رواية احببت من أذى قلبي الفصل السابع والعشرون


(الفصل السابع والعشرون)




كانت الصدمة....
هل توفي جابر الشرقاوي بسببه ؟؟؟!
صرخ بأعلى صوته مناديا جمال
أسرع جمال في الدخول إذ به أنصدم من رؤيته لجابر واقعا على الأرض
أسرع إليه و تحسس نبضه إذ به لا يزال ينبض
نادى على رجاله و أخذوه إلى المستشفى بينما بقي هيثم جالساً على الأرض مصدوما
لم يكن يعي مالذي حدث منذ لحظات بل كان يفكر في تصرفه و كيف يمكنه أن يتعامل مع رجل مريض بهذا الشكل ؟ كيف يعقل أن يكون عديم الرحمة لهذه الدرجة !؟؟؟
بينما حاول جمال أخباره أنه لا يزال على قيد الحياة إلا أن جاء أحد رحاله يخبرونه أنه توفي قبل وصوله إلى المستشفى و أن آخر كلمة قالها هو أنه يحب سهيلة و على هيثم أن لا يترك شقيقته
وقف هيثم ساندا جسده على جمال ثم أبتعد عنه مرتبا ملابسه
أخذ الأوراق و خرج من القصر بينما كان يمشي بجمود كان جمال قلقا من رده فعله
لا يعلم مالذي حدث لهما و كيف سيتعامل مع هذا الوضع هل هو من قام بقتله !؟ هل يجب عليه حذف مشاهد الكاميرات !؟؟
بقي جمال هناك ليقوم بفحص كاميرات المراقبة .
بينما وصل هيثم إلى قصره
أتجه إلى عرفته بدون أن يسلم على أحد
لحقت به سيلا مسرعة فهو كان شارد الذهن و شاحب اللون
دخلت إلى الغرفة إذ به مستلقي على السرير ينظر بجمود
جلست على السرير ماسكة بيديه قائلة : حبيبي ؟ ماذا حدث !؟؟؟
أردف بخجل : فعلت شيء سيء سيجعلك تكرهينني
عقدت حاجبيها قبلت كتفه قائلة : لا توجد قوة في العالم ستجعلني أكرهك
نظر إلى الأرض بشرود ثم أردف بنبرة هادئة : توفي جابر بسببي
انصدمت لكلامه ... كيف توفي والده !؟؟ و بسببه ؟؟؟ لم ترغب في إظهار قلقها فقط سايرته قائلة : كيف حدث هذا ؟؟؟؟
هيثم : تكلمنا عن الماضي و هو أصر على منحي لقبه أخبرته بمعاناتي في غيابه في رغبتي به و أنا صغير أخبرته بأمنياتي و لكنه لم يهتم فقط يريد علاج ابنته
كل ما فعله كان من أجل أولاده حتى أنه كتب لي الإرث من أجلهم هم
كن أجل علاجها ، كنت قد وافقت على علاجها و لم أكن بحاجة إلى ارثه أنتي تعلمين لست بحاجة إلى المال و لا إلى سلطته ، أردت أن آخذ حقي ليعلم الجميع أنني إبنه الشرعي و لست بلقيط لست كذلك أنا أيضا لدي الحق في أملاكه مثله مثل أولاده لم تكن مصلحة و لا قوه بل أردت الإحساس بأنه والدي حتى و فكرة رفضي له مؤمن بها ، إلا أن أن أرث منه معناه اعترافه بأني إبنه و أن أمي زوجته
لا أنكر أنني كدت أن أغفر له ، رأيت ندمه و عجزه
و لكني شعرت بالغيرة حبه لابنته جعلني أغار إنها أختي أنا أبنة أمي و لكنه يحبها و أنا لا ...
أخذها من حضن أمي و لكنه لم يأخذني
ليس ذنبي كل ما حدث لم يكن ذنبي ولا ذنب أمي
شعرت بالغيرة و هو يكرر لي ضرورة تبرعي لها بالنخاع
أخبرته أنني لن أفعل كنت أكذب فقط أردت اغضابه و لكنه هددني
دمعت سيلا عينيها قائلة : بماذا هددك !
اذرف الدموع ناظرا إليها بضعف شديد قائلا : لا تطلبي مني ذلك أتوسل إليك لا يمكنني إخبارك
إنه شيء فعلته في الماضي و لم أعد أتمكن من المضي قدماً بسببه
وضع يده على صدره قائلا : إنه يخنقني لا أدري لماذا فعلته ... بل أعلم و لكني نادم عليه و هو هددني به
كنت خارجا من القصر و لكنه لم يهتم
هددته بقتل إبنه وإبنته إذا أخبر أحد
لم أفعل له شيء آخر، كنت على وشك الخروج إلا أن
سقط على الأرض طلب مني إعطاءه حبة من دوائه
أومأت برأسها قائلة : هل أعطيته !؟؟
هز رأسه بالنفي قائلا : تجمدت مكاني لم أقصد عدم إعطائه الدواء و لكن تذكرت الماضي تذكرت مرحلة حزينة من حياتي يا سيلا لم أعي على نفسي إلا و هو كان قد فارق الحياة
مسكت يده بحنان قائلة : ليس ذنبك لقد كان مريضا و إنه القدر حان وقت موته ليس أكثر
هيثم : و لكن كنت السبب
سيلا : حسنا و لكنك لم تقتله لست أنت لم تفعل لا تتهم نفسك اتفقنا !؟؟
حياتك كانت صعبة للغاية و لن يتهمك أحد بقتله لأنك لم تفعل
هيثم : لست خائفا من اتهامات الناس بل من ضميري أنا
لو انتبهت له لما توفي
سيلا قبلت يديه قائلة : عندما توفي أبي أنت كنت دائما تخبرني أنه قدر الله و لا يجب علينا معارضته
يمكنك القول أنك كنت في الزمان و المكان الخطأ
و أضف إلى ذلك لم تخفي عني هذه الحقيقة أنا سعيدة لأنك شاركت معي هذا السر، و أنا لا أرى أنك مذنب بل أرى ضعفك و أن ضميرك يؤنبك هذا يدل على طيبة قلبك
هيثم : استلقى إلى جانبي
استلقت إلى جانبه ، بينما وضع رأسه على صدرها مضيفاً : أمي كانت تعمل كراقصة و مغنية في الكزينو
في وقت لاحق أصبحت تعمل كمرافقة
ضغط على يده مما جعلها تمسك يده قائلة : أعلم القليل من قصتها لا داعي لاخباري
نظر إلى يديها مضيفاً : أريدك أن تعرفي كل ما مررت به لعل ذلك سيجعلني اتحسن
أومأت برأسها مداعبة شعره ...
هيثم : كانت مرغمة على ذلك لم أكن أعلم ذلك بل اعتقدت أنها تريد ذلك العمل
هل تعلمين كنت أنام دائما على صوت رحل جديد في المنزل
سواء رجل أعمال أو ذو مكانة مرموقة في المجتمع
كان الرجال يتهافتون من أجلها
كانت جميلة لدرجة لم يتمكن أي رجل من الإبتعاد عنها
كنت صغيرا لم أتحمل فكرة عملها
و هي بدورها لم تكن تهتم لامري لا إذا أكلت ولا إذا نمت في المنزل
كنت اهرب من المنزل من أجل راحتي
في يوم ما القيت بتلك الفتاة التي أغرمت
كانت لطيفة معي حنونة و طيبة
تكلمت معي انتبهت لوجودي أصبحت صديقتي المقربة بل صديقتي الوحيدة بل الإنسانة الوحيدة المتواجدة في حياتي
أحببتها ببراءة كنت صغيراً لا أعرف الحب و لكني شعرت بنبضات قلبي تنبض و هي بقربي
كان حب طفولي و لكنه حب حقيقي
ابتسمت سيلا للطافته داعبت شعره ثم أردفت بنبرة لا تخلو من الدعابة : لا تخبرني سآغار عليك
هز رأسه قائلا : لا تغاري خاصة أنتي لا تفعلي...
و لكنها لم تقع في حبي أحبت شخصاً مختلف أغنى و أجمل مني
سيلا : و هل يوجد من هو اجمل منك ؟؟؟
هيثم : هل كنتي لتقعي في حبي وأنا صغير ؟؟
سيلا : البارحة كانت والدتك ترى ألبوم صورك رأيت صورة لك و أنت في الخامسة من عمرك كنت وسيما للغاية و لكن من بعد ذلك لا يوجد صور لك و أنت أكبر
هذا لا يعني أنك لم تعد وسيما بل أنت كذلك إنك أوسم رجل في العالم
هيثم : أحببتها ببراءة يا سيلا و أي شيء فعلته لاحقاً كان لأني أحبها
سيلا : ماذا فعلت ؟؟؟؟
هيثم : فعلت شيء سيء
سيلا : حسنا و لكنك أخبرتني في ما مضى أنها تركتك
معناه لم تقم بأذيتها ليس كل ما تفعله معناه أنك اذيتهم أرجوك أنت متعب و الماضي لا يزال يتعقبك لا تفعل هذا بنفسك أرجوك
هيثم : تلك الفتاة هي ....
فجأة نظرت إليه إذ به نائما
اندهشت و تسائلت في نفس الوقت عن معنى كلامه !؟ ماذا فعل لتلك الفتاة !؟؟؟؟
بينما قبلته من جبينه نزلت إلى الأسفل اذ بها تجد جمال يتكلم على الهاتف
أقفل الخط قائلا : الشرطة ستأتي غدا لأخذ إفادته
سيلا : أخبرني منذ قليل أنه قام بتهديده بسر قد مضى وقت طويل على حدوثه
و أنه قام باذيت فتاة كان مغرما بها !؟؟ هل تعرف هذا الموضوع !؟؟؟
ماذا فعل !؟؟ و لماذا لم يخبرني بهذا من قبل ؟؟؟؟
توتر جمال و لكنه كان يعلم أن هيثم سيضعف في وقت ما و يخبرها يجب عليه تسوية المسألة أردف بشكل مؤكد : تلك الفتاة كانت تملك حياة سيئة و هو ساعدها كانت بحاجة إلى المال و هو قام باعارتها كل ما تحتاجه و لكنها تركته و ذهبت إلى رجل آخر
في وقت لاحق عادت إليه راجية منه المغفرة و لكنه رفض و تركها
عائلتها قامت بضربها و أرسلوها إلى القرية بحيث زوجوها من شيخ مسن
هيثم في نظره هو السبب لو سامحها لما تعذبت و لكنه مخطئ أليس كذلك!؟؟ حتى بعد حبه لها و مساعدته تركته
سيلا : الحب لا يأتي بالقوة لم تكن مجبرة على حبه و لكنها أخطأت عندما عادت إليه
و هو لم يخطئ لماذا يشعر بالذنب ؟؟؟
جمال : ظروفه العائلية تؤثر على حياته ، أنك الوحيدة من تجعله يشعر بالسعادة
أتمنى أن لا تطرحي عليه هذا السؤال مجددا
فقدانه لوالده قبل حتى أن يصبحان عائلة واحدة تحزنه حتى او لم يظهر ذلك و لكنه لطالما تمنى أن يصبح إبن أن يشعر بحنانه ، الآن سيعاقب نفسه لأنه السبب
أتمنى أن لا تحكمي عليه و أن لا تجعليه يشعر بأنه مذنب
سيلا : أعلم أنه ليس مذنبا و سأفعل المستحيل لأحسن من نفسيته
جمال : أنتي وحدك من تملكين حبل سعادته صدقيني لا نور و لا غيره فقط أنتي
دمعت عينيها قائلة : سأفعل كل ما بوسعي

في اليوم التالي استيقظ هيثم و هو جاهل الحوار الذي دار بينه وبين سيلا
على غرار حادثة موت جابر لك تفارق تفكيره بل أول شيء فكر فيه هو هل كان حلماً أو حقيقة !؟؟؟
قاطعت سيلا أفكاره بضحكة خفيفة و نظرات دافئة حاملة صينية طعام قائلة : هيثم صباح النور
هيثم : سيلا !؟؟
وضعت الصينية على قدميه و جلست بقربها
أخذت حبة زيتون وضعتها بين شفائه قائلة : حان وقت الفطور
رفع حاجبيه قائلا : لماذا تفعلين هذا !؟؟
سيلا : أن أدلل زوجي أصبح بالشيء الغريب؟؟؟؟
هيثم : علمتي بالذي حدث البارحة !؟؟ أخبرتك أليس كذلك!؟؟
سيلا : ألا تتذكر ! أجل أخبرتني و إنه القدر لا تحزن نفسك
المهم أشرب القهوة
اخذت الفنجان و جعلته رشفة إذ بها ساخنة
أبعدها قائلا : ساخنة
ضحكت ببراءة مقتربة منه
نظر إليها بحيرة قائلا : ماذا تفعلين !؟؟
رفع حاجبيه بلطافة قائلة : أخفف سخونة فمك
شعر بقشعريرة بمجرد لمسها لذقنه
كان على وشك التكلم و لكنها قاطعته بقبلة حارة على شفائه الملتهبة
كانت و كأنها تعلن له انها لا تهتم بما فعل و أنها لن تهتم كانت تمده بالقوة و القدرة للمواصلة لا الحزن و الانعزال
أرادت منه أن يبقى قوياً و أن لا يضعف لأن والده توفي
توقفت لالتقاط أنفاسها لامست جفن عينه قائلة : أتوسل إليك لا تحزن الذي حدث قد حدث و مضى و لن حزنك لن شيء
نحن بحاجة إليك نور بحاجة لك إنه يسأل عنك منذ البارحة
والدتك بحاجة إليك و إلى دعمك
أخذت يده وضعتها على بطنها قائلة : ابننا القادم بحاجة إليك
و بالاخص أنا بحاجة إليك لم يبقى الكثير على الولادة لا تفعل هذا بنا أرجوك
أومأ برأسه قائلا : أعلم و أنا آسف فقط احتجت البقاء في عزلة لبعض الوقت و الآن أشعر بأني بخير لعل نومي في حضنك حسن من حالتي
أبتسم بلطف قائلا : بالمناسبة لم يخف التهاب فمي لا يزال يؤلمني و أنتي السبب بسبب قهوتك الساخنة هل لي بقبلة أطول من الأولى ؟؟؟؟
ابتسمت بخجل قائلة : حسنا موافقة ....
قبلها بحنان و هو يلامس عنقها الناعم توقف لوهلة قائلا : كل شي سيتحسن أعدك بهذا...

جاءت الشرطة و قاموا باستجواب هيثم الذي بدوره أخبرهم أنه حدث بينه و بين جابر حوار خاص و لا يمكنه أن يخبر أحد به و أنه توفي بسبب أزمة قلبية و لا علاقة له بأي شيء
بينما أخبره الشرطي أن مراد الشرقاوي يتهمه بقتل والده
رفض هيثم التهم الموجهة إليه و كان جوابه أنه كيف يعقل أن يقتل والده بعد أن لاقاه ؟؟؟؟؟
ذهبت الشرطة فهم لا يملكون أي دليل أو برهان أنه القاتل ....
بل إن سبب الوفاة كانت أزمة قلبية

بعد أيام ذهب هيثم إلى المنزل للقاء ليلى و لكنه لم يعثر عليها
ذهب إلى المستشفى الذي تتعالج فيه و قام بإجراء تحاليل لمعرفة هل سيتمكن من التبرع لها
بينما كان هيثم عائدا إلى القصر
كان بلال قد خرج من المستشفى وجد نفسه بمفرده لا سعاد في انتظاره و لا شقيقته لا خطيبته لا أحد باستثناء أمل
كان الغضب قد تملكه مرددا هيثم ساقتله سألقنه درسا لن ينساه سترين كيف سأجعل حياته جحيما هو و أختي التي تعتقد أنها أختي أقسم أنني سادمر حياتها ....

بعد مرور شهر حان موعد ولادة سيلا ....

تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1