرك أنك قمت بالاعتداء عليها
غضب هيثم و أقترب منه مسكه من ياقته بقوة قائلا : لا تمتحن صبري مفهوم !!؟؟؟ أقسم لك سأقتلك و أقتل إبنك في حالة معرفتها بالأمر
شعر بالاختناق أخذ حبة من الدواء و لكنه وقع على الأرض كانت تلك آخر حبة في جيبه
نادى على هيثم
التف هيثم إذ به ساقط على الأرض يتألم مرددا : حبة الدواء ....
نظر إلى حبة الدواء و إليه شعر بأنه يرغب في اعطائها له و لكنه جامد مكانه وكأن هناك شيء يمنعه من التقدم
لم يتمكن من أخطاء خطوة واحدة
بل تجمد مكانه قائلا : تهديدي بأخبار زوجتي بالحقيقة و كأنك تخبرني بأنني سأموت
أخبرتك من قبل عن وحدتي !؟ سأخبرك الآن عن زوجتي أي عن سيلا، أن حبي لها جعلني أستمر جعلني أصبح على ما أنا عليه الآن ، لولا تعلقي بها و الأمل في لقائها في يوم ما لما كنت هيثم الفهد الذي يهابه الجميع
لعلك تعتقد أنني أبالغ ولكن صدقني أنني كنت أحاول الانتحار في تلك الفترة لم أخبر أحد بذلك حتى طبيبتي النفسية لم اتجرا على أخبارها كأنها ستنقص من رجولتي و لكنني فكرت في الانتحار لولا سيلا و نظراتها البريئة لولا رؤيتها لي و أنني موجود لست نكرة لما كنت هنا في هذا المكان
إنها الوحيدة من تكلمت معي كإنسان و علمت أنني بحاجة إلى التدفئة علمت بأنني وحيد لعلها لحظة واحدة و انتهت و لكن تلك اللحظة و ذلك الفعل منحني القوة و المثابرة وضعت هدف في رأسي و هو الثراء السريع ،
و أمل آخر و هو كسب حبها
أعلم أن فعلتي جعلتها تحزن و تتألم و أنا عن نفسي أكره تلك الليلة أكره نفسي حتى لأنني اعتديت عليها
و لكني مغرم لدرجة فعلت شيء كذلك لو عاد بي الزمان لما فعلت صدقني كنت لأبحث عن حل أخر و لكن الأدوية و الحب الذي أكنه لها تحرك بدون أذن مني
اعشقها و مستعد لفعل أي شيء من أجلها من أجل ابتسامة واحدة منها
هل تعتقد أنني سأسمح لك بأخبارها !؟؟ ضحك هيثم بشكل هستيري مضيفاً : أفضل قتل الجميع أو قتل نفسي على معرفتها للحقيقة
تلك المرأة هي حياتي....
نظر إلى جابر اذ به لا يتنفس ، أقترب منه لامس يده قائلا : سأعطيك الدواء و لكنك سترحل من هنا و لن اراك مجددا لن ألعب بمصير حياتي ....
لم يبدي جابر رده فعل بل كان و كأنه جثة هامدة
اداره على ظهره ومسك يده لقياس نبضه
أبتعد عنه مسرعاً مرددا : لقد مات ... لقد مات .....